المشاركات الجديدة
العلوم الخفية في التاريخ : تاريخ العلوم ، قصص ، حوادث

سفر أخنوخ وسر الملائكة الهابطين

افتراضي سفر أخنوخ وسر الملائكة الهابطين
[align=right:584285a9ad]مقدمة:
تلق هذه الفقرة من الرسالة الضوء على سفر أخنوخ , وهو سفر من الأسفار غير القانونية ويسمى أيضاً ((نسخة أخنوخ الأثيوبية)) أو ((الحبشية)) ويسمى أيضاً أخنوخ الأول,والكتاب مليء بأخبار ونبؤات وحكم تنسب إلى النبي اخنوخ "إدريس"


في القرون الأولى للمسيحية، أحاط آباء الكنيسة الأوائل »سفر أخنوخ« بهالة من الاحترام والتقدير، في البدء، كرّس أولئك الآباء جلّ اهتمامهم لمسألة الملاك الهابط المعروف في الكتاب المقدس بالشيطان، كما ودرسوا مسألة شخصية الملائكة الهابطين الآخرين وكيفية عملهم وطبيعة أرواحهم.
وانطلاقاً من اعتقادهم الراسخ بأن تلك الأرواح ليست مجرّدة بل مجسّدة في خلق البشر، غالباً ما استعان الآباء الأوائل بسفر أخنوخ لدعم مطلقية المقياس الذي يفصل بين أهل الخير وأهل الشر هنا والآن وعلى الأرض وليس في السماء.
فالملائكة والجن بمفهوم الحكمة القديمة هم أشخاص موجودون على الأرض وكانت لهم أدوار واضحة في صنع الأحداث في العالم القديم (عهد أتلانتس وعمورة)، وتسمية "الجن" مشتقة من "الجنون" وهي صفة أُطلِقت على قوم عاصروا دعوة آدم (العقل) لكنّهم جنواّ عن تعاليمه وأساءوا استعمال "الإرادة الحرّة"، فحُجّمت قواهم الروحية ولم يعد لهم التأثير الواضح على مجريات الأحداث في عصرنا هذا.
ولذلك وصفت الحكمة القديمة أعمال إبليس في هذا العصر بـ "الانسفال" و الـ "توهيم" نسبة لفقدانه السيطرة على الواقع الملموس واحتجاب قوّته وراء الخيال والأساطير وتدنّي أسلوب أتباعه بعد عصور السحر إلى سلاح العنف والتخويف المقنّع بألعاب الصبا (أي ما يُعرَف اليوم بحقل التطوّر التكنولوجي وهو من رواسب ذاكرة البشرية للتجربة الأتلانتية المتقدّمة) وألعاب المراهقة وهي ما تبقّى في ذاكرة البشرية من التجربة العمورية (أي فنون الإغواء الصوري والإباحة كمثل الذي يصدر عن مدينة "لوس أنجيلوس" والتي تعني باللاتينية "مدينة الملائكة الضائعين".
وتكمل الحكمة ما ذكرته عن الملاك الهابط بالقول "مستشعرا في هذا الزمن لفراغ مدّته ومنتهاه، قد نفث سمّ نجسه بأنياب أتباعه وضفر من ولاه، فهم على أولياء الحق كالنمور الضارية والذئاب الخاطفة يطالبونهم بما تقدّم في نفوسهم من إحَن..."
موقف الكنيسة من أسفار أخنوخ هو من أهم الشواهد على طابع الجدل الذي أدّى الى طمس آثار الحكمة القديمة من الأناجيل المسيحية
في القرن الثاني للميلاد اعتبر اللاهوتي يوسينوس أن مصدر كل الشرور على الأرض يعود إلى أبالسة هم في الحقيقة ملائكة طردوا من »الجنة« وفي »الدفاع الثاني« يوضح يوستينس:
"لقد أخضع أولئك الأبالسة الجنس البشري بكتاباتهم السحرية تارة وطوراً بإرشادهم إلى كيفية تقديم الأضاحي والقرابين ودماء الذبائح وحرق البخور، مخلّفين في الأرض الحروب والإجرام والفسق وكل أنواع الخطايا".
ويساند يوستينس هنا بقوة مقولة أن هذه الملائكة سكنت بين البشر بأجساد مادية. ويعتبر أثيناغوراس في أحد أعماله عام 170 ميلادي سفر أخنوخ قانونياً ويستطرد في وصفه لملائكة »دنّسوا طبيعتهم ومهامهم«.
وتبنّى معظم آباء الكنيسة الأوائل هذا الاعتقاد ببشرية الملائكة الهابطين، وحقق اثنان من المدافعين عن المسيحية لكتانتيوس وتاتيان تفصيلياً في فكرة تجسد الملائكة الهابطين. ففي حين يؤمن لكتانيتوس (260- 330) بانحطاط الطبيعة الملائكية فيهم توسع تاتيان (110 - 172) في شرح هذا الانحطاط واصفاً كيف انغمس أولئك الملائكة في المفاسد المادية لتصبح طبيعتهم قاسية وسفلية وفاسدة.
