المشاركات الجديدة
مواضيع مختلفة : أي موضوع لم يعنون سابقا

كتاب السير والسلوك

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ جاء في‌ «تذكرة‌ الاولياء» ج‌ 1، ص‌ 149، نقلاً عن‌ بايزيد البسطامي‌ّ أ نّه‌ قال‌: لمّا بلغتُ مقام‌ القُرب‌ قيل‌ لي‌: أَرِدْ. قلتُ: لا إرادة‌ لي‌، فأَرِد أَنتَ لي‌. قيل‌: أَرِد! قلتُ: أريدُك‌ أنت‌ فحسب‌!... قيل‌: ذاك‌ محال‌ مادام‌ هناك‌ ذرّة‌ من‌ وجود بايزيد، دَعْ نَفْسَكَ وَتَعَالَ
ونقل‌ في‌ ص‌ 150 عن‌ بايزيد أ نّه‌ قال‌: ناجيتُ مرّة‌ فقلتُ: كَيْفَ الوُصُولُ إلَيْكَ؟ فسمعتُ منادياً يقول‌: يا بايزيد! طَلِّقْ نَفْسَكَ ثَلاَثاً ثُمَّ قُلِ اللَهُ.
أمّا في‌ «طـبقات‌ الاخـيار» للشـعراني‌ّ، ج‌ 1، ص‌ 77، فقد نقل‌ كلام‌ بايزيد بهذا اللفظ‌: وَكَانَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَبَّ العِزَّةِ فِي‌ النَّوْمِ ـ المَنَامِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ! كَيْفَ أَجِدُكَ؟ فَقَالَ: فَارِقْ نَْفسَكَ وَتَعَالَ إلیّ.
الهجرة‌ العظمي‌ والجهاد الاعظم
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ يمكن‌ القول‌ بأنّ خطاب‌ يَـ'´أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ هو خطاب‌ للنفس‌ التي‌ فرغت‌ من‌ الجهاد الاكبر ووردت‌ في‌ عالم‌ الظفر والفتح‌، وسلّمت‌ نفسها للحقّ تعإلی، وأدركت‌ الإسلام‌ الاعظم‌، وبواسطة‌ مشاهدة‌ فنائها في‌ قبال‌ وجود ذات‌ الحقّ واعترافها وإذعانها القلبي‌ّ بهذا الامر، فقد بلغت‌ مرتبة‌ الإيمان‌ الاعظم‌ (الذي‌ هو مقرّ الاطمئنان‌ ومحلّ السكينة‌ والطمأنينة‌) وحطّت‌ رحالها في‌ هذا الموضع‌، وبعد ذلك‌ جاءها خطاب‌ ارْجِعِي‌´ إلی' رَبِّكِ يأمرها بالهجرة‌ من‌ وجودها إلی وجود الحقّ (الربّ)، إذ الرجوع‌ بالهجرة‌ أنسب‌.
ومعلوم‌ أنّ السالك‌ بعد هذه‌ الهجرة‌ (وهي‌ الهجرة‌ العظمي‌ التي‌ ارتحل‌ فيها من‌ عالم‌ النفس‌ وحطّ رحاله‌ في‌ عالم‌ الحقّ) سيكون‌ راضياً بقضاء وقدر الله‌ التشريعي‌ّ والتكويني‌ّ، وأنّ أي‌ّ مخالفة‌ أو معصية‌ لن‌ تبدر منه‌، وهو معنـي‌ رضا العبد عن‌ الله‌ تعإلی. كما أنّ من‌ المعلوم‌ أنّ الله‌ تعإلی سيكون‌ راضياً عن‌ مثل‌ هذا العبد الذي‌ طوي‌ طريق‌ العبوديّة‌ بكامله‌، ولذلك‌ ستتّصف‌ نفس‌ العبد بصفة‌ «راضيةً مرضيّةً».
بَيدَ أ نّه‌ لمّا كانت‌ الا´ثار الوجـوديّة‌ للعبد غير منتفية‌ تماماً، فينـبغي‌ عليه‌ الشـروع‌ بالجـهاد الاعظـم‌ للقضـاء علی‌ آثارها، ولو كانت‌ بقايا خفيّة‌. وحينذاك‌ يتحقّق‌ له‌ معني‌ العبوديّة‌ الذاتيّة‌، وجملة‌ «فَادْخُلِي‌ فِي‌ عِبَـ'دِي‌» دالّة‌ علی‌ هذا الجهاد الاعظم‌ الذي‌ هو الغاية‌ القصوي‌ لدرجة‌ العبوديّة‌. وبعد ذلك‌ يجب‌ أن‌ يزال‌ هذا المَيْز في‌ العبوديّة‌، الذي‌ أوجد لديه‌ شائبة‌ الاثنينيّة‌، فيرد ـ بواسطة‌ الفناء المطلق‌ في‌ الذات‌ الإلهيّة‌ في‌ عالم‌ اللاهوت‌ (وهو عالم‌ المُخلَصين‌) الذي‌ يُدعي‌ جنّة‌ الذات‌. ويدلّ علی‌ ذلك‌ جملة‌ «وَادْخُلِي‌ جَنَّتِي‌» الواردة‌ بعد جملة‌ «فَادْخُلِي‌ فِي‌ عِبَـ'دِي‌».
وبعد الدخول‌ في‌ جنّة‌ الذات‌ ينتهي‌ السير في‌ العوالم‌ الاثني‌ عشر، الذي‌ هو «السير إلی الله‌ تعإلی».
واعلمْ أنّ الله‌ تعإلی لم‌ ينسب‌ في‌ قرآنه‌ الكريم‌ الجنّة‌ إلی نفسه‌ إلاّ في‌ هذا الموضع‌، فعبّر عنها بلفظ‌ «جنّتي‌». وأعلی‌ هذه‌ الاقسام‌ من‌ الجنّات‌ الثمانية‌ يُدعي‌ «جنّة‌ الذات‌».


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ يعني‌ أنّ السالك‌ لمّا وصل‌ إلی عالم‌ الإيمان‌ الاعظم‌ (وهو موضع‌ الصدق‌)، فإنّه‌ ـ باعتبار عدم‌ مجاهدته‌ بالجهاد الاعظم‌، وباعتبار عدم‌ نفيه‌ آثار وجوده‌ نفياً كاملاً سيكون‌ في‌ مضمار الاسمَين‌ الكبيرَين‌، يعني‌ اسم‌ المليك‌ واسم‌ المقتدر.
وبعبارة‌ أُخري‌، فإنّه‌ سيجد نفسه‌ تحت‌ سيطرة‌ وقهر الملك‌ المقتدر، وعليه‌ أن‌ يجاهد متوسّلاً بهذا المليك‌ المقتدر ليخرج‌ كلّيّاً من‌ بقايا آثار وجوده‌. وحينذاك‌ سيخرج‌ من‌ مضمار هذين‌ الاسمَين‌ ويدخل‌ تحت‌ اسم‌ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وردت‌ هذه‌ الآية‌ بهذه‌ الكيفيّة‌ في‌ موضعين‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌، الاوّل‌: سورة‌ التوبة‌، الآية‌ 111 ؛ والثاني‌: سورة‌ غافر، الآية‌ 9 ؛ كما وردت‌ بدون‌ الواو في‌ أربعة‌ مواضع‌ أُخري‌.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ لم‌ يعثر هذا الحقير علی‌ سند لهذا الحديث‌ علی‌ الرغم‌ من‌ تفحّصي‌ الزائد، مع‌ أنّ من‌ الممكن‌ أنّ المصنّف‌ رحمه‌ الله‌ لم‌ يقصد في‌ قوله‌ «ومن‌ هنا قيل‌» أنّ هذا القول‌ حديث‌، بل‌ لعلّه‌ كلام‌ لبعض‌ الاعلام‌ والعرفاء. بَيدَ أنّ هذا الاحتمال‌ من‌ سياق‌ عبارات‌ المصنّف‌ رحمه‌ الله‌ بعيد، لا نّه‌ حيثما أورد نظير هذا التعبير، فقد نقل‌ كلمات‌ لرسول‌ الله‌ والائمّة‌ المعصومين‌.
أجل‌، أورد صدر المتأ لّهين‌ في‌ تفسير سورة‌ السجدة‌، ص‌ 117، الطبعة‌ الحروفيّة‌، أ نّه‌ جاء في‌ حديث‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إلی مَيِّتٍ يَمْشِي‌، فَلْيَنْظُرَ إلی.
الروايات‌ الواردة‌ في‌ كيفيّة‌ تضرّع‌ النبي‌ّ إدريس‌ وقومه‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 5، ص‌ 75، طبعة‌ أمين‌ الضرب‌، عن‌ «علل‌ الشرايع‌» ؛ والصدوق‌ في‌ «علل‌ الشرايع‌» ص‌ 27، طبعة‌ النجف‌، بإسناده‌ عن‌ وهب‌ بن‌ منبّه‌ قال‌:
إنَّ إدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ رَجُلاً طَوِيلاً... إلی أن‌ قال‌: وَإنَّمَا سُمِّي‌َ إدْرِيسَ لِكَثْرَةِ مَا كَانَ يَدْرُسُ مِنْ حِكَمِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَنِ الاءسْلاَمِ وَهُوَ بَيْنَ أَظْهُرِ قَوْمِهِ. ثُمَّ إنَّهُ فَكَّرَ فِي‌ عَظَمَةِ اللَهِ جَلَّ جَلاَلُهُ، فَقَالَ: إنَّ لِهَذِهِ السَّمَاوَاتِ وَلِهَذِهِ الاَرَضِينَ وَلِهَذَا الخَلْقِ العَظِيمِ وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ وَالنُّجُومِ وَالسَّحَابِ وَالمَطَرِ وَهَذِهِ الاَشْيَاءِ الَّتِي‌ تَكُونُ لَرَبَّاً يُدَبِّرُهَا وَيُصْلِحُهَا بِقُدْرَتِهِ، فَكَيْفَ لِي‌ بِهَذَا الرَّبِّ؟ فَأَعْبُدُهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ....
فَخَلاَ بِطَائِفَةٍ مِنَ قَوْمِهِ فَجَعَلَ يَعِظُهُمْ وَيُذَكِّرُهُمْ وَيُخَوِّفُهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إلی عِبَادَةِ خَالِقِ هَذِهِ الاَشْيَاءِ، فَلاَ يَزَالُ يُجِيبُهُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ، حَتَّي‌ صَارُوا سَبْعَةً، ثُمَّ سَبْعِينَ، إلی أَنْ صَارُوا سَبْعَمِائَةٍ، ثُمَّ بَلَغُوا أَلْفاً. فَلَمَّا بَلَغُوا أَلْفاً، قَالَ لَهُمْ: تَعَالَوا نَخْتَرْ مِنْ خِيَارِنَا مِائَةَ رَجُلٍ، فَاخْتَارُوا مِنْ خِيَارِهِمْ مِائَةَ رَجْلٍ، وَاخْتَارُوا مِنَ المِائَةِ سَبْعِينَ رَجُلاً، ثُمَّ اخْتَارُوا مِنَ السَّبْعِينَ عَشْرَةً، ثُمَّ اخْتَارُوا مِنْ العَشْرَةِ سَبْعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: تَعَالَوا فَلْيَدْعُ هَؤُلاَءِ السَّبْعَةُ فَلْيُؤَمِّنْ بَقِيَّتُنَا فَلَعَلَّ هَذَا الرَّبَّ جَلَّ جَلاَلُهُ يَدُلُّنَا عَلَی‌ عِبَادَتِهِ. فَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَی‌ الاَرْضِ، وَدَعَوا طَوِيلاً، فَلَم‌ يَتَبَيَّنْ لَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ إلی السَّمَاءِ، فَأَوْحَي‌ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ إلی إدْرِيسَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَنَبَّأَهُ وَدَلَّهُ عَلَی‌ عِبَادَتِهِ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ. فَلَمْ يَزَالُوا يَعْبُدُونَ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يُشرِكُونَ بِهِ شَيْئاً حَتَّي‌ رَفَعَ اللَهُ عَزَّ وَجَلَّ إدْرِيسَ إلی السَّمَاءِ وَانْقَرَضَ مَنْ تَابَعَهُ عَلَی‌ دِينِهِ إلاَّ قَلِيلاً. ثُمَّ إنَّهُمُ اخْتَلَفُوا بَعْدَ ذَلِكَ وَأَحْدَثُوا الاَحْدَاثَ وَأَبْدَعُوا البِدَعَ حَتَّي‌ كَانَ زَمَانُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ نُقل‌ هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 44، عن‌ الحسن‌ ابن‌ الصيقل‌.
كما أورد المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 1، ص‌ 64، عن‌ «الامإلی» و«المحاسن‌» بإسنادهما عن‌ الحسن‌ بن‌ الصيقل‌ قال‌:
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ: لاَ يَقْبَلُ اللَهُ عَمَلاً إلاَّ بِمَعْرِفَةٍ، وَلاَ مَعْرِفَةَ إلاَّ بِعَمَلٍ، فَمَنْ عَرَفَ دَلَّتْهُ المَعْرِفَةُ عَلَی‌ العَمَلِ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ فَلاَ مَعْرِفَةَ لَهُ. أَلاَ إنَّ الإيمَان بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ.
بيان‌ الروايات‌ الواردة‌ في‌ اقتران‌ الإيمان‌ بالعمل
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ ورد هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 44، عن‌ إسماعيل‌ بن‌ جابر ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 1، ص‌ 81، عن‌ «منية‌ المريد»، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
العِلْمُ مَقْرُونٌ إلی العَمَلِ، فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ. وَالعِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإنْ أَجَابَهُ وَإلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ.
كما ورد في‌ «بحار الانوار» ج‌ 1، ص‌ 80، عن‌ «نهج‌ البلاغة‌» بهذا اللفظ‌:
العِلْمُ مَقْرُونٌ بِالعَمَلِ، فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ. وَالعِلْمُ يَهْتِفُ بِالعَمَلِ، فَإنْ أَجَابَهُ وَإلاَّ ارتَحَلَ عَنْهُ.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 38، بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ محمّد بن‌ مسلم‌ ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15، الجزء الاوّل‌، ص‌ 219، في‌ الإيمان‌، نقلاً عن‌ «الكافي‌»، عن‌ محمّد بن‌ مسلم‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
سَأَلْتُهُ عَنِ الإيمَانِ ؛ فَقَالَ: شَـهَادَةُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ، وَالاءقْرَارُ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَهِ، وَمَا اسْتَقَرَّ فِي‌ القُلُوبِ مِنَ التَّصْدِيقِ بِذَلِكَ. قَالَ، قُلْتُ: الشَّهَادَةُ أَلَيْسَتْ عَمَلاً؟ قَالَ: بَلَي‌. قُلْتُ: العَمَلُ مِنَ الإيمَانِ؟ قَالَ: نَعَمْ، الإيمَان لاَ يَكُونُ إلاَّ بِعَمَلٍ، وَالعَمَلُ مِنْهُ، وَلاَ يَثْبُتُ الإيمَان إلاَّ بِعَمَلٍ
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 38، عن‌ جميل‌ ابن‌ درّاج‌ ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15، ص‌ 219، الجزء الاوّل‌، في‌ الإيمان‌، قال‌:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ الإيمَانِ، فَقَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ. قَالَ، قُلْتُ: أَلَيْسَ هَذَا عَمَلٌ؟ قَالَ: بَلَي‌. قُلْتُ: فَالعَمَلُ مِنَ الإيمَانِ؟ قَالَ: لاَ يَثْبُتُ لَهُ الإيمَان إلاَّ بِالعَمَلِ، وَالعَمَلُ مِنْهُ.
وعلی‌ أيّة‌ حال‌، فقد وردت‌ روايات‌ جمّة‌ نظير هذه‌ الرواية‌، مثلما جاء في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 24، عن‌ محمّد بن‌ مسلم‌، عن‌ أحدهما عليهما السلام‌ قال‌: الإيمَان إقْرَارٌ وَعَمَلٌ. وكما ورد في‌ ص‌ 33 من‌ نفس‌ الجزء عن‌ سلام‌ الجُعفي‌ّ قال‌: سَأَ لْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنِ الإيمَانِ، فَقَالَ: الإيمَان أَنْ يُطَاعَ اللَهُ فَلاَ يُعْصَي‌.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ جاء في‌ «تذكرة‌ الاولياء» ج‌ 1، ص‌ 130، ضمن‌ ترجمة‌ حال‌ بايزيد البسطامي‌ّ: نُقل‌ أ نّه‌ أُخبر بأنّ في‌ المكان‌ الفلاني‌ّ شيخ‌ كبير (في‌الطريقة‌)، فقصده‌ من‌ مسافة‌ بعيدة‌، فلمّا جاءه‌ رآه‌ يبصق‌ تجاه‌ القبلة‌، فعاد أدراجه‌ وقال‌: لو كان‌ له‌ شي‌ء من‌ الطريقة‌، لما عمل‌ خلاف‌ الشريعة‌.
المبالغة‌ في‌ الاحتياط‌ لا ينسجم‌ مع‌ مذاق‌ الشرع‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ نُقل‌ الكثير من‌ هذه‌ الاحتياطات‌ والاحترازات‌ عن‌ كثير من‌ الاعلام‌ من‌ أرباب‌ السلوك‌ والعرفان‌ والزهّاد والعبّاد. بَيدَ أنّ هذه‌ الاحتياطات‌ إنّما حصلت‌ علی‌ أساس‌ الحال‌ التي‌ كانت‌ تعرض‌ لهم‌ في‌ بعض‌ الاحيان‌ أو في‌ غالبها. لكنّ الشريعة‌ الغرّاء لا تقوم‌ علی‌ أساس‌ هذا النوع‌ من‌ الضيق‌ والعسر، إذ إنّ الشرع‌ المقدّس‌ قد أرسي‌ بناءه‌ علی‌ أساس‌ الالتفات‌ التامّ إلی الله‌ تعإلی والمراقبة‌ الشديدة‌ في‌ الاخلاق‌ والتزكية‌. أمّا في‌ الاُمور الظاهريّة‌، فقد أرساه‌ علی‌ أساس‌ «أصالة‌ الطهارة‌ والحلّيّة‌» ونظائر ذلك‌. أمّا الاحتياطات‌ الزائدة‌ فتصرف‌ السالك‌ عن‌ التفاته‌ إلی الله‌ وتعيقه‌ في‌ سيـره‌ التكاملي‌ّ نحو عالم‌ الاءطلاق‌ والتجـرّد ؛ والتدقيق‌ الخارج‌ عن‌ ذوق‌ الشرع‌ يجعل‌ الإنسان‌ أسير الاوهام‌ والوساوس‌، ويوجّه‌ أفكاره‌ علی‌ الدوام‌ إلی هذه‌ الموارد، ويحرمه‌ كلّيّاً من‌ التفكّر والالتفات‌ واطمئنان‌ البال‌ (التي‌ هي‌ أدوات‌ السلوك‌)، ويغلق‌ في‌ وجهه‌ الطريق‌ إلی الله‌ تعإلی.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ليست‌ عبارة‌ حَسَنَاتُ الاَبْرَارِ سَيِّئَاتُ المُقَرَّبِينَ مضمون‌ رواية‌، علی‌ الرغم‌ من‌ أ نّها حكم‌ صحيح‌ ومطلب‌ واقعي‌ّ وحقيقي‌ّ.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ليس‌ المراد بعالم‌ العقل‌ هنا عالم‌ الروح‌ والجبروت‌، لا نّه‌ يأتي‌ بعد الجهاد الاكبر لا بعده‌، بل‌ المراد هو ترك‌ ما سوي‌ الله‌ تعإلی.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 25، بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ إسماعيل‌ بن‌ مهران‌، عن‌ بعض‌ رجاله‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌.


رواية‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌ في‌ شأن‌ العقل‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ وردت‌ هذه‌ الفقرة‌ ضمن‌ وصيّة‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليه‌ السلام‌ إلی هشام‌ بن‌ الحكم‌، وهي‌ وصيّة‌ طويلة‌ ذكر فيها الإمام‌ مزايا العقل‌ وخصوصيّاته‌... قال‌ فيها:
يَا هِشَامُ! إنَّ لِلَّهِ عَلَی‌ النَّاسِ حُجَّتَينِ: حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ وَحُجَّةٌ بَاطِنَةٌ، فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَالاَنْبِيَاءُ وَالاَئِمَّةُ، وَأَمَّا البَاطِنَةُ فَالعُقُولُ.
وقد وردت‌ هذه‌ الرواية‌ المباركة‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 13، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ الاشعري‌ّ، عن‌ بعض‌ أصحابنا مرفوعاً، عن‌ هشام‌ بن‌ الحكم‌.
ووردت‌ الوصـيّة‌ بتمامها في‌ «تحـف‌ العقـول‌» ص‌ 383. ونقلـها المجـلـسـي‌ّ فـي‌ «بحـار الانـوار» ج‌ 1، ص‌ 43، عـن‌ «تحـف‌ العقـول‌». ومطلعها: يَا هِشَامُ! إنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَإلی بَشَّرَ أَهْلَ العَقْلِ وَالفَهْمِ فِي‌ كِتَابِهِ فَقَالَ: «بَشِّـرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْـتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّـبِعُونَ أَحْسَـنَهُ و´ أُولَـ'´نءِكَ الَّذِينَ هَدَب'هُمُ اللَهُ وَأُولَـ'´نءِكَ هُمْ أُولُوا الاْلْبَـ'بِ». (الا´يتان‌ 17 و 18، من‌ السورة‌ 39: الزمر).


