إحصائيات الموضوع | |
[align=right:6d48bbd84e]أرسطوطاليس وهيبوقراطيس وجالينوس عالجوا المرضي بالخيال : خلق الصور الداخلية البصرية الرمزية وسط قوتنا التصورية ــ عملية تلعب دائماً دوراً أساسياً في الطب. نعني بذلك تلك العملية الذهنية، التي تحتوي علي جهازنا الحسي: حاسة البصر والسمع والشم والذوق والحركة والتوجيه واللمس. ونعني بذلك ميكانيكية الاتصال بين المعرفة (الادراك والشعور) والانفعال والتغير الجسدي. فالتصور سبب رئيسي للصحة والمرض، وهو أقدم وأهم وسيلة في عملية الشفاء. إن عالم تصورنا أو نوع الصور الداخلية التي نخلقها بقوة مخيلتنا لها تأثير سطحي أخر عميق علي الجسد. فتذكر رائحة إنسان عزيز علي النفس، مثلاً تثير مشاعر وتسبب بدورها تفاعلات بيوكيماوية. إن المكابدة الداخلية لبائع كمبيالة تستحق الدفع أو مشارك في سباق الماراثون تحدث تغيرات في الجهاز العضلي: يرتفع ضغط الدم ويتغير رسم الموجات الدماغية وتنشط الغدد العرقية. هذا التأثير علي الجسد يمنح الصورة الداخلية سلطة الحياة والموت ويلعب ايضاً في القليل من أوجه الحياة الدرامية دوراً حاسماً. قوة المقاومة: المرض او العاهة يأتيان، حسب فهمنا المعاصر، من الخارج، فينفذان الي الجسد ويجب علي المرء استئصالها او الوقاية منهما. اما بالنسبة للفهم الشاماني فالمشكلة الأساسية ليست في هذه الأسباب الخارجية للمرض، وانما في فقدان القوة الشخصية (قوة المقاومة)، التي تتيح أساسا للمقتحم ان يدخل، سواءً كان سهماً او روحاً. لذلك يتركز العلاج الشاماني علي تنشيط القوي الشخصية للمرضي بالدرجة الأولي ثم معالجة العوامل المسببة للمرض. واسهب (غروسنجر) Grossinger في الحديث عن الشامانية فذكر ان الشامان لا يستطيع ان يقتصر علي معالجة الاعراض المرضية. اذ لا يسوّغ فصل المرض عن الحالة الكلية للمريض وبيئته. والمخاطر التي ترافق مثل هذا الفصل معروفة. والاهتمام لا يتجه ببساطة الي إطالة الحياة وانما الي استعادة القوة الشخصية. تولي الشامانية الاضطرابات الروحيةاهتماماً اكبر مما يوليها الطب في البلدان الصناعية. والشامان ضليع في تشخيص الاضطرابات الروحية: ان بوسع الروح ان تفزع وبوسعها ان تحزن، او في اسوأ الحالات، تضيع. (وتسمي هذه الحالة في الاسبانية Susto أي ضياع الروح). وهناك اعراض جسدية وروحية ايضاً تتميز باطوار مختلفة وتوخذ مأخذ الجد. اذ بدون تدخل قد يحدث فيموت المريض قبل ان يحل المشكلة التي كانت سبباً في مرضه. ثم يصبح اضافة الي ذلك ملعوناً الي الابد في عدم التوازن مع الكون. في الحضارة الشامانية، الشامان طبيب وكاهن فيلسوف، مطلع علي اسرار ما وراء الطبيعة. وان مهام النظام الصحي لحضارة ما، يرتبط دائماً برباط وثيق مع مغزي وهدف الحياة. وفي دائرة الحضارة الشامانية يقع مغزي الوجود في تطور الروح. والصحة تعني التوافق والتجاوب مع العالم. الصحة معرفة تخمينية، تعني ان الكون والعديد من سكانه يتكون من مادة واحدة - الحيوان والنبات والمعادن والنجوم. الصحة تعني معرفة الموت والحياة وفهمها علي أنهما وحدة واحدة. الصحة في المجتمع الشاماني لا تعني غياب الشعور ولا الألم - ولا أي شيء آخر يعارض ادراكنا. الصحة تعني ان تحيط بكل خبرات الخلق والابداع وان تحياها دائماً وان تعي خصائصها ومعانيها التي لا حصر لها. الصحة تعني ان تكبر علي حالة وعيك المحدود لكي تغوص في بحر الكون. يخيّل للبعض ان انموذج الطب الشاماني، الذي يتم من خلال الخيال، بالنسبة لنظرتنا المعاصرة، مسألة تخلو من اي معني. وبودي هنا ان القي نظرة عاجلة علي تاريخ الطب الغربي مقتفية مراحله ولعل من الافضل ان ابدأ بيمين (هيبوقراطس) Hppokratres ذلك القانون الأخلاقي الذي يلتزم بتاديته كل طبيب عامل حتي