المشاركات الجديدة
ســــــوريــا ياحبيبتي : يهتم بالممانعة والمقاومة وبالمواضيع العامة الثقافية والاماكن السياحية و الاثريـة

سقوط السعودية أقرب ممّا يظنّ الكثيرون

Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
01 (108) سقوط السعودية أقرب ممّا يظنّ الكثيرون
سقوط السعودية أقرب ممّا يظنّ الكثيرون

*المقال تحليلي ولا يحض على الطائفية ولا على اي شيء آخر ويتوجب على القارئ عدم جر الموضوع الى مناوشات.


التصريحات الأوروبية لم تطلب موافقة سورية على إرسال قوات حفظ السلام وإنما كان هناك موقفان: الموقف الفرنسي كان حادا وأعلن رفض الفكرة من أساسها، والموقف البريطاني كان خبيثا حيث أن وزير الخارجية البريطاني قال أننا نرحب بالفكرة ولكن القوات يجب أن تكون من دول غير غربية (أي من دول الخليج ربما)، وهذه الردود تتوافق مع طبيعة البلدين حيث أن الفرنسيين مشهورون بسرعة الانفعال والإنكليز مشهورون بالبرود والخبث.

هذه الردود (بالإضافة إلى الصمت الأميركي) تكشف عمق الهوة بين السعودية والغرب، وهي هوة كانت مخفية عن الأنظار.
الملك السعودي كان غاضبا جدا من سقوط مبارك وقاطع أوباما بسبب ذلك. الملك السعودي كان يريد تطبيق السيناريو البحريني في مصر، وهو اعتبر أن موقف أميركا من مبارك كان خيانة للسعودية، ويبدو أن هذه القصة لم تنته بل هي كانت تتفاعل في الخفاء حتى وصلت الآن إلى هذا التفجر العلني.
السعوديون يريدون من أميركا أن تقمع الشعوب المطالبة بالإصلاح وأن تحارب إيران وسورية وروسيا والصين لأجل الحفاظ على النظام السعودي، وهم يعتبرون أن عدم قيام أميركا بذلك هو تخل عن النظام السعودي. أميركا كانت محتارة طوال الأشهر الماضية في كيفية تجنب مفاقمة الخلاف مع السعودية، ويبدو أن حملة التضليل الإعلامي المكثف التي كانت أميركا تقودها في الأشهر الماضية كانت تهدف فيما تهدف إليه إلى تهدئة حكام السعودية حتى لا يتفاقم مرضهم العصبي.
عندما ظهر أوباما قبل أشهر وهاجم إيران بقوة بسبب “مؤامرة اغتيال السفير السعودي” أثار ذلك استغراب الرأي العام العالمي (بما في ذلك الرأي العام الأميركي) الذي لم يفهم المغزى من هذا الظهور الاستعراضي السخيف وغير المقنع. يبدو أن هذا الظهور كان بضغط سعودي ويبدو أن الوضع مع السعودية كان وقتها متأزما جدا إلى درجة أن أوباما رضي بأن يجعل من نفسه مهزأة أمام العالم حتى يرضي السعوديين.
أيضا يبدو أن الخرافات التي كانت أميركا تروجها في الأشهر الماضية عن قرب سقوط النظام السوري كانت في نفس السياق. يبدو أن السعودية كانت تضغط على أميركا لكي تتدخل عسكريا في سورية، وأميركا كانت تروج الأخبار الكاذبة عن قرب سقوط النظام السوري لكي تتخلص من الضغط السعودي.
بعد أن تبين للسعوديين أن النظام السوري لن يسقط قاموا بالأمس بطلب التدخل العسكري بشكل صريح لكي يحرجوا أميركا، فجاء الرد عبر الدول الأوروبية التي قالت للسعوديين أنكم إذا كنتم تريدون الحرب فحاربوا بأنفسكم وحلوا عنا. أما أميركا فصمتت لأنها لا تريد إغضاب السعوديين الغاضبين أصلا.
باختصار، السعودية كانت تريد طوال الأشهر الماضية أن تشن أميركا حربا على سورية وإيران، وأميركا كانت تناور وتوهم السعودية بأن النظام السوري يوشك على السقوط. أما الآن فالخلاف تفجر للعلن.
بصراحة موقف أميركا صعب جدا لأن النظام السعودي هو في أزمة مستفحلة لا يمكن حلها. هذا النظام لا يريد إجراء أي إصلاح داخلي على الإطلاق ويريد أن يشعل حربا عالمية ثالثة لكي يحافظ على وجوده. في المقابل أميركا لا تريد خسارة هذا النظام المفيد جدا لها (والذي هو أشبه بالمستعمرة الأميركية) ولذلك هي تحاول مسايرته وتتجنب إغضابه قدر الإمكان.
موقف أميركا من قضية البحرين هو بحد ذاته تنازل كبير جدا للسعودية. والسؤال كيف استطاعت الإدارة الأميركية أن تفسر للرأي العام الأميركي المهزلة التي حدثت في البحرين. حاكم البحرين لم يكتف بقمع الثورة الشعبية بقواته وإنما استقدم قوات من الخارج لقمعها، وهذه سابقة في التاريخ.