ذكر الروايات‌ الواردة‌ في‌ مكارم‌ الاخلاق‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ جاء في‌ «المعجم‌ المفهرس‌ لالفاظ‌ الحديث‌ النبوي‌ّ» مادّة‌ «خ‌ ل‌ ق‌» ومادّة‌ «ب‌ ع‌ ث‌» عن‌ «الموطّأ» لمالك‌، باب‌ حُسن‌ الخلق‌، ص‌ 8، أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌:
بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ.
وجاء في‌ «إحياء العلوم‌» ج‌ 3، ص‌ 43 ؛ وج‌ 2، ص‌ 138 و 313، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: إنَّمَا بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ. وقال‌ في‌ التعليقة‌: رواه‌ أحمد والحاكم‌ في‌ «المستدرك‌» والبيهقي‌ّ.
بَيدَ أ نّي‌ لم‌ أعثر علی‌ هذه‌ الرواية‌ بهذا اللفظ‌ في‌ جوامع‌ وأُصول‌ الشيعة‌. بلي‌ جاء في‌ «مكارم‌ الاخلاق‌» للطبرسي‌ّ مرسلاً أ نّه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ.
وللمرحوم‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 6 (في‌ النبوّة‌)، ص‌ 146 و 147، في‌ تفسير قوله‌ تعإلی: وَإِنَّكَ لَعَلَی‌' خُلُقٍ عَظِيمٍ بيان‌ جاء فيه‌:
سُمِّي‌َ خُلُقُهُ عَظِيماً لاِجْتِمَاعِ مَكَارمِ الاَخْلاَقِ فِيهِ، وَيَعْضُدُهُ مَا رُوِي‌َ عَنْهُ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَ نَّهُ قَالَ: إنَّمَا بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ. وَقَالَ: أَدَّبَنِي‌ رَبِّي‌ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبِي‌. كما جاء في‌ «سفينة‌ البحار» ج‌ 1، ص‌ 410: وقال‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ.
أمّا في‌ «الامإلی» للشيخ‌ الطوسي‌ّ، ج‌ 2، ص‌ 209، فقد روي‌ بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌، عن‌ آبائه‌ الواحد عن‌ الا´خر، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليهم‌ السلام‌ قال‌: سَمِعْتُ النَّبِي‌َّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ.
وروي‌ هذا الحديث‌ بعينه‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 6، ص‌ 163، عن‌ «الامإلی» للشيخ‌ الطوسي‌ّ.
كما روي‌ الطوسي‌ّ في‌ «الامإلی» ج‌ 2، ص‌ 92، بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌، عن‌ آبائه‌ الواحد عن‌ الا´خر، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليهم‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌:
عَلَيْكُمْ بِمَكَارِمِ الاَخْلاَقِ، فَإنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِي‌ بِهَا. وَإنَّ مِنْ مَكَارِمِ الاَخْلاَقِ أَنْ يَعْفُوَ الرَّجُلُ عَمَّنْ ظَلَمَهُ، وَيُعْطِي‌َ مَنْ حَرَمَهُ، وَيَصِلَ مَنْ قَطَعَهُ، وَأَنْ يَعُودَ مَنْ لاَ يَعُودَهُ.
وروي‌ المجلسـي‌ّ فـي‌ «بحار الانـوار» ج‌ 15، (جـزء الاخـلاق‌)، ص‌ 216، هذه‌ الرواية‌ عن‌ «الامإلی» للطوسي‌ّ.
وروي‌ الصدوق‌ في‌ «معاني‌ الاخبار» ص‌ 191، بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
إنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَإلی خَصَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِمَكَارِمِ الاَخْلاَقِ، فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإنْ كَانَتْ فِيكُمْ فَاحْمَدُوا اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ وَارْغَبُوا إلَيْهِ فِي‌ الزِّيَادَةِ مِنْهَا. فَذَكَرَهَا عَشَرَةً: اليَقِينُ وَالقَنَاعَةُ وَالصَّبْرُ وَالشُّكْرُ وَالرِّضَا وَحُسْنُ الخُلُقِ وَالسَّخَاءِ وَالغَيْرَةُ وَالشَّجَاعَةُ وَالمُرُوءَةُ.
وورد نظير هذه‌ الرواية‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 56، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌، إلاّ أ نّه‌ أورد لفظ‌ «خَصَّ رُسُلَهُ» بصيغة‌ الجمع‌ بدلاً من‌ «خَصَّ رسولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ».
كما أورد في‌ نفس‌ الصفحة‌ رواية‌ أُخري‌ بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
إنَّا لَنُحِبُّ مَنْ كَانَ عَاقِلاً فَهِماً فَقِيهاً حَلِيماً مُدَارِياً صَبُوراً صَدُوقاً وَفِيَّاً. إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ خَصَّ الاَنْبِيَاءَ بِمَكَارِمِ الاَخْلاَقِ، فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ فَلْيَحْمَدِ اللَهَ عَلَی‌ ذَلِكَ، وَمَنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلْيَتَضَرَّعْ إلی اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلْيَسْأَلْهُ إيَّاهَا. قَالَ، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: هُنَّ الوَرَعُ وَالقَنَاعَةُ وَالصَّبْرُ وَالشُّكْرُ وَالحِلْمُ وَالحَيَاءُ وَالسَّخَاءُ وَالشَّجَاعَةُ وَالغَيْرَةُ وَالبِرُّ وَصِدْقُ الحَدِيثِ وَأَدَاءُ الاَمَانَةِ.
وروي‌ في‌ «كنوز الحقائق‌» للمناوي‌ّ (المطبوع‌ في‌ هامش‌ «الجامع‌ الصغير» للسيوطي‌ّ) ج‌ 1، ص‌ 99، عن‌ «ق‌» و«حم‌» (يقصد البخاري‌ّ ومسلم‌ ومسـند أحمد بن‌ حنبل‌) عن‌ رسـول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: بُعِثْتُ لاِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ لزوم‌ رجوع‌ الجاهل‌ إلی العالِم‌ في‌ جميع‌ موارد الحاجة‌ في‌ مراحل‌ الاحكام‌ الثلاثة‌ (الفطريّة‌، العقليّة‌، والشرعيّة‌) أمرٌ مسلّم‌ وثابت‌ يتّفـق‌ عليه‌ عقـلاء العالَم‌. وتدلّ عليه‌ الآية‌ المبـاركة‌: فَسْـَلُو´ا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن‌ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُـونَ (الآية‌ 43، من‌ السـورة‌ 16: النحل‌ ؛ والآية‌ 7، من‌ السورة‌ 21: الانبياء). وأصرح‌ منها في‌ أمر التربية‌ والهداية‌ إلی الصراط‌ المستقيم‌ قول‌ إبراهيم‌ عليه‌ السلام‌ لا´زر: يَـ'´أَبَتِ إِنِّي‌ قَدْ جَآءَنِي‌ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي‌´ أَهْدِكَ صِرَ طًا سَوِيًّا (الآية‌ 43، من‌ السورة‌ 19: مريم‌). لا نّه‌ يصرّح‌: يا أبتِ لقد جاءني‌ من‌ العِلم‌ ما لم‌ يأتِك‌، فعليك‌ أن‌ تتبعني‌ لاهديك‌ إلی الصراط‌ المستقيم‌.
وأهل‌ الذِّكر وأساتذة‌ الفنون‌ الاءلهيّة‌ والمعارف‌ الحقّة‌ الربّانيّة‌، الذين‌ يخبرون‌ طرق‌ السلوك‌ ومنجيات‌ النفوس‌ ومهلكاتها ليسوا سوي‌ العلماء بالاحكام‌ الظاهريّة‌ الشرعيّة‌. وينبغي‌ ـ في‌ سلوك‌ الطريق‌ إلی الله‌ تعإلی وكشف‌ الحُجب‌ أن‌ يستشير السالك‌ أُستاذاً متخصّصاً في‌ هذا الفنّ، وهو الذي‌ يدعي‌ «العالِم‌ بالله‌». وهناك‌ في‌ هذا الباب‌ روايات‌ تفوق‌ الحصر. ولعلماء الاخلاق‌ والعرفان‌ الاءلهي‌ّ بيانات‌ نفيسة‌ وقيّمة‌ في‌ هذا المجال‌.
وقد عبّر أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ وصيّته‌ لكميل‌ بن‌ زياد عن‌ هذا الاُستاذ بـ «عالِم‌ ربّاني‌ّ»، وجعل‌ التعلّم‌ علی‌ سبيل‌ النجاة‌ منحصراً في‌ متابعته‌، وعبّر عن‌ هؤلاء بالحُجج‌ الاءلهيّة‌... فقال‌:
اللَهُمَّ بَلَي‌ لاَ تَخْلُو الاَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ؛ إمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً، أَوْ خَائِفاً مَغْمُوراً، لِئَلاَّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللَهِ وَبَيِّنَاتُهُ. وَكَمْ ذَا وَأَيْنَ أُولَئِكَ؟ أُولَئِكَ ـ وَاللَهِ الاَقَلُّونَ عَدَداً وَالاَعْظَمُونَ قَدْراً، يَحْفَظُ اللَهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وَبَيِّنَاتَهُ حَتَّي‌ يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ، وَيَزْرَعُونَهَا فِي‌ قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ.
هَجَمَ بِهِمُ العِلْمُ عَلَی‌ حَقِيقَةِ البَصِيرَةِ، وَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ، وَاسْتَلاَنُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ المُتْرَفُونَ، وَأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجَاهِلُونَ، وَصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الاَعْلَي‌.
أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَهِ فِي‌ أَرْضِهِ، وَالدُّعَاةُ إلی دِينِهِ. آهْ آهْ شَوْقاً إلی رُؤْيَتِهِمْ، انْصَرِفْ إذَا شِئْتَ. («نهج‌ البلاغة‌»، باب‌ الحِكم‌، ص‌ 171 إلی 174).
والمراد بالحجّة‌ المشهور أو الخائف‌ المغمور: مطلق‌ أولياء الله‌ تعإلی والحُجج‌ الاءلهيّة‌ الذين‌ يتكفّلون‌ بتعليم‌ الاُمّة‌ وتربيتها وهدايتها إلی الحضرة‌ الاحديّة‌ جلّ وعزّ. وليس‌ المراد بهم‌ في‌ هذا الحديث‌ خصوص‌ الائمّة‌ المعصومين‌ صلوات‌ الله‌ عليهم‌ أجمعين‌.
والدليل‌ علی‌ ذلك‌ ـ أوّلاً أنّ الإمام‌ بعد أن‌ حصر جميع‌ أفراد البشر في‌ ثلاثة‌ أصناف‌: عالِم‌ ربّاني‌ّ، ومتعلّم‌ علی‌ سبيل‌ نجاة‌، وهمج‌ رُعاع‌، فإنّه‌ تحدّث‌ عن‌ الحُجج‌ الاءلهيّة‌. ومعلوم‌ أنّ العالم‌ الربّاني‌ّ في‌ اللغة‌ لا يختصّ بالاُمّة‌، علی‌ الرغم‌ من‌ أ نّه‌ أفضل‌ وأعلی‌ وأشرف‌ هؤلاء الافراد. وبناء علی‌ ذلك‌ فإنّ الحُجج‌ الاءلهيّة‌ في‌ هذا الكلام‌ هم‌ ضمن‌ مصاديق‌ العالم‌ الربّاني‌ّ، وليس‌ هناك‌ قرينة‌ لصرف‌ تلك‌ المصاديق‌ إلی الائمّة‌ الطاهرين‌، ويجب‌ القول‌ ـ علی‌ أساس‌ إطلاق‌ الكلام‌ بأنّ كلّ من‌ يمتلك‌ هذه‌ الصفات‌ والحالات‌، فإن‌ بإمكانه‌ أن‌ يتصدّي‌ لمقام‌ تربية‌ سالكي‌ طريق‌ الله‌، وأن‌ يعلّم‌ الاسرار الاءلهيّة‌ لمتعطّشي‌ وادي‌ المعرفة‌ ومولّهي‌ عالم‌ لقاء الذات‌ الاحديّة‌ والفناء فيها، كما هو مشهود في‌ طريقة‌ آية‌ الله‌ الكبري‌ الا´خوند المولي‌ حسين‌ قلي‌ الهمداني‌ّ رحمة‌ الله‌ عليه‌، وفي‌ طريقة‌ تلامذته‌ العرفاء المبرّزين‌، الذين‌ تلالا كلٌّ منهم‌ نجماً ساطعاً في‌ سماء التوحيد والمعرفة‌.
وثانياً أنّ الإمام‌ يقول‌ في‌ كلامه‌ بأنّ الله‌ تعإلی يحفظ‌ حُججه‌ وآياته‌ البيّنات‌ بهم‌، حتّي‌ يودعوا تلك‌ الاسرار الاءلهيّة‌ نظائرهم‌، ويزرعوها في‌ قلوب‌ أمثالهم‌. ومن‌ الجلي‌ّ أن‌ ليس‌ من‌ شبيه‌ ولا نظير لشخص‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌، لانّ مقامه‌ (الاءمامة‌) أعلی‌ وأسمي‌ من‌ مقام‌ جميع‌ الافراد.
فيكون‌ المراد بالحُجّة‌ المشهور أو الخائف‌ المغمور أولياء الله‌ تعإلی، الذين‌ بلغـوا مقام‌ المخلَصـين‌، والذين‌ لا يتصـوّر لهم‌ أشـباه‌ ونظائر.
ومن‌ جملة‌ الادلّة‌ علی‌ لزوم‌ متابعة‌ السالك‌ للهادي‌ البصير الخبير بصراط‌ المعرفة‌، كلام‌ الإمام‌ السجّاد عليه‌ السلام‌ المنقول‌ في‌ «كشف‌ الغمّة‌»:
هَلَكَ مَنْ لَيْسَ لَهُ حَكِيمٌ يُرْشِدُهُ.
وعبارة‌ سيّد الشهداء أبي‌ عبد الله‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ ضمن‌ خطبة‌ له‌ في‌ «مِني‌»، وقد عدّها البعض‌ لامير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ (كما في‌ «تحف‌ العقول‌»):
وَأَنْتُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ مُصِيبَةً لِمَا غُلِبْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ مَنَازِلِ العُلَمَاءِ لَوْ كُنْتُمْ تَشْعُرُونَ (تَعْنُونَ خ‌ ل‌) ذَلِكَ بِأَنَّ مَجَارِي‌ الاُمُورِ وَالاَحْكَامِ عَلَی‌ أَيْدِي‌ العُلَمَاءِ بِاللَهِ، الاُمَنَاءِ عَلَی‌ حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ.
ومعلوم‌ أنّ مجاري‌ الاُمور الباطنيّة‌ والاسرار الربّانيّة‌ منحصرة‌ لدي‌ العالِم‌ الربّاني‌ّ الذي‌ ورد منهل‌ الشريعة‌، واطّلع‌ علی‌ مصدر الاحكام‌، وتعرّف‌ علی‌ دقائق‌ النفوس‌ وأسرارها.
والشاهد والدليل‌ الا´خر علی‌ هذا المدّعي‌ ما أورده‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 1، ص‌ 93، عن‌ كتاب‌ «البصائر» بسندَين‌ ـ بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌ مرفوعاً عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
أَبَي‌ اللَهُ أَنْ يُجْرِي‌ الاَشْيَاءَ إلاَّ بِالاَسْبَابِ، فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءً سَبَباً، وَجَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً، وَجَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، ذَلِكَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ.
لا نّه‌ علّل‌ الرجوع‌ في‌ أي‌ّ مقصود إلی السبب‌ المختصّ بالوصول‌ إلی ذلك‌ المقصود. ومن‌ الواضح‌ أنّ الامر كذلك‌ في‌ مجال‌ الامراض‌ الروحانيّة‌ التي‌ يجب‌ الرجوع‌ فيها إلی المتخصّص‌ والطبيب‌ الروحاني‌ّ.
وأصرح‌ منها جميعاً: كلام‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌»، الخطبة‌ 220، حيث‌ يذكر مطالب‌ تثير العجب‌ في‌ آثار وصفات‌ هؤلاء العلماء الربّانيّين‌:
وَمَا بَرِحَ لِلَّهِ عَزَّتْ آلاَؤُهُ فِي‌ البُرْهَةِ بَعْدَ البُرْهَةِ وَفِي‌ أَزْمَانِ الفَتَرَاتِ عِبَادٌ نَاجَاهُمْ فِي‌ فِكْرِهِمْ، وَكَلَّمَهُمْ فِي‌ ذَاتِ عُقُولِهِمْ، فَاسْتَصْبَحُوا بِنُورِ يَقَظَةٍ فِي‌ الاَبْصَارِ وَالاَسْمَاعِ وَالاَفْئِدَةِ.
يُذَكِّرُونَ بِأَيَّامِ اللَهِ وَيُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَةِ الاَدِلَّةِ فِي‌ الفَلَوَاتِ، مَنْ أَخَذَ القَصْدَ حَمِدُوا إلَيْهِ طَرِيقَهُ وَبَشَّرُوهُ بِالنَّجَاةِ، وَمَنْ أَخَذَ يَمِيناً وَشِمَالاً ذَمُّوا إلَيْهِ الطَّرِيقَ وَحَذَّرُوهُ مِنَ الهَلَكَةِ.
وَكَانُوا كَذَلِكَ مَصَابِيحَ تِلْكَ الظُّلُمَاتِ وَأَدِلَّةَ تِلْكَ الشُّبُهَاتِ، وَإنَّ لِلذِّكْرِ لاَهْلاً أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْيَا بَدَلاً، فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْهُ، يَقْطَعُونَ بِهِ أَيَّامَ الحَيَاةِ وَيَهْتِفُونَ بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَهِ فِي‌ أَسْمَاعِ الغَافِلِينَ، وَيَأْمُرُونَ بِالقِسْطِ وَيَأْتَمِرُونَ بِهِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيَتَنَاهَوْنَ عَنْهُ، فَكَأَنَّمَا قَطَعُوا الدُّنْيَا إلی الا´خِرَةِ وَهُمْ فِيهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكَ، فَكَأَ نَّمَا اطَّلَعُوا غُيُوبَ أَهْلِ البَرْزَخِ فِي‌ طُولِ الاءقَامَةِ فِيهِ، وَحَقَّقَتِ القِيَامَةُ عَلَيهِمْ عِدَاتِهَا فَكَشَفُوا غِطَاءَ ذَلِكَ لاِهْلِ الدُّنْيَا، حَتَّي‌ كَأَ نَّهُمْ يَرَوْنَ مَا لاَ يَرَي‌ النَّاسُ وَيَسْمَعُونَ مَا لاَ يَسْمَعُونَ....
إلی أن‌ يقول‌:
يَعِجُّونَ إلی رَبِّهِمْ فِي‌ مَقَاوِمِ نَدَمٍ وَاعْتِرَافٍ، لَرَأَيْتَ أَعْلاَمَ هُديً وَمَصَابِيحَ دُجَي‌، قَدْ حَفَّتْ بِهِمُ المَلاَئِكَةُ، وَتَنَزَّلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَفُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَأُعِدَّتْ لَهُمْ مَقَاعِدُ الكَرَامَاتِ، فِي‌ مَقَامٍ اطَّلَعَ اللَهُ عَلَيْهِمْ فِيهِ فَرَضِي‌َ سَعْيَهُمْ وَحَمِدَ مَقَامَهُمْ إلی آخر الخطبة‌.
ومن‌ المسلّم‌ أنّ مثل‌ هؤلاء الافراد يمكنهم‌ التكفّل‌ بتربية‌ السالك‌، لا نّهم‌ ـ وفقاً لهذا الكلام‌ الذين‌ يهتفون‌ في‌ أسماع‌ الغافلين‌ بالطرق‌ المختلفة‌ يزجرونهم‌ عن‌ ارتكاب‌ محارم‌ الله‌ تعإلی التي‌ سبقوهم‌ في‌ التناهي‌ عنها، ويأمرونهم‌ بالعدل‌ والقسط‌ الذي‌ سبقوهم‌ بالعمل‌ به‌. حتّي‌ كأ نّهم‌ اطّلعوا علی‌ خفايا أهل‌ البرزخ‌ في‌ طول‌ إقامتهم‌ فيه‌، فهم‌ يكشفون‌ لاهل‌ الدنيا عن‌ تلك‌ الاُمور الحقّة‌. وكأ نّهم‌ يرونَ ما لا يري‌ الناس‌ ويسمعون‌ ما لا يسمعون‌. قد أحاطت‌ بهم‌ ملائكة‌ السماء من‌ كلّ صوب‌ وحدب‌، وتنزّلت‌ عليهم‌ السكينة‌، وفُتِحت‌ لهم‌ أبواب‌ السماء، وأُعدّت‌ لهم‌ مجالس‌ الكرامة‌، في‌ مقام‌ لا يطّلع‌ عليه‌ إلاّ الله‌تعإلی، قد شَكَر اللَهُ سَعيهم‌ وحمِد مقامهم‌.
طيّ اين‌ مرحله‌ بي‌ همرهي‌ خضر مكن‌ ظلماتست‌ بترس‌ از خطر گمراهي‌
يقول‌: «لا تطوينّ هذه‌ المرحلة‌ دون‌ أن‌ تصطحب‌ الخضر، فهي‌ ظُلمات‌ عليك‌ أن‌ تخشي‌ الضياع‌ فيها!».
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ذكر صاين‌ الدين‌ علی‌ بن‌ محمّد بن‌ تركه‌ هذا البيت‌ في‌ رسالته‌ إلی فيروز شاه‌، وجاءت‌ في‌ ص‌ 300 من‌ كتابه‌ «جهارده‌ رسالة‌ فارسي‌» (= أربع‌ عشرة‌ رسالة‌ بالفارسيّة‌) بهذا اللفظ‌:

خَلِيلَي‌َّ قُطَّاعُ الفَيَافِي‌ إلی الحِمَي‌ كَثِيرٌ وَأَمَّا الوَاصِلُونَ قَلِيلُ

ضرورة‌ تبعيّة‌ السالك‌ لاُستاذ مُتأ لِّه‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ نقل‌ في‌ «حِلية‌ الاولياء» ج‌ 10، ص‌ 40، عن‌ بايزيد البسطامي‌ّ أ نّه‌ قال‌:
لَوْ نَظَرْتُمْ إلی رَجُلٍ أُعْطِي‌َ مِنَ الكَرَامَاتِ حَتَّي‌ يُرْفَعَ فِي‌ الهَوَاءِ، فَلاَ تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّي‌ تَنْظُرُوا كَيْفَ تَجِدُونَه‌ عِنْدَ الاَمْرِ وَالنَّهْي‌ِ وَحِفْظِ الحُدُودِ وَأَدَاءِ الشَّرِيعَةِ.


أشعار حافظ‌ في‌ ضرورة‌ إطاعة‌ الاُستاذ الروحاني‌ّ
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ وأجاد حافظ‌ الشيرازي‌ّ رحمه‌ الله‌ حين‌ أنشد في‌ هذا المعني‌:


يقول‌: «يعيب‌ علی‌ ذلك‌ الفضول‌ عشقي‌ ولا مبالاتي‌ ؛ وهو ـ في‌ ذلك‌ إنّما يعترض‌ علی‌ عِلم‌ الغيب‌.
انظر إلی كمال‌ الصِّدق‌ والحبّ، لا إلی نقص‌ الذنوب‌ ؛ إذ مَن‌ كان‌ بلا فنّ، تطلّع‌ إلی العيوب‌.
سيعبق‌ ـ يوماً عطر حور الجِنان‌، إذا هنّ ضمّخن‌ جيوبهنّ بتراب‌ حانتنا.
لو أشار الساقي‌ بطَرفه‌ علی‌ طريقةِ أهل‌ الاءسلام‌، لَما امتنع‌ عن‌ الصهباء حتّي‌ صُهيب‌.
مفتاح‌ كنز السعادة‌ هو قبول‌ أصحاب‌ القلوب‌، فلا يعتريك‌ في‌ الامر شكّ ولا ريب‌.
قد يدرك‌ راعي‌ الغنم‌ في‌ الوادي‌ الايمن‌ مراده‌، إن‌ قضي‌ من‌ شبابه‌ سنوات‌ في‌ خدمة‌ شُعيب‌.
إذا تذكّر حافظ‌ عهد شبابه‌ ومشيبه‌، تقاطرت‌ قصّة‌ لوعته‌ من‌ ناظرَيه‌ دماً».


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ فقرة‌ من‌ كلامه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌»، الخطبة‌ 85، ومطلعها:
عِبَادَ اللَهِ! إنَّ مِنْ أَحَبِّ عِبَادِ اللَهِ إلَيْهِ عَبْداً أَعَانَهُ اللَهُ عَلَی‌ نَفْسِهِ. بَيدَ أنّ فيها لفظ‌ قَدْ أَبْصَرَ بدلاً من‌ وَأَبْصَرَ ؛ كما ورد فيها بعد قوله‌: وَقَطَعَ غِمَارَهُ جملة‌: وَاسْتَمْسَكَ مِنَ العُرَي‌ بِأَوْثَقِهَا، وَمِنَ الحِبَالِ بِأَمْتَنِهَا، ثمّ قال‌: فَهُوَ مِنَ اليَقِينِ عَلَی‌ مِثْلِ ضَوْءِ الشَّمْسِ.
وأمّا كلامه‌ الا´خر: «هجم‌ بهم‌ العلم‌»، فقد ورد أيضاً ضمن‌ حِكمه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 2، ص‌ 548، شرح‌ المولي‌ فتح‌ الله‌ ؛ وفي‌ شرح‌ محمّد عبده‌، ص‌ 171، الحكمة‌ رقم‌ 147، في‌ موعظته‌ لكُمَيل‌، ومطلعها: يَا كُمَيْلُ! إنَّ هَذِهِ القُلُوبُ أَوْعِيَةٌ، فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وورد في‌ «النهج‌» لفظة‌ مُعَلَّقَةٌ بدلاً من‌ مُتَعَلِّقَةٌ.
في‌ أنّ الصلاة‌ أسمي‌ من‌ كلّ موضوع‌ آخر
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ لقد فسّر الكثير من‌ الاعلام‌ الآية‌ المباركة‌ علی‌ النحو الذي‌ فسّرها به‌ المصنّف‌ رحمه‌ الله‌، فقالوا بأنّ ذِكر الله‌ أكبر من‌ الصلاة‌.
بَيدَ أنّ هذا المطلب‌ لا يمكن‌ القبول‌ به‌، لاُمور:
أوّلها: أنّ الصلاة‌ هي‌ بذاتها ذِكر، بل‌ من‌ أعظم‌ مصاديق‌ الذِّكر، لانّ روح‌ الصلاة‌ في‌ جميـع‌ أفعال‌ الصلاة‌ وأقوالها هو حضـور القلب‌، وهو حقيقة‌ الذكر.
وثانيها: أنّ هذه‌ الا´ية‌، أي‌ الآية‌ 45، من‌ السورة‌ 29: العنكبوت‌: وَأَقِمِ الصَّلَو'ةَ إِنَّ الصَّلَو'ةَ تَنْهَي‌' عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَهِ أَكْبَرُ، لا تقول‌ بأنّ ذِكر الله‌ أكبر من‌ الصلاة‌. بل‌ وردت‌ جملة‌ وَلَذِكْرُ اللَهِ تعليلاً للجملة‌ السابقة‌.
أي‌ أ نّها تريـد القـول‌ بأنّ الصلاة‌ ـ التي‌ هي‌ بذاتـها ذِكـر تنـهي‌ عن‌ الفحشاء والمنكَر لا نّها ذِكر الله‌ الاكبر. وأنّ الصلاة‌ أكبر وأشدّ تأثيراً في‌ النهي‌ عن‌ الفحشاء والمنكر من‌ أي‌ّ شي‌ء آخر.
فإن‌ لم‌ نعتبر الجملة‌ تعليليّة‌، فإنّ معناها سيبقي‌: أنّ الصلاة‌ ـ التي‌ هي‌ ذِكر الله‌ أكبر من‌ الفحشاء والمُنكر، وأنّ ذِكر الله‌ (أي‌ الصلاة‌) أكبر وأعلی‌ من‌ كلّ لذّة‌ وسرور غير مشروعَين‌.
وثالثها: أنّ مذاق‌ الشرع‌ والرسول‌ (الذي‌ جاء بهذه‌ الا´ية‌) يفيدان‌ أنّ الصلاة‌ أكبر وأعلی‌ من‌ كلّ عمل‌ وموضوع‌ ؛ فقد قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌:
الصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنْ شَاءَ اسْتَقَلَّ، وَمَنْ شَاءَ اسْتَكْثَرَ. وقال‌: الصَّلاَةُ مِيزَانٌ، مَنْ وَفَّي‌ اسْتَوْفَي‌. وقال‌: الصَّلاَةُ عَمُودُ الدِّينِ. وقال‌: إنَّمَا مَثَلُ الصَّلاَةِ كَمَثَلِ عَمُودِ الفُسْطَاطِ. وقال‌: أَوَّلُ مَا يُسْأَلُ العَبْدُ عَنْهُ الصَّلاَةُ. وقال‌: الصَّلاَةُ قُرْبَانُ كُلِّ تَقِي‌ٍّ.
وأصرحُ منها جميعاً ما رواه‌ الكليني‌ّ في‌ «الكافي‌» ج‌ 3، ص‌ 264، عن‌ معاوية‌ بن‌ وَهَب‌ قال‌:
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَفْضَلِ مَا يَتَقَرَّبُ العِبَادُ إلی رَبِّهِم‌ وَأَحَبِّ ذَلِكَ إلی اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا هُوَ؟ فَقَالَ: مَا أَعْلَمُ شَيْئاً بَعْدَ المَعْرِفَةِ أَفْضَلُ مِنْ هَذِهِ الصَّلاَةِ، أَلاَ تَرَي‌ أَنَّ العَبْدَ الصَّالِحَ عِيسَي‌ ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ: «وَأَوْصَـ'نِي‌ بِالصَّلَو'ةِ وَالزَّكَو'ةِ مَادُمْتُ حَيًّا».


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ الكليني‌ّ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 92 ؛ والصدوق‌ في‌ «التوحيد» ص‌ 456 ؛ والمجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 2، ص‌ 83، عن‌ «المحاسن‌» للبرقي‌ّ، بإسنادهم‌ جميعاً، عن‌ سليمان‌ بن‌ خالد قال‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: «وَأَنَّ إلی' رَبِّكَ الْمُنتَهَي‌'» ؛ فَإذَا انْتَهَي‌ الكَلاَمُ إلی اللَهِ فَأَمْسِكُوا.
كما نقل‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 2، ص‌ 82، عن‌ تفسـير علی‌ ابن‌ إبراهيم‌ في‌ تفسير الآية‌ المباركة‌ وَأَنَّ إلی' رَبِّكَ الْمُنتَهَي‌'، عن‌ ابن‌ أبي‌ عُمَير، عن‌ جميل‌، قال‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إذَا انْتَهَي‌ الكَلاَمُ إلی اللَهِ فَأَمْسِكُوا، وَتَكَلَّمُوا فِيمَا دُونَ العَرْشِ وَلاَ تَكَلَّمُوا فِيمَا فَوْقَ العَرْشِ، فَإنَّ قَوْماً تَكَلَّمُوا فِيمَا فَوْقَ العَرْشِ فَتَاهَتْ عُقُولُهُمْ، حَتَّي‌ كَانِ الرَّجُلُ يُنَادَي‌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَيُجِيبُ مِنْ خَلْفِهِ، وَيُنَادَي‌ مِنْ خَلْفِهِ فَيُجِيبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ.

