المشاركات الجديدة
علم النفس ومهارات التفوق البشري : مبادئ الصحة النفسية ,البرمجة اللغوية العصبية,التنويم الإيحائي,إدارة الذات ,هندسة النجاح ,اليوجا

النبي سليمان عليه السلام

افتراضي النبي سليمان عليه السلام
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان

هل أتصل سليمان عليه السلام بالمخلوقات الفضائية ؟
وهل نقلوا له حضارات سماوية
قراءة جديدة لما توصل إليه نبي الله سليمان
(عليه السلام)
وفق الحــل القصــدي



وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ{15} وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ{16} وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ{17} حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ{19} وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ{20} لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ{21} فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ{22} إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ{23} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ{24} أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ{25} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{26} قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ{27} اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ{28} قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29} إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{30} أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{31} قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ{32} قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ{33} قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ{34} وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ{35} فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ{36} ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ{37} قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ{38} قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ{39} قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ{40} قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ{41} النمــل
المقالة التمهيدية :

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد الخلق أجمعين أبي القاسم محمد الأمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .
الأخوة الأكارم :
هذه محاولة لدراسة علمية عملنا عليها من فترة قريبة لا تتجاوز الشهر تتعلق بكل الجوانب التي تحيط بمملكة نبي الله سليمان عليه السلام بهدف إزالة التفاسير الاعتباطية وإخراسها إلى الأبد وسيجد القارئ الكريم ما يدهشه بل سيجد نفسه أمام انفتاح تام على طور الاستخلاف مما يدعوه الى التأمل بدولة او مملكة محمد وآل محمد صلوات اله عليهم أجمعين .
هل الإنسان صادق في بحثه عن المخلوقات الفضائية أم هو هارب من واقع يخشاه؟
لا زال حلم الإنسان في الاتصال بالمخلوقات الفضائية مستمراً ولقد تم الترويج لهذه الفكرة بل لا يخفى علينا ان العلماء حاولوا الاتصال بالعالم الخارجي لإطلاع مخلوقاته العاقلة إلى ما وتصل إليه الإنسان من حضارات وتقدم علمي وتكنولوجي وكذلك عن موقعه في هذا الفضاء الفسيح وموقع مجموعته الشمسية ولإقامة علاقة سلمية معهم وهذا الإتصال تم بعدة طرق منها إرسال المركبات وإرسال الإشارات الرادارية ، فقد تم إرسال الكثير من المركبات الفضائية لدراسة الكواكب المحيطة بالأرض والمجرات القريبة والنجوم وما في الفضاء من غبار وكويكبات ومذنبات ونحو ذلك ومن المركبات التي ارسلت لغرض البحث والإتصال بالعالم الخارجي مركبة فويجيرا التي ارسلت عام 1976م ثم تلتها المركبة الفضائية فويجير عام 1977م وكل منهما كانت تحمل معلومات عن المجموعة الشمسية وعن كوكبنا الأرض وما إلى ذلك من معلومات أخرى عن سكان الأرض
رغم معرفة العلماء والفلكيين ببطء سرعة السفن والمركبات الفضائية بالنسبة للسير في الفضاء الواسع إلا إنه تمّ ارسال السفنة الفضائية فويجيرا إلى الفضاء عام 1976م والسفينة الفضائية فويجير عام 1977م ووضعت على كل منهما أسطوانة من النحاس المغطى بالذهب وسجل على كل أسطوانة معلومات كبيرة عن سكان الأرض ومعلومات عن الحمض النووي ( D N A ) وتسجيل تحية خاصة لسكان الفضاء بنحو ستين لغة منها اللغة العربية وصوت أكبر كائن حي على الأرض هو الحوت الأزرق وبعض أنواع الموسيقى وقامت كل من السفينتين بدراسة كواكب المجموعة الشمسية أثناء خروجهما من المجموعة الشمسية ويتوقع أنهما يتخلصان من الجاذبية الشمسية تماماً منتصف القرن الواحد والعشرين وبذلك يعتبران خارج نطاق المجموعة الشمسية وتبعد فويجير الآن عن الأرض أكثر من اثناعشرمليار كيلومتر وبهذا تكون ابعد سفينة ارسلت من الأرض حيث تجاوزت في17 فبراير /شباط عام1998م مركبة بايونير .
قبل مايقارب الثلاثين العام أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا المركبة الفضائية بايونير10 لاستكشاف الفضاء الخارجي وكانت المهمة الرسمية للمركبة هو استكشاف الغلاف الجوي للمشتري والتي وصلت إليه بعد عام من انطلاقها وكسبت من خلال الدوران به دفعة جديدة وقوية جعلها تتخلص من جاذبيته وبدل من تحطمها على سطحه انطلقت بقوة خيالية بلغت 44579كيلومتر في الساعة وفي عام 1999م انقطع الاتصال بالمركبة وقدر ما مقطعته مسافة عشرة مليارات كيلومتر تقريباً وخرجت من نطاق المجموعة الشمسية لحيث الفضاء العميق ويتوقع وصولها للمجموعات الشمسية كل مليون سنة وإذا قدر أن اطلعت على السفينة مخلوقات ذكية فسوف تعرف موقع الأرض الذي ارسلت منه السفينة وذلك عن طريق اللوحة المعدنية التي وضعها العالم فرانك دريك وهي عبارة عن خريطة توضح موقع المجموعة الشمسية وموقع الأرض منها وكذلك صورة رجل وامرأة وبينهما طفل صغير وكذلك تسجيلأً لبعض الأصوات الموجودة على الأرض كارتطام الأمواج وضجيج الكونكورد وزقزقة العصافير وكلمات ترحيب بشتي اللغات منها اللغة العربية وما يهمنا هو ماذا سجل باللغة العربية ؟
وقد تم الأتصال بها مرة أخرى بعد ثمانية أشهر من الأنقطاع الذي حدث في 19 اغسطس 1999م حيث تمكن احد المراصد السبانية استقبال اشارات واهنة منها وقد يصعب الأتصال مرة أخرى لأنها لاترسل إلابتعليمات من ناسا ويستغرق الضوء للوصول لها إلىاثنتين وعشرين ساعة وق تخطت المركبة مدار بلوتوعام1983م وخرجت عن المجموعة الشمسيةوإذا استمرت المركبة في الابحار فستصل بعد مليوني عام مجموعة تورس النجمية ولااحد يعلم هل توجد بها حياة أم لا؟ وتقدر المسافة التي قطعت من انطلاقها إلى معاودة الإتصال بها أكثر من احد عشر مليار كيلومتر.
وبقت المحاولات مستمرة ولكن عن طريق الامواج اللاسلكية :
عرف الإنسان موجات الراديو في القرن التاسع عشر عندما قام العالم الفيزيائي الأسكتلندي جيمسي كلارك ماكسويل عام 1814م بلفت النظر لوجود نوع من الموجات اطول من الأشعة تحت الحمراء واستخدمها جوليملمو ماركوني في ارسال الرسائل حيث ارسل رسالة من انجلترا إلى نيوفوندلاند على شاطيء الأطلسي الآخر وعندما انتشرت شائعة أن هناك من يحاول الأتصال بنا من الفضاء وبعد اكتشاف النجوم النابضة عام 1960 م ووجدت فكرة بناء التلكسوبات الراديو العملاقة لأستقبال الموجات الواردة للأرض من الفضاء ( الإشارات الخارجية ) ووجدت كذلك فكرة استخدام الموجات الصادرة من جزيئات الهيدروجين واستقبال الموجات عليها وهي 21,1سم واختيرت هذه الموجة لأنها طول موجة اشعاع الهيدروجين الذري وقد اكتشفوا هذا الأشعاع من بين الأشعاعات الواردة للأرض من الفضاء الخارجي ومعلوم أن مجرتنا مجرة درب التبانة تحتوي على أكثر من مليون نجم وقدر قطر قرصها حوالي خمسين ألف سنة ضوئية والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في مدة سنة وسرعة الضوء تقدر بـ300 ألف كيلومتر في الثانية ويمتليء كل الفضاء المحيط بالنجوم بهيدروجين مخلل لاتتعدى كثافته ذرة هيدروجين واحدة في كل سنتيمتر مكعب وقد وجد أن أطول موجة إشعاع هيدروجين ذري بارد 21,1سم بينما يبلغ ترددها 1420,406 ميجاهيرتز ولذا اقترح العالمان ج كوكوني وماريسون في اواسط القرن العشرين أن تكون الموجة الهيدروجينية هي وسيلة الأتصال بسكان الكواكب الأخرى فإذا كانوا عقلاء وعندهم حضارة متقدمة على حضارة الإنسان فلابد أن يكونوا قد اكتشفوا تردد هذه الموجة في طيف الإشعاع اللاسلكي الفلكي وقد مدح كثير من العلماء موجة اشعاع الهيدروجين واعتبروها حلقة الوصل بين سكان الكونوعلى الطرف الآخر نجد ان العلماء الروس وصلوا لنتائج مخيبة حيث وجدوا ان الموجات التي تبث يواسطة الذرات الهيدروجينية العادية اضعف من ان تتحمل اشارات الحضارات الاخرى بسبب ان أي اشارة لاية حضارة عاقلة سوف تفنى نتيجة تأثير الضوضاء لأن الأيدروجين المحيط بالنجوم يكون رنيناً على هذه الموجة ويجب البحث عن موجة يكون تأثير الرنين عليها أقل مايمكن وشرح هذه المشكلة العالم الروسي إن كارد شيف في مقال نشرته مجلة الفلك عام 1964م واستنتج أن محاولة الاتصال بالعوالم الخارجية على هذه الموجة مردّه الفشل .
الاشارة الخارجية :
من الدراسات التي يمكن بواسطتها معرفة وجود كائنات فضائية من عدمه دراسة الإشارات الآتية من الفضاء وتوجد الآن في جزيرة بورتوريكو وفي صحراء نيومكسيكو مراصد ضخمة للتصنت على الفضاء ومحاولة إلتقاط أي إشارة يحتمل أن تكون صادرة من مصدر اصطناع
:وقد وجد من هذا النوع إلى الآن ثلاث حوادث تمّ رصدهما من قبل بعض العلماء وهما
الأولى : في عام 1927 م
حين كان الراديو في بداية عهده حيث كان هناك مجموعة من المهندسين على جانبي الأطلسي تقوم بتجارب لارسال وألتقاط الموجات اللاسلكية وكانت هذه الموجات من النوع الذي ينعكس على الغلاف الجوي العلوي ويعود نحو الجانب الآخر للإرض ولكن المهندس فان دربل حاول ارسال موجات راديوية تنطلق بعيداًنحو الفضاء ولاتعود أبداً إلا أنها عادت إليه مجدداً وكأنها اصطدمت بجسم صلب حولها نحوه مباشرة وبمعاونة مهندس من شركة فيليبس يدعى هانز تابعا طوال عامين مراقبة تلك الإشارات وسجلا مصدرها والمسافة التي قطعتها ثم لاحظا أنها سرعان ما اتخذت شكلاً ذكياً ومقصوداً وكأن هناك من يبلغهما شيئاًفي وقت لم يكن في العالم كله أي قمر صناعي يحتمل انعكاس الإشارات عليه ولا أي تلسكوب راديوي يستطيع تأكيد الحادثة ولكن يحسب لهانز ودربل توثيقهما لتلك الإشارات وتنظيمها في جداول يومية
والغريب أنهما حين حاولا اثبات وجودها بعد سنتين أي في عام 1929 م لم يحظيا بأي نتائج مشابهة
:الثانية في عام 1976 م
مدير أكبر محطة لأبحاث الذرة والفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية وجه رسالة مقتضبة لحكومة أمريكا عام 1976جاء فيها في هذه اللحظة يلتقط راديو المحطة على الأرض إشارات موجهة من مخلوقات خارج كوكبنا
: الثالثة في عام 1977 م
في 15 أغسطس من عام 1977م ألتقط العلماء إشارة قادمة من الفضاء مدتها 27 ثانية وسميت هذه الإشارة باسم ووه
كتب على ورقة التسجيل وسميت بهذا الاسم لأنه عندما سجلها الفلكي جيري ايهمان قال
(wow)


وذلك لشدة دهشته وعرفت فيما بعد بهذا الاسم ووو
وألتقطت هذه الإشارة بواسطة تلكسوب جامعة أيوا والذي يقوم تلقائيا بتسجيل البيانات والصور البيانية مما لا يدع مجال للشك في تكذيب هذه الإشارة
وقد كانت الإشارة مصطنعة ومنسقة بشكل مقصود كإشارات مورس وقد تفاجأ العالم بهذه الإشارة فوجهت التلسكوبات نحو هذة المنطقة ولكن لم تتكرر هذة الإشارة مرة اخرى وظلت المحاولات حتى وقت قريب
ومما سبب للعلماء ارتباك أن هذة الإشارة لم تتكرر مرة أخرى فجعل البعض يكذب المعلومة ويدعي خطأ وقع من التلسكوب والبعض توقع الخطأ في تحديد المكان الصحيح وهناك من توقع أنها من صنع الأنسان انعكست بطريقة أو أخرى على الأرض وهناك من توقع إنها من مركبة فضائية خارجية تحركت إلى مكان آخر بعد أرسال إشارتها
وقد حاول أحد العلماء فك رموز هذه الإشارة وهو العالم دنكن دونان وجاء في ترجمة بعض الرسائل
(( ابتدئ من هنا ــ إنه عالمنا إيسيلون المزدوج ــ نحن نقطن الكوكب السادس من أصل سبعة كواكب أعتباراً من شمس؟؟؟ إن جرمنا الفضائي يدور الآن حول قمركم ورسالتنا هذه تصحيح لموقع اركتوس المعطى سابقا ))ً
وقد أثارت هذه الترجمة ضجة مابين مصدق ومكذب إلا إنه لم يستطع أحد اثبات عدم صحتها
ومع كثرة الأقوال في هذه الإشارة إلا أنه لم ينفي أحد أنها غير مصطنعة ومقصودة وأنها إشارة ذكية !!
بعدهذا التقديم نتساءل بصدق هل استطاع الإنسان أن يتصل بالفضاء الخارجي ويتواصل مع مخلوقاته ؟
نقول وبنظرة قرآنية نعم لقد تحقق هذا الاتصال ولكن بشكل نخبوي مقتصر على أنبياء الله تعالى وأوليائه تحقق هذا التواصل والتعاون مع السماء لغاية هي ان يرقى هذا النوع الإنساني إلى أعلى تصميم متطور له نعم لقد جاءوا ولا زالوا وأرجو أن لا يستغرب القارئ من هذا الطرح لأننا نعد الملائكة من ضمن هذه المخلوقات الفضائية العاقلة! واستغرب من الذين تناولوا هذا الجانب من الأبحاث كيف لم يلحظوا هذا الأمر أليس الملائكة من ضمن مخلوقات السماء التي تريد أن تعلم الإنسان على هذا الكوكب وترقى به الى طور الاستخلاف وأشرفت على تدبير الكثير مما يتعلق بالقوانين الكونية وما يتعلق بالإنسان نفسه حسب ما ورد في النصوص السماوية .
ولكننا ننظر الى هذا الموضوع بشكل مغاير عن نظرة الآخرين إليه فإننا نعتقد إن السماء أرسلت معلمون اتخذوا الشكل الناسوتي وتمثلوا لهذا الإنسان على طبيعته في هذا الكوكب وتعاملوا بنفس قانونه ، علموا الأنبياء والمرسلين منذ القدم وأقاموا حضارات ومؤسسات تزهر بعلوم لم يتوصل إليها إنسان اليوم ، بل أصبحت تلك الحضارات كبسولات معرفية توسطت بين الماضي والحاضر ينهل منها المتعلمون على مدار الزمن كما سيأتيك بيانه بخصوص مؤسسة سليمان عليه السلام وما توصل إليه بفضل هؤلاء .


