إحصائيات الموضوع | |
اذا كان المنجمون قد صدقت نبؤاتهم في بعض الحالات فان هنالك روايات تدلنا على عدم تحقق نبؤتهم في كثير من الحالات من ذلك اتفاقهم عندما تم بناء مدينة بغداد عام 145 م ان طالعها يقضي بانه لا يموت فيها خليفة , وشاع ذلك حتى هنأ الشعراء المنصور حيث قال احدهم يهنيك منها بلدة تقضي لنا ان الممات بها عليك حرام لما قضت احكام طالع وقتها ان لا يرى فيها يموت امام واكد هذا القول في نفوس الناس موت المنصور بطريق مكة ثم المهدي بما سبذان ثم الهادي بعساباذ ثم الرشيد بطوس , فلما قتل بها المأمون الامين بشارع باب الانبار ظهر فساد قول المنجمين ولذلك قال الشاعر كـذب المنجم في مقالته التـي نطقت به كذبا على بغدان قتل الامين بها لعمري يقتضي تكذيبهم في سائر الحسبان وقد مات ببغداد جماعة من الخلفاء مثل الواثق والمتوكل والمعتضد والمكتفي والناصر هذا في العصر العباسي والملك غازي وفيصل الثاني وعبد الكريم قاسم واحمد حسن بكر في العصر الحديث . ومن ذلك اتفاق المنجمين عام 353 هـ عندما اراد القائد جوهر بناء مدينة القاهرة , وكان قد سبق مولاه الى الدخول الى مصر لما امره المعز بدخولها بالدعوة , وامره اذا دخلها ان يبني مدينة عظيمة تكون نجوم طالعها في غاية الاستقامة , وتكون بطالع الكوكب القاهر وهو زحل فجمع القائد جوهر المنجمين بها وامر كل واحد منهم ان يحقق الرصد ويحكمه وامر البنائين الا يضعوا الاساس حتى يقال لهم ضعوه وان يكونوا على اهبة الاستعداد حتى يوافقوا تلك الساعة التي اتفقت عليها ارصاد اولئك الجماعة , فوضعت الاساسات على ذلك في الوقت وسموها بالقاهرة اشارة الى الكوكب القاهر ( زحل ), واتفقوا كلهم بان الوقت الذي بنيت فيه يقضي بدوام جدهم وسعادتهم ودولتهم . وان الدعوة لا تخرج فيها عن الفاطمية وان تداولتها الالسن العربية والاعجمية . فلما ملكها اسد الدين شيركوه ثم ابن اخيه صلاح الدين يوسف بن ايوب توهم الناس ان ما قاله المنجمون منقبل هو الصحيح فلما رد صلاح الدين الدعوة الى بني العباس انكشف الامر وزال الالتباس وظهر كذب المنجمين حتى اعتذر قسم منهم قائلين ان البنائين كانوا قد سبقوا الراصد الى وضع الاساس . وكذلك اخطأ المنجمين الخطأ الكبير عندما توقعوا هزيمة جيش المعتصم الذي غزا عمورية بسبب ظهورمذنب في ذلك الوقت فلما انتصر المعتصم تغنى الشعراء بكذبهم فقال ابو تمام قصيدته الشهيرة السيف اصدق انباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب والعلم في شهب الارماح لامعة بين الخميسين لا في السبعة الشهب اين الرواية ام اين النجوم وما صاغوه من زخرف فيها ومن كذب تخرصا واحايثاً ملفقة ليست بعجم اذا عدت ولا عرب ولا زال هناك الكثير من القصص التي تدل علىخطأ المنجمين منها ان كبلر كبير المنجمين والفلكيين في عصره قرأ الطالع للجنرال ولشتين عام 1609 وانبأه بانه سوف يعيش حتى يبلغ السبعين من عمره ولكن ولشتين قد مات قبل ذلك بنحو 19 عاما . فأذا كان التنجيم علم صحيح حسب ما قاله مؤيدوه فما سبب هذه الاخطاء ؟ ذكر المحترفين عدة اسباب لهذه الاخطاء نذكرها ونحاول ان نناقشها : خطأ الرصد . قله علم وخبره الفلكي . 3-خفايا النجوم . 