المشاركات الجديدة
مقالات عامة في علم التنجيم : مواضيع في أحكام التنجيم و مقالات دراسية عامة وعرض لكافة الأساليب والطرق المتبعة

في الأخبار التي صح فيها الحكم على الحوادث بالنجوم لابن طاوس

افتراضي في الأخبار التي صح فيها الحكم على الحوادث بالنجوم لابن طاوس






فمن ان اراد ان يقرأ الكتاب كاملا يجده على هذه الوصله وضعه الشيخ النّجف الأشرف



العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..



في الأخبار التي صح فيها الحكم على الحوادث بالنجوم لابن طاوس
بعض عرف بالنجوم ولم يعرف له شيء من الأحكام وبعض عرف له ذلك ومن كان عاملاً بذلك من الملوك قبل الإسلام وقد ذكرنا من ذلك ونذكر بعض من نختار ذكره من أهل الإسلام فمن ذلك ما ذكره التنوخي في الجزء السابع من نشوار المحاضرة قال حدثني أبو الحسين قال حدثني علي بن عباس النوبختي قال حدثني محمد بن داود بن الجراح قال حدثني أبو علي الحسن بن وهب، قال رأيت يوماً محمد بن عبد الملك الزيات قد عاد من موكب المعتصم قبل خروجه إلى سامراء وهو على غاية من الضجر وكنت جسوراً عليه، فقلت مالي أرى الوزير أيده الله مهموماً قال أفما عرفت خبري قلت لا قال ركب أمير المؤمنين وأنا أسايره وابن أبي داود يسايره من الجانب الآخر حتى بلغنا رحبة الجسر فأطال الوقوف حتى ظننا أنه ينتظر شيئاً ثم أسرع خادم يركض حتى أسر إليه سراً فقال غممتني وكر راجعاً إلى الجانب الشرقي فلما توسط الطريق جعل يضحك ولا شيء يضحكه فجسر عليه ابن أبي داود فقال أن رأى أمير المؤمنين أن يشركنا بالسرور فيما يسره قال ليست لكما حاجة في ذلك فقال ابن داود بلى قال أما إذا سألتماني لما ركبت اليوم فإني اعتمدت أن أتبعد وصرت إلى رحبة الجسر فذكرت منجماً كان يجلس فيها أيام فتنة الأمين وبعدها وكان موصوفاً بالحذق قديماً، وكنت أسمع به فلما فسدت الأمور في أيام الفتنة لجأ إلى الجلوس على الطريق والتنجيم فلما غلب إبراهيم ابن شكلة على الأمر اعتمد علي في الرزق وأجرى لي خمسمائة دينار في الشهر ولم يكن أحد دخله أكثر رزقاً مني لأن جيشه إنما كان كل واحد له تسعة دراهم وعشرة، والقواد مثلها ديناراً ونحو ذلك لضيق الأحوال وخراب البلاد والناس إنما كانوا يقاتلون معه عصبية لا لجائزة فركبت يوماً حماراً متنكراً لبعض شأني فرأيت ذلك المنجم فتطلعت إليه نفسي أن أسأله عن أمر إبراهيم وأمري وهل يتم لنا شيء أم يغلبنا المأمون، فعدلت إلى المنجم وكنت متنكراً وقلت للغلام أعطه ما معك فأعطاه درهمين وقلت له خذ الطالع واعمل لي مسألة ففعل، ثم قال له سألتك بالله هل أنت هاشمي قلت فما سؤلك عن هذا فقال كذا يوجب الطالع فإن لم تصدقني لم أنظر لك فقلت نعم قال فهذا الطالع أسد وهو الطالع في الدنيا وأنه يوجب لك الخلاف وأنت تفتح الآفاق وتزيل الممالك ويعظم جيشك وتبني لك بلاداً عظيمة ويكون من شأنك كذا ومن أمرك كذا وقص علي جميع ما أنا فيه الآن قلت فهذا السعود فهل علي من النحوس قال لا ولكنك إذا ملكت فارقت وطنك وكثرت أسفارك قلت فهل غير هذا قال نعم ما شيء عليك أنحس من شيء واحد قلت ما هو قال يكون المتولون عليك في أيام ملكك أصولهم دنية سفلة فيغلبون عليك ويكونون أكابر أهل مملكتك، قال فعرضت عليه دراهم كانت في خريطة معي في خفي فخاف ألا يقبل غير ما أخذه وقال إذا رأيت هذا الأمر فاذكرني وأحسن في ذلك الوقت إلي فقلت أفعل ولكن ما ذكرته إلي الآن ولما بلغت الرحب وقلت عيني على موضعه فذكرته وذكرت مكرمته وتأملتكما حوالي وأنتما أكبر أهل مملكتي وأنت ابن زيات وهذا ابن قيار، وأما إلى ابن أبي داود فإذا صح جميع ما قال فأنفذت هذا الخادم في طلبه والبحث عنه لا في لهو بسالف الوعد فعاد إلي وذكر لي أنه قد مات قريباً فكسلت وغمني أن فاتني الإحسان إليه فرجعت عن الابتعاد وأخذني الضحك إذ ترأس في دولتي أولاد السفل قال فانكسرنا ووردنا أن ما سألناه.
وممن ذكر أصحاب التواريخ أصابته بالنجوم ولم يذكر اسمه ما رواه ابن مسكويه في تجارب الأمم فقال في ركوب علي بن عيسى ابن ماهان متوجهاً إلى خراسان لحرب المأمون فذكر أن منجماً أتاه فقال أصلح الله الأمير لو انتظرت بمسيرك صلاح القمر فإن النحوس غالبة فقال إنا لا ندري فساد القمر من صلاحه غير أنه من نازلنا نازلناه ومن وادعنا وادعناه ومن قاتلنا لم يكن عندنا إلا إرواء السيف من دماه إنا لا نعتد بلسان القمر ما وطنا أنفسنا على صدق اللقاء ثم حكى بعد ذلك انعكاس الأمر عليه وفساد أمره وقتله، ونهب عسكره وفله وصدق للمنجم قوله.