ولا زالوا موجودين بيننا !لغاية هي أن يصنعوا على هذه الأرض مشيئة الله تعالى في ان يعدّوا هذا المخلوق الإنساني إلى طور الاستخلاف .
ومن يركز على الأحداث الماضية يجد بصمات هؤلاء المعلمين في وعلى كل شيء يميتون ويحيون ويدمرون ويهلكون ويرزقون ويوحون ويرسلون كأنهم يمثلون غرفة العمليات المتحكمة بالوجود كله وكل هذه المفردات القرآنية تشير إلى الاستمرار الزمني وتدل على تزامنهم ووجودهم المستمر المتسق مع الوجود وعملية الاتصال بالسماء منحصر بهؤلاء فقط لأنهم أسياد كل المخلوقات السماوية والأرضية .
ثم نتساءل مرة أخرى ونقول لماذا يمد الإنسان ببصره إلى السماء متجاهلاً هذه المجموعة المعلمة التي نزلت إليه من السماء وتعيش معه وتعمل على إنقاذه ؟ لو كان الإنسان صادقاً ببحثه لوجد إن الأمر كله متعلق بهذه المجموعة ولا يعدو عنها بل إن أي فرد لا يقدر أن يبلغ الحقائق إلا من خلالها فمعرفة السماء منحصرة بهم وقالها من قبل ولي هو احد أفراد هذه المجموعة المعلمة المتحكمة بالوجود ( سلوني عن طرق السموات فأني أعرف بها مني بطرق الأرض ) هذا الولي كشف عن حقيقته بخطبة بليغة لا زالت هذه ألأمة في حيرة منها ولا عجب في ذلك ما دام الاعتباط يحوك خيوطه في كل شيء انظر ماذا يقول وتأمل برفق كي تعرف إن هذه المجموعة إنما تواجدت بأشكال ناسوتية حتى تطاق ولا تنكر فلو اطلعت على حقيقتهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعبا !! انظر أخي القارئ وتعبد العبادة اليقينية التي سترها عنك أهل الفسوق والشقاق أهل الرأي والنفاق انظر ولتجعل قلبك منشرح وصّرح بعقيدتك ولا تخشى في الله لومة لائم ستجد في كلام هذا الولي كل شيء غاب أو غيّب عنك ستجد حقيقة هذه المجموعة كيف تتقلب بالصور كيفما تشاء وإن ميتهم إذا مات لم يمت ، ومقتولهم لم يقتل ، وغائبهم إذا غاب لم يغب ، ولا يولدون في البطون ولا يقاس بهم احد من الناس !! بل هم غير هذه المخلوقات وهم من خلق هذه المخلوقات ، وهم من ربوها وخصوصاً هذا النوع الانساني فهم من رقوه من صورته البهيمية والهمجية الى صورة أخرى.
لتقف أخي القارئ وقفة تأمل مع ما سأورده إليك ولتقرأ بهدوء وستلاحظ الكثير ...
هذا ما رواه سلمان ، وأبو ذر ، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : من كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفت موازينه ، يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية ، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان ، وشرح صدره للإسلام ، وصار عارفا بدينه مستبصرا ، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب ، يا سلمان ويا جندب ، إن معرفتي بالنورانية معرفة الله ، ومعرفة الله معرفتي ، وهو الدين الخالص ، بقول الله سبحانه : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وهو الإخلاص ، وقوله : ( حنفاء ) وهو الإقرار بنبوة محمد صلى الله عليه وآله ، وهو الدين الحنيف ، وقوله : ( ويقيموا الصلاة ) ، وهي ولايتي ، فمن والاني فقد أقام الصلاة ، وهو صعب مستصعب . ( ويؤتوا الزكاة ) ، وهو الإقرار بالأئمة ، ( وذلك دين القيمة أي ) وذلك دين الله القيم . شهد القرآن أن الدين القيم الإخلاص بالتوحيد ، والإقرار بالنبوة والولاية ، فمن جاء بهذا فقد أتى بالدين . يا سلمان ويا جندب ، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شئ من أمرنا ، إلا شرح الله صدره لقبوله ، ولم يشك ولم يرتاب ، ومن قال لم وكيف فقد كفر ، فسلموا الله أمره ، فنحن أمر الله . يا سلمان ويا جندب ، إن الله جعلني أمينه على خلقه ، وخليفته في أرضه وبلاده وعباده ، وأعطاني ما لم يصفه الواصفون ، ولا يعرفه العارفون ، فإذا عرفتموني هكذا فأنتم مؤمنون . يا سلمان قال الله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة فالصبر محمد ، والصلاة ولايتي ، ولذلك قال : وإنها لكبيرة ، ولم يقل وإنهما ، ثم قال : ( إلا على الخاشعين ) ، فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي . يا سلمان ، نحن سر الله الذي لا يخفى ، ونوره الذي لا يطفئ ، ونعمته التي لا تجزى ، أولنا محمد ، وأوسطنا محمد ، وآخرنا محمد ، فمن عرفنا استكمل الدين القيم . يا سلمان ويا جندب ، كنت ومحمد نورا نسبح قبل المسبحات ، ونشرق قبل المخلوقات ، فقسم الله ذلك النور نصفين : نبي مصطفى ، ووصي مرتضى ، فقال الله عز وجل لذلك النصف : كن محمدا ، وللآخر كن عليا ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله : أنا من علي ، وعلي مني ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي ، فجمعهما في جسد واحد جوهري ، وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر ، فقال : صلوا عليه وسلموا تسليما ، فقال : صلوا على النبي ، وسلموا على الوصي ، ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة إلا بتسليمكم على علي بالولاية . يا سلمان ويا جندب ، وكان محمد الناطق ، وأنا الصامت ، ولا بد في كل زمان من صامت وناطق ، فمحمد صاحب الجمع ، وأنا صاحب الحشر ، ومحمد المنذر ، وأنا الهادي ، ومحمد صاحب الجنة ، وأنا صاحب الرجعة ، محمد صاحب الحوض ، وأنا صاحب اللواء ، محمد صاحب المفاتيح ، وأنا صاحب الجنة والنار ، ومحمد صاحب الوحي ، وأنا صاحب الإلهام ، محمد صاحب الدلالات ، وأنا صاحب المعجزات ، محمد خاتم النبيين ، وأنا خاتم الوصيين ، محمد صاحب الدعوة ، وأنا صاحب السيف والسطوة ، محمد النبي الكريم ، وأنا الصراط المستقيم ، محمد الرؤوف الرحيم ، وأنا العلي العظيم . يا سلمان ، قال الله سبحانه : يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده ) ، ولا يعطي هذا الروح إلا من فوض إليه الأمر والقدر ، وأنا أحيي الموتى ، وأعلم ما في السماوات والأرض ، وأنا الكتاب المبين ، يا سلمان ، محمد مقيم الحجة ، وأنا حجة الحق على الخلق ، وبذلك الروح عرج به إلى السماء ، أنا حملت نوحا في السفينة ، أنا صاحب يونس في بطن الحوت ، وأنا الذي حاورت موسى في البحر ، وأهلكت القرون الأولى ، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء ، وفصل الخطاب ، وبي تمت نبوة محمد ، أنا أجريت الأنهار والبحار ، وفجرت الأرض عيونا ، أنا كأب الدنيا لوجهها ، أنا عذاب يوم الظلة ، أنا الخضر معلم موسى ، أنا معلم داود وسليمان ، أنا ذو القرنين ، أنا الذي دفعت سمكها بإذن الله عز وجل ، أنا دحوت أرضها ، أنا عذاب يوم الظلة ، أنا المنادي من مكان بعيد ، أنا دابة الأرض ، أنا كما يقول لي رسول الله صلى الله عليه وآله : أنت يا علي ذو قرنيها ، وكلا طرفيها ، ولك الآخرة والأولى ، يا سلمان إن ميتنا إذا مات لم يمت ، ومقتولنا لم يقتل ، وغائبنا إذا غاب لم يغب ، ولا نلد ولا نولد في البطون ، ولا يقاس بنا أحد من الناس ، أنا تكلمت على لسان عيسى في المهد ، أنا نوح ، أنا إبراهيم ، أنا صاحب الناقة ، أنا صاحب الراجفة ، أنا صاحب الزلزلة . أنا اللوح المحفوظ ، إلي انتهى علم ما فيه ، أنا أنقلب في الصور كيف شاء الله ، من رآهم فقد رآني ، ومن رآني فقد رآهم ، ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغير . يا سلمان ، بنا شرف كل مبعوث ، فلا تدعونا أربابا ، وقولوا فينا ما شئتم ، ففينا هلك وبنا نجي . يا سلمان ، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان ، ورضي عنه ، ومن شك وارتاب فهو ناصب ، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب . يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سر الله المكنون ، وأولياؤه المقربون ، كلنا واحد ، وسرنا واحد ، فلا تفرقوا فينا فتهلكوا ، فإنا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن ، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت ، ولا ينكره إلا أهل الغباوة ، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة ، يا سلمان ، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة ، يا سلمان ، أنا الطامة الكبرى ، أنا الآزفة إذا أزفت ، أنا الحاقة ، أنا القارعة ، أنا الغاشية ، أنا الصاخة ، أنا المحنة النازلة ، ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه الله ، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر ، وعلى السماوات فقامت ، وعلى الأرض ففرشت ، وعلى الريح فذرت ، وعلى البرق فلمع ، وعلى الوادي فهمع ، وعلى النور فقطع ، وعلى السحاب فدمع ، وعلى الرعد فخشع ، وعلى الليل فدجى وأظلم ، وعلى النهار فأنار وتبسم ..)
في هذا الكلام إشارة واضحة على إن هذه المجموعة علمت الأنبياء والأولياء أموراً ما من خلالها التحكم بالأشياء فلماذا لم نتساءل من أين أتت عصا موسى عليه السلام !؟ وخاتم سليمان عليه السلام ومن أين أتى موسى عليه السلام بالألواح !؟ أليس منهم !؟ انظر أخي القارئ وتأمل هذا النص الوارد أيضا عن الأمير عليه وآله أفضل الصلاة والسلام كيف يفتح لك الأبواب باباً بعد باب ، نسأل الله لنا وإخواننا في مشارق الأرض ومغاربها أن يثبتنا على ولايتهم .
قال : أنا عندي مفاتيح الغيب ، لا يعلمها بعد رسول الله إلا أنا ، أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى ، أنا صاحب خاتم سليمان ، أنا ولي الحساب ، أنا صاحب الصراط والموقف ، قاسم الجنة والنار بأمر ربي ، أنا آدم الأول ، أنا نوح الأول ، أنا آية الجبار ، أنا حقيقة الأسرار ، أنا مورق الأشجار ، أنا مونع الثمار ، أنا مفجر العيون ، أنا مجري الأنهار ، أنا خازن العلم ، أنا طود الحلم ، أنا أمير المؤمنين ، أنا عين اليقين ، أنا حجة الله في السماوات والأرض ، أنا الراجفة ، أنا الصاعقة ، أنا الصيحة بالحق ، أنا الساعة لمن كذب بها ، أنا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه ، أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها ، أنا ذلك النور الذي اقتبس منه الهدى ، أنا صاحب الصور ، أنا مخرج من في القبور ، أنا صاحب يوم النشور ، أنا صاحب نوح ومنجيه ، أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه ، أنا أقمت السماوات بأمر ربي ، أنا صاحب إبراهيم ، أنا سر الكليم . أنا الناظر في الملكوت ، أنا أمر الحي الذي لا يموت ، أنا ولي الحق على سائر الخلق ، أنا الذي لا يبدل القول لدي ، وحساب الخلق إلي ، أنا المفوض إلي أمر الخلائق ، أنا خليفة الإله الخالق ، أنا سر الله في بلاده ، وحجته على عباده ، أنا أمر الله والروح ، كما قال سبحانه : ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي . أنا أرسيت الجبال الشامخات ، وفجرت العيون الجاريات ، أنا غارس الأشجار ، ومخرج الألوان والثمار ، أنا مقدر الأقوات ، أنا ناشر الأموات ، أنا منزل القطر ، أنا منور الشمس والقمر والنجوم ، أنا قيم القيامة ، أنا القيم الساعة ، أنا الواجب له من الله الطاعة ، أنا سر الله المخزون ، أنا العالم بما كان وما يكون ، أنا صلوات المؤمنين وصيامهم ، أنا مولاهم وإمامهم ، أنا صاحب النشر الأول والآخر ، أنا صاحب المناقب والمفاخر ، أنا صاحب الكواكب ، أنا عذاب الله الواصب ، أنا مهلك الجبابرة الأول ، أنا مزيل الدول ، أنا صاحب الزلازل والرجف ، أنا صاحب الكسوف والخسوف ، أنا مدمر الفراعنة بسيفي هذا ، أنا الذي أقامني الله في الأظلة ودعاهم إلى طاعتي ، فلما ظهرت أنكروا ، فقال الله سبحانه : ( فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ، أنا نور الأنوار ، أنا حامل العرش مع الأبرار ، أنا صاحب الكتب السالفة ، أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة ، أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي ، وتعرفني عباد أقاليم الدنيا ، أنا ردت لي الشمس مرتين ، وسلمت علي كرتين ، وصليت مع رسول الله القبلتين ، وبايعت البيعتين ، أنا صاحب بدر وحنين ، أنا الطور ، أنا الكتاب المسطور ، أنا البحر المسجور ، أنا البيت المعمور ، أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي ، فكفرت ، وأصرت ، فمسخت ، وأجابت أمة فنجت ، وأزلفت ، أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان ، ومقاليد النيران ، كرامة من الله ، أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء ، أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس يتنفس غيري ، أنا صاحب القرون الأولى ، أنا الصامت ومحمد الناطق ، أنا جاوزت بموسى في البحر ، وأغرقت فرعون وجنوده ، وأنا أعلم هماهم البهائم ، ومنطق الطير ، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد ، أنا الذي يصلي عيسى خلفي ، أنا الذي أنقلب في الصور كيف شاء الله ، أنا مصباح الهدى ، أنا مفتاح التقى ، أنا الآخرة والأولى ، أنا الذي أرى أعمال العباد ، أنا خازن السماوات والأرض بأمر رب العالمين ، أنا القائم بالقسط ، أنا ديان الدين ، أنا الذي لا تقبل الأعمال إلا بولايتي ، ولا تنفع الحسنات إلا بحبي ، أنا العالم بمدار الفلك الدوار ، أنا صاحب مكيال وقطرات الأمطار ، ورمل القفار بإذن الملك الجبار ، ألا أنا الذي أقتل مرتين وأحيى مرتين وأظهر كيف شئت ، أنا محصي الخلائق وإن كثروا ، أنا محاسبهم بأمر ربي ، أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء ، أنا الذي جحد ولايتي ألف أمة فمسخوا ، أنا المذكور في سالف الأزمان والخارج في آخر الزمان ، أنا قاصم الجبارين في الغابرين ، ومخرجهم ومعذبهم في الآخرين ، يغوث ويعوق ونسرا عذابا شديدا ، أنا المتكلم بكل لسان ، أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب . أنا صهر محمد ، أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه ، أنا باب حطة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
بعد ما قرأت اخي القارئ تأكد انها هي التي علمت الأنبياء وسخرت لهم القوانين كما فعلت مع نبي الله سليمان عليه السلام لقد ساعدته من أن يبسط نفوذه على الأرض- ولهذا حدث الاتصال مع تلك العوالم المؤثرة الأخرى وجاء القرآن ليؤكد هذا الأمر بالإشارة إلى الأسماء العامة إذ تكون له جيش من نوعين.. وكانت غايته المضي قدماً في الدعوة إلى الله ) :
[وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير..] 17/النحل.
بعد أن أتممت هذه العبارة التي قد قرأتها في كتاب طور الاستخلاف ذهبت مباشرةً إلى كتاب الله تعالى كي انظر وأتأمل كل القصة المتعلقة بنبي الله سليمان ( عليه السلام ) وأحاول أن أجد ما يدلني على اتصاله بتلك العوالم أو أجد ما يدلني على حقائق علمية تثبت إن شيئاً من الاستخلاف قد حدث في عهد سليمان عليه السلام .
لقد سأمت مقولات الاعتباط عندما تتكلم عن هذا الرجل العظيم فهو عندهم رجل ثري ومترف وما عملية تسخير الرياح والجن وغيرهم ألا ليعملوا له محاريب وتماثيل لا نعرف الغاية من ورائها فهل هذا أنصاف لنبي الله سليمان( ع) ألا يستطيع فرد أو رجل من أغنياء هذا الزمن مثلا أن يعمل هذا كله نعم يستطيع وفوق ذلك ومن غير تسخير الرياح والجن والعفاريت وبدون أي توجيه من السماء !

نقطة التأكيد على تعاون المخلوقات الفضائية مع سليمان عليه السلام :

أن نقطة التأكيد في تعاون المخلوقات الفضائية مع نبي الله سليمان عليه السلام هي الآية الكريمة ( وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير..] 17/النحل ) وهذه الآية تتكلم عن ( الإنس ) ولقد بين المرحوم النيلي في نفس هذا الكتاب أي طور الاستخلاف ( بأن الإنس غير الناس وهم عدد من الأجناس ، ولذلك جمع الأقطار والسماوات في مقام التحدي: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فأنفذوا)، لكونهم عوالم متعددة في أقطار السماوات والأرض المتباعدة . وقبل ان نكمل كلام أسادنا الراحل المرحوم النيلي نود إن نشير للقارئ أن الآية لا تنفي النفوذ من أقطار السموات والأرض على الإطلاق بل تثبته من جهة أخرى إِلَّا بِسُلْطَانٍ والمنهج يلاحظ هذه اللفظة قد وردت في مواضع كثير في القران الكريم ولكن أهمها ما ارتبط بطور الاستخلاف لمولانا الحجة ( عليه السلام ) مما يؤكد عالمية الاستخلاف ليشمل أقطار السماوات والأرض .
وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً [الإسراء : 33]

ثم يثبت المرحوم النيلي على أن الخطاب الآخر في سورة الأنعام يؤكد كون الرسالة لجميع العوالم الإنس والجن وهما أصلان لكثير من سكان الكواكب وهو قوله تعالى ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا) 130/الأنعام.
ويتأكد المعنى الشمولي الكوني للرسالة حينما نتذكر أن المخاطبين يوم القيامة لإدخالهم جهنم هم فقط نوعان هما (الإنس والجن) مما يدل على أنهما أصل جميع تلك الخلائق المجموعة في ذلك اليوم :
[قال أدخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس] 38/الأعراف.
إذن فالإنس ليسوا بني الإنسان على أرضنا وحدهم، ولا يعقل أن يخاطبهم القرآن مراراً وهو كتاب أنزل في الأرض، فلا بد من وجود تمهيد سابق لهذا الإنذار ... انتهى كلام المرحوم النيلي ...


المقالة الاولى
الإطار العام لمؤسسة سليمان العلمية:

لا معنى من تسخير أجناس من عوالم أخرى لنبي الله سليمان ( عليه السلام ) ثم يصنعوا له قدور كبير للطعام !! وغيرها من تماثيل ومحاريب !؟ كما نتصورها اليوم وفق ما أركزه الفكر الاعتباطي في اذهاننا ، أيعقل أن نبي من الأنبياء أعطي من كل شي وتُسّخر له هذه القوى كلها من اجل قدور للطعام ومحاريب وتماثيل ! وهل يطمح نبي الله سليمان عليه السلام إلى هكذا ( ملك ) وهو الذي رأى هذا الملك عند أبيه داوود ( عليه السلام )!!( وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ) البقرة :251 بل انه ورثه من داوود عليه السلام {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل : 16
بل الأعجب من ذلك عندما تلاحظ قراءة أبي عبد عليه السلام لهذه الآية الشريفة .. أحمد بن محمد بن خالد عن بعض رجاله عن أبى عبدالله (عليه السلام): وتلا رجل عنده هذه الآية (علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ) فقال أبوعبدالله (عليه السلام): ليس فيها (من) إنما هي (وأوتينا كل شئ) / تفسير نور الثقلين 79
كما ورد عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: اعطى سليمان بن داود ملك مشارق الارض ومغاربها، فملك سبعمأة سنة وستة أشهر، ملك أهل الدنيا كلهم من الجن والانس والشياطين والدواب والطير والسباع، وأعطى علم كل شئ ومنطق كل شئ وفى زمانه صنعت الصنائع العجيبة التى سمع بها الناس، وذلك قوله: وعلمنامنطق الطير واوتينا من كل شئ ان هذا لهو الفضل المبين

إن الفكر الاعتباطي لم يتدبر لفظة الملك فلقد نسب هذه اللفظة من قبل إلى النمرود وعزل عنها نبي الله إبراهيم (عليه السلام ) والحق ما طلبه نبي الله سليمان (عليه السلام ) لهو نفس الأمر الذي منح لنبي الله إبراهيم (عليه السلام ) {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258
ولكن يبقى الاختلاف في توظيف هذا الملك وليس في نفس الملك فلقد توظف عند نبي الله إبراهيم ( عليه السلام ) بالإحياء والإماتة ورد الشمس وما لا نعلمه ، فبأي شي تم توظيف الملك عند نبي الله سليمان ( عليه السلام
يقول الله في كتابه العزيز (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ){35}
وهذه الآية المباركة تشير إلى إن نبي الله سليمان طلب ملكاً لا يتعلق بالأموال وغيرها مما ذهب أليه أهل الاعتباط فهو قال لا ينبغي لأحد من بعدي وها نحن نرى اليوم إن أفراداً ومجتمعات يتمثل فيهم الغنى الفاحش بشكل لا يتصور أحد حتى أدى إلى الفساد والانحلال.
إن هذا النبي سليمان ( عليه السلام ) أراد ملك غير ذاك وهو أن يملك القانون أي أن يتحكم به لخدمة الله تعالى لذلك نجد الإشارة واضحةً بالآية التي من بعدها مباشرةً (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ){36} ثم أرجو ان تلاحظ أخي القارئ مسألة بغاية الاهمية بعد ان تطلع على هذه الايات الثلاث وستجد تأكيداً لكلامنا انظر قوله تعالى (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ [الأنبياء : 81]
وقوله تعالى (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) [سبأ : 12]
وقوله تعالى (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ [صـ : 36]
تؤكد الآيات الثلاثة ثلاثة حركات مختلفة للريح بأمر سليمان اثنتان منهما هي (العاصفة) و (الرخاء) لأنها مرتبطة بقوله تعالى (تجري بأمره) بينما الريح المستمرة شهراً كاملاً وشهراً آخر في اتجاه معاكس فهي تبع النظام الطبيعي ليست بأمرهِ ولكنها له ولخدمته لقوله (ولسليمان). وهذا يعني ان النظام الطبيعي برمته مذعن لسليمان ويتحرك لخدمة مملكته بصفة خاصة ومع ذلك يقوم هو بتحريك الريح خلافاً للنظام ان شاء عاصفة وان شاء رخاءً. ومعلوم ان هذه الاوامر ليست جزافية ومن غير فهم من سليمان(ع) لدقائق وتفاصيل النظام الطبيعي فلو حرك الريح بغير وعي منه لما يجري وما يكون من آثار لأهلك مملكته واباد العالم بل يوجّه الريح لخدمة المملكة خاصة وانزال العذاب بالملل الكافره المجارة من خلال حرمانها من ثار الرياح أو توجيه العواصف إليهم بوعي شامل ومفصل للنظام الطبيعي في الارض.
لقد استلم آلية التحكم بالقانون الطبيعي فالنص يؤكد على ذلك حيث يصف الريح بأنها ( تجري بأمره ) وفوق ذلك أيضاً ( وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ){37} ووصف آخرين أيضاً مقرنين بالأصفاد ( وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ){38} ويجب أن يلتفت القارئ إلى هذا الجيش العظيم الذي ملكه نبي الله سليمان ( عليه السلام ) فأن النص يصفه بالحشر( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ) : النمل17) ويعني ذلك إن جنود سليمان (عليه السلام ) كثيرون بشكل غير متصور وأرجو من القارئ الكريم أن يتأمل موارد لفظة ( حشر).