4-عدم فهم اساس علم النجوم بصورة صحيحة . خطأ الرصد السبب الاول هو من اكبر اسباب الخطأ وذلك بسبب صعوبة الرصد وخاصه للمبتدئين لذلك نجد ان ابرع الفلكيون في العالم لم يشتهروا الا بسبب المراصد التي كانوا قريبين منها ولذلك نجد ان الملوك الذين كانوا يشجعون التنجيم يبنون المراصد بكثرة , لكن رغم الاهتمام بالمراصد الا ان هناك اخطاء كثيرة بسبب عدم دقة الالات التي كانت مستعملة واكبر خطأ والذي يعتبراساس علم الفلك هو ميل الارض فقد كان القدماء يعتقدون ان ميل الارض هو 23 درجة و51 دقيقة ثم بعد تطور الرصد ظن البتاني وبعد رصد لمدة 20 سنة في مرصده في الرقة انه 23 درجة و35 دقيقة وقد اعتمده الفلكيون بعده حتى ان البيروني الفلكي المشهور اعتمده في موسوعته الفلكية القانون المسعودي ولكن علم الفلك الحديث وجد ان ميل الارض هو 23 درجة و27 دقيقة أي بفرق 8 دقائق عن قول البتاني وقد تقول وما يعني هذا الفرق البسيط , فيقول الفلكيون ان هذا الفرق مهم جدا لان المطالع المستقيمة والبلدية وحتى مواقع الكواكب تعتمد اعتماد كامل على ميل الارض , فهذا حول الفرق الدقيق فكيف بالفرق الكبير الذي قد يكون برج كامل لذلك ففي بعض مسائل الاحكام الدقة مهمة جدا وهناك مسائل لاتشكل الدقة فارقا كبيرا , لذلك كان القدماء يخطئون في بعض المسائل التي تحتاج دقة شديدة وقد كانوا يفتقدونها . قلة علم وخبرة الفلكي مثلما يقول المنجمون يعتبر التنجيم من اغمض العلوم لذلك وجب على محترفيه ان يكونوا في غاية العلم به وبأدق مستلزماته لكي يبتعدوا عن الاخطاء مثلما حدث للكثير من فطاحله المنجمين لانه مهما بلغ علمهم به فأنه اوسع من ذلك وهذا الامر يجري على كل العلوم , لكن لاهتمام الناس بالتنجيم فأن خطأ المنجمون يشتهر سريعاً , مثل المحادثه التي جرت بين علي ( ع) والمنجم سرسفيل الفارسي. لما قصد امير المؤمنين علي ( ع) أهل النهروان و صرنا بالمدائن و كنت يومئذ مسايرا لــه خرج إليه قوم من أهل المدائن من دهاقينهم معهم براذين قد جاءوا بها هدية إليه فقبلها و كان فيمن تلقاه دهقان من دهاقين المدائن يدعى سرسفيل و كانت الفرس تحكم برأيه فيما مضى و ترجع إلى قوله فيما سلف فلما بصر بأمير المؤمنين ع قال له يا أمير المؤمنين لترجع عما قصدت قال و لم ذاك يا دهقان قال يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطوالع فنحس أصحاب السعود و سعد أصحاب النحوس و لزم الحكيم في مثل هذا اليوم الاستخفاء و الجلوس و إن يومك هذا يوم مميت قد اقترن فيه كوكبان قتالان و شرف فيه بهرام في برج الميزان و اتقدت من برجك النيران و ليس الحرب لك بمكان فتبسم أمير المؤمنين ع ثم قال أيها الدهقان المنبئ بالأخبار و المحذر من الأقدار ما نزل البارحة في آخر الميزان و أي نجم حل في السرطان قال سأنظر ذلك و استخرج من كمه أسطرلابا و تقويما قال له أمير المؤمنين ع أنت مسير الجاريات قال لا قال فأنت تقضي على الثابتات قال لا قال فأخبرني عن طول الأسد و تباعده من المطالع و المراجع و ما الزهرة من التوابع و الجوامع قال لا علم لي بذلك قال فما بين السراري إلى الدراري و ما بين الساعات إلى المجرات و كم قدر شعاع المبدرات و كم تحصل الفجر في الغدوات قال لا علم لي بذلك قال فهل علمت يا دهقان أن الملك اليوم انتقل من بيت إلى بيت بالصين و انقلب برج ماجين