وممن ذكر معرفته بالنجوم ولم يذكر اسمه ما ذكره أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في كتاب "ربيع الأبرار" فقال ما هذا لفظه أدخل رجل إصبعيه في حلقي مقراض فقال للمنجم أي شيء ترى في يدي فقال خاتمي حديد "ربيع الأبرار" قال فقدت في دار بعض الرؤساء مشربة فضة فوجه إلي ابن ماهان يسأله فقال المشربة سرقت نفسها فضحك فأغاظ وقال هل في الدار جارية اسمها فضة قالوا نعم قال فضة سرقت الفضة، وفي"ربيع الأبرار" قال سعى بمنجم فقدم لصلبه فقيل هل رأيت هذا في نجومك قال رأيت ارتفاعاً ولكن لم أعلم أنه فوق الخشبة.
وممن صح له حكم في النجوم ولكن لم يذكر اسمه ما ذكره المحسن بن علي التنوخي في كتاب"الفرج بعد الشدة" وهو حديث أسنده إلى الحسين بن محمد عبد الرزاق المعروف بابن العسكري وذكر أنه ممجد أخذنا من حديثه موضع المراد منه بالمعنى وهو أنه ذكر أن المنجمين طالعوا مولده عند الولادة فحكم منجم عليه بقطع في سنة أربع وثلاثين من عمره وأنه ركب فيها مهراً فنفر به فدق رأسه فأشرف على الموت وبقي عليلاً مدة وما خلص من الموت إلا بعد شدة.
ومن الإصابة في تحويل المواليد ولم يذكر اسم من حوله من ذكره يحيى بن محمد الصولي في الجزء ا لثالث من كتاب"الوزراء" في أخبار سليمان بن وهب قال ما هذا لفظه، وكان أبو الحسن يقول قد تحولت في سنة رديئة أخاف أن أتلف فيها فأوصى قبل شخوصه من واسط إلى رجل من سراة أهلها وثقاتهم وسلم إليه مالاً خطيراً عظيماً وأوصاه بابنيه الحسن وسليمان وكانا معه فخلفهما بواسط شخص فغرق في طريقه.
وممن ذكر بإصابته النجوم ولم يذكر اسم من حكم به بل ذكر اسم حائله ما ذكره راوي حديث بهران وملوك الفرس الكسروية فذكر في حديث جواب كسرى بهرام لولده إذ قال له وأما أنت خاصة فمن فضلنا عليك أن المنجمين كانوا قد قضوا في حكم مولدك أنك مزرٍ علينا وناقض ما قد أبرمنا ويكون ذلك بسببك فلم نأمر بقتلك ولكنا ختمنا على كتاب مولدك وبعثته إلى شرين صاحبتنا، ومع يقين أنه كائنة تلك القضية أنا وجدنا فرمسي ملك الهند كتب إلينا في سنة ست وثلاثين من ملكنا مع وفد أوفد إلينا وذكر في الكتاب أمور شتى وأهدى لنا ولكم معاشر أبنائنا هدايا وكتب إلى كل واحد كتاباً وكانت هديته لك فيلاً وسيفاً وبازياً أبيض وديباجة منسوجة بذهب فلما نظرنا ما أهدى إليكم وكتب إليكم، وجدناه قد وقع على كتابه إليك بالهندية، أكتم ما فيه فأمرنا أن نصرف لكل واحد ما بعث إليه من هدية وكتاب واحتبسنا ما كتبه إليك من أجل التوقيع الذي كان فيه ودعونا بكتاب هندي وأمرناه بفض خاتم الكتاب وقراءته فكان فيه البشر وقر عيناً وأنعم بالأفانك متوج ما ه آذار وروز آذار سنة ثمان وثمانين من ملك كسرى ومتملك على مملكته وبلاده وتيقناً أنك لم تملك أملاكنا إلا ببوارنا فلم ننقصك مع ما استمر عندنا من ذلك مما أمرنا بإجرائه عليك من الأرزاق والمعادن والصلات في الأبواب التي عددنا، وفوق ذلك عن عدم أمرنا بقتلك، أما كتاب فرمسيا فقد ختمنا عليه بختمنا واستودعناه عند صاحبتنا شيرين فإن أحببت أن تأخذ منها قضية مولدك وكتاب فرمسيا إليك لتنهكك قراءتها ندامة وثبوراً فافعل.
وممن ذكر صحة دلالة النجوم ولم يذكر اسم المنجم ما ذكره الطبري في تاريخه في أخبار أبي مسلم الخراساني، قال وكان أبو مسلم يقول والله لأقتلن من الروم وكان المنجمون يقولون ذلك له فكان قتله في رومية المدائن كما دلت عليه النجوم.
ومما ذكره التنوخي في"النشوار" وله تعلق ببني بويه بعلم النجوم وتعبير الرؤية قال حدثنا أبو القاسم علي بن حماد الأنباري الكاتب وكان محله في الجلالة في خدمة الملوك من الوزير أبي محمد المهلبي والأمير معز الدولة ما هو مشهور، قال لما أنفذني معز الدولة من بغداد إلى الديلمان لأبني له في بلدة منها دوراً قال لي اسأل عن رجل من الديلم يقال له أبو الحسين بن شركوه فأكرمه وأعرف حقه وأبلغه سلامي وقل له سمعت وأنا صبي منا ما رآه أبي وعرضه هو وأنت على مفسر بديلمان ولم أقم على مفصله للصبي فحدثني به وأحفظه أنت لتعيده علي، فلما جئت الديلمان جائتي الرجل مسلماً ومت إليك بصداقة كانت بينه وبين بويه والد الأمير فأكرمته وأعطيته وأبلغته رسالة معز الدولة فقال لي كانت بين وبين بويه مودة أكيدة وهذه داري وداره متجاوران وأومأ إليهما فقال لي ذات يوم إني قد رأيت رؤيا هالتني فأطلب لي إنساناً يفسرها لي فقلت نحن ههنا في شبيه مغازة فمن أين لنا من يفسرها ولكن أبصر علي حتى يجتاز بنا منجم أو عالم أو من نسأله عن ذلك قال نعم ومضى على هذا شهور فخرجت أنا وهو في بعض الأيام إلى شاطئ البحر نصطاد سمكاً فجلسنا واصطدنا شيئاَ كثيراً وحملناه على ظهورنا أنا وهو وجئنا به فقال له ليس في داري من يعمله، فخذ الجميع إليك يعمل عندك فأخذته وقلت له تعال إلي غدية لنجتمع ففعل، فقعدنا أنا هو وعيالي ننظفه ونطبخ بعضاً ونشوي بعضاً إذا اجتاز على الباب رجل يصيح منجم مفسر الرؤيا فقال لي يا أبا الحسين