إحصائيات الموضوع | |
بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على محمد و اله الطاهرين كتبت هذه الكلام الذي لا يمكن وصفه من بحار الأنوار مجلد 77 و أرجو من الله أن ينفعنا به روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه و سلم سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا ربي أي الأعمال أفضل؟ فقال الله عز و جل: ليس شيء عندي أفضل من التوكل علي و الرضى بما قسمت يا محمد وجبت محبتي للمتحابين في، ووجبت محبتي للمتعاطفين في، ووجبت محبتي للمتواصلين في، ووجبت محبتي للمتوكلين علي، و ليس لمحبتي علم و لا غاية و كلما رفعت لهم علما وضعت لهم علما، أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم، و لا يرفعوا الحوائج إلى الخلق، بطونهم خفيفة من أكل الحلال، نعيمهم في الدنيا ذكري، و محبتي و رضاي عنهم. يا أحمد إن أحببت أن تكون أورع الناس فازهد في الدنيا و ارغب في الاخرة فقال: يا إلهي كيف أزهد في الدنيا و أرغب في الآخرة؟ قال: خذ من الدنيا خفا من الطعام و الشراب و اللباس و لا تدخر لغد، و دم على ذكري. فقال: يا رب و كيف أدوم على ذكرك؟ فقال: بالخلوة عن الناس، و بغضك الحلو و الحامض و فراغ بطنك و بيتك من الدنيا. يا أحمد فاحذر أن تكون مثل الصبي إذا نظر إلى الأخضر و الأصفر أحبه و إذا أعطى شيء من الحلو و الحامض أغتر به، فقال: يا رب دلني على عمل أتقرب به إليك، قال: اجعل ليلك نهارا، و نهارك ليلا، قال: يا رب كيف ذلك؟ قال: اجعل نومك صلاة، و طعامك الجوع. يا أحمد و عزتي و جلالي ما من عبد مؤمن، ضمن لي بأربع خصال إلا أدخلته الجنة: يطوي لسانه فلا يفتحه إلا بما يعنيه، و يحفظ قلبه من الوسواس، و يحفظ علمي و نظري إليه، و تكون قرة عينه الجوع. يا أحمد لو ذقت حلاوة الجوع و الصمت و الخلوة و ما ورثوا منها، قال: يا رب ما ميراث الجوع؟ قال: الحكمة، و حفظ القلب، و التقرب إلي، و الحزن الدائم، و خفة المئونة بين الناس، و قول الحق، و لا يبالي عاش بيسر أو بعسر. يا أحمد هل تدري بأي وقت يتقرب العبد إلى الله؟ قال: لا يا رب، قال: إذا كان جايعا أو ساجدا. يا أحمد عجبت من ثلاثة عبيد: عبد دخل في الصلاة و هو يعلم إلى من يرفع يديه و قدام من هو، و هو ينعس و عجبت من عبد له قوت يوم من الحشيش أو غيره و هو يهتم لغد، و عجبت من عبد لا يدري أني راض عنه أم ساخط عليه و هو يضحك. يا أحمد إن في الجنة قصرا من لؤلؤة فوق لؤلؤة، و درة فوق درة ليس فيها قصم و لا وصل، فيها الخواص، أنظر إليهم كل يوم سبعين مرة و أكلمهم، كلما نظرت إليهم أزيد في ملكهم سبعين ضعفا، و إذا تلذذ أهل الجنة بالطعام و الشراب تلذذوا بكلامي و ذكري و حديثي. قال: يا رب ما علامات أولئك؟ قال: هم في الدنيا مسجونون، قد سجنوا ألسنتهم من فضول الكلام و بطونهم من فضول الطعام. يا أحمد إن المحبة لله هي المحبة للفقراء، و التقرب إليهم، قال: يا رب و من الفقراء؟ قال: الذين رضوا بالقلي، و صبروا على الجوع، و شكروا على الرخاء، و لم يشكو جوعهم و لا ظمأهم، و لم يكذبوا بألسنتهم، و لا يغضبوا على ربهم و لم يغتموا على ما فاتهم، و لم يفرحوا بما آتاهم. يا أحمد محبتي محبة للفقراء فادن الفقراء و قرب مجلسهم منك ادنك، و بعد الأغنياء، و بعد مجلسهم منك فان الفقراء أحبائي. يا أحمد لا تتزين بلين اللباس، و طيب الطعام، و لين الوطاء، فان النفس مأوى كل شر، و هي رفيق كل سوء، تجرها إلى طاعة الله، و تجرك إلى معصيته و تخالفك في طاعته. و تطيعك فيما تكره، و تطغى إذا شبعت، و تشكو اذا جاعت، و تغضب إذا افتقرت، و تتكبر إذا استغنت، و تنسى إذا كبرت، و تغفل إذا أمنت و هي قرينة الشيطان، و مثل النفس كمثل النعامة تأكل الكثير و إذا حمل عليها لا تطير، و مثل الدفلي لونه حسن و طعمه مر. يا أحمد أبغض الدنيا و أهلا و أحب الآخرة و أهلها، قال: يا رب و من أهل الدنيا و من أهل الآخرة؟ قال: أهل الدنيا من كثر أكله و ضحكه و نومه و غضبه قليل الرضا لا يعتذر إلى من أساء إليه، و لا يقبل معذرة من اعتذر إليه، كسلان عند الطاعة، شجاع عند المعصية، أمله بعيد و أجله قريب، لا يحاسب نفسه، قليل المنفعة، كثير الكلام، قليل الخوف، كثير الفرح عند الطعام، و إن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء، و لا يصبرون عند البلاء، كثير الناس عندهم قليل، و يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون، و يدعون بما ليس لهم، و يتكلمون بما يتمنون، و يذكرون مساوي الناس، و يخفون حسناتهم. قال: يا رب هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا؟ قال: يا أحمد إن عيب أهل الدنيا كثير فيهم الجهل، و الحمق، لا يتواضعون لمن يتعلمون منه و هم عند أنفسهم عقلاء و عند العارفين حمقاء. يا أحمد إن أهل الخير و أهل الاخرة رقيقة وجوههم، كثير حياؤهم، قليل حمقهم، كثير نفعهم، قليل مكرهم، الناس منهم في راحة و أنفسهم منهم في تعب كلامهم موزون، محاسبين لأنفسهم، متعبين لها، تنام أعينهم و لا تنام قلوبهم، أعينهم باكية و قلوبهم ذاكرة، إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين، في أول النعمة يحمدون و في آخرها يشكرون، دعاؤهم عند الله مرفوع، و كلامهم مسموع، تفرح الملائكة بهم، يدور دعاؤهم تحت الحجب، يحب الرب أن يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها، و لا يشغلهم عن الله شيء طرفة عين، و لا يريدون كثرة الطعام، و لا كثرة الكلام،و لا كثرة اللباس، الناس عندهم موتى، و الله عندهم حي قيوم كريم، يدعون المدبرين كرما، و يريدون المقبلين تلطفا، قد صارت الدنيا و الآخرة عندهم واحدة، يموت الناس مرة و يموت أحدهم كل يوم سبعين مرة من مجاهدة أنفسهم و مخافة هواهم، الشيطان الذي يجري في عروقهم، و لو تحركت ريح لزعزعتهم، و إن قاموا بين يدي كأنهم بنيان مرصوص لا أرى في قلبهم شغلا ، لمخلوق، فوعزتي و جلالي لأحيينهم حياة طيبة، إذا فارقت أرواحهم من جسدهم، لا أسلط عليهم ملك الموت، و لا يلي قبض روحهم غيري، و لأفتحن لروحهم أبواب السماء كلها، و لأرفعن الحجب كلها دوني، و لآمرن الجنان فلتزينن، و الحور العين فلتزفن و الملائكة فلتصلين، و الأشجار فلتثمرن، و ثمار الجنة فلتدلين و لأمرن ريحا من الرياح التي تحت العرش فلتحملن جبال الكافور و المسك الآذفر فلتصيرن وقودا من غير النار، فلتدخلن به، و لا يكون بيني و بين روحه ستر فأقول له عند قبض روحه: مرحبا و أهلا بقدومك علي، اصعد بالكرامة و البشرى و الرحمة و الرضوان، و جنات لهم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم. فلو رأيت الملائكة كيف يأخذ بها واحد و يعطيها الاخر. يا أحمد إن أهل الآخرة لا يهنؤهم الطعام منذ عرفوا ربهم، و لا يشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيئاتهم، يبكون على خطاياهم، يتعبون أنفسهم و لا يريحونها، و أن راحة أهل الجنة في الموت، و الآخرة مستراح العابدين، مؤنسهم دموعهم التي تفيض على خدودهم، و جلوسهم مع الملائكة الذين عن أيمانهم و عن شمائلهم، و مناجاتهم مع الجليل الذي فوق عرشهن و أن أهل الآخرة قلوبهم في أجوافهم قد قرحت يقولون متى نستريح من دار الفناء إلى دار البقاء. يا أحمد هل تعرف ما للزاهدين عندي في الآخرة؟ قال: لا يا رب، قال، يبعث الخلق و يناقشون بالحساب، و هم من ذلك آمنون، إن أدنى ما أعطى للزاهدين في الآخرة أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلها حتى يفتحوا أي باب شاؤوا و لا أحجب عنهم وجهي و لأنعمنهم بألوان التلذذ من كلامي، و لأجلسنهم في مقعد صدق و أذكرنهم ما صنعوا و تعبوا في دار الدنيا و أفتح لهم أربعة أبواب: باب تدخل عليهم الهدايا منه بكرة و عشيا من عندي، و باب ينظرون منه إلى كيف شاؤوا بلا صعوبة، و باب يطلعون منه إلى النار فينظرون منه إلى الظالمين كيف يعذبون و باب تدخل عليهم الوصايف و الحور العين، قال: يا رب من هؤلاء الزاهدون الذين وصفتهم؟ قال: الزاهد هو الذي ليس له بيت يخرب فيغتم بخرابه، و لا له ولد يموت فيحزن لموته، و لا له شيء يذهب فيحزن لذهابه، و لا يعرفه إنسان يشغله عن الله طرفة عين، و لا له فضل طعام ليسأل عنه، و لا له ثوب لين. يا أحمد وجوه الزاهدين مصفرة من تعب الليل و صوم النهار، و ألسنتهم كلال إلا من ذكر الله تعالى، قلوبهم في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهوائهم قد ضمروا أنفسهم من كثرة صمتهم قد أعطوا المجهود من أنفسهم لا من خوف نار و لا من شوق جنة، و لكن ينظرون في ملكوت السماوات و الأرض فيلمون أن الله سبحانه و تعالى أهل لعبادة كأنما ينظرون في ملكوت السماوات و الأرض فيعلمون أن الله سبحانه و تعالى أهل للعبادة كأنما ينظرون إلى من فوقها، قال:يا رب هل تعطي لأحد من أمتي هذا، قال: يا أحمد هذه درجة الأنبياء و الصديقين من أمتك و أمة غيرك و أقوام من الشهداء. قال: يا رب أي الزهاد أكثر؟ زهاد أمتي أم زهاد بني إسرائيل؟ قال: إن زهاد بني إسرائيل في زهاد أمتك كشعرة سوداء في بقرة بيضاء، فقال : يا رب كيف يكون ذلك و عدد بني إسرائيل أكثر من أمتي؟ قال: لأنهم شكوا بعد اليقين، و جحدوا بعد الإقرار. قال رسول الله صلى الله عليه و اله: فحمدت الله للزاهدين كثيرا و شكرته و دعوت لهم فقت: اللهم احفظهم و ارحمهم و احفظ عليهم دينهم الذي ارتضيت لهم، اللهم ارزقهم إيمان المؤمنين الذي ليس بعده شك و زيغ، وورعا ليس بعده رغبة، و خوفا ليس بعده غفلة، و علما ليس بعده جهل، و عقلا ليس بعده حمق، و قربا ليس بعده بعد، و خشوعا ليس بعده قساوة، و ذكرا ليس بعده نسيان و كرما ليس بعده هوان، و صبرا ليس بعد ضجر، و حلما ليس بعده عجلة، و املأ أنفسهم حياء منك حتى يستحيوا منك كل وقت، و تبصرهم بآفات الدنيا و آفات أنفسهم ووساوس الشيطان، فإنك تعلم ما في نفسي و أنت علام الغيوب. يا أحمد عليك بالورع فإن الورع رأس الدين ووسط الدين و آخر الدين إن الورع يقرب العبد إلى ربه. يا أحمد إن الورع كالشنوف(ما علق في الأذن أو أعلاها من الحلي) بين الحلي و الخبز بين الطعام، إن الورع رأس الإيمان و عماد الدين، إن الورع مثله كمثل السفينة كما أن في البحر لا ينجو إلا من كان فيها كذلك لا ينجو الزاهدون إلا بالورع. يا أحمد ما عرفني عبد و خشع لي إلا خشعت له. يا أحمد الورع يفتح على العبد أبواب العبادة، فتكرم به عند الخلق، و يصل به إلى الله عز و جل. يا أحمد عليك بالصمت فإن أعمر القلوب قلوب الصالحين و الصامتين، و إن أخرب القلوب قلوب المتكلمين بما لا يعنيهم. يا أحمد إن العبادة عشرة أجزاء تسعة منها طلب الحلال، فإذا طيبت مطعمك و مشربك فأنت في حفظي و كنفي، قال: يا رب ما أول العبادة؟ قال أول العبادة الصمت و الصوم، قال: و ما ميراث الصوم: قال/ الصوم يورث الحكمة و الحكمة تورث المعرفة، و المعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أًبح، بعسر أم بيسر، و إذا كان العبد في حالة الموت يقوم على رأسه ملائكة بيد كل ملك كأس من ماء الكوثر و كأس من الخمر يسقون روحه حتى تذهب سكرته و مرارته و يبشرونه بالبشارة العظمى و يقولون له طبت و طاب مثواك إنك تقدم على العزيز الحكيم الحبيب القريب فتطير الروح من أيدي الملائكة فتصعد إلى الله تعالى في أسرع من طرفة عين، و لا يبقى حجاب و لا ستر بينها و بين الله تعالى، و الله عز و جل إليها مشتاق، و تجلس على عين عند العرش ثم يقال لها: كيف تركت الدنيا؟ فتقول: إلهي و عزتك و جلالك لا علم لي بالدنيا، أنا منذ خلقتني خائفة منك، فيقول الله تعالى: صدقت عبدي كنت بجسدك في الدنيا و روحك معي فأنت بعيني سرك و علانيتك، سل أعطك و تمن علي فأكرمك، هذه جنتي فتجنح فيها و هذا جواري فاسكنه. فتقول الروح: إلهي عرفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك و عزتك و جلالك لو كان رضاك في أن أقطع إربا إربا و أقتل سبعين قتلة بأشد ما يقتل به الناس لكان رضاك أحب إلى، إلهي كيف أعجب بنفسي و أنا ذليل إن لم تكرمني و أنا مغلوب إن لم تنصرني و أنا ضعيف إن لم تقوني و أنا ميت إن لم تحيني بذكرك، و لولا سترك لافتضحت أول مرة عصيتك، إلهي كيف لا أطلب رضاك و قد أكملت عقلي حتى عرفتك و عرفت الحق من الباطل و الأمر من النهي و العلم من الجهل و النور من الظلمة، فقال الله عز و جل: و عزتي و جلالي لا أحجب بيني و بينك في وقت من الأوقات كذلك أفعل بأحبائي. يا أحمد هل تدري أي عيش أهنأ و أي حياة أبقى؟ قال: اللهم لا، قال: أما العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر صاحبه عن ذكري و لا ينسى نعمتي و لا يجهل حقي، يطلب رضاي في ليله و نهاره، و أما الحياة الباقية فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا و تصغر في عينه، و تعظم الآخرة عنده، و يؤثر هواي على هواه و يبتغي مرضاتي و يعظم حق عظمتي و يذكر علمي به، و يراقبني بالليل و النهار عند كل سيئة أو معصية، و يتقي قلبه عن كل ما أكره، و يبغض الشيطان و وساوسه و لا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا و سبيلا، فإذا فعل ذلك أسكنت قلبه حبا حتى أجعل قلبه لي و فراغه و اشتغاله و همه و حديثه من النعمة التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي، و أفتح عين قلبه و سمعه حتى يسمع بقلبه و ينظر بقلبه إلى جلالي و عظمتي، و أضيق عليه الدينا و أبغض إليه ما فيها من اللذات و أحذره من الدنيا و ما فيها كما يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة فإذا كان هكذا يفر من الناس فرارا، و ينقل من دار الفناء إلى دار البقاء، و من دار الشيطان إلى دار الرحمان. يا أحمد و لأزينه بالهيبة و العظمة فهذا هو العيش الهنيء و الحياة الباقية و هذا مقام الراضين، فمن عمل برضاي ألزمه ثلاث خصال: أعرفه شكرا لا يخالطه الجهل، و ذكرا لا يخالطه النسيان، و محبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين فإذا أحبني أحببته، و أفتح عين قلبه إلى جلالي و لا أخفي عليه خاصة خلقي و أناجيه في ظلم الليل و نور النهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين، و مجالسته معهم، و أسمعه كلامي و كلام ملائكتي و أعرفه السر الذي سترته عن خلقي و ألبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق كلهم و يمشي على الأرض مغفورا له و أجعل قلبه واعيا و بصيرا و لا أخفي عليه شيئا من جنة و لا نار و أعرفه ما يمر على الناس في يوم القيامة من الهول و الشدة، و ما أحاسب الأغنياء و الفقراء و الجهال و العلماء و أنومه في قبره و أنزل عليه منكرا و نكيرا حتى يسألاه، و لا يرى غمرة الموت و ظلمة القبر و اللحد و هول المطلع ثم أنصب له ميزانه و و أنشر ديوانه، ثم أضع كتابه في يمينه فيقرؤه منشورا، ثم لا أجعل بيني و بينه ترجمانا فهده صفات المحبين. يا أحمد اجعل همك هما واحدا، فاجعل لسانك لسانا واحدا، و اجعل بدنك حيا لا يغفل عني، من يغفل عني لا أبالي بأي واد هلك. يا أحمد استعمل عقلك قبل أن يذهب فمن استعمل عقله لا يخطي و لا يطغى. يا أحمد ألم تدر لأي شيء فضلتك على ساير الأنبياء؟ قال: اللهم لا قال: باليقين و حسن الخلق، و سخاوة النفس، و رحمة الخلق، و كذلك أوتاد الأرض لم يكونوا أوتادا إلا بهذا. يا أحمد إن العبد إذا جاع بطنه و حفظ لسانه علمته الحكمة و إن كان كافرا تكون حكته حجة عليه ووبال، و إن كان مؤمنا تكون حكمته له نورا و برهانا و شفاء و رحمة، فيعلم ما لم يكن يعلم، و يبصر ما لم يكن يبصر، فأول ما أبصره عيوب نفسه حتى يشتغل عن عيوب غيره، و أبصره دقائق العلم حتى لا يدخل عليه الشيطان. يا أحمد ليس شيء من العبادة أحب إلي من الصمت و الصوم، فمن صام و لم يحفظ لسانه كان كمن قام و لم يقرأ في صلاته فأعطيه أحر القيام و لم أعطه أجر العابدين. يا أحمد هل تدري متى يكون العبد عابدا؟ قال: لا يا رب قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن المحارم، و صمت يكفه عما لا يعنيه، و خوف يزداد كل يوم من بكائه، و حياء يستحيي مني في الخلاء، و أكل ما لا بد منه و يبغض الدنيا لبغضي لها، و يحب الأخبار لحبي إياهم. يا أحمد ليس كل من قال أحب الله أحبني حتى يأخذ قوتا، و يلبس دونا و ينام سجودا، و يطيل قياما، و يلزم صمتا، و يتوكل علي، و يبكي كثيرا، و يقل ضحكا، و يخالف هواه، و يتخذ المسجد بيتا، و العلم صاحبا، و الزهد جليسا، و العلماء أحباء، و الفقراء رفقاء، و يطلب رضاي، و يفر من العاصين فرارا، و يشغل بذكري اشتغالا، و يكثر التسبيح دائما، و يكون بالوعد صادقا، و بالعهد وافيا، و يكون قلبه طاهرا، و في الصلاة زاكيا، و في الفرائض مجتهدا، و فيما عندي من الثواب راغبا، و من عذابي راهبا، و لأحبائي قرينا و جليسا. يا أحمد لو صلى العبد صلاة أهل السماء و الأرض، و يصوم صيام أهل السماء و الأرض، و يطوي من الطعام مثل الملائكة، و لبس لباس العاري، ثم أرى في قلبه من حب الدنيا ذرة، أو سعتها أو رئاستها أو حليها أو زينتها لا يجاورني في داري، و لأنزعن من قلبه محبتي، و عليك سلامي و رحمتي و الحمد لله رب العالمين. غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مواضيع مختلفة
|
المشاركة : (2) | |
اللهم صل على سيدنا محمد وآل محمد الأطهار صلاة لا أمد لها أبدا |
المشاركة : (3) | |
اللهم صل على محمد وال محمد الاطهار جزاكي الله الجنه اختي مروى ونفع بكِ |
المشاركة : (4) | |
اللهم صل على محمد و اله شكرا على مروركم جميعا الله يخليك أختي العزيزة الهاشمية على الدعاء و لك بالمثل و أكثر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه |
الموضوع |
هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب |
كلام يكتب بماء الذهب |
بناء مراحيض فوق بيت رسول الله و |
الجزء الثانى من خاتم لا اله الا الله محمد رسول الله |