حسب ما نراه ان هذا الجيش كان متطور جداً كما سيأتيك في محله وأننا لا نجد عند المؤسسة الاعتباطية إلا إن هذا الجيش قد أرعب نملة !! ولم يقدموا لنا نتاج هذا الجيش بصورته الواضحة التي تتسق مع صورته العلمية ودوره المهم كاستخلاف كوني ، ثم من قال لهم ان هذه النملة من ضمن ما موجود على الارض نحن نرى غير ذلك ان هذه النملة كانت من ضمن مملكة سليمان عليه السلام وان مملكة سليمان طالت مشارق ومغارب الارض ولم يقتصر الامر على الارض فقط !! وهل يجزمون لنا ان سليمان لم يملك مجموعتنا الشمسية باكملها !؟
سأورد للقارئ الكريم بعض الاحاديث بخصوص نملة سليمان عليه السلام وغايتي منها ان يـتأملها القارئ اللبيب جيداً ونرجو ان يدرك ما نشير اليه .
•في عيون الاخبار باسناده إلى داود بن سليمان الغازى قال: سمعت على بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول عن أبيه موسى بن جعفر (عليهم السلام) في قوله: فتبسم ضاحكا من قولها وقال: لما قالت النملة: يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده حملت الريح صوت النملة إلى سليمان (عليه السلام) وهو مار في الهواء فالريح قد حملته فوقف وقال: علي بالنملة، فلما اتى بها قال سليمان: يا ايتها النملة اما علمت انى نبى الله وانى لا أظلم احدا؟ قالت النملة: بلى قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمى وقلت: يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم؟ قالت النملة: خشيت ان ينظروا إلى زينتك فيقيسوا بها فيبعدون عن الله عزوجل، ثم قالت النملة: أنت اكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان: بل أبى داود، قالت النملة: فلم يزيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان: مالى بهذا علم، قالت النملة لان اباك داود داوى جرحه بود فسمى داود، وأنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك، ثم قالت النملة: هل تدرى لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة؟ قال سليمان (عليه السلام): مالى بهذا علم، قالت النملة: يعنى عزوجل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.
•في مجمع البيان وروى ان نمل سليمان هذا كان كأمثال الذئاب والكلاب.
•في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون فانه قعد على كرسيه وحملته الريح فمرت به على وادى النمل وهو واد ينبت فيه الذهب والفضة وقد وكل به النمل، وهو قول الصادق (عليه السلام): ان لله واديا ينبت الذهب والفضة وقد حماه الله بأضعف خلقه وهو النمل، لو رامته البخاتى ( 1) ما قدرت عليه. (1) البخاتى جمع البخت: الابل الخراسانية.

المقالة الثانية
الاستباق العلمي بين مملكة نبي الله سليمان عليه السلام ومملكة سبأ


على ما تقدم بدأنا ندقق بكل شي يتعلق بنبي الله سليمان ( عليه السلام ) الذي أوتي من كل شيء{وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ }النمل16 وهذا الاتيان الذي منحته المجموعة التي اشرنا اليها في بداية بحثنا لسليمان عليه السلام يساوق ما أوتي ذو القرنين {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً }الكهف84 فهي ايضا التي تعاملت مع ذو القرنين !
ولتأكيد اتصال نبي الله سليمان عليه السلام بتلك العوالم المؤثرة الأخرى يستوجب أن يكون عنده آلية متطورة تفتقر إليها ناسا الفضائية وغيرها وله من العلم ما نفتقده اليوم في عصرنا هذا وقد اثبت القرآن ذلك بتجربة علمية تؤكد ان هناك منافسة للسيطرة في وقت نبي الله سليمان وان هنالك قوى منافسة لقواه إذ إن القران لم يذكر أي جهة تنافسية لجبهة سليمان عليه السلام الا تلك الملكة التي أوتيت من كل شي ايضا {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل23ً

أ- معنى العرش بشكله العام :
فالذي حدث من عملية نقل عرش بلقيس ما هو إلا إثبات للاستباق العلمي لنبي الله سليمان ( عليه السلام ) ومؤسسته العلمية آنذاك وخير دليل على ذلك هو لفظة العرش فلو تتبع القارئ الكريم دلالة هذه اللفظة لتبين له صدق كلامنا فلفظةالعرش ايضا لم تنجو من تخريجات القوم الاعتباطية فقد قالوا : - العرش في الأصل: شيء مسقف، وجمعه عروش. قال تعالى: ( وهي خاوية على عروشها) [البقرة/259]، ومنه قيل: عرشت الكرم وعرشته: إذا جعلت له كهيئة سقف، وقد يقال لذلك المعرش. قال تعالى: (معروشات وغير معروشات) [الأنعام/141]، (ومن الشجر ومما يعرشون) [النحل/68]، (وما كانوا يعرشون) [الأعراف/137]. قال أبو عبيدة (راجع: مجاز القرآن 1/227) : يبنون، واعترش العنب: ركب عرشه، والعرش: شبه هودج للمرأة شبيها في الهيئة بعرش الكرم، وعرشت البئر: جعلت له عريشا. وسمي مجلس السلطان عرشا اعتبارا بعلوه. قال: (ورفع أبويه على العرش) [يوسف/100]، (أيكم يأتيني بعرشها) [النمل/38]، (نكروا لها عرشها) [النمل/41]، (أهكذا عرشك) [النمل/42]،
وكني به عن العز والسلطان والمملكة، قيل: فلان ثل عرشه.
نقول : ان العرش هو ما يميز الملك من القدرة والعلم الذي من خلاله يبسط هيمنته ونفوذه على غيره وفيه كل شي يخص المملكة والعرش هو مصدر حركة المملكة انظر قوله تعالى ( وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ ) فتُقرّر (من) هنا اتجاهات الحركة، إذ لو قال (حول العرش) وليس (من حول العرش) لكان مصدر حركتهم خارجياً ويحتاج إلى تسلسل آخر غير (حف). لكنهم حافين (منه حوله) فالعرش مركــز الحركة.
والأصل في لفظة ( العرش ) : هو القوام الذي يمد الشيء بالبقاء أو يُستمَدُّ منه أمرٌ أو شأنٌ من شؤون البقاء والديمومة. (القاموس وكذلك التبيان 3/321). فهو مجموعة من القوانين والأنظمة التي تمنح المملكة البقاء والديمومة ، وقوله تعالى (ومن الشجر ومما يعرشون) [النحل/68]، (وما كانوا يعرشون) [الأعراف/137]. لا يعني كما تقدم ( يبنون ) بل ما يسعون إليه من التوصل إلى القدرات المتشعبة وسنبين هذه الفكرة أكثر انظر أخي القارئ قوله تعالى ( وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] فلقد بين النص شمولية التدمير عندما قال ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه إذ يلزم هذا التدمير كل نتاج أنتجه فرعون وقومه كما إن المنهج يلاحظ دلالة هذه اللفظة ( يعرشون ) بوضوح و يعتبر الاستعمال القراني لهذه اللفظة واحد وبنفس الطريقة وتعني عندنا التشعب العلمي أي القدرات العالية لدى فرعون وقومه وهذه إشارة خطيرة توحي لنا إن فرعون وقومه كانوا متطورون بالصناعة ولهم أهداف مستمرة بتطوير صناعتهم من خلال تشعب قدرتهم الملتصقة بالزمن وذلك لدخول الياء على الفعل .
و رب سائل يسأل إنكم قلتم في هذه اللفظة وحسب الاية الكريم : وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ [الأعراف : 137] إن دلالة يعرشون تعني القدرات العالية والمتشعبة لفرعون وقومه والتدمير المشار اليه في الاية شمل هذا ايضا ، فمن حقنا ان نعرف دلالة نفس هذه اللفظة في قوله تعالى : وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ [النحل : 68] ؟
نقول لقد تقدم معنى هذه اللفظة من قبل المفسير وقالوا تعني الابنية ونحن نختلف مع هذا التفسير كل الاختلاف وسنبين سبب اختلافنا بل نحن من يشكل على السائل نفسه ونقول ان النحل اتخذ بيوتاً غير الجبال والشجر وضّمن االنص هذا الاتخاذ بمادة لفضية اخرى اسماها الصنع وسيستغرب القارئ ويستنكر هذا القول إذ إن هكذا قول غير موجود في النص القرآني ولكننا نجزم به ونعتبره مما تم كشفه وفق المنهج اللفظي للقران (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [المؤمنون : 27]
فهل ينكر احد إن النحل غير موجود في سفينة نوح عليه السلام الم يقل النص (فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) فلماذا إذاً لم يقل وما كانوا يصنعون بدل ما كانوا يعرشون ؟

لعل اغلب الناس لا يعرفون هذا المخلوق المسمى بالنحل وفي اغلب الأحيان ما تكلموا عن طبيعته كمعيشته ونظامه الاجتماعي والاقتصادي ومصانع العسل الذي يتم تصنيعه في داخل بطون شغالات النحل ولم يتوصل العلم إلى حد الآن من اكتشاف طريقة هذا التصنيع ، ولكن نحن نرى وفق ما قدمنا من لفظة يعرشون ان هنالك شي لم يكتشف بعد بخصوص هذا المخلوق النحل الذي حظي باهتمام بالغ من قبل النص القرآني والنبوي حتى إن سورة كاملة سميت باسمه في القران الكريم ، فهذا المخلوق عنده استعداد تام إلى إن يستثمر كل ما يتوصل إليه الإنسان من تطور ورقي وتشعب في العلوم وهذا معنى قوله تعالى (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) ، فقد أكّد فريق فرنسي من علماء البيئة، لدي مركز دراسات السلوك الفطري عند الحيوانات، في خبر نشرته جريدة " الطبيعة أنّه على الرغم من أنّ النحل يملك جهازاً عصبياً بسيط للغاية إلاّ أنّه بإمكانه أن يستوعب ويدرك الأشكال المرئية تماماً كما يفعله الإنسان وغيره من الحيوانات الذكية .
و لقد لاحظ هذا الفريق من العلماء، بعد سنوات من التجارب، أن النحل يدرك الصور والأشكال الطبيعية المعقدة بطريقة غريبة أكثر ممّا يوحي لنا حجم دماغها الصغير فالجهاز العصبي لنحلة واحدة يحتوي علي ما لا يزيد عن950000خلية عصبية، يمكنه أن يفرّق ببراعة بين أشكال وخطوط هندسية موّجهة بصفة متفرقة، فهذه الحشرة التي متوسط عمرها هو أربعون يوماً بإمكانها أن تفرّق بين هذه الخطوط الهندسية حتى ولو كانت هذه الخطوط محصورة داخل أشكال هندسية معقدّة التكوين ! الإنسان العاقل بإمكانه أن يفعل ذلك أيضا لكن بدماغ يحوي100مليار خلية عصبية ! و بعبارة أخري : بدل أن تحدد النحلة شجرة أو جذع أو كهف ثم تخزن أشكال هذه الصور في ذاكرتها لاستعمالها لاحقا كما تفعل باقي الحيوانات أو الحشرات الأخرى ، فإنها تدرك هذه الأشياء بإشكالها التي تحددها ! و هذه الطريقة في إدراك الأشياء الطبيعية لا توجد إلاّ عند الانسان ! كما لو أنّ النحل لا يسير وفقاً لغريزة ولكن وفقاً لإلهام، كل هذا أدي بالباحثين الفرنسيين إلي تساؤلات عديدة من بينها :
من الذي قاد النحل إلي التصرف وفقاً لهذا السلوك الغير اعتيادي لدي الحشرات؟!
و من أوجد في عقولهم الصغيرة هذا التوجيه البديع في رؤية الأشكال الطبيعية ؟ توجيه يتعدي عتبة الفطرة و السلوك التعودي؟
وقام الفريق العلمي الذي يترأسه الباحث مارتن جيورفابتدريب مجموعة من النحل في الفضاء علي إستعاب أربع مضلّعات: واحدة أفقية وواحدة عمودية و اثنان قطرية موجهة نحو اتجاهات عديدة ومختلفة. وعبر هذه التجارب تمكنت مجموعة النحل هذه من التعرّف علي كل الأشكال الهندسية بصفة محيرة للعلماء، أدى بهم لطرح سؤال مفاده: من أين لهم هذه القدرات الهائلة لتحليل الصور الهندسية المعقدة؟ وهذه هي الصفة الاعجازية المهمة لهذا المخلوق الذي بامكانه ان يستثمر قدرات الانسان بدون تراكم معرفي بل بالإلهام فأين هذا الكلام من تفسيراتهم الاعتباطية التي أوهموا من خلالها القارئ وجعلوه يعتقد ان لفظة يعرشون تعني الأبنية أي المناحل التي يعدّها الإنسان للنحل .


ب - حملة العرش :
وبقي شيء لم نبيّه وهو ان لعرش الله تعالى حملة كما ورد في قوله تعالى : وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ [الحاقة : 17] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ .وقد اثبت المأثور تعريف حملة عرش الله تعالى كما ورد في كتاب الكافي للشيخ الكليني رحمه الله :
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَ الْعَرْشُ الْعِلْمُ ثَمَانِيَةٌ أَرْبَعَةٌ مِنَّا وَ أَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللَّهُ .
وقد خصص الامام زين العابدين عليه السلام دعاء خاص لحملة العرش في صحيفته السجادية :
اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ، وَلا يَسْـأَمُـونَ مِنْ تَقْـدِيْسِكَ، وَلا
يَسْتَحسِرُونَ مِنْ عِبَادَتِكَ، وَلاَ يُؤْثِرُونَ التَّقْصِيرَ عَلَى الْجِدِّ فِي أَمْرِكَ، وَلا يَغْفُلُونَ عَنِ الْوَلَهِ
إلَيْكَ. وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الاذْنَ وَحُلُولَ الامْرِ، فَيُنَبِّهُ
بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ الْقُبُورِ. وَمِيكَآئِيلُ ذُو الْجَاهِ عِنْدَكَ، وَالْمَكَانِ الرَّفِيعِ مِنْ طَاعَتِكَ.
وَجِبْريلُ الامِينُ عَلَى وَحْيِكَ، الْمُطَاعُ فِي أَهْلِ سَمَاوَاتِكَ، الْمَكِينُ لَدَيْكَ، الْمُقَرَّبُ عِنْدَكَ،
وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ عَلَى مَلائِكَةِ الْحُجُبِ، وَالرُّوحُ الَّذِي هُوَ مِنْ أَمْرِكَ. أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عليهم
وَعَلَى الْمَلاَئِكَـةِ الَّـذِينَ مِنْ دُونِهِمْ مِنْ سُكَّـانِ سَمَاوَاتِكَ وَأَهْلِ الامَانَةِ عَلَى رِسَالاَتِكَ،
وَالَّذِينَ لا تَدْخُلُهُمْ سَأْمَةٌ مِنْ دؤُوب ، وَلاَ إعْيَاءٌ مِنْ لُغُوب وَلاَ فُتُورٌ، وَلاَ تَشْغَلُهُمْ عَنْ
تَسْبِيحِكَ الشَّهَوَاتُ، وَلا يَقْطَعُهُمْ عَنْ تَعْظِيمِكَ سَهْوُ الْغَفَـلاَتِ، الْخُشَّعُ الابْصارِ فلا يَرُومُونَ
النَّظَرَ إلَيْكَ ، النَّواكِسُ الاذْقانِ الَّذِينَ قَدْ طَالَتْ رَغْبَتُهُمْ فِيمَا لَدَيْكَ الْمُسْتَهْتِرُونَ بِذِكْرِ آلائِكَ
وَالْمُتَوَاضِعُونَ دُونَ عَظَمَتِكَ وَجَلاَلِ كِبْرِيآئِكَ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ إذَا نَظَرُوا إلَى جَهَنَّمَ تَزْفِرُ
عَلَى أَهْلِ مَعْصِيَتِكَ: سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَـادَتِكَ. فَصَـلِّ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الرَّوْحَانِيِّينَ
مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَ أهْلِ الزُّلْفَةِ عِنْدَكَ، وَحُمَّالِ الْغَيْبِ إلى رُسُلِكَ، وَالْمُؤْتَمَنِينَ على وَحْيِكَ
وَقَبائِلِ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ اخْتَصَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَأَغْنَيْتَهُمْ عَنِ الطَّعَامِ والشَّرَابِ بِتَقْدِيْسِكَ،
وَأسْكَنْتَهُمْ بُطُونَ أطْبَـاقِ سَمَاوَاتِكَ، وَالّذينَ عَلَى أرْجَآئِهَا إذَا نَزَلَ الامْرُ بِتَمَامِ وَعْدِكَ،
وَخزّانِ الْمَطَرِ وَزَوَاجِرِ السَّحَابِ، وَالّذِي بِصَوْتِ زَجْرِهِ يُسْمَعُ زَجَلُ ألرُّعُوْدِ، وَإذَا سَبَحَتْ
بِهِ حَفِيفَةُ السّحَـابِ الْتَمَعَتْ صَوَاعِقُ الْبُرُوقِ. وَمُشَيِّعِيْ الْثَلْجِ وَالْبَرَدِ. وَالْهَابِطِينَ مَعَ قَطْرِ
الْمَطَر إَذَا نَزَلَ، وَالْقُوَّامِ عَلَى خَزَائِنِ الرّيَاحِ، وَ المُوَكَّلِينَ بِالجِبَالِ فَلا تَزُولُ. وَالَّذِينَ
عَرَّفْتَهُمْ مَثَاقِيلَ الْمِياهِ، وَكَيْلَ مَا تَحْوِيهِ لَوَاعِجُ الامْطَارِ وَعَوَالِجُهَا، وَرُسُلِكَ مِنَ الْمَلائِكَةِ
إلَى أهْلِ الارْضِ بِمَكْرُوهِ مَا يَنْزِلُ مِنَ الْبَلاءِ، وَمَحْبُوبِ الرَّخَآءِ، والسَّفَرَةِ الْكِرَامِ اَلبَرَرَةِ،
وَالْحَفَظَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ، وَمَلَكِ الْمَوْتِ وَأعْوَانِهِ، وَمُنْكَر وَنَكِير، وَرُومَانَ فَتَّانِ الْقُبُورِ،
وَالطَّائِفِينَ بِالبَيْتِ الْمَعْمُورِ، وَمَالِك، وَالْخَزَنَةِ، وَرُضْوَانَ، وَسَدَنَةِ الْجِنَانِ وَالَّذِيْنَ لاَ يَعْصُوْنَ
اللّهَ مَا أمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ: سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى
الـدّارِ. والزّبانيةُ الذّينَ إذَا قِيْـلَ لَهُمْ: خُذُوهُ فَغُلُّوْهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوْهُ ابْتَدَرُوهُ سِرَاعاً وَلَمْ
يُنْظِرُوهُ. وَمَنْ أوْهَمْنَا ذِكْرَهُ، وَلَمْ نَعْلَمْ مَكَانَهُ مِنْكَ، وَبأيِّ أمْر وَكَّلْتَهُ. وَسُكّانُ الْهَوَآءِ
وَالارْضِ وَالمآءِ، وَمَنْ مِنْهُمْ عَلَى الْخَلْقِ فَصَلِّ عَلَيْهِمْ يَوْمَ تَأْتي كُلُّ نَفْس مَعَهَا سَائِقٌ
وَشَهِيدٌ، وَصَلّ عَلَيْهِمْ صَلاَةً تَزِيدُهُمْ كَرَامَةً عَلى كَرَامَتِهِمْ، وَطَهَارَةً عَلَى طَهَارَتِهِمْ اللّهُمَّ
وَإذَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ وَرُسُلِكَ، وَبَلَّغْتَهُمْ صَلاَتَنَا عَلَيْهِمْ، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِمَا فَتَحْتَ لَنَا مِنْ
حُسْنِ الْقَوْلِ فِيْهِمْ إنَّكَ جَوَاْدٌ كَرِيمٌ . انتهى دعائه عليه السلام