أتذكر ما قلت لك بسبب منام رأيته قلت بلى قال فهذا وقته فقمت وجئت بالرجل فقال له بويه رأيت ليلة في منامي كأني جالس أبول فخرج من ذكري نار عظيمة كالعود ثم تشعبت يمنة ويسرى وأماماً وخلفاً حتى ملأت الدنيا وانتبهت فما تفسير هذا، فقال له الرجل لا أفسر هالك باقل من ألف درهم قال فسخرنا منه وقلنا له ويلك نحن فقراء نصطاد سمكاً لنأكله والله ما رأينا قط الألف درهم ولا عشرة ولكنا نعطيك سمكة من أكبر هذا السمك فرضي بذلك وقال لنا صالحوني لا ترجعونا عليه فصالحناه على ذلك ورسمنا له إنا إذا صالحنا إنساناً لا نخطر فيما صالحنا عليه قليلاً أو كثيراً فقال لبويه يكون لك أولاد ويفترقون في ا لدنيا فيملكون ويعظم سلطانهم فيها قدر ما احتوت النار من الأرض التي رأيتها في المنام قال فصفعناه وقلنا له سخرت بنا وأخذت السمك منا حراماً وطرت بنا ثم قال له بويه ويلك أنا صياد فقير كما ترى وأولادي هؤلاء فترى أي شيء منهم يكون وأومأ إلى علي وكان إذ ذاك أول ما اختط عارضه، والحسن دونه وأحمد فوق الطفولية قليلاً قال ومضت السنون على ذلك وأنسيت المنام حتى خرج بويه بخراسان وبلغت منزلته ومنزلة أولاده عند محمد بن إبراهيم بطبرستان وخرج علي بن بويه من عندنا بعد أن ظهرت فيه شدة في جسمه وقلبه وصار مع مردا ويش وعزة أخباره فما شعرت إلا ببلوغ خبره إلينا أنه قد ملك أرجان وعصى على مرداويج فاستعظمنا ذلك، وأنسيت ذلك الحديث ثم ملك فارس كلها وهرب ياقوت واستقلت له شيراز وأعمال فارس كلها فما شعرنا إلا بصلاته قد جاءت إلى أهله وشيوخ بلد الديلم وجاءني رسوله يطلبني ويسألني القدوم عليه فخرجت إليه فحين رأيته وعظيم ملكه هالني أمره واستعظمت ذلك جداً وأنسيت المنام فعاملني من الجميل بالإكرام والصلات والأموال، وحمل إلي من الثياب والفرش والآلة والدواب والبغال أمراً عظيماً ثم قال لي بعد أيام وقد خلونا، يا أبا حسين المنام الذي كان أبي قد رآه وأنا غلام أذكر يوم عرضتموه على المفسر وصفعتموه لما فسره لكم ولم أحفظه ولا تفسيره فأحب أن تحدثني به، قال فذكرت الحديث واستولى علي من التعجب ما أمسكت معه ساعة مفكراً فقال لي أنسيته قلت لا قال فحدثني به فحدثته إياه فاستدعى عشرة آلاف دينار عيناً فأحضرت في الحال فدفعها إلى وقال هذه لك فخذها فقبلت الأرض فقال لي تقبل مني قلت نعم قال أنفذ بها إلى بلد الديلم وأشتري ضياعاً هناك تكون لأعقابك ويعلو بها ذكرك ودعني أدبر أمرك بعدها ففعلت ذلك ثم أقمت عنده مدة ثم استأذنته في الرجوع إلى بلد الديلم أقم عندي فإني أقويك وأعطيك وأقطع عنك بخمسمائة ألف درهم في السنة وأفعل بك وأصنع فقلت إن بلدي أحب إلي قال فأحضر عشرة آلاف دينار أخرى فأعطاني إياها وقال خذها ولا تعلم أحداً فإذا وصلت إلى بلد الديلم فادفن منها خمسة آلاف دينار تكن عوناً لك على الزمان وجهز بناتك بخمسة آلاف دينار ولولا إني إذا أعطيتك أكثر من هذا أخشى عليك أن يأخذها منك أهل الديلم لأعطيتك أكثر ثم أعطاني عشرة دنانير وقال هذه فاحتفظ بها ولا تخرج من يديك فأخذتها فإذا في كل دينار مائة دينار وعشرة دنانير فودعته وانصرفت قال أبو القاسم فحفظت القصة فلما عدت إلى معز الدولة حدثته الحديث فسر به وتعجب منه. ومن الأحاديث المتعلقة ببني بويه وله تعلق بالنجوم وما ذكره التنوخي في كتابه قال حدثني أبو الحسين الصوفي المنجم، ثم حدثني عضد الدولة وأبو الحسين حاضر وعضد الدولة يحدثني بهذا الحديث وقد مضت سنون على حديث أبي الحسين ولم أكن حدثته بهذا الحديث ولا غيره قال عضد الدولة اعتللت علة صعبة أيس منها الطبيب وأيست من نفسي وكان تحويل سنتي تلك في النجوم ردياً جداً نحساً موحشاً ثم زادت العلة عليه فأمرت أن يحجب الناس كلهم ولا يدخل أحد إلي البتة بوجه ولا سبب إلا حاجب النوبة في أوقات حتى منعت الطبيب ضجراً بنفسي ويأساً من العافية فأقمت كذلك أياماً ثلاثة أو أربعة وأنا أبكي في خلوتي على نفسي إذ جاء حاجب النوبة فقال في الدار أبو الحسين الصوفي يطلب الوصول وقد اجتهدنا به بالانصراف بكل رفيق وجميل فما فعل وقال لا بد من أن أصل ولم أحب أن أجبره بالانصراف على أي وجه كان إلا بأمرك فقد عرفت أنه رسم أن لا يصل إليه أحد من خلق الله أجمعين فقال الذي حضرت له بشارة لا يجوز أن يتأخر وقوفه عليها فعرفه هذا عني واستأذنه في الوصول فقلت له بصوت ضعيف وكلام خفيف يريد أن يقول لي قد بلغ الكوكب الفلاني وبمخرق علي من هذا القبيل ما يضيق به صدري ويزيد به ألمي مع ما أنا فيه مما لا أقدر به على سماع كلام فانصرف فخرج الحاجب ورجع إلي مستعجلاً وقال لي إما أن يكون أبو الحسين قد جن أو معه أمر عظيم فإني قد عرفته بما قال مولانا فقال لي ارجع وقل له والله لو أمرت بأمر عنقي ما انصرفت أو أدخل إليك، ووالله لا أكلمك في معنى النجوم بكلمة واحدة، فعجبت من ذلك عجباً شديداً لعلمي بقتل أبي الحسين وبأنه ممن لا يمخرق معي في شيء وتطلعت نفسي إلى ما يقوله فقلت ادخله فلما دخل إلي وقبل الأرض بكى وقال أنت والله في عافية لا بئس عليك واليوم تبرأ ومعي معجزة بذلك من أمير المؤمنين"ع" فقلت له ما هي قال رأيت في منامي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه والناس يهرعون إليه يسألونه المسائل وكان يقضيها لهم فتقدمت إليه وقلت يا أمير المؤمنين أنا رجل غريب في هذا البلد تركت نعمتي بالري وتجارتي وتعلقت بحب هذا الأمير الذي أنا معه وقد بلغ إلى اليأس من العلة التي أصابته وقد أشفقت أن أهلك فادع الله له بالعافية فقال يعني فني خسرو بن الحسين بن بويه فقلت نعم يا أمير المؤمنين فقال امض إليه وقل له أنسيت ما أخبرتك به أمك في المنام الذي رأته وهي حامل بك؟ أليس قد أخبرتها بمدة عمرك وأنك ستعتل إذا بلغت كذا وكذا سنة علة ييأس منها أطباؤك وأهلك ثم تبرأ منها وأنت تصلح من هذه العلة غداً ويتزايد صلاحك إلى أن تركب وتعاود عاداتك كلها في كذا وكذا يوماً ولا قطع عليك قبل الأجل الذي أخبرتك به أمك عني، قال عضد الدولة وقد كنت أنسيت أن أمي قالت لي في المنام حتى قال لي أبو الحسن الصوفي فحين سمعت الكلام منه ذكرت، وحدثت لي في نفسي قوة في الحال لم تكن من قبل فقلت أجلسوني فجاء الغلمان وأمسكوني حتى جلست على الفراش وقلت لأبي الحسين الصوفي أقعدوا عد علي الحديث فقد قويت نفسي فأعاده فتولدت لي شهوة الطعام فدعوت بالأطباء فأشاروا بتناول غذاء وصفوه عمل في الحال فأكلته ولم ينقض اليوم حتى بأن بي من الصلاح أمر عظيم وأقبلت العافية فركبت وعاودت عادتي في اليوم الذي قال أبو الحسن في المنام إني أركب فيه وكان عضد الدولة يحدثني وأبو الحسين يقول كذا والله كان كذا والله قلت لمولانا وأعيذه بالله ما أحسن حفظه وذكره ما جرى حرفاً بحرف ثم قال عضد الدولة ما فاتني في نفسي من هذا المنام إلا شيء كنت أشتهي أن لا يكون فيه، فقلت بلغ الله مولانا آماله وأحدث له كل ما يسر به وصرف عنه كل ما يؤثر أن لا يكون ولم أزد على الدعاء له خوفاً من سوء الأدب في الخدمة إن سألته عن ذلك فعلم غرضي وقال أما الذي كنت أشتهي أن لا يكون فيه فهو أنه صلوات الله عليه وقف على أني أملك حلب ولو كان عنده أني أملك شيئاً مما تجاوز حلباً لقاله، وإني أخاف أن يكون هذا غاية جدي من تلك الناحية حتى لما جاءني الخبر بأن سيف الدولة قد أخذ لي الدعوة بحلب وأعماله ودخوله تحت طاعتي ذكرت المنام فتنغص علي لأجل هذا الاعتقاد وأما الذي كنت أشتهي أن يكون فيه فهو أن أعلم من هذا الذي يملك من ولدي وقد ينتقل الملك على يديه، فدعوت له عقيب هذا وقطعنا الحديث وبقي سنين بعد هذا وما تجاوزت دعوته أعمال حلب بوجه ولا سبب.
وذكر هلال في تاريخه ان مولد عضد الدولة كان بأصبهان يوم الأحد الخامس من ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثلثمائة، وكان طالعه على ما ذكر الحمل ووصف زايجته قلت وكان عضد الدولة عارفاً بطرف من علم النجوم ومقرباً للعارفين بها، وكانت وفاته وقد تكمل له سبع وأربعون سنة وتسعة أشهر وثلاثة أيام قمرية.
ومن المعروفين بعلم النجوم من أهل الإسلام، إن لم يعرف له شيء من الأحكام ممن ذكرهم التنوخي في كتابه النشوار، جماعة منهم أبو بكر ابن نمرد، وقد صنف كتباً كثيرة في النجوم ومنهم أبو الفتح علي بن هارون المنجم، ومنهم يحيى بن أبي منصور المنجم، وكان يحيى محبوساً أسلم على يد المأمون فصار مولاه بذلك وكان خصيصاً به ومنجمه ونديمه، وأبو منصور والده منجم صاحبه، ومنهم أبو الحسن محمد بن سليمان صاحب الجيش وكان منقطعاً إلى أبي علي بن مقلة قبل الوزارة وبعدها مختصاً به من أجل النجوم والأدب، ومنهم الحسن بن علي بن زيد المنجم غلام أبي نافع عامل معز الدولة على الأهواز وقطعة من كورها ومحله عنده المحل وعند وزرائه، ومنهم والد أبي العباس هبة الله بن المنجم الذي ذكر التنوخي أن ولده العباس جرت له حكاية، فقال أنشد أبو العباس لنفسه يعرض بأبي عبد الله البصري المتكلم لما صير له عضد الدولة رسماً أن يحمل إليه كل يوم من مائدته جونة كبيرة طعاماً تشريفاً له بذلك، وأنا أقول كان سبب ذلك أنه أقطعه إقطاعاً بمال جليل في كل سنة، فلم يقبل فبذل له شراء ضياع ينفقها عليه بعد هذه الإقطاع ويستطاب من ملازمتها ويصح إنفاقها،فلم يقبل وأبى، قال عضد الدولة فلا أقل من أن ينفذ لك في كل يوم من حضرتي بما تأكله وفي كل فصل بكسوة وطيب تستعمله فأجاب إلى ذلك، فأنفذ إليه ثياباً جليلة من صنوف القطن والكتان والعود الهندي وأنواعاً من العطر وصار ينفذ إليه جونة في كل يوم مع غلام من أصحاب مائدته من الطعام الذي يقدم إليه، ثم يشال ما بين يديه فقال هبة الله أبو العباس المنجم، لكني سمعت هذا الشعر وأبو العباس ليس بحي ولا أبو إسحاق النصيبي فأعرف صحته إلا أني أثق بخبر علي والشعر هو:
أظهر هذا الشيخ مكنونـه وجن لما أبصر الجـونة
شح عليه إذ رأى حسنهـا وهي بلحم الطير مشحونة
أسلم للعاثـور إسـلامـه وباع في أكلتـهـا دينـه

ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ الفاضل ثابت بن قرة ووصل إلينا من تصانيفه كتاب "الأبصار" وكتاب آخر، أقول ورأيت في "تاريخه" الذي يسمى "جراب البيت" ما ذكره حماد بن محمد عبد الله الحراني في شرحه لكتاب ثابت بن قرة أن محمد بن الحسين انصرف من بلاد الروم راجعاً إلى بلاد بغداد فاجتمع به بن قرة فرآه فاضلاً عالماً فصيحاً فاستصحبه إلى العراق وأنزله في داره ووصله بالخليفة المعتضد في جملة المنجمين فسن بغداد وأولد الأولاد وعقبه الآن موجودون في بغداد وذكر أن ولادته في سنة إحدى وعشرين ومائتين وكانت وفاته يوم الخميس سادس عشر صفر سنة ثمانين ومائتين، وقال محمد بن إسحاق في كتاب الفهرست أنه من جملة المنجمين للمعتضد.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المسمى الحسن ابن سيار المعروف بأبي الخير وصل إلينا من تصانيفه كتاب الآثار المخبأة بالجو .
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ أحمد بن عبد الله الثقفي وصل إلينا من تصانيفه "كتاب الأنواء" .
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ أبو نصر منصور ابن علي بن عراق وصل إلينا من تصانيفه كتاب الشاهي .
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام إبراهيم بن شاهك حكاه محمد بن معينة في كتاب "الموالي"أنه كان ناسباً فقيهاً من رؤساء المتكلمين وكان منجماً طبيباً وقد قدمنا ذكره..
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المسمى بالحسين ابن أحمد الصوفي الكرماني وصل إلينا من تصانيفه كتاب "الزيج المأموني" الرصدري وكتاب "جداول تقريبات الميل" والممر السيار وبعض الثوابت.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ عمر بن فرحان الطبري وله تصانيف كثيرة وصل إلينا منها كتاب المواليد ، ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المكنى بأبي موسى القرشي وصل إلينا من تصانيفه كتاب "الاختيارات". ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المعروف بالنقاش وصل إلينا من تصانيفه كتاب "المدخل" .
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ محمد بن خطير المعروف بالتياني وصل إلينا من تصانيفه رسالة وهو معروف بالهندسة . ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المسمى بعلي بن عيسى وصل إلينا من تصانيفه كتاب في علم الإسطرلاب .
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام شيخ الأشعرية في علم الكلام محمد بن عمر الرازي وقد وصل إلينا من تصانيفه في علم النجوم كتاب قد اجتهد فيه، وبالغ في معانيه، وحكم لنفسه بتصنيفه أنه من المنجمين القائلين بصحة تأثيرها واستقامة تدبيرها وسماه كتاب الملخص فيما دعاه من الطلسمات والسحر والعزائم ودعوة الكواكب صنعه لخوارزم شاه ومات الرازي وهو مسودة بخطه نحو ثلاثين كراساً، يقول فيه والإنصاف أن هذا العلم مما لا يحتمل البحث فيه ومع ذلك فإن من يراعي هذه القوانين فإنه يجد أكثر الأحكام مطابقاً لما قيل، أقول أنا وقد قدمنا في أول هذا الباب أن أبا علي شيخ المعتزلة كان عالماً بهذا العلم وعاملاته وهو حجة عند المعتزلة، وهذا الرازي شيخ الأشعرية فهو حجة عندهم في جواز العلم بالنجوم والعمل بها، وقد قدمنا أيضاً قول الغزالي في تصديق أحكام النجوم وهو شيخ أهل الرياضة ..
ومن العلماء بالنجوم والمصنفين فيها الشيخ الفاضل صاحب التاريخ أحمد بن يعقوب بن مسكويه، وقد ذكر في كتاب "مراتب العلوم" وترتيب السعادات ما يدل على علمه بها والتنبيه على أنها دلالات على الحادثات.
ومن المتظاهرين بالقول أن النجوم دلالات على الحادثات من علماء الإسلام أبو حنيفة الدينوري وذكر عنه الزمخشري في ربيع الأبرار ما هذا لفظه، قال أبو حنيفة الينوري في كتاب الأنواء المنكر هو نسبة الأثر إلى الكواكب وأنها هي المؤثرة، فأما من نسب الأثر إلى خالق الكواكب وزعم أنه تعالى صيرها إمارات ونصبها أعلاماً على ما يحدثه ويجدده في كل أوان بالمشيئة الربانية فلا جناح عليه.
ومن العلماء بالنجوم والمصنفين بها من علماء الإسلام الفاضل يحيى بن أبي منصور وقد وصل إلينا من تصانيفه كتاب الزيج.