وفي القرن الميلادي الثالث أشار إيريناوس أسقف ليون إلى أن عزازيل الملاك الشرير الأكبر ومصدر كل الشرور وأدواتها كالحرب مثلاً يتجول على الأرض.
أما تيرتليانس الذي عاش ما بين عامي 160 و230 ميلادية فقد أطلق على سفر أخنوخ صفة »النص« وكتب تيرتوليان عملاً بأكمله حول مظهر النساء مناشداً النساء الاحتشام في الملبس من دون تزيّن وتبرّج أو ما دعاه »خدع تجميل أنفسهن« وقد استعمل سفر أخنوخ كإثبات قوي لدعم قضيته ضد هذا الشرك الشيطاني:فهؤلاء الذين اخترعوا هذه الأشياء محكوم عليهم بعقوبة الموت، وتحديداً فإن هؤلاء الملائكة الهابطين قد كشفوا مواد خفية وفنوناً أخرى لجيل من الجهلة، لقد وفّروا للنساء مقتنيات خاصة وأدوات التجميل والحجارة الكريمة الثمينة التي ترصّع العقود والأساور الذهبية والألوان الزاهية فضلاً عن كحل العيون لتزداد عيونهن جمالاً.
ويبدو أن بولس الرسول أيضاً كان مهتماً بالعلاقة ما بين جمال المرأة والملائكة الهابطين. في رسالته الأولى إلى أهل كورنتيا الفصل الحادي عشر ينصح المرأة بوضع غطاء على رأسها في حين لا يحتاج الرجل لغطاء أثناء صلاته:
»وكل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها مكشوف فإنها تشين رأسها« (11-5) إلى أن يصل إلى الآية العاشرة الغامضة: »لذلك ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة.
معظم المعلقين على الكتاب المقدس يعتقدون أنه قصد بذلك أن رأس المرأة المكشوف يشكل إهانة للملائكة الذين يراقبون الحشد في الكنيسة، لكن ترتوليان يعتقد أن بولس يشير خاصة إلى أتباع الملائكة الهابطين الذين يملكون نوايا منحرفة تهدف لإخضاع جمال المرأة لمقاييس تسهّل عملية استعباد "النفس".
وتحدث كليمنس الإسكندري (150 - 220) عن الملائكة »الذين تخلّوا عن الجمال الإلهي الأزلي من أجل جمال زائل ولذلك طُرِدوا من الجنة.
وآمن عدة آباء أولين أيضاً بتجسد الملائكة منهم مثوديوس فيليبي ومينوكيوس فيليكس، كموديانوس وأمبروس الميلاني وقد استشهد أوريجانوس اللاهوتي الكبير مرات عديدة بسفر أخنوخ مؤكداً اعتقاده بتجسد الملائكة كبشر. لقد اعتقد هؤلاء الآباء أن الأشرار فيما بين البشرية، الذين يتلاعبون بمشاعر الكم من الناس العاديين، لهم بنية روحية ونفسانية تختلف عن نفوس باقي الخلق. فهؤلاء لديهم طاقة خارقة غير طبيعية، حينما يغضبون ينفعلون بلا إنسانية إن كان بالعنف العلني أو بديبلوماسية تخفي وراءها ملامح الإجرام. وهذا فجور سببه فقدانهم للشرارة الإلهية المقدسة في ذواتهم، فيما يشكِّل تسبّب الأذى لهم متعة ولذة أساسية تعكس حقيقة طبيعتهم الشريرة المُضادة للطبيعة المقدسة لحملة مشاعل النور.
وفي المقابل، اعتبر آباء الكنيسة المتأخرون سفر أخنوخ هرطقياً، والاعتقاد بالملائكة المتجسدين تجديفاً محظوراً. لكن بعضهم اعتقد أن بعض آيات سفر أشعيا يتناول قصة ملاك وهبوطه بسبب التكبر. فأشعيا أطلق على لوسيفر، أي الشيطان، تسمية إنسان، مقدماً تلميحات قوية لاعتقاده بأن هذا»الملاك المطرود« قد تجول على الأرض بلحمه ودمه وتحرك بين البشر الفانين كواحدٍ منهم.
وأشار كبريانُس (200 - 258) وهو تلميذ ترتليانس إلى استعمال كلمة إنسان في السفر حول لوسيفر »الذين يرونك يتفرسون فيك ويتأملون أهذا هو الإنسان الذي زلزل الأرض وزعزع الممالك ((أشعيا 14/16) وذلك ليبرهن أن لوسيفر، ظهر كإنسان. ويؤمن أفراهاط، وهو لاهوتي فارسي من القرن الرابع الميلادي أن لوسيفر قد تجسد كنبوخذ نّصر، الملك البابلي الشهير.

