المشاركات الجديدة
قسم الكتب و المنشورات : كتب و منشورات و مواقع في كل الميادين المرتبطة بتخصص منتديات الشامل

كتاب (معراج الوصول الى حضرات الرضا و القبول)

افتراضي كتاب (معراج الوصول الى حضرات الرضا و القبول)
معراج الوصول

إلى حضرات الرضا والقبول





بمشيئة الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يحول ولا يزول بتوجهات سادتنا السادة أنجال المرحوم السيد


تاج الدين الصيادي


حفيد العلامة الوارث المحمدي السيد



محمد أبي الهدى قدس الله سره



عشقناهم ولا عتب علينا فكل اللطف في تلك الصفات



تشرف بخدمة الجمع, والترتيب والطبع, الراجي عفو ربه وإحسانه وبره






محمود محمد الدرة




جعلنا المولى الكريم جميعا لعين سيد الوجود خير قرة








(فذلكة) هذا المجموع, الناهضة بالعبد إلى مولاه بالإنابة والخضوع


وارجع إلى الله عن ماض وعن آت

مستجمع الصدق في محو وإثبات
عن ربه جل من أدهى المصيبات

على إلهــك جـبـــــار الســمــوات

فالله بالفضل ماح للخطيئات

فتلك أوثق أبواب المسرات

فالذكر ينجيك من كل المضرات

وافزع لعلياه في وقت المهمات

طوى شريف إحسان جليات
أرح فؤادك من هم الوجودات
واذكره منطويا عن كل حادثة

ولا تكن غافلا, فالمرء غفلته

وازهد بقلبك هذا الكون معتمد

واستغفر الله من كل ذنب

وصل دهرا على الهادي وعترته

وواصل الذكر في سر وفي علن

واصدق لربك واستمسك بعروته

ورح أمينا ففي الصدق الكريم





السيد محمد مهدي الصيادي

الشهير بالرواس

رضي الله عنه












الفهرس


(فذلكة) هذا المجموع, الناهضة بالعبد إلى مولاه بالإنابة والخضوع 1

مقدمة. 55

(باب لطيف) 73فيما جاء في الذكر في الكتاب والسنة. 74

"أكمل الذكر". 233

(سورة الفاتحة) 268

(سورة الكهف) 272

(سورة السجدة) 281

(سورة يــس) 286

(سورة الدخان) 295

(سورة الواقعة) 304

(سورة الملك) 310

(سورة الإنسان) 316

(سورة البروج) 322

دعاء ختم القرآن العظيم 327

(آيات مباركات، تستحب قراءتها صباحا ومساء) 389(وهي حرز وحصن وحفظ وسلامة لقارئها من الآفات) 390

الآيات العشر المشتملة على سر القاف.. 506

دعاء سر القاف.. 560

(آيات الحفظ) 578

(فائدة) 601للسلامة والحفظ من المس، بهذه الآيات الخمس.. 602

آيات الشفاء. 612

(أذكار الصباح والمساء) 621

(ورد الحصن للإمام الرفاعي قدس الله سره) 691

(ورد الستر للإمام الرفاعي قدس الله سره) 697

(حزب الصارم الهندي) 709

(دعاء الحراسة) 713

(حزب المناجاة) 772

(حزب الفرج) 798

(التحفة السنية) 918

(حزب الوسيلة) 978

(حزب المراقبة والشهود) 1023

(السر المصون والدر المكنون) 1047

(تحفة الأنام) 1102

(استغفار سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه) 1106

(الاستغاثة بأسماء الله الحسنى لسيدنا أبي الهدى) (قدس الله سره) 1118

(الصلاة الجامعة لمقاصد المصلين على سيد ) 1268(الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم) 1269

(ورد الطريقة الرفاعية العام) 1357 (الذي ينبغي تكراره صباحا ومساء) 1358

(حزب الجوهرة) 1370

آيات العرفان. 1638 في مولد سيد ولد عدنان. 1639 عليه أفضل الصلاة والسلام كل آن 1640

معراج العلامة السيد زين العابدين البرزنجي رضي الله عنه 1872

دعاء أول السنة للحبيب علي محمد الحبشي. 1959 من سادتنا آل باعلوي رضي الله عنهم 1960

دعاء أخر السنة للحبيب علي محمد الحبشي. 1968 من سادتنا آل باعلوي رضي الله عنهم 1969



مقدمة
بســــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــم



الحمد لله الذي أذن لعباده بذكره, وفتح لهم أبواب تهليله وتسبيحه وتكبيره وشكره, فصح لهم فصح لهم بذلك اتصالهم بحبله, ودخلوا دوائر قربه, فكانوا بفضل ذكره لحضرته مجالسين, وصاروا بجميع شؤوناتهم مجانسين, فارتاحت بذلك أرواحهم, وارتاضت بعد ذلك نفوسهم, فحياة أرواحهم ذكر مولاهم بالليل والنهار, وريحانه قلوبهم مناجاته بالعشي والإبكار, وترياق نفوسهم التضرع إلى عظمته بالذل والانكسار, ولله در الوارث المحمدي السيد محمد مهدي بهاء الدين الصيادي الشهير بالرواس رضي الله عنه حيث قال:

في القوم قوم كرام لا فتور لهم

ما الذكر عندهم في الوقت محدود

قضوا به جهدهم ماتوا به ولها
وما لهم غير ذاك الجهد مجهود


فقلد القوم يا هذا بســـــــيرتهم
فكم وكم جر للتحقيق تقليد



والصلاة والسلام على عبده وحبيبه ونبيه ومصطفاه, سيدنا محمد الذي قلبه لا يغفل وإن نامت عيناه بل هو في استغراق دائم مع ربه ومولاه, وبعد:

هذا كتاب مستطاب, جمعت فيه ما نحتاج لقراءته مع المحبين والأحباب, في سائر الأوقات, من سور وآيات, كآيات الحرز, والسور السبع المنجيات, وسورة الكهف, والدعوات النبويات, كأذكار الصباح والمساء, وقد انتخبتها من كتاب (رياض الجنة في أذكار الكتاب والسنة) لفضيلة العلامة المحب العارف الرباني, الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني رحمه الله تعالى ورضي عنه, والاستغاثة بأسماء الله الحسنى للوارث المحمدي السيد محمد أبي الهدى الصيادي رضي الله عنه, والتوسل برجال السلسلة أيضا له, وطرزته بأمهات أوراد إمامنا وقدوتنا وشيخ طريقنا السيد أحمد الرفاعي الكبير رضي الله عنه, كحزب المناجاة, وحزب الفرج, وحزب التحفة السنية, وحزب الوسيلة, وحزب المراقبة والشهود, وسبيل النجاة, والصلاة الجامعة, للسيد الرواس رضي الله عنه, ومولد آيات العرفان, لسيدنا أبي الهدى قدس الله سره, وختمت خاتمته المباركة بمعراج الإمام العلامة زين الدين البرزنجي المدني قدس الله سره, فجاء هذا المجموع بفضله تعالى عقدا نضيدا, وكنزا فريدا, وكتابا مفيدا, يحتاجه كل بيت, ويحي به كل ميت, ويستغني قارئه عن عسى ولعل وليت وسميته:

(معراج الوصول إلى حضرات الرضا و القبول)

اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم, وحبل صلة بأعتاب حبيبك وصفيك صاحب القلب الرحيم, عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, واجعل ثوابه في صحائف أشياخنا وأرباب الحقوق علينا آمين آمين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. الفهرس



(باب لطيف)
فيما جاء في الذكر في الكتاب والسنة


قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا).

وقال تعالى (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون). وقال تعالى (أدعوني أستجب لكم). وقال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).

وروى النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الدعاء هو العبادة ثم قرأ (ادعوني أستجب لكم) الآية) أخرجه أصحاب السنن والحاكم, وقال: صحيح الإسناد, وقال الترمذي: حسن صحيح.

ويقول تعالى إذا ذكرني عبدي في نفسه, ذكرته في نفسي, وإذا ذكرني في ملأ, ذكرته في ملأ خير من ملأه, وإذا تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا, وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا, وإذا مشى إلي هرولت إليه) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

وقال صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بخير أعمالكم, وأزكاها عند مليككم, وأرفعها في درجاتكم, وخير لكم من إعطاء الورق والذهب, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربون أعناقهم ويضربون أعناقكم, قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل دائما). أخرجه الترمذي والحاكم وابن ماجة وصحح إسناده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال صلى الله عليه وسلم (ما جلس قوم مجلسا يذكرون الله عز وجل إلا حفت بهم الملائكة, وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

* * *

فائدة: أوردها الإمام العالم العلامة, الفقيه جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر الحبيشي – من علماء وصلحاء اليمن المبارك, المتوفى سنة 782 هجرية – في كتابه: (النورين في إصلاح الدارين) في الباب الثالث من الكتاب المذكور.



قال رضي الله عنه ونفعنا به:

(الباب الثالث)

في أحاديث ملتقطة من الصحيحين أو من أحدهما لا ينبغي لعاقل أن يغفل عنها. نسأل الله التوفيق لاستعمالها بمنه وكرمه.

ففي الصحيحين: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة؛ كانت له عدل عشر رقاب, وكتب له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي, ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك). أخرجه البخاري في كتاب الدعوات, باب فضل التهليل, واللفظ له. ومسلم في كتاب الذكر والدعاء, باب فضل التهليل.



وفيهما أيضا. عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة

حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر) البخاري في كتاب الدعوات, فضل التسبيح, واللفظ له, ومسلم: كتاب الذكر, باب فضل التهليل والتسبيح.

وفيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة) فقلت: بلى يا رسول الله, فداك أبي وأمي. قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله). البخاري, كتاب المغازي, باب غزوة خيبر.



وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلمتان خفيفتان على اللسان, ثقيلتان في الميزان, حبيبتان للرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم). البخاري كتاب الدعوات, آخر حديث منه. ومسلم كتاب الذكر باب فضل التهليل.



