المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

التغييرات النفسية في سير أحداث العالم

افتراضي التغييرات النفسية في سير أحداث العالم
السلام عليكم ورحمة الله
حياكم الله ايها الشامليين من مشرفين واعظاء
طابت أوقاتكم وبارك الله فيكم
وددت أن أشارك بهذا الموضوع املا مني في اغناء منتدى الشامل الغني عن
كل تعريف والذي نطلب من الله عز وجل ان يحفظه من كل شر ويديم
سطوع نجمه واشراق شمسه نجم نشر العلم المجاني وشمس التآزر والتعاون
بين المسلمين من مشارق الأرض ومغالربها لتوحيد الصفوف وجمع الشمل
أتمنى أن يعجبكم الموضوع و أطمع في دعائكم

السيكولوجيا

ليس غريباً ولا إقحاماً أو اقتحاماً أن تستند الدراسات المستقبلية على العوامل النفسية كمقدمة ضرورية للتغييرات المحتملة , فالنفس –كما هو معلوم-محرك أساسي في عملية التفكير, وصنع القرار, وتحديد المصير, واستلهام الحدس الضروري في الكثير من الخطوات والسيناريوهات المستقبلية التي يرسمها الإنسان على مستوى الفرد والمؤسسة .

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقية في آيات منها:

(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (53الأنفال)

(..إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ) (11الرعد)

مما لاشك فيه ولا نقاش أن الموت من محطات المستقبل المحتوم , بل هو من أهم المسائل الضرورية التي تسترعي اهتمام الناس وتثير فيهم مشاعر ومواقف متباينة تتعين على حسب تكوينهم النفسي و منظومتهم المعلوماتية التراكمية, ولا ترقى مسألة مهما كانت أهميتها إلى مستوى موت إنسان ( هو أو الآخر).

وإذا ما تناولنا مسألة الموت (المستقبل) بالبحث والتحليل نجد أن نظرة الناس إليه تنقسم إلى قسمين أثنين, أحدهما -وهم المؤمنون بالله واليوم الآخر- ليست لديهم أية عقدة أو خوف من الموت ويعتبروه من المحتوم الذي لا مفر منه وهم طوال عمرهم يعملون لأجل ميتة مشرفة والفوز بجنة عرضها السموات والأرض , وغالباً ما تجد المؤمن التقي يحب الموت ويعتبره السبيل الوحيد والأكيد للقاء الله الذي يعشقه والفوز بالسعادة الأبدية في جنة عرضها السموات والأرض , ولعل هذا العشق الكبير هو الذي يجعل المؤمن المجاهد يحب الموت شهيداً في سبيل المعشوق ( تعالى مجده) ويقوم بعلميات بطولية شجاعة لا يسلك الخوف أو الشك إليها من سبيل.

والفئة الأخرى من الناس -وهم غير المؤمنين أو الغافلين- تجدهم يخافون من الموت ويصابون بالرهبة الشديدة منه ويكرهون حتى ذكر اسمه , ولكل من هاتين النظرتين المتقابلتين (للمستقبل المحتوم) أسبابها الموضوعية , سوف نتحدث عنها بما تستحق من اهتمام.

أرى أن حب المؤمن للموت وكره الكافر له لم يأتِ من فراغ, بل هو شعور حقيقي متأتي من أعماق النفس التي تستشعر مصيرها في الآخرة من خلال الأعمال التي تقوم بها , حيث أن كل عمل يقوم به الإنسان سواء كان إيجابي أو سلبي إنما يرتبط به ارتباطاً سببياً تكويناً كما لو كان أبنه الذي يخرج من الصلب (أو الرحم), ويكون بمثابة مواد إنشائية لبناء المصير في الآخرة , فأما الأعمال الايجابية ( الخيرة) فإنها تجعل المؤمن يتحسس السعادة التي يتقدم نحوها يوماً من بعد يوم ولحظة من بعد لحظه, فتراه يحب الموت الذي يوصله إلى تلك السعادة الأبدية التي يستشعرها بحدسه الإيماني الذي ينمو ويتكامل كلما أنتج المزيد من الأعمال الخيرة وكلما اقترب من محطة الموت المحتوم عبر قطار الزمان.

منقول يتبع ان شاء الله
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مواضيع مختلفة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو holaco_71
holaco_71
عضو
°°°
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله
اللهم صلي على محمد وعلىآل محمد

لنتابع الموضوع بحول الله

تتمة
****
أما الكافر -الغافل - فتجده يكره الموت ويتمنى أن لا يأتي أبدأ , لماذا ؟؟ لأنه في أعماق نفسه -ومن خلال الذنوب التي يرتكبها- يستشعر مصيره البائس والعذاب الأليم الأبدي الذي ينتظره عندما يصل قطار الزمان إلى تلك المحطة المحتومة (الموت) , فبالتأكيد يكره الموت ويخاف منه خوفاً شديداً, لأن النفس الإنسانية (التي هي نفحة من روح الله ) تدرك في أعماق فطرتها حقائق مؤكدة وتشعر بها وكأنها حقيقة شاخصة, بينما العقل الظاهر ( الواعي) إذا ما كان مستغرقاً بالماديات لا يعلم بها وقد يستلم تلك الحقائق والنداءات من أعماق نفسه على أنها مجرد مشاعر .