موقف الكنيسة من "سفر أخنوخ"
لكن رغم كل هذه الإثباتات أصرّ آباء الكنيسة الآخرون على استبعاد هذه الفكرة. يوليوس أفريقانوس (200 - 245) عارض فكرة تجسّد الملائكة مفضلاً اعتبار »أبناء الله« الوارد ذكرهم في سفر التكوين، الفصل السادس، على أنهم أبناء النبي شئت الصالحين. وفي بداية القرن الميلادي الرابع 22
أعلن افرام السرياني أن الفصل السادس من سفر التكوين إنما يشير إلى أبناء شئت وأبناء قاين. ووصف اللاهوتي السرياني تيودورت المؤمنين بهذه الفكرة على أنهم »أغبياء وسخفاء جداً«. ومن ثم دخل إيرونيُمس (348- 420) مؤرخ ومفسر الأسفار المقدسة ومترجمها إلى اللاتينية من العبرية والآرامية واليونانية في هذا الجدل متهماً سفر أخنوخ بالخطر ومقارناً تعاليمه بالبدعة المانوية(نسبة إلى ماني) الموسومة بالهرطقة هي الأخرى، والمانوية التي شكّلت منافسة قوية للكنيسة أوجدها راءٍ فارسي يدعى ماني في حدود عام 240 ميلادي الذي ادعى بأنه من حواريي المسيح. واعتقد ماني أنه تجسد للفرقليط المنتظر »المعزي« الذي بشّر به يسوع، ووعظ بمذهب مركّب من عدة أديان رئيسية منها البوذية والزرادشتية والمسيحية. كما وعلّم حقيقة التقمص ووضع كتاباً حول الملائكة الأشرار (كانت نهايته الحرق)، وكانت عاقبة ماني القتل على يد زرادشتي متعصب في جنوب غرب فارس ورقِّمت تعاليمه على لائحة الكنيسة السوداء.
أما كريسوستوم (346- 407) فأخذ على عاتقه تفنيد السفر وآرائه حول الملائكة، معتبراً إياها غامضة ودحضها بقوة، لقد كان السؤال حول تجسد الملائكة الأكثر إثارة للجدل. وموقف كريسوستوم هذا حول روحانية الملائكة وجسمانية البشر اللذين لا يلتقيان، أقرّ به سيزاريوس آرالس الذي أصرّ على نظرته أن الملائكة غير جسمانيين. في حين دان فيلاستريوس تعاليم أخنوخ واسماً إياها بالهرطقة في لائحة طويلة وضعها عن الهرطقة، وحجته الكبرى ضد هذه التعاليم أنها تشوش فهم التاريخ بمنطق ملتف.
ومن هذا المنطلق، وخوفاً من »التفاف« المنطق والاتهام بخطيئة التجديف،تحوّل كثير من الآباء والمؤمنين عن سفر أخنوخ باعتباره »خرافياً ملفقاً« كما شاع آنذاك في أوساط المسيحية. وبقي الأمر مثيراً للجدل بالنسبة لأتباع الكنيسة إلى أن حسمه أسقف هيبون الشهير القديس أوغسطينُس حيث تم إخماد أوار الجدل حول تجسّد الملائكة الهابطين لقرون عدة. واعتبر توما الأكويني في استنتاج منطقي لهذه
المقولة أن الكبرياء هو الخطيئة الوحيدة التي يقترفها الملائكة أو الحسد فيما بينهم.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
ألا يمكن للملائكة أن يتكبروا أو يحسدوا وهم في جسد بشري أيضاً؟ وكيف يتسنى لهم التمرد والتفاخر والتكبر على بعضهم البعض في عوالم الروح من دون ساحة صراع حقيقية، أي في ماده هذه الرذائل - الجسد، وفي عالم يهتدي ويضلل يتبع النور أو الظلمة ( أي الأرض)؟.