وعلى ما تقدم نتساءل هل لعرش بلقيس حملة ؟
ان المنهج يعتقد ان هنالك حملة لعرش بلقيس وهم غيرها ونحسبهم القادة في مملكتها المتنفذون في الأوامر والنواهي وهم وزرائها الذين طلبت منهم المشورة عندما القي اليها كتاب نبي الله سليمان عليه السلام كما يصفهم النص القرآني بـ (الملأ ) ( قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ{29}
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ{32
انظر إلى موارد لفظة الملأ في القران الكريم ودلالتها اللفظية الواضحة والتي تعني مجموعة صغيرة متنفذة ومتحكمة بالجمع العام او انها تمثل الواجهة الاجتماعية للمجتمع وكما يسمون قيادات قريش من قبل بأشراف قريش :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [البقرة : 246]
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ [الأعراف : 60]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف : 66]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ [الأعراف : 75]
قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ [الأعراف : 88]
وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ [الأعراف : 90]
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 109]
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف : 127]
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ [هود : 27]
وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف : 43]
فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ [المؤمنون : 24]
وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ [المؤمنون : 33]
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ [النمل : 29]
قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ [النمل : 32]
قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل : 38]
وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القصص : 20]
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ [القصص : 38]
وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ [صـ : 6]

وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ [هود : 38]
مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ [صـ : 69]
لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ [الصافات : 8]

أرجو أن تركز أخي القارئ على هذه الآية الكريمة وتلاحظها بانتباه شديد النكات المثارة فيها :
وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [يونس : 88]
فهل تعتقد عزيزي القارئ ان نبي الله موسى عليه السلام يدعو على سائر قوم فرعون ؟ ان المنهج اللفظي يأبى الاعتقاد بذلك بل يعتقد ان تخصيص هذه اللفظة لقيادة فرعون فقط والدعوة التي صدرت من نبي الله موسى عليه السلام شملت فرعون وقادته فهم خواصه الذين يمثلون القيادات السياسية والاقتصادية والدينية وهؤلاء حرضوا على نبي الله موسى عليه السلام وهذا التحريض والتآمر لا تبرئ منه المؤسسة الدينية آنذاك التي أخافها موسى عليه السلام بدعوته السماوية ولم يجدوا بداً من ان يتخلصوا منه انظر وتأمل النص كيف يكشفهم .
وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ [الأعراف : 127]
ولا اعتقد ان مضامين هذا النص تخفى على القارئ اللبيب فهي والله جلية وواضحة كوضوح الشمس وكيف لا ونحن نعيشها اليوم ونتذوق مرارتها فما يجري اليوم قد جرى على الضعفاء من قبل ، فلا تتصور ان فرعون يخطو هكذا خطوة في ان يقتّل او يستحي نساء بني اسرائيل من غير غطاء شرعي أي انه استحصل على شرعية هذا العمل من نفس مؤسسته الدينية فقد باركوا عمله لذلك تراه في نشوة الزهو (وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) ولك ان تكشفهم اكثر من خلال تشويه دعوة موسى عليه السلام فطالما سعت هذه المؤسسة بأتهام كل من ياتيهم ببطلان عملهم فهي مطالبة في ابطال دعاوي المدعين لذلك تراها تتخذ خطوات ثابتة على مدار التأريخ فعندما تبدا المناظرات يعمدوا الى تكذيب صاحب الدعوى ويتهمونه بالكذب والضلال المبين ولكن بعد ان رأوا المعجزات التي جرت على يديه لم يبقى لهم الى ان يتهموه بالسحر وهذا الاتهام تكرر باكثر من موضع .
قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الأعراف : 109]
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ [الشعراء : 34]
قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه : 63]
فمن هؤلاء الذين يتهمون موسى وهارون عليهم السلام بهذا الاتهام وهل يعتقد البعض ان النص أهملهم ! ان النص لم يهمل هكذا قيادات بل بينها باسمائها انظر واكتشف عزيزي القارئ من هم المتآمرين على موسى وهارون عليهم السلام .
إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ [غافر : 24]
واني لأترك البحث في تبيان هؤلاء الشخوص ودورهم وما يمثلونه من قيادات وأدوار الى ملكة القارئ الكريم بعد أن ألمحت إليه وكي لا يخرج بحثنا عن مساره وسنضع بحثاً مستقلاً بهذا الخصوص انشاء الله تعالى لنكشف للقارئ الكريم مَن مِن هؤلاء الثلاث كان يمثل المرجعية الدينية في ذلك الوقت .


الفرق بين عرش الله تعالى وعروش الآخرين



غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: علم النفس ومهارات التفوق البشري


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
الفرق بين عرش الله تعالى وعروش الآخرين



هناك فرق كبير بين عرش الله تعالى وعروش الملوك الآخرين فالله عز وجل لم يخلق العرش لحاجة إليه بل ان بقاء العرش وديمومته مستمدة من الله تعالى على خلاف العروش الاخرى وكما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام ( لم يخلق الله العرش لحاجة به إليه ، لأنه غني عن العرش وعن جميع ما خلق، لا يوصف بالكون على العرش لأنه ليس بجسم، تعالى الله عن صفة خلقه علواً كبيرا . وفي حديث آخر أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقرُّ أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : كل محمول للمفعول مضاف ، إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلا وأسفل ، وقد قال الله: وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ، ولم يقل في كتبه إنه المحمول ، بل قال: إنه الحامل في البر وبالبحر والممسك السماوات والأرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول !
أما الأخير ونقصد به صاحب العرش الدنيوي نجد أن عرشه يحمله ويحميه ويمنع عنه المتآمرين لذلك نرى إن القادة اللذين يحملون عرش بلقيس يصفون أنفسهم بالقوة والبأس الشديد (َقالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ ) ولو سال القارئ الكريم من أين أتتهم هذه القوة ؟ سنقول له إنها مأخوذة من العرش نفسه فالعرش يعني القوانين والأنظمة التي يتحكم فيها نفس هؤلاء القادة بعد تنصيبهم من قبل الملك فيحملهم هذا القانون على غيرهم بعد التلاعب به لأنهم لم يلتزموا به ولم يخضعوا له أصلاً .
إذن لو كان العرش يقتصر معناه كما يزعم الاعتباط على انه ذلك الكرسي الذي يجلس عليه الملك فسنطالبهم في أن يبينوا لنا قوله تعالى بخصوص ما ورد عن يوسف عليه السلام (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) فكيف يسع هذا العرش يوسف وأبويه وإخوته فهل أي أهل الاعتباط سيقولون كان من الحجم بحيث يسع هؤلاء كلهم !!؟ أما نحن فنقول إن هذا الرفع معنوي وليس بمادي فلقد رفع منزلتهم ومقامهم على العرش لان هذا العرش ليس ليوسف عليه السلام بل هو عرش الملك في وقت يوسف عليه السلام وبما إن يعقوب وأبناءه يدينون بدين غير دين الملك فلا يجوز أن يحكمهم قانون ونظام ( العرش ) الملك ولا يجوز ذلك فمقامهم ارفع من أن يخضعون لهذا العرش ، ألا ترى عزيزي القارئ قوله تعالى {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ }يوسف 76
لذلك نجد يوسف عليه السلام عندما أراد أن يأخذ أخوه لم يعمل بنظام وقانون الملك بل حاكم إخوته بنفس دينهم ولم يرجع إلى ذلك القانون الملكي فترك الحكم إليهم وبحسب شريعتهم لأنه يعلم إن أخوته لا يرتضون إلا بدينهم فـ {قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }يوسف75


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


شواهد من المأثور في معنى العرش من كتاب الكافي :
الكافي للكليني:1/130:


أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقرُّ أن الله محمول؟ فقال أبو الحسن عليه السلام : كل محمول للمفعول مضاف ، إلى غيره محتاج ، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة ، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلا وأسفل ، وقد قال الله: وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ، ولم يقل في كتبه إنه المحمول ، بل قال: إنه الحامل في البر وبالبحر والممسك السماوات والأرض أن تزولا ، والمحمول ما سوى الله ، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول !
قال أبوقرة: فإنه قال: وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ، وقال: الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ .
فقال أبو الحسن عليه السلام : العرش ليس هو الله والعرش اسم علم وقدرة ، وعرش فيه كل شئ ، ثم أضاف الحمل إلى غيره خلق من خلقه ، لأنه استعبد خلقه بحمل عرشه، وهم حملة علمه ، وخلقاً يسبحون حول عرشه وهم يعملون بعلمه ، وملائكة يكتبون أعمال عباده ، واستعبد أهل الأرض بالطواف حول بيته ، والله على العرش استوى كما قال ، والعرش ومن يحمله ومن حول العرش ، الله الحامل لهم الحافظ لهم الممسك القائم على كل نفس وفوق كل شئ وعلى كل شئ ، ولا يقال محمول ولا أسفل ، قولاً مفرداً لا يوصل بشئ فيفسد اللفظ والمعنى .
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، فقال: يا فضيل كل شئ في الكرسي ، السماوات والأرض وكل شئ في الكرسي .
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ، السماوات والأرض وسعن الكرسي أم الكرسي وسع السماوات والأرض ؟ فقال: بل الكرسي وسع السماوات والأرض والعرش ، وكل شئ وسع الكرسي .

المقالة الثالثة
افتراض علمي لعرش بلقيس :


ان تقبل القارئ الكريم ما طرحنا عليه في معنى العرش ودلالته اللفظية فيما سبق فمن حقه ان يتساءل ايضاً ماذا تعني عملية النقل التي قام بها آصف بن برخيا الذي هو احد أفراد الملأ اللذين طلب منهم سليمان عليه السلام بإتيان العرش ؟ {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }النمل38
فهل هذه العملية نقلت علوم وقدرة مملكة سبأ ؟ لأننا وصفنا من قبل ان العرش يعني الانظمة والقوانين التي فيها كل شي يخص المملكة فهل تم نقل دستورهم الملكي ؟ وهل هذا الدستور عبارة عن اوراق وكتب ؟ كلنا نعلم ان هذا الامر يمكن ان يزور ولا يقنع أي عاقل !
نقول لو افترضنا ان عرش بلقيس هذا الموصوف بالنص بـ ( عرش عظيم ) على أنه آله متطورة جداً تختزن كل المعلومات التي تتعلق بمملكة سبأ بل وتتحكم بها وهذه الآلة رغم نقلها بسرعة لا يتصورها أبناء عصرنا هذا الا انها لم تتعطل ولم يصبها اي خلل يأثر على طبيعة عملها الدقيق وسنثبت هذا الفرض للقارئ الكريم انظر قوله تعالى (َفلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ ) ....ولفظة مستقر تعني حركةٍ منظّمةٍ أي وفق نظام محدد ولا يعني بها الثبات او غيره من الاستعمالات اللغوية انظر قوله تعالى{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا ... يعلم مستقرها اينما تكون وفي أي بقعة من بقاع الارض يأتيها رزقها من الله تعالى باعتبارها غير ثابتة بل متحركة ولان فيها نظام الحياة ) . وعلى هذا الطرح سيكون ان لعرش بلقيس نظام ذاتي كما هو الحال في الحاسب الالكتروني وهنا تكون المفاجأة فهكذا آلة ان فصلناها عن مصدر طاقتها تتعطل أنظمتها وقد يؤدي هذا العمل الى تلف الكثير من معلوماته ، ولكن سرعة عملية النقل لم تأثر في تلف أي معلومة من معلوماتها بل وكأنها لم تفصل عن طاقتها ولم تنقل من مكانها هذا اذا كانت تعمل بمصدر خارجي بل ان عملية النقل هذه تعيد المادة الى طاقة ومن ثم تتحول هذه الطاقة الى مادة مرة اخرى فكيف لم تتأثر بهذا العمل سنوضح هذه العملية للقارئ الكريم ببحث علمي أدق لكي تكون الصورة اوضح وابلغ ولكي يتصور القارئ ايضا مسالة الذرات كيف رجعت كل ذرة الى مكانها الاصلي بعد ان تحولت هذه الآلة إلى طاقة ومن ثم رجوعها إلى مادة كيف رجعت هذه الذرات إلى مكانها الأول ؟ .
الآلية العلمية لنقل عرش بلقيس :
] قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين.
قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقويٌ امين.
قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك
فلما رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربيّ ..[ 38-40/27
لقد تقدم عفريت من الجن بعرضٍ مفاده أنه يأتي بالعرش قبل ان يقوم سليمان (ع) من مقامه.
ويبدو ان سليمان عليه السلام لم يجْبه بشيء بل تجاهل هذا العرض تماماً فقال هذا العفريت مواصلاً كلامه "واني عليه لقويّ أمين" فالمفسرون أخطأوا حينما اعتقدوا انه يلمّح لسليمان عن عفتهِ ونجابته وعدم تحرشه بالملكة فان كانت القوة عندهم تعني الاستطاعة على رفع العرش المادي الذي اعطوه اشكال كثير فما معنى قوله تعالى بخصوص هذه اللفظة ؟
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 63]
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ [الأعراف : 145]
وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأعراف : 171]
يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً [مريم : 12]
ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ [التكوير : 20]
كما ارجوان يلتفت القارئ الى لفظة امين وورودها في القران الكريم ويتأملها جيداً :
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ [الأعراف : 68]
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ [يوسف : 54]
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء : 107]
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء : 125]
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء : 143]
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء : 162]
إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الشعراء : 178]
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]
قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ [النمل : 39]
قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ [القصص : 26]
أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ [الدخان : 18]
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ [الدخان : 51]
مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ [التكوير : 21]
وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ [التين : 3]