ولما كان لا شيء يولد من العدم, ولكل شيء سبباً, فإنني شخصياً لا افرق بين المشاعر النابعة من أعماق النفس والحقائق المؤكدة التي يدركها العقل الواعي , واعتبرها كلها حقائق بدرجات يقينية متفاوتة, ما كان منها ظاهراً يعتبره الناس حقائق ملموسة مؤكدة لأنها تتوافق مع عقولهم التي اعتادت معايشة الحياة المادية, وما كان باطناً يعتبره الناس مجرد مشاعر وأحاسيس , والحق أن كلاهما حقائق متفاوتة في درجة وضوحها, تتعين على حسب كفاءة المدرك( العقل).

وعلى هذا فإن حب المؤمن لله وللموت الذي يوصله إليه وإلى السعادة الأبدية, ليست مجرد مشاعر بل حقائق مؤكدة يدركها العقل الباطن ويتعامل معها على أنها حقائق تمثل عنصر جذب للمحبوب وللسعادة التي يمنحها تعالى مجده. وكره الغافل للموت والخوف الشديد منه , ليس مجرد إحساس عابر , بل هو حقيقة مؤكدة يدركها العقل الباطن ويتعامل معها على هذا الأساس , فالإنسان لا يمكن أن يحب أو يكره أشياء لا وجود لها , بل ان وجود الأشياء وتأثير حضورها على الناس هو الذي يجعلهم ينجذبون إليها ويطلبونها أو ينفرون منها ويرفضونها, وهذا ما ينطبق على السعادة والشقاء , إن وجود السعادة ( الجنة) وما فيها من جاذبية مؤثرة ,هو الذي يجعل المؤمن يتحسسها من خلال الطاقة الإيجابية ( الأعمال الخيرة- الحسنات) التي ينتجها ويبثها في المحيط فتذهب إلى عالم الجنة وتجذبه معها إلى هناك من خلال العلاقة السببية الرابطة ما بين المصدر الفاعل ( الإنسان) والهدف الذي تستقر فيه الأعمال الحسنة ( الجنة), فالمؤمن لا يطلب الموت بل يطلب السعادة التي يصل إليها عبر بوابة الموت, والأعمال الخيرة (الحسنات) التي ينتجها خلال عمره إنما حلقة وصل وطاقة ايجابية خلاقة وعقل أضافي تجعله يتحسس الجنة وينجذب إليها من الأعماق .

وأن وجود العذاب (الجحيم) وما فيه من قبح وتنفير هو الذي يجعل الغافل- المذنب- يهرب منه ويخافه ويشعر بالرهبة الشديدة منه ويتحسسه من خلال الطاقة السلبية ( الأعمال الشريرة) التي ينتجها ويبثها في المحيط , وسواء احب الموت أو هرب منه فإنه ملاقيه حتماً, فالغافل لا يخاف من الموت بل من العذاب الأبدي الذي يصل إليه عبر بوابة الموت ,ويستشعره من خلال الرابطة السببية ما بين أعماله الشريرة ( السيئات) والمصير الأبدي( الجحيم) الذي يتجه صوبه, وهذا هو الفارق الجوهري ما بين حب الموت أو الرهبة منه عند كل من المؤمن والغافل.

أمام حقائق كهذه , فإن الخاسر الوحيد والأكيد في نهاية المطاف هو الغافل البعيد عن الله وعن السعادة الأبدية والرابح المؤكد هو المؤمن , بصرف النظر عمن يملك القدرات والأدوات, لأن النتيجة الحتمية لمستقبل كلاهما هو الموت , المؤمن في محطته المستقبلية الأخيرة ( الموت) يفوز ويكسب اللعبة إلى الأبد في سعادة أبدية تامة لا يسلك الشقاء إليها من سبيل , والكافر – الغافل- حينما يصل محطته الأخيرة( الموت) يخسر اللعبة ويدخل مرحلة العذاب الأبدي الذي ليس فيه ذرة راحة بعدما يترك كل مجده الزائف في دنيا فانية لا محال.

يتبع ان شاء الله


مواقع النشر (المفضلة)
التغييرات النفسية في سير أحداث العالم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
أحداث لبنان بتقنية التحاويل
رسائل لاستاذي العالم العامل
سالم بن عبد الله بن عمر العالم العامل
أحداث لبنان الجزء الثاني

الساعة الآن 12:03 PM.