يومنا هذا: (أقسم بأبولو Apollon الطبيب وباسكليبيوس Asklepios وبهجيئا Hygieia وبناكيا Panakeia وبكل الارباب والالهة التي اشهدها علي ان ابر بهذا القسم واقوم بهذا الوجب بكل طاقتي ونقاء سريرتي). رغم ان الاحلام والرؤي كانت منذ القدم طريقة مألوفة للكشف عن اسباب المرض ومعرفة الدواء. فان المرء لم يشهد عصرا بحث فيه عن اسباب مرض ما بعناد واصرار كالعصر الاغرقي القديم. فنصف الاله اسكولاب Askulap (اسكليبيوس) اصبح في الياذة هوميروس Homers Ilias كما صوره ارستوقراط Aristokrat طبيبا وملكا يرسل السفن والجيوش في الحرب الطروادية Trojanischen Krieg . والاسطورة المشهورة وليدة لقاء رومانطيقي بين الاله ابولو Alpollo وامرأة حسناء اسمها قورونس Coronis. الا ان قورونس هذه خدعته واتخذت لها عشيقا آخر، رغم انها كانت تحمل في احشائها طفلا لأبولو فحكم أبولو علي العشيقين بالموت غير انه انقذ ولده ايسكولاب واوصله بأمان الي (شيرون) Chiron. وشيرون الذي له شكل (البراق) Zentaur لم تكن مهمته تربية اطفال الالهة غير الشرعيين حسب وانما هو بارع في فن الطبابة ــ وايسكولاب تلميذه الموهوب واخيرا بلغ من المهارة في انقاذ حياة البشر ما جعل زيوس Zeus ينوط به مهمة العناية الجدية بالنمو السكاني علي الارض. وهكذا اعدم olgmp زيوس (اسكولاب) الانسان بسرعة الربق ورفعة الهاً علي جبل الالهة واسرة اسكولاب كانت مشهورة في طبها: فزوجته ( ابيونا) Epione تخفف الآلآم، وابنتيه هيجيا Hygieia وبناكيا Panakeia كانتا آلهتين للصحة، وابنه طيلسفوروس Telesphoros يمثل الشفاء واعادة التأهيل. وكان ايسكولاب طيلة قرون عديدة نصف اله وحامٍ وأهم ممثل لجوهر الشفاء. وقد دمجت اسطورته في النهاية مع اسطورة اله الصحة المصري امحوتب Imhotep واسطورة اله الموتي والنبات البطليموسي ptolemaisch سيرابيس serapis. واضاف المؤرخين: ( والظاهر أن الاسطورة كانت جذابة ومقنعة. فقد كان لايسكولاب أيضاً أينما وجدت عبادته سطوة ونفوذ علي آلهة الشفاء المحلية) حتي الديانة المسيحية تبنت هذه الأسطورة في شخصي القديسين داميان Damian وكوزماس Kosmas اللذين واصلا تطبيق التقاليد الشفائية. ومعابد ايسكولاب، التي يبلغ عددها قرابة مائتي معبد، منتشرة في كل من اليونان وايطاليا وتركيا، والتي أنشئت تيمناً به وبطريقته العلاجية، كانت اولي المراكز الصحية المتكاملة في التاريخ. فهي مقاومة ريفية رائعة الجمال، مزودة بالحمامات وتتمتع بينابيع معدنية ومسارح وقاعات للراحة والاسترخاء واخري للعبادة. وتستقبل كل الذين يفدون اليها بحثاً عن العون والشفاء، دون أي اعتبار لقدرتهم المادية واستعدادهم لدفع الثمن. تخفيف الالام: هذه التوجيهات صادرة عن قناعة ايسكولاب العميقة، بأن الطبيب ينبغي ان يكون انساناً يستطيع كل آمريءٍ أن يتوجه اليه لتخفيف آلامه وحل مشاكله. وأشهر هذه المعابد، هي التي تم اكتشافها في ( قوز) Kos ( المدينة التي ولد فيها هيبو قراطيس chippokeates وفي ابيداوروز Epidauros. وفي هذه المعابد كان يستكمل العلاج التخيلي أو نوم المعبد ( اطلق عليه المسيحيون فيما بعد اسم نوم الحضانة- Inkubation schlaf - بأعتباره علاجاً طبياً. والعلاج التخيلي مثال مهم علي أهمية الخيال في عمليتي التشخيص والشفاء. أغلب المرضي الذين كانوا يعالجون من خلاله، كانوا يشكون من مرض عضال عجزت إزاءه الطرق العلاجية المألوفة. ففي الليل يستعد المرضي في المعبد أو في البنايات المحيطة به لانتظارالآلهة. وكإجراء تمهيدية يصوم المرضي بأمرٍ من الكهنة يوماً كاملاً ويمسكون عن احتساء الخمرة مدة ثلاثة ايام متتاليات، بغية الوصول الي الصفاء الروحي الكامل ودقة الإتصال مع الآلهة. شاشة جدارية: يحدث التشخيص والشفاء في حالة وعي خاصة قبل النوم مباشرة عندما تظهر صور التخيل من ذاتها كما تسقط الافكار علي شاشة جدارية.