المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

يكتب بماء الذهب..يا أحمد..يا رسول الله

21 يكتب بماء الذهب..يا أحمد..يا رسول الله

بسم الله الرحمان الرحيم ‏
و صلى الله على محمد و اله الطاهرين
كتبت هذه الكلام الذي لا يمكن وصفه من بحار الأنوار مجلد 77 ‏
و أرجو من الله أن ينفعنا به ‏


روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله
عليه و سلم سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال: يا ربي أي الأعمال أفضل؟ فقال الله عز و جل: ليس شيء ‏عندي أفضل من التوكل علي و الرضى بما قسمت يا محمد وجبت محبتي للمتحابين في، ووجبت محبتي ‏للمتعاطفين في، ووجبت محبتي للمتواصلين في، ووجبت محبتي للمتوكلين علي، و ليس لمحبتي علم و لا ‏غاية و كلما رفعت لهم علما وضعت لهم علما، أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم، و لا يرفعوا ‏الحوائج إلى الخلق، بطونهم خفيفة من أكل الحلال، نعيمهم في الدنيا ذكري، و محبتي و رضاي عنهم.‏
يا أحمد إن أحببت أن تكون أورع الناس فازهد في الدنيا و ارغب في الاخرة فقال: يا إلهي كيف أزهد في ‏الدنيا و أرغب في الآخرة؟ قال: خذ من الدنيا خفا من الطعام و الشراب و اللباس و لا تدخر لغد، و دم على ‏ذكري. فقال: يا رب و كيف أدوم على ذكرك؟ فقال: بالخلوة عن الناس، و بغضك الحلو و الحامض و فراغ ‏بطنك و بيتك من الدنيا.‏
يا أحمد فاحذر أن تكون مثل الصبي إذا نظر إلى الأخضر و الأصفر أحبه و إذا أعطى شيء من الحلو و ‏الحامض أغتر به، فقال: يا رب دلني على عمل أتقرب به إليك، قال: اجعل ليلك نهارا، و نهارك ليلا، قال: يا ‏رب كيف ذلك؟ قال: اجعل نومك صلاة، و طعامك الجوع.‏
يا أحمد و عزتي و جلالي ما من عبد مؤمن، ضمن لي بأربع خصال إلا أدخلته الجنة: يطوي لسانه فلا ‏يفتحه إلا بما يعنيه، و يحفظ قلبه من الوسواس، و يحفظ علمي و نظري إليه، و تكون قرة عينه الجوع.‏
يا أحمد لو ذقت حلاوة الجوع و الصمت و الخلوة و ما ورثوا منها، قال: يا رب ما ميراث الجوع؟ قال: ‏الحكمة، و حفظ القلب، و التقرب إلي، و الحزن الدائم، و خفة المئونة بين الناس، و قول الحق، و لا يبالي ‏عاش بيسر أو بعسر.‏
يا أحمد هل تدري بأي وقت يتقرب العبد إلى الله؟ قال: لا يا رب، قال: إذا كان جايعا أو ساجدا.‏
يا أحمد عجبت من ثلاثة عبيد: عبد دخل في الصلاة و هو يعلم إلى من يرفع يديه و قدام من هو، و هو ‏ينعس و عجبت من عبد له قوت يوم من الحشيش أو غيره و هو يهتم لغد، و عجبت من عبد لا يدري أني ‏راض عنه أم ساخط عليه و هو يضحك.‏
يا أحمد إن في الجنة قصرا من لؤلؤة فوق لؤلؤة، و درة فوق درة ليس فيها قصم و لا وصل، فيها الخواص، ‏أنظر إليهم كل يوم سبعين مرة و أكلمهم، كلما نظرت إليهم أزيد في ملكهم سبعين ضعفا، و إذا تلذذ أهل ‏الجنة بالطعام و الشراب تلذذوا بكلامي و ذكري و حديثي. قال: يا رب ما علامات أولئك؟ قال: هم في الدنيا ‏مسجونون، قد سجنوا ألسنتهم من فضول الكلام