وفي صحيح مسلم رحمه الله, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, أحب إلي مما طلعت عليه الشمس). مسلم كتاب الذكر, باب فضل التهليل (2695).



وفيه أيضا: عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله, والحمد لله,ولا إله إلا الله, والله أكبر, لا يضرك بأيهن بدأت). مسلم كتاب الآداب, باب الأسماء (2137).



وفي صحيح البخاري عن شداد بن أوس رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت, خلقتني وأنا عبد, وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بها, فمات من يومه قبل أن يمسي؛ فهو من أهل الجنة, ومن قالها من الليل وهو موقن بها, فمات قبل أن يصبح, فهو من أهل الجنة). رواه البخاري كتاب الدعوات, باب فضل الاستغفار الحديث (5947).



فينبغي المواظبة على هذه الأذكار في كل ساعة, وفي أول النهار وآخره إن أحب.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم, يصلون كما نصلي, ويصومون كما نصوم, ولهم فضل من أموالهم يحجون ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون, فقال: (ألا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم, وتسبقون به من بعدكم, ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟) قالوا: بلى يا رسول الله, قال: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين). رياض الصالحين كتاب

الأذكار, باب فضل الذكر الحديث (1418).

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين, وحمد الله ثلاثا وثلاثين, وكبر ثلاثا وثلاثين, فتلك تسعة وتسعون, وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير, غفر ت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر). رواه مسلم كتاب المساجد, باب الذكر بعد الصلاة, الحديث رقم (597).



وفيهما أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي, قال: (قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم). رواه البخاري كتاب صفة الصلاة, الحديث رقم (799).



فينبغي الإكثار من هذا الدعاء في كل حين وفي آخر الصلاة آكد.

وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء). كتاب الأذكار الحديث رقم (62).



وفيه أيضا عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله, رضيت بالله ربا, وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا, غفر له ذنبه. رواه مسلم كتاب الصلاة الحديث (386).



وفي صحيح البخاري رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة

وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته, حلت له شفاعتي يوم القيامة). رواه البخاري كتاب الآذان باب الدعاء عند النداء الحديث رقم (589).



وفي صحيح مسلم عن عمر بن الخطاب ري الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر, فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر, ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله, قال: أشهد ألا إله إلا الله, ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: أشهد أن محمدا رسول الله, ثم قال حي على الصلاة, قال: لا حول ولا قوة إلا بالله, ثم قال: حي على الفلاح, قال لا حول ولا قوة إلا بالله, ثم قال: الله أكبر الله أكبر, قال: الله أكبر الله أكبر, ثم قال: لا إله إلا الله, قال: لا إله إلا الله, من قلبه دخل الجنة). رواه مسلم في باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه, مسلم شرح النووي 4/86.



وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي صلاة, فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا). رواه مسلم في الباب المتقدم ذكره, مسلم شرح النووي (4/86).



فينبغي أن يكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم خاصة عند الفراغ من الآذان, ويوم الجمعة أكثر.



وفي الصحيحين عن علي كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة رضي الله عنهما: (إذا آويتما إلى فراشكما, أو أخذتما مضاجعكما, فكبرا الله ثلاثا وثلاثين, وسبحا ثلاثا وثلاثين, واحمدا ثلاثا وثلاثين). رياض الصالحين باب ما يقوله عند النوم, وفيه زيادة وفي روايته: التسبيح أربعا وثلاثين, وفي رواية: التكبير أربعا وثلاثين.



وفيهما أيضا عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه). رواه البخاري في كتاب المغازي الحديث رقم (3786).



وفي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تعار من الليل – أي استيقظ – فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير, الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله, ثم قال: اللهم اغفر لي, أو دعا, استجيب له, فإن توضأ وصلى قبلت صلاته). رواه البخاري في كتاب التهجد في باب فضل من تعار من الليل فصلى الحديث (1103).



وفيهما عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الحسنة من الله, والحلم من الشيطان, فمن رأى شيئا يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثا وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره). باب الرؤيا وما يتعلق بها.



وفيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم, لا إله إلا الله رب العرش العظيم, لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم). رياض الصالحين باب في مسائل من الدعاء.



وفيهما عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) رياض الصالحين كتاب الدعوات, باب فضل الدعاء.



فينبغي الإكثار من هذين في كل وقت وعلى كل حال.

وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا دخل

الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه, قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء, وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله قال الشيطان لأصحابه: أدركتم المبيت, وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء). رياض الصالحين كتاب آداب الطعام باب التسمية في أوله والحمد في آخره.



وفي صحيح مسلم عن أن بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها, ويشرب الشربة فيحمده عليها). رواه مسلم في كتاب الذكر, باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب. مسلم شرح النووي (17/50).



فينبغي لكل عاقل أن يسمي الله تعالى ويكثر ذكره عند دخول منزله وعند الخروج منه وعند طعامه وشرابه



وسائر تصرفاته, وأن يكثر حمد الله سبحانه عند الأكل والشرب وعلى كل حال.