اننا نجد ان هذا العفريت المح الى نبي الله سليمان عليه السلام على انه قادر على حمل ما فيه من علوم وأمين على أسراره ومن ثم لا يخون نبي الله سليمان عليه السلام بان يتعرض لهذه المعلومات بالسرقة ومن ثم ان لفظة أمين دلالتها واضحة وفي كل استعمالاتها تشير الى حفظ الشيء.
لقد سبق وان شرحنا معنى العرش وللقارئ الكريم ان يتصور ان تمت سرقت علوم مملكة سبأ ماذا يحدث ؟ ولكن ان نبي الله سليمان عليه السلام يعرف طبيعة العفاريت لذلك اهمل قوله ولم يلتفت اليه ، فتقدم احد اعوانه وهو اصف بن برخيا بعرض لا يتصوره احد وهو أن يأتي بالعرش ( قبل ان يرتد الى سليمان طرفك ) وهذا الامر يتجاوز سرعة الضوء ! ولكننا سنبينه وفق سرعة الضوء كي يتصور القارئ الكريم عظم هذه العملية ومن ثم نبين له الامر وكيف تجاوز سرعة الضوء وفق رؤية المرحوم النيلي رحمه الله .
ونتساءل ونقول كيف تمكن آصف بن برخيا من إحضار عرش ملكة سبأ في ذلك العصر من على بعد مسافة كبيرة في وقت اسماها قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه ؟ ان العلم الحديث يخبرنا بأن هذا الامر ممكن من الناحية العلمية . أما كيف يحدث ذلك ؟ فهذا هو موضوعـنا .. الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشيءٍ واحد , فالمادة يمكن أن تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وذلك حسب المعادلة المشهورة وقد نجح الإنسان في تحويل المادة إلى طاقة وذلك في المفاعلات الذرية التي تولد لنا الكهرباء ولو أن تحكمه في هذا التحويل لا يزال يمر بأدوار تحسين وتطوير , وكذلك فقد نجح الإنسان - ولو بدرجة أقل بكثير - من تحويل الطاقة إلى مادة وذلك في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) ولو أن ذلك مازال يتم حتى الآن على مستوى الجسيمات . فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة أمر ممكن علميا وعمليا فالمادة والطاقة قرينان , ولا يعطل حدوث هذا التحول على نطاق واسع إلا صعوبة حدوثه والتحكم فيه تحت الظروف والإمكانيات العلمية والعملية الحالية , ولا شك أن التوصل إلى الطرق العلمية والوسائل العملية المناسبة لتحويل الطاقة إلى مادة والمادة إلى طاقة في سهولة ويسر يستدعي تقدما علميا وفنيا هائلين . فمستوى مقدرتنا العلمية والعملية حاليا في هذا الصدد ليس إلا كمستوى طفل يتعلم القرأة فإذا تمكن الإنسان في يوم من الأيام من التحويل السهل الميسور بين المادة والطاقة فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريد , ثم نعود فنحولها إلى مادة ! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلا بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة . والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق هذا الحلم هي في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماما , كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية . وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الجو كل هذا كان عرضا سريعا لموقف العلم وإمكانياته الحالية في تحويل المادة إلى طاقة والعكس .. فلنعد الآن لموضوع نقل عرش الملكة بلقيس , فالتفسير المنطقي لما قام به الذي عنده علم من الكتاب حسب علمنا الحالي أنه قام أولا بتحويل عرش ملكة سبأ إلى نوع من الطاقة ليس من الضروري أن يكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة , ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية أو الضوئية يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية . والخطوة الثانية هي أنه قام بإرسال هذه الطاقة من سبأ إلى ملك سليمان , ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضوء أي 300000 كم - ثانية فزمن وصولها عند سليمان ثلاثة آلاف كيلوا مترا .. والخطوة الثالثة والأخيرة أنه حول هذه الطاقة عند وصولها إلى مادة مرة أخرى في نفس الصورة التي كانت عليها أي أن كل جزئ وكل ذرة رجعت إلى مكانها الأول !. إن إنسان القرن الحادي والعشرين ليعجز عن القيام بما قام به هذا الذي عنده علم من الكتاب منذ أكثر من ألفي عام . فمقدرة الإنسان الحالي لا تتعدى محاولة تفسير فهم ماحدث . فما نجح فيه إنسان القرن العشرين هو تحويل جزء من مادة العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم إلى طاقة بواسطة الانشطار في ذرات هذه العناصر . أما التفاعلات النووية الأخرى التي تتم بتلاحم ذرات العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهليوم والتي تولد طاقات الشمس والنجوم فلم يستطع الإنسان حتى الآن التحكم فيها . وحتى إذا نجح الإنسان في التحكم في طاقة التلاحم الذري , لا تزال الطاقة المتولدة في صورة بدائية يصعب إرسالها مسافات طويلة بدون تبديد الشطر الأكبر منها . فتحويل المادة إلى موجات ميكرونية يتم حاليا بالطريقة البشرية في صورة بدائية تستلزم تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية ثم إلى طاقة كهربائية وأخيرا إرسالها على موجات ميكرونية . ولهذا السبب نجد أن الشطر الأكبر من المادة التي بدأنا بها تبددت خلال هذه التحويلات ولا يبقى إلا جزء صغير نستطيع إرساله عن طريق الموجات الميكرونية . فكفاءة تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانية ثم إلى طاقة كهربائية لن يزيد عن عشرين في المائة 20 % حتى إذا تجاوزنا عن الضعف التكنولوجي الحالي في تحويل اليورانيوم إلى طاقة فالذي يتحول إلى طاقة هو جزء صغير من كتلة اليورانيوم أما الشطر الأكبر فيظل في الوقود النووي يشع طاقته على مدى آلاف وملايين السنيين متحولا إلى عناصر أخرى تنتهى بالرصاص . وليس هذا بمنتهى القصد ! ففي الطرف الأخر يجب التقاط وتجميع هذه الموجات ثم إعادة تحويلها إلى طاقة ثم إلى مادة كل جزئ وكل ذرة وكل جسيم إلى نفس المكان الأصلي , وكفاءة تجميع هذه الأشعة الآن وتحويلها إلى طاقة كهربائية في نفس الصورة التي أرسلت بها قد لا تزيد عن 50 % أي أنه ما تبقى من المادة الأصلية حتى الآن بعد تحويلها من مادة إلى طاقة وإرسالها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية المكرونية واستقبالها وتحويلها مرة أخرى إلى طاقة هو 10 % وذلك قبل أن نقوم بالخطوة النهائية وهي تحويل هذه الطاقة إلى مادة وهذه الخطوة الأخيرة - أي تحويل هذه الطاقة إلى مادة في صورتها الأولى - هو ما يعجز عنه حتى الآن إنسان القرن الحادي والعشرين ولذلك فنحن لا ندري كفاءة إتمام هذه الخطوة الأخيرة وإذا فرضنا أنه تحت أفضل الظروف تمكن الإنسان من تحويل 50 % من هذه الطاقة المتبقية إلى مادة فالذي سوف نحصل عليه هو أقل من 5% من المادة التي بدأنا بها ومعنى ذلك أننا إذا بدأنا بعرش الملكة بلقيس وحولناه بطريقة ما إلى طاقة وأرسلنا هذه الطاقة على موجات ميكرونية , ثم استقبلنا هذه الموجات وحولناها إلى طاقة مرة أخرى أو إلى مادة فلن نجد لدينا أكثر من 5% من عرش الملكة بلقيس وأما الباقي فقد تبدد خلال هذه التحويلات العديدة نظرا للكفاءات الرديئة لهذه العمليات , وهذه الــ 5% من المادة الأصلية لن تكفي لبناء جزء صغير من تلك الالة التي اشرنا اليها مسبقاً. فقد نجح آصف بن برخيا في تحويل عرش بلقيس إلى طاقة ثم إرساله مسافة كبيرة ثم إعاد تحويله إلى صورته الأصلية من مادة تماما كما كان في وقت اسماه قبل ان يرتد اليك طرفك . فمستوى معرفة وقدرة آصف بن برخيا منذ نيف وألفي عام لأرفع بكثير من مستوى المعرفة والقدرة الفنية والعلمية التي وصل إليها إنسان الآن . وبعد ان تصور القارئ هذه الفكرة اقول له وبدون أي تردد ان ما قدمناه لهو قاصر في تصور عملية نقل عرش بلقيس من قبل اصف بن برخيا لان الامر اسرع من ذلك بكثير جداً وسنرى معاً هذا الامر بعد قراءة المرحوم النيلي ( رحمه الله ) لهذه العملية .

رؤية المرحوم النيلي لنقل عرش بلقيس:
عبارة الذي عنده علم من الكتاب (آصف) هي:"أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك".
قالوا: الطرْف هو العين وقيل هو الجفن العلوي وقيل هو البصر. واستعملت عندهم لهذه المعاني. والأشكال عندهم هو في لفظ (إليك) فحينما يكون الطرف هو العين أو الجفن ستكون (اليك) زائدة لأن العين وجفنها في رأس المخاطب. لذلك قال آخرون هو الشعاع الخارج من العين والذي يسقط على الشيء فيُرى. وهذا حسب علم البصريات السابق لأن الأمر هو العكس فالعين تستقبل الشعاع المنعكس عن الأشياء وليست هي التي تصدر الشعاع ومع ذلك فالأمر كله ينكشف هنا لأن هذا الشرح والذي اختاره (الطوسي) في التبيان هو مفتاح تفسير العبارة علمياً.
ان الشعاع مستمر بالانعكاس عن الأشياء المجاورة في مجلس سليمان (ع) وعينه تستقبل هذا الشعاع ويرى الأشياء فماذا يقصد آصف بعبارته؟
سنحوّل كلامه إلى معادلة علمية رياضية:
إذا كان الشعاع سيسقط كل مرة في اللحظة (ن) ويعجبك ان ترى الشيء الذي عينك مفتوحة بمواجهته في اللحظة (ن + نَ) فاني اجلب لك عرش الملكة في اللحظة:
(ن + نَ) - ك نَ
حيث ك ثابت يمثل قدرته في النقل. وأول شيء ندركه من العبارة القرآنية ان ك لا يمكن ان يكون اقل من واحد مطلقاً لأنه قال (قبل ان يرتد).
لأنه إذا كان يساوي واحداً فالناتج ن + نَ - نَ = ن، أي انه يأتيه به مع ارتداد الطرف مطابقاً في الزمن تماماً. لكنه قال: (قبل)، وهذا يعني أن ك هو اكثر من واحد.
لذلك سنفترض انه يساوي الواحد، ثم نلاحظ الناتج عند التعويض ومن ثم نقول ان سرعته اكبر من هذا الناتج كما قال هو (قبل) ولا نعلم بكم من الزمان قبل.
تخلصّنا من المشكلة الأولى فلنلاحظ المشكلة الأخرى. ان قوله (يرتد) عام أيضاً فهو لم يحدّد عن أي شيء يرتد وكم بعده عن عين سليمان لنقوم بمقارنة سرعته مع سرعة الارتداد والتي هي سرعة الضوء. كلما كان الشيء أقرب إلى سليمان كلما ازداد الفارق بالسرع وكلما كان أبعد عن سليمان كلما قل هذا الفارق.
سنختار إذن مسافة معقولة فالذي يجلس في مجلس فغالباً ما يقع نظره على من يقابله من الأشخاص والأشياء ومتوسط النظر في مثل هذه الأحوال وبخاصة في الاجتماعات هو ثلاثة أمتار.
ولما كان البعد عن اليمن - وتحديداً سبأ عاصمة الملكة هو بحدود (3000) كم فالمعنى هو ان آصف يأتي بالعرش من اليمن (3000 كم) قبل وصول الشعاع (الضوء) من مسافة
(3 م) إلى عين سليمان.
إذن فهو ينقله بأسرع من الضوء. ويمكننا حساب كم مرة أسرع من الضوء إذا افترضنا كما مرّ انه ينقله هذهِ المسافة بنفس زمن الارتداد لا قبله.
سرعة الضوء = 300.000 كم/ثانية

= = 810 مــَرّة

إذن فهو ينقله بسرعة تفوق سرعة الضوء بمائة مليون مرّه عند التساوي ولكنه قال (قبل) وإذن فهو ينقله أسرع من هذا التقدير بكثير.
أما إذا افترضنا ان الارتداد عن أي شيء بلا تحديد وهو الأصحّ فليكن مثلاً ارتداد الشعاع عن يد سليمان (ع) نفسه إذ أعجبه ان ينظر إلى يده ففي هذه الحالة ترتفع سرعة الجلب ارتفاعاً آخر لعدة إضعاف قد تصل إلى آلفي مليون مرة أسرع من الضوء.

سرعة نقل الجاّن
لنفرض أن قيام سليمان سيستغرق ثانيتين فقط فالجاّن ينقل العرش قبل هذا الزمن:"قبل ان تقوم من مقامك".
والضوء يسير في ثانيتين مسافة هي 6 × 810 كم
ومسافة النقل هي 3000 كم، إذن فهو ينقله اقل من سرعة الضوء بعدد من المرات يمكن حسابه كما يلي:

= 3´10 3

إذن فهو ينقل العرش بسرعة اقل من سرعة الضوء بمأتي ألف مرة أو بسرعة 1500 كم/ثانية.
والفارق بين السرعتين هو حاصل ضرب مئة مليون وخمسين الفاً ويساوي:
15 × 1210 أي خمسة عشر ألف مليار مرّة.
ان هذا الفارق المهول هو بين اسرع ما يمكن من نقل الجان مع اقل ما يمكن من نقل آصف بحسب ما تدل عليه عبارة كلٍ منهما.
من المؤكد ان عفريت الجان قد طأطأ رأسه خجلاً بعد ان رأى عرضَ آصف وقد تحقق.
إذن فطريقة آصف في النقل مختلفة عن طريقة الجان، أنها بسرع غير مادية لا علاقة لها بقوانين الحركة.
اما طريقة الجان فهي طريقة مادية، ولما كانت الكتلة تزداد مع السرعة فان نقل العرش بهذه السرعة العالية 1500 كم/ثانية يجعله عرضة للإصابة أو الاصطدام أو الكسر، وهذا هو السبب الذي جعله يؤكد قائلاً"واني عليه لقويُّ أمين".
اما آصف فلم يحتجْ لمثل تلك العبارة لأن اسلوبه في النقل مختلف، فهو ينقله باسرع من الضوء بمأة مرّة ومثل هذه السرعة لا علاقة لها بقوانين الحركة التي نعرفها.
لقد أكد العلماء حديثاً على وجود سرع في الكون تلائم مساحته الشاسعة فالضوء يحتاج إلى مليون سنة للحركة من نجم إلى نجم آخر داخل المجرّة، لكنهم يعلمون أيضاً ان هذا شيء نظري فقط فليس لدينا ما ندرك به هذه السرع.
أن آصف لم ينتظر من سليمان (ع) إجابة عن العرض الذي قدمه. ان الموقف لا يحتاج إلى انتظار إجابة، فمن هو الأسرع في النقل هو الفائز.. هذا يعني ان الجان هو الآخر لم ينتظر إجابة فقد بدأ فوراً بالنقل وحينما قال العبارة وبدأ العمل لم يكن قد قطع عشر مسافة الذهاب حتى كان آصف قد جلب العرش فعلاً وحينما وصل اليمن بعد ثلثي الثانية لم يجد العرش فقفل راجعاً.
ولذلك فليس هناك زمن إضافي لذكر إجابة أو محاورة فإذا انتهى آصف من ذكر عباراته ولم يأتي بالعرش يكون قد اخلّ بالوعد الذي قطعه فجاء السياق القرآني معبّراً عن ذلك بقوله:
]...أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك فلمّا رآه مستقراً عنده قال هذا من فضل ربيّ[
لأن هذا ما حدث بالفعل فقد تم النقل خلال نفس العبارة ومن المؤكد ان آصف لم يتحرك من موضعه، فلم يره سليمان (ع) هابطاً خلال نزوله على الأرض محدثاً صوتاً بل (مستقراً عنده) وهي العبارة التي تفيد ان النقل ليس مادياً اولاً ولا يستغرق زمناً مذكوراً ثانياً.
ان طريقة الجان مادية وحسب قوانين الحركة فان بلوغ السرعة قريباً من سرعة الضوء يجعل الكتلة بملايين الأطنان فتقوم بتدمير الموضع وتجعل العرش نفسه هباءً منثوراً وهذا هو التحديد الذي يزعج الجان من ان يزيد من السرعة ولذلك اضطر إلى تأكيد عاملين عامل القوة لزيادة الكتلة وعامل الأمان لاحتمال التهشّم:
"وأني عليه لقويّ أمين".
إن غايتنا من هذا الشرح هو التأكيد على إن آصف لم يتلفظ بالاسم الأعظم بأية هيئة، فلم يكن لديه الوقت الكافي لذلك.
ومن هنا نعلم إن تأثير الاسم الأعظم هو بمعرفته المتعلقة بالموجودات وليس بمعرفة ألفاظه.
من هو آصف؟ ان القرآن يشير إلى انه صاحب معرفة لكنها ليست معرفة إنسانية آتية من التجربة، انها معرفة إلهية:
"قال الذي عنده علمٌ من الكتاب".
إن عند آصف علم (من الكتاب)، لا علمَ الكتاب كله، وعليه فبإمكاننا إن ندرك القدرات التي يمتلكها من عنده علم الكتاب كله، اعني كلمات الشجرة المباركة والتي أولها في التكوين وآخرها في الظهور مشكاة النور الإلهي (محمد) رسول الله.. انتهى كلام النيلي ( رحمه الله )


المقالة الرابعة
تنكير أم تشفير عرش بلقيس ؟


{قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ }النمل41
إذن إن عرش ملكة سبأ كان يمثل كل ما تملكه هذه المملكة من تقنيات وبرامج علمية ولا يخفى علينا إن بلقيس كانت تمتلك علوم معينة بشهادة نبي الله سليمان عليه السلام نفسه كما في النص التالي (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }النمل42 . وبشهادة الهدهد ( وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }النمل 23 فأن كان عرشها بهذه الخطورة فيجب إن يشفر وهذه الشفرة هي من يمتلكها ويتحكم بها فنكروا لها عرشها يعني تغيير التعريف لهذا العرش وعندنا اليوم أمثلة كثيرة على هذا الافتراض وكما هو الحال بعروش الظالمين وخذ مثلا أمريكا تكمن قوتها بحقيبة تتحكم بكل المفاعل النووية من صواريخ حاملة للرؤوس النووية وغيرها تصور عزيزي القارئ فالأمر لا يعدون ان يكون غير ذلك فان علوم مملكة سبأ أتخذت اتجاهاً خطراً جداً وراحة تبحث في الفضاء وتريد ان تمارس عملية التفرد والإخفاء والإقصاء للغير لدلالة قول الهدهد لسليمان عليه السلام وكانت التفاتة منه في غاية الروعة {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ }النمل25
ثم وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض، بلا إحساس بالذل أو المهانة، ليس كما يفعل ملوك اليوم لا يتكلم معهم أحد إلا ويجب أن تكون علامات الذل ظاهرة عليه .
فعلى أي شيء كانت تبحث بلقيس في الفضاء الخارجي ولماذا لم تستسلم في بادئ الأمر مع سليمان عليه السلام الا بعد ان دخلت إلى ذلك الصّرح المتعلق بالفضاء كما سيأتيك بيانه إن شاء الله تعالى {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }النمل44
نعود الى موضوعنا فعملية تنكير العرش تعني تغيير الشفرة المتحكمة بالعرش أو الآلة كما افترضنا سابقاً فالتشفير cryptography هو السبيل إلى حماية المعلومات الخاصة بمملكة سبأ، وكما نعرف ان تم استبدال التشفير فهذا يعني إنها لا تعرف الطريقة الجديدة التي تم استخدامها لحماية هذه المعلومات من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ولن تتمكن من محاكاتها أو إلغاء حمايتها، فمن الصعب تحديد المعنى دون الحصول على المفتاح أو المفاتيح الملائمة اللازمة لفك الشفرة ، فقول نبي الله سليمان عليه السلام (نظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ) يعني تتوصل الى تشغيل هذه الالة من جديد ولا يعني الاهتداء إلى الله تعالى وموارد الاهتداء كثيرة ودلالتها واضحة جدا ومنها قوله تعالى {وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }النحل16.
ولما جاءت ومثلت بين يدي سليمان بدأ الاختبار لإمكانياتها { فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ }النمل42 فعندما عرض عليها عرشها وقالت كأنه هو كانت مستغربة لأنها حاولت الدخول اليه ولم تهتدي فقد كان عصياً عليها وذلك بعد التنكير ، وهذه من العلوم التي سبق بها سليمان عليه السلام بلقيس (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ ) ولكن هذا الامر لم يثيرها الى درجة ان تـُسلم مع سليمان عليه السلام بل يتضح من خلال التأمل في النص انها لم ترعى أي اهتمام الى قضية نقل عرشها ونلاحظ النص انتقل من مرحلة العرش الى الصرح ثم اخذ النقاش بعداً اخر فأنتقل من التحكم بالاشياء الارضية الى التحكم بقضايا كانت تخضع لها بالعبودية فالذي اثار ملكة سبأ ما حدث في ذلك الصّرح بعد ان أمرت بان تدخله فما هذا الصرح ؟