و بطونهم من فضول الطعام.‏
يا أحمد إن المحبة لله هي المحبة للفقراء، و التقرب إليهم، قال: يا رب و من الفقراء؟ قال: الذين رضوا ‏بالقلي، و صبروا على الجوع، و شكروا على الرخاء، و لم يشكو جوعهم و لا ظمأهم، و لم يكذبوا ‏بألسنتهم، و لا يغضبوا على ربهم و لم يغتموا على ما فاتهم، و لم يفرحوا بما آتاهم.‏
يا أحمد محبتي محبة للفقراء فادن الفقراء و قرب مجلسهم منك ادنك، و بعد الأغنياء، و بعد مجلسهم منك ‏فان الفقراء أحبائي.‏
يا أحمد لا تتزين بلين اللباس، و طيب الطعام، و لين الوطاء، فان النفس مأوى كل شر، و هي رفيق كل ‏سوء، تجرها إلى طاعة الله، و تجرك إلى معصيته و تخالفك في طاعته. و تطيعك فيما تكره، و تطغى إذا ‏شبعت، و تشكو اذا جاعت، و تغضب إذا افتقرت، و تتكبر إذا استغنت، و تنسى إذا كبرت، و تغفل إذا أمنت ‏و هي قرينة الشيطان، و مثل النفس كمثل النعامة تأكل الكثير و إذا حمل عليها لا تطير، و مثل الدفلي لونه ‏حسن و طعمه مر.‏
يا أحمد أبغض الدنيا و أهلا و أحب الآخرة و أهلها، قال: يا رب و من أهل الدنيا و من أهل الآخرة؟ قال: ‏أهل الدنيا من كثر أكله و ضحكه و نومه و غضبه قليل الرضا لا يعتذر إلى من أساء إليه، و لا يقبل معذرة ‏من اعتذر إليه، كسلان عند الطاعة، شجاع عند المعصية، أمله بعيد و أجله قريب، لا يحاسب نفسه، قليل ‏المنفعة، كثير الكلام، قليل الخوف، كثير الفرح عند الطعام، و إن أهل الدنيا لا يشكرون عند الرخاء، و لا ‏يصبرون عند البلاء، كثير الناس عندهم قليل، و يحمدون أنفسهم بما لا يفعلون، و يدعون بما ليس لهم، و ‏يتكلمون بما يتمنون، و يذكرون مساوي الناس، و يخفون حسناتهم.‏
قال: يا رب هل يكون سوى هذا العيب في أهل الدنيا؟ قال: يا أحمد إن عيب أهل الدنيا كثير فيهم الجهل، و ‏الحمق، لا يتواضعون لمن يتعلمون منه و هم عند أنفسهم عقلاء و عند العارفين حمقاء.‏
يا أحمد إن أهل الخير و أهل الاخرة رقيقة وجوههم، كثير حياؤهم، قليل حمقهم، كثير نفعهم، قليل مكرهم، ‏الناس منهم في راحة و أنفسهم منهم في تعب كلامهم موزون، محاسبين لأنفسهم، متعبين لها، تنام أعينهم ‏و لا تنام قلوبهم، أعينهم باكية و قلوبهم ذاكرة، إذا كتب الناس من الغافلين كتبوا من الذاكرين، في أول ‏النعمة يحمدون و في آخرها يشكرون، دعاؤهم عند الله مرفوع، و كلامهم مسموع، تفرح الملائكة بهم، ‏يدور دعاؤهم تحت الحجب، يحب الرب أن يسمع كلامهم كما تحب الوالدة ولدها، و لا يشغلهم عن الله شيء ‏طرفة عين، و لا يريدون كثرة الطعام، و لا كثرة الكلام،و لا كثرة اللباس، الناس عندهم موتى، و الله عندهم ‏حي قيوم كريم، يدعون المدبرين كرما، و يريدون المقبلين تلطفا، قد صارت الدنيا و الآخرة عندهم واحدة، ‏يموت الناس مرة و يموت أحدهم كل يوم سبعين مرة من مجاهدة أنفسهم و مخافة هواهم، الشيطان الذي ‏يجري في عروقهم، و لو تحركت ريح لزعزعتهم، و إن قاموا بين يدي كأنهم بنيان مرصوص لا أرى في ‏قلبهم شغلا ، لمخلوق، فوعزتي و جلالي