و احترق دور بالزنج و طفح جب سرانديب و تهدم حصن الأندلس و هاج نمل الشيح و انهزم مراق الهندي و فقد ديان اليهود بأيلة و هدم بطريق الروم برومية و عمي راعب عمورية و سقطت شرفات القسطنطنية أ فعالم أنت بهذه الحوادث و ما الذي أحدثها شرقيها أو غربيها من الفلك - قال لا علم لي بذلك قال و بأي الكواكب تقضي في أعلى القطب و بأيها تنحس من تنحس - قال لا علم لي بذلك - قال فهل علمت أنه سعد اليوم اثنان و سبعون عالما في كل عالم سبعون عالما منهم في البر و منهم في البحر و بعض في الجبال و بعض في الغياض و بعض في العمران و ما الذي أسعدهم قال لا علم لي بذلك - قال يا دهقان أظنك حكمت على اقتران المشتري و زحل لما استنارا لك في الغسق و ظهر تلألؤ شعاع المريخ و تشريقه في السحر و قد سار فاتصل جرمه بجرم تربيع القمر و ذلك دليل على استحقاق ألف ألف من البشر كلهم يولدون اليوم و الليلة و يموت مثلهم و أشار بيده إلى جاسوس في عسكره لمعاوية فقال و يموت هذا فإنه منهم . فلما قال ذلك ظن الرجل أنه قال خذوه فأخذه شيء بقلبه و تكسرت نفسه في صدره فمات لوقته فقال ع يا دهقان أ لم أرك غير التقدير في غاية التصوير - قال بلى يا أمير المؤمنين قال يا دهقان أنا مخبرك أني و صحبي هؤلاء لا شرقيون و لا غربيون إنما نحن ناشئة القطب و ما زعمت أن البارحة انقدح من برجي النيران فقد كان يجب أن تحكم معه لي لأن نوره و ضياءه عندي فلهبه ذاهب عني يا دهقان هذه قضية عيص فاحسبها و ولدها إن كنت عالما بالأكوار و الأدوار - قال لو علمت ذلك لعلمت أنك تحصي عقود القصب في هذه الأجمة و مضى أمير المؤمنين ع فهزم أهل النهروان و قتلهم و عاد بالغنيمة و الظفر فقال الدهقان ليس هذا العلم بما في أيدي أهل زماننا هذا علم مادته من السماء . فمثلما هو واضح لقد فات هذا المنجم الكثير من قرائه السماء وهناك حوادث مشهورة لمنجمين اخطأوا بسبب قله العلم والخبرة مثل القصص التي سأذكرها هنا : اخبرني محمد بن موسى المنجم الجليس و ليس هو الخوارزمي قال حدثني يحيى بن أبي منصور قال دخلت أنا و جماعة من المنجمين إلى المأمون و عنده إنسان قد تنبأ و نحن لا نعلم و قد دعا بالقضاة و لم يجيئوا بعد . فقال لي و لمن حضر من المنجمين اذهبوا فخذو طالعا لدعوى رجل في شيء يدعيه و عرفوني ما يدل عليه الفلك من صدقه أو كذبه . و لم يعلمنا المأمون أنه متنبئ فجئنا إلى بعض تلك الغرف فأحكمنا الطالع و صورناه فوقع الشمس و القمر في دقيقة واحدة و سهم السعادة و سهم الغيب في دقيقة الطالع و الطالع الجدي و المشتري في السنبلة ينظر إليه و الزهرة و عطارد في العقرب ينظران إليه فقال كل من حضر غيري كل ما يدعيه صحيح و له حجة زهرية و عطاردية فقلت أنا هو في طلب تصحيح و تصحيح الذي يطلبه لا يتم و لا ينتظم فقال من أين قلت لأن صحة الدعاوي من المشتري في تثليث الشمس و تسديسها إذا كانت الشمس غير منحوسة و هذا يخالف هبوط المشتري و المشتري ينظر إليه نظر موافقة إلا أنها فاسدة بهذا البرج و البرج كاره له فلا يتم التصديق و التصحيح و الذي قالوا من حجة عطاردية و زهرية إنما هو ضرب من التحسين و التزويق و الخداع . فتعجب المأمون و قال لله درك ثم قال أ تدرون من الرجل . قلنا لا . قال هذا و يزعم أنه نبي . فقلت