وفي صحيح البخاري رحمه الله عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال: (الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغن عنه ربنا). رواه البخاري كتاب الأطعمة باب ما يقول إذا فرغ من طعامه الحديث (5142).



وفيهما عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا عبده ورسوله, وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه, والجنة حق والنار حق, أدخله الله الجنة على ما كان منه من العمل). رواه البخاري في كتاب الأنبياء باب قوله تعالى (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) الحديث رقم (3252).

وفي رواية لمسلم (من قال: أشهد ألا إله إلا الله .... إلى آخره).



وفي صحيح مسلم عن سهل بن أبي صالح قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة قال: ومعي غلام لنا أو صاحب لنا, فناداه مناد من حائط باسمه, قال: وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا, فذكرت ذلك لأبي فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك, ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنه الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص). رواه مسلم في كتاب الصلاة فصل الآذان وهرب الشيطان عند سماعه, مسلم بشرح النووي 4/90 وقوله حصاص أي ضراط.



فينبغي لمن أحس بخيال من الشيطان أو غول أو جان أن ينادي بالآذان أو يقرأ آية الكرسي.

ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان, فأتاني آت وجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة, قال: فخليت عنه, فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟) فقلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله, قال: (أما أن قد كذبك وسيعود) فعرفت انه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنه سيعود) فرصدته فجاء يحثو من الطعام, فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: دعني فإني محتاج وعلي عيال, لا أعود, فرحمته فليت سبيله, فأصبحت فقل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة؟) فقلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله, فقال: (أما إنه كذبك وسيعود) فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهذا آخر ثلاث

مرات تزعم لا تعود ثم تعود قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت: وما هو؟ قال: إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي (الله لا إله إلا هو الحي القيوم ...) حتى تختم الآية, فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح, فخليت سبيله, فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة؟) قلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله, قال: (ما هي؟) قلت: قال لي: إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم (الله لا إله إلا هو الحي القيوم...) وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شئ على الخير, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما أنه قد صدقك وهو كذوب. تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة؟) قلت: لا, قال: (ذاك شيطان). رواه البخاري في كتاب الوكالة, باب إذا وكل رجلا الحديث (2187).



موضع الدليل قوله صلى الله عليه وسلم (أما إنه قد صدقك) ونحو هذا الحديث روى الترمذي رحمه الله في جامعه عن أبي أيوب رضي الله عنه وذكر أنه الغول.



وفي صحيح مسلم عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من نزل منزلا ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق, لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك). رواه مسلم في كتاب الذكر باب الدعوات والتعوذ شرح النووي (17/31).



فينبغي أن يقول ذلك عند نزوله في كل مجلس وعند منامه وفي كل موضع ويكرر ذلك ثلاثا.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد, يضرب كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد, فإن استيقظ فذكر

الله انحلت عقدة, فإن توضأ انحلت عقدة, فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس, وإلا أصبح خبيث النفس كسلان). رواه البخاري في كتاب بدء الخلق, باب صفة إبليس وجنوده (3096), ومسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها.



وفي صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك أنا الملك, من ذا الذي يدعوني فأستجيب له, من ذا الذي يسألني فأعطيه, من ذا الذي يستغفرني فأغفر له, فلا يزال كذلك حتى يضئ الفجر). رواه مسلم كتاب صلاة المسافرين وقصرها, باب صلاة الليل والوتر, شرح النووي (5/376).



وفيه عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا

أعطاه إياه وذلك كل ليلة).رياض الصالحين باب فضل قيام الليل.



وفيهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده. "النفث نفخ لطيف بلا ريق. رياض الصالحين كتاب الأذكار باب ما يقوله عند النوم".

وفي رواية فيهما أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما (قل هو الله أحد) و (قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس). ثم مسح بهما ما استطاع من جسده, يبدأ بهما من على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده, يفعل ذلك ثلاث مرات.

فينبغي الاقتداء به في كل أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم.

وفيهما أيضا عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة, ثم أضجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك, وفوضت أمري إليك, وألجأت ظهري إليك, اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت, فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة, واجعلهن آخر ما تتكلم به)

وزاد في رواية لمسلم (وإن أصبحت أصبت خيرا). البخاري حديث (244) ومسلم كتاب الذكر باب الدعاء عند النوم مسلم شرح النووي (2710).



وفيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما, مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة, إنه وتر يحب الوتر) رواه مسلم كتاب الذكر باب أسماء الله وفضل من أحصاها الحديث (2677).

وفي رواية فيهما (من حفظها دخل الجنة).

وقد أوردها الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه معدودة من حديث حسن.



وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ناساً قالوا: يا رَسُول اللَّهِ ذهب أهل الدثور بالأجور, يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم. قال: (أوليس قد جعل اللَّه لكم ما تصدقون, إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة) قالوا: يا رَسُول اللَّهِ أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: (أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر). رواه مسلم كتاب الزكاة باب كل معروف صدقة, (1006).