لأحيينهم حياة طيبة، إذا فارقت أرواحهم من جسدهم، لا أسلط ‏عليهم ملك الموت، و لا يلي قبض روحهم غيري، و لأفتحن لروحهم أبواب السماء كلها، و لأرفعن الحجب ‏كلها دوني، و لآمرن الجنان فلتزينن، و الحور العين فلتزفن و الملائكة فلتصلين، و الأشجار فلتثمرن، و ‏ثمار الجنة فلتدلين و لأمرن ريحا من الرياح التي تحت العرش فلتحملن جبال الكافور و المسك الآذفر ‏فلتصيرن وقودا من غير النار، فلتدخلن به، و لا يكون بيني و بين روحه ستر فأقول له عند قبض روحه: ‏مرحبا و أهلا بقدومك علي، اصعد بالكرامة و البشرى و الرحمة و الرضوان، و جنات لهم فيها نعيم مقيم، ‏خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم. فلو رأيت الملائكة كيف يأخذ بها واحد و يعطيها الاخر.‏
يا أحمد إن أهل الآخرة لا يهنؤهم الطعام منذ عرفوا ربهم، و لا يشغلهم مصيبة منذ عرفوا سيئاتهم، يبكون ‏على خطاياهم، يتعبون أنفسهم و لا يريحونها، و أن راحة أهل الجنة في الموت، و الآخرة مستراح ‏العابدين، مؤنسهم دموعهم التي تفيض على خدودهم، و جلوسهم مع الملائكة الذين عن أيمانهم و عن ‏شمائلهم، و مناجاتهم مع الجليل الذي فوق عرشهن و أن أهل الآخرة قلوبهم في أجوافهم قد قرحت يقولون ‏متى نستريح من دار الفناء إلى دار البقاء.‏
يا أحمد هل تعرف ما للزاهدين عندي في الآخرة؟ قال: لا يا رب، قال، يبعث الخلق و يناقشون بالحساب، و ‏هم من ذلك آمنون، إن أدنى ما أعطى للزاهدين في الآخرة أن أعطيهم مفاتيح الجنان كلها حتى يفتحوا أي ‏باب شاؤوا و لا أحجب عنهم وجهي و لأنعمنهم بألوان التلذذ من كلامي، و لأجلسنهم في مقعد صدق و ‏أذكرنهم ما صنعوا و تعبوا في دار الدنيا و أفتح لهم أربعة أبواب: باب تدخل عليهم الهدايا منه بكرة و ‏عشيا من عندي، و باب ينظرون منه إلى كيف شاؤوا بلا صعوبة، و باب يطلعون منه إلى النار فينظرون ‏منه إلى الظالمين كيف يعذبون و باب تدخل عليهم الوصايف و الحور العين، قال: يا رب من هؤلاء ‏الزاهدون الذين وصفتهم؟ قال: الزاهد هو الذي ليس له بيت يخرب فيغتم بخرابه، و لا له ولد يموت فيحزن ‏لموته، و لا له شيء يذهب فيحزن لذهابه، و لا يعرفه إنسان يشغله عن الله طرفة عين، و لا له فضل طعام ‏ليسأل عنه، و لا له ثوب لين.‏
يا أحمد وجوه الزاهدين مصفرة من تعب الليل و صوم النهار، و ألسنتهم كلال إلا من ذكر الله تعالى، قلوبهم ‏في صدورهم مطعونة من كثرة ما يخالفون أهوائهم قد ضمروا أنفسهم من كثرة صمتهم قد أعطوا المجهود ‏من أنفسهم لا من خوف نار و لا من شوق جنة، و لكن ينظرون في ملكوت السماوات و الأرض فيلمون أن ‏الله سبحانه و تعالى أهل لعبادة كأنما ينظرون في ملكوت السماوات و الأرض فيعلمون أن الله سبحانه و ‏تعالى أهل للعبادة كأنما ينظرون إلى من فوقها، قال:يا رب هل تعطي لأحد من أمتي هذا، قال: يا أحمد هذه ‏درجة الأنبياء و الصديقين من أمتك و أمة غيرك و أقوام من الشهداء.‏