يا أمير المؤمنين أ فمعه شيء يحتج به . فسأله فقال نعم معي خاتم ذو فصين ألبسه فلا يتغير مني شيء و يلبسه غيري فيضحك و لا يتمالك من الضحك حتى ينزعه و معي قلم آخذه فأكتب فيه و يأخذه غيري فلا تنطلق إصبعه فقلت يا سيدي هذه الزهرة و عطارد زور عمله بهما فأمره المأمون أن يفعل ما كان ففعل فعلم أنه علاج من الطلسمات فما زال به المأمون أياما كثيرة حتى تبرأ من دعوى النبوة و وصف الحيلة التي احتالها في الخاتم و القلم فوهب له ألف دينار ثم أتيناه بعد فإذا هو أعلم الناس بالنجوم قال أبو معشر و هو الذي عمل طلاسم الخنافس في ديور كثيرة و قال أبو معشر في كتاب الأسرار لو كنت مكان القوم فقد ذهبت عليهم أشياء كثيرة لكنت أقول أول الدعوى باطلة لأن البرج منقلب و المشتري في الوبال و القمر في المحاق و الكوكبان ناظران إلى الطالع في برج كذاب مزور و هو العقرب . مثلما تلاحظ فقد اخطأ كل المنجمون واصاب واحد بسبب خبرته بهذا المجال , وفي نفس الكتاب نجد قصه اخرى : من إصابات أبي معشر ما ذكره أبو حيان علي بن محمد التوحيدي في الجزء الثالث من البصائر فقال ما هذا لفظه و مر في الكتاب ذكر أبي معشر قال حضرت و سلمة و الزيادي و الهاشمي عند الموفق و كان الزيادي أستاذ أهل زمانه في النجوم فأضمر الموفق ضميرا فقال الزيادي أضمر الأمير رئاسة و سلطانا فقال كذبت فقال سلمة بل أضمر الأمير أمرا جليلا رفيعا فقال و كذبت فقال الهاشمي لست أعرف ما قالا الرأس وسط السماء و صاحب الطالع ناظر إليه و الكواكب ساقطة عنه فقال و كذبت أيضا ثم قال لي هات ما عندك من شيء فقلت أضمر الأمير الله عز و جل فال لي أحسنت و الله ويلك أنى لك هذا قلت الرأس يرى فعله و لا يرى نفسه كان في رابع درجة من الفلك و لا أعرف له مثلا إلا الله عز و جل فهو فوق كل ذي عز و سلطان و ليس فوقه شيءفصل . خفايا النجوم مهما بلغ الانسان من العلم بالطبيعة واسرارها فلن يصل للعلم الكامل والدليل الاكتشافات المتواصله التي تتجدد كل يوم وخاصه في هذا العصر , وفي مجال الفضاء بالتحديد الاكتشفات اكثر والاسرار ما زالت اكبر الى الان وربما هذا الامر يدوم الى يوم القيامة , فبعد ان كان عدد النجوم محسوب لدى القدماء حتى انهم وضعوا له اطالس وخرائط , اكتشف علماء الفلك الحديث ان ما كان معروفا من النجوم لدى القدماء يشكل 20% فقط مما اكتشف الان من نجوم ومجرات وسدم وثقوب سوداء ايضاً , والكواكب بعدما كانت 5 عند القدماء اصبحت الان 9 لذلك فأن هذه الخفايا قد تسبب الكثير من اخطاء المنجمين , وقد ادرك الكثير من الحكماء سعة علم النجوم وصرحوا بذلك بل ان الائمة صرحوا بكثير من احاديثهم ان علم النجوم واسع ولا يمكن الاحاطة به واذكر هنا بعض الاحاديث في هذا المجال : عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَيَابَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّ النُّجُومَ لَا يَحِلُّ النَّظَرُ فِيهَا وَ هِيَ تُعْجِبُنِي فَإِنْ كَانَتْ تُضِرُّ بِدِينِي فَلَا حَاجَةَ لِي فِي شَيْءٍ يُضِرُّ بِدِينِي وَ إِنْ كَانَتْ لَا تُضِرُّ بِدِينِي فَوَ اللَّهِ إِنِّي لَأَشْتَهِيهَا وَ أَشْتَهِي النَّظَرَ فِيهَا . فَقَالَ لَيَْ كَمَا يَقُولُونَ لَا تُضِرُّ بِدِينِكَ ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ تَنْظُرُونَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا كَثِيرُهُ لَا يُدْرَكُ وَ قَلِيلُهُ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ تَحْسُبُونَ عَلَى طَالِعِ الْقَمَرِ ثُمَّ قَالَ أَ تَدْرِي كَمْ بَيْنَ الْمُشْتَرِي وَ الزُّهَرَةِ مِنْ َدقِيقَةٍ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ قَالَ أَ فَتَدْرِي كَمْ بَيْنَ الزُّهَرَةِ وَ بَيْنَ الْقَمَرِ مِنْ دَقِيقَةٍ قُلْتُ لَا قَالَ أَ فَتَدْرِي كَمْ بَيْنَ الشَّمْسِ وَ بَيْنَ السُّنْبُلَةِ مِنْ دَقِيقَةٍ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْمُنَجِّمِينَ قَطُّ قَالَ أَ فَتَدْرِي كَمْ بَيْنَ السُّنْبُلَةِ وَ بَيْنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ مِنْ دَقِيقَةٍ قُلْتُ لَا وَ اللَّهِ مَا سَمِعْتُهُ مِنَ مُنَجِّمٍ قَطُّ قَالَ مَا بَيْنَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى صَاحِبِهِ سِتُّونَ أَوْ سَبْعُونَ دَقِيقَةً ]شَكَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ[ ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ هَذَا حِسَابٌ إِذَا حَسَبَهُ الرَّجُلُ وَ وَقَعَ عَلَيْهِ عَرَفَ الْقَصَبَةَ الَّتِي فِي وَسَطِ الْأَجَمَةِ وَ عَدَدَ مَا عَنْ يَمِينِهَا وَ عَدَدَ مَا عَنْ يَسَارِهَا وَ عَدَدَ مَا خَلْفَهَا وَ عَدَدَ مَا أَمَامَهَا حَتَّى لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ قَصَبِ الْأَجَمَةِ وَاحِدَةٌ . وبما ان كل العلوم تسير على قاعدة ما لا يدرك كله لا يترك كله فلا يمكن ترك التنجيم لعدم المعرفة الكاملة به هذا ما اعتقده مشاهير المنجمين , ولكن النصيحة المهمة هي ما نصح بها جعفر الصادق (ع) وهي مهما بلغت من العلم فاجعل لما لم تعلمه مجال واسع في تفكيرك ولا تجزم بكل ما تراه , والسعي الدائم للتعلم وعدم التحجر على المعلومات المعروفة , فمها كنت مبتدأ في هذا العلم قد تكتشف ما غفل عنه السابقون ومن ذلك ما حصل لي شخصياً . ان ايمان البشر بأسلوب سير الحياة اثر تاثير كبير على التنجيم ومدى مطابقه المنجمين للواقع بتوقعاتهم , لان الانسان ومهما بلغ من العلم لن يستطيع الانسلاخ من ما تعلمه منذ طفولته من محيطه ومجتمعه ودينه وبعض التجارب التي فسرها مثلما يريد وخاصة اذا لم يكن هناك من يقول له ان اسلوب تفكيرك خطأ , لذلك لابد لنا من استعراض ايمان الشعوب ونظرتهم الى الحياة اذا اردنا دراسه التنجيم بصورة واضحة فقد نشأ التنجيم لاول مرة حسبما معروف تاريخيا في ارض بابل , ارض الجبر والتسيير المطلق الذي كان يؤمن به البابليون فليس هناك حادثة بغير تدبير الهي وبما انهم كانوا يعبدون اكثر من اله فقد افرزو الحوادث حسب خواص الارباب التي كانوا يعبدونها والتي كانت الكواكب رموز لها او هي شخصياً لذلك فقد اعتقدوا ان التوقعات الناتجة من التنجيم يجب ان تحدث وبكافة الصور لذلك فقد استسلموا لقدرهم المكتوب من غير أي محاولة للخلاص منه وقد يكون هذا الاستسلام المطلق للقدر هو سمه واضحة للعصر القديم وخاصة لشعوب الشرق , وعندما غزا الاسكندر بابل وبلاد فارس عرف الاغريق علوم الشرق ومنها التنجيم وقد