المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم التنجيم : مواضيع في أحكام التنجيم و مقالات دراسية عامة وعرض لكافة الأساليب والطرق المتبعة

المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثالث

Oo5o.com (11) المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثالث
الكتــاب الثالث

المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثالث ptolemy33.jpg


1- المقدمة:

كنا قد شرحنا فيما تقدم نظرية الأحداث الكونية، لان هذا الأمر يأتي أولاً بل الأهم انه يمتلك تلك القوة والقدرة للتحكم بالتوقعات التي تتعلق بالطبيعة الخاصة بكل فرد، إن الجانب التنبوئي والذي نسميه بفن طوالع المواليد () و لابد لنا أن نعتقد بأن القسمين يتمتعان بنفس القوة عملياً ونظرياً، ذلك أن كلاً من الأحداث الكونية والخاصة تسببهما حركة الكواكب والشمس والقمر. إن فن (صناعة) التنبؤ هو الملاحظة والمتابعة العلمية وبدقة للتغير في طبيعة الشيء والتي تتجاوب مع التغيرات المماثلة للأجرام السماوية في السماوات المحيطة بنا، ماعدا انه في الطبائع الكونية تكون اشد وأكثر استقلالاً، والطبائع الخاصة بالتأكيد لا تشابها في ذلك.
ولابد لنا من عدم الاعتقاد بأن كلا القسمين يطبقان نفس نقاط البداية التي نحاول من خلالها التنبؤ بالأحداث التي تشير إليها زواياها في ذلك الوقت وفقاً لأمزجة (ترتيب) الأجرام السماوية، على العكس من ذلك فإننا في الأحداث الكونية لابد أن نحدد أكثر من نقطة بداية للكون وهذه أيضا لا تؤخذ دائماً من الأجرام نفسها بل من العناصر التي تلازمها وتحمل معها الأسباب.
وفي سبيل ذلك فقد بحثنا عملياً كل نقاط البداية التي بينها الكسوف والخسوف التام والممرات المهمة لكواكب، وفي التوقعات المؤثرة في أفراد معينين من بني البشر، فسنجد أيضا أما نقطة بداية أساسية عدة نقاط آخر، فنقطة البداية الأساسية هي بداية الطبع نفسه أما الأخريات فهي الإشارات المتلاحقة للبيئة والمحيط والتي تكون على علاقة بتلك الأولى ، ولابد من التأكيد على أن هذه الأخيرة (يعني الاولى والأساسية) في مثل هذه الحالة هي ذات أهمية كبيرة لأنها تنتج النقاط الأخريات.
وبما أن الحال هي كذلك، فان المميزات العامة للمزاج والطبع تحدده نقطة البداية الاولى، أما النقاط الأخرى فتمكنا من التنبؤ بالأحداث التي ستقع في أوقات معينة لكنها تتنوع بالدرجة، أي بحسب مراحل حياة الإنسان. وحيث إن الترتيب الزمني لنقاط البداية يحدث بلا شك في لحظة الإخصاب وليس لحظة الولادة العرضية والمحتملة، وهذا في الحالات التي يحدد فيها وقت الإخصاب بالضبط أما بالصدفة أو بالمراقبة الدقيقة، فانه من الملائم إتباع هذا الترتيب الزمني في تحقيق الطبيعة الخاصة للجسد والروح، متفحصين القوى الفعالة للتشكيلة النجمية في ذلك الوقت.
إن هذه الصفات تعطى دفعة واحدة للجنين لحظة التخصيب أما غيره فيهبه المحيط أو البيئة هذه الصفات أو تلك في البداية والتي قد تتغير فيما ينمو الجسد تدريجياً، حيث انه يتمازح بالعملية الطبيعية مع نفسه في عملية النمو لتبقى المادة الأولية فقط على حالها، وهكذا سيماثل نوع صفته الأولية.
لكن إن لم يتم تحديد وقت الإخصاب، وهي الحال عادةً، فلابد أن نتبع نقطة البداية التي زودتنا بها ساعة الولادة ونوجه انتباهنا لها لأنها هي كذلك ذات أهمية كبيرة وتتقاطع مع السابقة في هذا الجانب ألا وهو انه يمكن من خلال وقت الإخصاب يمكن معرفة الأحداث التي تلي الولادة. فلو أن احدهم أطلق على نقطة البداية التي حددها وقت الإخصاب )المصدر(وعلى الأخرى )البداية( وهي تأتي ثانيا من ناحية الأهمية الزمنية بالرغم من كونها مماثلة أو حتى أكثر انطباقاً مع الواقع الكامن. واستنادا إلى الأولوية المنطقية فننا يمكن أن نطلق على الأولى تولد (نشوء) جنين الإنسان وعلى الثانية تولد (نشوء) الإنسان، ذلك أن الطفل وشكل جسمه عند الولادة يعانيان العديد من الصفات الإضافية التي لم يكن يمتلكها من قبل عندما كان في الرحم، أي الصفات التي تعود إلى طبيعة الإنسان بشكل صرف، وحتى لو بدا أن البيئة المحيطة ساعة الولادة لا تساهم بأي شيء فيما يخص نوعية المولود، على الأقل في مولده الوشيك تحت الهيئة المناسبة للأجرام المساهمة بما أن الطبيعة تهب الدوافع لولادته تحت تشكيلة ذات نوع مماثل لتلك التي حكمت تخليق الطفل بالتفصيل في المقامالأول بعد أن يكون الطفل تخلّق تماماً. وعليه فان من يتحلى بادراك جيد يعتقد أن موقع النجوم ساعة الولادة يدل على أشياء من هذا القبيل وليس سبب ذلك انه أمر سببي بكل معنى الكلمة بل ضروري وبالطبع يتمتع بقوة سببية مماثلة.
وبما أن هدفنا الحالي هو التعامل مع هذا القسم بشكل منظم وبأسلوب المناقشة التي عرضناها بداية في هذا ملخص حول إمكانية هذا النوع من التنبؤ، سنعرج قليلا لتقديم الطريقة القديمة للتنبؤ التي تأخذ بالاعتبار كل أو معظم النجوم وذلك لأنها منوعة وغير محدودة تقريباً. لو أن أحداً ما رغب بإعادة احتسابها بدقة من جديد، بالإضافة إلى أنها تعتمد بشكل كبير على محاولات شخصية من اؤلئك الذين يستشفون بحوثهم مباشرة من الطبيعة اكبر من اعتمادها على اؤلئك الذين يتمكنون من التنظير على أسس تقليدية بل إننا سنحذفها لصعوبتها في الاستخدام والتطبيق.
إن الإجراءات والتي يمكن إدراك نوع كل شيء من خلال تطبيقها العملي والتأثير الفعال للنجوم بشكله الخاص والعام سوف نوضحها قدر استطاعتنا بشكل مختصر ومتسق مع التوقع (التخمين - الحدس) الطبيعي. إن توضيحنا سيكون بمثابة تحليل للمواقع السماوية التي يشار إليها عند ما يتم بحث الأحداث المعينة والمتعلقة بالإنسان نظرياً، كنوع من الدلالة التي يُستند إليها قبل المضي قدما، ولهذا سنضيف مبحث عام حول القوى الفعالة للأجرام السماوية التي تكون على صلة مع هذه المواقع من خلال السيطرة عليها، لكن النتيجة المتنبأ بها والتي استنبطت من مزج عدة عناصر والمطبقة على الهيئة الأساسية، سنتركها لرامٍ ماهر كما لو كانت سهماً يطلقه ولحساباته التي ستُسِّير البحث.
وأول الأمر سنبحث و بترتيب مناسب الأمور العامة التي يمكن تحصيلها من وقت الولادة إذا تم اعتباره كنقطة البداية، حيث إن ذلك سيوفر لنا شرحاً للأحداث الطبيعية، أما إن كان هناك من يرغب في تحمل المشقة الإضافية من خلال الاستدلال على المميزات التي تتكون في وقت الإخصاب فان ذلك سيساهم في تعزيز الصفات الخاصة التي تنتج مباشرة من هذا المزيج.


2- درجة الطالع:

غالبا ما تظهر صعوبة فيما يخص أول و أهم حقيقة وهي تحديد الجزء أو الدقيقة التي حدثت عندها الولادة، فعلى العموم لا يتمكن من ذلك إلا العلماء المراقبون من تحديد الدقيقة من الساعة معتمدين على الإسطرلاب الفلكي (آلة فلكية قديمة استخدمت لقياس الارتفاع الزاوي للشمس أو النجوم من فوق الأرض) فيما أن الواقع هو أن اغلب الآلات الفلكية الأخرى التي يعتمد عليها المتمرسين الحذرين غالباً ما تقع في الخطأ، فأما الآلات الشمسية فبسبب التغير الدوري لمواقعها وكذلك لعقاربها، والساعات المائية فبسبب التوقفات وعدم انتظام انسياب الماء فيها لأسباب مختلفة وأحيانا لمجرد الصدفة. لذا سيكون من الضروري أن يقدم شرح لكيفية معرفة الدرجة من دائرة البروج التي يكون عندها الطالع من خلال الاستدلال البسيط و المتسق من خلال إعطاء درجة اقرب ساعة للحدث والتي يمكن اكتشافها بطريقة الصعودات (ارتفاع نجم فوق الأفق). ومن ثم لابد أن نأخذ احدث نقطة اجتماع التي تلت الولادة مباشرة، سواء أكانت قمراً جديدا أو بدراً وكذلك بعد التأكد من دقة الدرجة لكلا النيرين إن كان قمراً جديداً أو انه كان بدراً فوق الأرض، فعلينا أن نستبين أي النجوم تحكم هذه النقاط في وقت الولادة. وبشكل عام فان نظام السيادة والحكم يتخذ احد الأشكال التالية: تثليث، بيت، شرف، حد، والوجه أو الزاوية، أي حيثما كان الموقع محل السؤال على صلة مع النجم بأحد أو بعض أو كل هذه الأشكال فان هذا النجم سيكون حاكماً. وان وجدنا أن النجم على صلة مع الدرجة بكل أو اغلب هذه العلاقات فان أي درجة شغلها هذا النجم، استناداً إلى الحسابات الدقيقة، في البرج الذي يمر به سنحكم عليها بأنها كانت طالعة في وقت الولادة وفي البرج الذي وجد على انه الأقرب وفقاً لأسلوب الصعود. لكن إن اكتشفنا أن هناك اثنان أو أكثر من الحكام المتشاركين فسنستخدم عدد الدرجات التي قطعها أيا كان منهم وقت الولادة مرورا بالدرجة الأقرب لتلك التي كانت طالعة بحسب الصعودات. ولكن أذا وجدنا أن هناك اثنين منهم أو أكثر متقاربين بالدرجات فسنتبع تلك الأكثر ارتباطا وقربا مع المراكز والقطاع. وان كانت الدرجة التي يشغلها النجم الحاكم في الهيئة العامة اكبر من مسافته إلى منتصف السماء فسنستخدم نفس هذا العدد لنعين منتصف السماء ومن هناك نحدد الزوايا الأخرى.


3- أقسام علم النجوم :

بعد هذه المقدمة، لابد لأي شخص ولغاية التنظيم أن يحاول تقسيم حقل علم النجوم وسيجد أن من بين كل التوقعات الممكنة والمتوقعة فان أحد الأقسام يعنى بالأحداث الفردية لما بعد الولادة، كتبيان ما يتعلق بالوالدين، والأخر يتعامل مع الأحداث سواء قبل أو بعد، مثل تبيان ما يخص الأخوة، وأخر يتعامل مع الأحداث في نفس وقت الولادة، وهو موضوع لم يعد بسيطا ولا قائما بنفسه، وأخيرا ذلك القسم الذي يعالج الحوادث التي تقع بعد الولادة مباشرةً، وهو الأخر أكثر تعقيدا في تطوره النظري، ومن بين المسائل التي يدور حولها البحث وتتزامن مع الولادة هي جنس المولود، التوائم أو الولادات المتعددة، المسوخ أو الأجنة التي تموت. فأما طول العمر فيتعامل معه القسم الخاص بأحداث ما بعد الولادة وهو أمر لا يمكن أن نأخذه بالاعتبار بالنسبة للأجنة التي تعيش أصلا، ثانيا هيئة الجسم والأمراض والإصابات الجسدية، يليه صفة العقل وأمراضه، ثم ما يخص حظ المولود سواء في المكتسبات المادية أو المعنوية، وبعد ذلك ما يعالج طبيعة السلوك،والزواج وإنجاب الأولاد، الارتباطات والاتفاقات والأصدقاء ثم يليه ما يخص الترحال وأخيرا الطريقة التي سيموت فيهاوهو مطلب على صلة بمطلب طول العمر لكن منطقيا يقع في أخر هذه المواضيع. سنعطي شرحا موجزا لكل هذه المواضيع، موضحين الطريقة الفعلية والعملية للتحليل بالإضافة لشرح القوى الفعالة ذاتها، وسنهمل ذلك الهراء الذي يضيع البعض جهدهم عليه، والذي لا يمكن حتى تعليله منطقيا، لصالح العوامل الطبيعية الأساسية. وسنبحث فيما يمكّن من التنبؤ ليس استنادا إلى اليانصيب أو الأرقام التي لا يمكن تفسيرها منطقيا، بل فقط من خلال علم زوايا النجوم مع المواقع التي تكون على صلة معها والذي يمكن تطبيقه على كل الحالات، عموماً، حيث سيمكننا أن نتجنب التكرار في مناقشة الحالات الخاصة.
أولا لابد أن نبحث الموقع من دائرة البروج والذي هو على صلة وثيقة بموضوع رئيسي معين من الأصل الخاضع للبحث، مثلا، نبحث عن منتصف السماء في مسألة السلوك، وعن موقع الشمس عند السؤال عن الأب، ومن ثم لابد أن نلاحظ تلك الكواكب التي تكون حاكمة للموقع محل البحث بأحد الأشكال الخمسة الآنفة الذكر، فان ساد كوكبا واحدا بكل هذه الأشكال فلابد أن نختصه بالسيادة والحكم لهذا التنبؤ، وان كان كوكبان أو ثلاثة فنختص أكثرها استحقاقا بالسيادة. وبعد ذلك ولتحديد طبيعة التنبؤ فلابد أن نأخذ في الاعتبار طبيعة الكواكب الحاكمة نفسها وطبيعة البروج التي تتواجد فيها الكواكب والمواقع التي على صلة معها. ولضخامة الحدث فلابد لنا من نمحص قواها لنرى إن كانت في موقع فعال سواء على مستوى الكون أو مستوى الهيئة الشخصية أو العكس، فبالنسبة للكون فإنها تكون أكثر فعالية فيما إذا كانت في مناطقها أو مناطق متآلفة معها آو إنها طالعة (شارقة) أو متزايدة في أعدادها، أما بالنسبة للهيئة الشخصية فتكون أكثر فعالية حينما تمر بالزوايا أو البروج التي تطلع (تشرق) بعدها، خاصة البروج الأساسية ونقصد بها بروج الشرف والهبوط. وتكون الكواكب في اضعف حالاتها بالنسبة للكون عندما تكون في مواقع تخص غيرها لا علاقة لها معها وعندما تكون غارية وراجعة في دورتها، أما بالنسبة للطالع فعندما تأفل من الزوايا. أما وقت الحدث المتنبأ به، فعموما، لابد أن نلاحظ فيما إذا كانت الكواكب شرقية أو غربية بالنسبة للشمس والطالع، فالأرباع التي تسبق كل منهما أو تقابلهما قطريا تكون شارقة أما الأخرى التي تليهما فهي غربية. وكذلك لابد أن نلاحظ فيما إذا كانت الكواكب في الزوايا أو البروج التالية حيث إن كانت شرقية أو في الزوايا فستكون أكثر فعالية في البداية أما إن كانت غربية أو في البروج التالية فستكون أبطأ في إسباغ تأثرها.