ومن العلماء بالنجوم المشتهرين فيه وهو قدوة فيه الشيخ عبد الله بن أحمد بن أبي حبيش ، وقد وصل إلينا من تصانيفه كتاب الزيج.

ومن العلماء بالنجوم الذين هم قدوة فيه الشيخ المعروف بحبيش واسمه أحمد بن عبد الله ولا نعلم هل هو والد هذا المتقدم أم لا وصل إلينا من تصانيفه كتاب الزيج.
وذكر محمد بن معنية في كتاب الموالي أن علقمة بن أبي علقمة كان من موالي عائشة وكان يروي عنه مالك بن أنس وكان علقمة معلماً بعلم النجوم والعربية والعروض ومات في أول خلافة أبي جعفر يعني المنصور.
ومن العلماء بالنجوم من الإسلام الشيخ المسمى بالحسين بن مصباح الحاسب وصل إلينا من تصانيفه كتاب الزيج المخترع.
ومن علماء المشتهرين بعلم النجوم محمد بن أحمد البيروني الخوارزمي وصل إلينا من تصانيفه كتاب الإرشاد إلى تصحيح المبادئ.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ أبو علي المعروف بالخياط وصل إلينا من تصانيفه كتاب المواليد.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المعروف بابن المنجم المبارك بن الحسين بن طراد المارديني وصل إلينا من تصانيفه كتاب المنار في علم مواقيت الليل والنهار.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ أحمد بن محمد بن كثير الفرغاني وصل إلينا تصانيفه تاب جوامع علوم النجوم وأصول الحركات السماوية وهو ثلاثون فصلاً .
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المسمى بالفضل بن يحيى طاباد وصل إلينا من تصانيفه كتاب مكتوب عليه كتاب جميع ما استخرجته من آراء العلماء في ممازجة الكواكب وأعمالها.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ محمد بن جابر بن سنان التياني وصل إلينا من تصانيفه كتاب القرآنات والكسوفات.
ومن العلماء بالنجوم من أهل الإسلام الشيخ المعروف بأبي الحسين البزاز الأصفهاني من تصانيفه في علم الإسطرلاب.
ومن العلماء بالنجوم من فضلاء أهل الإسلام علي بن الحسين بن محمد المعروف بأبي الفرج الأصفهاني وقد ذكره أحمد بن ثابت بن الخطيب في تاريخه فقال عنه، حفظ شيئاً كثيراً مثل علم الجوارح والبيطرة وشيئاً من علم الطب والنجوم والأشربة وغير ذلك .
ومن العلماء بالنجوم والمصنفين بأحكامها ممن ذكه الصولي في الأوراق في أخبار المكتفي في أواخر تصنيفه.
ومن الملوك المشهورين بعلم النجوم وتقريب أهل تلك العلوم المأمون ومع ذلك فإن الله جل جلاله ستر عليه موضع وفاته، حتى حصل فيه وهو يعلم فذكر محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست في الجزء الرابع أنه كان سبب نقل كتب النجوم وأمثالها من بلاد الروم ونشرها بين المسلمين ، وذكر الشيخ الفاضل علي بن الحسين السعودي في حديث وفاة المأمون قال فأمر حين مرض بإحضار جماعة من أهل الموضع فسألهم ما تفسير البديون فقالوا تفسيره مدر جليك فلما سمع المأمون بذلك اضطرب وتطير بهذا الاسم فقال سلوهم ما اسم هذا الموضع بالعربية قالوا اسمه بالعربية الرقة فلما سمع اسم الرقة عرف أنه الموضع الذي يموت فيه فإن المنجمين قالوا يموت بالرقة ، فمات به كما اقتضت دلالة النجوم بطالعه.
وحكى المسعودي في كتاب مروج الذهب في جملة أخبار القاهر أن المنصور كان أول خليفة من بني العباس بالغ في تقريب المنجمين والعمل بأحكام النجوم ، وكان معه نوبخت المجوسي المنجم فأسلم على يده ، وكان معه من المنجمين، ابراهيم الفزاري المنجم الشيعي صاحب القصبدة في النجوم ، فكان معه أيضاُ علي بن عيسى الإسطرلابي المنجم.
وممن كان عالماً بالنجوم قبل الإسلام من أشار إليه ابن مسكويه صاحب العلوم الجمة ومصنف أمور الإسلام المهمة في كتاب مرتب العلوم في ترتيب السعادات فقال ما هذا لفظه ، وقد كان عقلاء الملوك وأفاضلهم إذا حزنهم أمر جمعوا له أهل الرأي والتجارب وطبقات من يدعي العلوم التي اختلف فيها من الكهان والمنجمين ومعبري الرؤيا وأصحاب الفال والزجر والقيافة ، ثم سمعوا من الجميع وحكموا بمقدار ما يركنون له من أحكامهم بما يصرفون به ذلك الأمر الذي حزنهم ولولا أن علماءهم ومدبري ممالكهم استحسنوا ذلك واستصوبوه ما تركوهم يفعلون ذلك ولا سطروا به كتبهم، ولا عرضوا به عقولهم على الأمم الغابرة، والعقول الحادثة بعدهم تبهرهم وتتعجب من إمعانهم، ومن قرأ أخبارهم وكان له حظ من الدراية يعلم أساس إرجاع فضلاء المملوك أمورهم لأمثال هؤلاء الطبقات كالإسكندر مع حضور وزيره أرسطوطاليس ومن بعده من ملوك اليونان، فملوك الهند وملوك الفرس فأخبارهم أشهر وأكثر من أن تحصى على ذي أدب أو متصفح لأحوال الناس، هذا آخر كلام ابن مسكويه.
وذكر محمد بن بابويه في الجزء الخامس من دلائل النبوة أن بختنصر لما رأى رؤياه أحضر جملة العلماء من أصحاب النجوم.
وذكر مصنف درة الإكليل ما جملته أن جامع بغداد وهو الذي تجتمع دولة الإسلام فيه، كان تحقيق القبلة فيه بقول بهرام المنجم.
وذكر ابن قتيبة في الجزء الأول من كتاب عيون الأخبار، ما هذا لفظه، ولما بنى أبو جعفر بغداد قال المنجمون أن بناءها في وقت طالعه على أنه لا يموت بها خليفة، أقول أنا الذي بناه أبو جعفر الجانب الغربي من بغداد، وهو ما مات فيه خليفة، وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار ما هذا لفظه، وكانت الأكاسرة إذا أراد أحدهم طلب ولد أمر في إحضار المنجمين، ويخلو الملك مع المطلوب منها الولد فساعة يقع الماء في الرحم أمر خادماً له على باب البيت فضرب طشتاً بيده فإذا سمع المنجم أخذ الطالع بالإسطرلاب.
وأقول فلما تفضل الله جل جلاله لي الخلائق بمحمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين واتصل بالوحي إليه بالغائبات وبمهام الإسلام والمسلمين استغنى الناس عن علم النجوم إلى أن نقله الله جل جلاله إليه صلوات الله عليه، كان الصحابة متفانين بحفظ سنته، فلما بلغ الأمر إلى معاوية، عاد الحديث إلى قاعدة الأكاسرة، وبدأ معاوية بسنن الجبابرة، وأعرض عما كان يصح منه علوم الدنيا والآخرة.
وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار أن معاوية قال لدغفل بن حنظلة العلامة حين ضمه إلى يزيد علمه العربية والأنساب والنجوم.
وقال هلال العسكري في كتاب الأوائل أن أول من ترجم له كتب الطب والنجوم خالد بن يزيد يعني أنه معاوية بن أبي سفيان.
وذكر الزمخشري أن أبا جعفر لما أراد السفر إلى عبد الله بن معوية بن عبد الله بن جعفر الطالبي سأل نوبخت عما يؤول أمره إليه في طريقه فقال نوبخت أما أنت فتصير ملك العرب وأما وجهك هذا فسينالك منه مكروه يعني بوجه قصده، فوصل هناك وولي الدج فأخذه سليمان بن حبيب بن المهلب فحبسه وأراد قتله فسلم بعد أن أشرف على القتل كما أخبر به نوبخت.