المصدر:الرســـالة الآدمية
إصدارات مشيخة العقل 1992 -
2006 [/align:584285a9ad]

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: العلوم الخفية في التاريخ


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو hakeem
hakeem
عضو
°°°
افتراضي
ومما أنقله أيضا:
اسمه فى التوراة السامرية " حنوك " والنص هو:
" وسلك حنوك فى طاعة الله وفُقد ؛ إذ تولته الملائكة " [تلك 5: 24] والتوراة اليونانية تضيف حرف السين فى آخر الاسم ليعلم أنه اسم مثل يوسيفوس ـ إدريانوس.وإدريس ؛ فى آخره السين ، وكذلك يونس. وهو فى العبرى يونان. وعيسى ـ عليه السلام ـ فى اليونانى " إيسوس " ، وفى العبرى " يهو شوّع " وينطق أحياناً " أيشوع " و " يسوع ".
وأخنوخ له سفر لا يعترف به النصارى. ومع ذلك نقل منه يهوذا فى رسالته: " انظروا جاء الرب مع ألوف قديسيه ؛ ليحاسب جميع البشر ، ويدين الأشرار جميعاً على كل شر فعلوه ، وكل كلمة سوء قالها عليه هؤلاء الخاطئون الفجار " [يهو 1: 14ـ15].
وهذا النص يثبت أن كل امرئ بما كسب رهين ، خلافاً لاعتقاد النصارى فى موت المسيح على الصليب لِيُكَفِّر عن خطايا آدم.
ومفسرو التوراة يستدلون من نقله على ثبوت الحياة من بعد الموت ورأى فيلبسون من قوله " الله أخذه " أن ذلك تلطف بالتعبير عن الوفاة قبل إكمال العمر ، وأن فى ذلك دليلاً على وجود حياة وراء هذه الحياة الأرضية. ونزيد على ذلك: أن نقل أخنوخ فى متوسط العصر الذى قبل الطوفان ، وأن حياته كانت على الأرض 365سنة وهو عدد الأيام فى السنة الشمسية وكانت سنة العبرانيين 354 يوماً وسنة الكلدانيين 360 يوماً " انتهى.

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
والله تستحق وسام التميز لما تقدمه من موضوعات لها قيمه معرفيه . فجزاك الله خيرا الاستاذ الكبير حكيم وباك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو زهرة زمان
زهرة زمان
عضو
°°°
افتراضي
مميز بحضوره ومواضيعه دائما ... لاعدمناك ابدا

صورة رمزية إفتراضية للعضو mashi
mashi
عضو
°°°
افتراضي
الله يجزاك خير على ماتقدمه اخ حكيم

الف شكر

صورة رمزية إفتراضية للعضو آلـطـور آلآخـر
آلـطـور آلآخـر
عضو
°°°
افتراضي
شكراً لـك ...

صورة رمزية إفتراضية للعضو السيد ميططرون
السيد ميططرون
عضو
°°°
افتراضي
اخنوخ وما ادراك ما اخنوخ عليه الف سلام

صورة رمزية إفتراضية للعضو الشيخ الخوازمي
الشيخ الخوازمي
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيكم يا شيخ

صورة رمزية إفتراضية للعضو hakeem
hakeem
عضو
°°°
افتراضي
شكرا للأخوة الكرام مرورهم العاطر
ولإلقاء المزيد من الأضواء على طبيعة هذا السفر، والذي يعد أهم أحد أهم المصادر التي شكلت
العلوم الخفية خصوصا عند اليهود ، أستقطع هذه الفقرة .
تنبيه:- الملائكة الساقطين هم
(الشياطين)

خنوخ - أسفاره

يوجد عدد من الكتب المزيفة والمنسوبة إلى أخنوخ بن يارد وأبي متوشالح ( تك 5 : 18 ) ، فمن الواضح أن نقل أخنوخ إلى السماء أدى إلى الاعتقــاد بأنه كان عارفاً بكل أسرار السماء ، ومن هنا جاءت هذه الكتب ، وجميعها رؤوية في طبيعتها ،مما يلائم نسبتها إلى أخنوخ .

أ‌-أخنوخ الحبشي : أو أخنوخ الأول ، أو سفر أخنوخ ، وهو مؤلف ضخم يتكون من 108 أصحاحات مقسمة إلى خمسة " كتب " وذلك على الأرجح تبعاً لمصادر المؤلف . وجميعها لها مقدمة واحدة وخاتمة واحدة . ولعل مخطوطات قمران تلقي ضوءاً أكبر على هذا المؤلف .

1-محتوياته : الأصحاحات الخمسة الأولي مقدمة لكل سفر ، وبخاصة لموضوعه الرئيسي عن الجزاء والعقاب ونهاية العالم والدينونة النهائية .

الكتاب الأول : ( أصحاحات 6 - 36 ) : موضوعه الأساسي هو الملائكة والكون . فالأصحاحات من 6 - 11 المأخوذة من سفر نوح ، تذكر أن سقوط الملائكة حدث بسبب زواج أبناء الله ببنــــات الناس ( انظر تك 6 : 1 - 4 ) ، : وأن الملائكة بدورهم علموا الناس فنون الحضارة ومهاراتها المختلفة ، ففسد الجنس البشري ، فأصدر الله حكم الدينونة على الجنس البشري وعلى عزازيل الذي أضلهم .