قال: يا رب أي الزهاد أكثر؟ زهاد أمتي أم زهاد بني إسرائيل؟ قال: إن زهاد بني إسرائيل في زهاد أمتك ‏كشعرة سوداء في بقرة بيضاء، فقال : يا رب كيف يكون ذلك و عدد بني إسرائيل أكثر من أمتي؟ قال: لأنهم ‏شكوا بعد اليقين، و جحدوا بعد الإقرار. قال رسول الله صلى الله عليه و اله: فحمدت الله للزاهدين كثيرا و ‏شكرته و دعوت لهم فقت: اللهم احفظهم و ارحمهم و احفظ عليهم دينهم الذي ارتضيت لهم، اللهم ارزقهم ‏إيمان المؤمنين الذي ليس بعده شك و زيغ، وورعا ليس بعده رغبة، و خوفا ليس بعده غفلة، و علما ليس ‏بعده جهل، و عقلا ليس بعده حمق، و قربا ليس بعده بعد، و خشوعا ليس بعده قساوة، و ذكرا ليس بعده ‏نسيان و كرما ليس بعده هوان، و صبرا ليس بعد ضجر، و حلما ليس بعده عجلة، و املأ أنفسهم حياء منك ‏حتى يستحيوا منك كل وقت، و تبصرهم بآفات الدنيا و آفات أنفسهم ووساوس الشيطان، فإنك تعلم ما في ‏نفسي و أنت علام الغيوب.‏
يا أحمد عليك بالورع فإن الورع رأس الدين ووسط الدين و آخر الدين إن الورع يقرب العبد إلى ربه.‏
يا أحمد إن الورع كالشنوف(ما علق في الأذن أو أعلاها من الحلي) بين الحلي و الخبز بين الطعام، إن ‏الورع رأس الإيمان و عماد الدين، إن الورع مثله كمثل السفينة كما أن في البحر لا ينجو إلا من كان فيها ‏كذلك لا ينجو الزاهدون إلا بالورع.‏
يا أحمد ما عرفني عبد و خشع لي إلا خشعت له.‏
يا أحمد الورع يفتح على العبد أبواب العبادة، فتكرم به عند الخلق، و يصل به إلى الله عز و جل.‏
يا أحمد عليك بالصمت فإن أعمر القلوب قلوب الصالحين و الصامتين، و إن أخرب القلوب قلوب المتكلمين ‏بما لا يعنيهم.‏
يا أحمد إن العبادة عشرة أجزاء تسعة منها طلب الحلال، فإذا طيبت مطعمك و مشربك فأنت في حفظي و ‏كنفي، قال: يا رب ما أول العبادة؟ قال أول العبادة الصمت و الصوم، قال: و ما ميراث الصوم: قال/ الصوم ‏يورث الحكمة و الحكمة تورث المعرفة، و المعرفة تورث اليقين، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أًبح، ‏بعسر أم بيسر، و إذا كان العبد في حالة الموت يقوم على رأسه ملائكة بيد كل ملك كأس من ماء الكوثر و ‏كأس من الخمر يسقون روحه حتى تذهب سكرته و مرارته و يبشرونه بالبشارة العظمى و يقولون له طبت ‏و طاب مثواك إنك تقدم على العزيز الحكيم الحبيب القريب فتطير الروح من أيدي الملائكة فتصعد إلى الله ‏تعالى في أسرع من طرفة عين، و لا يبقى حجاب و لا ستر بينها و بين الله تعالى، و الله عز و جل إليها ‏مشتاق، و تجلس على عين عند العرش ثم يقال لها: كيف تركت الدنيا؟ فتقول: إلهي و عزتك و جلالك لا ‏علم لي بالدنيا، أنا منذ خلقتني خائفة منك، فيقول الله تعالى: صدقت عبدي كنت بجسدك في الدنيا و روحك ‏معي فأنت بعيني سرك و علانيتك، سل أعطك و تمن علي فأكرمك، هذه جنتي فتجنح فيها و هذا جواري ‏فاسكنه. فتقول الروح: إلهي عرفتني نفسك فاستغنيت بها عن جميع خلقك و عزتك و جلالك لو كان رضاك ‏في أن أقطع إربا إربا و أقتل سبعين قتلة بأشد ما يقتل به الناس لكان رضاك أحب إلى، إلهي