إحصائيات الموضوع | |
فرق الإدراك والتأثير بين النفس والعقل ومدار المعجزات والكرامات بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخنا العارف بالله تعالى الإمام السيد الشريف سيف الله الصَّقيل طارق بن محمد السعدي / الحَسَني، في كتابه ( بهجة المحبوب ): " اعلَم أنَّ إدْرَاكَ النَّفْسِ القُدْسِيَّة غَيْرُ إدْرَاك العَقْل، فلذلك لا يُقْدَرُ على التَّعبيرِ عنها بِعِلْمِ العَقْل، وهذا ظاهِرٌ من جُمْلَةِ ما قَدَّمناه. لكن نزيدك هنا: أن التأثيرَ أيضاً مُخْتَلفٌ بِطَريقةٍ عَكْسِيَّة؛ فإن اختلاف الإدراك يكون بمباشَرَة العَقل للمَحْسُوسات خلافاً للنَّفْسِ، وأما في التأثير: فالنَّفْسُ تتَصَرَّفُ في المَحْسُوساتِ خِلافاً للعَقْلِ؛ قال اللهُ : لهم قُلوبٌ لا يَفْقَهون بها ، وقال: ولو أنَّ قُرآناً سُيِّرَت به الجِبالُ الآية، والإشارةُ فيها إلى المُتَخَلِّقِ بالقُرآن، كما في الخَبَر أنَّ سيَّدنا رسول الله محمد ( كانَ خُلُقُه القرآن ) ، فالمعنى: لو أنَّ عَبْداً تَخَلَّقَ بالقُرآن لَتَصَرَّفَ بالمَكانِ والزَّمان وشَاهَدَ غَيبَ الأكوان، على ما تَقَدَّمَ من شَرح الآيَة. والتَّخلّق بالقُرآن: صِفَةُ النَّفْسِ القُدْسِيَّة، المُسْتَخْلَفَة بهِ في البَرِيَّة، المُتَجَرِّدَةِ فيه عن المَعَاني الجِسْمانيَّة.وقدْ جَمَع اللهُ تعالى ذلك في قوله لسَيّدنا عيسى : إذ أيَّدتك بِرُوحِ القُدُسِ تُكلِّمُ النَّاس في المَهدِ وكَهلاً، وإذ عَلَّمْتُك الكِتابَ والحِكمةَ .. الآية، فتأمَّل، واللهُ سبحانه وتعالى الهادي. وقد شرح الآية فيما تقدّم بقوله: قال اللهُ : ولو أنَّ قُرآناً سُيِّرَت به الجِبالُ أو قُطِّعت به الأرضُ كُلِّمَ به المَوتى، بَلْ لله الأمرُ جميعاً ، يعني: التأثيرُ. لطيفة: قوله سبحانه وتعالى: سُيِّرَت به الجِبال : إشارة إلى ( التَّصَرُّف في المكان والكَيان )، كما في مُعجزات الأنبياء وكرامات الأولياء عليهم الصلاة والسَّلام: كتَصَرُّف سيَّدنا رسول الله محمدٍ بالكواكِب والحَجَر والشَّجَر والمآكل والمَشارب والدَّاء والدَّواء، وتصرّف سيدنا عِيسى بالخَلقِ والمَوت والحياة، وسُليمان عليه السلام بالرِّيح، وتَصَرُّف الخِضر بالأقْدارِ، وصاحب سليمان بالمُكوّنات: فأحضَرَ عرش بِلقيس من بلدٍ إلى بلد بمُجَرَّد الأمر في طرفة عَيْن. وقوله : قُطِّعت به الأرضُ : إشارة إلى ( التَّصَرُّفِ في الزَّمان )، كما في الإسراء والمِعراج، وما ثبت من طيِّ الأرض للصَّالحين، بحيث يقطع أحدُهم مسيرة أيامٍ بطَرفة عَينٍ أو فوقها؛ على قَدر التَّوفيق. وقوله : أو كُلِّمَ به المَوتى : إشارةٌ إلى ( الانكشاف بالغَيْبِ )، كما في لقاء سيَّدنا رسول الله محمدٍ بمن سَلَفِ من الأنبياءِ عليهم السلام، ورؤيته مَن سَلَف وخَلَفَ من أهل الجنَّة والنار، وقَوله : مَن رآني فقد رآني ، وما ثبت من لِقاءِ أحوال الصَّالحين كذلك. تنبيه: وفي جميع ذلك إنما يُعتقدُ التأثيرُ للهِ ، كما قال : بل للهِ الأمر جميعاً . موقع ريحانة التصوف الإسلامي غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علوم الطاقة وعلوم الخوارق
|
المشاركة : (2) | |
سبحان الله وسلمت يمنك اخي الفاضل اننا ننظر دائما لقوالب الكلمات وصورها ودائما اسرارها وفوائدها مخبأة بها لمن يتأمل ويعتبر |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
المواضيع المتشابهه |
الموضوع |
فصل في معرفة النفس |
للسالكين (سر النفس)مهم جدا |
المعجزات,الكرامات, خوارق العادات: ما هي حدود الاتصال ؟ |
المعجزات القرآنيه ل هارون يحيى |
قواعد التنجيم بين الدلالة والتأثير |