وقال بن الهمذاني قرأت في بعض الكتب أن نوبخت سأل أبا جعفر المنصور عن مولده فأخبره فقضى بأن يملك ويطول عمره في الخلافة ، ثم قال ما جملته ، فلما استخلف المنصور قصده نوبخت فوصله المنصور وأكرمه، وقد قدمنا ذكر من روي أن المنصور أول من قرب المنجمين في الدولة الهاشمية، ومنهم نوبخت وأسلم على يده.

وذكر أحمد بن مسكويه في الجزء الرابع من تجارب الأمم ما ينبه على أن من أسباب ثبوت المنصور عند محرابة ابراهيم بن عبد الله بن الحسن ما أخبره به نوبخت المنجم، فقال: ابن مسكويه ما هذا معناه أن المنصور هيأ مطايا ليخرج من الكوفة إلى الري منهزماً لما قد رأى من قوة ابراهيم بن عبد الله في الأمر ثم قال: ما هذا لفظه، فبلغني أن نوبخت المنجم دخل على أبي جعفر فقال له: يا أمير المؤمنين لك الظفر ويقتل ابراهيم فلم يقبل ذلك منه فقال: أجلسني عندك فإن لم يكن الأمر كما قلت لك فاقتلني، فبينما هو كذلك إذ جاء الخبر بهزيمة ابراهيم فتمثل ببيت البارفي.
فألقت عصاها واستقر بها النوي كما قر عينا بالإياب المسافـر

وأقطع نوبخت ألفي جريب بنهر حوبزة أقول إنما ذكرت حديث نوبخت وفي هذا الحديث نوبخت كما رأيت في لفظ النسخ التي نقلت منها، وهذا حكم نبوبخت بدلالة النجوم أن لم يصح حكمه من أعظم تقوية لقلب المنصور، على ما بلغ إليه من الأمور ووجدت بخط محمد بن معد رحمه الله في تعليقه ما هذا لفظه، بنو نوبخت بضم النون وفتح الواو وضم الباء هذا آخر لفظ ابن معد رحمه الله .