وفي الأصحاحات من 12 - 16 رأى أخنوخ رؤيا ، وهو يتوسل بلجاجة من أجل الملائكــة الساقطين ، فأمر أن يتنبأ عن مصيرهم المحتوم .

وفي الأصحاحات من 17 - 36 ترافق ملائكة النور أخنوخ في رحلات مختلفة للأرض ، ولمكان عقاب الملائكة الساقطين ، وللهاوية ، ولشجرة الحياة ، ولأورشليم بجبالها وأنهارها ومجاريها ، ولفردوس البر .

والكتاب الثاني : ( من 37 - 71 ) يتكون من ثلاثة أمثال أو تشبيهات ، وجميعها أمثال طويلة بالمقارنة بأمثال الأناجيل . وكل منها تدل على انتصار البر على الشــــــــــــــــر . فالمثل الأول ( أصحاحات 38 - 44 ) يتكلم عن الدينونة التي توشك أن تقع على الأشرار ، وعن " مسكن البار المختار " ، وعن رؤساء الملائكة الأربعة ، وعن بعض الأسرار الفلكية والجوية .

والمثل الثاني ( أصحاحات 45 - 57 ) يتحدث أساساً عن المختار أو ابن الإنسان وهو جالس للدينونة ، ولا يصوره على أنه كائن بشري ، بل على أنه كائن سماوي جليل له سلطان مطلق على عالم البشر والملائكة .

والمثل الثالث ( أصحاحات 58 - 71 ) يتحدث عن سعادة القديسين ، وقياس الفردوس ، ودينونة الملوك والعظماء ، وبسرد أسماء الملائكة الساقطين ووظائفهم .

والكتاب الثالث : ويطلق عليه اسم " سفر الأنوار السماوية " ويستغرق الأصحاحات من 72 - 82 ، ويكاد يكون كتاباً علمياً خالصاً ، لا يبدي أي اهتمام بالمسائل الأخلاقية ، فالمؤلف يحاول أن ينشئ نظاماً فكلياً متكاملاً من معطيات العهد القديم ، ويطالب بأن يكون قياس الزمن شمسياً لا قمرياً . ومن المدهش أن السنة الشمسية عند المؤلف هي 364 يوماً ، بل إنه ليعلم بالسنة ذات ال 365 يوماً وربع اليوم . وفي 80 : 2 - 8 يتحول فجأة إلى الأمور الأخلاقية ، ويقول إنه في الأيام الأخيرة ستعاني الأجرام السماوية وكذلك الأرض من اضطرابات خطيرة .

أما الكتاب الرابع ( أصحاحات 83 - 90 ) فيتكون من حلمين ، رأى فيهما تاريخ إسرائيل . فالأصحاحان 83 و 84 يذكران رؤيا الحلم الأول الذي - في رأي المؤلف - يتنبأ عن الطوفان كعقاب للعالم . أما رؤيا الحلم الثاني فتستغرق الأصحاحات من 85 - 90 ، وبعد أن يسرد التاريخ من البدء إلى زمن أخنوخ ، يتنبأ عن تاريخ العالم إلى تأسيس المسيا لمملكته . ويقدم لنا هذا التاريخ في صورة موغلة في الرمزية ، فالثيران تمثل الآباء ، والغنم تمثل بيت إسرائيل الحقيقي ، والوحوش والطيور تمثل الأمم ، ولعل شاة بقرن عظيم تمثل يهوذا المكابي ، وثوراً أبيض ذا قرنين كبيرين يمثل المسيا . وتنتهي رؤيا الحلم بأورشليم الجديـــدة ، وتجديد الأمم ، وقيامة الأبرار وتأسيس حكم المسيا . ولأن التاريخ - كما يفهم من هذه الرموز - لا يمتد إلى ما بعد عصر المكابيين ، فذلك دليل على تاريخ كتابة هذا الجزء .

أما الكتاب الخامس فيشتمل على تحريضات للأبرار ، ولعنات على الأشرار ، ويستغرق الأصحاحات من 91 - 105 . وتركيب هذا الكتاب معقد وان كان موضوعه هو نفس موضوع سائر الأجزاء . ومما يستلفت النظر في هذا الجزء هو رؤيا الأسابيع في الآيات 93 : 1 - 10 ، 91 : 21 - 27 ، فيقسم التاريخ منذ زمن أخنوخ إلى عشرة أساييع غير متساوية الطول ، يتميز كل منها بحادثة معينة ، فمثلاً الأسبوع الأول يتميز بميلاد أخنوخ ، والثالث بدعوة إبراهيم ، والسابع بنشر كتابات أخنوخ ، وفي الثامن سيفوز الأبرار بالغلبة على مقاوميهم ، وفي الأسبوع التاسع سيعد العالم للدمار ، وفي الأسبوع العاشر - الذي لــن ينتهي - ستظهر السماء الجديدة .
أما الخاتمة فتشغل الأصحاحات 106 - 108 . والأصحاحان 106 و 107 يستمدان مادتهما من سفـــر نوح ، فيذكران ازدياد الخطية بعد الطوفان إلى حكم المسيا ، ويعود الأصحاح الأخير إلى موضوع مكافأة الأبرار وعقاب الأشرار .

2- النصوص والترجمات : قبل اكتشاف مخطوطات البحر الميت ، كان أفضل نصوص لكتاب أخنوخ الأول ، هي الموجودة في المخطوطات الحبشية ، وتوجد منها 29 مخطوطــــة ، بعضها يحتوى على الكتاب كله مع بعض كتب أو أجزاء من كتب أبوكريفية أخرى . ويمكن استخلاص صورتين - للكتاب - من بين هذه المجموعة من المخطوطات . والمخطوطات الحبشية ترجع إلى عصر متأخر ، فلعل أقدمها يرجع إلى القرن السادس عشر .

كما توجد أجزاء من السفر في مخطوطتين يونانيتين من القرن الثامن - أو بعده - اكتشفتا في 1886 / 1887 في قبر من المدافن المسيحية في أخميم بمصر . وتوجد بالأولى الأصحاحات من 1 - 32 : 6 ، وبالثانية 19 : 3 - 21 : 9 . وتحتفظ لنا مخطوطة فاتيكانية بالآيات 89 : 42 - 49 . وقد نشر " بونر " سنة 1937 برديات مصرية تحتوي على الأصحاحات 97 - 104 ، 106 - 108 . كما توجد بعض الاقتباسات من أخنوخ في مخطوطة لاتينيــة تحتوي على 106 : 1 - 18 .

ومخطوطات قمران ( البحر الميت ) تقدم لنا أفضل صورة للنص الأصلي لسفر أخنوخ ، فقد وجدت حوالي عشر قصاصات من مخطوطات بالأرامية في الكهف الرابع ، وخمس من هذه القصاصات تكاد تطابق الكتابين الأول والرابع من أخنوخ . ويبدو أن هذه الأجزاء مع الأصحاحات الأخيرة من السفر كانت تشكل كتاباً قائماً بذاته . ويوجد الكتاب الثالث - وهو الجزء الفلكي - في أربع مخطوطات أرامية تقدم لنا أفضل النصوص المتاحة حتى الآن . وتوجد بداية الكتاب الخامس في مخطوطة واحدة ، ولعلها كانت متداولة أيضاً ككتاب قائم بذاته ، ومما يؤيد ذلك وجود قصاصة من مخطوطة يونانية بين برديات تشستر بيتي في متيشجان . ولعل عدم وجود أي قصاصات من الكتاب الثاني يرجع إلى حدث من الأحــداث ، أو لعل ذلك لأنه كان كتاباً قائماُ بذاته لم تعلم به جماعة قمران . ولعل الدراسة المتواصلة لمخطوطات قمران ستغير شيئاً من تقديرنا لسفر أخنوخ .

3-تاريخه : ولأن السفر يتكون من أجزاء مختلفة ، فيجب أن نتكلم عن تواريخ هــذه الأجزاء ، لا عن تاريخ السفر ككل . والأحداث التاريخية الكثيرة التي يرد ذكرها في ثنايا السفر ، تصلح - ولو جزئياً - لتحديد التواريخ ، ولو أن خبراء هذا الميدان غير متفقين على تحديد هذه التواريخ . ويقترح " بليفر " التواريخ الآتية : المقدمة من 150 - 100 ق.م. والكتاب الأول حوالي 100 ق.م. والكتاب الثاني فيما بين 100 - 80 ق.م. ، والكتاب الخامس فيما بين 100 - 80 ق.م.، ( بإستثناء رؤيا الأسابيع ، فهي ترجع إلى 163 ق.م ) ، والخاتمة فيما بين 100 - 80 ق.م. ، وإن كان الأصحاحان 106 و 107 المأخوذان عن سفر نوح ، قد يرجعان إلى تاريخ سابق . ويقول البعض الآخر إن الكتاب الأول يرجع إلى ما قبل 170 ق.م. كما يرجع د. تشارلز برؤيا الأسابيع إلى ما قبل عصر المكابيين ، ولو انه يعترف بصعوبة الجزم بذلك . ولعل السفر كله جمع في القرن الأول قبل الميلاد ، ويقترح البعض أن ذلك ثم في 95 ق.م. أو 63 ق.م.، أو في حكم هيرودس ( 37 - 4 ق.م.) .

