المشاركات الجديدة
تواريخ وحوادث : لتكوين قاعدة بيانات بتواريخ الاحداث والمواليد

شعراء الكيمياء العرب

افتراضي شعراء الكيمياء العرب
شعراء الكيمياء العرب




الجمعة 2003/08/08


بقلم: أحمد فضل شبلول






شعراء الكيمياء العرب _16978_jabir_bin_hay


صورة تخيلية لجابر بن حيان










* مقدمة علم الكيمياء هو العلم الذي يُعنى بطبيعة المادة وتركيبها وما يتناولها من تغيرات، وهناك عدة أنواع من الكيمياء، منها الكيمياء العضوية، وهي دراسة مركبات الكربون، والكيمياء غير العضوية، وتدرس العناصر الأخرى ومركباتها. أما الكيمياء الحيوية، فهو علم يبحث في التركيب الكيماوي للكائنات الحية، وفي التغيرات التي تحدث باستمرار فيها، ولقد أصبح لهذا العلم شأن كبير في دراسة التغييرات الكيميائية التي تصحب الأمراض المختلفة، وفي تشخيص الأمراض وعلاجها في الإنسان (1) .
وهناك أيضا الكيمياء القديمة (الخيمياء) وهي فن قديم ضرب في جذور الكيمياء الحديثة، وقال البعض بنشوئه في مصر، وقال آخرون في الصين (القرن 3 أو 5 ق . م) وهدفه تحويل المعادن إلى ذهب. وتعتبر الإسكندرية المركز الأول للكيمياء القديمة، حيث تأثرت بفلسفة الإغريق، ونُسِبَ إليها أنها موطن البحث عن حجر الفلاسفة وإكسير الحياة الذي يحيل المعادن الخسيسة إلى ثمينة، ويعيد الشباب إلى الإنسان. وزامل الكيمياء القديمة التنجيم، واختلط بها السحرُ، حين وصلت إلى العرب في القرن الثامن الميلادي، وبقيت معهم إلى القرن الثاني عشر، وانتقلت إلى أوربا ترجمات أعمالهم التي اشتهرت منها كتابات جابر بن حيان، واليوناني زوسيموس. وسيطرت الرمزية على هذه الكيمياء في العصور الوسطى وأغرقها الغموض (2).
أيضا من أنواع الكيمياء: الكيمياء الكهربية ، والكيميائيات البترولية، و ... غيرها.
وعن الكيمياء يقول الخوارزمي في كتابه "مفاتيح العلوم" (اسم هذه الصناعة: الكيمياء، وهو عربي، واشتقاقه من: كمَى يكمي، إذا ستر وأخفى، ويقال: كمى الشهادةَ يكميها، إذا كتمها. والمحققون لهذه الصناعة يسمونها: الحكمة، على الإطلاق، وبعضهم يسميها: الصنعة) (3).
ولقد أُغْرِمَ بعض الحكَّام بهذه الكيمياء، لدرجة أن أحدهم قدَّم حياته ثمنا لحبه هذا، فقد عُرف عن يحيى بن تميم المعز بن باديس ولوعه بما لا أصل له من علم الكيمياء المعروف بعلم جابر الذي كتب على تآليفه فيها بعض الأدباء هذين البيتين: هذا الذي بمقالـه
عــزَّ الأوائـلُ والأواخـرُ
ما أنت إلا كاسرُ
كذَبَ الذي سماك جابـرُ لقد كلف حب يحيى للكيمياء حياته، حيث إن ثلاثة من إخوته المنفيين صغارا تنكروا وزعموا أنهم من المصامدة، وأنهم من العارفين بالكيمياء، فطلب منهم الاطلاع على ما عندهم من سرِّها، ولما اشترطوا الخلوة خلا بهم ومعه وزيره وخادم مقرب، فأحضروا الأبواط والرصاص لإحالته ذهبا وشرعوا في العمل، وريثما تمكنوا من إخراج السكاكين المختفية ووثبوا على الوزير والخادم فقتلوهما، أما هو فقد أثخنوه بالجراح، وهم يقولون له: أيها الكلب نحن أخوتك فلان وفلان وفلان، نفيتنا وبقيت في الملك وحدك، وظل يحيى يعاني من جراحه تلك حتى مات ثاني أيام عيد الأضحى 509 هـ (4) .
وقد فُتِنَ عددٌ من الشعراء والأدباء العرب بالكيمياء القديمة (الخيمياء) وبخاصة بعد أن امتدت الفتوحات الإسلامية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. ويعد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان واحدًا من أشهر شعراء عصره الذين نظموا شعرهم في هذا العلم. وفي هذا يقول د .جلال شوقي: "ولعلَّ صناعة الكيمياء كانت من أسبق العلوم نظمًا في الحضارة العربية الإسلامية، إذ يرجع تاريخ أوَّل نظم فيها إلى القرن الأوَّل للهجرة، حيث نجد ديوان خالد بن يزيد في الحكمة، الذي تبلغ عدة أبياته الثلاثة آلاف بيت تقريبا، وقد تمَّ نظمه خلال النصف الثاني من القرن الهجري الأوَّل، ولقد توالت بعد هذا الديوان منظومات أخرى في الكيمياء، بل وفي جميع فروع العلم والمعرفة" (5) .