وقد روينا حديث نوبخت المنجم مع المنصور من تاريخ الخطيب في المجلد السادس عشر من عشرين مجلداً من الجزء التاسع والستين من ترجمة عبد الله المنصور ما هذا لفظه أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي أنبأنا محمد بن عبد الرحيم المازني أنبأنا الحسين بن القاسم الكسروي حدثني أبو سهل بن علي بن نوبخت قال كان جدنا نوبخت على دين المجوسية وكان في علم النجوم نهاية وكان محبوساً في سجن الأهواز قال رأيت أبا جعفر المنصور قد دخل السجن فرأيت من هيبته وجلالته وسيماه وحسن وجهه وشأنه ما لم أراه لأحد قط فصرت من موضعي إليه فقلت يا سيدي ليس وجهك من وجوه أهل هذه البلاد فقال أجل يا مجوسي قلت من أي بلاد أنت قال من المدينة قلت أي مدينة قال مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت وحق الشمس والقمر لمن أولاد صاحب المدينة قال لا ولكن من عرب المدينة فلم أزل أترقب إليه أحدثه حتى سألته كنيته فقال أبو جعفر فقلت أبشر وجدتك في الأحكام النجومية تملكني وجميع ما في هذا البلد حتى تملك فارس و خراسان والجبال فقال لي وما يدريك يا مجوسي قلت هو كما أقول واذكر لي هذا، قال أن قضى الله فسوف يكون قلت قد قضى الله من السماء فطب نفساً وطلبت دواة فوجدتها فقلت اكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم إذا فتح الله على المسلمين وكفاهم معرة الظالمين ورد الحق إلى أهله فلا نغفل فقلت أكتب لي من خدمتك حظاً وأماناً فكتب لي قال نوبخت ولما ولي الخلافة صرت إليه فأخرجت الكتاب فقال إنا له ذاكر مع الأمان والحمد لله الذي صدق وعده ورد الحق إلى أهله قال فأسلم نوبخت وكان منجماً لأبي جعفر ومولى له انتهى .
ومن الروايات في أن منع الملك تبع ممن هدم الكعبة ونقلها إليه كان بطريق النجوم ما ذكره الحاكم النيشابوري في المجلد الثالث من تاريخه في ترجمة مخلد بن مالك الرازي وكان رجلاً صالحاً قال: أخبرني محمد ابن بصلة قال: حدثني أبي عن جمدي قتادة بن بصلة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بعث تبع إلى مكة لنقل البيت إليه فابتلى بجسده فقال المنجميه انظروا فقالوا لعلك أردت بيت الله بشيء قال: نعم أن ينقل إلي قال: لا يكون هذا ولكن اكسه وردهم عن ذلك، فردهم وشساه فبرئ.
وذكر الحاكم النيشاري في ترجمة طاهر بن الحسين أنه أرسل لحرب عيسى بن هامان من طريق النجوم فقال: ما هذا لفظه، حدثني يحيى بن محمود الكاتب قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه محمود بن الحسين بن عبد الله المأمون وصف له وهو يمر ومنجم من الهند فاستحضره واستشاره في أمر محمد الأمين فأشار عليه بطاهر بن الحسين ووصفه له وكان والي سنجاب بأنه طوال أعور وسماه له وقال: هذا الأمر لا يتم إلا به فاستحضروه وأراد العلة فلم تسعه واستدعاه في سنة خمسة وتسعين ومائة، فخرج طاهر من حضرة أمير المؤمنين وكان كما قال المنجم.
ومن المعروفين بعلم النجوم وصحة حكمه فيها المغيرة بن محمد المهدي وذكر ذلك أحمد بن ابراهيم القمي في آخر الجزء الثالث من كتاب أخبار علي بن أحمد صاحب الزنج بالبصرة، وقد تضمن الحديث إصابة أبي معشر في جملة الحكاية فقال: ما هذا لفظه، كنا عند المغيرة بن محمد المهدي وهو مريض يوم قتل علي بن محمد فتذاكرنا فقال قائل: حكم أبو معشر أنه يقتل غرة سنة سبعين وقد مضى المحرم فقال المغيرة على علته وهو مقتول في يومي هذا، وقد أخبرت الأمير بهذا وكتب به إليه فكان جوابه حسبنا الله.
ثم قال بعد كلام لا حاجة بنا إليه، وسيعلم الصدق هذه الساعة يا غلام أين الإسطرلاب فأخذ الطالع وقال لقد أخذ عليه بالمخنق، ثم قال والله خنق ثم قال يا غلام خذ الطالع فقد قتل، وسمعنا الضجة فقال: ما هذا انظروا ثم سمعنا أكثر منها فقال انظروا ثم جاء الرأس فزاد الأمر فخرجنا فإذا الرأس ثم قال في حديثه قال الموفق: وقد وصل الرأس ثم أقبلت على الرأس وقلت أين كهانتك وأين نجومك، أقول ففي هذا الحديث تصديق أبي معشر بتحقيق المغيرة بن محمد المهدي، وابن محمد بن علي صاحب الزنج كان عارفاً بالنجوم، فأما قوله أين نجومك فالنجوم كما دلت على ولادته دلت على زوال دولته وصح الحكم.
ومن القائلين بصحة علم النجوم أن النجوم بدلالات على الحادثات محمود بن عبد الله بن أحمد الخوارزمي مصنف كتاب الفائق فقد وجدت في كتابه المذكور في نسخة عتيقة عليها خطاً في أواخرها يذكر ذلك في أواخر آيات في ذكر معجزاته عليه السلام، فقال الخوارزمي: ما هذا لفظه، فإن قيل أليس المنجم يخبر عن أمور فيوجد مخبرها على ما أخبر وكذلك الكاهن وأصحاب الفال والزجر، فالجواب أن المنجم لا يحكم بما أخبر به إلا عن طريق، وكذلك أنه تعالى جعل أن حركات النجوم دلالات على ما يحدث في العالم، فمن أحكم العلم بها أمكنه الوقوف عليها بعلم أو ظن أقول وهذا من أعلم علماء المعتزلة، وكان جدي ورام قدس الله روحه يثني على كتاب الفائق.
من المشهورين في القول بصحة علم النجوم وتحقق أصلها ما رويناه بإسنادنا إلى علم بن حاتم القزويني في كتاب"علل الشريعة" في باب علة الأوقات بإسناده إلى أبي بصير، قال رأيت رجلاً يسأل أبا عبد الله عن علم النجوم أله أصل؟ قال: نعم قال: فحدثني عنه قال أحدثك منه بالسعد ولا أحدثك بالنحس، إن الله تعالى فرض الصلاة في الفجر لساعة وهي فرض وهي سعد وفرض الظهر لسبع ساعات وهي فرض وهي سعد وفرض العصر لتسع ساعات وهي فرض وهي سعد وفرض المغرب لأول ساعة من الليل وهي فرض وهي سعد وفرض العشاء بعدها وهي فرض وهي سعد أقول وهذا صريح فيما ذكرناه.
وذكر محمود بن محمد بن الفضل في كتاب المنجمين في الجزء الخامس ما هذا لفظه، حدثنا محمود قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا مصعب قال: قال الربيع: رفع إلي ما شاء الله المنجم رقعة وقال ادفعها إلى أمير المؤمنين فدفعتها إليه فقال لي: هل قرأتها ؟ قلت لا قال: فإنه زعم أن الذي يحج بالناس في هذا السنة يموت في طريقه فقلت: يقيك الله يا أمير المؤمنين، وما عليك لو تركت الحج فقال: ويحك إن كان ما زعم حقاً فالموت في هذا الوجه أولى يا ربيع إني رأيت كأني دخلت الكعبة فانفرجت في عيني حتى دخلت علي الشمس فجاء رجل فضمها فرجعت قال: فلما كنا بذات عرق إذا بإبل معرضة فقال: يا ربيع أنت الذي رأيت أنه ضم علي الكعبة حين أشرف فانظر كيف يكون المهدي فمات وصلى عليه يحيى بن محمد قال أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس المصنف أنا وجدنا رواية أن منجمه نوبخت عرفه أنه يموت في ذلك الوقت، ولم نجد في وصاياه أنه أوصى برد المظالم ولا أستعد لآخرته أعاذنا الله من ترك الاحتياط في طلب رضاه ومحبته ..



منقووووووول

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات عامة في علم التنجيم


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو يونس طيب
يونس طيب
عضو
°°°
افتراضي
سلمت يدك اخي

صورة رمزية إفتراضية للعضو baidoon
baidoon
شيخ
°°°
افتراضي
جزاكم الله خيرا

صورة رمزية إفتراضية للعضو عقاب
عقاب
عضو
°°°
افتراضي رد: في الأخبار التي صح فيها الحكم على الحوادث بالنجوم لابن طاوس
شكر على هذا المجهود بارك الله بكم


مواقع النشر (المفضلة)
في الأخبار التي صح فيها الحكم على الحوادث بالنجوم لابن طاوس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
مهج الدعوات لابن طاوس علي ابن موسى
توقعات بعض الحوادث هذا الشهر
المنطقة التي غُلبت فيها الروم
ما هي المناطق التي سيرى فيها الكسوف في اول اغسطس عام 2008؟
فراسة الحواجب

الساعة الآن 06:57 AM.