كيف أعجب ‏بنفسي و أنا ذليل إن لم تكرمني و أنا مغلوب إن لم تنصرني و أنا ضعيف إن لم تقوني و أنا ميت إن لم ‏تحيني بذكرك، و لولا سترك لافتضحت أول مرة عصيتك، إلهي كيف لا أطلب رضاك و قد أكملت عقلي حتى ‏عرفتك و عرفت الحق من الباطل و الأمر من النهي و العلم من الجهل و النور من الظلمة، فقال الله عز و ‏جل: و عزتي و جلالي لا أحجب بيني و بينك في وقت من الأوقات كذلك أفعل بأحبائي.‏
يا أحمد هل تدري أي عيش أهنأ و أي حياة أبقى؟ قال: اللهم لا، قال: أما العيش الهنيء فهو الذي لا يفتر ‏صاحبه عن ذكري و لا ينسى نعمتي و لا يجهل حقي، يطلب رضاي في ليله و نهاره، و أما الحياة الباقية ‏فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا و تصغر في عينه، و تعظم الآخرة عنده، و يؤثر هواي على ‏هواه و يبتغي مرضاتي و يعظم حق عظمتي و يذكر علمي به، و يراقبني بالليل و النهار عند كل سيئة أو ‏معصية، و يتقي قلبه عن كل ما أكره، و يبغض الشيطان و وساوسه و لا يجعل لإبليس على قلبه سلطانا و ‏سبيلا، فإذا فعل ذلك أسكنت قلبه حبا حتى أجعل قلبه لي و فراغه و اشتغاله و همه و حديثه من النعمة ‏التي أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي، و أفتح عين قلبه و سمعه حتى يسمع بقلبه و ينظر بقلبه إلى ‏جلالي و عظمتي، و أضيق عليه الدينا و أبغض إليه ما فيها من اللذات و أحذره من الدنيا و ما فيها كما ‏يحذر الراعي غنمه من مراتع الهلكة فإذا كان هكذا يفر من الناس فرارا، و ينقل من دار الفناء إلى دار ‏البقاء، و من دار الشيطان إلى دار الرحمان.‏
يا أحمد و لأزينه بالهيبة و العظمة فهذا هو العيش الهنيء و الحياة الباقية و هذا مقام الراضين، فمن عمل ‏برضاي ألزمه ثلاث خصال: أعرفه شكرا لا يخالطه الجهل، و ذكرا لا يخالطه النسيان، و محبة لا يؤثر على ‏محبتي محبة المخلوقين فإذا أحبني أحببته، و أفتح عين قلبه إلى جلالي و لا أخفي عليه خاصة خلقي و ‏أناجيه في ظلم الليل و نور النهار حتى ينقطع حديثه مع المخلوقين، و مجالسته معهم، و أسمعه كلامي و ‏كلام ملائكتي و أعرفه السر الذي سترته عن خلقي و ألبسه الحياء حتى يستحي منه الخلق كلهم و يمشي ‏على الأرض مغفورا له و أجعل قلبه واعيا و بصيرا و لا أخفي عليه شيئا من جنة و لا نار و أعرفه ما يمر ‏على الناس في يوم القيامة من الهول و الشدة، و ما أحاسب الأغنياء و الفقراء و الجهال و العلماء و ‏أنومه في قبره و أنزل عليه منكرا و نكيرا حتى يسألاه، و لا يرى غمرة الموت و ظلمة القبر و اللحد و ‏هول المطلع ثم أنصب له ميزانه و و أنشر ديوانه، ثم أضع كتابه في يمينه فيقرؤه منشورا، ثم لا أجعل ‏بيني و بينه ترجمانا فهده صفات المحبين.‏
يا أحمد اجعل همك هما واحدا، فاجعل لسانك لسانا واحدا، و اجعل بدنك حيا لا يغفل عني، من يغفل عني لا ‏أبالي بأي واد هلك.‏
يا أحمد استعمل عقلك قبل أن يذهب فمن استعمل عقله لا يخطي و لا يطغى.‏