4- ما يخص الوالدين:

إن الأسلوب الأمثل والذي لابد أن نلتزم به للبحث في مطلب خاص، هو على هذا النمط، فلابد لنا، الآن، أن نبدأ بإتباع النظام الذي اوجزناه تواً، في مسألة الوالدين، حيث يأتي هذا الأمر أولا..
إن الشمس وزحل بالطبيعة متعلقان بالأب.
والقمر والزهرة متعلقان بالأم.
وقد تترتب هذه الكواكب فيما بينها و الكواكب الأخرى، وعلى هذا سنفترض ما ستكون عليه شؤون الوالدين. إن مسألة حظوظ الوالدين وثرواتهم سيتم التحقيق فيها بالاعتماد على النيرين، فان كانا محاطين بكواكب سعيدة أو بكواكب من نفس قطاعهما سواء أكان نفس البرج أو البرج التالي لهما، فيشير ذلك إلى أن أحوال الوالدين ستكون رائعة بشكل ملحوظ، خصوصا إذا رافقت النجوم الصباحية الشمس والنجوم المسائية للقمر في الحين الذي يكون النيران نفسيهما مدعومين بالمواقع التي سبق وصفها. وبالمثل إذا تواجد كل من زحل والزهرة في الشرق وفي وجهيهما الملائمين أو في الزوايا فلابد أن نفهم ذلك على انه نبوءة بالسعادة الغير مألوفة بما يتناسب ويتلاءم مع كل منهما.
لكن، من ناحية أخرى، لو أن النيرين كانا بمفرديهما من دون ما يرافقهما فأن هذا يشير إلى أن الوالدين مغمورين وغير معروفان وتحديداً عندما تكون الزهرة وزحل في أماكن غير مدعومة، وان كانت الكواكب التي ترافق النيرين من غير قطاعهما كأن يشرق المريخ قريبا بعد الشمس أو زحل بعد القمر، أو أن ترافقهما كواكب سعيدة لكن غير في مواقع غير مدعومة ومن غير قطاع فلابد أن نفهم أن هذه الأمور على إنها دلالات لحياة متوسطة وحظوظ متغيرة للوالدين. وان كان سهم السعادة في هيئة الولادة، والذي سنشرحه لاحقاً، على انسجام مع كواكب في مواقع مدعومة وناظرة (مرافقة) للشمس أو القمر فان الأولاد سينالون إرثا بلا كد. أما إن لم يكن منسجما مع الهيئة أو في زاوية تقابل معها ولم تكن هناك من كواكب ناظرة أو أن الكواكب النحسة كانت هي الناظرة، فان الأولاد لن يستفادوا من التركة بل قد تضرهم.
وفيما طول أو قصر عمريهما فلابد أن يُبحث الموضوع من التشكيلات الأخرى، فبالنسبة للوالد إذا كان المشتري أو الزهرة في أي زاوية مع الشمس أو مع زحل، أو أن زحل نفسه في زاوية متناغمة مع الشمس أما اقتران أو تثليث أو تسديس، وكلاهما في موقع مؤثر، فهذا دليل طول العمر للأب. أما إن كانا في موقع ضعيف، فان الدلالة لن تشير إلى نفس الشيء، على الرغم من إنها لا تشير إلى نهاية الحياة. وعلى كل إن لم تكن هذه هي الحال وكان المريخ مسيطراً (سائداً) على الشمس أو زحل أو انه يشرق بعدهما، أو عندما لا يتوافق زحل مع الشمس بل انه يكون على تربيع أو مقابلة معها، أو أنهما كانا آفلين من الزوايا فإنهما يجعلان الوالد ضعيفاً، لكن إن كان في الزوايا أو مشرقين بعدها فإنهما يجعلان الوالد قصير العمر ومعرض للإصابات، فأما قصر العمر إذا كان المريخ وزحل فوق الزاويتين الأولى، الشرقية ومنتصف السماء، والبروج التالية، وأما تعرضه للإصابة أو المرض إن كان في الزاويتين الأخيرتين وهما الغربية ومنتصف السماء السفلي (الأدنى) والبروج التالية. فالمريخ عندما يرتبط بالشمس بالطريقة التي سبق وصفها فانه يدمر الأب بشكل مفاجئ أو يتسبب في إصابة بصره، وان كان مرتبطا بزحل فيجعله عرضة للموت أو البرد أو الحمى أو الإصابة بقطع أو كي. حتى زحل إذا وجد في زاوية غير محبذة مع الشمس فسيجلب الموت للأب بالسقم والأمراض التي يسببها اجتماع الأخلاط الأربعة.
أما بالنسبة للام، فأن كان المشتري في أي زاوية سواء مع الزهرة أو القمر، أو إن الزهرة نفسها متوافقة مع القمر بتثليث أو تسديس أو اقتران وعندما يكونان في موقع قوي فيشيران إلى طول عمر الأم، وإذا كان المريخ على علاقة مع القمر أو الزهرة وطالعا بعدهما أو في تربيع أو مقابلة، أو أن زحل كذلك كان ناظرا للقمر بنفسه، وكانا في حالة هبوط أو أفول فكل ذلك ما هو إلا إشارات التعاسة أو المرض، لكن إن كانت في حال الزيادة أو تكوين زاوية فسيكون عمر الأم قصيرا أو أنها ستكون عرضة للإصابة. كذلك فإنهم يشيرون إلى قصر عمر الأم عندما تكون في الزوايا الشرقية أو في البروج التي تشرق بعدها، وتشير إلى تعرض الأم للإصابة عندما تكون في الزوايا الغربية. فالنسبة للمريخ عندما يكون علاقة بالقمر وهو بدر فسيجلب الموت المفاجئ للام والإصابة بالعمى (الإصابة في نظرها)، لكن عندما يكون القمر في حالة محاق فسيشير إلى موتها بسبب الاجهاضات ونحو ذلك والأذى الناجم عن القطع أو الكي، وإن كان القمر ناظرا إلى الزهرة فسيشير للموت بسبب الحمى أو أمراض غامضة ومبهمة وأسقام مباغتة. إذا كان زحل ناظرا للقمر فيدل على الموت والأمراض، فإذا كانالقمر في الشرق فسيكون سبب الموت البرد والحمى، وعندما يكون في الغرب فيدل على أن موت الأم سيكون سببه قرحة في الرحم أو السرطان.
كذلك فلابد من الأخذ في الحسبان، وبالإشارة إلى الأنواع الخاصة من الإصابات والأمراض أو الوفيات، الخصائص المميزة للبروج التي تكون فيها الكواكب المتسببة في العلة، والتي سنجد مجالا لمناقشتها في شرح طالع الولادة (nativity) ذاتها، إلى جانب ذلك فلابد أن نلاحظ بالخصوص الشمس والزهرة في النهار وفي الليل زحل والقمر.
أما الباقي، ولتطبيق هذه المطالب الخاصة، فسيكون من المناسب أن نحدد موقع الأب أو الأم من القطاع ليكون بمثابة طالع ونبحث في باقي المطالب كما لو انه كان طالع ولادتهما، متبعين في البحث آلية التصنيفات العامة العملية والشاملة، وهي العناوين التي سنتعامل معها لاحقا بشكل مفصل.
وعلى كل حال فسيكون أمرا مجديا أن نستذكر أسلوب تمازج الكواكب، فإن كان حدث أن كانت الكواكب التي تحكم المواقع الخاصة بالمطلب ليست من نفس النوع بل متخالفة، أو أنها ذات تأثيرات متعاكسة فلابد أن نحاول اكتشاف أي الكواكب له الأحقية في السيطرة على الحدث المتنبأ به استنادا إلى تعاظم قوتها في حالة خاصة. وما كل ذلك إلا كي نتمكن أما من المضي قدما بمطلبنا بحسب طبائع هذه الكواكب، أو، في حال كانت الأحقية لأكثر من كوكب وكلها متساوية في القوة، عندما تكون الكواكب الحاكمة معا فإننا قد ننجح في حساب المزيج (المركب) الناتج لطبائعها المختلفة، لكن عندما تكون منفصلة فقد نحدد بالدور لكل واحد منها وفي أوقاتها المناسبة الأحداث التي تعود لها، وسيكون الأول أكثرها توجها في الشرق ثم للغربية منها. ذلك أن الكوكب ومن البداية لابد أن يكون على علاقة بالموقع الذي يخص المطلب الذي نتحرى عنه، لنرى إن كان له تأثير على الموقع، وبشكل عام إن لم تكن هذه هي الحال فإن الكوكب الذي ليس له أي مشاركة في التأثير منذ البداية فإنه لن يكون له أي تأثير كبير، بالنسبة لوقت وقوع الحدث فلن تكون السيادة الأصلية هي المسبب بعد ألان بل بعد الكوكب المسيطر بأي شكل عن الشمس وعن الزوايا الأربعة للكون.

5- الأخوة والأخوات:

يمكننا أن نعتبر ما سبق شرحا وافيا لموضوعة الوالدين، إما مطلب الأخوة، لو إننا هنا أيضا نعالج الموضوع بشكل عام دون التعمق ابعد من حدود الإمكانية في مطلبنا كالبحث عن العدد بالتمام وما إلى ذلك من الأمور الدقيقة، فسيكون الأمر ابسط عندما يتعلق الأمر بالأخوة الأشقاء (من نفس الدم) فيمكننا عندئذ أن نأخذ البرج الذي يبلغ سمت الرأس (العاشر) وهو موقع الأم والذي يضم الزهرة في النهار والقمر في الليل، فهذا البرج والذي يليه يمثل موقع أطفال الأم، والذي يجب أن يكون نفس موقع الأخوة للذرية.
فإن كانت الكواكب السعيدة على زاوية مع هذا الموقع فسنتنبأ بكثرة الأخوة، مستندين في تخميننا على عدد الكواكب وفيما إذا كانت في بروج ذات شكل بسيط أو مزدوجة، إما إن كانت الكواكب النحسة تسيطر على هذه الزوايا أو مقابلة معها فستشير إلى قلة الأخوة أو انعدامهم خاصة إن كانت الشمس من بين هذه الكواكب، وإذا كان التقابل عند الزوايا خاصة في الطالع، وفي حال أن زحل كان في الطالع (صاعدا-ascndant ) فسيكون أول من يولد أو أول من يحظى بالرعاية، وفي حال كان المريخ كذلك سيكون عدد الأخوة قليل لموت الآخرين، وان كانت الكواكب التي تؤثر على الأخوة وتدل عليهم في موقع جيد ومميز فلابد أن نصدق بان الأخوة سيكونون مميزين وعلى جانب من الرقي، إما إن كان العكس أي موقع غير جيد فسيكونون مغمورين وبسطاء.
لكن إذا سيطرت الكواكب النحسة على الكواكب التي تدل على الأخوة أو إنها تشرق (تطلع) بعدها فستكون أعمار الأخوة قصيرة، والكواكب المذكرة تشير للذكور والمؤنثة للإناث، وتلك الكواكب التي تقع أقصى الشرق ستدل على أولهم والتي نقع أقصى الغرب تدل على من يولد أخرا منهم. بالإضافة لذلك إذا كانت الكواكب الدالة على الأخوة في زاوية متناغمة مع الكوكب الحاكم لموقع الأخوة فسيكون الأخ ودودا وسيكونان معا إذا كانت متناغمة مع سهم السعادة.
أما إذا كانت الكواكب الدالة على الأخوة في بروج منفصلة أو متقابلة فستولد نزاعات و غيرة بل سيكونون أخوة مكارين، أخيرا، إن كان هناك من سيشغل باله بالمزيد من التساؤلات حول التفاصيل التي تخص الأفراد ففي هذه الحالة قد يستنتج تخميناته بالاعتماد على الكوكب الذي يدل على الأخوة كما في الهيئة والتعامل مع الباقي كما الحال في الطالع.


6-الذكور والإناث:

الآن وقد فصلنا في مطلب الأخوة بالأسلوب الذي سبق، فالخطوة التالية ستكون البدء بمناقشة الأمور التي تتعلق مباشرة بالولادة، وأولها إحصاء الذكور والإناث، إن هذا الأمر لا تحدده نظرية بسيطة مستندة لأمر واحد، بل يعتمد على النيرين والهيئة والنجوم التي لها نوع من الصلة معهما، وتحديدا ترتيبها وقت الإخصاب وكذلك بشكل أكثر إجمالا ساعة الولادة. إن الوضع برمته يجب أن يلاحظ، فيما إذا كانت المواقع الثلاثة الآنفة الذكر والكواكب التي تحكمها أو معظمها مذكرة فسينتج عن ذلك ذكور وان كانت مؤنثة فسينتج إناث، وعلى هذا الأساس، يجب تحديد الأحكام: ولابد أن نميز بين الكوكب المذكر والمؤنث وهذا ما قد شرحناه مسبقا في بداية هذا الكتاب، من طبيعة البروج التي تتواجد فيها ومن طبائع الكواكب نفسها، بل الأكثر من ذلك ألا وهو من موقعها من الكون، ذلك أنها تكون مذكرة عندما تكون في الشرق ومؤنثة عندما تكون في الغرب، إضافة لذلك علاقتها مع الشمس ذلك أنها تعتبر مذكرة إن طلعت في الصباح وتعتبر مؤنثة إن طلعت في المساء، ومن خلال هذه المقاييس يمكننا أن نخمن أي الكواكب يتمتع بالنفوذ لتحديد الجنس.