4-اللغة : يتفق الخبراء بشكل عام على أن أخنوخ الأول ، كتب أصلاً بلغة سامية ، وإن كانوا لم يتفقوا على أي لغة من اللغات السامية ، فقد تكون العبرية أو الأرامية . فيفترض د. تشارلز أن الأصحاحات من 1 - 5 ، 37 - 105 كتبت أصلاً بالعبرية ، والأصحاحات من 6 - 36 بالأرامية ، ويوجد هذا الازدواج في اللغة في سفر دانيال . وسفر أخنوخ فيه عنصر شعري واضح ، وقد كان ذلك عاملاً مساعداً على انتشار السفر .

1-تأثيره : لقد كان لسفر أخنوخ تأثير قوي واسع في الكتابات اليهودية والمسيحية ، إذ يبدو أن كتَّاب عهود الآباء الاثني عشر ، وصعود موسى ، وباروخ الثاني وعزرا الرابع ، قد اقتبسوا منه . كما يبدو أن هناك عنصراً مشتركاً بين كتابي اليوبيل وأخنوخ الأول ، وإن كنا لا نستطيع أن نجزم بأيهما أثر في الآخر . ويفرض د. تشارلز أن الأجزاء الأولي من أخنوخ الأول ، تعتمد على كتاب اليوبيل ، بينما يعتمد كتاب اليوبيل على الأجزاء المتأخرة من سفر أخنوخ ، والأمر يتوقف على تحديد التاريخ في كل حالة . وبعد القرن الثاني الميلادي لم تهتم الكتابات اليهودية كثيراً بسفر أخنوخ .

وفي الإمكان ذكر الأجزاء المقابلة لسفر أخنوخ الأول في كل أجزاء العهد الجديد ، ولو أنه من الشطط أن نقول إن كل كتَّاب العهد الجديد ، وكان لهم إلمام بسفر أخنوخ .

وفي الإمكان ذكر الأجزاء المقابلة لسفر أخنوخ الأول في كل أجزاء العهد الجديد ، ولو أنه من الشطط أن نقول إن كل كتَّاب العهد الجديد ، كان لهم إلمام بسفر أخنوخ . ولعل أهم اقتباس من سفر أخنوخ هو ما جاء في رسالة يهوذا ( عد 14 و 15 ) . وبالإضافة إلى هذا الاقتباس الواضح ، هناك مفاهيم كثيرة في العهد الجديد لها ما يطابقها في أخنوخ الأول ، مثل الطبيعة الروحية لحكم المسيا ، وكذلك ألقاب المسيا ، مثل " المسيح " أو " الممسوح " ، " والبار " " والمختار " " وابن الإنسان " ، كما أن مفاهيم العهد الجديد عن الهاوية والقيامة والشياطين مشابهة - لحد بعيد - للمفاهيم الموجودة في أخنوخ .

كما أن الكثير من كتابات الآباء تدل على معرفتهم بأخنوخ الأول ، فيكاد برنابا وترتليان ، مثلاً يعتبرانه في مستوى الأسفار المقدسة ، كما أن الكتابات الغنوسية والأبوكريفية تقتبس منه . ولكن ما جاء القرن الرابع حتى هبطت قيمة الكتاب في الغرب ، وأعلن جيروم أنه كتاب أبوكريفي ، ولكن طل استخدامه فترة أخرى في الشرق .

ب‌-أخنوخ : كتاب أسرار أخنوخ : أو أخنوخ الثاني ( النسخة السلافية ) : وهو كتاب آخر ينسب إلى أخنوخ ، ولا نعلم عنه شيئاً إلا من نصين باللغة السلافية ، نشرا قرب نهاية القرن التاسع عشر . ومع أن هناك بعض وجوه الشبه بين هذا الكتاب وكتاب أخنـــوخ السابق ، إلا أننا يجب ألا نخلط بينهما .
1-محتوياته : موضوع أخنوخ الثاني الأساسي هو سياحة أخنوخ في السموات السبع ، كما يشمل بعض الإعلانات التي أعطيت لأخنوخ ، وبعض مواعظ أخنوخ لأولاده . وموضوع الإعلانات هو الخليقة وتاريخ الجنس البشري ، ففي البدء خلق الله العالم من لا شئ ، كما خلق سبع سموات بكل ما فيها من جيوش الملائكة ، وكذلك خلق الجنس البشري . وكما أتم الله عمله خالقاً في ستة أيام واستراح في اليوم السابع ، فكذلك سيستغرق تاريخ العالم ستة آلاف سنة ، ثم يستريح لمدة ألف سنة ، وبعد ذلك يبدأ يوم البركة الأبدي .