يا أحمد ألم تدر لأي شيء فضلتك على ساير الأنبياء؟ قال: اللهم لا قال: باليقين و حسن الخلق، و سخاوة ‏النفس، و رحمة الخلق، و كذلك أوتاد الأرض لم يكونوا أوتادا إلا بهذا.‏
يا أحمد إن العبد إذا جاع بطنه و حفظ لسانه علمته الحكمة و إن كان كافرا تكون حكته حجة عليه ووبال، ‏و إن كان مؤمنا تكون حكمته له نورا و برهانا و شفاء و رحمة، فيعلم ما لم يكن يعلم، و يبصر ما لم يكن ‏يبصر، فأول ما أبصره عيوب نفسه حتى يشتغل عن عيوب غيره، و أبصره دقائق العلم حتى لا يدخل عليه ‏الشيطان.‏
يا أحمد ليس شيء من العبادة أحب إلي من الصمت و الصوم، فمن صام و لم يحفظ لسانه كان كمن قام و ‏لم يقرأ في صلاته فأعطيه أحر القيام و لم أعطه أجر العابدين.‏
يا أحمد هل تدري متى يكون العبد عابدا؟ قال: لا يا رب قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن ‏المحارم، و صمت يكفه عما لا يعنيه، و خوف يزداد كل يوم من بكائه، و حياء يستحيي مني في الخلاء، و ‏أكل ما لا بد منه و يبغض الدنيا لبغضي لها، و يحب الأخبار لحبي إياهم.‏
يا أحمد ليس كل من قال أحب الله أحبني حتى يأخذ قوتا، و يلبس دونا و ينام سجودا، و يطيل قياما، و يلزم ‏صمتا، و يتوكل علي، و يبكي كثيرا، و يقل ضحكا، و يخالف هواه، و يتخذ المسجد بيتا، و العلم صاحبا، و ‏الزهد جليسا، و العلماء أحباء، و الفقراء رفقاء، و يطلب رضاي، و يفر من العاصين فرارا، و يشغل ‏بذكري اشتغالا، و يكثر التسبيح دائما، و يكون بالوعد صادقا، و بالعهد وافيا، و يكون قلبه طاهرا، و في ‏الصلاة زاكيا، و في الفرائض مجتهدا، و فيما عندي من الثواب راغبا، و من عذابي راهبا، و لأحبائي قرينا ‏و جليسا.‏
يا أحمد لو صلى العبد صلاة أهل السماء و الأرض، و يصوم صيام أهل السماء و الأرض، و يطوي من ‏الطعام مثل الملائكة، و لبس لباس العاري، ثم أرى في قلبه من حب الدنيا ذرة، أو سعتها أو رئاستها أو ‏حليها أو زينتها لا يجاورني في داري، و لأنزعن من قلبه محبتي، و عليك سلامي و رحمتي و الحمد لله رب ‏العالمين.‏









‏ ‏










‏ ‏
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مواضيع مختلفة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو يا علي يا علي
يا علي يا علي
عضو
°°°
افتراضي
اللهم صل على سيدنا محمد وآل محمد الأطهار صلاة لا أمد لها أبدا

صورة رمزية إفتراضية للعضو الهآشميه
الهآشميه
عضو
°°°
افتراضي
اللهم صل على محمد وال محمد الاطهار
جزاكي الله الجنه اختي مروى ونفع بكِ

صورة رمزية إفتراضية للعضو مروى مسلم
مروى مسلم
عضو
°°°
افتراضي
اللهم صل على محمد و اله
شكرا على مروركم جميعا
الله يخليك أختي العزيزة الهاشمية على الدعاء و لك بالمثل و أكثر


مواقع النشر (المفضلة)
يكتب بماء الذهب..يا أحمد..يا رسول الله

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب
كلام يكتب بماء الذهب
بناء مراحيض فوق بيت رسول الله و
الجزء الثانى من خاتم لا اله الا الله محمد رسول الله

الساعة الآن 10:40 AM.