7- التوائم:

كذلك الحال في ولادة اثنين أو أكثر، سيكون من المناسب ملاحظة نفس الموقعين، أي، النيرين والطالع. فحدث مثل هذا يناسبه متابعة المزيج عندما يقع الموقعين أو ثلاثتهم في بروج مزدوجة (مجسدة)، بالخصوص إذا كانت الكواكب التي تحكمها في نفس الحال، أو أن بعضها يقع في بروج مجسدة والأخرى تنتظم بشكل أزواج أو في مجموعات اكبر، لكن عندما يكون كل من هذان الموقعين المهمين في بروج مجسدة واغلب الكواكب على نفس الشاكلة، فان هذا دليل على إخصاب حتى أكثر من اثنين من الأجنة، أما عددهم فيمكن أن يخمن من النجم الذي يؤثر في الميزة العددية والجنس فمن خلال الزوايا التي تتخذها الكواكب بالنسبة للشمس والقمر والطالع لاستيلاد الذكور أو الإناث وبحسب الطريقة التي ذكرناها سابقا. وحيثما لم يرد في التشكيلة أي زاوية للطالع مع النيرين، بل مع منتصف السماء فان الأمهات في مثل هذه الحال سيحملن بتوأم أو حتى أكثر وبالأخص ستكون ولاداتهن متعددة أي لثلاثة ذكور، عندما يكون الأصل ملكي، أي يقع زحل والمشتري والمريخ في بروج مزدوجة ولها نفس الزاوية مع المواقع الآنفة الذكر، كما إنهن يلدن ثلاث إناث عندما تسيطر إلهات الحسن الثلاث ، أي الزهرة والقمر وعطارد عندما يكون مؤنثا ويتموضعن على نفس الشاكلة، وسيلدن ذكرين وأنثى عندما يقع ديوسكور ( كاستور وبولكس، الأولاد التوأم لليدا الذين حولهما زيوس إلى مجموعة الجوزاء (أساطير)) وزحل والمشتري والزهرة بنفس الترتيب، وعندما تقع ديميتر (Demeter- آلهة الزراعة والحصاد عند الإغريق) وكور (Korê) والزهرة والقمر والمريخ على نفس الترتيب فستلد ذكر وأنثيين. في هذه الحالات فانه على الأغلب سيولد الأطفال غير مكتملي النمو كما يولدون بعلامات جسدية معينة، وكذلك فان المواقع الحاكمة قد تحمل علامات غريبة ومفاجئة بسبب الدلالات السماوية كما لو كانت معاجز.

8- الأجنة المشوهة (المسوخ):

إن موضوعة الأجنة المشوهة (المسوخ)غير منفصلة عن المطلب الذي كنا بصدده توا، ففي المقام الأول، انه في مثل هذه الحالات يكون النيرين ابعد ما يكون عن الطالع أو أنهما لا يمتان له بأي صلة، وكانت الزوايا منفصلة بالكواكب النحسة، وحيثما يُلاحظ مثل هذا الترتيب لابد أن يبحث عن القمر الجديد أو البدر السابقين وصاحبهما وصاحب النيرين عند الولادة، إذ أن هذا ما يظهر عادة في المواليد المغمورة والتعيسة حتى وان لم تكن لهم التشكيلة التي تظهر للمسوخ. فان كانت مواقع الولادة، والقمر والطالع كلها أو اغلبها لا تمت بصلة لموقع الاقتران السابق، فعندئذ لابد أن نفترض أن المولود سيكون غير متميز الصفات. وألان، وتحت مثل هذه الظروف، إذا وجد النيران في البروج الرباعية القدم أو ذات الأشكال الحيوانية وكانت البروج النحسة متمركزة، فان الوليد لن يمت للجنس البشري أصلا بل سيكون مسخا متوحشا إن لم ينظر إلى النيرين أي من الكواكب السعيدة وإنما الكواكب النحسة كانت الناظرة، كما سيكون حيوان ذي طبيعة مؤذية، أما نظرهما المشتري والزهرة فسيكون واحدا من الأنواع التي تعتبر مقدسة، مثل الكلاب والقطط، وأن نظرهما عطارد سيكون المسخ من تلك الأنواع المفيدة للإنسان مثل الطيور والبجع والثيران والماعز وما شابه ذلك، وإن وجد النيران في برج ادمي الشكل بينما كانت الكواكب متراتبة بالطريقة السابقة فإن المولود سيكون ادميا أو يصنف كذلك لكن سماته الشخصية كالوحوش وغير متمايزة النوع والتي يمكن تحديدها من شكل البروج التي وجدت فيها الكواكب النحسة التي فصلت النيرين أو الزوايا. وهنا إن لم ينظر أي من الكواكب السعيدة إلى المواقع المذكورة، فإن المولود سيكون غير عاقل وغير متمايز بكل معنى الكلمة، أما إن نظرتها الزهرة أو المشتري فان المسخ المولود سيكون مقبولا مثل حال الخنثى أو ما يطلق عليه (harpocratics) وما شابه ذلك، وان نظرت هذه المواقع من عطارد، بالإضافة لما سبق، فسيكون عرافا وسيجني ماله بذلك، لكن عندما يكون عطارد وحده فسيكونون بلا أسنان وصم وبكم لكن أذكياء وحاذقين.


9- الأجنة التي لن تعيش:

بما أن شرح مطلب الأجنة التي لا يكتب لها العيش يفتقر في مناقشته إلى الأمور التي تتعلق بالولادة نفسها، فسيكون مناسبا أن نلاحظ أن هذه العملية ترتبط من جهة بمطلب طول العمر والسؤال في كلا المسألتين هو نفسه لكنهما متمايزين بطريقة أخرى ذلك إن هناك اختلاف معين في المعنى الحقيقي للمطلب، إن مطلب طول العمر يُعنى بأولئك الذين يجتازون زمنا مدركا إجمالا وهو ليس اقل من دورة كاملة للشمس وهي الفترة التي تعرف على أنها سنة، ولكن أيضا فان الفترات الأقل من ذلك وهي أشهر أو أيام أو ساعات فإنها تقع تحت هذا المطلب، لكن المطلب الذي يعنى بالأجنة التي لا تتمتع بعيش أي زمن أبدا وبالطريقة التي شرحناها تواً، بل يموتون خلال ما هو اقل من الزمن الذي قد عرفناه بسبب تأثير سلبي (الشر) كبير،لهذا السبب أن البحث في المطلب السابق أكثر تعقيدا لكن هذا المطلب ابسط، فالمسألة هي فقط إذا كان احد النيرين يشكل زاوية وكان احد الكواكب النحسة على اقتران معه أو مقابلة سواء بالدرجات أو بتساوي المسافات بينما لا نجد أي كوكب سعيد قد شكل أي زاوية معه وان كان صاحب النيرين قد وجد في مواقع الكواكب النحسة فان الجنين الذي سيولد لن يعيش بل يلقى حتفه فور ولادته، لكن إن كانت الحالة كما سبق لكن من دون تساوي المسافة بل أن أشعة الكواكب النحسة تلي مباشرة فوق مواقع النيرين، وكان هناك كوكبي نحس وإذا كانا يؤثران في احد النيرين أو كلاهما أما بالمقابلة أو بان يتلوه، أو أن احدهما يؤثر في احد النيرين والثاني بدوره في الأخر، أو أن احدهما يؤثر بالمقابلة والثاني يتلوه للنير، هكذا أيضا فان الأجنة التي ستولد لن تعيش حيث أن عدد العلاقات النحسة يبعد كل ما من شأن وجوده أن يطيل العمر وذلك لبعد الكوكب النحس من خلال تبعيته,
إن المريخ بالخصوص يلي الشمس بإتباعها، وزحل يلي الشمس لكن على العكس، لو أن زحل كان في مقابلة أو موقع أعلى فسيؤثر على الشمس والمريخ على القمر، والأغلب عندما يتواجدان كحكام لمواقع النيرين أو الطالع. لكن إن كانت فرصتهم في تكوين مقابلتين عندما يكون النيرين في الزوايا والكواكب النحسة في تشكيل متساوي الساقين، فان الأجنة التي ستولد ستكون ميتة أو شبه ميتة.
وفي ظروف مماثلة، إذا كان النيرين مبتعدين من الاقتران مع احد الكواكب السعيدة، أو في زاوية أخرى معها لكنها تقع غرب أشعتها في الأجزاء التي تسبقها فان الطفل المولود سيعيش عددا من الأشهر أو الأيام أو حتى ساعات مساويهٍ لعدد الدرجات بين الهيلاج واقرب أشعة للكوكب النحس بشكل يتناسب مع عظمة التأثير السيئ وقوة الكواكب التي تحكم المسألة. لكن إذا كانت أشعة الكواكب النحسة واقعة بعد النيرين وأشعة الكواكب السعيدة بعدها، فان الجنين الذي يتعرض لهذه الوضعية سيستمر ويعيش، وكذلك، إن كانت الكواكب النحسة تسيطر على الكواكب السعيدة ولها زاوية على الميلاد فسيعيشون حياة يملؤها البلاء والحزن والخضوع ، أما إذا سيطرت الكواكب السعيدة فسيعيشون كبدلاء لأولاد آباء آخرين.
وإن كان أحد الكواكب السعيدة إما طالعا أو مقارن للقمر بينما احد الكواكب النحسة كان غاربا، فسيربيهم آباءهم الحقيقيون، ويتم تطبيق نفس هذه الطريقة على الولادات المتعددة.
أما إن كان احد الكواكب المنتظمة زوجا زوجا أو في مجموعات اكبر وتحمل زاوية مع الأصل (الميلاد ) في حالة غروب، فإن الجنين سيولد شبه ميت أو مجرد كتلة لحم وغير مكتمل لكن إذا سيطرت عليها الكواكب النحسة فسيولد الجنين خاضعا لهذا التأثير فلن يعيش أو ينجو.

10- طول العمر:

إن تقدير أو تحديد طول العمر يحتل موقعه الأساسي بين المطالب التي تخص الأحداث ما بعد الولادة، ذلك، وكما يقول القدماء، انه لمن السخف التحقيق في التوقعات الخاصة لشخص لن يعيش لزمن الأحداث المتنبأ بها استنادا إلى ترتيب (هيئة) سنوات عمره. إن هذا الاعتقاد ليس بالأمر البسيط أو انه ليس على صلة بالأمور الأخرى وإنما هو مستنبط، وبأسلوب معقد، من سيطرة المواقع ذات الحكم (السيطرة) الأكبر. إن الطريقة التي تسرنا (ترضينا) إلى جانب إنها تنسجم مع الطبيعة فهي التالية، ذلك إنها تعتمد كليا على تحديد البيوت المهمة في الهيلاج وعلى تحديد المواقع القاطعة للكواكب، وكل واحدة منها تحدد بالأسلوب التالي:
في المقام الأول لابد لنا من نأخذ في الاعتبار هذه البيوت المهمة في الهيلاج والتي فيها، وبكل الوسائل، لابد أن يكون الكوكب ذلك الذي يتسلم حكم التسيير وتحديداً الأجزاء ألاثني عشر من دائرة البروج التي تحيط بالطالع ابتداءً من 5ْ فوق الأفق الفعلي وحتى 25ْ درجة المتبقية، والتي تشرق تلو الأفق، إن جزء التسديس الأيمن بالنسبة لهذه الثلاثين درجة يسمى ببيت الإله ديمون (daemon God- معبود ثانوي أو نصف اله كبطل معبود –أساطير-)، الجزء على التربيع يسمى بمنتصف السماء، الجزء على التثليث يسمى بيت الرب (الله)، والجزء على المقابلة يسمى بالمغرب. إن من بين هذه لمواقع ما هو مفضل من حيث قوة السيطرة، فأولا تلك التي تقع منتصف السماء، وثم تلك في الشرق، ثم تلك التي تقع في البرج التالي لمنتصف السماء ثم تلك الواقعة في المغرب ثم تلك الواقعة في البرج الطالع قبل منتصف السماء، ومنطقيا فإن كل الأفق تحت الأرض يجب أن يهمل عندما تؤخذ قوة بهذه الأهمية في الحسبان ما عدا تلك الأجزاء من في برج الهبوط (النزول) نفسه تصبح تحت الضوء. أما الجزء فوق الأرض فمن المناسب عدم الأخذ بنظر الاعتبار لا البرج المنفصل عن الصعود ولا ذلك الذي يطلع قبله والمسمى ببيت الشيطان (the house of the evil daemon ) لأنه يحجب الشعاع المنبعث من النجوم المار به نحو الأرض ويضعفها، وكذلك فان الضباب الكثيف الناتج من رطوبة الأرض يخلق كدورة وظلمة تجعل النجوم تظهر لا بألوانها الحقيقية ولا بهيئاتها العظيمة.
وبعد هذا فلابد أن نأخذ المناطق الأربعة ذات السلطة الأقوى كبيوت للهيلاج ومع ذلك القمر والطالع وسهم السعادة وحكام (أرباب) هذه المناطق. فخذ لسهم السعادة دائما مجموع عدد الدرجات، في الليل والنهار، وهي المسافة من الشمس إلى القمر والتي تمتد لمسافة مساوية من الطالع بترتيب البروج التالية، فأي زاوية و علاقة للشمس مع الطالع ستكون للقمر مع سهم السعادة فتكون كما لو انه طالعا قمريا.
ومن هذه الحالات، ففي النهار لابد أن نعطي المحل الأول للشمس هذا إذا كانت في مواقع بيوت الهيلاج وإن لم تكن كذلك فنعطيه للقمر وإن لم يكن القمر كذلك فنعطي المحل الأول للكوكب الذي يتمتع بعلاقات اغلبها محكومة من الشمس وللاقتران التالي وللطالع، أي عندما يتمتع المكان الأول بثلاث إلى واحد أو حتى أكثر من الطرق الخمسة للسيطرة التي نعرفها، لكن إن لم يكن الحال كذلك فنعطي الأفضلية للطالع في آخر الأمر.
أما في الليل فتكون الأفضلية للقمر أولا ثم الشمس ثم الكوكب الذي يتمتع بأكبر عدد من العلاقات التي يحكمها القمر، وللبدر التالي وثم لسهم السعادة، وإلا، وأخيرا، إذا كانت نقطة الاقتران التالية قمرا جديدا فيكون للطالع، لكن إذا كانت نقطة الاقتران بدرا فسيكون المحل الأول لسهم السعادة، لكنى إذا كان كلا النيرين أو حاكم القطاع الخاص كانا في مواقع بيوت الهيلاج فلابد أن نأخذ احد النيرين وهو الذي يتمتع بسلطة اكبر، ولابد أن نفضل الكوكب الحاكم على النيرين فقط عندما يشغل موقعا ذا سلطة اكبر بالإضافة إلى تمتعه بعلاقة سيطرة على كلا القطاعين.
بعد ان يتم تحديد الهيلاج فلابد لنا من بعد ذلك إتباع وسيلتين أخريين ل، إحداها تلك التي تتبع نظام البروج المتعاقبة، فلابد من استخدامها فقط في حالة ما يسمى بالتنبؤ بالأشعة ، عندما يكون الهيلاج في الشرق أي بين متصف السماء والطالع. ولابد لنا أن لا نقتصر على طريقة البروج المتتابعة بل بالإضافة لها تلك التي تتبع نظام البروج المسيطرة (الرئيسية) والتي تسمى ب(horimaea)وذلك عندما يكون الهيلاج منحرفا عن منتصف السماء.
وعندما تكون هذه هي الحال فان الدرجات القاطعه في التسيير الذي يتبع نظام البروج الرئيسية هي درجة الأفق الغربي فقط، لأنها السبب في اختفاء حاكم (رب) الحياة، ودرجات الكواكب المقتربة أو التي تحمل دليلا (تنظر) ليس لها إلا أن تضيف سنوات لمجموع تلك الدرجات بقدر بعد غروب الهيلاج ولا تتسبب في التدمير لأنها لا تتحرك باتجاه موقع بيوت الهيلاج وإنما تتحرك نحوها. إن الكواكب السعيدة تضيف أما الكواكب النحسة تنقص، ومن جديد فإن عطارد يعد ضمن المجموعة التي تكون له معها زاوية. إن عدد الزيادة أو النقصان يحتسب استنادا على الموقع بالدرجات لكل حالة. حيث أن العدد الكلي للسنوات هو نفس عدد الفترات المقاسة بالساعة لكل درجة، أي عدد ساعات النهار عندما يكون نهارا وعدد ساعات الليل عندما يكون ليلا، فيجب أن تكون هذه هي طريقتنا في الاحتساب عندما تكزن في الشرق، أما النقصان فلابد أن يحتسب بالتناسب مع ابتعادها عن هناك حتى تصبح عند نقطة غروبها صفراً.
أما التسيير الذي يتبع طريقة البروج المتعاقبة فإن مواقع الكواكب النحسة زحل والمريخ، تدمر ، سواء كانت مقتربة بأجرامها أو مرسلة أشعتها من أي مكان سواء في تربيع أو مقابلة وأحيانا حتى لو كان تسديس على البروج التي تسمى ب)السامعة( أو )المبصرة( بحسب نوعية القوة، كما أن البرج الذي يربع البرج المسير في نظام البروج المتعاقبة يعد قاطعا .
وأحيانا فإن من بين البروج التي تصعد ببطيء في زاوية تسديس تدمر عندما تكون منتحسة وكذلك بالنسبة للبروج التي تصعد بزاوية تثليث بسرعة شديدة.
وعندما يكون القمر هو الهيلاج فإن موقع الشمس سيكون مدمرا، ذلك أن التسييرمن هذا النوع فأن تقارب الكواكب يساعد سواء في التدمير أو الحماية ما دامت في اتجاه موقع التسيير. ولا يجب الاعتقاد بأن هذه المواقع هي مدمرة ولا يمكن تجنبها وإنما فقط عندما تكون منتحسة، حيث أنها تمتنع عن ذلك حيثما وقعت ضمن حد كوكب سعيد و إذا كان احد الكواكب السعيدة يرسل أشعته من تربيع أو تثليث أو مقابلة إما على الدرجة القاطعة نفسها أو على الأجزاء التي تتبعها، وفي هذه الحالة فبالنسبة للمشتري ليس أكثر من 120 ، وبالنسبة للزهرة ليس أكثر من 80 ، وكذلك إذا لم يكن خط العرض نفسه لكليهما عندما يكون كل من الهيلاج والكوكب المقترب حاضرين بجرميهما.لذلك عندما يكون هنالك اثنان أو أكثر على كل جانب مساندةً أو على العكس كانت مدمرة، فلابد لن نأخذ في الاعتبار أي منهما المهيمن بناءً على عدد تلك المتساندة وعلى القوة، فبالعدد عندما تكون إحدى المجموعتين تبلغ عددا أكثر من الأخرى، ومن ناحية القوة عندما تكون الكواكب المساندة أو القاطعة في مواقعها المناسبة وبعضها ليس كذلك، وبالأخص عندما يكون بعضها طالعا والبعض الأخر غاربا (آفلاً). وبشكل عام لابد أن لا نقر بأي كوكب، سواء كان مدمرا أو مساندا، كان واقعا تحت أشعة الشمس، ما عدا عندما يكون القمر هو ال الهيلاج موقع الشمس نفسها مدمراً،وذلك حين يغيره تواجد احد الكواكب النحسة دون أن يحرره من هذا التأثير أي من الكواكب السعيدة.
إن عدد السنوات، لا يمكن إستحصاله بسهولة أو إن أمره في متناول اليد، والذي يحدد استنادا على ما بين موقع التسييروالكوكب القاطع وطبقا للاساليب المعهودة، من عدد مرات الصعود لكل درجة فقط باستثناء الحالة عندما يكون الأفق الشرقي هو نفسه ال الهيلاج أو واحدا من الكواكب التي تطلع من هذا المكان. حيث أن هناك طريقة واحدة هي المتوفرة لمن يعالج هذا الموضوع بأسلوب معتاد، ليتمكن فيما بعد من احتساب عدد فترات الاعتدال التي يتقدمها الجسم أو الزاوية التالية إلى (نحو) موقع تلك التي تسبقه في وقت الولادة الحقيقي، ذلك أن فترات الاعتدال تجتاز بشكل متساو خلال كل من الأفق ومنتصف السماء، وهو ما يشار إليه على انه نسب البعد الفضائي، وكل واحدة من هذه الفترات تعادل سنة شمسية واحدة.
وحيثما كان التسيير والموقع السابق فعلا في الأفق الشرقي، فلابد أن نأخذ مرات الصعود للدرجات فوق نقطة الالتقاء، فبعد هذا العدد من فترة الاعتدال سيأتي الكوكب القاطع إلى موقع ال الهيلاج وهو الأفق الشرقي.
لكن عندما يكون فعلا في منتصف السماء، فلابد أن نأخذ الصعودات على نصف الكرة الأيمن وهو القطاع الذي يمر في كل حالة بمنتصف السماء، وعندما يكون في الأفق الغربي فيكون العدد من الدرجات الذي تنزله كل درجة من درجات المسافة الفاصلة، أي (هو) العدد الذي تصعد بقدره تلك الدرجات تعاكسها (تقابلها) مباشرة. لكن إن لم يكن الكوكب السابق على هذه الحدود الثلاثة وإنما في المسافات الفاصلة بينها، ففي هذه الحالة فإن عدد مرات الصعودات أو النزولات (الهبوطات) أو الذروات الآنفة الذكر ستحمل المواقع التالية إلى مواقع السابقة لكن الفترات (المُدد) ستختلف. ذلك أن الموقع سيكون نفسه إذا كان له نفس الموضع وفي نفس الاتجاه بالإشارة إلى كل من الأفق والى خط طول غرينتش (دائرة كبيرة تمر من القطبين والدائرة السماوية وخط السمت لنظر المشاهد). إن هذا لهو الأقرب للصحة بالنسبة لتلك التي تقع فوق واحدة من أنصاف الدوائر تلك الموصوفة من خلال أجزاء خط غرينتش والأفق وكل واحد منهم في نفس الموضع يكونون نفس الساعة الزمنية تقريباً. وحتى لو كان الدوران حول احد الأقواس السابقة الذكر فسيصل نفس الموضع بالإشارة إلى كل من خط غرينتش والأفق، لكنه سيجعل الفترات الزمنية لمرور دائرة البروج غير متساوي بالنظر إلى كليهما، وبنفس الطريقة في مواقعالمسافات الأخرى تجعل من مرورها بعدد من المرات غير مساوي إلى السابقة. لذلك سوف نتبع طريقة واحدة، كما سيلي، والتي سواء كان الموقع التالي يحتل الشرق أو منتصف السماء، أو الغرب أو أي موقع آخر فسيكون من الممكن إدراك العدد المكافئ (المتناسب) لمرات الاعتدال التي تقود الموقع التالي إليه. فبعد أن قمنا بتحديد درجة الذروة لدائرة البروج، علاوة على ذلك درجة السابق ودرجة اللاحق، سنحقق أولا في موقع السابق، وكم هو عدد الساعات العادية التي يبتعد بها عن خط غرينتش مع إحصاء الصعودات التي تتداخل حتى تصل درجة منتصف السماء بعينها، سواء كانت فوق الأرض أو تحتها، في نصف الكرة الأيمن وتقسيمها على مقدار الفترات الساعاتية (الساعية) للدرجة السابقة، أي النهارية إذا كانت فوق الأرض وليلية إذا كانت تحت الأرض. لكن وحيث أن أقسام دائرة البروج والتي تبتعد عددا مساو للساعات الاعتيادية من خط غرينتش فهي تقع فوق واحدة من، ونفس، أنصاف الدوائر السابقة، فسيكون من الضروري أن نجد بعد ذلك عدد مرات الاعتدال التي يتحركها (يبتعدها) القسم التالي عن نفس خط غرينتش وبنفس عدد الساعات الأصلية للسابق. وبعد تحديد هذه الأمور سنحقق في عدد ساعات الاعتدال التي عند موقعها الأصلي ابتعدت درجة اللاحق عن الدرجة في منتصف السماء، وذلك من خلال الصعودات في الجزء الأيمن والعدد الذي يكون نفس عدد الساعات الأصلية كما هي للسابق وضرب ذلك بعدد الفترات الساعاتية لدرجات اللاحق، فذا كان الشبه للساعات الأصلية يتناغم (يرتبط) مع منتصف السماء مضروبا في عدد الساعات النهارية لكن إذا ارتبط مع أسفل الأرض فسيكون ضرب الساعات الليلية. وعند اخذ النتائج من اختلاف المسافتين فسنحصل على عدد السنين التي كان البحث عنها.
ولتوضيح ذلك سنفترض أن الموقع السابق هو بداية برج الحمل، مثلا، وكان الموقع اللاحق هو بداية الجوزاء وكان خط الطول الذي وقع عنده أطول نهار يمتد لأربعة عشر ساعة، وكان المقدار الساعاتي البداية الجوزاء ما يقارب 17 مرة اعتدالية. لنفترض أولاً أن بداية الحمل كانت طالعة (مشرقة)، وعليه ستكون بداية الجدي عند منتصف السماء، ولتكن بداية الجوزاء تبتعد عن منتصف السماء فوق الأرض ب148 مرة اعتدالية. الآن بما أن بداية الحمل تبتعد بقدر 6 ساعات اعتيادية عن منتصف السماء النهاري وعند ضرب ذلك بال17 مرة اعتدالية وهو عدد المقدار الساعاتي لبداية الجوزاء وحيث أن مسافة ال148 مرة تعود لمنتصف السماء فوق الأرض فسنأخذ لهذه المسافة الفاصلة 102 مرة. ومن ثم، وبعد 46 مرة، وهو الفرق، فإن الموقع اللاحق سيمر بموقع السابق. هذه هي تقريبا هي مرات الاعتدال لصعود الحمل والثور. مادام قد افترضنا أن برج الهيلاج هو الطالع.
بالمثل، فلتكن بداية الحمل عند منتصف السماء، فسيكون موقعه الأصلي عند بداية الجوزاء مبتعداً عن منتصف السماء فوق الأرض ربما بقدر 58 مرة اعتدالية. لذلك، وحيث أنه عند موقعه الثاني لابد أن تكون بداية الجوزاء عند منتصف السماء، فسنأخذ فرق المسافات بدقة وهو ما يعادل 58 مرة، وهو الذي يمر به الحمل والثور خلال خط غرينتش ذلك أن برج الهيلاج يقع عند منتصف السماء.
وبنفس الطريقة فلتكن بداية الحمل غاربة فتكون بداية السرطان ربما في عند منتصف السماء وبداية الجوزاء قد تبتعد عن منتصف السماء فوق الأرض باتجاه البرج الأساسي (المتقدم) ب32 فترة اعتدال. وبما أن بداية الحمل تبتعد 6 ساعات أصلية (عادية) عن خط غرينتش باتجاه الغرب (المغرب)، فإذا ضربنا هذا في 17 سنحصل على 102 مرة وهي المسافة لبداية الجوزاء عن خط غرينتش عندما يغرب. كذلك في موقعه الأول كان مبتعدا عن نفس النقطة ب32 مرة، لذلك يتحرك نحو المغرب ب70 مرة وهو الفرق كما أنها الفترة التي ينزلها كل من الحمل والثور كما تصعدها البروج المقابلة أي الميزان والعقرب.
وألان لنفترض إن بداية الحمل ليست في أي واحدة من الزوايا، لكنها تبتعد، مثلا، 3 ساعات أصلية عن خط غرينتش باتجاه البرج الأساسي (المتقدم)، لذا ستكون ال18 درجة من الثور عند منتصف السماء، وموقعه الأول عند بداية الجوزاء أي 13 مرة اعتدالية بعيدا عن منتصف السماء فوق الأرض وبحسب ترتيب البروج التالية. فإذا ضربنا ال17 مرة اعتدالية في الساعات الثلاث، فستكون بداية الجوزاء عند موقعه الثاني بعيدا عن منتصف السماء باتجاه الأساسي (المتقدم) ب51 مرة اعتدالية، وستكون بمجموعها 64 مرة اعتدالية. لكنها ستكون 46 مرة وبنفس الطريقة إذا كان موقع التأجيل pro… طالعا (شارقا)، و58 مرة عندما يكون في منتصف السماء، و70 مرة عندما يكون غاربا. لذلك فأن عدد مرات الاعتدال عند الموقع ما بين منتصف السماء والمغرب يختلف عن كل واحد من المواقع الأخرى. ذلك انه سيكون 64، والفرق متناسب مع الزيادة البالغة 3 ساعات، إذا كان 12 مرة اعتدالية في حالة الأرباع الأخرى عند المركز، لكن سيكون 6 مرات اعتدالية في حالة المسافة ذات الثلاث ساعات. ويمكن ملاحظة نفس النسبة تقريبا في كل الحالات، وسيكون ممكنا استخدام الطريقة بهذا الأسلوب الأبسط. حيث انه عندما تكون الدرجة التالية عند المشرق (الطلوع)، سوف نستخدم الصعودات حتى الدرجة التالية، فإذا كان عند منتصف السماء والدرجات في النصف الأيمن، وان كان غاربافسنستخدم الهبوطات. أما إذا كان بين هاتين النقطتين، مثلا، عند المسافة الفاصلة من الحمل والأنفة الذكر ، فسنأخذ أولا مرات الاعتدال لكل من الزوايا المحيطة، وسنجد أن مرات الاعتدال التي توافق ذلك حتى أول الجوزاء من منتصف السماء هي 58 ومن المغرب 70، بما أن بداية الحمل قد افترضناها بعد منتصف السماء فوق الأرض. ومن ثم لنثبت، كما بينا سابقا، كم هو عدد الساعات الأصلية التي يبتعدها القسم التالي عن كل واحدة من الزوايا، ومهما سيكون الكسر من 6 ساعات الأصلية للربع فان هذا الكسر للفرق بين الكميتين سنضيفه إلى أو نطرحه من الزاوية التي تمت معها المقارنة. فمثلا، إذا كان الفرق بين ال70 وال58 المشار المذكورة أعلاه هو 12 مرة، وقد افترض أن الموقع التالي يبتعد بعدد مساو من الساعات الأصلية، ثلاثة، عن كل واحدة من الزوايا، وهو نصف الساعات الستة، وسنأخذ أيضا نصف الاثنا عشر مرة اعتدالية، ونضيفها أما إلى 58 أو نطرحها من 70، سنجد أن النتيجة ستكون 64 مرة. لكن إذا كان مبتعدا ساعتيناصلييتين، وهي ثلث الساعات الستة، سنأخذ مرة أخرى ثلث ال12 مرة من الزيادة، أي 4 وإذا كان الابتعاد بساعتين بافتراض إنها من منتصف السماء فسنكون قد أضفناها إلى 58 مرة، لكن إذا ما تم قياسها من المغرب فسنطرحها من ال70.
إن طريقة التحقق من الكمية الوقتية للفترات الفاصلة على هذا النحو يجب إتباعها بشكل مماثل. أما الباقي، فسوف نحدد في كل حالة من الحالات السابقة للتقدم أو الغروب، بحسب نظام الصاعدة بسرعة اكبر، وتلك القاطعة، أو التي تمر في نقطة رئيسية أو تحول وبحسب ما إذا كان الالتقاء منحوسا أو مدعوما بالطريقة التي سبق أن شرحناها، ومن خلال الدلالة الخاصة للتنبؤات المستنتجة من المداخل الوقتية للالتقاء. فعندما تكون المواقع منحوسة في ذات الوقت وكان انتقال النجوم على صلة بمدخل سنوات العمر وينحس مواقع السيطرة (الحكم)، فلابد أن نفهم أن هذا دلالة الموت، وإن كان احدها ايجابي فبسبب أزمات خطيرة وعظيمة، وإن كان كلاهما ايجابيا فسيسبب البلادة أو الإصابات أو كوارث عابرة. في هذه الأحوال فإن الخاصية المعينة يتم بحثها من تآلف المواقع الحادثة (الظاهرة) مع ظروف الهيئة. أحيانا، عندما يكون هناك شك في أيها التي يجب أن تعتبر القوة القاطعة، فلا شيء يمنع حساباتنا للحوادث لكل منها، كذلك إتباع ، في التنبؤ للمستقبل، الحوادث التي أكثر ما تتوافق مع الأحداث الماضية، أو ملاحظتها كلها، إذا كانت ذات قوى متساوية، لتحديد مسألة درجتها كما في السابق.