...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
الفصل‌ الثاني


بيان‌ تفصيلي‌ّ لطريقة‌ السلوك‌ إلی الله‌ تحصيل‌ العلم‌ بأحكام‌ الإيمان‌ هو بداية‌ تكليف‌ السالك‌

وأمّا البيان‌ الثاني‌
فاعلم‌ أنّ علماء الطريقة‌ ذكروا منازل‌ وعقبات‌ للسالك‌، وبيّنوا طريق‌ السير فيها. وأ نّهم‌ اختلفوا في‌ عدد المنازل‌ وترتيبها، حتّي‌ تفاوتت‌ ما بين‌ سبعة‌ منازل‌ ـ علی‌ أقلّ الاقوال‌ وسبعمائة‌ ـ وهو قول‌ الاكثريّة‌ وصرّح‌ بعضهم‌ بأ نّها تبلغ‌ سبعين‌ ألفاً.
لوازم‌ السلوك‌ إلی الله‌
وأكثر هذه‌ المنازل‌ واقعة‌ في‌ عالَم‌ النفس‌، ومن‌ جملة‌ مراحل‌ ومنازل‌ الجهاد الاكبر. ويختلف‌ ترتيبها باختلاف‌ الاشخاص‌. وطي‌ّ جميع‌ مراحل‌ النفس‌ من‌ الضروريّات‌، لانّ إيمان‌ النفس‌ سينقص‌ بقدر النقصان‌ الحاصل‌ في‌ تلك‌ المراحل‌. فلا يليق‌ ـ والحال‌ هذه‌ أن‌ نذكر بعضها، بل‌ يكفي‌ ـ في‌ هذا المجال‌ أمر السالك‌ بالجهاد الاكبر عند ذكر هذه‌ العقبات‌ والمنازل‌.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..الكبرياء الإلهي‌ّ ؛ وجميع‌ العقبات‌ والمنازل‌ مندرجة‌ في‌ هذه‌ المراحل‌.
بَيدَ أنّ سلوك‌ هذه‌ المراحل‌، وطي‌ّ هذا الطريق‌، والسفر في‌ هذه‌ العوالم‌ موقوف‌ علی‌ أُمور يتعذّر من‌ دونها بلوغ‌ المنزل‌ المقصود، بل‌ يتعذّر مجرّد السير في‌ هذا الطريق‌. ولذلك‌ فإنّ الوصـول‌ إلی المقصـد وحصـول‌ المطـلب‌ منـوط‌ بهذه‌ الاُمـور المذكورة‌، وبلوغ‌ المنزل‌ مشروط‌ بملازمتها.
وليس‌ من‌ مجال‌ ـ في‌ هذا المقام‌ لذكر عدد منازل‌ الطريق‌، ولا لعقبات‌ النفس‌ وأخطار هذا السفر ؛ فإن‌ اقتضي‌ الامر التعرّض‌ لذكرها، فإنّ ذِكر أحوال‌ الجوارح‌ والاعضاء ـ وهو فقه‌ البدن‌ سيكون‌ ضروريّاً بدوره‌، لا نّها أيضاً من‌ منازل‌ السفر.
فالمهمّ إذاً أن‌ نذكر الاُمور التي‌ يمكن‌ بواسطتها طي‌ّ هذا الطريق‌ الخطر، والبلوغ‌ بالطالب‌ إلی مقصده‌.
وتفصيل‌ هذه‌ الاُمور: أنّ الطالب‌ إذا وصل‌ بعد الفحص‌ والنظر إلی الإسلام‌ والإيمان‌ الاصغرَين‌، فإنّ أوّل‌ ما يلزمه‌ هو تحصيل‌ العِلم‌ بأحكام‌ الإيمان‌ بالطريق‌ الذي‌ مرّ ذِكره‌. ويدلّ عليه‌ قول‌: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ علی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ.
فمَن‌ لم‌ يكن‌ له‌ هذا العِلم‌، لم‌ يزده‌ جهادُه‌ إلاّ هزيمة‌ وخُسراً. كما قال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: العَامِلُ عَلَی‌ غَيْرِ بَصِيرَةٍ، كَالسَّائِرِ عَلَی‌ غَيْرِ الطَّرِيقِ، وَلَمْ يَزْدَدْهُ السَّيْرُ إلاَّ بُعْداً.
وكلّما كان‌ هذا العِلم‌ أوضح‌، كان‌ أثره‌ أكبر وأسرع‌. فيكون‌ أخذ تلك‌ الاحكام‌ عن‌ النبي‌ّ أو الوصي‌ّ ـ عند الإمكان‌ أشرف‌. كما أنّ استخراجها من‌ كلامهما أفضل‌ من‌ التقليد. ويندرج‌ في‌ هذا العِلم‌ العلم‌ المجمل‌ بالضروريّات‌، الذي‌ هو من‌ علوم‌ أهل‌ السلوك‌. أمّا ما خرج‌ منه‌ فيُعلِم‌ في‌ عِلم‌ النفس‌. ويلزمه‌ تحصيل‌ مأخذ العِلم‌. ولا يلزم‌ ـ في‌ بداية‌ الامر فاعليّة‌ جميعها، بل‌ يجب‌ أن‌ تُظهر تدريجيّاً عند الضرورة‌. وهذه‌ هي‌ مقدّمات‌ السلوك‌، والطالب‌ ـ حتّي‌ الا´ن‌ ليس‌ في‌ مقام‌ السير والحركة‌.
فإن‌ أتمّ الطالب‌ هذه‌ المرحلة‌، فعليه‌ أن‌ يبدأ سفره‌ مستعيناً بالعناية‌ الربّانيّة‌.
ويناط‌ القيام‌ بهذا السفر بأُمور كثيرة‌، وأهمّها عدّة‌ أُمور:


ترك‌ العادات‌ والمجاملات‌
الاوّل‌: ترك‌ العادات‌.
وترك‌ الا´داب‌ والاُمور المتعارفة‌ التي‌ تعرقل‌ السفر، وتصبح‌ عائقاً في‌ الطريق‌ إلی الله‌ تعإلی.
بِالقَادِسِـيَّـةِ فِتْـيَةٌ لاَ يَحْـسَـبُـونَ العَـارَ عَاراً لاَ مُسْلِمُونَ وَلاَ يَهُودَ وَلاَ مَجُوسَ وَلاَ نَصَارَي‌
حيث‌ تصرّح‌ بذلك‌ الآية‌ الكريمة‌ وَلاَ يَخَافُونَ ] فِي‌ اللَهِ [ لَوْمَةَ لاَ´نءِمٍ ] الآية‌ 54، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌ [.
فعلی‌ الطالب‌ أن‌ يكفّ عن‌ تقليد العادات‌ وينظر إلی ما فيه‌ صلاح‌ نفسه‌، وأن‌ يعدّ اجتناب‌ ملامة‌ أهل‌ عالَم‌ القُدس‌ أولي‌ من‌ اجتناب‌ ملامة‌ أبناء الدهر. ويمثّل‌ هذا التوبة‌ التي‌ هي‌ بداية‌ مرحلة‌ الجهاد الاكبر. أمّا التوبة‌ عن‌ المعاصي‌ والذنوب‌، فهي‌ من‌ فرائض‌ فقه‌ إيمان‌ الجوارح‌، وهي‌ ممّا يلزم‌ السالك‌ والمجاهد وغير المجاهد.


العزم‌
الثاني‌: العزم‌.
وينبغي‌ أن‌ يكون‌ راسخاً في‌ عزمه‌، بحيث‌ لا يحتمل‌ رجوعه‌ من‌ مقارعة‌ السيف‌ والسِّنان‌ ومقاتلة‌ الابطال‌ والشجعان‌، وتحمّل‌ الشدائد، واحتمال‌ المخاوف‌.


الرفق‌ والمداراة
الثالث‌: الرفق‌ والمداراة‌.
لانّ النفس‌ تنكسر إذا حُمِّلت‌ فوق‌ طاقتها وتنزجر عن‌ السفر، كما ورد في‌ رواية‌ عبد العزيز المتقدّمة‌، وجاء في‌ رواية‌ عبد الملك‌ ابن‌ غالب‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: العِلْمُ خَلِيلُ المُؤْمِنِ، وَالحِلْمُ وَزِيرُهُ، وَالرِّفْقُ أَخُوهُ. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
وقال‌ أبو جعفر عليه‌ السلام‌: إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
وجاء في‌ حديث‌ حَفص‌ بن‌ البَختري‌: لاَ تُكَرِّهُوا إلی أَنْفُسِكُمُ العِبَادَةَ. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


الوفاء
الرابع‌: الوفاء.
الثبات‌ والمداومة‌
الخامس‌: الثبات‌ والمداومة‌.
إذ إنّ العمل‌ القليل‌ المستمرّ ـ في‌ كلّ مقام‌ حاصل‌ أفضل‌ من‌ العمل‌ الكثير غير المستمرّ ؛ حيث‌ جاء في‌ حديث‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌ في‌ رواية‌ زرارة‌: أَحَبُّ الاًعْمَالِ إلی اللَهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ العَبْدُ وَإنْ قَلَّ. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
والمراد من‌ الثبات‌ هو أن‌ يثبت‌ علی‌ كلّ ما عقد عليه‌ العزم‌ ووفي‌ به‌، ففي‌ نكوصه‌ عنه‌ خوف‌ الخطر، لانّ حقيقة‌ العمل‌ تتصدّي‌ للمخاصمة‌ بعد ترك‌ ذلك‌ العمل‌.
فإذا لم‌ يجزم‌ علی‌ الوفاء والثبات‌ علی‌ عملٍ ما، فعليه‌ أن‌ لا يعزم‌ علی‌ القيام‌ به‌.
ومن‌ هنا فقد أُمِر بالرفق‌، من‌ أجل‌ أن‌ يطوّع‌ بدنه‌ ونفسه‌ تدريجيّاً، ليمكنها الثبات‌ علی‌ الامر إذا كان‌ فوق‌ ما تزاوله‌ فعلاً. وما دام‌ السالك‌ لم‌ يجزم‌ بعدُ علی‌ الثبات‌ في‌ مرحلةٍ ما، فلا يعزم‌ علی‌ السير فيها، وليتوقّف‌ في‌ المرحلة‌ التي‌ تسبقها. وهذا التوقّف‌ لتحصيل‌ المقام‌ في‌ الحال‌ الاوّل‌ ممّا يعتبره‌ أصحاب‌ السلوك‌ بمثابة‌ قصد الإقامة‌ في‌ ذلك‌ المنزل‌، كما أنّ الثبات‌ المذكور يُعدّ من‌ درجات‌ الصبر.


المراقبة‌
السادس‌: المراقبة‌.
وهو عبارة‌ عن‌ تحصيل‌ الالتفات‌ والتوجّه‌ في‌ جميع‌ الاحوال‌، لكي‌ لا يتخلّف‌ عمّا عزم‌ عليه‌ وعاهد علی‌ القيام‌ به‌.
وهناك‌ مراقبتان‌ أُخريان‌ سيُشار إليهما.




الاختلاف‌ في‌ بيان‌ الحُجب‌ الواقعة‌ في‌ طريق‌ السلوك
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ اعلم‌ أ نّه‌ إنّما عبّر عن‌ اختلافهم‌ في‌ الحُجُب‌ الواقعة‌ في‌ طريق‌ السالك‌، فقد عدّ البعض‌ الحُجب‌ حجاباً واحداً، وهو عبارة‌ عن‌ النفس‌، واعتبروا أنّ رفعه‌ يحصل‌ إمّا بواسطة‌ العرفان‌، إذ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرَفَ رَبَّهُ، أو بواسطة‌ بتزكية‌ النفس‌ وتطهيرها كما في‌ قَدْ أَفْلَحَ مَن‌ زَكَّب'هَا، أو عبورها، حسب‌ مقولة‌: أَمَاتَ نَفْسَهُ وَأَحْيَي‌ قَلْبَهُ.
ومنهم‌ من‌ قال‌ بأنّ الحجاب‌ هو الدنيا، والمقصود بالدنيا: «ما سوي‌ الله‌»، حيث‌ قيل‌: أَخْرِجُوا مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهَا أَبْدَانُكُمْ.
وعدّه‌ بعضهم‌ الاءنّيّة‌ والوجود، حيث‌ قيل‌:
بَيْنِي‌ وَبَيْنَكَ إنِّي‌ٌّ يُنَازِعُنِي‌ فَارْفَعْ بِلُطْفِكَ إنِّي‌ِّ مِنَ البَيْنِ
وعدّ بعضـهم‌ الحُجـب‌ حجابَـين‌: الظاهـر والباطـن‌، أو الدنـيا والا´خرة‌، حيث‌ قيل‌:


يقول‌: «ليس‌ بينك‌ وبين‌ مقصودك‌ إلاّ منازل‌ معدودة‌، فاخطو علی‌ العالَمَين‌ فليس‌ أمامك‌ إلاّ خطوة‌».
أو الشريعة‌ والطريقة‌، فإن‌ هو أفاد منهما سويّاً بلغ‌ إلی الحقيقة‌ ؛ أو هما عالما الشهود والغيب‌، أو عالما الخلق‌ والامر.
واعتبرها بعضهم‌ ثلاثة‌ حُجب‌: الطبع‌، المثال‌، والعقل‌ ؛ وقال‌: بأنّ عبور هذه‌ المنازل‌ هي‌ الوقوف‌ علی‌ المطلوب‌.
واعتبرها بعضهم‌ أربعة‌ حُجب‌، حيث‌ نُقل‌ عن‌ بايزيد البسطامي‌ّ أ نّه‌ قال‌: تركتُ الدنيا في‌ اليوم‌ الاوّل‌، وتركتُ الا´خرة‌ في‌ الثاني‌، وتخطّيتُ ما سوي‌ الله‌ في‌ الثالث‌، وفي‌ اليوم‌ الرابع‌ سُئلتُ: مَا تُرِيدُ؟ فقلت‌: أُرِيدُ أَنْ لا أُرِيدَ. وهو إشارة‌ إلی ما قاله‌ البعض‌ في‌ تعيين‌ المنازل‌ الاربعة‌: الاوّل‌: تَرْكُ الدنيا ؛ الثاني‌: ترك‌ العُقبي‌ ؛ الثالث‌: ترك‌ المولي‌ ؛ والرابع‌: تركُ التَّرْك‌.شرح‌ المولي‌ جعفر كبوتر‌ آهنـكي‌ للحُجـب‌ الخمـسة‌ في‌ الدعاء المنسـوب‌ لامير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌
واعتبرها بعضهم‌ خمسة‌ حُجب‌، ودعوها عوالم‌ الحضرات‌ الخمس‌، حيث‌ ورد في‌ الدعاء المنسوب‌ إلی أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: اللَهُمَّ نَوِّرْ ظَاهِرِي‌ بِطَاعَتِكَ، وَبَاطِنِي‌ بِمَحَبَّتِكَ، وَقَلْبِي‌ بِمُشَاهَدَتِكَ، وَرُوحِي‌ بِمَعْرِفَتِكَ، وَسِرِّي‌ بِاسْتِقْلاَلِ اتِّصَالِ حَضْرَتِكَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالاءكْرَامِ. و يقول‌ المرحوم‌ الحاجّ المولي‌ جعفر كبوتر آهنكي‌ في‌ شرحه‌:
وَكُلِّيَّاتُ هَذِهِ المَرَاتِبِ مُنْحَصِرَةٌ فِي‌ خَمْسٍ: اثْنَانِ مِنْهَا مَنْسُوبَتَانِ إلی الحَقِّ سُبْحَانَهُ، وَثَلاَثٌ مَنْسُـوبَةٌ إلی الكَوْنِ، وَتُسَـمَّي‌ بِالحَضَـرَاتِ الخَمْسِ الكُلِّيَّةِ.
الاُولَي‌: حَضْرَةُ الغَيْبِ المُطْلَقِ، وَيُسَمُّونَهَا أَيْضاً «غَيْبَ الغُيُوبِ» وَ«عَيْنَ الجَمْعِ» وَ«حَقِيقَةِ الحَقَائِقِ» وَمَقَامَ «أَوْ أَدْنَي‌» وَ«غَايَةَ الغَايَاتِ» وَ«نِهَايَةَ النِّهَايَاتِ».
الثَّانِيَةُ: حَضْرَةُ الاَسْمَاءِ، وَيُسَمُّونَهَا «حَضْرَةَ الصِّفَاتِ وَالجَبَرُوتِ» وَ«بَرْزَخَ البَرَازِخِ» وَ«بَرْزَخِيَّةً أُولَي‌» وَ«مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ» وَ«قَابَ قَوْسَيْنِ» وَ«مُحِيطَ الاَعْيَانِ». وَفِيهَا يَظْهَرُ الحَقُّ بِالاُلُوهِيَّةِ، وَتَكُونُ لِلاَعْيَانِ فِيهَا ثُبُوتٌ عِلْمِي‌ٌّ، فَهِي‌َ ظَاهِرَةٌ لِلعَالِمِ بِهَا، لاَ لاِنْفُسِهَا وَمِثَالِهَا، فَيَعُمُّهَا اسْمُ الغَيْبِ.
الثَّالِثَةُ: حَضْرَةُ الاَفْعَالِ، وَيُسَمُّونَهَا «عَالَمَ الاَرْوَاحِ» وَ«عَالَمَ الاَمْرِ» وَ«عَالَمَ الرُّبُوبِيَّةِ» وَ«غَيْبَ مُضَافٍ» وَ«غَيْبَ بَاطِنٍ»، وَفِيهَا يَظْهَرُ الحَقُّ بِالرُّبُوبِيَّةِ.
الرَّابِعَةُ: حَضْرَةُ المِثَالِ وَالخَيَالِ، وَفِيهَا يَظْهَرُ بِصُوَرٍ مُخْتَلِفَةٍ دَالَّةٍ عَلَی‌ حَقَائِقٍ وَمَعَانٍ.
الخَامِسَةُ: حَضْرَةُ الحِسِّ وَالمُلْكِ، وَفِيهَا يَظْهَرُ بِصُوَرٍ مُتَعَيِّنَةٍ كَوْنِيَّةٍ، وَهُوَ «العَالَمُ المَحْسُوسُ»، وَفِي‌ الثَّلاَثَةِ الا´خِرَةِ يَكُونُ لِلاَعْيَانِ ظُهُورٌ لاِنْفُسِهَا وَلاِمْثَالِهَا عِلْماً وَوُجْدَاناً.


الحُجب‌ الخمسة‌ في‌ صلوات‌ ابن‌ عربي‌ علی‌ الرسول‌ الاكرم‌
وقال‌ محيي‌ الدين‌ ابن‌ عربي‌ في‌ صلواته‌ علی‌ خاتم‌ الانبياء محمّد بن‌ عبد الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌:
اللَهُمَّ أَفِضْ صِلَةَ صَلَوَاتِكَ وَسَلاَمَةَ تَسْلِيمَاتِكَ عَلَی‌ أَوَّلِ التَّعَيُّنَاتِ المُفَاضَةِ مِنَ العَمَاءِ الرَّبَّانِي‌ِّ، وَآخِرِ التَّنَزُّلاَتِ المُضَافَةِ إلی النَّوْعِ الإنساني‌ِّ المُهَاجِرِ مِنْ مَكَّةَ ؛ كَانَ اللَهُ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ شَيْءٌ ثَانٍ، إلی مَدِينَةَ، وَهُوَ الا´نَ عَلَی‌ مَا هُوَ عَلَيْهِ كَانَ، مُحْصِي‌ عَوَالِمَ الحَضَرَاتِ الخَمْسِ فِي‌ وُجُودِهِ «وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَب'هُ فِي‌´ إِمَام‌ مُّبِينٍ».
وعبّر البعض‌ عن‌ هذه‌ العوالم‌ بعوالم‌ الطبع‌ والمثال‌ والروح‌ والسرّ والذات‌، وستجري‌ الاءشارة‌ إلی ذلك‌ في‌أنواع‌ وأقسام‌ المكاشفات‌.
واعتبرها بعضهم‌ سبعة‌ حُجب‌ ؛ واعتبر أنّ المراد بـ «الارضون‌ السبع‌» الحُجب‌ المادّيّة‌ والظلمانيّة‌، وأنّ «السماوات‌ السبع‌» الحُجب‌ النورانيّة‌ والملكوتيّة‌، وهي‌: عالم‌ الحسّ، المثال‌، العقل‌، السرّ، السرّ المستسرّ، السرّ المقنّع‌ بالسرّ، والذات‌. وقد ورد في‌ الروايات‌ أيضاً تعبير الحُجب‌ السبع‌.
واعتبرها بعضهم‌ عشرة‌ عوالم‌، حيث‌ ورد أنّ للاءيمان‌ عشرة‌ أجزاء، وأنّ سلمان‌ الفارسي‌ّ كان‌ له‌ الاجزاء العشرة‌.
هذا، وقد قسّم‌ المرحوم‌ نصير الدين‌ الطوسي‌ّ عليه‌ الرحمة‌ في‌ كتابه‌ «أوصاف‌ الاشراف‌» المنازل‌ إلی ستّ مراحل‌، ثمّ قسّم‌ كلّ مرحلة‌ من‌ المراحل‌ الخمس‌ الاُولي‌ إلی ستّ مراحل‌، فبلغ‌ مجموع‌ العوالم‌ ـ مع‌ العالم‌ الاخير الذي‌ عدّ له‌ مرحلة‌ واحدة‌ واحداً وثلاثين‌ عالماً.


ذكر الروايات‌ الواردة‌ في‌ حُجب‌ طريق‌ السلوك‌
وبلغ‌ بعضهم‌ بالحجب‌ إلی سبعين‌ حجاباً، حيث‌ روي‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 6، ص‌ 393، عن‌ «كشف‌ اليقين‌» بإسناده‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ رواية‌ عن‌ معراجه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ جاء فيها قوله‌: فَتَقَدَّمْتُ فَكَشَفَ لِي‌ عَنْ سَبْعِينَ حِجَاباً.
وأوصلها بعضهم‌ إلی مائة‌ حجاب‌، حيث‌ ذكر الخواجة‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ في‌ «منازل‌ السائرين‌» أنّ المنازل‌ عشرة‌، ثمّ قسّم‌ كلاّ منها إلی عشـرة‌ أجزاء، فبلغت‌ مائة‌ منزل‌. وبطـبيعة‌ الحال‌، فإنّ هذه‌ المنازل‌ المائة‌ تقابل‌ مائة‌ اسم‌ من‌ أسماء الله‌ تعإلی، أحدها هو الاسم‌ المخزون‌ المكنون‌، أمّا التسعة‌ والتسعون‌ اسماً الاُخري‌ فمعلومة‌. ولذا فقد جاء في‌ كثير من‌ روايات‌ الخاصّة‌ والعامّة‌ أنّ للّه‌ تعإلی تسعة‌ وتسعين‌ اسماً.
فقد جاء في‌ «التوحيد» و«الخصال‌» مُسنداً عن‌ سليمان‌ بن‌ مهران‌، عن‌ جعفر بن‌ محمّد، عن‌ آبائه‌، عن‌ علی‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلمّ: إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً مِائَةً إلاَّ وَاحِداً، مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ...
قال‌ الصدوق‌ في‌ «الخصال‌» بعد عدّ هذه‌ الاسماء واحداً بعد واحد: وَقَدْ رَوَيْتُ هَذَا الخَبَرَ مِنْ طُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ وَأَلفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ.
وروي‌ في‌ «التوحيد» مسنداً عن‌ الهروي‌ّ، عن‌ الرضا، عن‌ آبائه‌، عن‌ علی‌ عليهم‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْماً، مَنْ دَعَا اللَهَ بِهَا اسْتَجَابَ لَهُ، وَمَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ.
كما روي‌ في‌ «التوحيد» مسنداً عن‌ أبي‌ هريرة‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: إنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَإلی تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْماً، مِائَةً إلاَّ وَاحِداً ـ إنَّهُ وَتْرٌ يُحِبُّ الوَتْرَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ.
وورد في‌ بعض‌ الروايات‌ أنّ للّه‌ تعإلی ثلاثمائة‌ وستّين‌ اسماً، حيث‌ ورد في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 112، مسنداً عن‌ إبراهيم‌ بن‌ عمر، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
إنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَإلی خَلَقَ اسْماً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوِّتٍ، وَبِاللَّفْظِ غَيْرَ مُنْطَـقٍ، وَبِالشَّـخْصِ غَيْرَ مُجَسَّـدٍ، وَبِالتَّشْـبِيهِ غَيْرَ مَوْصُـوفٍ، وَبِاللَّوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ، مَنْفِي‌ٌّ عَنْهُ الاَقْطَارُ، مُبَعَّدٌ عَنْهُ الحُدُودُ، مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ، مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ ؛ فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّةً عَلَی‌ أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعاً، لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الا´خَرِ ؛ فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلاَثَةَ أَسْمَاءٍ لِفَاقَةِ الخَلْقِ إلَيْهَا، وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِداً، وَهُوَ الاسْمُ المَكْنُونُ المَخْزُونُ. فَهَذِهِ الاَسْمَاءُ الثَّلاَثَةُ الَّتِي‌ ظَهَرَتْ. فَالظَّاهِرُ هُوَ اللَهُ تَبَارَكَ وَتَعَإلی. وَسَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هَذِهِ الاَسْمَاءِ أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ، فَذَلِكَ اثْنَا عَشَرَ رُكْناً. ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا ثَلاَثِينَ اسْماً فِعْلاً مَنْسُوباً إلَيْهَا، فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ... إلی أن‌ قال‌: فَهَذِهِ الاَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الاَسْمَاءِ الحُسْنَي‌ حَتَّي‌ تَتِمَّ ثَلاَثْمِائَةٍ وَسِتِّينَ اسْماً، فَهِي‌َ نِسْبَةٌ لِهَذِهِ الاَسْمَاءِ الثَّلاَثَةِ... وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَإلی: «قُلِ ادْعُوا اللَهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـ'نَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الاْسْمَآءُ الْحُسْنَي‌'». (الآية‌ 110، من‌ السورة‌ 17: الاءسراء).
وقال‌ بعضهم‌ بأنّ الحُجب‌ ألف‌ حِجاب‌، مقابل‌ أسماء الله‌ تعإلی الالف‌. وصرّح‌ بعضهم‌ بأنّها سبعون‌ ألفاً ؛ حيث‌ روي‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 6، ص‌ 395، نقلاً عن‌ «كشف‌ اليقين‌»، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌:
وَوَصَلْتُ إلی حُجُبِ رَبِّي‌ دَخَلْتُ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ، بَيْنَ كُلِّ حِجَابٍ إلی حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ العِزَّةِ وَالقُدْرَةِ وَالبَهَاءِ وَالكَرَامَةِ وَالكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ وَالنُّورِ وَالظُّلْمَةَ وَالوَقَارِ وَالكَمَالِ، حَتَّي‌ وَصَلْتُ إلی حِجَابِ الجَلاَلِ.