وفي رواية له (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة, فكل تسبيحة صدقة ...إلى آخره) ثم قال: (ويجزء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) مسلم, صلاة المسافرين باب استحباب صلاة الضحى (720)



وفيه أيضا أن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال: (إنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل. فمن كبر اللَّه، وحمد اللَّه، وهلل اللَّه، وسبح اللَّه، واستغفر اللَّه، وعزل حجراً عن طريق الناس، أو شوكة أو عظماً عن طريق الناس، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر عدد الستين والثلاثمائة فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار) مسلم, كتاب الزكاة باب كل معروف صدقة

(1007).



وفيه أيضا عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه، اقرأوا الزهراوين: البقرة و آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيابتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما اقرأوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة – يعني السحرة). مسلم, كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة

(804).



وفيه أيضا عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (َثلاَثٌ مِنْ كُلّ شَهْرٍ. وَرَمَضَانُ إِلَىَ رَمَضَانَ. فَهَذَا صِيَامُ الدّهْرِ كُلّهِ. صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَىَ اللّهِ أَنْ يُكَفّرَ السّنةَ الّتِي قَبْلَهُ. وَالسّنةَ الّتِي بَعْدَهُ. وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَىَ اللّهِ أَنْ يُكَفّرَ السّنةَ الّتِي قَبْلَهُ) وقوله: ثلاث يعني الأيام البيض. رواه مسلم كتاب الصيام, باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر. (1162). والأيام 13 14 15



وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل) رياض الصالحين باب الجود والكرم (561).



وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر اللَّه عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره اللَّه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل اللَّه له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه تعالى يتلون كتاب اللَّه ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم اللَّه فيمن عنده؛ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه). مسلم كتاب الذكر, باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر (2699).

فتأمل هذا الحديث في كثرة فوائده.



وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أربعون خصلة أعلاهن منحة العنز، لا يعمل عبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله تعالى بها الجنة). البخاري, باب فضل المنيحة (2488).



قال حسان – يعني ابن عطية راوي الحديث – فعددنا ما دون منيحة العنز من رد السلام, وتشميت العاطس, وإماطة الأذى عن الطريق ونحوه, فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة خصلة.



وفيه أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة). البخاري, كتاب الدعوات (5948).



وفي صحيح مسلم عن الأغر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس توبوا إلى الله, فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة). مسلم, كتاب الذكر (2702).



وفيه عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صلى اثنتي عشر ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة). مسلم, كتاب صلاة المسافرين باب السنن الراتبة.

وفي رواية له (ما من عبد مسلم يصلي لله في كل يوم ثنتي عشر ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة أو إلا بني له بيت في الجنة) مسلم,

(728).

وفي صحيح مسلم عن الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان، و "الحمد لله" تملأ الميزان، و "سبحان الله" و "الحمد لله" تملآن ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) مسلم كتاب صلاة المسافرين باب فضل السنن الراتبة (728 ,103).



فهذه خمسة وأربعون حديثا ينبغي لمن له تمسك بالدين أن لا يخلو من معرفتها واستعمالها, فإن أمرها كبير, وأجرها كثير, وهي سهلة الاستعمال صحيحة المتن والإسناد, من نظر فيها حق النظر, كمن سمعها من سيد البشر صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم, وأنا طالب ممن وقف عليها وانتفع بها أن يشاركني بدعوة صالحة في غيبتي ينفعني الله بها في دنياي وآخرتي.



وفي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملَك موَكّل كلما دعا لأخيه بخير قال الملَك الموكل به: آمين ولك بمثل) مسلم, كتاب الذكر باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب, (2733).



وقد رأيت أن ألحق بذلك حديثين, أحدهما أخرجه مسلم في صحيحه, والثاني أخرجه الترمذي في جامعه, وأوردهما مسندين لأسلك في مسلك الجماعة, وأنال ببركتهم منه شفاعة إن شاء الله تعالى.



فالحديث الأول: هو ما أخبرنا به شيخي الفقيه الصالح المقرئ شمس الدين يوسف بن محمد بن علي الجعفري – جزاه الله خيرا – قراءة عليه سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، قال: أخبرنا شيخنا الإمام شرف الدين أحمد بن محمد بن أبي الفضل الجعفري قراءة عليه سنة إحدى عشرة وسبعمائة، قال: أخبرنا الإمام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف الدين النووي رحمه الله تعالى ورضي عنه قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو البقاء خالد بن يوسف النابلسي، قال: أخبرنا أبو القاسم حسين بن عبد الله بن هبة الله بن صصري، قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن – هو بن عساكر – قال: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس الحسيني – خطيب دمشق – قال أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان قال: أخبرنا أبو الفضل بن جعفر قال: أخبرنا أبو بكر عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي قال: أخبرنا أبو مسهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تبارك وتعالى أنه قال:

(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد اللَّه ومن وجد

غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه) رواه مسلم في كتاب البر باب ثواب المؤمن.