11- الهيئة الجسدية والمزاج:

الآن وبعد توضيح مسألة طول العمر، نعرج على موضوع الشكل والصفات الجسدية، وسنخوض مناقشة مفصلة وبترتيب مناسب، فمن الطبيعي جداً، إن تكون وتشكل أجزاء الجسد يسبق تكون الروح، ذلك أن الجسد مادي ويحتل منذ الولادة المظاهر الخارجية لصفاته، بينما تبرز الروح الخصائص الممنوحة لها من العلة الأولى لاحقا فقط وشيئا فشيئا، أما الصفات العرضية الخارجية فتسبغ عليه لكن في وقت لاحق.
لذا لابد لنا من أن نلاحظ الأفق الشرقي والكواكب المتواجدة فيه أو التي يفترض أنها حاكمة له بالطريقة التي سبق توضيحها، والقمر بالخصوص، لأنه من خلال قوته على التشكيل والتكوين لهذين الموضعين وحاكميهما ومن خلال المزيج الحاصل من النوعين، والأكثر من ذلك من خلال أشكال النجوم الثابتة والطالعة في نفس الوقت، حيث تتحدد هيئة الجسد، فان للكواكب الحاكمة القوة الأكبر في هذا الموضوع والمميزات الخاصة لمواضعها تساعدها في ذلك.
إن الإيضاح المفصل سيكون كالتالي:
أولا.. زحل، من بين الكواكب فان كان في الشرق فسيجعل كل من يقع تحت تأثيره ذي بشرة غامقة، قوي البنية، ذا شعر اسود ومجعد، صدر مكسو بالشعر، وذا عينين متوسطي الحجم، وقامة متوسطة ومزاجه شديد الرطوبة والبرودة، أما إذا كان زحل غاربا، فسيجعله اسود، نحيل، صغير البنية، شعره سبط، وشعر قليل على الجسد، رشيق الحركة، اسود العين، مزاجه مشترك على الأغلب ما بين البرودة والجفاف.
المشتري، على اعتبار انه حاكم المناطق التي سبق ذكرها، فعندما يكون في الشرق (الطالع) يجعل مظهر من يقع تحت تأثيره ذا بشرة فاتحة لكن بطريقة يكون لونها جميلا، مع شعر مجعد قليلا وعينان كبيرتان وقامة طويلة ومظهر قوي، أما المزاج فسيكون مفرطا في الحرارة والرطوبة.
أما حينما يكون غاربا، فسيجعله فاتح البشرة أيضا لكن ليس لونا جميلا كالسابق، شعر سبط أو قد يكون أصلعا من الأمام وقمة الرأس، وقامة معتدلة أما المزاج فسيكون شديد الرطوبة.
وكذلك المريخ، عندما يكون في الشرق، يجعل مظهر كل من يقع تحت تأثيره احمر أو ابيض البشرة، طويل القامة قوي البنية، عينان رماديتان، وشعر كث ومجعد نوعا ما، ومزاجه شديد الدفء والجفاف. وعندما يكون غاربا، فيجعله متصف ببشرة محمرة وطول قامة متوسط وعينين صفيريتين ولا يغطي جسمه شعر كثير وشعره سبط أشقر اللون ومزاجه شديد الجفاف.
أما الزهرة، فتأثيرها مشابه للمشتري إلا إنها تميل لجعل من يقع تحت تأثرها يتمتع بقوام جميل ورشيق، أنثوي وذا طابع نسوي ممتلئ وترف أما هي فتهب العينين بريقا وجمالا خاصا بها.
عطارد، في شروقه يهب المظهر الشاحب والطول المعتدل وخفة الحركة وعينان صغيرتين وشعر مجعد بلطف ومزاج دافئ. وفي الغرب يهب مظهرا فاتح اللون لكنه غير محبذ، وشعر سبط وبشرة دهنية طرية ولينة، وعينان وقادتان ولماحتان محمرتان قليلا أما المزاج فسيكون شديد الجفاف.
إن النيرين يساعدان كل من هذه الكواكب عندما تكون على زاوية معها، فالشمس تميل لان تترك أثرا قويا ومؤثرا، والقمر خاصة عندما يكون منفصلا عن الكواكب يميل عموما لإسباغ صفة القوام المتناسق والممشوق وطبع أكثر رطوبة، لكن في حالات معينة فإن تأثيره يتناسب مع نوعية صفة إضاءته بشكل يتطابق مع نظام التمازج الذي سبق توضيحه في بداية الأطروحة (الكتاب).
وبشكل عام عندما تكون الكواكب نجوما صباحية ومؤثرة على المظهر فتجعل الجسم ضخم، وفي مرحلته الأولى يتسم بالقوة والرجولة، وكلما تقدم صار غير متناسقا، أما المرحلة الثانية فسيكون ضعيف نوعا ما، وعند الغروب فسيكون غير مستحسن بالمرة لكنه سيكون قادر على تحمل الصعاب والاضطهاد.
وبالمثل فان مواقعها، كما ذكرنا سابقا، لها تأثير مهم في تشكيل الصفات الجسدية والمزاجية، وبشكل عام فان الربع من الاعتدال الربيعي ولغاية الانقلاب الصيفي يجعل المخلوقات تتمتع ببشرة وبنية جذابة وذا مزاج رطب ودافئ.
الربع من الانقلاب الصيفي ولغاية و الاعتدال الخريفي، فإن من سيولد فيه ستمتع ببشرة جيدة معتدلة وطول معتدل، بنية قوية وعينين كبيرتين وشعر كث ومجعد ومزاج دافئ ومعتدل.
الربع من الاعتدال الخريفي إلى الانقلاب الشتوي، يجعله شاحب البشرة، نحيل، ممشوق القوام، واهن وذا شعر جعد قليلا وعينين جيدتين ومزاجه البرودة والجفاف. أما الربع الأخير والممتد من الانقلاب الشتوي ولغاية الاعتدال الربيعي فسيكون من يقع تحت هذا التأثير ذا بشرة غامقة وطول معتدل وشعر سبط مع قليل من الشعر على جسده وسيتسم برشاقة الحركة ومزاجه بارد رطب.
وعند التخصيص فان المجموعات النجمية في داخل أو خارج دائرة البروج ذات الهيئة البشرية فتهب أجسادا تتميز بتناسق الحركة وتناسب الأجزاء، أما التي تتخذ عير ذلك، فإنها تعدل من التناسب بين أجزاء الجسم بما يتوافق مع خصائصها وبعد التعديل فإنها تجل الأجزاء المعدلة تطابق أجزاءها هي كبرا أو صغرا، قوة أو ضعفا، زيادة أو نقصان في تناسق الحركة.
فمثلا الأسد والعذراء والقوس ستضفي ضخامة البنية أما الأخرى مثل الحوت والسرطان والجدي فستجعلهم اصغر، كذلك بالنسبة للحمل والثور والأسد فان الأجزاء العلوية والأمامية تكون ممتلئة كثر والأجزاء السفلية والخلفية تكون اضعف، وعلى العكس فالأجزاء الأمامية للقوس والعقرب والجوزاء تكون ممشوقة والأجزاء الخلفية والسفلى تكون ممتلئة وكذلك الحال بالنسبة للعذراء والميزان والقوس فتضفي على أجساد مواليدها التناسق والامتشاق، بينما العقرب والحوت والثور فتمنح الدقة وعدم التناسق.
وكذلك بالنسبة للبقية فبما يناسب المقام أن نلاحظ ونجمع كل هذه الأمور لنحصل على نتيجة حول الشخصية التي ستنتج من هذا المزيج، ناظرين إلى كل من هيئة ومزاج الجسد.


12- الأمراض والإصابات الجسدية:

حيث أن الموضوع التالي يخص الأمراض والإصابات الجسدية،فسنثبت هنا بأسلوب منظم الطريقة المخصصة للتحقيق في هذا المطلب، وهو كالتالي، ففي هذه الحالة وللحصول على فهم عام، لابد من النظر إلى زاويتي الأفق، وهما الزاوية الشرقية والزاوية الغربية، وبالخصوص إلى زاوية الغرب والبرج الذي يليها لأنه منفصل عن زاوية الشرق، ولابد من ملاحظة أي نوع من الزوايا النحسة لها مع الكواكب، فإن كانت، إحداهما أو كلتاهما، واقعة قبالة الدرجات الصاعدة للواقع السابقة الذكر، أما كليا أو بزاوية تربيع أو مقابلة، من هذا نستنتج أن ما يولد سيعاني من إصابات وأمراض جسدية، خاصة إن صادف احد النيرين أو كليهما على زاوية بالشكل الذي تم ذكره، أو في مقابلة. وفي هذه الحالة ليس فقط إن كان احد الكواكب المنحوسة شارقا بعد النيرين، لكن حتى إذا كان شارقا قبلهم وكان في زاوية فله القدرة على إنتاج الإصابات أو الأمراض السابقة الذكر ويكون نوعها بحسب مواقعها من الأفق وما قد تشير إليه البروج، وكذلك ما قد تشير إليه طبائع الكواكب النحسة أو المنتحسة، والأكثر من ذلك من خلال تلك التي تحمل زاوية معها.
فالأجزاء من بروج الدائرة التي تحيط بالجزء المنحوس من الأفق ستشير إلى الجزء من الجسم الذي يخصه التنبؤ، وسواء أكان هذا الجزء سيعاني إصابة أو مرضا أو كليهما، وطبائع الكواكب تنتج أنواع وأسباب الأحداث التي سوف تحدث، فمن أهم أجزاء الجسد التي يحكمها زحل هي، الأذن اليمنى، الطحال، المرارة، الغشاء المخاطي، العظام. المشتري، فيسيطر على اللامسة والرئة والشرايين والسائل المنوي.
المريخ فيسيطر على الأذن اليسرى، الكلى، الأوردة، الأعضاء التناسلية.
الشمس، فتسيطر على البصر والدماغ والقلب والأوتار وكل أجزاء الأنسجة الرابطة في الجهة اليمنى. الزهرة فتحكم حاسة الشم والكبد والعضل.أما عطارد فعلى أعضاء الكلام واللسان والصفراء والأرداف. القمر فيؤثر على حاسة التذوق وأعضاء الشرب والمعدة والبطن والرحم وكل أجزاء الأنسجة الرابطة للجسم في الجهة اليسرى.
وهنالك مبدأ عام هو أن الإصابات تحدث عندما تكون أهم الكواكب النحسة في الجهة الشرقية، والأمراض على العكس من ذلك، أي عندما تكون غاربة. إن سبب ذلك يمكن توضيحه كالتالي، إن الإصابة تؤثر فيمن تلحق به مرة والى الأبد بينما المرض فيصيب المريض باستمرار وعلى شكل نوبات مفاجئة.