ذكر روايات‌ طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ
[2]ـ اعلم‌ أنّ رواية‌ «طلبُ العِلم‌ فَريضةٌ علی‌ كُلِّ مُسلمٍ» من‌ الروايات‌ المشهورة‌ والمستفيضة‌. أمّا الرواية‌ التي‌ وردت‌ بعطف‌ لفظة‌ «مسلمة‌» علی‌ لفظة‌ «مسلم‌»، فلم‌ ترد إلاّ في‌ موارد معدودة‌ فقط‌ في‌ روايات‌ مرفوعة‌.
أوّلها: في‌ «مصباح‌ الشريعة‌»، حيث‌ وردت‌ في‌ موضعَين‌، أحدهما في‌ الباب‌ الثالث‌، قال‌: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ. وهو علم‌ النفس‌. والثاني‌ في‌ الباب‌ الثاني‌ والستّين‌، قال‌: قَالَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، أي‌: عِلم‌ التقوي‌ واليقين‌.
الثاني‌: في‌ مقدّمة‌ كتاب‌ «معالم‌ الاُصول‌»، حيث‌ يروي‌ عن‌ الكليني‌ّ، إلاّ أنّ من‌ غير المعلوم‌ أ نّه‌ كان‌ بخطّ صاحب‌ «المعالم‌» أو من‌ إضافات‌ النسّاخ‌. ذلك‌ أنّ رواية‌ «الكافي‌» لا تتضمّن‌ لفظ‌ «مسلمة‌».
الثالث‌: في‌ «المحجّة‌ البيضاء» ج‌ 1، ص‌ 4، عن‌ الغزّإلی، مع‌ أنّ «إحياء العلوم‌» ج‌ 1، ص‌ 3، خالٍ من‌ هذا اللفظ‌.
الرابع‌: رواية‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 1، ص‌ 57، نقلاً عن‌ «غوإلی اللئإلی» قال‌: قال‌ النـبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علـيه‌ وآله‌ وسـلّم‌: طَلَـبُ العِلْـمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ.
والخامس‌: في‌ مقدّمة‌ تفسير «مجمع‌ البيان‌» ص‌ 1، قال‌: وقد صحّ عن‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ ما رواه‌ لنا الثقات‌ بالاسانيد الصحيحة‌ مرفوعاً إلی إمام‌ الهدي‌ وكَهفِ الوري‌ أبي‌ الحسن‌ علی‌ بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ السلام‌، عن‌ آبائه‌ سيّدٍ عن‌ سيّد، وإمامٍ عن‌ إمام‌، إلی أن‌ اتّصل‌ به‌ عليه‌ وآله‌ السلام‌، أ نّه‌ قال‌: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، فَاطْلُبُوا العِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ الحديث‌.
وأمّا الطرق‌ الاُخري‌ لهذه‌ الرواية‌، فخالية‌ من‌ لفظة‌ «مسلمة‌» ؛ حيث‌ روي‌ في‌ نفس‌ المجلد من‌ كتاب‌ «البحار» ص‌ 55، عن‌ «أمإلی الشيخ‌»، بإسناده‌ عن‌ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌، عن‌ آبائه‌، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليهم‌ السلام‌ قال‌: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ، فَاطْلُبُوا العِلْمَ مِنْ مَظَانِّهِ... الحديث‌. وظاهراً أنّ متن‌ هذه‌ الرواية‌ هو متن‌ الرواية‌ التي‌ نقلناها عن‌ تفسير «مجمع‌ البيان‌»، إلاّ أ نّها وردت‌ هنا بعطف‌ لفظة‌ «مسلمة‌»، بينما خلت‌ في‌ الاُولي‌ منها.
وروي‌ في‌ ص‌ 56، عن‌ «أمإلی الشيخ‌» بسنده‌ عن‌ المجاشعي‌ّ، عن‌ الإمام‌ الصادق‌، عن‌ آبائه‌ عليهم‌ السلام‌، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: العَالِمُ بَيْنَ الجُهَّالِ كَالحَي‌ِّ بَيْنَ الاَمْوَاتِ... إلی أن‌ قال‌: وَإنَّ طَلَبَ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ.
كما روي‌ في‌ نفس‌ الصفحة‌ عن‌ «بصائر الدرجات‌»، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ. أَلاَ إنَّ اللَهَ يُحِبُّ بُغَاةَ العِلْمِ.
وروي‌ في‌ نفس‌ الصفحة‌ عن‌ «بصائر الدرجات‌» أيضاً، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: طَلَبُ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ.
وروي‌ في‌ ص‌ 14، عن‌ «روضة‌ الواعظين‌»، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: الشَّاخِصُ فِي‌ طَلَبِ العِلْمِ كَالمُجَاهِدِ فِي‌ سَبِيلِ اللَهِ. إنَّ طَلَبَ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ....
وروي‌ في‌ ص‌ 51، عن‌ «روضة‌ الواعظين‌» عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، قال‌: اطْلُبُوا العِلْمَ وَلَوْ بِالصِّينِ، فَإنَّ طَلَبَ العِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَی‌ كُلِّ مُسْلِمٍ.
وعلی‌ أيّة‌ حال‌، فإنّ هذه‌ الروايات‌ قد خلت‌ من‌ لفظة‌ «مسلمة‌»، إلاّ أن‌ من‌ المسلّم‌ أنّ المراد بها يشمل‌ النساء المسلمات‌ أيضاً، فقد ورد لفظ‌ «مسلم‌» للجنس‌ مقابل‌ الكافر، وليس‌ المراد به‌ الرجل‌ المسلم‌ مقابل‌ المرأة‌ المسلمة‌. وبطبيعة‌ الحال‌ فإنّ مثل‌ هذا النوع‌ من‌ التعبير الذي‌ يُراد به‌ الجنس‌ لا يُقصَد به‌ خصوص‌ المذكّر، وقد ورد لذلك‌ نظائر وأشباه‌ في‌ أحكام‌ الشريعة‌ أُريد بها الجنس‌، مثل‌ قوله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ. أو قوله‌: المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ التي‌ يراد بها جميع‌ أفراد جنس‌ المسلمين‌ والمهاجرين‌، دون‌ أن‌ يكون‌ للمذكّر أو المؤنّث‌ دخلاً في‌ ذلك‌.


الروايات‌ الواردة‌ في‌ ذمّ العمل‌ من‌ غير علم
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا الحديـث‌ في‌ «بحار الانـوار» ج‌ 1، ص‌ 64، نقلاً عن‌ «الامإلی» للصدوق‌، عن‌ طلحة‌ بن‌ زيد ؛ كما نقله‌ عن‌ «المحاسن‌». ونقله‌ في‌ ص‌ 65 عن‌ «المجالس‌» للمفيد بإسناده‌ عن‌ موسي‌ بن‌ بكر، عمّن‌ سمع‌ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: العَامِلُ عَلَی‌ غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلَی‌ السَّرَابِ بِقِيعَةٍ، لاَ يَزِيدُ سُرْعةُ سَيْرِهِ إلاَّ بُعْداً.
ونقل‌ في‌ نفس‌ الصفحة‌ عن‌ «نهج‌ البلاغة‌» أنّ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ قال‌ بعد كلامٍ له‌: فَإنَّ العَامِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَی‌ غَيْرِ طَرِيقٍ، فَلاَ يَزِيدُهُ بُعْدُهُ عَنِ الطَّرِيقِ إلاَّ بُعْداً مِنْ حَاجَتِهِ. وَالعَامِلُ بِالعِلْمِ كَالسَّائِرِ عَلَی‌ الطَّرِيقِ الوَاضِحِ. فَلْيَنْظُرْ نَاظِرٌ أَسَائِرٌ هُوَ أَمْ رَاجِعٌ؟
ونقل‌ في‌ نفس‌ الصفحة‌ عن‌ «المحاسن‌» للبرقي‌ّ، عن‌ ابن‌ فضّال‌، عمّن‌ رواه‌ عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ آبائه‌ عليهم‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: مَنْ عَمِلَ عَلَی‌ غَيْرِ عِلْمٍ، كَانَ مَا يُفْسِدُهُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ.


التقسيم‌ الرباعي‌ّ للاسفار الإلهيّة‌ واختصاص‌ العشق‌ والسكر بالسفر الاوّل‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ اعلم‌ أنّ أساطين‌ المعرفة‌ من‌ العرفاء الشامخين‌ قد قسّموا الاسفار الاءلهيّة‌ إلی أربعة‌ أسفار. فقد قال‌ المولي‌ صدرا الشيرازي‌ّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ أوّل‌ كتاب‌ «الاسفار» ج‌ 1، ص‌ 13:
وَاعْلَمْ أَنَّ لِلسُّلاَّكِ مِنَ العُرَفَاءِ وَالاَوْلِيَاءِ أَسْفَاراً أَرْبَعَةً:
أَحَدُهَا: السَّفَرُ مِنَ الخَلْقِ إلی الحَقِّ.
وَثَانِيهَا: السَّفَرُ بِالحَقِّ فِي‌ الحَقِّ.
وَالسَّفَرُ الثَّالِثُ: يُقَابِلُ الاَوَّلَ لاِ نَّهُ مِنَ الحَقِّ إلی الخَلْقِ بِالحَقِّ.
وَالرَّابِعُ: يُقَابِلُ الثَّانِي‌ مِنْ وَجْهٍ، لاِ نَّهُ بِالحَقِّ فِي‌ الخَلْقِ.
ونظراً لانّ العِشق‌ والسُّكر ينحصران‌ في‌ السفر الاوّل‌، وأنّ بقيّة‌ الاسفار تخلو من‌ الحماس‌ والهيجان‌، بل‌ في‌ بعض‌ مراحلها الطمأنينة‌ والسكينة‌، فإنّ شعر الخواجة‌ حافظ‌:
نگويمت‌ كه‌ همه‌ ساله‌ مي‌ پرستي‌ كن‌ سه‌ ماه‌ مي‌ خور ونه‌ ماه‌ پارسا مي‌ باش‌ 1
يقول‌: «لم‌ أقُل‌ لك‌ أن‌ تعبد الخمرة‌ طوال‌ السنة‌، بل‌ قلت‌: اقرع‌ الكأس‌ ثلاثة‌ أشهر وكُن‌ تقيّاً في‌ التسعة‌ الباقية‌».
عائد إلی السفر الاوّل‌، وليس‌ إلی الثلاثة‌ الباقية‌.


بيان‌ المرحومَين‌ السبزواري‌ّ والقمشئي‌ّ في‌ خصوص‌ الاسفار الاربعة‌
وللمرحوم‌ الحاجّ السبزواري‌ّ قدّس‌ سرّه‌ كلام‌ في‌ هذه‌ الاسفار الاربعة‌ ذكره‌ في‌ حاشيته‌ علی‌ «الاسفار» ج‌ 1، ص‌ 18، نورد خلاصته‌ هنا:
قالَ الشيخُ المحقّق‌ كمال‌ الدين‌ عبد الرزّاق‌ الكاشي‌ّ قدّس‌ سرّه‌: السَّفر هو توجّه‌ القلب‌ إلی الحقّ تعإلی، والاسفار أربعة‌:
الاوّل‌: هو السير إلی الله‌ من‌ منازل‌ النفس‌ إلی الوصول‌ إلی الاُفق‌ المبين‌، وهو نهاية‌ مقام‌ القلب‌ ومبدأ التجلّيات‌ الاسمائيّة‌.
الثاني‌: هو السير في‌ الله‌ بالاتّصال‌ بصفاته‌ والتحقّق‌ بأسمائه‌ إلی الاُفق‌ الاعلی‌ ونهاية‌ الحضرة‌ الواحديّة‌.
الثالث‌: هو الترقّي‌ إلی عين‌ الجمع‌ والحضرة‌ الاحديّة‌، وهو مقام‌ قاب‌ قوسَين‌ ما بقيت‌ الاثنينيّة‌، فإذا ارتفع‌ فهو مقام‌ «أو أدني‌»، وهو نهاية‌ الولاية‌.
الرابع‌: السير بالله‌ عن‌ الله‌ للتكميل‌، وهو مقام‌ البقاء بعد الفناء والفرق‌ بعد الجمع‌.
ثمّ يذكر المرحوم‌ السبزواري‌ّ قدّس‌ سرّه‌ توضيحات‌ لمرتبة‌ الاحديّة‌ والواحديّة‌ ومعني‌ القلب‌ والروح‌، ومعني‌ العوالم‌ السبعة‌ لدي‌ العرفاء، حيث‌ فسّرها بمقام‌ الطبع‌ والنفس‌ والقلب‌ والروح‌ والسرّ والخفي‌ّ والاخفي‌.
وقسّم‌ في‌ حاشية‌ ص‌ 21، من‌ الجزء الاوّل‌ من‌ «الاسفار» مقام‌ الفناء في‌ الله‌ إلی مراتب‌، وذكر تسلسلها: المحو والطَّمْس‌ والمَحْق‌. ثمّ قال‌: المَحْوُ فناء أفعال‌ العبد في‌ فِعل‌ الحقِّ تعإلی، والطَّمس‌ فناء صفاته‌ في‌ صفته‌، والمَحْق‌ فناء وجوده‌ في‌ وجوده‌. بَيدَ أنّ المرحوم‌ أقا محمّد رضا القمشئي‌ّ ذكر بياناً في‌ كيفيّة‌ مراتـب‌ الفـناء بترتـيب‌ آخر، فقد ذكـر في‌ حاشيته‌ علی‌ «الاسفار»، ج‌ 1، ص‌ 13، فما بعد كلاماً هذا إجماله‌:
السفر الاوّل‌ (وهو من‌ الخلق‌ إلی الحقّ) برفع‌ الحُجب‌ الظلمانيّة‌ والنورانيّة‌، حيث‌ إنّ الحُجب‌ الظلمانيّة‌ متعلّقة‌ بالنفس‌، أمّا الحجب‌ النورانيّة‌ فمتعلّقة‌ بالقلب‌ والروح‌. ويجب‌ علی‌ السالك‌ أن‌ يعبر الانوار القلبيّة‌ والاضواء الروحيّة‌، وأن‌ يتحرّك‌ من‌ مقام‌ النفس‌ إلی القلب‌، ومن‌ القلب‌ إلی الروح‌، ومن‌ الروح‌ إلی المقصد الاقصي‌. فالعوالم‌ بين‌ السالك‌ والحقيقة‌ هي‌ ـ إذاً ثلاثة‌ عوالم‌، وجميع‌ الحجب‌ التي‌ ورد ذِكرها في‌ الاخبار أو علی‌ لسان‌ الاعلام‌ تتعلّق‌ بأجمعها بهذه‌ الحُجب‌ الثلاثة‌.
وحين‌ تُزاح‌ هذه‌ الحُجب‌ الثلاثة‌، وتُطوي‌ هذه‌ العوالم‌ الثلاثة‌، يعني‌ النفس‌ والقلب‌ والروح‌، فإنّ السالك‌ سيصل‌ إلی معرفة‌ جمال‌ الحقّ، ويفني‌ في‌ ذات‌ الحقّ. ولذا يدعي‌ هذا المقام‌ بمقام‌ الفناء في‌ الذات‌. وهنا مقامات‌ ثلاثة‌: السرّ، والخفي‌ّ، والاخفي‌ ؛ وتقع‌ في‌ السفر الثاني‌. ويُعبّـر عن‌ مقام‌ الروح‌ أحياناً بالعقل‌. ونظـراً إلی تفصـيل‌ شـهـود المعقولات‌، فإنّهم‌ عدّوا مقام‌ العقل‌ غير مقام‌ الروح‌. ولذا يصبح‌ مجموع‌ المقامات‌ في‌ السفرَين‌ الاوّل‌ والثاني‌ سبعة‌ مقامات‌: مقام‌ النفس‌، مقام‌ القلب‌، مقام‌ العقل‌، مقام‌ الروح‌، مقام‌ السرّ، مقام‌ الخفي‌ّ، مقام‌ الاخفي‌.
وهذه‌ المقامات‌ السبعة‌ هي‌ مراتب‌ الولاء وبلاد العشق‌ التي‌ ذكرها المولوي‌ّ في‌ قوله‌:

هفت‌ شهر عشق‌ را عطّار گشت‌ ما هنوز اندر خم‌ يك‌ كوچه‌ ايم‌

يقول‌: «لقد طاف‌ «العطّار» بلاد العشـق‌ السـبعة‌، وما برحنا في‌ منعطف‌ الزقاق‌ الاوّل‌».
فإذا عبر السالك‌ من‌ مقام‌ الروح‌ وتجلّي‌ أمامه‌ جمال‌ الحقّ وأفني‌ نفسه‌ في‌ ذات‌ الحقّ، تمّ سفره‌ الاوّل‌ وأضحي‌ وجوده‌ حقّانيّاً، وطرأ عليه‌ المحو، وبلغ‌ مقام‌ الولاية‌. ثمّ إنّه‌ يشرع‌ في‌ السفر الثاني‌ من‌ موقف‌ الذات‌ (وهو مقام‌ السرّ)، فيسير الكمالات‌ الواحد تلو الا´خر، حتّي‌ يشاهد جميع‌ كمالات‌ الحقّ ويشاهد نفسه‌ فانياً في‌ جميع‌ الاسماء والصفات‌، فبِه‌ يَسمع‌ وبِه‌ يُبصر وبِه‌ يَمشي‌ وبه‌ يَبطِش‌.
والسرّ هو مقام‌ الفـناء فـي‌ الذات‌، والخفي‌ّ ـ وهو أعلی‌ منه‌ مقام‌ الفناء في‌ الصفات‌ والاسماء والافعال‌، و مقام‌ الاخفي‌ هو مقام‌ الفناء عن‌ فنائَي‌ الذات‌ والصفة‌، وهو نهاية‌ السفر الثاني‌.
وإن‌ شئت‌ قلت‌: السرّ فناء ذاته‌، وهو منتهي‌ السفر الاوّل‌ ومبدأ السفر الثاني‌. والخفاء هو الفناء في‌ الاُلوهيّة‌. والاخفي‌ هو الفناء عن‌ الفناءين‌، فيتمّ دائـرة‌ الولاية‌ وينتهي‌ السفر الثاني‌ وينقطـع‌ فناؤه‌ ويأخذ في‌ السفر الثالث‌.
فالسفر الاوّل‌ ـ إذاً هو العبور من‌ عالم‌ الناسوت‌ والملكوت‌ والجبروت‌، والسفر الثاني‌ هو العبور من‌ عالم‌ اللاهوت‌. أمّا السفر الثالث‌ (وهو السفر من‌ الحقّ إلی الخلق‌) فأعلی‌ من‌ السفر الثاني‌، أي‌ أنّ السُّكر والمحو سيزولان‌، فيسير السالك‌ ـ مع‌ وجود الفناء في‌ الحقّ والفناء في‌ صفات‌ الحقّ والفناء عن‌ الفناء في‌ مقام‌ أفعال‌ السلوك‌، ويصبح‌ ـ مع‌ الصحو التامّ باقياً ببقاء الحقّ، ويشاهد جميع‌ عوالم‌ الجبروت‌ والملكوت‌ والناسوت‌ بأعيانها ولوازمها، ويُخبر عن‌ معارف‌ الذات‌ والصفات‌ والافعال‌.


بيان‌ المرحوم‌ الحكيم‌ العلاّمة‌ النوري‌ّ في‌ كيفيّة‌ الاسفار الاربعة‌
وقد ذكر المرحوم‌ الحكيم‌ العلاّمة‌ الميرزا حسن‌ النوري‌ّ نجل‌ الحكيم‌ المتأ لّه‌ المولي‌ علی‌ النوري‌ّ في‌ حاشيته‌ علی‌ «الاسفار» ج‌ 1، ص‌ 16 و 17، كلاماً يُلقي‌ ـ مع‌ بساطته‌ أضواء علی‌ كيفيّة‌ الاسفار الاربعة‌، وهو كلام‌ يمكن‌ فهمه‌ من‌ قبل‌ العامّة‌، وإجماله‌ ما يلي‌:
أنّ الإنسان‌ ما لم‌ يخطو في‌ مسيرة‌ السلوك‌ العلمي‌ّ والنظري‌ّ، فإنّه‌ ـ علی‌ الدوام‌ سيشاهد الكثرة‌ ويغفل‌ عن‌ مشاهدة‌ الوحدة‌، فتكون‌ الكثرة‌ حاجباً عن‌ الوحدة‌.
فإن‌ هو سار في‌ السلوك‌ العلمي‌ّ، وتحرّك‌ من‌ الا´ثار باحثاً عن‌ المؤثِّر، ومن‌ الموجودات‌ مفتّشاً عن‌ الصانع‌، فإنّ الكثرات‌ ستضمحلّ شيئاً فشيئاً وتتبدّل‌ بالوحدة‌ الصرفة‌ الحقّة‌ الحقيقيّة‌، بحيث‌ إنّه‌ لن‌ يشاهد الكثرة‌ أبداً ولا ينظر أعيان‌ الموجودات‌،ولا يري‌ شيئاً غير الوحدة‌، فتكون‌ الوحدة‌ آنذاك‌ حجاباً عن‌ الكثرة‌، ويستغرق‌ السالك‌ في‌ مشاهدتها عن‌ مشاهدة‌ الكثرة‌.
ومنزلة‌ هذا المنزل‌ في‌ السلوك‌ الحإلی بمنزلة‌ السفر الاوّل‌ للسالك‌ العارف‌، الذي‌ ذكره‌ المولي‌ صدرا في‌ كتابه‌. وهو السفر من‌ الخلق‌ إلی الحقّ ؛ أي‌: من‌ الكثرة‌ إلی الوحدة‌.
وحين‌ يصل‌ إلی عالم‌ الوحدة‌ ويُحجب‌ عن‌ مشاهدة‌ الكثرة‌، فإنّه‌ يستدلّ بذات‌ الحقّ بالسلوك‌ العلمي‌ّ في‌ أوصاف‌ الحقّ وأسمائه‌ وأفعاله‌ مرتبةً بعد مرتبة‌ ؛ وهذه‌ المرتبة‌ بمنزلة‌ السفر الثاني‌ في‌ السلوك‌ الحإلی، وهو السفر في‌ الحقّ بالحقّ.
أمّا في‌ الحقّ، فلكَون‌ هذا السفر في‌ صفات‌ الحقّ وأسمائه‌ وخواصّه‌. وأمّا كونه‌ بالحقّ، فلانّ السالك‌ حينئذٍ متحقّق‌ بحقيقة‌ الحقّ، وخارجٌ عن‌ إنّيّته‌ وإنّيّة‌ جميع‌ الكثرات‌ والاعيان‌، فانٍ في‌ ذاته‌ وصفاته‌ وأسمائه‌.
ويحصل‌ كثيراً في‌ هذا المقام‌ أن‌ ينشرح‌ صدر السالك‌ وتنحلّ عقدة‌ لسانه‌، فيري‌ الوحدة‌ في‌ الكثرة‌، والكثرةَ في‌ الوحدة‌، دون‌ أن‌ يحجب‌ أحدهما الا´خر، ويكون‌ السـالك‌ جامعاً لكلا النشـأتَين‌، وبرزخاً بين‌ المقامَين‌، ويكون‌ له‌ آنذاك‌ قابليّة‌ تعليم‌ الناقصين‌، ويصبح‌ مرشداً لضعفاء العقول‌ والنفوس‌.
ومنزلة‌ هذه‌ المرتـبة‌ من‌ السـلوك‌ الحإلی والعمـلي‌ّ بمنـزلة‌ السـفر الثالث‌، وهو السفر من‌ الحقّ إلی الخلق‌ بالحقّ. وهناك‌ مرحلة‌ أُخري‌ أرقي‌ من‌ هذه‌ المرحلة‌ وأدقّ وأكمل‌ وأتقن‌ منها، وهي‌ الاستدلال‌ بوجود الحقّ علی‌ الحقّ ووجود غير الحقّ، بحيث‌ تنتفي‌ الواسطة‌ في‌ البرهان‌ بين‌ وجوده‌ ووجود سواه‌. ويُدعي‌ هذا البرهان‌ ببرهان‌ «اللِّمّ» وطريقة‌ «الصدّيقين‌». وهذه‌ المرتبة‌ بمنزلة‌ السفر الرابع‌، وهو السفر في‌ الخلق‌ بالحقّ.
وكما هو ملاحظ‌، فإنّه‌ قد قام‌ بعملية‌ تنظير بين‌ الترقّيات‌ العِلميّة‌ والنظريّة‌ في‌ الحكمة‌ الاءلهيّة‌ وبين‌ السير وتكامل‌ المقامات‌ العرفانيّة‌ العمليّة‌، وشبّه‌ مراتب‌ السلوك‌ العملي‌ّ لاصحاب‌ المعرفة‌ بمراتب‌ الاستدلالات‌ البرهانيّة‌ علی‌ وجود الحقّ جلّ وعزّ.
وأغلب‌ حالات‌ بكاء السالكين‌ وتضرّعهم‌ وانقلاب‌ أحوالهم‌ تحصل‌ خلال‌ السير الاوّل‌ بسبب‌ جذبهم‌ بالجذبات‌ الاءلهيّة‌ التي‌ تجذبهم‌ إلی حريم‌ القُدس‌ الاءلهي‌ّ.
أمّا السفر الثاني‌ فيتمحّض‌ السالك‌ في‌ مشاهدة‌ جمال‌ الاحديّة‌ في‌ مظاهر عالم‌ الاءمكان‌.