الحديث الثاني: الذي أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى، أذكره بإسنادي المتصل بخليل الرحمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم تبركا بذلك:

أخبرني به الإمامان الفاضلان، والدي وشيخي عفيف الدين عبد الرحمن بن عمر الحبيشي، وبرهان الدين إبراهيم بن عمر بن علي العلوي رضي الله عنهما، قالا: أخبرنا به الفقيه شرف المحدثين أحمد بن أبي الخير الشماخي رحمه الله قال: أخبرني والدي أبو الخير منصور قال: أنبأنا قطب الدين إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحضرمي قال: أنبأنا الحافظ أبو الحسن علي بن أبي الكرم الخلال البغدادي قال: أنبأنا الفقيه أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل الهروي قال: أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن عبد الصمد الغورجي قال: أنبأنا محمد عبد الجبار بن محمد بن الجراح قال: أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد المحبوبي قال: أنبأنا الإمام الحافظ أبو عيسى الترمذي قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَقِيتُ إبْرَاهِيمَ صلى اللّه عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي، فقالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَقْرىء أُمَّتَكَ السَّلامَ، وأخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وأنها قِيعانٌ، وأنَّ غِرَاسَها: سُبْحَانَ اللَّه، والحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَر).



رواه الترمذي وقال حديث حسن الحديث رقم (3462)



والحمد لله على اتصال هذه السلسلة بإبراهيم خليل الله، عليه وعلى نبينا وعلى آدم ومن ولد من النبيين والمرسلين أفضل الصلاة والسلام, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل.



اللهم إني أسألك رضاك والجنة، والعفو والعافية والأمن في الدنيا والآخرة لنا ولوالدينا وأولادنا وإخواننا والمسلمين الأحياء والميتين، آمين.



* * *

الفهرس


"أكمل الذكر"

قال سيدنا العلامة المحدث الوارث المحمدي الرفاعي الثاني السيد الرواس محمد مهدي بهاء الدين رضي الله عنه في كتابه "طي السجل" ما نصه:



وفي الذكر وتلقين بعض الأسماء بحثان أوردهما العلامة ناصر الدين السويدي في "معراج السالكين" فقال:

سألت سيدي القطب العارف بالله السيد حسين برهان الدين رضي الله عنه عن أكمل الذكر؟ فقال: ما حصل من لسان صادق، وقلب واثق، ولب عاشق، وحضور مع المذكور، وغيبة عن الأغيار، وفهم صحيح، واعتقاد راجح، وعزم ما شابه الكسل، وذوق ما خالطه الملل، وداعي إلى ألست بربكم في الأزل، ونفس ما خرجت عن طور الروح، وفكر عطرته نفحات الفتوح، وحال عن باب الحبيب ما حال، وقال غير اسم الحبيب ما قال، ووجد أنتجه إيمان،

وسكون صححه عرفان، وأدب كامل، وعلم لآداب الشريعة شامل، ولا يكون الذاكر ذاكرا حتى يعلم ويعتقد ما قرره العلماء: من أن الله واحد لا شريك له، فرد لا مثال له، صمد لا ضد له، متفرد لا ند له، قديم أزلي مستمر الوجود، أبدي قيوم، وأنه الحي المقيت، المحيي المميت، الأول الآخر، الظاهر الباطن، لا يماثل موجودا ولا يماثله موجود، وليس كمثله شئ ولا هو مثل شئ، لا يحده المقدار ولا تحويه الأقطار، ولا تحيط به الجهات، ولا تكتنفه السموات، العرش وحملته محمولون بلطف قدرته، ومقهورون في قبضته، بائن بصفاته عن خلقه، ليس في ذاته سواه، مقدس عن التغيير والانتقال، منزه عن الغيبة والزوال، قادر جبار بارئ قهار، لا يعتريه قصور ولا عجز، ولا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يحيط به شئ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.



ولا تصح له نفحة الوصلة في الذكر حتى يفتح الباب بالاستفاضة من جناب الباب الأعظم نبينا وسيدنا وهادينا أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يصل إلى ذلك المدرك بحق إلا بواسطة شيخه، فإنّ الشيخ سُلّم المريد يصل به إلى معالي الأمور، ويلزم على المريد بعد الاستفاضة من الباب المحمدي أن يقطع العلاقة القلبية عن الخلق بالكلية، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا, ثم سكت قدس الله سره،



قال الشيخ ناصر السويدي رحمه الله تعالى وجزاه خير الجزاء: وسألته أيضا – لازال قدوة وإماما – عن سر تلقين أسماء الله الحسنى للمريدين؟