وقد خلقت نفوس الناس قبل بدء العالم ، كما خلق مكان لكل نفس ليكون مسكناً لها في المستقبل سواء في السماء أو في الجحيم . خلق الله النفس صالحة ، ولكن لأنها كانت حرة الارادة ، ولسكناها في الجسد ، ظهرت الخطية رغم ما تلقاه الإنسان من تحذيرات عن الطريقين ، ولذلك فعلى الناس مواجهة الدينونة ، ولن ينجو إلا الأبرار ، من جهنم المعدة للخطاة .

والتعليم الأخلاقي في الكتاب يعتبر في جوانب كثيرة تعليماً سامياً ، فعلى الإنسان أن يعمل وأن يكون باراً عادلاً خيّراً متواضعاً غير محب للإنتقام ، وفوق الكل يجب أن يخاف الله .

2- اللغة ، مكان الكتابة ، الكاتب وتاريخ الكتابة : كتب جزء - على الأقل - من الكتاب باللغة اليونانية أصلاً ، وتتضح تلك الحقيقة من أن اسم " آدم "فيه مكون من الحروف اليونانية الأولي للجهات الأصلية الأربع ، الشرق والغرب والجنوب والشمال . كما أن الكتاب يتبع في تواريخه الترجمة السبعينية ، كما يستخدم النصوص من الترجمة السبعينية أكثر من العبرية ، ومن الواضح أنه يستخدم يونانية يشوع بن سيراخ وسفر الحكمة ، ولكن يرجح أن بعض أجزاء الكتاب كتبت أصلاً بالعبرية .
ويظن أن المكان الذي كتب فيه الكتاب هو مصر ، وعلى الأرجح في الإسكندرية ، ويبنون هذا على الطابع الهيليني والفيلوني الذي يتميز به الكتاب ، وكذلك خلوه من التعليم عن المسيا - وهو الموضوع البارز في أسفار العهد القديم - وظهور التنانين الضخمة - المأخوذ عن مصر - ومحاولة التوفيق بين العقائد المتعارضة فيما يتعلق بقصة الخليقة ، فلا بد أن المؤلف كان يهودياً هيلينياً له اتجاهات توفيقية .

أما فيما يتعلق بتاريخ تأليف الكتاب ، فكون كتاب " عهود الآباء الاثني عشر " يستخدم أجزاء من كتاب أخنوخ الثاني ، فذلك يدل على أن هذه الأجزاء من الكتاب كتبت قبل العصر المسيحي . واستخدام أخنوخ الثاني لسفر يشوع بن سيراخ وأخنوخ الأول وسفر الحكمة ، يدل على أنه كتب بعد سنة 30 ق.م. وحيث أن أخنوخ الثاني يتحدث عن الهيكل قائماً ، فذلك دليل على أنه كتب قبل 70 م . وأغلب العلماء يرجحون انه كتب في بداية العصر المسيحي ( أي فيما بين 1 - 50 م ) .

تأثيره : يبدو أن الكتاب كان له بعض الأثر في الكتابات اليهودية والمسيحية ، فنحس به في كتاب آدم وحواء ورؤية موسى ورؤية بولس ، والأقوال السبلينية ، وصعود إشعياء ، وعهود الآباء الاثني عشر . كما يظهر تأثيره نوعاً ما في كتابات ايريناوس وأوريجانوس ، وكذلك في رسالة برنابا . كما توجد أجزاء كثيرة لها ما يشابهها فكراً وتعبيراً في العهد الجديد .

أ‌-أخنوخ : تأليف علماء اليهود : يوجد كتاب آخر لأخنوخ ، يشابه - إلى حد ما - النسخة السلافية ، وينسب إلى الربي إسماعيل ، أحد الشخصيات البارزة في ثورة باركوكبا . وتوجد إشارة إلى هذا الكتاب في التلمود وفي هذا الكتاب ، يخترق الربي إسماعيل ست سموات لمقابلة أخنوخ ( الذي يدعي " ميتاترون ") في السماء السابعة ، ويحدثه أخنوخ عن بعض أحداث حياته وحياة آدم . ويعكس هذا الكتاب بعض تعاليم أخنوخ الثاني ، ولعل هذه الأجزاء كتبت أصلاً في العبرية .


نقلا
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..



مواقع النشر (المفضلة)
سفر أخنوخ وسر الملائكة الهابطين

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
رؤية الملائكة في اليقظة
سبوح قدوس رب الملائكة والروح
هل تعلم كيف تموت الملائكة ؟
حقيقة الملائكة
لماذا لا نرى الشيطان و الملائكة- علمياً وتراها بعض الحيوانات

الساعة الآن 06:52 AM.