كانوا يؤمنون بالتسيير المطلق ايضا ولكن وبعد مئات السنين من التجارب الفلكية اخذ نمط جديد من التفكير يظهر لدى المنجمين والذي بينة كبير المنجمين في العصر القديم بطليموس حيث ذكر اهم القواعد التي يجب على المنجم ان يستند عليها في كتابه الثمرة وقد قال الكلمة السابعة: وقد يقدر المنجم على دفع كثير من أفعال النجوم إذا كـان عالما ً بطبيعة ما يؤثر ووَطَاَء قبل وقوعه قابلاً يحمله. الكلمة العاشرة: النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما تعين الزرّاع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية . أن هذا نمط جديد من التفكير الذي لم يعهده الإنسان في ذلك الوقت وخاصة في الشعوب الوثنية التي كانت تعتقد أن النجوم ألهه وتعبدها , وحتى في العصر الإسلامي لم يستطع الفلكيون أن يتخلصوا من فكرة القدر المحتوم ورغم انها فلسفة الهيه أي ان القدر المحتوم مذكور في الكتب السماوية وفي القران أيضا مثل قولة تعالى ( إذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون) وغيرها الكثير من الآيات التي قوة عقيدة القدر المحتوم لدى المسلمين , وقد كان المنجمون المسلمون يعتقدون ان النجوم هي نفسها لسان القدر بل كان بعضهم يضنها هي نفسها اللوح المحفوظ المنقوش عليه كل ما يحصل في الكون لذلك فقد واجه التنجيم حملة قوية جداً من رجال الدين المسلمين وغيرهم من الديانات السماوية بسبب اعتقادهم أن التنجيم يتداخل مع المفاهيم الدينية للكون , ورغم ظهور الكثير من علماء المسلمين الذين حاولوا أيجاد مذاهب جديدة لا تتعارض مع المفاهيم الدينية وخاصة للتوقعات المستقبلية ولكنهم انطلقوا من نظرة دينية فقط , وقد يكون هذا المنهج في التفكير هو اكبر أخطاء المنجمين واقصد به ربط الدين بالتنجيم ومحاولة تفسير الفلك والتنجيم بالدين أو بالعكس فان التنجيم هو علم طبيعي وليس ديني فأن الربط بينهم يسبب خطأ كبير في الاثنين أما ما يتصور أن فيه ربط بينهما فهو اشتراك لفظي فقط مثل علم الغيب الذي هو علم الهي بحت فأن علم الله بالمستقبل لا يشابه توقع المنجم فأن الله عنده العلم اليقين بالموضوع بينما المنجم لديه توقع فقط وليس علم , مثل مرور سيارة في منحدر خطر فأن من يرى السيارة تدخل إلى ذلك المنحدر قد يكون لديه شبه يقين أن كارثة ستحدث للسائق وذلك بسبب علمه المسبق بخطورة هذا المنحدر بل قد يخبرك بطريقه موت السائق فيقول سوف يموت بالحرق أو السحق لان الكارثة التي يتوقع أن تحدث في السيارة هي الانقلاب أو الاصطدام والانفجار , ولكن هذا كله توقع للمستقبل عن طريق الآثار المحسوسة وعن طريق التجارب وهو ليس علم يقين بالغيب لان علم الغيب علم حضوري أي علم يقيني لا يقبل الاحتمالات وليس فيه ترتيب مسبق أو قراءة للآثار المحيطة بالحدث , علم التنجيم هو مثل علم الأرصاد الجوية الذي يخبرك بالأحوال الجوية عن طريق دراسة الرياح والضغط الجوي وتوقع ما ينتج من عواصف وامطار وحسب التجارب المسبقة التي تكون مدروسة مسبقاً وإذا أجرينا مقارنة بين علم الغيب الإلهي وعلم التنجيم نجد هذه الفوارق واضحة العلم الالهي علم التنجيم 1- علم يقيني لا يحتمل أي شك 2- علم حضوري كعلمك بنفسك او تخيل صورة شيء بذهنك . 3- معرفة الحدث من غير واسطة . التنجيم 1- علم ظني يقبل الاحتمالات . 