فقال: أما الذكر والدعاء بأسماء الله تعالى: فقد صح فيه التلقين القرآني على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى (اذكروني) وغيرها من الآيات الآمرة بالذكر، وبقوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وغيرها من الآية المشيرة إلى طلب الدعاء, إلا أن الحال المحمدي أفيض إلى قلوب اختصها الله باقترابه واقتراب نبيه صلى الله عليه وسلم فانطبع في ألواحها الذوق المحمدي الذي كان يصدر من قلبه الشريف – عليه السلام – حالة الذكر والدعاء، فأفرغوا على محبيهم حالة التلقين شمة الشوق، وحالة الذوق، ولذلك ترى أن السالك إذا تلقى عن شيخه كلمة التوحيد وذكر الله بها يرى لها حالا في الحال غير الحال الأول الذي كان يجده حالة قوله: لا إله إلا الله قبل التلقي، وما ذلك إلا سر الحال المحمدي المفاض من صدره عليه الصلاة والسلام المتدلي بحسب التلقي إلى صدر المرشد وعلى حسب حاله، واستعداد السالك، وهذا سر عظيم قل درّاكه في هذا الزمان، وسكت قدس الله سره.



* * *





قال سيدنا الرواس رضي الله عنه:

وقلت مفتتحا بالذكر طرائق السير إلى الحضرة المنزهة عن الغير:



ما على غيره بأمر يعوَّل أذكر الله خاشعا وتبتل

وهو لا شك آخرٌ بل أول
تنطوي هذه الحوادث طرّاً

وعن الكل يا لبيب تحوّل
سلِّم الأمر بالخضوع إليه

ضمن نشر وحكمها غير مُهمل
من يكن عارفا ير الكون طيا

أين والحوز والشبيه الممثل
فاترك الكيف والمثال وخلِّ الـ

أين يدري القديم أو يتعقّل
كلها باطل ومن كان فانٍ

ـدة معنى فتلك نزغة من ضل
وحد الله مخلصا واطرح الوحـ

طبق نصٍ عن خير أشرف مرسل
واتبع الشرع ظاهرا وخفيا

فاتَََّبعهم واهجر كذوبا تسفل
هذه سيرة الرجال الأعالي

لجناب الرسول وحيا تنزل
إنّ سر ّالرحمن في الشرع مطوي

ينهج الحق في الطريق ويُقبل
مَن سرى إثره بغير انحراف

بسلام يرف نفحة صندل
بلِّغَـنه منا الصلاة دواما

خدموا قول الصحيح المسلسل
وعلى آله الكرام وصحبٍ






(سورة الفاتحة)

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {2} الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ {3} مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ {4} إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {5} اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ {6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم ْوَلاَ الضَّالِّينَ {7})



(سورة الكهف)

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا {1} قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا {2} مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا {3} وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا {4} مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا {5} فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا {6} إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا {7} وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا {8} أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا {9} إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةًْْْ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا {10} فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا {11} ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا {12} نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13} وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا {14} هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا {15} وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا {16} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا {17} وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُم ْفِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا {18} وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَن َّبِكُمْ أَحَدًا {19} إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا {20} وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا {21} سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا {22} وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا {23} إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا {24} وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا{25} قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا {26} وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَاب ِرَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا

{27} وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَان أَمْرُهُ فُرُطًا {28} وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا {29} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا {30} أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا {31} وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا {33} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا {34} وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا

{35} وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا {36} قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا{37} لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا {38} وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا {39} فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا {40} أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا {41} وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا {42} وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا {43} هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا {44} وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا {45} الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا {46} وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا {47} وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا {48} وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا {49} وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا {50} مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا {51} وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا {52} وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا {53} وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا {54} وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا {55} وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا {56} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا {57} وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا {58} وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا {59} وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا {60} فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا {61} فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا {62} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَه فِي الْبَحْرِ عَجَبًا {63} قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا {64} فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا {65} قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا {66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا {67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا {68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا {69} قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا {70} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا {71} قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا {72} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا {73} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا {74} قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا {75} قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا {76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا {77} قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا {78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا {79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا {80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا {81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا {82} وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا {83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا {84} فَأَتْبَعَ سَبَبًا

{85} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا {86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا {87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء ًالْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا {88} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا {89} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا {90} كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا {91} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا {92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا {93} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا {94} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا {95} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا {96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا {97} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا {98} وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا {99} وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا {100} الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا

{101} أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا{102} قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا {103} الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا {104} أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا {105} ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا {106} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا {107} خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا {108} قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا {109} قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {110}.)