والسؤال إلى أين سيوصل هذا الجنون السعودي، ولكنه حتما في مصلحة سورية وإيران وليس في مصلحة أميركا. أميركا لن تحتمل النظام السعودي للأبد ولكنها الآن مضطرة لاحتماله لأنها في حالة ضعف شديد في المنطقة وفي وضع اقتصادي سيء وبحاجة للأموال السعودية، ولكن أميركا بعد أن تستعيد توازنها فإنها سترفع الغطاء عن هذا النظام. هذا النظام هو نظام يعود للقرون الوسطى وميزته الوحيدة في السابق كانت أنه نظام خدوم ويحقق لأميركا راحة البال، أما الآن فهو صار مصدر إزعاج وهو يهدد مصالح أميركا في المنطقة على المدى البعيد.
أميركا هي دولة أيديولوجية، بمعنى أنها تضع الإيديولوجية في خدمة مصالحها وهذا هو حال كل القوى الكبرى التوسعية. الأيديولوجية الأميركية تقوم على شعارات الحرية والديمقراطية والحقوق الكونية إلى آخر هذا الكلام لتمرير وتحقيق مصالحها. أميركا خلال القرن الماضي كانت تسعى بشكل دؤوب لكي تنشر أيديولوجيتها هذه وتعممها على كل دول العالم لأن هذا يخدم هدفها الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على العالم.
الربيع العربي هو فرصة كبيرة جدا لدولة أيديولوجية من هذا النوع كأميركا، ولذلك فإن أميركا امتطت هذا الربيع منذ بدايته وحاولت أن توجههه بما يخدم أيديولوجيتها ومصالحها. النظام السعودي لم يكتف بأنه بقي خارج الربيع العربي بل كان يريد من أميركا أن تتدخل في مصر بشكل يتناقض تماما مع أيديولوجيتها ومصالحها. النظام السعودي كان يريد من مصر أن تدعم مبارك حتى النهاية وأن توعز للجيش المصري بسحق المتظاهرين، وهذا الأمر يتناقض مع مصالح أميركا الاستراتيجية بشكل صارخ.
النظام السعودي هو الآن عبء حقيقي على أميركا ومصالحها وهو لم يعد ينتمي للعصر الحالي بعد الربيع العربي، وهذا على ما يبدو هو أحد أسباب هياج السعوديين وسياستهم الانتحارية، لأنهم يدركون في قرارة نفسهم أن مرحلة الربيع العربي ليست كما قبلها وأن نظامهم لا مستقبل له.
أحد الخبراء الروس طرح نظرية أن يكون سبب هياج السعوديين ضد سورية هو خوفهم من الإصلاحات التي يقوم بها الأسد، وهذه بالفعل نظرية وجيهة جدا لأن الإصلاحات التي يقوم بها الأسد تسير نحو إقامة جمهورية علمانية، وهذا أمر لا يناسب أبدا السعوديين الذين يتعيشون على الفتن الطائفية والقمع الديني. هم يخشون جدا من المرحلة المقبلة التي سوف تكون فيها حكومات جميع الدول العربية منتخبة وسوف يكون الإعلام العربي مشبعا بشعارات الديمقراطية. هم يعلمون أنهم سوف يكونون خارج سياق التاريخ ولذلك هم يسعون الآن بشكل حثيث لإيصال الوهابيين والعراعير إلى الحكم في سورية وغيرها لكي يوقفوا زحف الربيع العربي نحو حدودهم.
كان يبدو أن السعودية لا تسعى للحرب مع سورية وإيران ولكن الآن يبدو واضحا أن السعودية كانت تضغط بكل قوتها لأجل هذه الحرب وهي الآن تحاول إحراج دول الغرب علنا لجرّها إلى الحرب.
هذا النظام السعودي هو نظام ساقط حتما وسقوطه أقرب مما نتصور. بمجرد أن تستعيد أميركا توازنها فإنها سترفع الغطاء عن كل هذه الأنظمة الخليجية الفاسدة.
حتى أعداء أميركا في المنطقة (سورية وإيران) لديهم دساتير وانتخابات وحقوق مواطنة، فكيف يمكن لأميركا بعد الآن أن ترعى نظاما كالنظام السعودي الذي هو خارج منطق التاريخ؟ هذا أمر مستحيل.


مواطن عربي سوري

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: ســــــوريــا ياحبيبتي


....

مواقع النشر (المفضلة)
سقوط السعودية أقرب ممّا يظنّ الكثيرون

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
فضل قراءة سورة { إنّا أنزلناه في ليلة القدر }
نبع المياه الحارة البراق جماله أقرب إلى الخيال
أحذروا ممّا يُقال عن الأحجار الحكمية الكريمة.
الى اين سوق الاسهم السعودية
آخر رسائل الأمام المهدي (ع) الرسالة التي لم يقرأها الكثيرون

الساعة الآن 09:58 PM.