2- علم مكتسب عقلي كعلمك بنتيجة جمع عددين . 3- معرفة آثار الحدث عن طريق واسطة . لذلك فلا تتصور ان علم التنجيم هو تدخل بعلم الله للغيب بل يختلف اختلاف كبير لذلك فهو يقبل التعديل على عكس العلم اليقيني مثل سفر سفينة بالية في جو عاصف فأن المتوقع لراصد السفينة غرق السفينة بسبب شدة العاصفة وعدم مقدرة السفينة على مقاومة الامواج العاصفة ولكنة لن يجزم على غرقها لانه قاس بعقله حسب معرفة مسبقه ان العواصف الشديدة تغرق السفن البالية. غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: نقد بناء
|
 30-05-2006, 12:50 AM المشاركة : (2) | |
 بسم الله و الحمد لله و الصلاة على حبيب الله وآله أولياء الله * ماشاء الله و لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم * هنيئا لك يا ايها الفاضل المناضل * شكر الله سعيك و جعل ذلك في ميزان حسناتك * حبذا إن تفضلت بتتميم الموضوع حول بعض النقاط قد استعمل الإمام علي كرم الله وجهه في كلامه مصطلحات فلكية، كما عرض أسئلة على المنجم، و هكذا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: 1- فهل هذه الأسئلة والمصطلحات كانت معلومة عند خبراء الفلك و التنجيم ولكن المنجمين لم يعرفانها؟ أم كانت من غوامض التنجيم والفلك؟ 2- وهل انكشف بعضها أو جلّها؟ 3- و هل يمكنك أن تشرح لنا هذه المصطلحات و أن تجيب على هذه الأسئلة؟ ولو بعضها؟ تقبل تحياتي العطرة وتحياتي لجميع المفيدين والمستفيدين محمد النجف |
| 15-10-2006, 08:47 PM المشاركة : (3) | |
| بسم الله الرحمن الرحيم تحية عطرة للاخ العزيز مناضل المحترم حقيقة مقال جميل وغني بالشواهد والامثلة احببت ان اضيف نقطة جدا مهمة الا وهي ان السبب في اخطاء المنجمين بالاضافة الى النقاط الاربع التي ذكرتها هو ما يلي 1- ان الله سبحانه وتعالي يغير بعض من الامور المكتوبة على عباده باعمالهم حيث يرفع عنهم امور او ينزل عليهم امور معينه حسب اعمالهم في الحياة فهذا التغيير الاني والمفاجي يكون غير محسوب بعلم التنجيم 2- اخطاء تتولد من نشوء ظواهر فلكية جديدة غير معروفة او محسوبة لدى القدماء كمثال المذنب الذي ضهر قبل فتح عمورية او كاي ظاهرة فلكية جديدة تكون على تماس مباشر بالتنجيم فتجعل احكامه غير دقيقة بسبب عدم القدرة على تفسير هذه الظاهرة واخيرا شكرا لك على المقال الرائع ولك مني خالص التحية والسلام امير الرافدين -العراق |
| 22-01-2011, 11:25 PM المشاركة : (4) | |
| مشكور اخي على هذه الدراسة والاستفاضه موضوع يستحق المراجعه والتحقيق |
| 26-01-2011, 03:35 PM المشاركة : (5) | |
| شكراً جزيلاً لكـ ... |
| 27-01-2011, 04:13 PM المشاركة : (6) | |
| جزاك الله خير فعلا كثير يكتب اشياء بتصير لك بعد سنوات من الفلك كيف عرفت سنتين او ثلاثه قادمه من الفلك ؟؟؟؟؟؟ الاجابه : ماهو الا توقع ممكن يحدث شكراااا |
مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
 المواضيع المتشابهه |
| الموضوع |
| الى جميع المنجمين الأعزاء |
| هل يعتمد بعض الرؤساء على المنجمين ؟؟؟ |
| دلالات حدوث الدول عند المنجمين |
| من كبار المنجمين في العصر الحديث |
| سؤال يتحدى خبرات المنجمين ؟ |
العرض العادي