المقالة الخامسة

الصّـــرح .... بناء مرتفع أم مرصد فضائي متطور ؟



جاء في بعض كتب اللغة أنّ الصّرح: هو القصر، وكل بناء عالٍ مشرف. ولكننا نسأل لماذا سُمي القصرُ قصرا في القرآن، ولماذا سمي الصّرحُ صرحاً في نفس القران ؟
وقد وردت كلمة الصرح في القرآن الكريم أربع مرّات؛ في سورة النمل عند الحديث عن سليمان، عليه السلام، وملكة سبأ، وفي سورة القصص وغافر.
وإنّ الحل القصدي يدعونا إلى إعادة النظر في فهم لفظة الصّرح التي وردت في سورة النمل كي لا نقع في تضليل الاعتباط : ( قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [النمل : 44]

فقد كانت ملكة سبأ ممن يسجد للشمس ، كما صرّحت الآيات الكريمة، وهذا يشير إلى اهتمام ملكة سبأ بالعلوم الفلكية ولكن أرجو ان يلاحظ القارئ هذه الايات الثلاث ففيها دلالة جميلة على مناقشة سليمان عليه السلام لملكة سبأ وما يتعلق بمعتقداتها فهذا النص يحتاج ان نقف عليه لنتبين ما الذي جرى آنذاك .
فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ{42} وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ{43} قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{44}
لقد وجدنا ملكة سبأ تصرّ على دينها القديم ، حتى عندما تجلّت أمامها معجزة إحضار العرش وتنكيره فهي حسبت هذا الامر طبيعي ولم تعبأ به فجاء النص موضحاً صدودها وعدم اسلامها ( وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ{43} ، فكان لا بد من مناقشتها في عقيدتها من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ، وتعريفها بحقيقة الشمس والأفلاك التي تعبدها.
من هنا نفهم ان الصرح مرتبط بالفضاء وأن دخولها للصرح هو دخولٌ للمرصد الزجاجي الضخم، وذلك من أجل تعريفها بواقع الفضاء والاجرام السماوية، ومناقشتها في عقيدتها فلا يعقل ان نبي الله سليمان عليه السلام لم يناقشها فهي مُهيّأة لمثل هذا العلم: " قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ... وهنا أدخلت وهي مأمورة بعد عملية التنكير للعرش وهذا يوضح لنا كم كان النقاش محتدم مع ملكة سبأ وكم كانت رافضة للإسلام ... فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِير..". نعم هو شفّاف وخالص من الشوائب، فهو إذن وكما نسميه اليوم مرصد فضائي ولكنه متطور جداً ، ويبدو أنّ عظمة هذا المرصد تتجلّى في انعكاس الأجرام السماويّة في قاعدته الزجاجيّة، وظهر ذلك في ردّة فعل ملكة سبأ، عندما كشفت عن ساقيها. ولا ندري كم استغرق من الوقت وجود ملكة سبأ داخل المرصد، لأنّ هذا التواجد هو الذي جعلها تُعلن إسلامها: " قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ". ويبدو أنّه قد تمّ تعريفها بحقيقة العالم الفضائي وحقيقة الاجرام السماوية، التي كانت تعبد من دون الله. ولا شك أنّ هذه النقلة في المعارف ساعدتها على النقلة العقائدية.
وتسمية المرصد صرحاً صريحة الدلالة إذا عرفنا دلالة الحروف وفق اللغة الموحد .
الصاد : تحويل الحركة المستقرة إلى حركة لها القدرة على التطور والتشكل لمواجهة أي طارئ على الحركة.
الراء : الراء تكرار منظم واستحضار لجميع الحركات
الحاء: تكبير الحركة إلى أقصى حد ممكنٍ
ان دلالة الحروف تشير الى ان هذا الصّرح متطور جدا بحيث يشكل صور الاجرام السماوية ويستحضرها ومن ثم يكبرها الى درجة وجدت ملكة سبأ نفسها في مكان آخر كأنها في عالم اخر فهذا الصرح يكشف، ويُجلّي، ويُظهر، لإنّه مصنوع بشكل يفوق قدراتنا بحيث يتجاوز معوقات التلسكوبات من حجب الغازات والغبار ، فنحن نعرف ان العلم في يومنا هذا لا يتصور هكذا رقي علمي مع احدث ما توصلوا اليه من تقنية علمية فاليوم وكالة الفضاء ناسا في احدث مشروع لها اطلقت مرصد فضائي تبلغ كلفته بليوني دولار ويستطيع أن يدرس التاريخ المبكر للكون ، ويأتي هذا الجهد ليسلك الطريق الذي سبق أن سلكته ثلاثة مراصد أخرى شهيرة هي مراصد "هبل"، و"تشاندرا" و"كومبتون".
وسيقوم المرصد المعروف باسم، "منشأة التلسكوب الفضائية العاملة بواسطة الأشعة ما تحت الحمراء"، بالتقاط طاقة الأشعة ما تحت الحمراء (الحرارة) التي تصدرها النجوم، والمجرات والكواكب.
فهذه المحاولة غايتها ان تساعد علماء الفلك في أن يدرسوا أشياء باردة وبعيدة مخفية وراء حجب من الغازات والغبار والتي لا يمكن التقاطها بواسطة التلكسوبات التي تلتقط الضوء المرئي ، ولكن يجدر الإشارة إلى الفرق بين نتاج وكالة الفضاء ناسا ونتاج نبي الله سليمان عليه الإسلام ولا نعلم الحقائق التي كشفها الى ملكة سبأ في تلك المناظرة داخل الصرح هل كشف لها عن الأشياء التي تبحث عنها !؟










موارد أخرى للفظة الصّرح


ان لفظة الصرح جاءت في سورة القصص على لسان فرعون وهنا تسجل هذه اللفظة الاسبقية في استخدامها كزمن يسبق زمن نبي الله سليمان عليه السلام : " فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ ". وقد تكرر هذا الطلب في سورة غافر:" وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَاب، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِباً..." فهل هنالك فرق بين الطلبين ؟
وهل بلغت السذاجة بفرعون أن يطلب بناءاً عالياً يرقاه لينظر ويتحقق من وجود إله موسى عليه السلام ؟! وهل يَتصوّر فرعون أنّ المستمعين لهُ من الملأ وهم القيادات العليا لدولته بهذه السذاجة أيضاً ؟! فاننا نعرف ان في زمن فرعون من له علوم واكتشافات مهمة مثل قارون الذي وصفه النص {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }القصص76
بمعنى ان هنالك عقلية علمية تتزامن مع فرعون تأبى الاعتباط ! وهذه دلالة على ان هنالك سبق علمي وتراكم معرفي في مجالات شتى ! وعلى القارئ ان يلتفت الى نكتة مهمة وهي ان النص لم يبين نوعية الكنز الذي يملكة قارون بل اكتفى النص بالاشارة الى كثرة هذا الكنز فوصفة بالكنوز اما في مواضع اخر في القران تجده يحدد نوعية الكنز {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34
فالمنهج يعتقد ان هذه الكنوز نتيجة علوم قد اوتيت الى قارون وهناك نصوص كثيرة تؤكد هذا الشيء
{قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ }القصص78
{فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر49
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }الجاثية23

اذن وعلى ما تقدم نقول ما الذي يمنع أن يكون ما يطلبه فرعون أكثر جدّيّة مما يتبادر إلى ذهنية الاعتباط !؟
والسؤال المهم لماذا طلب فرعون من هامان في الموقف الاول ان يوقد له على الطين ويجعل له صرحا اما في الموقف الثاني طلب منه ان يبني له صّرحاً بمعزلٍ عن الطين بل مرتبط باسباب السموات ؟
أ : بيان الموقف الأول :
فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ
اننا نجد ان عقلية فرعون الخبيثة اوسع من ان تكون بهذه السذاجة وطلبه الذي طلبه من هامان ينمّ عن خبث وتلاعب فهو يحتاج الى حلّ سريع يلهي من خلاله الناس عن موسى عليه السلام ومن جهة أخرى يتفرغ الى العمل المرتبط باسباب السموات كما سياتيك في الموقف الثاني من طلبه لهامان.
نجد في طلب فرعون الاول تغاير وأختلاف عن الطلب الثاني في الطلب الاول نلاحظ لفظة ( أوقد لي ) وهي تختلف حتماً عن لفظة ( ابنِ لي ) في الطلب الثاني .
فلفظة أوقد نلاحظها في بعض موارد القران مرتبطة بالنار وهذا يعني تأجيج فتنـة وهنا يكشف لنا النص عن طبيعة فرعون الطاغوت! انه يعيش على الصراع -فالفتنة ليست وسيلة لديه للاستحواذ على الحكم. بل الحكم هو وسيلة للاستحواذ على النفوس عن طريق إضعافها وتدمير بعضها ببعض، فهو يرغب بالحكم ليحقق بالفتنة والحرب السيطرة وحسب فالموقف الاول لفرعون مرتبط بالهاء الناس عن موسى عليه السلام بتسخير كل طاقاتهم واستعبادها ببناء شيء وهمي كي يتفرغ لبناء شيء ثاني كما سنبينه في الموقف الثني ، ثم ان عبارته ( على الطين ) مختلفة عن التعبيرات القرآنية الأخرى التي وردت كلها بـ ( من الطين ) : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ..... َلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ..... وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ ..... الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ..... َاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ..... إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ ..... قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ..... لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ .....
فقول فرعون : َأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً )
كان مرتبطة باستغلال وأنهاك أتباع موسى عليه السلام انظر اخي القاريء لفظة اوقد وكيفية وردها في النص القرآني على بصيغها المختلفة :
• مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ [البقرة : 17]
• وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ [المائدة : 64]
• أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ [الرعد : 17]
• اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [النور : 35]
• وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ [القصص : 38]
• الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَاراً فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ [يس : 80]
• نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ [الهُمَزَة : 6]
• (وقودها الناس والحجارة) [البقرة/24]
• (أولئك هم وقود النار) [آل عمران/10]
• (النار ذات الوقود) [البروج/5]


ب : الموقف الثاني :
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَاب، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِباً
من يدرس تاريخ الفراعنة يجد أنّ لهم السبق في تحديد السنة الشمسية بمقدار 365 يوما، وتقسيم السنة إلى 12 شهراً، والشهر30 يوما، واليوم 24 ساعة. بل إنّ بناء الأهرامات له علاقة بأبعاد فلكية، وقد بلغت الدّقة الهندسية لديهم بحيث أنّ الشمس تدخل الغرفةً الملكيّة مرّة في العام، وذلك في اليوم المحدد والساعة المحددة. من هنا ندرك أنّ الطلب الثاني لفرعون كان مرتبط ببناء مرصد يساعده في فهم حقائق البناء السّماوي . ويبدو أنّ فرعون اراد يستغل كل ما كان موجود عند الكهنة من اسرار فعلى ضوء ذلك نفهم طلبه : " وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَاب، أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى. فالأقرب إلى التّصور الجادّ أنّه يريد صناعة مرصد، فهو لا يحتاج إلى بناء عال ليرتقيه، فلديه الأهرامات التي بُنِيت قبل عصره. ومعلوم تاريخيّاً أنّ الفراعنة قد عرفوا المراصد، وراقبوا السماء، وبلغوا في ذلك مبلغاً.
وعلى وجه الخصوص عندما نعلم أنّ الأمم القديمة قبل الميلاد كان لها سبق في علم الفلك. وقد كانوا يعتقدون أنّ للأفلاك تأثيراً وتَحكُّماً، حتى في مصائر الناس. وبالتالي فإنّ العلل والأسباب الحقيقيّة عندهم هي في عالم الفلك. وفرعون هنا يريد أن يبلغ عالم الأسباب هذا ليطلّ منه بزعمه على حقائق الكون، ومنها حقيقة أنّ موسى عليه السلام، هو رسول من الله عز وجل. وهو بذلك يستخدم علم الفضاء لينفي أن يكون موسى عليه السلام، مرسلاً من ربه. وقد لمّح فرعون إلى ذلك بقوله: " وإني لأظنّه كاذبا". وعدم جزم فرعون هنا من أجل أن يظهر نفسه بمظهر الإنسان الموضوعي، الذي يبحث عن الدليل والبرهان ، وان ثبتت الفرضية العلمية التي تقول ان بناء الاهرامات وما توصل اليه الفراعنة من علوم هو بمساعدة مخلوقات فضائية نجد ان فرعون يبحث عن قوى خارجية تعينه على القوى التي اتى بها نبي الله موسى عليه السلام والتغلب على الايات التسع فالمنهج القصدي يرصد دهشة فرعون من امر السماء وتلاحظ خطابه عندما يتكلم كأن السماء وعدته بشي ثم استبدلت هذا الوعد بغيرة انظر اخي القارئ وتأمل دهشة فرعون {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي !!! فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38
انه وصف موسى بالكذب لانه يعتقد ان هذا الامر مخصوص فيه ! ولا يعدو ان يخرج من سلالة الفراعنة فأن الفراعنة كان عندهم اسرار كثيرة مرتبطة بالفضاء ، تأمل أخي القارئ ورقة البردي الموجودة في متحف الفاتيكان القسم المصري وما كتب عليها ( في الشهر الثالث من السنة الثانية والعشرين رأى الكاتب دائرة من النار في السماء .. ليس لها صوت . ولها طول وعرض الزورق الكبير .. وخاف ومعه آخرون .. وذهب الى فرعون . وأجتمع فرعون وكثير من الجنود ، ورأوا كرة النار .. وخافوا .. وفي اليوم التالي تكاثرت كرات النار في السماء .. ولم يفهم احد أي شيء ... وأتجه رجال الدين الى المعابد .. وطلب فرعون الى الكتبه ان يسجلوا ذلك )
كما أود ان اذكر شيء آخر قد قراءته في كتاب اسمه ( تفسير جديد لكتاب قديم ) اما الكتاب القديم فهو ( التاريخ ) الذي ألفه المؤرخ الإغريقي القديم هيرودوت ، فعندما جاء الى مصر اطلعه الكهنة على أسرار الحياة والموت والكون ، لقد ادخلوه المعابد وجعلوه يرى كرات من النار تطير امام عينيه دون ان تكون لها حرارة ، تروح وتجيء عندما يشير اليها الكهنة ، كما رأى اعواداً من الحديد ترتفع فوق سطح الارض وتظل معلقة في الفضاء .. )

فدعوت فرعون بالالوهية مرتبطة بما لديه من علوم كانت مخفية عن العامة ودعوة موسى عليه السلام أفشلت مخطط الالوهية لدى فرعون ، والبعض يزعم ان فرعون كان يملك اسم الله الاعظم وهذا من التفاهة بمكان بان لا نقف عليه ولا نناقشه بل يكفي منا القول انه كان يمتلك بعض العلوم التي كان يستخدمها لغرضه الخاص . كما استخدم قارون علومه لغرضه الخاص

يتبع انشاء الله تعالى

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي

المقالة السادسة

المنتجات العلمية لنبي الله سليمان عليه السلام
{ يعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13
ان هذه الاية المباركة تثبت ان ما عمله الجنود هو وفق مشيئة سليمان عليه السلام وكانت مشيئتة هي ان يعملوا له ( محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات ) ان هذه المصنوعات التي اشار اليها الحديث الشريف بـ ( الصنائع العجيبة ) نرى انها ادوات وآلات علمية تفيد الاتصال والتنقل والسفر عبر الزمن الكوني والارضي واقصد بالارضي هو الرجوع والتقدم بالزمن كما سيأتيك في محله انشاء الله تعالى .
إن النص القرآني أشار إلى هذه العملية حيث قال (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ ) وهذا التسخير يجب أن يكون بسبب ومعرفة علمية تتدرج حتى تأخذ من أفراد معينين ومعروفين لدى الأنبياء والمرسلين كمرجعيات علمية نافذة في الكون كله وكما أسميناهم من قبل بالقوة الفاعلة في الوجود وهم ضمائر الجمع نفسهم المتكلمون في القران وهم الذين سخروا له وآتوه وابوه من قبله هذا الملك ، وكما ورد في المأثور ( عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) أَنَّهُ قَالَ أَبَى اللَّهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلَّا بِأَسْبَابٍ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ سَبَباً وَ جَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً وَ جَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً وَ جَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَ جَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) وَ نَحْنُ . اذن من الملاحظ حسب السياق اللفظي للآية ان هذا الجيش متطور صناعياً واول ما صنع هو الآلة وهذه الآلة متطورة جداً بحيث مكنته من الأتصل بتلك العوالم الاخرى فهي الة متطورة جداً، لا كما هو مركوز في اذهاننا من انه بساط سحري !! وما شابه ذلك من سفافيف وحكايات عجائزنا التي نتلقاها منهن في الليالي الباردة عندما نلتف حولهن وهن يقصصن علينا ما فاتنا من الزمن الغابر !! ان الامر غير ذلك وقبل ان ندخل في الالآت التي تم تصنيعها يتوجب علينا اولاً ان نكتشف المادة التي تم تصنيع هذه الاشياء منها ويجب ان يكون لهذه المادة دلالة واضحة على انها ذات صلة بالفضاء وغيرها من العلوم المتطورة ، فما هي هذه المادة وهل اشار اليها النص ؟ .