تطبيق‌ بعض‌ مضامين‌ دعاء سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ يوم‌ عرفة‌ علی‌ المقامات‌ الحاصلة‌ في‌ سفرَي‌ السلوك‌ الثالث‌ والرابع‌
ولعلّ الفقرات‌ التي‌ رواها السيّد الاجلّ علی‌ بن‌ طاووس‌ في‌ كتاب‌ «الاءقبال‌» عن‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌، ذيل‌ دعائه‌ عليه‌ السلام‌ يوم‌ عرفة‌ في‌ مناجاته‌ للحضرة‌ الاحديّة‌، عائداً لبعض‌ مقامات‌ السفرين‌ الثالث‌ والرابع‌، ومن‌ جملته‌:
إلَهِي‌! إنَّ اخْتِلاَفَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ طَوَاءِ مَقَادِيرِكَ مَنَعَا عِبَادَكَ العَارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إلی عَطَاءٍ، وَاليَأْسِ مِنْكَ فِي‌ بَلاَءٍ....
كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِمَا هُوَ فِي‌ وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ إلَيْكَ؟ أَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ، حَتَّي‌ يَكُونَ هُوَ المُظْهِرَ لَكَ؟ مَتَي‌ غِبْتَ حَتَّي‌ تَحْتَاجَ إلی دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَيْكَ؟ وَمَتَي‌ بَعُدْتَ حَتَّي‌ تَكُونَ الا´ثَارُ هِي‌َ الَّتِي‌ تُوصِلُ إلَيْكَ؟ عَمِيَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ عَلَيْهَا رَقِيباً، وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ يَنَلْ مِنْ حُبِّكَ نَصِيباً.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ يقول‌: «ليس‌ مِن‌ رأسٍ إلاّ وفيه‌ هيجان‌ عشقك‌، وليس‌ مِن‌ نظر إلاّ ويزدان‌ بمنظرك‌ الجميل‌.
لم‌ تمرّ ليلة‌ إلاّ وأ نّت‌ كلابُ دربك‌ إلی السَّحَر من‌ آهاتي‌ الحرّي‌ لفراق‌ طلعتك‌ وطُرّة‌ شعرك‌.
ألا تري‌ صدري‌ قد تصدّع‌ من‌ غمّ الحبيب‌ مئات‌ المرّات‌، إذ ليس‌ من‌ كَبِدٍ إلاّ وأضحت‌ من‌ حرقته‌ كشقائق‌ النعمان‌.
ليس‌ هناك‌ موسي‌ ليسمع‌ نداء «أنا الحقّ»، إذ ليس‌ من‌ شجرة‌ إلاّ وتحتها زمزمة‌ بهذا النداء.
لو لم‌ تكن‌ أعيننا كأعين‌ الخفّاش‌، لشاهدت‌ حُسنه‌ الذي‌ لا يخلو منه‌ شي‌ء».


الاحاديث‌ الواردة‌ في‌ الرفق‌ والمداراة‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 47، ولفظه‌: إنَّ العِلْمَ خَلِيلُ المُؤْمِنِ، وَالحِلْمُ وَزِيرُهُ، وَالعَقْلُ أَمِيرُ جُنُودِهِ، وَالرِّفْقُ أَخُوهُ، وَالبِرُّ وَالِدُهُ.
وورد في‌ «بحار الانوار» ج‌ 17، ص‌ 184، عن‌ «تحف‌ العقول‌»، أنّ الصادق‌ عليه‌ السـلام‌ قال‌: إنَّ العِلْمَ خَلِيـلُ المُؤْمِـنِ، وَالحِلْـمُ وَزِيـرُهُ، وَالصَّبْرُ أَمِيرُ جُنُـودِهِ، وَالرِّفْقُ أَخُوهُ، وَاللِّينُ وَالِدُهُ. («تحف‌ العقول‌» ص‌ 361).
وجاء في‌ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 55، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ؛ وفي‌ «البحار» ج‌ 17، ص‌ 111، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 87 ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (كتاب‌ الاخلاق‌)، ص‌ 173، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌:
يَا عَلِي‌ُّ! إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلاَ تُبَغِّضْ إلی نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ «فَـ»إنَّ المُنْبَتَّ لاَ ظَهْراً أَبْقَي‌ وَلاَ أَرْضاً قَطَعَ. فَاعْمَلْ عَمَلَ مَنْ يَرْجُو أَنْ يَمُوتَ هَرَماً، وَاحْذَرْ حَذَرَ مَنْ يَتَخَوَّفُ أَنْ يَمُوتَ غَداً.
ونُقل‌ في‌ «سفينة‌ البحار» ج‌ 2، ص‌ 113، مادّة‌ «عَبَدَ»، حديث‌ شريف‌ آخر عنه‌ (أي‌ عن‌ أبي‌ جعفر عليه‌ السلام‌)، عنه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌:
إنَّ هَذَا الدِّيـنَ مَتِينٌ فَأَوْغِـلُوا فِيهِ بِـرِفْقٍ، وَلاَ تُكَرِّهُوا عِبَادَةَ اللَهِ إلی عِبَادِ اللَهِ، فتَكُونُوا كَالرَّاكِبِ المُنْبَتِّ الَّذِي‌ لاَ سَفَراً قَطَعَ وَلاَ ظَهْراً أَبْقَي‌.
ثمّ قال‌ (المحدّث‌ القمّي‌ّ):
بيان‌: الاءيغال‌: السير الشديد. يريد صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: سِرْ فيه‌ بِرِفق‌. ويُحتمَل‌ أن‌ يكون‌ الاءيغال‌ هنا مُتعدّياً، أي‌ أدخِلوا الناسَ برفقٍ. فإنّ الوُغولَ الدُّخول‌ في‌ الشي‌ء. والمُنْبَتّ: الذي‌ انقطع‌ به‌ في‌ سفره‌ وعَطَبَت‌ راحلتُه‌، من‌ البَتّ وهو القطع‌. انتهي‌ موضع‌ الحاجة‌.
وأصل‌ هذا الحديث‌ مروي‌ّ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 86 ؛ وروي‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 15، (كتاب‌ الاخلاق‌)، ص‌ 172، نقلاً عن‌ كتاب‌ «الكافي‌».
وروي‌ السيّد الرضي‌ّ رحمه‌ الله‌ في‌ «المجازات‌ النبويّة‌» ص‌ 174 قال‌:
إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ، وَلاَ تُبَغِّضْ إلی نَفْسِكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ، فَإنَّ المُنْبَتَّ لاَ أَرْضاً قَطَعَ وَلاَ ظَهْراً أَبْقَي.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 86، بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ حفص‌ بن‌ البَختري‌، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ؛ وورد في‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (كتاب‌ الاخلاق‌)، ص‌ 173، نقلاً عن‌ «الكافي‌».
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وردت‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (كتاب‌ الاخلاق‌)، ص‌ 174، نقلاً عن‌ «الكافي‌»، بسنده‌ عن‌ علي‌ّ، عن‌ أبيه‌، عن‌ حمّاد، عن‌ حريز، عن‌ زرارة‌. («الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 82).
ورواها في‌ «فروع‌ الكافي‌» ج‌ 3، ص‌ 274، عن‌ محمّد بن‌ يحيي‌، عن‌ أحمد بن‌ محمّد، عن‌ حمّاد، عن‌ حريز. ووردت‌ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (كتاب‌ الاخلاق‌)، ص‌ 173، عن‌ «السرائر»، عن‌ حريز، عن‌ زرارة‌، بهذا الطريق‌، قال‌:
قال‌ أبو جعفر عليه‌ السلام‌: اعْلَمْ أَنَّ أَوَّلَ الوَقْتِ أَبَداً أَفْضَلُ. فَعَجِّلْ بَالخَيْرِ مَا اسْتَطَعْتَ. وَأَحَبُّ الاَعْمَالِ إلی اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ العَبْدُ وَإنْ قَلَّ.
المحاسبة‌
السابع‌: المحاسبة‌.
فقد أُمِر بها في‌ حديث‌: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا.
وقال‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليه‌ السلام‌: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ كُلَّ يَوْمٍ.العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
وهي‌ عبارة‌ عن‌ تخصيص‌ وقتٍ معيّن‌ من‌ يومه‌ لمحاسبة‌ نفسه‌، فينظر إلی ما عزم‌ علی‌ فعله‌ مع‌ سائر الاحكام‌ اللازمة‌، أخانه‌ عامله‌ (أي‌ بدنه‌ أو نفسه‌) في‌ تنفيذه‌ أم‌ لا؟


المؤاخذة‌
الثامن‌: المؤاخذة‌.
وهي‌ عبارة‌ عن‌ التزامه‌ بالتأديب‌ والعقوبة‌ عند ظهور الخيانة‌، سواء بالعتاب‌ والخطاب‌، بل‌ بالزجر والضرب‌ والتعذيب‌. وقد أُثر عن‌ أحد الاكابر أ نّه‌ كان‌ يضع‌ عند مصلاّه‌ سوطاً، فإن‌ تبيّن‌ له‌ بعد محاسبة‌ نفسه‌ أ نّها خانته‌، فإنّه‌ كان‌ يؤدّب‌ نفسه‌ بذلك‌ السوط‌. ونقل‌ عن‌ آخر أ نّه‌ مرّ يوماً فرأي‌ عمارة‌ جديدة‌ في‌ الطريق‌، فسأل‌: متي‌ بُنِيت‌؟ ثمّ عاد إلی نفسه‌ فعاقبها علی‌ هذا اللغو بأن‌ حرمها من‌ الارتواء من‌ الماء سنة‌. واعتذر شخص‌ في‌ زمن‌ عيسي‌ عليه‌ السلام‌ لانّ نفسه‌ شكت‌ الحرّ يوماً، فعاقبها بالعبادة‌ أربعين‌ عاماً.
فإن‌ كانت‌ الخيانة‌ الصادرة‌ ذات‌ عقوبة‌ مقرّرة‌ في‌ الشريعة‌، فإنّ علی‌ السالك‌ أن‌ يُهرع‌ لإيقاع‌ تلك‌ العقوبة‌ بنفسه‌.


المسارعة‌
التاسع‌: المسارعة‌.
وتعني‌ الإسراع‌ إلی تنفيذ ما عقد عليه‌ العزم‌ بمقتضي‌ وَسَارِعُوا، قبل‌ أن‌ يجد الشيطان‌ مجالاً للوسوسة‌ والمماطلة‌.
الإرادة‌
العاشر: الإرادة‌.
وهي‌ عبارة‌ عن‌ إخلاصه‌ باطنَه‌ عن‌ تعلّق‌ الخاطر، وأن‌ يكون‌ له‌ تجاه‌ مقنّن‌ قوانين‌ الاعمال‌ وصاحب‌ الشريعة‌ (التي‌ ينتهجها) وخلفائه‌، بحيث‌ يكون‌ له‌ تجاههم‌ كمال‌ الإخلاص‌ والمحبّة‌، بعيداً عن‌ أيّة‌ شائبة‌ أو غشّ. وينبغي‌ أن‌ يصل‌ ذلك‌ عنده‌ إلی حدّ الكمال‌، لانّ لهذه‌ المرحلة‌ دخلاً كبيراً في‌ تأثير الاعمال‌، ويدلّ علی‌ هذا المطلب‌ ما ورد من‌ ردّ الاعمال‌ بدون‌ ولاية‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، بل‌ هو من‌ أعظم‌ الدلالات‌. وتحصيل‌ هذه‌ المحبّة‌ هي‌ أحد المنازل‌، ويحتاج‌ طيّها إلی حركة‌ سنتطرّق‌ إلی ذكرها لاحقاً.
ومن‌ كمال‌ هذه‌ الإرادة‌ الإخلاص‌ والمحبّة‌ لذرّيّة‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ ومن‌ ينتسب‌ إليهم‌، وتعظيم‌ شعائرهم‌، وهي‌ مشاهدهم‌ وقبورهم‌ والكتب‌ الجامعة‌ لكلامهم‌ الشريف‌. أجل‌:

أَذِلُّ لآلِ لَيْلَي‌ فِي‌ هَوَاهَا وَأَحْتَمِلُ الاَصَاغِرَ وَالكِبَارَا

ونظراً لانّ أساس‌ هذه‌ القوانين‌ والقواعد إنّما هي‌ من‌ قِبل‌ الله‌ تعإلی، توجّب‌ ملازمة‌ آثار المحبّة‌ والشفقة‌ والعطف‌ علی‌ جميع‌ المنسوبين‌ إلی الله‌ تعإلی (أي‌ علی‌ جميع‌ المخلوقات‌)، من‌ الحيوان‌ وغيره‌، كلٌّ بحسبه‌، تبعاً للحديث‌ الدالّ علی‌ أنّ أعظم‌ شعب‌ الإيمان‌ هُوَ الشَّفَقَةُ عَلَی‌ خَلْقِ اللَهِ الذي‌ يشير إليه‌.

أُحِبُّ بِحُبِّهَا تَلَعَاتِ نَجْدٍ وَمَا شَغَفِي‌ بِهَا لَوْلاَ هَوَاهَا

وينبغي‌ إظهار لوازم‌ الخلوص‌ والشفقة‌ علی‌ هؤلاء، لانّ لذلك‌ التأثير الكبير في‌ حصول‌ الخلوص‌ الباطني‌ّ، وكذلك‌ الامر تجاه‌ الاُستاذ والشيخ‌ والمفتيّين‌ الذين‌ يفتون‌ السالك‌.


أَمُرُّ عَلَی‌ الدِّيَـارِ دِيَـارِ سَـلْمَي‌ أُقَبِّـلُ ذَا الجِـدَارِ وَذَا الجِـدَارَا


وَمَا حُبُّ الدِّيَـارِ شَـغَفْنَ قَلْـبِي‌ وَلَكِنْ حُبُّ مَنْ سَكَنَ الدِّيَارَا العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
وتقع‌ هذه‌ المنازل‌ الاربعين‌ في‌ عالم‌ الخلوص‌ والإخلاص‌، أمّا منتهاها فعالَمٌ فوق‌ عالَم‌ المُخلَصين‌، وهو عالَمُ أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي‌ يُطْعِمُنِي‌ وَيَسْـقِينِي‌، حيث‌ إنّ الطعام‌ والشراب‌ الربّانيّين‌ عبارة‌ عن‌ المعارف‌ والعلوم‌ الحقيقيّة‌ غير المتناهية‌.

شكرا لك الاخ الكريم الاستاذ على العذاري على طرح هذه المعارف الجليله بارك الله فيكم

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
وتقع‌ هذه‌ المنازل‌ الاربعين‌ في‌ عالم‌ الخلوص‌ والإخلاص‌، أمّا منتهاها فعالَمٌ فوق‌ عالَم‌ المُخلَصين‌، وهو عالَمُ أَبِيتُ عِنْدَ رَبِّي‌ يُطْعِمُنِي‌ وَيَسْـقِينِي‌، حيث‌ إنّ الطعام‌ والشراب‌ الربّانيّين‌ عبارة‌ عن‌ المعارف‌ والعلوم‌ الحقيقيّة‌ غير المتناهية‌.

شكرا لك الاخ الكريم الاستاذ على العذاري على طرح هذه المعارف الجليله بارك الله فيكم
الاستاذ الفاضل والاخ الغالي يناير
جعلك الله ممن يسقيهم العلوم اللدنيه والافهام القرانيه والاسرار الربانيه وجعلك من المغفور ذنبهم المقبول دعائهم برحمتة ومنة وكرمة

صورة رمزية إفتراضية للعضو كميل
كميل
عضو
°°°
افتراضي
استاذنا الفاضل علي العذاري
بارك الله بالجهود التي تبذلونها والاوقات الثمينة التي تؤثرون الغير على انفسكم بهذه المواضيع القيمة التي تنشرون
اسالكم الدعاء

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
استاذنا الفاضل علي العذاري
بارك الله بالجهود التي تبذلونها والاوقات الثمينة التي تؤثرون الغير على انفسكم بهذه المواضيع القيمة التي تنشرون
اسالكم الدعاء
سيدي الفاضل والاخ الغالي كميل
لا ندخر وسعا وعسى ان نقدم ما ينفع الناس من علوم ومعارف راجين من الله العفو المغفرة
دعواتنا لكم بدوام الصحة والعافية والرزق الواسع

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
الالتزام‌ علی‌ الادب‌ تجاه‌ الباري‌ تعإلی ورسوله‌ وخلفائه‌
الحادي‌ عشر: المحافظة‌ علی‌ الادب‌ تجاه‌ الباري‌ تعإلی ورسوله‌ وخلفائه‌.
وهذه‌ المرحلة‌ تغاير مرحلة‌ الإرادة‌، علی‌ الرغم‌ من‌ أ نّهما يجتمعان‌ أحياناً ؛ وهذا الشرط‌ من‌ أهمّ الشرائط‌.
وقد تكلّم‌ أحد الاشخاص‌ يوماً، فكان‌ في‌ كلامه‌ شائبة‌ من‌ إثبات‌ قدرة‌ للإمام‌ عليه‌ السلام‌، فهوي‌ عليه‌ السلام‌ ساجداً فعفّر جبينه‌ المقدّس‌ بالتراب‌.
وخطر علی‌ لسان‌ بعضهم‌ كلامٌ فيه‌ اعتراض‌، فعمد إلی فمه‌ فحشاه‌ بالرماد.
وطائفة‌ من‌ أرباب‌ القلوب‌ لم‌ يتلوا القرآن‌ جلوساً، بل‌ كانوا يمسكونه‌ بكلتا يديهم‌ وهم‌ مواجهو القبلة‌، فيتلونه‌ في‌ منتهي‌ المسكنة‌ والعجز. وكانوا إذا تُلي‌ القرآن‌ إمّا أن‌ ينهضوا وقوفاً، وإمّا أن‌ يتمسّكوا بمنتهي‌ الادب‌، شأن‌ مَن‌ يقف‌ أمام‌ السلاطين‌.
وكان‌ البعض‌ ينهضون‌ وقوفاً تعظيماً لاسماء الله‌ تعإلی والاسماء الشريفة‌ للرسول‌ والائمّة‌ عليهم‌ السلام‌.
وكان‌ البعض‌ يُراعي‌ في‌ جلوسه‌ وسيره‌ وتناول‌ طعامه‌ وسائر أحواله‌ شؤون‌ الادب‌ كما لو كان‌ يري‌ الله‌ تعإلی حاضراً.
ومن‌ جملة‌ اللوازم‌ مراعاة‌ الادب‌ حين‌ عرض‌ الحاجات‌، والاحتراز عن‌ ألفاظ‌ الامر والنهي‌.


النيّة‌
الثاني‌ عشر: النيّة‌.
وهي‌ عبارة‌ عن‌ إخلاص‌ القصد للّه‌ تعإلی في‌ السير والحركة‌ وسائـر الاعمال‌، وقطـع‌ الطـمع‌ في‌ الاغراض‌ الدنيـويّة‌، بل‌ والاُخرويّة‌، بل‌ في‌ جميع‌ ما يعود إلی السالك‌، بل‌ ينتهي‌ الامر ـ في‌ أواخر الحال‌ إلی انتفاء النيّة‌، حيث‌ سُئل‌ من‌ أحد الاعلام‌: مَا تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ لاَ أُرِيدَ.
ذكر الطريقة‌ الإحراقـيّة‌ للمرحـوم‌ القاضي‌ لاسـتئصال‌ جذور الاهواء والنوايا النفسانيّة‌وعلی‌ السالك‌ بعد هذه‌ المرحلة‌ أن‌ يغضّ بصيرته‌ عن‌ المشاهدة‌ وعدم‌ المشاهدة‌، وعن‌ الوصول‌ وعدم‌ الوصول‌، وعن‌ العِلم‌ وعدم‌ العِلم‌، وعن‌ الردّ والقبول‌. بل‌ شرط‌ السلوك‌ في‌ المحبّة‌ الكاملة‌ أن‌ ينسي‌ المحبوب‌ أيضاً.العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. إذ لا يزال‌ حتّي‌ الآن‌ يتعامل‌ بالمحبّة‌. وتمثّل‌ هذه‌ المرحلة‌ لدي‌ السالكين‌ قطع‌ الطمع‌.


الصمت‌
الثالث‌ عشر: الصمت‌.
وهو علی‌ نوعَين‌: عامّ ومضاف‌، وخاصّ ومُطلق‌.
والاوّل‌: عبارة‌ عن‌ حفظ‌ اللسان‌ عن‌ مكالمة‌ الناس‌ بمّا يزيد علی‌ الضرورة‌، والاكتفاء في‌ الضروري‌ّ بِأَقَلِّ مَا يُمْكِن‌. وهذا النوع‌ مما يجب‌ علی‌ السالك‌ الالتزام‌ به‌ في‌ جميع‌ أوقات‌ السلوك‌، بل‌ مطلقاً.
وما جاء في‌ الاخبار إشارة‌ إلی هذا النوع‌ من‌ الصمت‌. حيث‌ قال‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌ في‌ حديث‌ أبي‌ حمزة‌: إنَّمَا شِيعَتُنَا الخُرْسُ. وقد قال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: الصَّمْتُ شِعَارُ المُحِبِّينَ. وَفِيهِ رِضَا الرَّبِّ، وَهُوَ مِنْ أَخْلاَقِ الاَنْبِيَاءِ وَشِعَارِ الاَصْفِيَاءِ.
وفي‌ حديث‌ البزنطي‌ّ عن‌ أبي‌ الحسن‌ الرضا عليه‌ السلام‌ قال‌: الصَّمْتُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الحِكْمَةِ، وَإنَّهُ دَلِيلُ كُلِّ خَيْرٍ....ولهذا السبب‌، فقد كان‌ بعض‌ الصحابة‌ يضع‌ في‌ فمه‌ حصاةً، ليعوّد نفسه‌ علی‌ ملازمة‌ الصمت‌.
أمّا الثاني‌: فعبارة‌ عن‌ حفظ‌ اللسان‌ عن‌ الكلام‌ مع‌ الناس‌، بل‌ في‌ الخارج‌ مطلقاً، وهو من‌ الشرائط‌ اللازمة‌ في‌ الاذكار الحصريّة‌ الكلاميّة‌. وأمّا في‌ الإطلاقيّات‌ فليس‌ ذلك‌ ضروريّاً، ولو كان‌ أفضل‌. وعند التعسّر أو التعذّر في‌ الضروريّات‌، فعليه‌ توزيع‌ الذِّكر علی‌ أوقات‌ متقاربة‌، واجتناب‌ أربعة‌ أشياء: مخالطة‌ العوام‌، وكثرة‌ الكلام‌، وكثرة‌ المنام‌، وكثرة‌ الطعام‌.


الجوع‌ وقلّة‌ الاكلّ
الرابع‌ عشر: الجوع‌ وقلّة‌ الاكل‌.
وأفضله‌ ما لم‌ يستتبع‌ الضعف‌ عن‌ السلوك‌، ولم‌ يشوّش‌ الاحوال‌. وهو ـ أيضاً من‌ الشروط‌ المهمّة‌. وقول‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌: الجُوعُ إدَامُ المُؤْمِنِ وَغِذَاءُ الرُّوحِ وَطَعَامُ القَلْبِ. بيانٌ لهذه‌ المرحلة‌.
وأفضل‌ أصنافه‌ الصوم‌، وقد يلزم‌ أحياناً كما سيأتي‌ في‌ شرائط‌ بعض‌ الاذكار الكلاميّة‌.


الخلوة‌
الخامس‌ عشر: الخلوة‌.
وهي‌ علی‌ قسمَين‌: خلوة‌ عامّة‌، وخلوة‌ خاصّة‌.
الخلوة‌ العامّة‌ (وتُدعي‌ بالعُزلة‌)، وهي‌ عبارة‌ عن‌ اعتزال‌ غير أهل‌ الله‌ من‌ الناس‌، سيّما النسوان‌ والاطفال‌ والعوامّ وأرباب‌ العقول‌ الضعيفة‌ وأهل‌ العصيان‌ وطالبي‌ الدنيا، إلاّ بقدر الحاجة‌ والضرورة‌، أمّا مجالسـة‌ أهل‌ الطاعة‌ فلا تتنافي‌ مع‌ هذه‌ الخلوة‌، ولا يشترط‌ فيها مكان‌ خاصّ.
وما ورد في‌ أخبار المعصومين‌ عليهم‌ السلام‌، فالمراد به‌ هذا النوع‌. حيث‌ قال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌: صَاحِبُ العُزْلَةِ مُتَحَصِّنٌ بِحِصْنِ اللَهِ مُتَحَرِّسٌ بِحَرَاسَتِهِ. فَيَا طُوبَي‌ لِمَنْ تَفَرَّدَ بِهِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً. وقال‌: فِرَّ مِنَ النَّاسِ فِرَارَكَ مِنَ الاَسَدِ وَالاَفْعَي‌، فَإنَّهُمْ كَانُوا دَوَاءً فَصَارُوا دَاءً... وقال‌: مَا مِنْ نَبِي‌ٍّ وَلاَ وَصِي‌ٍّ إلاَّ وَاخْتَارَ العُزْلَةَ فِي‌ زَمَانِهِ، إمَّا فِي‌ ابْتِدَائِهِ، أَوِ انْتِهَائِهِ. وقال‌: كُفُّوا أَلْسِنَتِكُمْ وَالزَمُوا بُيُوتِكُمْ. وقضيّة‌ غار حراء دالّة‌ علی‌ هذا المطلب‌، والآية‌ الكريمة‌: وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَو'ةُ الدُّنْيَا ] الآية‌ 70، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌ [ ناطقة‌ له‌. وهذه‌ الخلـوة‌ راجحة‌ في‌ كلّ الاحوال‌.
وأمّا الخلوة‌ الخاصّة‌، فإنّها ـ ولو كانت‌ لا تخلو من‌ فضل‌ في‌ جميع‌ العبادات‌ والاذكار شرط‌ لدي‌ مشايخ‌ الطريقة‌ في‌ طائفة‌ من‌ الاذكار الكلاميّة‌، بل‌ في‌ جميعها. ومراد أهل‌ الاوراد من‌ الخلوة‌: هذا النوع‌ منها.
ويشترط‌ فيها الوحدة‌ والابتعاد عن‌ محلّ الزحام‌ والضوضاء والاصوات‌ التي‌ تشوّش‌ البال‌، وحِلّيّة‌ المكان‌ وطهارته‌ ـ حتّي‌ السقف‌ والجدران‌ وأن‌ تكون‌ علی‌ قدر سعة‌ الذاكِر وعبادته‌ فحسب‌. وقول‌ عيسي‌ عليه‌ السلام‌: وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ إشارةٌ إليها.
وأفضل‌ البيوت‌ ما كان‌ له‌ باب‌ واحد ولم‌ يكن‌ فيه‌ نافذة‌ أو كوّة‌. والذاكرُ مندوب‌ أن‌ يقول‌ إذا دخل‌ في‌ البيت‌:
رَبِّ أَدْخِلْنِي‌ مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي‌ مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل‌ لِّي‌ مِن‌ لَّدُنكَ سُلْطَـ'نًا نَّصِيرًا. ثمّ يقول‌: بِسْمِ اللَهِ وَبِاللَهِ وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَی‌ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
ثمّ يصلّي‌ ركعتَين‌، يقرأ في‌ الاُولي‌ بعد الحمد هذه‌ الآية‌:
وَمَن‌ يَعْمَلْ سُو´ءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ و ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَهَ يَجِدِ اللَهَ غَفُورًا رَّحِيمًا. وفي‌ الثانية‌:
رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. وعليه‌ ـ خلال‌ الذِّكر أن‌ يفترش‌ الارض‌ أو ما ينبت‌ منها، كالحصير وما شابهه‌، وأن‌ يجلس‌ تجاه‌ القِبلة‌ متورِّكاً أو مربّعاً. وأن‌ يهتمّ بالتعطّر في‌ تلك‌ الحال‌، سيّما بالبخورات‌ اللائقة‌.