(نحن نطلق علي هذا التنويم المغناطيسي(، هذه اللحظة المرهفة يختارها ايسكولاب ليتصرف تصرف الطبيب الوسيم واللطيف والقوي الذي يشفي مرضاه اما مباشرة او عن طريق وصف علاج معين. وهو يمسك بيده عصا بسيطة تلتف عليها افعي. تلك الافعي التي لا تزال حتي اليوم رمزا لمهنة الطبيب: (القادوسيوس) Caduceus. وخلال التجارب الشبيهة بالحلم تزحف الأفاعي فوق المرضي في معابد ايسكولاب تلعق جراحهم واجفانهم - ان تصورا كهذا ينشط لدينا علي الاقل افراز الغدتين الكظرتين!! وبما ان المعابد قد انشئت بعد موت ايسكولاب بوقت طويل فقد استمرت طقوس الطبيب الكاهن الذي يرتدي زي ايسكولاب ويسير دائما بصحبة حاشية يمثلون اسرة نصف اله، ومن ضمنهم ايضا الاوز، التي تمتلك هي الاخري قوة الشفاء، شأنها في ذلك شأن الافاعي. الاسلوب الانفعالي وكان الأعلام الثلاثة: ارسطوطاليس وهيبوقراطيس وجالينوس قد تتملذوا علي التقاليد الشفائية لإسكولاب وعلموا مدي اهمية الخيال بالنسبة للصحة. وكان ارسطوطاليس علي قناعة تامة بان الاسلوب الانفعالي لا يمكن ان يستغني مطلقا عن صور التخيل فهي تحدث تغييرات في اعمال الجسد وتؤثر علي عملية الشفاء كما تولد المرض ايضا. امام هيبوفراطيس ابو الطب فقد كان يجسد بحق الانتقال من المبادئ الصوفية الي المبادئ الطبيعية في التطبيق الطبي. وجالينوس الذي بقيت تطبيقاته الطبية معمول بها طيلة خمسة واربعين جيلا متعاقبا كان يمثل اخر العمالقة الاغريق في مجال الطب. وكان اول من كتب وصفا مسهبا عن اثر الخيال علي الصحة. وكان الطب الاغريقي القديم اساسا يعول عليه في اوربا كلها طيلة القرون الوسطي وحتي انبثاق عصر النهضة. ترجمة: قاسم مطر التميمي - جريدة الزمان[/align:6d48bbd84e] غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: العلوم الخفية في التاريخ
|
 01-01-2007, 01:58 PM المشاركة : (2) | |
 بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله مندوب النجف الأشرف يكتب: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله فيك ايها الفاضل النشيط وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين |
| 02-01-2007, 10:54 PM المشاركة : (3) | |
| موضوع رائع شكرا لك اخونا الحكيم عليه ونتمنى منك المزيد من هذه المواضيع |
| 20-04-2007, 12:52 AM المشاركة : (4) | |
| موضوع راااااااااااااااائع |
| 20-04-2007, 01:44 AM المشاركة : (5) | |
| بسم الله الرحمن الرحيم شكرا لأخى الفاضل الكريم الأستاذ الحكيم فقد صدق من سماه بهذا الأسم نرجو لكم من الله دوام التوفيق |
| 13-05-2007, 01:26 PM المشاركة : (6) | |
| جوزيت خير الجزاء أخي |
| 04-09-2007, 12:44 PM المشاركة : (7) | |
| شكرا على مروركم الكريم. |
| 23-04-2011, 05:00 PM المشاركة : (8) | |
| شكرا أخي hakeem على اختيار هذا الموضوع القيم والمفيد . |
| 23-04-2011, 05:02 PM المشاركة : (9) | |
| واذا سمحت لي ان اضيف مما هو عالق في الذاكرة عن احدى المراجع : ان اسكليبيوس Asklepios الحكيم والطبيب كان تلميذا لهرمس الهرامسة , وقد رسم يوما صورة على الحائط , وحين دخول المريض تنطق الصورة متكلمة مشخصة المرض وواصفة العلاج . فسبحان الله !!! |
| 06-05-2011, 09:28 PM المشاركة : (10) | |
 |
مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
 المواضيع المتشابهه |
| الموضوع |
| حجر كريم ضد الخوف والهرع المرضي |
| دعوة لقراءة هذا الكتاب في ( العلاج بالخيال ) |
| عالج نفسك بالتمر |
| اثر قراءة القرآن وتكرار كلمة الله على كل من : المرضى ،و الأص |
العرض العادي