عيـن القطـر :
( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ )
ان العين : هي الشي المكور بذاته والواضح وضوحاً كافياً ، ولذ سميت كرة الأبصار عينا وكرة الماء المتدفق ذاتياً من الأرض عينا.
ويمكن القول باختصار أكثر أن العين قوة تطوريّه متنامية ومرنه وفعاله بما يكفي للاعتقاد أنّها تحقق ما تريد فعله ولو بعد حين لاتصالها بالنون وهو القوه الجبارة التي تتحكم بالإنشاء والتغيير من خلال سيطرة الأخير على الزمان.
اما القطر فهو طبقة من النحاس عالي الجودة . ذو درجات نقاوة عالية ، ويتطلب الأمر لإستخراجه وإستنباطه في عمليات تعرف بإسم الترسيب الكهربائي، فهي تقنيات لا يملكها سوي القادرون ، ولم نكن ندري عنها شئ حتى فترة من الزمن قريبة لا تتعدي ثلاثة أرباع قرن من القرون ، إلا أن هذا الفرن الكهربائي مكن الإنسان من تصنيع سبائك النحاس النقية والتي تصل درجة نقاوتها الي 99% ، ويتبقي الباقي وهو 1% ، والذي إذا ماكان من الحديد فإن السبيكة تتآكل وتنهار، وإذا كان من المنجنيز فإن السبيكة تصبح من الصلادة بحيث يصعب تشكيلها سوي بإستخدام طريقة الصب .
كما أن هذه الآية ( وَأَسَلْنَـا لَهُ عَيْنَ الْقِطْـرِ ) تشير إلى إن المجموعة المتكلمة في القران قد منحت نبي الله سليمان عليه السلام من العلم ما جعلته يصل ويكتشف تقنيا ( عين القطر )، وهي لفظة تدل على توصّل نبي الله سليمان عليه السلام إلى أساس معدن النحاس المسال النقي ، كما إن هذه المجموعة أعطته من قبل وسخرت له من سبل العلم وإمتلاك التقنيات ما جعل الجن والإنس والطير طائعة له ، فلقد منحته السيطرة والهيمنة على الجن والإنس والشياطين وسخرت له الريح (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) وقد اشرنا اليها في معرض بحثنا وقلنا انها التحكم بالنظام الطبيعي من قبل نبي الله سليمان عليه السلام ، فهذه الآية الكريمة تعطي دلالات وتشير إلى التقنيات التي توصل إليها نبي الله سليمان عليه السلام آنذاك، وهي تقنيات لا نعلم ولا ندري عنها شيء ولا نعرف منها سوى القشور العلمية !
والسؤال الذي يلح علينا الآن هو ما هي حاجة نبي الله سليمان عليه السلام إلى تصنيع النحاس نقياً، وهذا الإستخدام نجده فقط في المجالات الفضائية كالأقمار الصناعية ونجده أيضا في معدات الإتصال اللاسلكية وهي كلها معدات حديثة؟
فهل استخدمها نبي الله سليمان عليه السلام في الاتصالات ؟ لنتعرف على الأشياء التي تم تصنيعها لنبي الله سليمان عليه السلام وهي كما مثبت في الآية الكريمة {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ13 .
لنرى أن ما بدأنا به بحثنا, من أن هذه الأربعة, "المحاريب والتماثيل والجفان والقدور", هي في معرض وصف استمكان سليمان عليه السلام وسلطانه القوي, لتمكين دين الله في مملكته فهذه الأربعة تربط أطراف مملكته ربط علمي وتقني بحيث تمكنه من الاتصال والتواصل مع أرجاء مملكته فأن قال قائل هو متمكن من غير هذه الأدوات والآلات العلمية نقول فغيره ممن هم في أرجاء مملكته يحتاجون هكذا آلة للاتصال ونذكر القارئ إن أولياء الله تعالى يكلمون الناس على قدر عقولهم وسليمان عليه السلام يتكلم مع عقول متطورة أو كما نسميهم اليوم مخلوقات فضائية متطورة تحتاج إلى هذه الآلة للتواصل معه وفق عقولها ، وسنبدأ من نهاية الآية ونأخذ المادة العلمية الرابعة حسب تسلسلها في النص وهي (وَقُدورٍ رَاسياتٍ )



قدور الراسيات
( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) : قال المفسِّرون (ثابتات لعظمتها) بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وقالوا وجفان كالجواب, أي صحون كبيرة للأكل, وقدور ضخمة لطبخ الطعام !!.
وهذا ما ذهب اليه صاحب الميزان فقال ( ان قدور جمع قدر وهو ما يطبخ فيه الطعام ) ان المعنى الصحيح لقوله تعالى ( وَقُدورٍ رَاسياتٍ ) هو أنَّها تتحرّك بحركةٍ لطيفةٍ منتظمةٍ بإمكانياتٍ علميةٍ أوتِيَت لنبي الله سليمان (عليه السلام) ، فدلالة فعل (أرسى) هو حرّكَ الشيء حركةً منتظمةً. فمرسى القدور ليس هو الموضع الذي تثبت فيه ، بل هو الموضع الذي تتمّ فيه السيطرة على حركتها وتنظيمها ودورانها ، كما في رواسي الأرض فانها لا تثبِّت الأرض، بل العكس تحرِّكها حركةً منتظمةً لتكوين الليل والنهار والمعايش والأنهار وما الى ذلك .
فما معنا القدور ؟
لنرى قول المرحوم النيلي في لفظة قدور حسب ما جاء في اللغة الموحدة :
السـائل : لكنّ ورد في التنزيل : ( قُدور راسيات ) بالضم وهو جمع ( قِدر ) بالكسر .
المؤلـّف : قُدور بالضم هو جمعٌ لـ ( قَدْر ) بالفتح والقِدر جمعه قِدور .
اذن لفظة ( قُدور ) هي جمع لـ ( قَدْر) بالفتح وهذا التفسير يقلب التفسير الاعتباطي رأساً على عقب وينسف كل ما ذهبوا اليه !
لترى اذن ما بينه المرحوم النيلي لمعنى ( قَدْر ) :
فالقدْر والقدَرَ مثلهما مثل الحُكمْ والحَكومَة - لا تعني الهيئة أو الشخوص - بل الأمر والقانون. فالقدْر هو الحكم، فهو على العموم كل الحكم وعلى الخصوص حكمٌ واحد مخصوص.
فكما يقال عن أي شيء (هذا حكم الملك) فهذا عموم. ويقال (هذه الليلة يصدر الحكم) فهو حكمٌ خاص بشيء خاص.
فقوله (ليلة القدرَ) أي ليلة نفاذ أمر واحد مخصوص. لأن العموم لا يرتبط بالزمن، ولما كان القدرْ هنا ارتبط بليلة دل ذلك على انه أمر واحد مخصوص.
ولتنظر أخي القارئ إلى معاني ( القَدْر والقَدَر ) في كتاب أصل الخلق:
اشتقاق الاثنين من أصل لغوي واحد وهما مرتبطان بالتقدير من جهة كونه (التخطيط) أو الخطة الموضوعة، وهذا المعنى مستخدم عند القدماء. عن علي (ع) في صاحب الناقه الذي يخبر بمقتل ملك في آخر الزمان (راكب الذعلبه خطط بدنها بوضينها) - أي التحم في أصل التكوين وهو التخطيط في المصطلح الحديث (التصميم) Design.
ومن جهة أخرى فهما مرتبطان بالقدره أي القوة الفاعلة...
اذن أن هذه اللفظة مرتبطة بالقدره أي القوة الفاعلة ، و تعني وضع الأشياء في خطة وناموس وتصميم معين لأمد معين لا تخطيطاً بالفكر وحده بل مع القدرة على الايجاد بهذا التقدير بل وشحنه بالقوة الكافية لابقاءه موجوداً على هذه الخطة لهذا الامد ، وبالتالي فأن هذا التصميم موضوع لغاية هي أخضاع الحكومة او المملكة لحكم سليمان عليه السلام بما ان اتصالة بعوالم اخرى فاقتضى ان تكون قدور متعددة وهنا ايضا نفهم معنى رواسي وارتباطها بالقدور اذ ان هذه القدور
ضمن مدار متحرك ومنظم بمعنى انها تعمل عمل ( محطات مدارية ) حاكمة على العوالم المتعددة وعلى هذا فالقدور تتحرك ضمن مدار ثابت والغاية منها هي الاحاطة بكوكبنا والكواكب الاخرى التي يتواصل معها نبي الله سليمان عليه السلام حضارياً ولكي يصل حكمه اليها فيوضع ، وبالتالي فهي ليست بمحطة واحدة بل محطات موزعة على الكواكب لدلالة قوله تعالى ( وقدور راسيات ) وذلك لارسال وتلقي المعلومات بل والاجسام المادية وهذا ماسنبينه للقارئ في معنى المادة العلمية الثالثة حسب النص وهي (وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ) ، ولكن اين هذا من قول الاعتباط في بيان معنى قدور راسيات فالقدور الراسيات" عندهم: قدور ضخمة للطبخ كان يصعد إليها بالسلالم !!!
ارجو من القارئ ان لا يحكم وان ينتظر ويتريث قليلاً حتى تكتمل عنده الصورة بتمامها بعد ان نبين المفردات او المواد العلمية الاخرى لمؤسسة نبي الله سليمان عليه السلام ولكي يتصور هذا الامر نلفت انتباهه الى قضية مهمة وهي ان التواصل بين الحضارات السماوية يحتاج الى عناية علمية كما هو الحال في التواصل بين الحضارات الارضية فهناك اجهزت الاتصالات الصوتية والمرئية ولذلك نسأل قارئنا الكريم افلا نحتاج الى وساءل علمية في التنقل والتواصل بين الاجناس والمخلوقات الفضائية كيف سخرت هذه المخلوقات الفضائية الى نبي الله سليمان عليه السلام بدون وسائط علمية تنقلها وتنقل حضارتها الى الارض؟ لنرى المادة العلمية الثالثة حسب سياق الاية الكريمة ولنتعرف عليها ....



(وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ)


لقد قال المفسرون في معنى جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل, أي صحون كالأحواض الكبيرة!.
ولكن لماذا هذا التشبيه بالذات, أللسعة والاتساع فقط , أم لشي آخر غيره؟.
يقول المرحوم النيلي في كتاب اللغة الموحدة :
نظراً لقدرة الكّاف على فرز المتآلفات مع بعضها على شكل مجموعات فقد أستُخدِم كأداةٍ تفيد التشبيه .
ويمكننا التعويض عن كاف التشبيه بحركة الكّاف المعرّفة بالجملة السابقة من غير إضافات مؤثرةٍ سوى الظرف الزماني ( عند ) والمكاني ( يوضعُ مع ) على النحو التالي :
لنفرض جملةً استعمل فيها كاف التشبيه مثل : ( إنّ السفرجل كالتفاح )
ولنعوض عن الكّاف بالتعريف :
[ إنّ السفرجل ( عند ) تكتله مع من يشبهه ( يوضع مع ) التفاح ]
إذن فالكاف لا يعوض عن العبارة وحدها ، بل وعن الظرفين المكتنفين للعبارة أيضاً ، فهو حركةٌ تامةٌ تستبطن ظرفي الزمان والمكان .
وسلوك الكّاف لا يتغيّر فهو يعمل نفس العمل أينما جاء . ولكن الحروف جميعاً تبني حركتها ـ كما علمت من قبل ـ على الحركة السابقة .
نقول: فما الفائدة من تشبيه الجفان بالجواب ؟
أن المتحصل من الجفان وعلاقتها بالجواب على ضوء ما قدمه المرحوم النيلي من مثل هو عملية تشبيه بما مفترض عندنا اليوم بـ السفر عبر الزمن ـ فهذه المادة العلمية الوحيدة من مجموع المواد الاربعة تم تشبيهها لنا في النص وذلك لمعرفته بقصورنا عن ادراك هذه العملية وها نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين لا ندركها بل نتصورها وفق معطيات علمية وسنبين للقارئ فكرتنا عنها كما ونلفت أيضا إلى ما في جذر "جَفَنَ" وعلاقته بالغطاء الذي يحوي العين من فوقها ومن أسفلها, وما قد تفيده هذه العلاقة من وظيفة العين من اللحظ والاحتواء للصّور ، فالجفن بمثابة security عملية امنية في منع بعض الاشكال من التخلل عندما لا نرغب في النظر اليها او حجب الضوء المنعكس الى العين ، وفي ما نلمح اليه يحجب الاشياء الغير مرغوب فيها من الولوج في عملية السفر من باقي الكواكب الاخرى !. فارجو ان تلاحظ اخي القارئ دلالة الجفن وتتصورشكله وتقعيره, ومن الجابية جمعها ولمّها للاشياء حتى يظهر لك المعنى المتحصل من جفان كالجواب ولكي تتصور آلة علمية كبير بهذا الحجم وما باستطاعتها من التقاطه ونقلة من والى أي مكان وباي حجم كان كما باستطاعتها ايضا ان تصنع نسخ لما موجود في باقي الكواكب الأخرى ، واني لأعلم ان هنالك من يترصد منهجنا ويريد ان يتصيد ويلوي كلامنا الى غير ما نريد ان نوجهه ! وقبل ان ادخل في شرح هذا الموضوع اقول له: انظر الى آلية نقل العرش فاذا تقبلتها فأنت ملزم بان تتقبل هذا الكلام !
وسنوضح هذه العملية بشرح علمي كما ارجو ان لا ينسى القارئ الكريم ما افترضناه بخصوص القدور الراسيات لان الجفان لا تعمل بمعزل عن القدور فهي مرتبطة بها وهي البوابات التي يتوقف فيها الزمن ، وهي البؤر التي تدخل منها المخلوقات الفضائية أو ما تنقله لنا هذه المخلوقات ، فتعمل هذه البؤر كبوابات كبيرة وعظيمة تنقل الأشياء من وإلى عوالم بعيدة وأزمنة مختلفة !! فهي ليست حفر عميقة مثلما ذهب اليه المفسرون بل هي بؤرتلم وتلتقط !
نعم فنحن لا نعتقد بالتفسير الذي يأخذ بذهنية القارئ الى ان جفان كالجواب": قصاع عظيمة للأكل, أي صحون كالأحواض الكبيرة!.!! ان هذا التفسير لو اننا بعثنا هذا التفسير الى من نريد اطلاعه على اسرار القران العلمية ونقول له هذا ما عمله نبي الله سليمان عليه السلام بعد ان سخرت له كل القوانين والمخلوقات فماذا ترى عزيزي القارئ الا يستهزئ بقولنا هذا ، واي اسرار هذه التي تركها لنا الاعتباط قصاع عظيمة للأكل !!! وعندما تقول لهم وكيف ذاك ؟ سيقولون الا تلاحظ جيشه وكثرته !! ولكن ما رابطة جيشه بهذا فالنص يقول يعملون له أي لسليمان عليه السلام ولم يقل للجيش حتى يأكلوا ! فأن كان الامر كما اخرجه القوم فسيكون بهذه الصورة ( قصاع عظيمة للأكل معدة لسليمان عليه السلام ) ولا ندري يأكل منها ام يتأمل فيها !! أكرم اخي القارئ بهذا التفسير وانعم ، واني والله لاستغرب من هذه المؤسسة الاعتباطية فهي من باب في لهاث دائم ومستمر خلف المؤسسات العلمية وما تتوصل اليه وتحاول ان تخّرج بعض ما اعياها فهمه بالاتكاء على تفسيراتها العلمية فلماذا تصف سليمان عليه السلام بأنسان بدائي لا يهتم الا بالاكل وغيره !! لماذا لم ينصف هذا النبي المفهّم من قبل المجموعة التي تكلمنا عنها سابقاً (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ) !!؟

النقل عن بعد



الترجمة الحرفية لعبارة (Teleportation) تعني (النقل عن بُعد). والمقصود هنا أن يتم نقل الجسم البشري أو المواد الأخرى بدون الاعتماد على وسيلة مواصلات متحركة. الفكرة التي ما فتئ الكتاب يستخدمونها هي في تفكيك ذرات الجسم في نقطة ما ومن ثم إعادة تركيبها على النحو الأصلي في نقطة أخرى! وهي كما قدمناه في عملية نقل العرش الفرق بينها ان الاول جلب العرش من نفس الرقعة الجغرافية واقصد بها الارض ، اما الثاني فيكون الاستحضار والجلب من رقع مختلفة أي من كواكب وعوالم متعددة !
ولاشك بأن المعضلة الأولى التي سيواجهها المعنيون بهذه الأبحاث في عصرنا هذا هي في حجم الذاكرة اللازم لتخزين موقع وحالة كل ذرة وكل (كوارك) في الجسم البشري لتتم إعادة تجميعها لاحقاً وفي كيفية تخزين هذه البيانات والذرات ونقلها عبر الفضاء .

ولكن : هل سيضمن التفكيك وإعادة التركيب استمرارية الحياة في الجسد ؟ ماذا سيحل ( بالروح ) أثناء الفناء الوقتي للجسد ؟ وبين الكينونتين هل يعد الإخفاء.. ولو لبرهة بمثابة القتل وسلب الحياة ؟ ومن يضمن أن تبقى الذاكرات والخبرات والأفكار حتى لو نجح تركيب الخلايا الأيدي والأرجل والأحشاء ؟
فيزياء الكمّ تتدخل هنا مرة أخرى لترسم إطاراً نظرياً للفكرة. فصنع (نسخة) أخرى للجسم يقتضي إعادة صياغة حالته الكمية والتي لا يمكن توقعها أساساً وفقاً لروح الفكرة الكمية. ولأن الفيزياء الكمية ترفض مبدأ التفكيك التدميري كما تقدم مع (آلة الزمن) أعلاه فإن كل عملية انتقال آني تُعلل هنا على أساس أنها مجرد تخليق لنسخ أخرى من الحالة الأصلية!
واحدة من أكثر تقنيات الانتقال الآنية (التخيلية) شيوعاً تعتمد على العبور من خلال الثقوب السوداء أو عبر الفضاء المختصر المعروف أيضاً باسم ثقب الدودة (Worm Hole). وهذه المصطلحات تعبر كلها عن حالات خلل في الفضاء تنهار فيها قوانين الفيزياء والوقت. مما يعني إمكانية إيجاد طريق مختصرة عبر الفضاء أو حتى عبر الوقت من خلال المرور داخل إحدى هذه النقاط السحرية. وغني عن الذكر أن الثقوب السوداء تملأ الكون من حولنا ويتم رصد المزيد منها من حين لآخر.
هناك تطبيقات أخرى للنقل الآني الكمي بالذات تتجاوز نقل الأجسام الحية عبر الفضاء لتغطي كامل طيف المادة والمعلومة. بالنسبة للفيزيائيين في الكون بأسره ليس سوى آلة حاسبة أو كومبيوتراً. لأن لكل ذرة في الكون حالة معينة قابلة للتغيير وذاكرة لهذه الحالة. وبالتالي فإن القدرة على التعامل مع ذرات الكون من منظور كمي تعني استغلاله بالكامل كأكبر حاسوب موجود على الإطلاق. التطبيقات المقترحة تشمل الطب التخيلي الذي يتم فيه تغيير الحالة الآنية لصالح أخرى أفضل وحتى السفر نحو المستقبل عبر تخليق نسخ أخرى والاحتفاظ بها ثم إظهارها عبر فترات زمنية أطول.
في صيف 2002 نجح فريق من العلماء في نقل شعاع ليزر على نحو كمي آني. بمعنى أن الفريق نجح وفقاً لنظريات (التشابك الكَمّي – Quantum Entanglement) المذكورة أعلاه في (نسخ) فوتونات أو جزيئات الشعاع الضوئية ومن ثم قام بتقليدها على هيئة جزئيات أخرى وإعادة تكوينها عبر موضع آخر من الفضاء أي تم تمثيلها . وهو ما عُد فتحاً علمياً وإثباتاً مباشراً لبعض أفكار (آينشتاين). وبالرغم من أن نجاح هذه التجربة مرتبط بشكل مباشر بعلميّ (المعلوماتية الكمية) و (الحوسبة الكمية).. إلا أنها تمثل كذلك أملاً أمام الحالمين بيوم تكون فيه أجهزة للانتقال اللحظي بين بقاع الأرض هذه أو الكوكب الأخرى .
ان افتراضنا هذا وبهذا الشكل لسبب وجيه وهو ان سليمان عليه السلام لو كان عنده كما يسمونه اليوم سفن فضائية لتم كشفها وفق التنقيب الاثاري ولوجدت هذه السفن الفضائية مندثرة في مكان ما على وجه الارض اما قضية البؤر التي اشرنا اليها وتم تبيانها علمياً كبوابات نجمية فيمكن تدميرها كي لا تقع بايدي الاخرين وهذا ما سنثبته في المقالة الاخير التي تتعلق بمنسأة سليمان عليه السلام وسوف تضحك كثيراً اخي القارئ الكريم عندما تجد الاعتباط يصفها بالعصا ويتناسى ان النص صريح ولا يبدل شي بشيء اخر فقد وصفها مع موسى عليه السلام فلماذا يغمض الطرف عنها مع سليمان وستبكي اخي القارئ على ما فاتك من كشف اسرار هذه المنسأة والتي تم تدميرها من قبل الدابة والتي يعتبرونها دودة الارضه التي اكلت العصا ولا اعجب من قولهم هذا فهم لا يعرفون دلالة الاكل في القران وكل ما يفسرونه مرتبط ببطونهم الشرهة !! لا حول الهب حسبنا الله !!