ولغرض تبيان بعض الحالات الخاصة، لقد لوحظت أن تشكيلات معينة تشير إلى أمراض وإصابات بحد ذاتها. وذلك من خلال الأحداث التي رافقت مثل هذه المواقع للنجوم.
حيث أن إصابة عين واحدة بالعمى يحدث عندما يتواجد القمر نفسه في إحدى الزوايا التي تم ذكرها، أو انه عانى اقترانا، أو كان بدرا، وعندما يكون في زاوية أخرى ذات علاقة مع الشمس، لكن كل هذا يقع على نجمة واحدة من العنقود النجمي في دائرة البروج، فمثلا العنقود النجمي في السرطان وبنات أطلس (Pleiades) في الثور، ورأس السهم في كلاّب العقرب إلى الأجزاء من برج الأسد حول شعر برنيكي (Coma Berenices) أو دلو برج الدلو، وكلما تحرك المريخ أو زحل نحو القمر وهو على زاوية معينة وكان القمر متلاشيا وهما طالعين، أو عندما يصعدان أمام الشمس بحيث يكونان زاوية، لكن إن كان كليهما في زاوية مع النيرين في نفس الوقت أما في نفس البرج أو لرج مقابل وكما قلنا فالنجوم الصباحية بالنسبة للشمس والنجوم المسائية بالنسبة للقمر، فإنهما سيؤثران على العينين كلتاهما، فالمريخ يصيبهما بالعمى نتيجة انفجار ، طعن، حديد، حرق. وعندما يكون عطارد في تشكيل الزاوية فالسبب يكون بالمصارعة، الألعاب الرياضية، هجوم عنيف. أما زحل فيسبب العمى نتيجة، البرد، تصلب مقلة العين، ونحو ذلك.

وبالنسبة للزهرة، كأن كانت على إحدى الزاويتين السابقة الذكر خاصة الغربية وان كانت مرتبطة بزحل أو على زاوية معه أو تبادلا البيوت، وكانت تحت فلك المريخ، أو تقابله، فان الرجل الذي يولد مع وضع كهذا سيكون عقيما أما المرأة فستعاني إسقاطات عدة أو ولادات مبكرة وحتى قبل اكتمال النمو، خاصة في السرطان والعذراء والجدي.
وعندما يكون القمر خاضعا للمريخ وله نفس الزاوية مع عطارد التي كانت لزحل فيما يكون المريخ أعلى من القمر أو كان يقابله فان من المولود سيكون أما خصي أو خنثى، أو تنعدم عنده قنوات نقل الإفرازات الغدية والفتحات التناسلية.

وعندما تكون الشمس في مثل هذه الزاوية، وإذا كان النيرين والزهرة مذكران والقمر متلاشي والكواكب النحسة مقتربة بالدرجات اللاحقة، فان الذكور الذين سيولدون سيحرمون من أعضاءهم التناسلية أو أنهم سيصابون فيها، وخاصة الحمل والأسد والعقرب الجدي و الدلو، والإناث سيكن عواقر وبلا أطفال، وأحيانا فمن تكون عندهم مثل هذا الأصل فإنهم لا يستمرون من دون الإصابة في بصرهم، إما اؤلئك الذين يعانون من إعاقة في الكلام أو كانوا يلثغون أو صعوبة في النطق، يكون عندهم زحل وعطارد مرتبطين بالشمس بالزوايا السابقة، خاصة ان كان عطارد غاربا وكلاهما يحملان زاوية للقمر، وعندما يكون المريخ في هذه التشكيلة فانه يفترض أن يقلل من الإصابة في اللسان وهذا عندما يلتقيه القمر، إما أذا كان النيرين معاً أو في مقابلة يتحركان تجاه الكواكب النحسة فوق الزوايا، أو إذا كانت الكواكب النحسة تتحرك نحو النيرين خاصة عندما يكون القمر عند العقدتين أو عند انحرافه (انعطافه) أو يكون في البروج المسببة للأذى مثل الحمل والثور والسرطان والعقرب والجدي حيث تحدث هنا تشوهات الجسم مثل الحدبة أو العرج أو الشلل أو عند الولادة إذا كانت الكواكب النحسة منضمة إلى النيرين لكن إذا كانت في نقاط منتصف السماء الواقعة فوق النيرين، أو في مقابلة واحدة مع الأخرى، فإن التشوه سينتج من أخطار حقيقية كالسقوط من مرتفع أو انهيار المنازل أو نتيجة هجوم من قبل اللصوص أو الحيوانات، أما إذا تغلب المريخ فأن الخطر سينجم عن النار، الجروح، نوبات ألم معوي ناتج عن اعتلال الكبد أو المرارة ، أو جراء عملية تسليب، أما إذا كان المسيطر هو زحل فستنتج الإصابات عن انهيار المباني، تحطم سفينة في عاصفة، تشنجات مفاجئة.
وغالبا ما تحدث الإصابات عندما يكون القمر قرب البروج الانقلابية أو الاعتدالية، خاصة في الاعتدال الربيعي، فتكون الإصابة ناجمة عن الجذام الأبيض (الطاعون الأبيض- داء الأسد) عند الانقلاب الصيفي، أما الإصابة بالحزاز الجلدي (داء الشيب) عند الاعتدال الخريفي الكواكب النحسة في الزاوية، لكن بشكل مغاير، أي، النجوم المسائية بالنسبة للشمس و النجوم الصباحية بالنسبة للقمر. بشكل عام فأن زحل يسبب البرد للمعدة وزيادة البلغم، الروماتيزم، الهزال، الضعف، اليرقان، ديزنتري، السعال، داء الفيل، القولون، أما النساء فيعرضهن للإصابة بأمراض الرحم.

المريخ: يجعل الرجال يبصقون دما، يصابون بالكآبة، ضعف الرئة، ويسبب لهم الجرب، الإسقربوط، بالإضافة لذلك فيسبب إزعاجات مستمرة بسبب استئصال أو كوي بعض الأجزاء الخاصة نتيجة الناسور أو الباسور أو الأورام أو القرحة المتقدمة، أو قروح آكلة، أما النساء فيعرضهن إضافة لما سبق للإسقاط في مراحل مبكرة، مرض الآكلة.
وفيما يخص هذه الكواكب أيضا، فإنها تسبب الأمراض بشكل يتوافق مع طبائع الكواكب في الزاوية، التي قد وضحت سابقا، فيما تشير إليه من أجزاء الجسم.
أما عطارد فسيساندها بإطالة التأثير السيئ، فعندما يتحد مع زحل فيعرض من يقع يحمل مثل هذا الوضع للإصابة بالبرد والروماتيزم واحتقان السوائل خاصة عند الصدر والبلعوم والمعدة.
وعند اتحاده مع المريخ فغنه يعمل على زيادة الجفاف كما في حالات التقرح والتهابات العين والندوب والخراج والحمرة والحزاز والطفح الجلدي والمرارة السوداء والجنون والأمراض النادرة ونحو ذلك.إن بعض خصائص الأمراض تحددها التغيرات التي تحدث في بروج الدائرة، والتي تحيط بالتشكيلات على الزاويتين. فبالخصوص السرطان والجدي والحوت وبشكل عام البروج البرية والتي تتخذ شكلا سمكيا فإنها تسبب أمراضا تشمل القروح الآكلة والقروح والتقشر والسل بالذات النوع الذي يؤثر على الغدد اللمفاوية والناسور وداء الفيل ونحو ذلك.
أما القوس والجوزاء فهما مسؤولان عن نوبات التشنج ونوبات الصرع المفاجئة، وعندما تكون الكواكب في آخر درجات البروج فإن الأمراض والإصابات التي تسببها تكون على أشدها من خلال الجروح والروماتيزم والتي ينتج عنها داء الفيل وداء النقرس في الأيدي والأرجل.
وهذا هو الحال إن لم يشارك كوكب سعيد بزاوية مع الكواكب النحسة المؤثرة، أو مع النيرين في المركز، فإن الأمراض والإصابات ستكون مؤلمة و لا تطاق، وكذلك إذا كانت الكواكب السعيدة مشاركة بزاوية لكن الكواكب النحسة كانت في مركز قوة ومسيطر عليها.
ولكن إذا كانت الكواكب السعيدة في مراكز القوة وهي المسيطرة على الكواكب النحسة المسؤولة عن التأثير السيئ فإن الإصابات لن تسبب التشوه أو الإعاقة والأمراض ستكون معتدلة ويمكن إخضاعها للعلاج، وأحيانا شفائها إذا كانت الكواكب السعيدة طالعة (مشرقة).
بالنسبة للمشتري فهو، عموما، يكون سبب في الإصابات التي يمكن شفاءها على يد البشر إما من خلال ثرواتهم أو مراكزهم (كراماتهم) فيتم التخفيف من المرض، ومع عطارد سيكون الشفاء بسبب الدواء ومساعدة الأطباء النفسانيين.

بالنسبة للزهرة فتشير إلى أن الإعاقة ستنتج عن إرادة الآلهة أو الكهنة (الوسطاء الروحانيين) لكن الإعاقة ستكون بشكل مقبول والمرض قابل للشفاء بأسباب سماوية.

وإن كان زحل في الجوار، فإن الشفاء سيقترن بالإشهار والاعتراف بالمرض ونحوه، أما إذا انضم إليها عطارد فأن المرض والإصابة سيسببان الاستهلاك والتآكل لمن يتواجدان عنده.

يتبع،،،انظر تحتالمقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثالث icon_arrowd.gif
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم التنجيم


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو عدنان
عدنان
عضو
°°°
افتراضي
13- صفة النفس :

إن سمة البحث في العواطف (الأحاسيس) الجسدية هي من هذا النوع. إن صفات العقل هي التي تتعلق بالعقل والفكر والتي تدرك من خلال أوضاع عطارد المرصودة لهذه المسألة. والصفات الحسية والعاطفية يمكن تحصيلها من احد النيرين والذي يميل للتجسد أكثر، وهو، القمر ومن الكواكب المتشاركة معه في اتصالاته وانفصالاته. وحيث أن تنوع بواعث (دوافع) الروح كبير، فسيكون منطقيا إننا لن نوضح هذا المطلب بأسلوب بسيط وسهل المنال وإنما بإسلوب يتميز باستنتاجات معقدة.
وفي الحق فان الفروقات ما بين البروج التي تحتوي عطارد و القمر أو الكواكب التي تحكم هذه البروج يمكن أن تساهم بشكل مؤثر في صفة الروح، وكذلك الزوايا (الأوجه) بالنسبة للشمس والزوايا التي تشكلها الكواكب والتي تعود إلى صنف الصفات المأخوذة بنظر الاعتبار. إضافة لذلك تلك الصفة الطبيعية الخاصة لكل واحد من الكواكب والتي ترتبط بنوازع الروح.
فمن بين البروج الدائرة فان البروج الانقلابية تهب صفات عديدة للروح منها القدرة على التعامل مع الناس، الولع بعمل المعارضة والنشاطات السياسية، السعي للمجد، تقديس الآلهة، وحب وسائل (وسائط) النقل، حب البحث والتحقيق لتميزه بالفضول، الإبداع، قابلية التخمين الجيدة مما يجعل دراسة علم الفلك والعرافة مناسبة له.
إن البروج المجسدة تسبغ على الروح صفات التعقيد والتقلب، صعوبة فهمها، الهدوء، عدم الاستقرار، كما تسمها بالنزوات والانجذاب للحب وتعدد المواهب وحب الموسيقى والكسل ورغبة قوية للكسب أو التملك، الميل لتغيير الأفكار.
أما البروج الثابتة فتجعل من يقع تحت تأثيرها دقيق، يتأثر بالمديح، ذو تصميم، حازم، ذكي، صبور، مجد، عنيد، قادر على السيطرة على نفسه، يكتم حقده، ابتزازي، مشاكس، طموح، مشاغب، طماع، مستقل الرأي، لا يمكن ثنيه.
ومن حيث التشكيلات فإن المواقع في الشرق وفي الطالع وبالخصوص تلك التي تقع في وجه ملائم تهب للروح الصفات التالية: التحرر، البساطة، الإرادة الذاتية، القوة، النبل، الذكاء، الانفتاح.
المواقع الصباحية ونقاط الذروة تسبغ الروح بالحذر، الصبر، الذاكرة الجيدة، العزم، الذكاء، الشهامة، والنبل، القدرة على انجاز ما يرغب به، رأي لا يثنى، قوة البنية، العنف، صعوبة خداعه، ناقد، عملي، يحب إنزال العقوبة، كما تهبه نعمة التفهم.
نقاط الاعتدال ونقاط الغروب، تسم الروح بالصفات التالية: سهولة التغير، عدم الاستقرار، الضعف ، عدم القدرة على تحمل الإجهاد، العاطفية، التواضع، إمكانية الانخداع، الجبن، التغطرس، القسوة، البلادة (بطيء الفهم)، صعوبة إثارته.
المواقع المسائية والمواقع في منتصف السماء تحت الأرض، وإضافة لذلك، في حالة عطارد والزهرة، في النهار تكون المواقع المسائية وفي الليل المواقع الصباحية، تهب الروح صفات النبل، الحكمة، لكن ذاكرة ضعيفة، عدم الاجتهاد، انعدام القدرة على التحمل، لكن تهبهم حب البحث عن الأمور المخفية أو التحقيق في الأمور المجهولة، مثل السحرة ماهرون في الأمور الغامضة (الألغاز)، علماء الأرصاد الجوي صناع للآلات والمكائن، الفلكيين والفلاسفة نجدهم قراء للتعاويذ ومفسرين للأحلام وما إلى ذلك.
بالإضافة لذلك فأن الذي يحكم الروح عندما يكون في بيته أو على علاقة معه أو مع قطاعه فانه يجعل الروح منفتحة، غير محدودة، تلقائية، ومؤثرة، خاصة عندما تسيطر نفس الكواكب على الموقعين في ذات الوقت، أي، عندما يتشاكلون مع عطارد بأي زاوية ويعاني اتصالا أو انفصالا مع القمر. وإن لم يكن على هذا الترتيب ولكن في مواقع غريبة عنهم، فانه سيغير خواص صفاته الروحية ليصبح غامض، مبهم، يعاني النقص، وغير مؤثر بالنظر إلى صفة حيوية الروح. إن قوى طبيعة الكواكب التي تسيطر أو تحكم هذه الأرواح تكون قوية ومؤذية.
لذلك فإن الرجال الذين تؤثر عليهم تآلفات الكواكب النحسة، فيتصفون بالشر والغدر(الظلم) ويجدون الدافع لإيذاء الغير بسهولة، غير مبالين، منفتحين، متميزين بمنصب يحصلون عليه بالقوة،وإن كانت هذه الكواكب هي المسيطرة لكن مسيطر عليها من قبل كواكب القطاع المقابل، فإن الرجال سيتصفون بالكسل، عدم القدرة على التأثير، ويتلقون العقاب بسهولة.
أما من يقع تحت تأثير الكواكب السعيدة والتي تكون تحت تأثير طائلة المواقع السابقة الذكر، فسيكونون صالحين، منصف، وإن لم تكن هذه الكواكب سائدة، كذلك سيكونون سعداء يتمتعون بسمعة جيدة للطفهم مع الآخرين، ولن يؤذيهم احد، مع اتصافهم بالاستقامة، وعلى كل حال إذا كانت الكواكب الجيدة مسيطر عليها من كواكب معاكسة، فسيعانون بكل بساطة من الاحتقار والانتقاد بسبب لطفهم ورقتهم، كما يساء فهمهم من اغلب الناس.