السهر
السادس‌ عشر: السَّهَر.
بالقدر الذي‌ تطيقه‌ طبيعة‌ البدن‌ ؛ قوله‌ تعإلی: قَلِيلاً مِّنَ الَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ.دوام‌ الطهارة‌
السابع‌ عشر: دوام‌ الطهارة‌.
المبالغة‌ في‌ التضرّع‌ والذلّة‌ والمسكنة‌ والتواضع‌ في‌ فناء ربّ العزة‌
الثامن‌ عشر: المبالغة‌ في‌ التضرّع‌ والذلّة‌ والمسكنة‌ والتذلّل‌ في‌ فِناء ربّ العِزّة‌.
الاحتراز عن‌ المشتهيات‌ بقدر الاستطاعة‌
التاسع‌ عشر: الاحتراز عن‌ المشتهيات‌ بقدر الاستطاعة‌.
كتمان‌ السِّرِّ
العشرون‌: كتمان‌ السِّرِّ.
وهو من‌ أهمّ الشروط‌، وقد بالغ‌ مشايخ‌ الطريقة‌ وأساتيذ الاذكار في‌ الوصيّة‌ بهذا الشرط‌، سواء في‌ العمل‌ والاوراد، أو في‌ الحالات‌ والواردات‌ الحاليّة‌ والمقاميّة‌، وكانوا يعدّون‌ أبسط‌ تخلّف‌ أو تخطٍّ لهذا الشرط‌ ممّا يُخلّ بالقصد ويمنع‌ بلوغ‌ المطلوب‌. كما كانوا يعدّون‌ التورية‌ في‌ الكلام‌ ومخالفة‌ العزم‌ عند الإشراف‌ علی‌ الإفشاء من‌ لوازم‌ السلوك‌. ومقولة‌ وَاسْتَعِينُوا عَلَی‌ حَوَائِجِكُمْ بِالكِتْمَانِ دالّة‌ علی‌ هذا المطلب‌.ومن‌ هنا قال‌ سيّد الاولياء علی‌ عليه‌ السلام‌ إلی ميثم‌ التمّار:

وَفِي‌ الصَّدْرِ لُبَانَاتٌ إذَا ضَاقَ لَهَا صَدْرِي‌

نَكَتُّ الاَرْضَ بِالكَفِّ وَأَبْدَيْتُ لَهَا سِرِّي‌

فَمَهْمَا تَنْبُتُ الاَرْضُ فَذَاكَ النَّبْتُ مِنْ بَذْرِي‌

وقال‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌:
مَا عُبِدَ اللَهُ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيْهِ مِنَ الحَيَاءِ. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
وقال‌: أَمْرُنَا مَسْتُورٌ مُقَنَّعٌ بِالمِيثَاقِ، فَمَنْ هَتَكَ عَلَيْنَا أَذَلَّهُ اللَهُ. وجاء في‌ حديث‌ الثمإلی: وَدِدْتُ ـ وَاللَهِ أَ نِّي‌ افْتَدَيْتُ خَصْلَتَيْنِ فِي‌ الشِّيعَةِ لَنَا بِبَعْضِ لَحْمِ سَاعِدِي‌: النَّزَقُ وَقِلَّةِ الكِتْمَانِ. وفي‌ حديث‌ سليمان‌ بن‌ خالد، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، قال‌: إنَّكُمْ عَلَی‌ دِينٍ، مَنْ كَتَمَهُ أَعَزَّهُ اللَهُ، وَمَنْ أَذَاعَهُ أَذَلَّهُ اللَهُ. يقول‌ جابر بن‌ يزيد: حدّثني‌ أبو جعفر عليه‌ السلام‌ بسبعين‌ ألف‌ حديث‌ لم‌ أُحدّث‌ بها أحداً قطّ، ولا أُحدِّث‌ بها أحداً أبداً. فلمّا ارتحل‌ عليه‌ السلام‌ ضاق‌ صدري‌ وبهظني‌ حَملُ تلك‌ الاحاديث‌، قصدتُ أبا عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ فأخبرتُه‌ بحالتي‌. فقال‌: أُخرُج‌ إلی الجَبّانِ فاحفِر حَفيرةً ودَلِّ رأسَكَ فيها، ثُمّ قُل‌: حدّثني‌ محمّد بنُ علی‌ بكذا وكذا، ثمّ أهِل‌ التراب‌ عليها.


صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
الشيخ‌ والاُستاذ
الحادي‌ والعشرون‌: الشيخ‌ والاُستاذ.
وهو علی‌ نوعَين‌: أُستاذ خاصّ وأُستاذ عامّ.
فالاُستاذ الخاصّ هو الذي‌ نُصّ عليه‌ وخُصّ بالدلالة‌ والهداية‌، وهو النبي‌ّ وخلفاؤه‌ الخاصّون‌.
وأمّا الاُستاذ العامّ، فهو الذي‌ لم‌ يُنصّ عليه‌ بالهداية‌، بل‌ هو داخل‌ في‌ عُموم‌: فَسْـَلُو´ا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن‌ كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ] الآية43، من‌ السورة‌ 16: النحل‌ [. وَلاَ مَفَرَّ للسالك‌ في‌ كلّ حال‌ من‌ الاُستاذ الخاصّ، حتّي‌ لو كان‌ بلغ‌ هدفه‌ المقصود، لانّ ذلك‌ الاُستاذ يعلّمه‌ آداب‌ الوطن‌ أيضاً، ولا نّه‌ الوإلی في‌ تلك‌ المملكة‌ أيضاً.
ومرافقته‌ من‌ الضرورة‌ العامّة‌ في‌ حال‌ السلوك‌، بل‌ في‌ أواخر السلوك‌ (عند حصول‌ التجلّيات‌ الذاتيّة‌ والصفاتيّة‌). وما ورد عن‌ أرباب‌ السلوك‌ في‌ باب‌ آداب‌ خدمة‌ الشيخ‌ وتعاهده‌، فقد أرادوا به‌ الاُستاذ الخاصّ، ولو كان‌ ملاحظة‌ الادب‌ والاحترام‌ لازمَين‌ للاُستاذ العامّ أيضاً لقيامه‌ في‌ الهداية‌ مقام‌ الاُستاذ الخاصّ.
وما يفهمه‌ الاكثريّة‌ من‌ توقّف‌ السلوك‌ علی‌ الشيخ‌، أنّ طلب‌ السلوك‌ بدون‌ إرشاد الشيخ‌ والاُستاذ ومتابعتهما غير ممكن‌. ومع‌ أنّ الامر كذلك‌، إلاّ أنّ هناك‌ مرحلة‌ أُخري‌ أعلی‌ من‌ هذه‌ المرحلة‌، إذ إنّ مرافقة‌ الاُستاذ الخاصّ في‌ جميع‌ الاحوال‌ في‌ ترتيب‌ المظاهر ـ وهو ما سيُشار إليه‌ من‌ أهمّ الشرائط‌ وأعظم‌ اللوازم‌. كما أنّ مرافقة‌ الاُستاذ العامّ أولي‌ وأنسب‌، سيّما للمبتدي‌.
وتحصل‌ معرفة‌ الاُستاذ الخاصّ في‌ بداية‌ الامر حسب‌ الطريقة‌ التي‌ مرّت‌ في‌ تحصيل‌ الإيمان‌ الاصغر، كما أ نّه‌ سيعرّف‌ نفسه‌ في‌ نهاية‌ المطاف‌.
أمّا الاُستاذ العامّ فلا يعرف‌ إلاّ بمصاحبته‌ في‌ الخلاء والملاء، وبالمعاشرة‌ الباطنيّة‌ وملاحظة‌ تماميّة‌ إيمان‌ جوارحه‌ ونفسه‌. وحَذارِ من‌ متابعته‌ بالانخداع‌ بظهور خوارق‌ العادات‌، وبيان‌ دقائق‌ النكات‌، وإظهار الخفايا الآفاقيّة‌ والحبايا الانفسيّة‌، وتبدّل‌ بعض‌ حالاته‌، لانّ الإشراف‌ علی‌ الخواطر والاطّلاع‌ علی‌ الدقائق‌، والعبور علی‌ الماء والنار، وطي‌ّ الارض‌ والهواء، والإحضار من‌ المستقبل‌ وأمثال‌ ذلك‌ يحصل‌ في‌ مرتبة‌ المكاشفة‌ الروحيّة‌، وهي‌ مرحلة‌ يفصل‌ بينها وبين‌ المنزل‌ المقصود طريق‌ بلا انتهاء. وما أكثر المنازل‌ والمراحل‌! وما أكثر السائرين‌ الذين‌ طـووا هذه‌ المرحـلة‌، ثمّ انحـرفوا بعدها عن‌ الجـادّة‌ ودخـلوا في‌ وادي‌ اللصوص‌ والابالسـة‌! وما أكثر الكفّار الذين‌ حصـلوا بهذا السـبيل‌ علی‌ اقتـدار علی‌ فِعل‌ أشـياء كثيرة‌! بل‌ لا يمكن‌ أيضاً الاسـتدلال‌ بالتجلّيات‌ الصفاتيّة‌ علی‌ وصول‌ صاحبها، لانّ ما يختصّ بالواصلين‌ إنّما هو التجلّـيات‌ الذاتـيّة‌، بنـوعها الربّـاني‌ّ لا الروحـاني‌ّ. و هناك‌ طريقة‌ أُخري‌ لمعرفة‌ الاُستاذ وشيخ‌ الطريقة‌ سنشير إليها إن‌ شاء الله‌ تعإلی.




الاحاديث‌ الواردة‌ في‌ محاسبة‌ النفس‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ ورد هذا الحديـث‌ في‌ «بحار الانـوار» ج‌ 15 (في‌ الاخـلاق‌)، ص‌ 40، عن‌ «المجالس‌» للشيخ‌ المفيد، وعن‌ «الامإلی» للشيخ‌ الطوسي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌، بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ حفص‌، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: أَلاَ فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، فَإنَّ فِي‌ القَيَامَةِ خَمْسِينَ مَوْقِفاً، كُلُّ مَوْقِفٍ مَقَامُ أَلْفِ سَنَةٍ. ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ «فِي‌ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ و´ أَلْفَ سَنَةٍ».
كما ورد هذا الحديث‌ في‌ «الامإلی» للشيخ‌، ج‌ 1، ص‌ 34 و 109.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 453، بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ إبراهيم‌ بن‌ عمر إليماني‌ّ، عن‌ أبي‌ الحسن‌ الماضي‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُحَاسِبْ نَفْسَهُ فِي‌ كُلِّ يَوْمٍ، فَإنْ عَمِلَ حَسَناً اسْتَزَادَ اللَهَ، وَإنْ عَمِلَ سَيِّئاً اسْتَغْفَرَ اللَهَ مِنْهُ وَتَابَ إلَيْهِ.
ونظراً لانّ هذا الحديث‌ هو فقرة‌ من‌ وصيّة‌ للاءمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌ أوصاها إلی هشام‌ بن‌ الحكم‌، وهي‌ وصيّة‌ مفصّلة‌ ؛ لذا فقد وردت‌ هذه‌ الفقرة‌ في‌ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 383 ؛ و«بحار الانوار» ج‌ 1، ص‌ 43، نقلاً عن‌ «تحف‌ العقول‌» ضمن‌ تلك‌ الوصيّة‌. أمّا عن‌ وجوب‌ محاسبة‌ النفس‌، فيدلّ عليه‌ صريح‌ الآية‌ القرآنيّة‌: يَـ'´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَهَ إِنَّ اللَهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. (الآية‌ 18، من‌ السورة‌ 59: الحشر).
حكاية‌ المرحوم‌ الميرزا جواد الملكي‌ّ التبريزي‌ّ في‌ تربية‌ التلميذ
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ الظاهر أنّ المراد بالشيخ‌ هو الاُستاذ العامّ، والعطف‌ هنا عطف‌ تفسير. والمفتون‌ هم‌ فقهاء الشريعة‌.
أو أن‌ المراد بالشيخ‌ مَن‌ أوكل‌ إليه‌ الاُستاذ العامّ أمر تربية‌ السالك‌، حيث‌ إنّ من‌ المتداول‌ أن‌ يرجع‌ الطالب‌ إلی الاُستاذ العامّ لهديه‌ في‌ سلوك‌ الطريق‌ إلی الله‌ تعإلی، فيوكل‌ الاُستاذ العامّ أمر تربيته‌ في‌ الاُمور الابتدائيّة‌ إلی أحد تلامذته‌، وبعد تربية‌ هذا الطالب‌ وظهور قابليّاته‌ يُكمل‌ طي‌ّ الطريق‌ علی‌ يد الاُستاذ العامّ.
نُقل‌ أنّ المرحـوم‌ الحاجّ الميـرزا جواد الملكي‌ّ التبريزي‌ّ لازم‌ جمال‌ الاولياء والعرفاء المرحوم‌ الآخوند المولي‌ حسين‌ قلي‌ الهمداني‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ مدّة‌ أربع‌ عشرة‌ سنة‌. قال‌ المرحوم‌ الحاجّ الميرزا جواد: قال‌ لي‌ الاُستاذ يوماً: إنّ تربية‌ الشخص‌ الفلاني‌ّ في‌ عُهدتك‌. وكان‌ ذلك‌ الطالب‌ ذا همّة‌ عالية‌ وسعي‌ دؤوب‌ بالغ‌، فقضي‌ مدّة‌ ستّ سنوات‌ في‌ المراقبة‌ والمجاهدة‌ وأتمّ دورة‌ مقدّمات‌ التجرّد، واكتسب‌ قابليّة‌ إفاضة‌ مقام‌ التجرّد. فأردتُ أن‌ يرتدي‌ هذه‌ الخلعة‌ علی‌ يد الاُستاذ، فصحبتُه‌ معي‌ إليه‌ وقلت‌: أيّها الاُستاذ، لقد أتمّ هذا الشخص‌ الكريم‌ ما يُراد منه‌، والمطلوب‌ أن‌ ينال‌ هذا الفيض‌ علی‌ يدكم‌ المباركة‌.
فأشار المرحوم‌ الآخوند بيده‌ المباركة‌ إشارة‌ وقال‌: التجرّد كهذا! قال‌ ذلك‌ الطالب‌: فشاهدتُ علی‌ الفور أ نّي‌ قد انفصلتُ عن‌ بدني‌، وأضحيتُ أشاهد بدني‌ـ بكامله‌ واقفاً إلی جانبي‌.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وردت‌ هذه‌ الاشعار في‌ «جامع‌ الشواهد» بلفظ‌ «ديار ليلي‌»، وذكر مؤلّفه‌ أ نّها للمجنون‌ قيس‌ بن‌ الملوّح‌ العامري‌ّ.
ووردت‌ أيضاً في‌ ديوان‌ المجنون‌ قيس‌ بن‌ الملوّح‌ العامري‌ّ، طبعة‌ طهران‌، 1270. ونقلها النراقي‌ّ في‌ «الخزائن‌» ص‌ 247 بهذا اللفظ‌:

أُقَبِّلُ أَرْضاً سَارَ فِيهَا جِمَالُهَا فَكَيْفَ بِدَارٍ حَلَّ فِيهَا جَمَالُهَا

وَقَدْ كُنْتُ لاَ أَرْضَي‌ بِوَصْلٍ مُقَطَّعٍ فَهَا أَنَا رَاضٍ لَوْ أَتَانِي‌ خَيَالُهَا

العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ المحبّة‌ صفة‌، والمحبوب‌ موصوف‌، وما دامت‌ الصفة‌ باقية‌، فإنّ السالك‌ لم‌ يتخطّ بعدُ التعيّنات‌، ولن‌ يصل‌ ـ من‌ ثَمَّ إلی مطلوبه‌، وهو الفناء في‌ الذات‌. ويجب‌ في‌ هذه‌ المرحلة‌ أن‌ يزول‌ عنوان‌ المحبّة‌ والمحبّ والمحبوب‌، وأن‌ تحترق‌ الصفة‌ وتفني‌.
نُقل‌ أنّ المرحوم‌ القاضي‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌ قال‌: إنّ أفضل‌ الطرق‌ وأسرعها في‌ القضاء علی‌ الاغراض‌ والنوايا النفسانيّة‌ المؤثّرة‌ في‌ طريق‌ السلوك‌ إلی الله‌، والتي‌ لها حُكم‌ الطريق‌ المختصر، بحيث‌ تُنجي‌ السالك‌ كلّيّاً وتُخرجه‌ من‌ كلّ داعية‌ وباعث‌ غير إلهي‌ّ، وتخرجه‌ في‌ نهاية‌ الامر من‌ الصفة‌: طريقة‌ الاءحراق‌، وهي‌ الطريقة‌ التي‌ علّمنا القرآن‌ إيّاها. فالذي‌ تنزل‌ به‌ مصيبة‌ ـ مثلاً من‌ موت‌ أهل‌ أو ولد أو غير ذلك‌، يمكنه‌ أن‌ يسكّن‌ ألمه‌ بطرق‌ مختلفة‌، كأن‌ يقول‌: لعلّ أهلي‌ وولدي‌ سيلحقون‌ بي‌ الضرر مستقبلاً، أو يُتعبونني‌ في‌ تنفيذ طلباتهم‌. أو أن‌ يقول‌: لقد فقد الآخرون‌ أهليهم‌ وأولادهم‌ كما فقدت‌ أهلي‌ وولدي‌ ؛ ونظائر ذلك‌.
أمّا القرآن‌ الكريم‌، فيقول‌: وَبَشِّرِ الصَّـ'بِرِينَ * الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم‌ مُّصِيبَةٌ قَالُو´ا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، (الآيتان‌ 155 و 156، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌)، أي‌: أنّ كلّ شي‌ء مِلكٌ مُطلَقٌ لِلَّهِ تعإلی، وأنّ الإنسان‌ ليس‌ من‌ حقّه‌ أبداً ادّعاء المِلكيّة‌. فالمِلك‌ إذاً مِلك‌ الله‌، وللمالك‌ أن‌ يتصرّف‌ بمِلكه‌ حيث‌ يشاء دون‌ اعتراض‌. وهذا النوع‌ من‌ التفكير يُريح‌ المُصاب‌ علی‌ الفور.
أو أنّ شخصاً ما ـ مثلاً يريد امتلاك‌ أُمور مادّيّة‌ ومعنويّة‌ كثيرة‌، لكنّه‌ لا يقدر علی‌ نيله‌، وهو ـ لذلك‌ مكدّر الخاطر ومشوّشه‌. وحين‌ يلجأ إلی القرآن‌ ويري‌ أنّ فقره‌ ذاتي‌ّ، فإنّ قلقه‌ سيزال‌، وسيفهم‌ أ نّه‌ مهما أُعطي‌ فإنّ تلك‌ الاشياء ليست‌ مِلكه‌، بل‌ هي‌ للّه‌ تعإلی، وأ نّه‌ سيبقي‌ في‌ فقره‌ الذاتي‌ّ.
ولو أدرك‌ السالك‌ في‌ طريق‌ السلوك‌ أنّ الله‌ تعإلی قد جعل‌ نفسه‌ طمّاعة‌، وأ نّها تطمع‌ في‌ كلّ مقام‌ ومكرمة‌، وأ نّه‌ ما لم‌ يتخطّ طمع‌ نفسه‌ ورغباتها، فإنّه‌ لن‌ يصل‌ إلی المقصود. وذلك‌ بأن‌ يتغاضي‌ بالمرّة‌ عن‌ جميع‌ المشتهيات‌ النفسانيّة‌ من‌ مقام‌ الكرامة‌ والدرجات‌، ويُخلي‌ باطنه‌ من‌ جميع‌ النوايا والرغبات‌، حيث‌ يجلو ذهنه‌ من‌ جميع‌ غبار الاغيار، فيتجـلّي‌ فيه‌ جمال‌ الحضـرة‌ الاءلهـيّة‌. ونظراً لانّ هذا النوع‌ من‌ التفكّر كأ نّه‌ يحرق‌ جميع‌ النوايا والصفات‌، فقد دُعي‌ بطريقة‌ الاءحراق‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ جاء في‌ «حلية‌ الاولياء» ص‌ 36، عن‌ بايزيد البسطامي‌ّ، قال‌: الجَنَّةُ لاَ خَطَرَ لَهَا عِنْدَ المُحِبِّينَ، وَأَهْلُ الجَنَّةِ مَحْجُوبُونَ بِمَحَبَّتِهِمْ. أي‌: أنّ الجنّة‌ لا أهمّيّة‌ لها لدي‌ المحبّين‌، وأنّ أهل‌ الجنّة‌ محجوبون‌ عن‌ لقاء الله‌ تعإلی بسبب‌ محبّتهم‌ للجنّة‌، حيث‌ حجبهم‌ عنه‌ تعإلی محبّتهم‌ لسواه‌ (أي‌: للجنّة‌).
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وردت‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 113 ؛ و«بحار الانوار» ج‌ 15 (قسم‌ الاخلاق‌)، ص‌ 186، نقلاً عن‌ «السرائر» ؛ وفي‌ ص‌ 188، نقلاً عن‌ «الكافي‌» بإسناده‌، عن‌ ابن‌ محبوب‌، عن‌ عبد الله‌ بن‌ سنان‌، عن‌ أبي‌ حمزة‌.
الرواية‌ الواردة‌ في‌ الصمت‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وردت‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «مصباح‌ الشريعة‌» ص‌ 20 ؛ ونقلها المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (قسم‌ الاخلاق‌)، ص‌ 186، بهذه‌ الكيفيّة‌: قال‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌: الصَّمْتُ شِعَارُ المُحَقِّقِينَ بِحَقَايِقِ مَا سَبَقَ وَجَفَّ القَلَمُ بِهِ، وَهُوَ مِفْتَاحُ كُلِّ رَاحَةٍ مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَفِيهِ رِضَا الرَّبِّ وَتَخْفِيفُ الحِسَابِ وَالصَّوْنُ مِنَ الخَطَايَا وَالزَّلَلِ. قَدْ جَعَلَهُ اللَهُ سِتْراً عَلَی‌ الجَاهِلِ، وَزَيْناً لَلعَالِمِ، وَمَعَهُ عَزْلُ الهَوَي‌، وَرِيَاضَةُ النَّفْسِ، وَحَلاَوَةُ العِبَادَةِ، وَزَوَالُ قَسْوَةِ القَلْبِ، وَالعِفَافُ، وَالمُرُوَّةُ، وَالظَّرْفُ. فَأَغْلِقْ بَابَ لِسَانِكَ عَمَّا لَكَ مِنْهُ بُدٌّ، لاَ سِيَّمَا إذَا لَمْ تَجِدْ أَهْلاً لِلكَلاَمِ، وَالمُسَاعِدَ فِي‌ المُذَاكَرَةِ لِلَّهِ وَفِي‌ اللَهِ، وَكَانَ رَبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَضَعُ قِرْطَاساً بَيْنَ يَدَيْهَ فيَكْتُبُ كُلَّ مَا يَتَكَلَّمُ بِهِ، ثُمَّ يُحَاسِبُ نَفْسَهُ فِي‌ عَشِيَّتِهِ مَا لَهُ وَمَا عَلَيْهِ، وَيَقُـولُ: آه‌ آه‌ نَجَـا الصَّامِتُـونَ وَبَقِيـنَا. وَكَانَ بَعْـضُ أَصْـحَابِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ حَصَاةً فِي‌ فَمِهِ، فَإذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّم‌ بِمَا عَلِمَ أَ نَّهُ لِلَّهِ وَفِي‌ اللَهِ وَلِوَجْهِ اللَهِ، أَخْرَجَهَا مِنْ فَمِهِ. وَإنَّ كَثِيراً مِنَ الصَّحَابَةِ كَانُوا يَتَنَفَّسُونَ تَنَفُّسَ الصُّعَدَاءِ وَيَتَكَلَّمُونَ شِبْهَ المَرْضَي‌. وَإنَّمَا سَبَبُ هَلاَكِ الخَلْقِ وَنَجَاتِهِمُ الكَلاَمُ وَالصَّمْتُ. فَطُوبَي‌ لِمَنْ رُزِقَ مَعْرِفَةَ عَيْبِ الكَلاَمِ وَصَوَابِهِ، وَعَلِمَ الصَّمْتَ وَفَوَائِدَهُ، فَإنَّ ذَلِكَ مِنْ أَخْلاَقِ الاَنْبِيَاءِ وَشِعَارِ الاَصْفِيَاءِ. وَمَنْ عَلِمَ قَدْرَ الكَلاَمِ أَحْسَنَ صُحْبَةَ الصَّمتَ، وَمَنْ أَشْرَفَ عَلَی‌ مَا فِي‌ لَطَائِفِ الصَّمْتِ وَائْتَمَنَهُ عَلَی‌ خَزَائِنِهِ، كَانَ كَلاَمُهُ وَصَمْتُهُ كُلُّهُ عِبَادَةً، وَلاَ يَطَّلِعُ عَلَی‌ عِبَادَتِهِ إلاَّ المَلِكُ الجَبَّارُ.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ هذا الحديث‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌»، ج‌ 2، ص‌ 113 ؛ وفي‌ «الاختصاص‌» ص‌ 232 ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (قسم‌ الاخلاق‌)، ص‌ 184، نقلاً عن‌ «قُرب‌ الاءسناد» و«عيون‌ أخبار الرضا» و«الخصال‌» و«الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 113، بأدني‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌، ونورد هنا لفظ‌ «الكافي‌». قال‌ أبو الحسن‌ الرضا عليه‌ السلام‌:
مِنْ عَلاَمَاتِ الفِقْهِ الحِلْمُ وَالعِلْمُ وَالصَّمْتُ. إنَّ الصَّمْتَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الحِكْمَةِ، إنَّ الصَّمْتَ يَكْسِبُ المَحَبَّةَ، إنَّهُ دَلِيلٌ عَلَی‌ كُلِّ خَيْرٍ.
* ـ ورد في‌ «مصباح‌ الشريعة‌»: وكان‌ بعض‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ يضع‌ الحصاة‌ في‌ فمه‌، فإذا أراد أن‌ يتكلّم‌ بما عَلِم‌ أ نّه‌ للّه‌ وفي‌ الله‌ ولوجه‌ الله‌، أخرجها مِن‌ فمه‌.

صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ لعلّ مراده‌ أنّ الإنسان‌ يكون‌ ساكتاً في‌ باطنه‌ أيضاً، وأن‌ يجتنب‌ محادثة‌ المَلَك‌ ومن‌ الالتفات‌ إلی آماله‌، ويُعرض‌ بالمرّة‌ عن‌ مكالمة‌ غير الحقّ.
رسالة‌المرحوم‌ الآخوند حسين‌قلي‌الهمداني‌ّ إلیالسيّد علی‌ الإيرواني‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ نقل‌ أحد أساتيد الحقير أنّ المرحوم‌ آية‌ الحقّ الآخوند المولي‌ حسين‌ قلي‌ الهمداني‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه‌ كتب‌ في‌ رسالة‌ له‌ إلی السيّد علی‌ الاءيرواني‌ّ رحمة‌ الله‌ عليه‌ جواباً علی‌ رسالة‌ الاخير:
عَلَيْكَ بِقِلَّةِ الكَلاَمِ وَقِلَّةِ الطَّعَامِ وَقِلَّةِ المَنَامِ، وَتَبْدِيلِهَا بِذِكْرِ اللَهِ المَلِكِ العَلاَّمِ.
وقد جمع‌ هذا البيت‌ آداب‌ السلوك‌ هذه‌ في‌ بيان‌ مختصر جميل‌:
صَمْت‌ وجوع‌ وسَهَر وعُزلت‌ وذِكري‌ به‌ دوام‌ نا تمامان‌ جهان‌ را كند اين‌ پنج‌ تمام‌
يقول‌: «صمت‌ وجوع‌ وسهر وعزلة‌ وذكري‌ دائمة‌، هذه‌ الاُمور الخمسة‌ توصل‌ إلی الكمال‌ مَن‌ لم‌ يبلغه‌».


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وهو فقرة‌ من‌ حديث‌ مروي‌ّ نقله‌ بتمامه‌ المرحوم‌ الشيخ‌ جعفر الكشفي‌ّ في‌ «تحفة‌ الملوك‌» في‌ السُّدس‌ الاخير من‌ كتابه‌. والحديث‌ هو:
مَا مِنْ شَيْءٍ أَضَرَّ لِقَلْبِ المُؤْمِنِ مِنْ كَثْرَةِ الاَكْلِ، وَهِي‌َ مُورِثَةٌ شَيْئَيْنِ: قَسْوَةَ القَلْبِ وَهَيَجَانَ الشَّهْوَةِ. وَالجُوعُ إدَامُ المُؤْمِنِ وَغِذَاءٌ لِلرُّوحِ وَطَعَامٌ لِلقَلْبِ وَصِحَّةٌ لَلبَدَنِ.
وقد ورد أصل‌ هذا الحديث‌ في‌ «مصباح‌ الشريعة‌»، الباب‌ الحادي‌ والاربعين‌ بهذا اللفظ‌ باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌، بإسناده‌ عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌.
رواية‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ العزلة‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ هذه‌ فقرات‌ منتزعة‌ من‌ رواية‌ مفصّلة‌ وردت‌ في‌ «مصباح‌ الشـريعة‌» ص‌ 18 ؛ و«بحار الانوار» ج‌ 15 (الجـزء الثاني‌)، ص‌ 51، نقلاً عن‌ «مصباح‌ الشريعة‌»، بإسناده‌ عن‌ ابن‌ معروف‌، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌:
صَاحِبُ العُزْلَةِ مُتَحَصِّنٌ بِحِصْنِ اللَهِ تَعَإلی، وَمُتَحَرِّسٌ بِحَرَاسَتِهِ، فَيَا طُوبَي‌ لِمَنْ تَفَرَّدَ بِهِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً. وَهُوَ يَحْتَاجُ إلی عَشَرَةِ خِصَالٍ: عِلْمُ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَتَجَنُّبِ الفَقْرِ، وَاخْتِيَارُ الشِّدَّةِ، وَالزُّهْدُ، وَاغْتِنَامُ الخَلْوَةِ، وَالنَّظَرُ فِي‌ العَوَاقِبِ، وَرُؤْيَةُ التَّقْصِيرِ فِي‌ العِبَادَةِ مَعَ بَذْلِ المَجْهُودِ، وَتَرْكُ العُجْبِ، وَكَثْرَةُ الذِّكْرِ بِلاَ غَفْلَةٍ ـ فَإنَّ الغَفْلَةَ مُصْطَادُ الشَّيْطَانِ وَرَأْسُ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَسَبَبُ كُلِّ حِجَابٍ وَخَلْوَةُ البَيْتِ عَمَّا لاَ يَحْتَاجُ إلَيْهِ فِي‌ الوَقْتِ. قَالَ عِيسَي‌ ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: اخْزِنْ لِسَانَكَ لِعِمَارَةِ قَلْبِكَ، وَلْيَسَعَكَ بَيْتُكَ، وَفِرَّ مِنَ الرِّيَاءِ وَفُضُولِ مَعَاشِكَ ] وفي‌ نسخة‌ «مصباح‌ الشريعة‌»: وَاسْتَحِي‌ مِنْ رَبِّكَ [، وَابْكِ عَلَی‌ خَطِيئَتِكَ، وَفِرَّ مِنَ النَّاسِ فِرَارَكَ مِنَ الاَسَدِ وَالاَفْعَي‌، فَإنَّهُمْ كَانُوا دَوَاءً فَصَارُوا اليَوْمَ دَاءً، ثُمَّ الْقَ اللَهَ مَتَي‌ شِئْتَ. قال‌ ربيعُ بن‌ خُثيم‌: إنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ ] اليَوْمَ [ فِي‌ مَوْضِعٍ لاَ تَعْرِفُ وَلاَ تُعْرَفُ فَافْعَلْ. وَفِي‌ العُزْلَةِ صِيَانَةُ الجَوَارِحِ، وَفَرَاغُ القَلْبِ، وَسَلاَمَةُ العَيْشِ، وَكَسْرُ سِلاَحِ الشَّيْطَانِ، وَالمُجَانَبَةُ بِهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَرَاحَةُ الوَقْتِ. وَمَا مِنْ نَبِي‌ٍّ وَلاَ وَصِي‌ٍّ إلاَّ وَاخْتَارَ العُزْلَةَ فِي‌ زَمَانِهِ، إمَّا فِي‌ ابْتِدَائِهِ، وَإمَّا فِي‌ انْتِهَائِهِ.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ حديـث‌ كُفُّوا أَلْسِـنَتِكُمْ في‌ «أُصـول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 225 ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (الجزء الرابع‌، وهو كتاب‌ العشرة‌)، ص‌ 140، عن‌ «الكافي‌». كما روي‌ في‌ «وسائل‌ الشيعة‌» ج‌ 2، كتاب‌ «الامر بالمعروف‌»، باب‌ «تحريم‌ إذاعة‌ الحقّ»، ص‌ 507، عن‌ أحمد بن‌ محمّد ابن‌ خالد البرقي‌ّ.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ ورد هذا القول‌ عن‌ عيسي‌ عليه‌ السلام‌ ضمن‌ رواية‌ عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، وقد نقلناها في‌ الهامش‌ السابق‌ نقلاً عن‌ «مصباح‌ الشريعة‌» و«بحار الانوار».
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ الآية‌ 80، من‌ السورة‌ 17: الاءسراء.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ الآية‌ 110، من‌ السورة‌ 4: النساء.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ الآية‌ 4، من‌ السورة‌ 60: الممتحنة‌.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ الآية‌ 17، من‌ السورة‌ 51: الذاريات‌.
الرواية‌ الواردة‌ في‌ كتمان‌ السرّ
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ نقل‌ المجلسي‌ّ في‌«بحار الانوار» ج‌ 17، ص‌ 46، عن‌ «غوإلی اللئإلی» ضمن‌ حِكم‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قوله‌: اسْتَعِينُوا عَلَی‌ الحَوَائِجِ بِالكِتْمَانِ لَهَا.
وجاء في‌ «تحف‌ العقول‌» ص‌ 48 ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 17، ص‌ 44، نقلاً عن‌ «تحف‌ العقول‌»، قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌: اسْتَعِينُوا عَلَی‌ أُمُورِكُمْ بِالكِتْمَانِ، فَإنَّ كُلَّ ذِي‌ نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ.


العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ قال‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 472: وَجَدْتُ فِي‌ مَزَارٍ كَبِيرٍ مِنْ مُؤَلَّفَاتِ السَّيِّدِ فَخَّار أَوْ بَعْضِ مَنْ عَاصَرَهُ بِإسْنَادِهِ (ثمّ يذكر الاءسناد) عَنْ مَيْثَمِ التَّمَّارِ رَضِي‌َ اللَهُ عَنْهُ قَالَ: أَصْحَرَ بِي‌ مَوْلاَي‌َ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ (ثمّ يذكر مناجاة‌ الإمام‌ ودعاءه‌ وبثّه‌ أسراره‌ في‌ البئر، حتّي‌ يصل‌ إلی قوله‌:) يَا مَيْثَمُ!

* وَفِي‌ الصَّدْرِ لُبَانَاتٌ إذَا ضَاقَ بِهَا صَدْرِي‌ *

والمراد بحفر الارض‌ بالكفّ وإخفاء السرّ فيها وإنبات‌ الارض‌ ذلك‌ السرّ إمّا استعارة‌ وكناية‌ طبق‌ محاورات‌ عامّة‌ الناس‌ عن‌ عدم‌ وجود مَن‌ يبثّه‌ المرء سرّه‌، فيضطرّ إلی إخفاء سرّه‌ في‌ التراب‌، أو أنّ الإمام‌ أراد بنفسه‌ القدسيّة‌ كتمان‌ تلك‌ الاسرار في‌ أعماق‌ الارض‌ وفي‌ روح‌ الارض‌ وملكوتها، لتنبت‌ الارض‌ فيما بعد تلك‌ الاسرار نباتاً، مثل‌ أولياء الله‌ يصبح‌ صاحب‌ سرّ الاءمام‌.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ في‌ «الكافي‌»: الخَبَاءِ.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ روي‌ حديث‌ «أَمْرُنَا مَسْتُورٌ مُقَنَّعٌ بِالمِيثَاقِ» في‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (الجزء الرابع‌، كتاب‌ العشرة‌)، ص‌ 140، عن‌ «الكافي‌» ؛ وفي‌ «وسـائل‌ الشـيعة‌» ج‌ 2، ص‌ 507، بإسـناده‌ عن‌ خالـد بن‌ نجـيح‌، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ نقل‌ حديث‌ الثمإلی «وَدِدْتُ وَاللَهِ» في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 221 ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (كتاب‌ العشرة‌)، ص‌ 137، عن‌ «الكافي‌» ؛ وفي‌ «الخصال‌» ص‌ 136.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وردت‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 222 ؛ وفي‌ «المحاسن‌» للبرقي‌ّ، ج‌ 1، ص‌ 257 ؛ وفي‌ «بحار الانوار» ج‌ 15 (كتاب‌ العشرة‌)، ص‌ 137، عن‌ «الكافي‌» ؛ وفي‌ «وسائل‌ الشيعة‌» ج‌ 2، ص‌ 508، بإسناده‌ عن‌ «المحاسن‌» للبرقي‌ّ.
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ وهو جابر بن‌ يزيد الجُعفي‌ّ، وهو ثقة‌ من‌ أصحاب‌ الصادقَين‌ عليهما السلام‌. وقد رواها عنه‌ الشيخ‌ الكشّي‌ّ باختلاف‌ يسير، قال‌: جبرئيل‌ بن‌ أحمد، حدّثني‌ محمّد بن‌ عيسي‌، عن‌ إسماعيل‌ بن‌ مهران‌، عن‌ أبي‌ جميلة‌ المفضّل‌ بن‌ صالح‌، عن‌ جابر بن‌ يزيد الجعفي‌ّ قال‌:
حَدَّثَنِي‌ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِسَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ لَمْ أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً قَطُّ، وَلاَ أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً أَبَداً. قَالَ جَابِرٌ: فَقُلْتُ لاِبِي‌ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إنَّكَ حَمَّلْتَنِي‌ وَقْراً عَظِيماً بِمَا حَدَّثْتَنِي‌ بِهِ مِنْ سِرِّكُمُ الَّذِي‌ لاَ أُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً، فَرُبَّمَا جَاشَ فِي‌ صَدْرِي‌ حَتَّي‌ يَأْخُذَنِي‌ مِنْهُ شِبْهُ الجُنُونِ!
قَالَ: يَا جَابِرُ! فَإذَا كَانَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ إلی الجَبَّانِ فَاحْفِرْ حَفِيرَةً وَدَلِّ رَأْسَكَ فِيهَا، ثُمَّ قُلْ: حَدَّثَنِي‌ مُحَمَّدُ بْنُ علی‌ بِكَذَا وَكَذَا.
وقد ورد هذا الحديـث‌ في‌ «اختـيار معـرفة‌ الرجال‌» (المعـروف‌ بـ «رجال‌ الكشّي‌ّ») الذي‌ طبعته‌ دانشكدة‌ إلهيّات‌ مشهد (= كلّيّة‌ الاءلهيّات‌ في‌ مشهد) بمناسبة‌ الذكري‌ الالفيّة‌ لولادة‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ أعلی‌ الله‌ مقامه‌، ص‌ 194. وفي‌ طبعة‌ بمبي‌، ص‌ 128 ؛ كما ورد في‌ «معجم‌ رجال‌ الحديث‌» ج‌ 4، ص‌ 22.
ضرورة‌ مرافقة‌ السالك‌ لاُستاذ خاصّ وأُستاذ عامّ
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ إنّ أولياء الله‌ والافراد الذين‌ ارتقوا إلی مقام‌ الكمال‌ الإنساني‌ّ قد يتعدّدون‌ في‌ كلّ زمان‌، بحيث‌ يكون‌ كلّ منهم‌ لائقاً لهداية‌ السالكين‌ وإرشادهم‌ ؛ أمّا الإمام‌ (وهو خليفة‌ رسول‌ الله‌) صاحب‌ الولاية‌ الكبري‌ وحافظ‌ الشريعة‌ والطريقة‌، والمُهيمن‌ علی‌ جميع‌ العوالم‌، والمحيط‌ بالجزئيّات‌ والكلّيّات‌، فهو في‌ كلّ عصر واحد فحسب‌. وجميع‌ الاولياء تحت‌ لوائه‌ وضمن‌ شريعته‌ وطريقته‌. ومن‌ الضروري‌ّ للسالك‌ أن‌ يكون‌ ملتفتاً إليه‌ علی‌ الدوام‌، وهو معني‌ المرافقة‌ الذي‌ ذكره‌ المصنّف‌. ومن‌ المسلّم‌ أنّ المرافقة‌ البدنيّة‌ غير مُشترطة‌، بل‌ المشترط‌ هي‌ المرافقة‌ الروحيّة‌.
وهي‌ مبتنية‌ علی‌ سيطرة‌ روح‌ الولي‌ّ علی‌ السالك‌، مضافاً إلی توجّه‌ السالك‌ والتفاته‌ التامّ إلی الولي‌ّ، وصولاً إلی صدق‌ المرافقة‌. ويحصل‌ عمدة‌ سير السالك‌ من‌ خلال‌ مرافقته‌ للاءمام‌ الذي‌ عبّر عنه‌ المصنّف‌ رحمه‌ الله‌ بالاُستاذ الخاصّ، وينحصر في‌ زمن‌ الغَيبة‌ الكبري‌ بوجود صاحب‌ العصر والزمان‌، حجّة‌ الله‌ البالغة‌ محمّد بن‌ الحسن‌ العسكري‌ّ عجّل‌ الله‌ فرَجه‌.
أمّا سائر الاولياء الذين‌ يُعينون‌ السالك‌، فإنّما بالتبعيّة‌ للاُستاذ الخاصّ أوّلاً، وإنّ ضرورة‌ الاستعانة‌ بهم‌ إنّما تتحقّق‌ عند عدم‌ التمكّن‌ من‌ الاُستاذ الخاصّ ثانياً. أمّا في‌ زمن‌ التمكّن‌ من‌ الاُستاذ الخاصّ، فلا يلزم‌ الاستعانة‌ بهم‌، ولو كانت‌ ممكنة‌ وخالية‌ من‌ الاءشكال‌.
علی‌ أنّ مرافقة‌ السالك‌ للاُستاذ العامّ لازمة‌ أيضاً، لانّ النفحات‌ الرحمانيّة‌ من‌ جانب‌ ربّ العزّة‌ تصل‌ إلی السالك‌ عن‌ طريق‌ الحجاب‌ الاقرب‌ (وهو الاُستاذ الخاصّ) بواسطة‌ قلب‌ الاُستاذ العامّ. ومن‌ هنا فإنّ علی‌ السالك‌ أن‌ لا يغفل‌ عن‌ الاءفاضات‌ القلبيّة‌ للاُستاذ العامّ كي‌ لا يُحرم‌ من‌ إفاضاته‌ المعنويّة‌.
أمّا الاولياء الذين‌ بلغوا مقاماً خاصّاً بدون‌ توسّط‌ الإمام‌ والاُستاذ الخاصّ، فإنّهم‌ ـ لمّا لم‌ يتابعوا الإمام‌ في‌ طريق‌ الشريعة‌ سيعُدّون‌ من‌ المستضعفين‌ في‌ حال‌ افتراض‌ قصورهم‌ وعدم‌ إنكارهم‌ أو جُحودهم‌، وستشملهم‌ آية‌: وَأَمْرُهُمْ إلی اللَهِ.
فإن‌ شملتهم‌ العناية‌ الاءلهيّة‌ في‌ هذه‌ الحال‌، فطلع‌ عليهم‌ باطن‌ مقام‌ الولاية‌ الحقّة‌ للاءمام‌، صاروا ـ بلا شكّ مُستبصرين‌، وانضمّوا في‌ التشريع‌ تحت‌ لواء الإمام‌ أيضاً، علی‌ الرغم‌ من‌ قد يُجبرون‌ علی‌ التقيّة‌ والتورية‌ لفقدان‌ المحيط‌ المساعد. وإن‌ هم‌ لم‌ يقفوا علی‌ باطن‌ ولاية‌ الاءمام‌، توقّفوا في‌ أماكنهم‌، وانسدّ أمامهم‌ سبيل‌ الوصول‌ إلی المعرفة‌ الاءلهيّة‌، ولو تظاهروا بالوصول‌ والمعرفة‌.
وإن‌ هم‌ سلكوا سبيل‌ الجحود والاءنكار، امتنع‌ عليهم‌ طي‌ّ الطريق‌، وتعذّر الوصول‌ إلی مقام‌ الكمال‌، لانّ الطريق‌ قائم‌ علی‌ أساس‌ الخلوص‌ المتنافي‌ مع‌ الجحود والاءنكار.


أنواع‌ المكاشفات‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. ـ المكاشفات‌ علی‌ أنواع‌:
الاوّل‌: المكاشفات‌ المادّيّة‌ والطبيعيّة‌، وهي‌ الاطّلاع‌ علی‌ المخفيّات‌، وتحصل‌ للاءنسان‌ في‌ عالم‌ الطبع‌. كالعلوم‌ الطبيعيّة‌ والرياضيّة‌ والهيئة‌ وأمثالها.
الثاني‌: المكاشفات‌ التي‌ تحصل‌ للسالك‌ بعد العبور من‌ عالم‌ الطبع‌ والورود في‌ عالم‌ المثال‌، وتدعي‌ بالمشاهدات‌ القلبيّة‌، لا نّها تجسّم‌ بعض‌ المعاني‌ في‌ صور مثاليّة‌، ومثلها في‌ عالم‌ اليقظة‌ مثل‌ الرؤيا والاحلام‌ التي‌ يشاهدها الإنسان‌ في‌ منامه‌.
الثالث‌: المكاشفات‌ التي‌ تحصل‌ للسالك‌ بعد العبور من‌ عالم‌ المثال‌ والورود في‌ عالم‌ الروح‌ والعقل‌، وتدعي‌ بالمشاهدات‌ الروحيّة‌، لا نّها تحصل‌ بواسطة‌ قدرة‌ الروح‌ وسيطرتها في‌ العالم‌، مثل‌ الاءحاطة‌ بالخواطر والافكار، وطي‌ّ الارض‌، وطي‌ّ الهواء، والعبور من‌ النار، والاطّلاع‌ علی‌ المستقبل‌، والتصرّف‌ في‌ النفوس‌ بالمرض‌ أو الصحّة‌، والتصرّف‌ في‌ أفكار العامّة‌.
الرابع‌: المكاشفات‌ التي‌ تحصل‌ للسالك‌ في‌ عالم‌ الخلوص‌ واللاهوت‌ بعد العبور من‌ الروح‌ والجبروت‌، وتدعي‌ بالمكاشفات‌ السرّيّة‌، لا نّها كشف‌ أسرار عالم‌ الوجود والاطّلاع‌ علی‌ المعاني‌ الكلّيّة‌ وكشف‌ الصفات‌ والاسماء الكلّيّة‌ الاءلهيّة‌.
الخامس‌: المكاشفات‌ التي‌ تحصل‌ للسالك‌ بعد الكمال‌ والعبور من‌ مراتب‌ الخلوص‌ والوصول‌ إلی مقام‌ التوحيد المطلق‌ والبقاء بالله‌، وتدعي‌ بالمكاشفات‌ الذاتيّة‌، لا نّها إدراك‌ حقيقة‌ الوجود وآثاره‌ وترتيب‌ نزول‌ الحكم‌ إلی عالم‌ الاءمكان‌، ومصدر القضاء والقدر والمشيئة‌ الاءلهيّة‌ ومصدر التشريع‌ والوحي‌، والاءحاطة‌ بجميع‌ العوالم‌ النازلة‌، وكيفيّة‌ تحقّق‌ الحادث‌ وربطه‌ بالعوالم‌ الربوبيّة‌، واتّحاد الوحدة‌ والكثرة‌ وأمثال‌ ذلك‌.
ويتبيّن‌ ـ بناء علی‌ ما قيل‌ أنّ المكاشفات‌ الروحيّة‌ تحصل‌ قبل‌ الورود في‌ العالم‌ الاءلهي‌ّ، وأ نّها مشتركة‌ بين‌ المؤمن‌ والكافر، وأ نّها لا تدلّ بأي‌ّ وجه‌ علی‌ وجود الكمال‌ أو انتفائه‌.


صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
أنواع‌ التجلّيات‌
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..ـ التجلّيات‌ علی‌ أربعة‌ أنواع‌:
الاوّل‌: التجلّيات‌ الفعليّة‌، وهي‌ أنّ السالك‌ إذا ما فعل‌ شيئاً لم‌ يره‌ مِن‌ فعل‌ نفسه‌، بل‌ يراه‌ ـ علی‌ الاءجمال‌ من‌ فِعل‌ موجود آخر. أو أ نّه‌ يري‌ الافعال‌ التي‌ يفعلها الناس‌ علی‌ أ نّها ليست‌ من‌ فِعلهم‌، بل‌ هي‌ قائمةً بغيـرهم‌. كأن‌ يُدرك‌ أنّ جمـيع‌ حركات‌ الناس‌ وسكناتـهم‌ وذهابـهم‌ وإيابهم‌ وكلامهم‌ قائمٌ بذات‌ واحدة‌ لا غير.
الثاني‌: التجلّيات‌ الصفاتيّة‌، وهي‌ أن‌ السالك‌ لا يري‌ صفته‌ راجعة‌ إليه‌، بل‌ يُدرك‌ ـ إجمالاً أ نّها من‌ ذات‌ أُخري‌. كأن‌ يسمع‌ كلاماً، فلا يري‌ أنّ نفسه‌ هي‌ السامع‌، بل‌ يري‌ أنّ السامع‌ موجود آخر. أو يري‌ شيئاً، فلا يري‌ أنّ نفسه‌ هي‌ التي‌ رأت‌، بل‌ يري‌ الرائي‌ موجوداً آخر. وهكذا الامر بالنسبة‌ إلی الصفات‌ الاُخري‌، وإلی صفات‌ سائر الناس‌، فإنّه‌ يري‌ ذلك‌ مستنداً بأسره‌ إلی علم‌ وقدرة‌ وسمع‌ وبصر وحياة‌ موجودٍ آخر.
الثالث‌: التجلّيات‌ الذاتيّة‌، وهي‌ أن‌ يُدرك‌ السالك‌ الصفة‌ مع‌ قيّومها معاً في‌ هيئة‌ الاسم‌ ؛ كأن‌ يسمع‌ شيئاً فيري‌ السميع‌ ذاتاً أُخري‌، ويري‌ الحي‌ّ والعليم‌ والبصير والقدير ذاتاً أُخري‌، وهكذا في‌ بقيّة‌ أفراد الناس‌، حيث‌ إنّه‌ لا يري‌ أسماءهم‌ لهم‌، بل‌ يراها بأجمعها من‌ أسماء الله‌ تعإلی.
الرابع‌: تجلّي‌ الذات‌، وهي‌ أن‌ يري‌ السالك‌ أصل‌ حقيقة‌ وجوده‌ أو وجود موجود آخر، أو وجود سائر الموجودات‌ من‌ ذات‌ الحقّ القدسيّة‌. ويصطلح‌ البعض‌ علی‌ هذا التجلّي‌ بالتجلّيات‌ الذاتيّة‌ أيضاً.
وعلی‌ أيّة‌ حال‌، فقد قصد المصنّف‌ رحمه‌ الله‌ أنّ التجلّيات‌ الصفاتيّة‌ الاءلهيّة‌ ليست‌ دليلاً علی‌ بلوغ‌ صاحبها المقصد، بل‌ يلزم‌ في‌ ذلك‌ امتلاك‌ التجلّيات‌ الذاتيّة‌ بنوعها الربّاني‌ّ لا الروحاني‌ّ.
واعلم‌ أ نّي‌ لم‌ أعثر علی‌ تقسيم‌ التجلّيات‌ الذاتيّة‌ إلی ربّانيّة‌ وروحانيّة‌ في‌ أي‌ّ من‌ كتب‌ القوم‌، وهوـ ظاهراًـ من‌ التعبيرات‌ الخاصّة‌ بالمصنّف‌، ومراده‌ بها غير واضح‌. ويُحتمل‌ أن‌ يكون‌ المراد بالتجلّيات‌ الربّانيّة‌ التجلّيات‌ الاسمائيّة‌ في‌ عالم‌ الذات‌ والربوبيّة‌. مثل‌ تجلّي‌ اسم‌ الحي‌ّ والعلـيم‌ والقديـر والسـميع‌ والبصـير. والمراد بالتجـلّيات‌ الذاتـيّة‌ الروحانيّة‌ التجلّيات‌ الاسمائيّة‌ في‌ عالم‌ الفعل‌، كالخالق‌ والرازق‌ وأمثال‌ ذلك‌. كما يحتمل‌ أنّ المراد بالتجلّيات‌ الذاتيّة‌ الربّانيّة‌ تجلّي‌ الاسم‌، وحقيقته‌ فناء السالك‌ في‌ ذلك‌ الاسم‌ المتجلّي‌ عليه‌، فيكون‌ السالك‌ في‌ هذه‌ الحال‌ مَجلي‌ الاسم‌ الربوبي‌ّ، ويكون‌ فانياً في‌ ذلك‌ الاسم‌. والمراد بالتجلّيات‌ الذاتيّة‌ الروحانيّة‌ صرف‌ انكشاف‌ ذلك‌ الاسم‌ في‌ عالم‌ الروح‌، دون‌ أن‌ يتحقّق‌ للسالك‌ فناء في‌ ذلك‌ الاسم‌، علی‌ الرغم‌ من‌ أنّ هذا لا يُصـطلح‌ عليه‌ بالتجـلّي‌، بل‌ بالكشـف‌ والانكشـاف‌، واللهُ العالِم‌.
الوِرد
الثاني‌ والعشرون‌: الوِرد.
وهو عبارة‌ عن‌ عدّة‌ أذكار وأوراد كلاميّة‌ لسانيّة‌ تفتح‌ أبواب‌ الطريق‌ وتُعين‌ السالك‌ في‌ العقبات‌ والعوائق‌ والمهمّات‌. ومن‌ شروطها أن‌ تكون‌ بإذن‌ من‌ الاُستاذ، إذ لا يُسمح‌ الشروع‌ بها بدون‌ إذن‌ منه‌، إنّها في‌ حُكم‌ الدواء الذي‌ منه‌ ما ينفع‌ ومنه‌ ما يضرّ، بل‌ هو دواء حيناً وسُمّ حيناً آخر. وبعضه‌ شفاء، وبعضه‌ الآخر داء. يُضاف‌ إلی ذلك‌ أنّ بعض‌ الاوراد قد ينفع‌ بفرده‌، فإذا ضُمّ إلی وِرد آخر أضحي‌ ضارّاً. وقد يتعرّض‌ السالك‌ للخطر إذا زاد في‌ الوِرد علی‌ عدد معيّن‌، أو أنقصه‌ عن‌ ذلك‌ العدد.
أجل‌، هناك‌ رخصة‌ عامّة‌ فيما رخّص‌ الاساتذة‌ الحاذقون‌ فيه‌ بإذن‌ عامّ.
والوِرد علی‌ أربعة‌ أقسام‌: القالبي‌ّ والنفسي‌ّ، وكلّ منهما ينقسم‌ إلی إطلاقي‌ّ وحَصري‌ّ. وأصحاب‌ السلوك‌ لا يُعيرون‌ اهتماماً للورد القالبي‌ّ.


نفي‌ الخواطر والفكر والذِّكر
الثالث‌ والعشرون‌ إلی الخامس‌ والعشرين‌: نفي‌ الخواطر، نفي‌ الفكر، ونفي‌ الذكر.
وهذه‌ المراحل‌ الثلاث‌ من‌ مهمّات‌ وسائل‌ الوصول‌ إلی المقصد، بل‌ هو ممتنع‌ بدونها. كما أنّ الإتيان‌ بها من‌ أصعب‌ الاُمور وأشقّها.
ولا أقصد أنّ أصل‌ العمل‌ بها شاقّ وعسير ـ مع‌ أنّ الامر كذلك‌ حقّاً بل‌ أرمي‌ إلی أنّ هذه‌ الاودية‌ الثلاثة‌ أودية‌ علی‌ درجة‌ كبيرة‌ من‌ الخطورة‌، وأ نّها مراحل‌ مخوفة‌ يُخشي‌ فيها من‌ الهلاك‌ الابدي‌ّ والشقاء السرمدي‌ّ.
وأكثر الذين‌ انحرفوا عن‌ الجادّة‌ وهلكوا، إنّما هلكوا بسبب‌ هذه‌ المراحل‌ والمرحلتين‌ السابقتَين‌ عليها، بَيدَ أنّ خطورة‌ هذه‌ المراحل‌ الاخيرة‌ أشدّ وأكبر وأعظم‌!
ذلك‌ أنّ خطر المرحلة‌ السابقة‌ أكثره‌ فساد البدن‌ وتعويق‌ المهمّات‌، وخطر المرحلة‌ التي‌ تسبقها ـ وكذلك‌ خطر التقصير في‌ مرحلة‌ فِقه‌ الجوارح‌ والنفس‌ هو عدم‌ الوصول‌ إلی المطلوب‌، إلاّ أن‌ يسبّب‌ الخطأُ فيها الخطأ في‌ المراحل‌ الثلاث‌ الاخيرة‌.
وخطر هذه‌ المراحل‌ الثلاث‌ هو الهلاك‌ الابدي‌ّ والشقاء السرمدي‌ّ ؛ وكلّ ما طرق‌ سمعك‌ من‌ عبادة‌ الاصنام‌ والاوثان‌ والبقر والكواكب‌ والنار والحيوانات‌ ومراتب‌ الغلوّ والإلحاد والزندقة‌ والإباحة‌ وادّعاء الحلول‌ والاتّحاد وغيرها، ناشي‌ٌ بأجمعه‌ عن‌ هذه‌ المراحل‌، وعائد إلی إحداها، كما سيُشار إليه‌ إن‌ شاء الله‌ تعإلی. وسيَفهم‌ الذكي‌ّ الفَطِن‌ ما نُشير إليه‌ خلال‌ هذه‌ المراحل‌.


نفي‌ الخواطر
فنقول‌: أمّا نفـي‌ الخـواطر، فعـبارة‌ عن‌ صمـت‌ القلب‌ وتسخيره‌، كي‌ لا يتكلّم‌ إلاّ بمشيئة‌ صاحبه‌، وهو من‌ أعظم‌ مطهّرات‌ السرّ ومُنتج‌ أكثر المعارف‌ الحقّة‌ والتجلّيات‌ الحقيقيّة‌ ؛ وهو عقبة‌ كؤود وقِمّة‌ عسيرة‌. فإن‌ أراد الطالب‌ ارتقاءها، هاجمته‌ الخواطر من‌ كلّ صوب‌ وحدب‌، وشوّشت‌ عليه‌. وعلی‌ السالك‌ أن‌ يكون‌ في‌ هذا المقام‌ كالجبال‌ الرواسي‌، وأن‌ يهوي‌ علی‌ كلّ خاطر يتحرّك‌ ويظهر بسيف‌ الذِّكر، وأن‌ لا يتسامح‌ في‌ المحقَّرات‌، لا نّها ـ ولو كانت‌ حقيرة‌ تافهة‌ كالشوكة‌ في‌ قدم‌ السالك‌، تجعلة‌ يعرج‌ في‌ مسيره‌. وكثير من‌ المتشيّخين‌ يوصون‌ تلامذتهم‌ بطي‌ّ هذه‌ المرحلة‌ بالذِّكر، ويحاولون‌ نفي‌ الخواطر بالذِّكر، وهذا أوّل‌ خَبطهم‌، لانّ نفي‌ الخواطر أمر عسير ينبغي‌ أن‌ لا يستسهله‌ المجاهد، وأن‌ يستمرّ في‌ المجاهدة‌ مدّة‌ ليصل‌ إلی هذه‌ المرحلة‌، وهي‌ مرحلة‌ يسمّيها أرباب‌ السلوك‌ بالداء العضال‌.


في‌ الذِّكر
والذِّكر بمثابة‌ ملاحظة‌ المحبوب‌ وقصر النظر علی‌ جماله‌ من‌ بعيد. وحين‌ يكون‌ النظر إلی المحبوب‌، فإنّ من‌ اللائق‌ أن‌ يُغضّ النظر عمّن‌ سواه‌، إذ المحبوب‌ غيور، ومِن‌ غيرته‌ أن‌ لا يُجيز للعين‌ التي‌ تنظر إليه‌ أن‌ تنظر إلی سواه‌، ومن‌ غيرته‌ أن‌ يُعمي‌ العين‌ التي‌ تُعرض‌ عنه‌ لتنظر إلی غيره‌. فإن‌ تكرّرت‌ الإعراض‌ والتوجّه‌ في‌ هذه‌ الحال‌، غدا بمثابة‌ الاستهزاء، وأعقب‌ صفعة‌ يصفعها المطلوب‌ علی‌ قفا الطالب‌، لا يبحث‌ بعدها عن‌ رأسه‌ ولا عن‌ عمامته‌.
ألم‌ تسمع‌ قوله‌: أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي‌. وقوله‌: وَمَن‌ يَعْشُ عَن‌ ذِكْرِ الرَّحْمَـ'نِ نُقَيِّضْ لَهُ و شَيْطَـ'نًا فَهُوَ لَهُ و قَرِينٌ ] الآية‌ 36، من‌ السورة‌ 43: الزخرف‌ [.
أفتظنّ أنّ المحبوب‌ يُدني‌ إليه‌ مَن‌ ينهض‌ مِن‌ مُجالسته‌ فيكون‌ قريناً للشيطان‌؟ أو تخال‌ أنّ الرحمن‌ يجلس‌ في‌ موضع‌ تنجّس‌ بالشيطان‌ الرجس‌ النجس‌؟
أَتَلْتَذُّ مِنْهَا بِالحَدِيثِ وَقَدْ جَرَي‌ حَدِيثُ سِوَاهَا فِي‌ خُرُوقِ المَسَامِعِ بل‌ إنّ محض‌ نفي‌ الخواطر غير كافٍ في‌ تجويز الشروع‌ بالذكر، لانّ نفي‌ الخواطر بمثابة‌ تطهير المنزل‌ من‌ الغبار والاشواك‌، وهذا القدر لا يكفي‌ لمنزل‌ المحبوب‌، بل‌ يلزم‌ ـ كذلك‌ تزيينه‌ بالفرش‌ وتطييبه‌. وَكَيْفَ تَرَي‌ لَيْلَي‌ بِعَيْنٍ تَرَي‌ بِهَا سِوَاهَا وَمَا طَهَّرْتَهَا بِالمَدَامِعِ
أجل‌، هناك‌ نوع‌ واحد من‌ الذكر مُرخّص‌ فيه‌ لنفي‌ الخواطر، وهو الذي‌ يكون‌ بقصد ردع‌ الشيطان‌ وليس‌ بقصد الذِّكر.
كمثل‌ مَن‌ يريد طرد الغير من‌ المجلس‌ ليدعو إليه‌ المحبوب‌ ؛ فلا تكون‌ غايته‌ ملاحظة‌ المحبوب‌ ولا الالتذاذ بوصاله‌، بل‌ قصده‌ تخويف‌ الغير وتهديده‌. وكيفيّة‌ ذلك‌ أنّ السالك‌ إذا اشتغل‌ بنفي‌ الخواطر، فهاجمه‌ في‌ تلك‌ الحال‌ خاطر تعسّر عليه‌ طرده‌، فعليه‌ أن‌ يلجأ إلی الذكر لطرده‌، وهو المراد من‌ قوله‌ تعإلی:
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَـائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَـ'نِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم‌ مُّبْصِرُونَ ] الآية‌ 201، من‌ السورة‌ 7: الاعراف‌ [.
وطريقة‌ المحقّقين‌ في‌ هذا السبيل‌ والواصلين‌ الواعين‌ في‌ تعليم‌ المبتدئين‌ وإرشادهم‌، أن‌ يأمروهم‌ ابتداءً بنفي‌ الخواطر، ثمّ بممارسة‌ الذِّكر.
أمّا نفي‌ الخواطر، فيتمّ بأن‌ يتوجّه‌ السالك‌ ابتداءً إلی أحد المحسوسات‌، كقطعة‌ من‌ الحجر أو جسم‌ آخر سواه‌، وقد رُخّص‌ في‌ التوجّه‌ إلی الصور الرقميّة‌ للاسماء الحُسني
‌، بل‌ هو مُستحسَن‌. بحيث‌ يركّز العين‌ الظاهرة‌ علی‌ ذلك‌ الشي‌ء، وأن‌ لا يُغمض‌ عينيه‌ ـ مهما أمكن‌ إلاّ قليلاً.
وأن‌ يتوجّه‌ إلی ذلك‌ الشي‌ء بجميع‌ قواه‌ الظاهريّة‌ والباطنيّة‌، ويداوم‌ علی‌ ذلك‌ مدّة‌ من‌ الزمن‌، والافضل‌ أن‌ يداوم‌ عليها مدّة‌ أربعين‌ أو أكثر.
أمّا الوِرد الذي‌ يكرّره‌ خلال‌ هذه‌ المدّة‌، فثلاثة‌ أوراد: الاستعاذة‌ والاستغفار الإطلاقي‌ّ ـ وتعيين‌ عدده‌ ووقته‌ منوط‌ إلی الذاكرالعضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..، وذِكر «يا فعّال‌»، وهو ذِكر حصري‌ّ بعدد مُجمَل‌ أو مفصّل‌؛ فالمفصّـل‌ بعد فريضـة‌ الغداة‌، والمُجمل‌ بعد فريضـة‌ العشاء، مع‌ ملاحظة‌ الخلوة‌.
وبعد المداومة‌ علی‌ ذلك‌ مدّة‌ وحصول‌ حال‌ معيّنة‌ للسالك‌، فإنّ عليه‌ من‌ ثمّ أن‌ يتوجّه‌ إلی القلب‌ الصنوبري‌ّ (الجسمي‌ّ الواقع‌ إلی يسار الصدر)، والالتفات‌ إليه‌ بالكامل‌، وعدم‌ الغفلة‌ عنه‌ في‌ أيّة‌ حال‌ من‌ الاحوال‌، وعدم‌ السماح‌ لاي‌ّ خيال‌ غيره‌. فإن‌ هاجمته‌ خاطرة‌ وأحدثت‌ له‌ تشويشاً، فعليه‌ استحضار خيال‌ صورة‌ الاُستاذ العامّ، فهو مصدر الذكر ومناسبٌ لحال‌ الذاكر، بعيداً عن‌ بعض‌ المخاطرالعضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..، فذلك‌ أتمّ للفائدة‌.
وإلاّ توجّب‌ عليه‌ أن‌ يتنفّس‌ بقوّة‌ ثلاث‌ مرّات‌ كمن‌ يُخرج‌ شيئاً من‌ أنفه‌، فيُخلي‌ نفسه‌ من‌ ذلك‌ ويعود إلی توجّهه‌ والتفاته‌.
فإن‌ عاد الخاطر من‌ جديد خلال‌ توجّه‌ السالك‌ بالرغم‌ من‌ قيامه‌ بتلك‌ التخلية‌ بالطريقة‌ المذكورة‌، فعليه‌ الاستغفار ثلاث‌ مرّات‌ ثمّ يقول‌ ثلاثاً:
أَستَغْفِرُ اللَهَ مِنْ جَمِيعِ مَا كَرِهَ اللَهُ قَوْلاً وَفِعْلاً وَخَاطِراً وَسَامِعاً وَنَاظِراً وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ.
ويكون‌ قلبُه‌ موافقاً للسانه‌ في‌ هذا الاستغفار.
ثمّ ينشغل‌ في‌ قلبه‌ باسم‌ «يا فعّال‌» بحسب‌ المعني‌، ثمّ يضع‌ يده‌ علی‌ قلبه‌ ويقول‌ سبعاً:
سُبْحَانَ اللَهِ المَلِكِ القُدُّوسِ الخَلاَّقِ الفَعَّالِ «إِن‌ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَ لِكَ عَلَی‌ اللَهِ بِعَزِيزٍ». فإن‌ لم‌ يندفع‌ بذلك‌، فليتأمّل‌ في‌ كلمة‌ لاَ مَوجُودَ إلاَّ اللَهُ.
فإن‌ عاد إلی التشويش‌ عليه‌، فليقُل‌ بجهد (جهراً خ‌ ص‌) «الله‌» فيمدّ الالف‌ فيها، ويستمرّ في‌ ذلك‌ ما لم‌ يُصبه‌ الملل‌، فإن‌ هو شاهد آثار الملل‌ تركه‌. وليستمرّ علی‌ ذلك‌ أيضاً مدّة‌ حتّي‌ تتملّكه‌ حالة‌ يخرج‌ فيها عن‌ طوره‌. ووِرد هذه‌ المرحلة‌ هو الاستغفار وذِكر «يا فعّال‌»، وكلاهما حَصري‌ّ، فالاوّل‌ في‌ الاسحار بالعدد الكبير، والثاني‌ بعد فريضة‌ الغداة‌ بنفس‌ العدد، وبعد فريضة‌ العشاء بالعدد المفصّل‌. وعليه‌ أن‌ يكثر من‌ قول‌ «يا باسط‌» في‌ هاتَين‌ المرحلتين‌. والاولي‌ أن‌ يكرّره‌ كلّ ليلة‌ بالعدد المفصّل‌.
فإن‌ هو داوم‌ علی‌ هذه‌ الطريقة‌، وأضحت‌ لديه‌ قوّة‌ علی‌ الذِّكر وعلی‌ طرد الخواطر، رُخّص‌ له‌ في‌ التوسّل‌ بمبادي‌ الذكر في‌ طرد باقي‌ الخواطر، من‌ خلال‌ استحضار خيال‌ الاُستاذ الخاصّ، أو استحضار الصور الخياليّة‌ الكتبيّة‌ القالبيّة‌ لاسماء الله‌ المناسبة‌ لهذه‌ الاحوال‌ الثلاث‌، من‌ دون‌ الالتفات‌ إلی المعني‌.
وبعد الترقّي‌ الذي‌ يحصل‌ له‌ عموماً، يُرخّص‌ في‌ التوجّه‌ إلی نورانيّة‌ الاُستاذ الخاصّ والذِّكر النفسي‌ّ الخيإلی لطرد الخواطر بالكامل‌.
ولو خطر علی‌ قلب‌ السالك‌ شي‌ء علی‌ سبيل‌ الاختلاس‌، فإنّه‌ سيندفع‌ وينطرد حين‌ يدخل‌ في‌ مراتب‌ الذِّكر والتفكّر إن‌ شاء الله‌ تعإلی.
أمّا خطر هذه‌ المرحلة‌، فهو السقوط‌ في‌ ورطة‌ عبادة‌ الاصنام‌ والكواكب‌ والاجسام‌. لانّ التوجّه‌ والالتفات‌ إلی شي‌ء ما يورث‌ الاُنس‌ به‌ ويستتبع‌ حبّه‌. فإن‌ خطي‌ السالك‌ المتوجّه‌ خارجاً، ابتُلي‌َ بعبادة‌ ما كان‌ متوجّهاً إليه‌.
فإن‌ سخّر السالكُ قلبَه‌ وطهّره‌ من‌ نجاسات‌ الخواطر، وضع‌ قدمه‌ في‌ دائرة‌ الذِّكر. وأهمّ الاُمور في‌ هذه‌ المرحلة‌، مراعاة‌ الترتيب‌، لانّ الطالب‌ سيتخلّف‌ بدونه‌ في‌ الطريق‌، بل‌ سيبتلي‌ بأخطار عظيمة‌. ومبادي‌ الذكرالعضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط.. هي‌ حقيقة‌ الذكر، لانّ المطلوب‌ مختفٍ في‌ المذكور.
فالغرض‌ الكلّي‌ّ منها هو التهيّؤ للذكر وتزيين‌ المنزل‌. وعلی‌ الاُستاذ أن‌ يرشد الطالب‌ إلی الترتيب‌، وعلی‌ الطالب‌ أن‌ يلتزم‌ به‌ لا نّه‌ من‌ أوجب‌ الواجبات‌.
وهناك‌ جماعة‌ طريقتهم‌ في‌ الترتيب‌ أن‌ يستحضروا في‌ البداية‌ الشخص‌ النوراني‌ّ للاُستاذ الخاصّ (وهو الولي‌ّ)، ثمّ يتعلّمون‌ الذكر الخيإلی القالبي‌ّ، لكنّي‌ لا أُرخّص‌ في‌ ذلك‌.
لانّ الغرض‌ الكلّي‌ّ من‌ هذا الترتيب‌ هو الصعود بالرفق‌، والاحتراز عن‌ غيرة‌ المطلوب‌ بسبب‌ احتمال‌ غفلة‌ القلب‌ عنه‌ وميله‌ إلی المبادي‌.
فينبغي‌ ـ إذاً الابتداء بما فيه‌ النورانيّة‌ الذاتيّة‌ أخفي‌، وظهور الغيوريّة‌ فيه‌ أقلّ. ونورانيّة‌ الولي‌ّ أعلی‌ بكثير من‌ الذِّكر الخيإلی القالبي‌ّ.
فالمبدأ ـ إذاً هو ذِكر الصور الخياليّة‌ القالبيّة‌ لاسماء الله‌ تعإلی. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
والاُستاذ الحاذق‌ ضروري‌ّ في‌ هذه‌ المرحلة‌، لانّ روحانيّة‌ المعاني‌ ونورانيّة‌ المسمّي‌ مخفيّة‌ في‌ هذه‌ الاسماء، وهذان‌ الاثنان‌ مؤثّران‌ تامّان‌ في‌ مظهريّة‌ الروحانيّة‌، حيث‌ تظهر الروحانيّة‌ والنورانيّة‌ في‌ الذاكر بواسطة‌ التوجّه‌ والالتفات‌ إليهما باستمرار، وتؤثّر في‌ أحواله‌.
وما أكثر ما حصل‌ ـ بواسطة‌ قصور المبتدي‌ أو تقصيره‌ في‌ بعض‌ المراحل‌ اللاحقة‌ أن‌ اغترّ بهما، فلم‌ تظهر فيه‌ آثارهما ظهوراً تامّاً، وبقي‌ غافلاً عن‌ سائر المظاهر، فسقط‌ لهذا السبب‌ في‌ وادي‌ الهلاك‌، كالإباحة‌ والتعطيل‌ وإليأس‌ والجنون‌ والفِرعونيّة‌ والإذاعة‌ وأمثال‌ ذلك‌.
ذلك‌ أنّ القاصر إذا توجّه‌ إلی الاسماء المؤثّرة‌ في‌ الحبّ والرجاء، ظهرت‌ فيه‌ آثار الاُنس‌ والرجاء ورفع‌ التكاليف‌ ؛ وإذا توجّه‌ إلی أسماء مظاهر الكبرياء، ظهر فيه‌ الغلوّ والفرعونيّة‌ وخوف‌ اليأس‌ والتعطيل‌ إلی غير ذلك‌. العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
وهناك‌ كثير لا طاقة‌ لهم‌ بتحمّل‌ المظاهر، فإمّا أن‌ لا تظهر فيهم‌ نورانيّة‌ تلك‌ المظاهر، أو تظهر فتسبِّب‌ جنونهم‌ أو ابتلائهم‌ بأمراض‌ عسيرة‌، مثل‌ الذِّكر الكبير والاكبر والاعظم‌.
فإذا عزم‌ السالك‌ علی‌ الذكر، فعليه‌ أن‌ يفعل‌ ذلك‌ بعد طي‌ّ المراحل‌ التي‌ تسبقه‌، والتي‌ أرشده‌ إليها مظهر الذكر.
ويجب‌ ـ بطبيعة‌ الحال‌ أن‌ يبدأ بالاذكار الصغيرة‌، كما يجب‌ في‌ مراتب‌ الذكر الصغير أن‌ يرقاها السالك‌ بالترتيب‌.


مواقع النشر (المفضلة)
كتاب السير والسلوك

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
76 كتاب في العرفان والاخلاق والسلوك والادعية نادرة
كتاب رسالة السير والسلوك ( قيم جدا جدا )
قمة السير والسلوك
الفكر والسلوك
قاعده السير والسلوك

الساعة الآن 09:39 PM.