التماثيل

:
لا بد من تعاقب لفظة "مثل" ومفرداتها ودلالاتها في القران وكما بدأنا بحثنا في نقل ما تقوله كتب والتفسير القوم فيما يخص "التماثيل" من أنها تماثيل الحيوان أو الملائكة أو الصالحين, ثم قالوا: لعل هذا كان جائزا في شرعه!.. ونحن كما قلنا سابقاً ان ما ذهب اليه الاعتباط بعيد عن منهجنا ولا نريد ان نخوض فيه بل نذكره كي يرى القارئ الكريم مدى المؤامرة على عقلة من قبل هؤلاء القوم وسنبدا بحديث عن الصادق عليه السلام ورد في بحار الانوار
عن أبان ، عن أبي العباس ، عن أبي عبدالله عليه السلام في
قوله : " يعملون له مايشاء من محاريب وتماثيل " فقال : والله ما هي تماثيل ( الرجال ) و ( النساء ) ! ولكن الشجر وشبهه .

ماذا يقصد الامام عليه السلام بقوله : الشجر وشبهه ؟
لنرى ماذا يقول المرحوم النيلي في تبيان دلالة لفظة الشجرة في اللغة الموحدة :
فهذا اللفظ مستعملٌ حالياً في منطقةٍ عربيةٍ بأربعة اتجاهات : الأول ( مادي حسي ) ويقصد به الشجرة المعهودة وهو أقوى الاتجاهات وأثبتها . والثاني ( عقلي سببي ) ويقصد به ( الذرية والأنساب ) لأنها تتفرع كتفرعات الشجرة . والاتجاه الثالث ( أدبي فكري ) ويقصد به ( النار ) . والاتجاه الرابع ( حرفي صناعي ) لتمثيل آلةٍ كالشجرة موجودة في ناقل الحركة للمكائن .
وإننا نرى إن الاتجاهات الثلاثة الأولى لا تتفق مع فكرة التماثيل ولم يبقى إلا الاتجاه الرابع وهو ما ينطبق على فكرة التماثيل ، فالذي تم نقله هو آلات كثيرة من تلك الحضارات الى كوكب الأرض بمعنى آخر أن هذه الآلات لم تكن أصلا موجودة على الأرض وبنقلها تمثلت تمثيل واقعي فأصبحت تلك الحضارات الفضائية ماثلة بتقنياتها وعلومها بشكل واقعي كما فعلت المجموعة مع مريم عليها السلام عندما أرسلت روحها (
َتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) وهذا التمثيل واقعي تماما ، إذن فعملية التماثيل توحي لنا بنقل حضارات كاملة إلى كوكبنا هذا .
أما المادة الأولى من سياق الآية الكريمة ( محاريب ) فلا نراها إلا تلك الأماكن التي من خلالها يتم التحكم بإرجاء المملكة أي مملكة نبي الله سليمان عليه السلام فهي كما نسميها اليوم غرف عمليات منعزلة عن العامة تمثل القواعد العسكرية لنبي الله سليمان عليه السلام وما ينقل من الفضاء الخرجي الى الارض يكون في هذه القواعد !
وللقارئ الكريم إن ينظر في لفظة ( محراب ) ودلالته اللفظية فلقد وردت خمس مرات بإضافة آية المحاريب إليها وكلها تعني العزلة
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }آل عمران37
{فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ }آل عمران39
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً }مريم11
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ }ص21

فمن ينظر في الموارد الخمسة, يجد ان لفظة المحراب لا يراد منه مكان الصلاة , بل هي لغير الصلاة حيثما وردت , إذ تنصرف إلى "العزلة" والتفرد أكثر من انصرافها للصلاة , فالتي في "آل عمران" تبين جانب "العزلة", حيث مريم في "المحراب" يأتيها رزقها بكرة وعشيا, فهي في "معزلها" تُعَدّ لأمر عظيم, فبات يأتيها رزقها خالص من الله, حتى يكتمل "عزلها" وتطهيرها.
أما نبي الله داوود عليه السلام وما حدث معه {إذ تسوروا المحراب} فيؤكد على انه أيضا كان في مكان منعزلا لذلك نراه عليه السلام فزع منهم لتأكده من خلوا المكان الا منه ( إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ{22}

أما زكريا وخروجه فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فدليل آخر على انه كان منعزلاً عن قومه في مكان معين.
لذلك نرى إن محاريب سليمان هي مكان منعزل عن الناس يتم فيه تجميع وتحضير ما تم نقله من تلك الحضارات الأخرى بعد دراسته ومعاينته وعند ذاك يخرج نبي الله سليمان عليه السلام بالمعاجز والصنايع العجيبية التي كانت تبهر الناس في زمانه .
ملاحظة هامة : ان كل الذي تم تصنيعة لنبي الله سليمان عليه السلام هو من النحاس حتى هذه المحاريب وهذا واضح في العلوم الحديثة وقد اشرنا اليه سابقا وقلنا ان النحاس مرتبط بالاتصالات والعلوم التقنية الحديثة :
قال مجاهد: ( المحاريب ) بنيان دون القصور وكانت من نحاس.
ــــــــــــــ
ارجو ان تعذروني أخوتي الاعزاء انا اكتب بالمباشر وبجرت قلم واحدة ولم اتذوق طعم النوم والراحة من شهر بعد ما عملت على هذا البحث فأرجو ان تعذروني على بعض الهفوات وان كان هنالك بعض الاسقاطات فهي من عندي والمنهج براء منها والله من وراء القصد .
يتبع انشاء الله تعالى

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
المقالة السابعة
( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ
)

الأخوة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه المرة سيكشف لنا النص القرآني عن تقنية علمية أخرى لنبي الله سليمان عليه السلام .. تتجاوز تقنيات عصرنا فتطلعنا على تقنيات وأفكار (موغلة) في الزمن الماضي منها يكتشف القارئ ان حضارة الغرب التي يتفاخرون بها لم تصل بعد الى ابجديات علوم الأولياء التي تم إخفائها وطمسها من قبل المؤسسات الدينية المنكوسة ! فهناك مؤامرة على الحضارات القديمة وخصوصاً على حضارتنا حضارة وادي الرافدين انظر الى عالم الآثار الأمريكي مايكل كريمو وما يقول يقول : أن الكنيسة المسيحية حاربت أو طمست العديد من الاكتشافات الأثرية والأحفورية القديمة لمجرد أنها تتعارض مع الروايات الإنجيلية حول الخلق وتطور المجتمعات الأخرى. ويستعرض في كتابه «التاريخ المخفي للجنس البشري» قائمة طويلة لمثل هذه المواقف التي تبناها الفاتيكان والكنيسة الإنجيلية في المائتي عام الماضية - مثل موقف الكنيسة البريطانية من ضريح توت عنغ آمون، واعتراض الفاتيكان على فكرة عيش الديناصورات قبل ملايين السنين... - !!
أما جيبي برينان فيستعرض في كتابه رحلة عبر الزمن ــ Time Travelـ اكتشافات أثرية كثيرة عظيمة – في العراق والصين والبيرو وتايلند وبحر إيجه - تثبت ظهور مجتمعات بشرية مجهولة تميزت بتقدمها التكنولوجي الكبير. وبعد كل مرة - يستعرض فيها اكتشاف كهذا - يتساءل عن سر اختفائه وعدم انتشاره ولماذا حورب من قبل الأوساط الدينية أو العلمية المحافظة ...
هل المنسأة عصا ... أم آلة متطور وحافظة لبدن نبي الله سليمان عليه السلام ؟
نبتدئ بسؤال علمي : كيف يتسنى للميت الوقوف على عصا ؟ بموت الإنسان ألا تموت خلايا الدماغ وبالتالي يتعطل الجهاز العصبي الذي يجهز العضلات بالايعازات لكي تعطي الجسم هذه الأشكال من الوقوف والجلوس وباقي الأفعال الطبيعية الأخرى ؟ هل سمعت أخي القارئ في حياتك إن عصا تقّوم بدن ميت ؟ بــل انك لو ربط بدن إنسان ميت إلى خشبة غليظة لما انتصب ذلك البدن بالوقوف المعتدل ! وما يراه احد إلا ويقول إن هذا الرجل ميت ! فكيف لم ينتبه إلى موت سليمان عليه السلام كل تلك المخلوقات ؟
علمياً ان الإنسان الواقف عندما يموت يخر ساقطاً لوجهه في نفس اللحظة ! وذلك لتوقف سائر خلايا الجسم عن العمل ، فكيف نستوعب ان سليمان عليه السلام عندما مات بقى متكأ على عصاه لفترة طويلة ؟ ثم من قال ان العصا هي نفسها المنسأة الم يذكر القران الكريم العصا ونسبتها الى موسى عليه السلام ؟
ان النص دقيق في وصف الممتلكات الخاصة فتراه دقيق من حيث التسمية والنسب فأين العصا من المنسأة ؟
ان المنهج يرى ان هذه المنسأة ما هي إلا آلة علمية متطورة جداً و ( حافظة ) لبدن نبي الله سليمان عليه السلام بعد موته فتعطيه ما يمده بالطاقة ليبقيه في صورته وقوامه أي تأخيره والظاهر إن هذه الآلة لا يعلمها إلا نبي الله سليمان ! فالمنهج يرى ان المنسأة مأخوذة من النسأ وبعد تتبع المفردات القرآنية فأنه يثبت للقارئ الكريم دلالة لفظة نسأ من نفس القران ويؤكد ما تعنيه هذه اللفظة بوضوح تام على إنها تعني (
التأخير ) فلقد تم استعمالها على هذا النحو في القران والسنة الشريفة:
أما في القران فلقد وردة في سورة التوبة :
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ [التوبة : 37] وهنا يعني تأخير الشهر الحرام لمصالح ذاتية
أما في حديث المعصوم عليه السلام فلقد وردت هذه اللفظة لتعطينا نفس ما استدل به منهجنا وهو التأخير .
عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ( عليه السلام ) قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) صِلْ رَحِمَكَ وَ لَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ وَ أَفْضَلُ مَا تُوصَلُ بِهِ الرَّحِمُ كَفُّ الْأَذَى عَنْهَا وَ صِلَةُ الرَّحِمِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ مَحْبَبَةٌ فِي الْأَهْلِ .. وهنا أيضا تعني تأخير .
علاقة دابة الأرض بالمنسأة :


مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ ... تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ
إن دور وعلاقة دابة الأرض بالمنسأة وحسب ما يبينه ويظهره السياق القرآني للآية الكريمة يتمحور في نقطتين نلفت عناية القارئ اليهما :
النقطة الأولى : إن دابة الأرض وحسب سياق الآية أعطت دلالة واضحة على إن سليمان عليه السلام قد مات وهذا يعني ان هنالك حضور لغير يشهدون هذه العملية كما تلاحظ أخي القارئ فعل ( دلهم ) يفيد الماضي على خلاف ما ستراه في النقطة الثانية وهذا يعني إن دابة الأرض أعطت دلالة واضحة على موته قبل إن تأكل منسأته .
النقطة الثانية : إن لفظة ( تأكل ) تشير إلى الاستمرار وهذا يعني إن المنسأة موجودة حالياً ودابة الأرض كذلك لا زالت مستمرة تأكل في هذه المنسأة ! فكم عمر هذه الدابة إذا كانت وحسب تفسيراتهم حشرة الأرضة ( النمل الأبيض )؟ إنها لا زالت باقية إلى الآن ؟ فالنص القرآني يؤكد استمرارها بالأكل من ذلك اليوم إلى يومنا هذا وستستمر لأن اللفظة باقية وستبقى في كتاب الله تعالى !
إما نحن فنقول : إن هذه الدابة ليست بالأرضة بل هي كما بيناه في المقالة التمهيدية في بداية بحثنا بأنها احد الشخوص المعلمين والمربين لسليمان وباقي الأنبياء عليهم السلام فأرجو الرجوع الى تلك المقالة .
ثم إن القران يصف دابة على إنها تكلم الناس فهل سيقولون انها حشرة او يسمونها اسماً آخر استغفر الله من هذا القول :
وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ [النمل : 82]

ولأننا قلنا إن المنسأة آلة علمية متطورة لا يعلم استخدامها إلا نبي الله سليمان عليه السلام فيجب إن تكون هذه الدابة لها دراية وعلم فوق علم سليمان عليه السلام كي تسيطر على عمل هذه الآلة وتفصل بدنه عنها! ، فمسألة الأكل لا تعني الأكل المعهود لدينا أي إدخال الطعام من الفم ومن ثم إلى المعدة بل هو استهلاك طاقة معينة سواء كانت مادية او معنوية وموارد الأكل في القران كثيرة وتثبت ما ذهبنا إليه منها :
{
وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة188 ...
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران130 ...
{
وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً }النساء2
فهل يعني الأكل في هذه الآيات الأكل المعهود !! أم هو استهلاك هذه الأموال ؟

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآلة الطيبين الطاهرين .
تساؤلات عن (الأرض المباركة ) التي ارتبطت بقصة نبي الله سليمان عليه السلام
هل ارتبطت هذه الأرض بشخوص المجموعة القرآنية ؟

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد لاحظنا ان نبي الله سليمان عليه السلام قد سخر له كل شيء وهذا التسخير كان مرتبط ارتباط وثيق بجوهر القانون والفت انتباه وعناية القارئ الى شيء مهم وهو ان اغلب موارد التسخير كانت لا تخلو من التحكم بالزمن فنراه يختزل الزمن في موارد معينة (
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) وهذا الاختزال الزمني مرتبط بالريح وهنا نكتة جداً لطيفة فاتت المفسرين باجمعهم للأسف فكلهم يقولون ان سليمان كان مقره في بيت المقدس أي في فلسطين وعلى ضوء كلامهم هذا نود ان نتساءل عن قول المجموعة القرآنية عندما تقول (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ [الأنبياء : 81]
إن النص واضح وجلي كل الجلاء حيث يقول تجري بأمره الى الأرض التي باركنا فيها ، فأين هذه الأرض ؟ وهل دلنا عليها ؟ وعندما تسمع جوابهم ستصدم أخي القارئ لأن جوابهم بخصوص الأرض المباركة هو نفس بيت المقدس !! بربك فهل في ذلك تمكين لنبي الله سليمان عليه السلام ام استهزاء بما لديه ؟
نحن نعلم ان انطلاقته كانت من نقطة مكانية معينة وهي ارض فلسطين فان كان سلام الله عليه ينطلق من نقطة مكانية معينة فيستوجب ان تكون هنالك نقطة أخرى قد قصدها غير تلك نقطة التي انطلق منها! كما أرجو ان لا يخفى عليك عزيزي القارئ كيفية هذا التخرج عند هؤلاء القوم لهذا التفسير المشين لقدرات نبي الله سليمان عليه السلام فلقد ربطوا هذا التفسير بتقسير آخر ويا ليتهم قد افلحوا واصابوا بل زادوا تيهاً وعمى فلقد اتبط قولهم بقول نفس المجموعة القرآنية :
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الإسراء : 1]
فأين هذه الآية ودلالاتها من تفسيرهم المخجل !! وهذا الامر قد بينه المرحوم النيلي رحمه الله في كتاب النظام القراني وعلى ضوء ما قدمه اصبح من البديهيات لدينا أن المسجد الأقصى في السماء ولا يقصد منه بيت المقدس الذي في الشام انظر ماذا يقول ابو جعفر عليه السلام في تفسير القمي : عن مالك الاسدي عن اسماعيل الجعفي
قال كنت في المسجد الحرام قاعدا وأبو جعفر عليه السلام في ناحية فرفع رأسه فنظر
إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال : سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلي فقال :
أي شئ يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قلت يقولون أسرى به من
المسجد الحرام إلى البيت المقدس فقال : لا ليس كما يقولون ، ولكنه أسرى به
من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء .

أذن أين هذه الأرض المباركة ؟
نقول ان هذه الأرض التي باركوا فيها قد ذكرت في مورد آخر وبنفس التركيب القرآني ( إلى الأرض التي باركنا فيها ) ان هذه الأرض هي ارض الأولياء والأنبياء ومحط ركابهم ان هذه الأرض يحن إليها أهل السماء وهي قطعة من الجنة ،وإنها ارتبطت بالشخوص المعلمين الذين اشرنا إليهم في مقدمة هذا البحث فلا ينبأ نبي ولا يرسل رسول إلا بعد زيارتها والتعرف على أسرارها وخصوصيتها ، حتى الذين قد أنجتهم هذه المجموعة من أقوامهم أتت بهم الى نفس هذه الأرض فهي مقصد الحج للأنبياء والمرسلين انظر وتأمل أخي القارئ الكريم {
وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ }الأنبياء71
فهل يعقل ان سليمان عليه السلام مع ما أوتي من التمكين لم يذهب اليها ؟
وبعد هذا الكلام أسألك أخي الكريم هل تعرفت على هذا الأرض المباركة ؟
وهل خالطتها وعفرت جبينك فيها ؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ


الصورة الرمزية rami abed
rami abed
عضو فخري
°°°
افتراضي
بحث رائع اخي جزاك الله خيرا وبارك فيك
اخي هل انت مؤلف هذا البحث ام انه منقول ؟؟؟

تحياتي وتقديري

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله بك اخي رامي عبدالموضوع منقول للفائدة وشكرا لمرورك الكريم

صورة رمزية إفتراضية للعضو الرازي
الرازي
شاملي جديد
°°°
افتراضي
بحث شيق شكرا اخي الزبيدي

صورة رمزية إفتراضية للعضو الزبيدي
الزبيدي
عضو
°°°
افتراضي
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
بحث شيق شكرا اخي الزبيدي
هذا اقل الواجبات لتنويرالفكرالعربي الاسلامي وشكرا على مداخلتك اخي الرازي وبارك الله بك

صورة رمزية إفتراضية للعضو عادل عزت
عادل عزت
عضو
°°°
افتراضي
الله الله الله

صورة رمزية إفتراضية للعضو dr_sosi
dr_sosi
عضو
°°°
افتراضي
الله الله الله


مواقع النشر (المفضلة)
النبي سليمان عليه السلام

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
قول اصف بن برخيا وزير سليمان عليه السلام في تسخير الجن
تفاؤل عن النبي دانيال عليه السلام
حكايات عن النبي سليمان الحكيم عليه السلام
جفر النبي دانيال عليه السلام
تفسير الاحلام عن النبي يوسف عليه السلام

الساعة الآن 02:07 PM.