هذه هي الطريقة العامة لهذا المطلب فيما يخص الشخصية، وسنوضح بشكل مختصر وحسب التسلسل، الميزات الخاصة الناتجة عن الطبيعة الخاصة لكل كوكب عندما تكون بهذا النوع من السيادة، حتى نكون قد عالجنا نظرية التمازج من أهم جوانبها.
فإذا كان زحل وحده هو حاكم الروح ومسيطرا على عطارد والقمر، وإن كان موقعا معززا بالنسبة للكون والزوايا فستجعل من يقع تحت تأثير ذلك مولع بالجسد، مستقل الرأي، مفكر، حازم، يركز على هدف واحد، كادح، ميال للتحكم، مستعد لإنزال العقاب بالغير، محب للممتلكات، طماع، عنيف، يكنز الأشياء الثمينة، وعنده شعور بالغيرة. في حين إذا كان موقعه على العكس وغير قوي، فسيجعله قذر، حقير، وضيع، مهمل، تافه الرأي، حقود، جبان، مهزوز الثقة بالنفس، يتحدث بالسوء، انعزالي، بكاء، وقح، يؤمن بالخرافات، مولع بالأحابيل، عديم الشعور، مبدع في المكائد لكن ضد أصدقاءه، متشائم، لا يعتني بجسده.
عندما يتشاكل زحل مع المشتري بالطريقة السابقة، فعندما يكون في موقع معزز، يجعل من يقع تحت تأثيره متصفا بالاستقامة، احترام كبار السن، الرزانة، النبل، حب المساعدة، النقد، الولع بالممتلكات، الجاذبية، ذا نوايا طيبة، حب الأصدقاء، الرقة، الحكمة، الصبر، التفلسف، لكن عندما يكون في مواقع معاكسة فسيتصف بانعدام الثقافة، الطيش، سهولة إرعابه، التصديق بالخرافات، الولع بزيارة الأضرحة والمقامات، يظهرون أمراضهم للعامة، الشك، كره أطفاله، ليس لديهم أصدقاء، يختبئون خلف الأبواب، عدم القدرة على اتخاذ القرار، بلا إيمان، تافه، حقود، مرائي، غير مجد، عديم الطموح، ميال لتغيير رأيه، قاسي، صعوبة التواصل أو التفاهم معه، حذر، ومع ذلك فهو أحمق، ويخضع للإهانة.
وحين يتشاكل زحل مع المريخ في موقع ممتاز فأنه سيجعل من يخضع له، لا بالجيد ولا بالسيئ، مثابر، صريح، مزعج، جبان، متبجح،خشن في التعامل، عديم الرحمة، مُحتقِر، جلف، مشاكس، متهور، غير منظم، مخادع، يكذب ليكيد، سريع الغضب، لا يتأثر بالمناشدة، يتملق للفت انتباه الناس، مستبد، طماع، لا يحب أبناء بلده، مولع بالشجار، حقود، شرير ، نشط، قليل التحمل، يتحدث بعنف، فظ، مغرور، مؤذي، غير مخلص، لا يسهل احتقاره، يكره الإنسانية، غير مرن، لا يتغير، فضولي وفي نفس الوقت بارع وعملي، لا يغلبه المنافسون، كذلك ناجح في تحقيق غاياته. وفي المواقع المعاكسة فانه سيجعله سارق، قرصان، زاني، يخضع للمعاملة المهينة، يجمع الأموال القذرة، ملحد، عديم الإحساس، هجاء، ماكر، لص، مزور، قاتل، يأكل ما حرم من الطعام، يحب أفعال الشر، قاتل مأجور، يدس السم، عاق لوالديه، نباش للقبور والمعابد، ومنحرف تماما.
وعندما يتشاكل مع الزهرة في مواقع قوية (مدعومة)، فأن زحل سيهب من يقع تحت تأثيره كراهيةً للمرأة، حب التراث، الانعزالية، انعدام الطموح، غير مرغوب في لقاءه، يكره الجمال، حسود، قاسي في علاقاته الاجتماعية، لا يُألف، آراءه ثابتة، متكهن بالأحداث، ملتزم بالشعائر الدينية، مولع بالألغاز والاطلاع (المبادرات)، ميال لممارسة شعائر القرابين، صوفي، يكرس نفسه للأديان، لكنه مهيب ومبجل، معتدل، متفلسف، مخلص في زواجه، يتميز بضبط النفس، مدبر، حذر، يستثار للإهانة بسرعة، تقودهم الغيرة بسهولة للشك في زوجاتهم.
أما في مواقع من نوع معاكس، فسيجعله منحل أخلاقيا، ماجن، ينافي الآداب في أفعاله، مفتقر للذوق، منحط في علاقاته الجنسية، بذيء، مخادع للنساء خاصة إن كن من قراباته، غير سوي، انتقادي، فاسد، كاره للجمال، مقتنص للأخطاء، يتحدث بالسوء، سكير، وضيع، زاني، لا يقيم علاقاته الجنسية في إطار الشرع أو القانون إيجابا وسلبا، بشكل طبيعي أو غير طبيعي، ويرغب في هذه العلاقات مع كل من يمنعه عنهم العمر أو المركز أو القانون وحتى مع الحيوانات، عاق، مزدرٍ بالآلهة، يهزأ بالأعراف والطقوس الدينية، تام الإلحاد، مفترٍ على الغير، قادر على وضع السم، سيكون ذلك العديم المبادئ الذي لن يوقفه شيء.

وإن شاكل زحل مع عطارد، في موقع قوي فإن من سيقع تحت تأثير ذلك سيمتاز بالتطفل والفضول والبحث في الشؤون القانونية والتقاليد ويكون مولعا بعلم الطب والغوامض والمساهمة في الطقوس الخفية والسرية والقيام بالأعاجيب (المعجزات) ومخادع، يعيش ليومه فقط، سهل الانقياد، قادر على إدارة الأعمال، شديد الذكاء، ساخر، دقيق، صريح، ودود، مولع بالعلاقات العملية، قادر على تحقيق لهدافه.
أما إن كان في موقع ضعيف فسيمتاز بالتحدث بالسخافات، الحقد، انعدام الرحمة في قلوبهم، الميل للقيام بالأحابيل، كره الأقارب، مولع بالتعذيب، الكآبة، يتجول في الليل خلسة، الكذب لعمل كمين، الخيانة، القسوة، اللصوصية، السحر، دس السم للغير، مزور، متجرد من المبادئ والضمير، تعيس وبشكل عام فهو غير ناجح.

أما المشتري، فإن كان وحده هو المسيطر على الروح، وفي موقع قوي، فسيهب صفات النبل، الكرم، التقوى، الاحترام، حب الملذات، اللطف، الجاذبية، انفتاح الذهن، الاستقامة، العقلية الجيدة، الهيبة (الوقار)، متابعة أعمالهم الخاصة، العطف، يحب المناقشات، الإحسان، الرقة، صفات القيادة.
وإن صادف أن كان في موقع معاكس ستكون الصفات مماثلة لكن مع ميل أكثر للتذلل، اقل وضوحا، واضعف حكما، مثلا بدل الشهامة فسيهبه التبذير والإسراف، وبدل من تبجيل الآلهة سيهبه الاعتقاد بالخرافات، وبدل التواضع سيكون جبان، وبدل الكرامة سيمنحه الغرور، والسذاجة بدلا من اللطف، والغباء بدلا من الذكاء، واللامبالاة بدل من التحرر وهكذا.
وحين يتحالف المشتري مع المريخ، في موقع قوي يجعل من يخضع له متصفا بالخشونة والحدة، القتالية، الإدارة، النشاط، الجموح، ملتهب متأجج العاطفة، متسرع، عملي، صريح، ناقد، مؤثر، مثير للجدل، مسيطر، يحب التخطيط، مستحق للاحترام، كما يتصف بالعنفوان الذكوري، مولع بتحقيق النصر، نبيل الخلق، طموح، عطوف، حصيف، ناجح.
وفي موقع معاكس، فسيهب صفات التغطرس، الافتقار إلى الذوق، الهمجية، لا يمكن تهدئته، العصيان، المشاكسة، العناد، بذاءة الكلام، الغرور، الجشع، النهم، سرعة التغير، السخف، القابلية على تغيير الرأي بسهولة، عدم الاتزان، الاستبداد بالرأي، غير جدير بالثقة، قراراته ضعيفة، عديم الإحساس، سرعة الانفعال، نشط، متذمر، مسرف، نمام، وبكل السبل فهو غير مستقيم وانفعالي.
وعندما يتشاكل المشتري مع الزهرة في موقع قوي، فيجعل من يخضع له متصفا بالنقاء، حب الملذات، حب الجمال، حب الأطفال والمناظر الطبيعية، وإذا سيطرت (Muses) بنات زيوس فأن من سيولد ليكون الوحيد سيحب من رباه، ذا شخصية جيدة، محسن، عطوف، ساذج، متدين، ميال لممارسة التمارين الرياضية، يحب التنافس، حكيم، ودود، جذاب بطريقة معززة، نبيل، عادل، معطاء، يحب التعلم، قراراته صائبة، معتدل ومتوافق في شؤون الحب، محب لأفراد أسرته، تقي، مستقيم، طموح، يسعى للمجد، وبشكل عام فهو نبيل.
أما في الموقع المعاكس، فيجعل من يقع تحت هذا التأثير شخصا مترفا، مرفه، متأنث، محب للرقص، ذا روح أنثوية، ينفق بإسراف، فاسد في علاقاته مع النساء، شهواني، شبق، فاسق، بذيء الكلام، زاني، يحب التزين، لين نوعا ما، كسول، معروف عنه الانغماس بالملذات الإسراف، يميل لاقتناص الهفوات، عاطفي، عاشق لذاته، ذهنيته أنثوية، مهووس بالشعائر الدينية، يسعى بالفسق بين الرجال والنساء، يعتادون الغموض، جدير بالثقة على كل حال، فهو ليس بمؤذي،لطيف يسهل التقارب معه، ميال للتسامح في المحن.
وعندما يتحالف المشتري مع عطارد في موقع قوي، فسيكون متعلم مولع بالنقاش، مهندس بارع في علم الرياضيات، واقعي، خطيب لبق، موهوب، صريح، إدراك جيد، حسن المشورة، رجل دولة، محسن، مسؤول، طبيعة جيدة، كريم، محب للناس، حاد الذكاء، ناجح، قائد، محترم، متدين، ذا مهارة في العمل، عطوف، يحب أقاربه، تربيته جيدة، متفلسف، موقر.
وفي الموقع المعاكس، فسيكون بسيطا، ثرثار، ميال للخطأ، ساخر، متطرف، متحمس دينيا، يتكلم عن جهالة، ميال للحقد، متظاهر بالحكمة، أحمق، متفاخر، طالب (باحث- ملاحظ)، ساحر، مخبول نوعا ما، لكنه مطلع، وذاكرته جيدة، معلم، نقي في رغباته.

أما المريخ لوحده وفي موقع قوي، فانه سيجعل من يخضع له يتميز بالنبل، السيطرة، القتالية، الهمة، تعدد المهارات، القوة، روح المغامرة، الاندفاع، الجموح، الحيادية، العناد، الذكاء الحاد، التشبث بالرأي، الاستهزاء، الاستبداد، النشاط، سهولة إغضابه، بالإضافة إلى سمات القيادة.
وفي موقع معاكس، فسيكون همجيا منعزلا، متعطش للدماء، مثير للفوضى، مسرف، صاخب، ينزع لاستخدام القوة بسرعة، مشاعره عنيفة، كما يثمل كثيرا لإفراطه في شرب الخمر، جشع، نشط (حيوي)، منعدم الرحمة، غير مستقر، شديد الغضب، يكره أقاربه، عاق.
حينما يتحالف المريخ مع الزهرة وفي موقع قوي، فإنه سيهب من يقع تحت تأثيره صفات المرح والبهجة، ودود، رَغِيد العيش، السعادة، كما سيكون لعوبا، متسما بالبراءة، ورشاقة الحركة، الولع بالرقص، شهواني، ذواق، يجيد التقليد، محب للملذات، قادر على حماية ممتلكاته الشخصية، الذكورية، إساءة السلوك في العلاقات العاطفية، ومع ذلك فهو ناجح، يقظ، راجح العقل، يصعب إدانته، كتوم، لديه عاطفة تجاه كل من الشابات والشباب (الصبايا والفتيان)، مسرف، سريع الغضب، غيور.
وحين يكون في موقع معاكس فستكون نظراته خبيثة، ماجن، منغمس في الملذات، حيادي، بذيء، يأتي الزنا، انعزالي، كاذب، مخادع، يغوي أفراد عائلته أو غيرهم، وفي الوقت ذاته فهو ذكي، عنده نهم للمتعة، مفسد للنساء والعذراوات، مغامر، غيور، متمرد، غير جدير بالثقة، يشهد بالزور، يتأثر بسرعة، وعقله ليس سليم تماما، وأحيانا نجده منغمس بالملذات، مولع بالتجمل، ملفت للنظر، يميل لتجاوز القواعد، قليل الحياء.