(سورة السجدة)

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

(الم {1} تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {2} أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ {3} اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ {4} يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ {5} ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {6} الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ {7} ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ {8} ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ {9} وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ

{10} قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ {11} وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ {12} وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {13} فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {14} إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ {15} { س } تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {16} فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {17} أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ {18} أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {19} وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ {20} وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {21} وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ {22} وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ {23} وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ {24} إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ {25} أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ {26} أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ {27} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {28} قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ {29} فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ {30}



(سورة يــس)
بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

(يس {1} وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ {2} إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ {3} عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {4} تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ {5} لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ {6} لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {7} إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ {8} وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ {9} وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ {10} إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ

{11} إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ {12} وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ {13} إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ {14} قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ {15} قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ {16} وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ {17} قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ {18} قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ {19} وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ {20} اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ {21} وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {22} أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ {23} إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ {24} إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ {25} قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ {26} بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ {27} وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ {28} إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ

{29} يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون {30} أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ

أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ {31} وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ {32} وَآيَةٌ لَّهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ {33} وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ {34} لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ {35} سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ {36} وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ {37} وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ {38} وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ {39} لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ {40} وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ {41} وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ {42} وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ {43} إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِين ٍ {44} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {45} وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ {46} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {47} وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {48} مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ {49} فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ {50} وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ {51} قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَن ُوَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ {52} إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ {53} فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {54} إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {55} هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكئُونَ {56} لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ {57} سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ {58} وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ {59} أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ {60} وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ {61} وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ {62} هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

{63} اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ {64} الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {65} وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ {66} وَلَوْ نَشَاء لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ {67} وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ {68} وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ {69} لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ {70} أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ {71} وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ {72} وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ {73} وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ {74} لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ {75} فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ {76} أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ {77} وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ {78} قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ {79} الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ {80} أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ {81} إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {82} فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {83}





(سورة الدخان)

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

(حم {1} وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ {2} إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ {3} فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ {4} أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ {5} رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {6} رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ {7} لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ {8} بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ {9} فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ {13} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ {14} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ {16} وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ {17} أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ {18} وَأَنْ لَّا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {19} وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ

{20} وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ {21} فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ {22} فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ {23} وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ {24} كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ {27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ {28} فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ {29} وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ {30} مِن فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ {31} وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ {32} وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ {33} إِنَّ هَؤُلَاء لَيَقُولُونَ {34} إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ {35} فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {36} أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ {37} وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {38} مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

{39} إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ {40} يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ {41} إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ {42} إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ {43} طَعَامُ الْأَثِيمِ {44} كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ {45} كَغَلْيِ الْحَمِيمِ

{46} خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ {47} ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ {48} ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ

{49} إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ {50} إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ {51} فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ {52} يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَقَابِلِينَ {53} كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ {54} يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ {55} لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ {56} فَضْلًا مِّن رَّبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ {57} فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {58} فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ {59}).





(سورة الواقعة)

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ {1} لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ {2} خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ {3} إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا {4} وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا {5} فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا {6} وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً {7} فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ {8} وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ {9} وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ {11} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ {12} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ {13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ {14} عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ {15} مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ {16} يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ {17} بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ{18} لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ {19} وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ {20} وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ {21} وَحُورٌ عِينٌ {22} كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِالْمَكْنُونِ {23} جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {24} لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا {25} إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا {26} وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ {27} فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ {28} وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ {29} وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ {30} وَمَاء مَّسْكُوبٍ {31} وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ {32} لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ {33} وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ {34} إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء {35} فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا {36} عُرُبًا أَتْرَابًا {37} لِّأَصْحَابِ الْيَمِينِ {38} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ {39} وَثُلَّةٌ مِّنَ الْآخِرِينَ {40} وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ {41} فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ {42} وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ {43} لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ {44} إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ {45} وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ {46} وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ {47} أَوَ آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ {48} قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ {49} لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ {50} ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ {51} لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ {52} فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ {53} فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ {54} فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ {55} هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ {56} نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ {57} أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ {60} عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ {61} وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ {62} أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ {63} أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ {65} إِنَّا لَمُغْرَمُونَ {66} بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ {67} أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ {68} أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ {69} لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ {70} أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ {71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ {72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ {73} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {74} فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ {75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ {76} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ {77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ {78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ

{79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ {80} أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ {81} وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ {82} فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ {83} وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ {84} وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ {85} فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ {86} تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ {87} فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ {88} فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ {89} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {90} فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ {91} وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ {92} فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ {93} وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ {94} إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ {95} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ {96}





(سورة الملك)

بِسمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {1} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {2} الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ {3} ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: قسم الكتب و المنشورات


...
....

مواقع النشر (المفضلة)
كتاب (معراج الوصول الى حضرات الرضا و القبول)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
معراج القدس للغزالي
كتاب العلوم الغريبة للشيخ حبيب بن موسى الرضا الأقشاري النجفي
الصلاة معراج العارفين
تقويم الرضا
كتاب (معراج الوصول الى حضرات الرضا و القبول)

الساعة الآن 02:31 AM.