وعندما يتشاكل مع عطارد في موقع قوي، فإن المريخ سيجعل من يقع تحت تأثيره متمتعا بالقدرة على قيادة الجيوش والمهارة الحيوية، النشاط، لا يمكن التقليل من شأنه، داهية، خلاّق، على دراية بشؤون الحياة، مجتهد، شقي، ثرثار، شرس، ماكر، متقلب، عامل منظم، يمارس الشعوذة، حاد الذكاء، مخادع، منافق، غدّار، ذا طبع سيء، متطفل، عنده ميل للأذية، لكن مع ذلك نراه ناجح، قادر على التوافق مع أمثاله، بالإضافة إلى موالاتهم، وبشكل عام فهو مؤذي لأعداءه لكن يساند أصدقاءه. وفي موقع معاكس يجعله مسرف، جشع، غير مهذب، مغامر، جريء، متقلب في آراءه، سريع الانفعال، سهل الإثارة، كاذب، سارق، عاق، يحلف زورا، عنده استعداد لقبول الإهانة، مشاغب، يشعل الفتن، يثير الصخب والاضطراب في التجمعات، منعزل، متحيز، لصوصي، قاتل، مزور، شرير، مشعوذ، ساحر، قاتل مأجور.
وحين تكون الزهرة وحدها هي المسؤولة على إسباغ الصفات على الروح وفي موقع جيد، فأنها تهب تلك الأرواح الابتهاج، الطيبة، الترف، الفصاحة، الترتيب، المرح، الولع بالرقص، التلهف للجمال، كراهية الشر، حب الفنون، الافتتان بالمناظر الطبيعية، الذوق، الصحة الوافرة، يحلم بأحلام ممتعة، عطوف، محسن، حنون، يصعب إرضاء ذائقته، سهولة مصادقته، ناجح، وبشكل عام فهو جذاب. وفي موقع معاكس فتهبهم صفات اللامبالاة وعدم الاكتراث والسخرية، التأنث الافتقار إلى الثقة بالنفس، فاسق، منتقد بشكل قاسي، تافه، يذم الفضائل.
وعندما تتحالف مع عطارد، في موقع جيد فإن الزهرة ستضفي على الأرواح التي تقع تحت سطوتها صفات الذوق الفني، التفلسف، التمتع بموهبة التفهم، لماح، شاعر، يحب التأمل والجمال، وذا شخصية محترمة، باحث عن المتعة، ترف، سعيد، محب للأصدقاء، تقي، بعيد النظر، داهية، مثقف، متقد الذهن، ناجح، سريع التعلم، معلم لنفسه دون مساعدة الآخرين، يبحث عن الأفضل، يقلد الأشياء الجميلة ويحاكيها، فصيح وممتع في كلامه، ذا طبيعة آمرة، شخصية منظمة، نزيه، يحب الرياضيات، ملتزم بالمبادئ الأخلاقية، وحكمه صائب، نبيل، وفي شؤون الحب فإنه يبدي عاطفة للصبيان، كما انه غيور.
وفي موقع معاكس، فسيكون شرس، داهية، يتحدث بالسوء، غير مستقر، سيء النوايا، مخادع، محرض، كاذب، بذيء، شاهد زور، وضيع للغاية، يحب المكائد، ملحد، لا يعتمد عليه، يمارس الزنا، مفسد للنساء والأطفال، إضافة لذلك فإنه يعبد ذاته، متأنث، يبث حقده في تقريعه وكلامه عن الآخرين، ثرثار، خسيس، أحيانا يختلق بعض الأمور لرغبته بالتخريب وأحيانا يؤديها بعفوية، يطلق العنان لنفسه للقيام بالأعمال الوضيعة مما يجعله عرضة للمعاملة السيئة.
بالنسبة لعطارد نفسه حين يكون المسؤول عن إسباغ الصفات على الروح وفي موقع جيد، فإنه سيجعل ذلك الذي يولد تحت تأثيره حكيم، حاد الذكاء، مفكر، متعلم، مبدع، ذي تجارب ، بارع في العمليات الحسابية، باحث في الطبيعة، مولع بالبحث والتحقيق، موهوب، يحب المنافسة، محسن، حكيم في التعامل مع الأمور العملية بكل حكمة وبديهة، يجيد التخمين، يبرع في علم الرياضيات، يشارك في الأحاجي، ينجح في بلوغ مراده. وفي موقع معاكس يجعله شقي تماما، سريع، كثير النسيان، مندفع، طائش، صاحب نزوات ويميل لتغيير آراءه، عديم المبادئ وأحمق، غبي، مرتكب للآثام، كاذب، قليل الانتباه والملاحظة وغير متزن، لا يؤتمن، طماع، غير مستقيم وبشكل عام غير ثابت في قراراته ويميل للأفعال الشريرة.
وفيما قد ثبتنا صحة ما ذكر أعلاه، فإن وضعية القمر نفسه ذات مساهمة فعالة، فحينما يتفق أن يكون القمر عند نقاط انعطافه في حدوده الشمالية والجنوبية، فمن حيث الصفات الروحية فإنه يدعم الشخصية لان تكون متعددة المهارات بالإضافة إلى سعة الحيلة، والقدرة على التغير، أما عند العقدتين فإنه يدعم في اتجاه الفطنة والنشاط وسرعة الانفعال.
كذلك فعند البزوغ (الطلوع)وعند زيادة ضوءه فإنه يوجه الشخصية نحو مواهب طبيعية وشهرة وحزم وصرامة أكثر، وعندما يتضاءل(يبهت) ضوءه أو عند انحجابه فإنه يدعم الشخصية في التوجه للكسل والبلادة وقلة الثبات على الأهداف ومزيدا من الحذر وشهرة اقل.
وكذلك فإن الشمس تشارك في هذا الأمر، فعندما تكون على علاقة مع الكوكب الذي يحكم طبيعة الروح وفي موقع جيد فإنها تعدّل في صفات الروح توجهها للاستقامة والنجاح والشرف والكرامة والإيمان بالآلهة لكن على العكس عندما تكون في موقع منعزل فتجعل الشخص أكثر تواضعا ، أكثر تصنعا، اقل تميزا، أكثر همجية وتعندا وقسوة، كما أن حياته ستكون أصعب وبشكل عام اقل نجاحا.

14- أمراض النفس :

بما أن شرح الأمراض الأساسية التي تصيب الروح، بنحو ما، يلي صفات الروح لضرورة عامة أن يتم ملاحظة وإدراك مواقع عطارد والقمر احدهما بالنسبة للأخر، وبالنسبة للزوايا، وبالنسبة للكواكب التي من طبيعتها أن تؤذي، ذلك أنهما يسودان عندما لا يكونان، عطارد والقمر، على صلة ببعضيهما، ولا بالأفق الغربي، أو أنهما محاطان، أو في مقابلة مع نجوم غير مألوفة وبزاوية سيئة، فإنهما سيسببان مختلف الأمراض التي تؤثر في الصفات الروحية، إن تفسيرها يحدد من خلال الصفات المشروحة للكواكب التي تكون على صلة بالمواقع التي في السماء.
في الواقع وبطريقةٍ ما فقد تم تمييز أكثر الأمراض المعقولة (المتصورة) فيما تم شرحه حول الصفات الروحية، ويمكن إدراك زيادتها من خلال زيادة التأثير المؤذي لها، ألان، بالنسبة للصفة المسماة «الأمراض» فإنها أما إفراط أو نقصان عن الحالة الوسطية.
إن هذه النزعات (الأحاسيس) المتباينة تماماً والتي تقع ضمن علم الأمراض والمرتبطة بالطبيعة وتختص بالجانب الإدراكي و الحسي سنوضحها وباختصار كما سيلي.
ففي اغلب حالات المصابين بالصرع التي يكون القمر وعطارد في هيئة ولادتهم ليسا على صلة مع بعضهما أو مع الأفق الشرقي بينما يكون زحل في النهار أو المريخ في الليل يشكلان زاوية بالشكل الموضح سابقا. فتحت مثل هذه الظروف، أي زحل في النهار والمريخ في الليل ويحكمان الموقع خاصة في السرطان أو العذراء أو الحوت فانه سيهب الجنون المطبق.
وعندما تكون الكواكب النحسة في هذه المواقع وتسيطر على وجه القمر وكان زحل في اقتران والمريخ مكتمل بالخصوص في القوس والحوت فإن من يقع تحت هذه التشكيلة سيصاب بمس من الجنون وسيتجمع الماء في دماغه.
وعندما تكون الكواكب النحسة هي التي تحكم التشكيلة بمفردها بالطريقة السابقة الذكر فان أمراض الجانب العقلي التي ذكرناها والتي تكون سببا في نشوءها فيسكون عضالا غامضا ولا يمكن إدراك كنهه.
لكن عندما تكون الكواكب السعيدة، المشتري والزهرة، على صلة معهما وكانا نفسيهما في الأجزاء الغربية والكواكب السعيدة في زاوية الشرق فان الأمراض ستشفى مع إنها ستلاحظ. فان كان المشتري فان الشفاء سيكون بالمعالجة الطبية أو الحمية أو العقاقير وان كانت الزهرة فان الشفاء سيكون بواسطة التعاويذ ومساعدة الآلهة.
وعندما تكون الكواكب النحسة ذاتها في زاوية مع الشرق والكواكب السعيدة غاربة فان المرض سيكون واضحا، وهو موضوع الحديث، ولا يمكن علاجه، وفي حالة الكسوف أو الخسوف فإنهما سيشيران إلى أن ضحايا ستتعرض لهجمات مستمرة، فضائح، وخطر مميت، وفي حالة الجنون فستسبب الاضطراب و الانعزال عن الأصدقاء، تمزيق الملابس، بذاءة اللسان وما إلى ذلك. وفي نوبات مس الجن (الشياطين) أو تجمع الماء في الدماغ ويصيبه التلبس، المجاهرة بكوامنه، العذاب، ومظاهر مشابهه.
وبتفصيل أكثر بالنسبة للمواقع التي تسيطر على التشكيلة فأن كانت للشمس أو المريخ فإنها ستسبب الجنون، أما المشتري وعطارد فسيسببان الصرع، والزهرة فتسبب التلبس الروحاني والمجاهرة بالعقائد علناً، بينما تلك التي تعود إلى زحل والقمر فإنها ستسبب تجمع الماء ونوبات من المس.
إن الاضطراب المرضي الذي يصيب الجانب العقلي (النشط) من الروح بطبيعته العامة، يُنتِج بعض من مثل هذه الأشكال ويَنْتُج عن تشكيلات الكواكب هذه. أما الاضطراب المرضي للجانب العاطفي (الساكن) المتوافق (المماثل- المنسجم) مع ما سبق، وكما تم عرض الأمثلة السابقة بأشد حالاتها، فإنه أظهر ما يكون أما الإفراط أو التفريط في أمور الجنس، ذكراً و أنثى، بالمقارنة مع ما هو طبيعي، وفي بحثٍ يمكن أن يفهم كما بالأسلوب السابق، وبافتراض أن الشمس، بالإضافة إلى القمر، تؤخذ بدلا من عطارد وعلاقة المريخ، بالإضافة إلى الزهرة، معهم، فلابد أن يلاحظ ذلك.
فعندما تقع هذه الحالات تحت الملاحظة، وكان النيرين في بروج مذكرة وغير منظورين، فأن الذكور سيفرطون في طبيعتهم والإناث في سيفرطن في صفات هي بالضد من طبيعتهن، أي سيزيد ذلك من اتصاف الروح بالفحولة والفعالية. لكن إن كان بالمثل المريخ أو الزهرة إما احدهما أو كليهما قد صار مذكراً، فإن الذكور سيدمنون العلاقة الجنسية الطبيعية وعليه سيكونون زناة وشبقون وعلى استعداد في أي مناسبة للأفعال الوضيعة واللاشرعية والتي تكون من وراءها العاطفة الجنسية، بينما تصبح الإناث شهوانيات للجماع الغير طبيعي وهو ما نطلق عليه (السحاق) حيث يعاشرن الإناث ويقمن بدور الذكور. وإن كانت الزهرة وحدها هي المتصفة بالذكورة فإنهن سيأتين ذلك سراً وليس جهاراً. لكن إن كان المريخ هو الواقع في موقع ذكوري، بدون تحفظ، فإنهن حتى سيجعلن من النساء اللواتي يعاشرنهن كزوجاتهن.
لكن من ناحية أخرى، عندما يكون النيرين في التشكيلات الآنفة الذكر وفي بروج مؤنثة وغير منظورين، فأن الإناث سيفرطن في طبيعتهن أما الذكور ففي الأفعال اللاطبيعية وبالنتيجة ستتصف أرواحهم بالنعومة والأنوثة. وإن كانت الزهرة كذلك متموضعة في موقع مؤنث فإن النساء سيصبحن منحطات، زانيات، وشهوانيات، ونتيجة لذلك سيعاشرن أيا من يكون وفي أي مناسبة وبالأسلوب الطبيعي، ولن يرفضن أي تصرف جنسي مهما كان وضيعا أو لا يقع ضمن الإطار الشرعي. أما الرجال فعلى العكس، سيصبحون متأنثين وغير سويين بالنسبة للجماع الغير طبيعي والقيام بدور المرأة، ويتم التعامل معهم إشفاقا عليهم ولو بخصوصية وسرية. لكن إن كان المريخ أيضا متموضع في موقع مؤنث فإن قلة حياءهم ستكون معلنة ومجاهر بها ويمارسون الأفعال السابقة مع كلا الجنسين، مدعين بمظهر المومسات اللواتي يخضعن للإهانة على عمومها وكل وضاعة حتى يوصمن بالخزي والعار الذي تستدعيهما مثل هذه الأفعال.

وكذلك فأن المواقع الصباحية والطلوع لكلا من المريخ والزهرة ذات مساهمة فعالة، فتجعلهم أكثر فحولة سوء سمعة، بينما مواقع الأفول والمسائية تزيد من الأنوثة والاتزان. وبالمثل إذا كان زحل حاضرا فإن تأثير سينضم لما سبق لينتج فسوقا ودناسة وخزيا أكثر، بينما يساهم المشتري إسباغ لياقة وانضباط واعتدال أكثر، أما عطارد فيميل لزيادة سوء السمعة وعدم الاتزان العاطفي والتقلب والنظر في العواقب .

صورة رمزية إفتراضية للعضو شريفة
شريفة
عضو
°°°
افتراضي
شكراااا اخي العزيز على المجهود الكبير وففقك المولى

صورة رمزية إفتراضية للعضو kenanr
kenanr
عضو
°°°
افتراضي
وفقك الله لما تحب و ترضى اخي العزيز.............

صورة رمزية إفتراضية للعضو شهد العسل
شهد العسل
عضو
°°°
افتراضي
السلام عليكم
إنه رائع وبارك الله جهودكم
لدي اسئلة كثيرة تشغلني عن الأرقام وعن تأثيرها على حياتنا ودور كل رقم سواء سلبا أو إيجابا وأتمنى أن أجد أجوبة تروي تعطشي لهذا الموضوع


مواقع النشر (المفضلة)
المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
ابراهيم اليهودي الكتاب الثالث
الكتاب الثالث هدية الى عائلة الشامل
المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الأول
حصريا المقالات الأربعة لبطليموس +الشرح
المقالات الأربعة لبطليموس: الكتاب الثاني

الساعة الآن 08:32 AM.