وسوف نتحدث هنا عن بعض الشعراء العرب الذين اهتموا بالكيمياء ـ والتي عرفت بالصنعة، أو التدبير، وعرف أصحابها باسم الصنعويين ـ والذين اهتموا بذكرها في قصائدهم وأشعارهم ومنظوماتهم، ذاكرين أهم المراجع والمصادر التي أوردت أخبارًا عنهم وعن قصائدهم .
ويهمنا في هذا المقام أيضا الإشارة إلى أن هؤلاء الشعراء العرب عندما تحدثوا عن الكيمياء أو الصنعة في منظوماتهم، إنما كانوا يتحدثون عنها باعتبارها صنعة يشوبها شيء من الغموض والرموز والسحر، وليس هدفهم الحديث عن كيمياء الحروف، أو الحروف الملونة التي تحدث عنها فيما بعد الشاعر الفرنسي جان آرثر رامبو في أشعاره.
*** * خالد بن يزيد يقول الجاحظ في البيان والتبيين: "كان خالد بن يزيد بن معاوية خطيبا وشاعرًا، كما كان فصيحا جامعا، جيد الرأي، كثير الأدب، وكان أوَّل من تُرْجمت له كتب النجوم والطب والكيمياء" (6) .
أما ابن النديم فقد رأى أن شعر خالد نحو خمسمائة ورقة. يقول صاحب الفهرست: (قال ابن اسحاق: الذي عُني بإخراج كتب القدماء في الصنعة، خالد بن يزيد بن معاوية) وكان خطيبا، شاعرا، فصيحا، حازما، ذا رأي، وهو أوَّل من تُرجِمَ له كتب الطب والنجوم والكيمياء، وكان جوادًا. يقال إنه قيل له: لقد فعلت أكثر شغلك في طلب الصنعة، فقال خالد: ما أطلب بذلك إلا أن أُغني أصحابي وأخواني، إني طمعتُ في الخلافة فاختزلت دوني، فلم أجد منها عـوضا إلا أن أبلغ آخر هذه الصناعة، فلا أُحوج أحدًا عرفني يوما أو عرفته، إلى أن يقف بباب سلطان رغبة أو رهبة. ويقال والله أعلم أنه صحَّ له عمل الصناعة .. وله في ذلك عدة كتب ورسائل، وله شعر كثير في هذا المعنى، رأيت منه نحو خمسمائة ورقة، ورأيت من كتبه كتاب الحرارات، كتاب الصحيفة الكبير، كتاب الصحيفة الصغير، كتاب وصيته إلى ابنه في الصنعة (7) .
ويورد البلاذري في أنسابه بيتين من شعر خالد يقول فيهما: سَرَحْتُ شفاهتي وأرحتُ حلمي
وفيَّ عـلـى تحلُّمـيَ اعـتراضُ
عـلى أني أجــيـبُ إذا دعــتــني
إلى حاجاتِها الحدقُ المراضُ (8) أما المؤرخ المسعودي فيتحدث في (مروج الذهب) عن اشتغال خالد بالكيمياء، ويذكر ثلاثة أبيات من قصيدة في الكيمياء (9).
ويذكر د. فؤاد سزكين في "تاريخ التراث العربي" أن آثار خالد الشعرية: ديوان النجوم، فردوس الحكمة، والقصائد في الكيمياء، وقصيدة كيميائية، ومنظومة في الكيمياء، وخمس قصائد، والقصيدة الكيمائية (10).
أما الموسوعة العربية الميسرة فتتحدث عن خالد قائلة: "خالد بن يزيد بن معاوية الأموي (ت 704 م) حكيم قريش وعالمها. اشتغل بالكيمياء والطب والنجوم، فأتقنها، وألَّفَ فيها رسائل، بويع بالخلافة بعد موت أبيه، فأقام ثلاثة أشهر ثم تخلَّى عن الخلافة لينصرف إلى العلم. يقال إنه أوَّل من نقل إلى العربية من لغة أخرى، إذ أمر بإحضار فلاسفة يونانيين ينزلون مصر وقد تفصَّحوا بالعربية، ثم كلفهم نقل الكتب من اليونانية والقبطية إلى العربية، فترجموا كتبًا في الطب والنجوم والكيمياء، له شعر" (11).
ويقول د. جلال شوقي عنه: "إنه أوَّل من أنشأ ما نعرفه اليوم بالنظم التعليمي، حيث سجل معارفه في علم الصنعة في قوالب شعرية" (12) ويضيف أن ديوانه يشتمل على 2.903 أبيات، وتبدأ القصيدة الأولى من الديوان بالأبيات التالية (13): يا طـالــبـًا بـوريـطش الـحكـمـاءِ
عــي مـنـطـقا حـقـا بـغيرِ خفاءِ
هـو زيـبـق الشرق الذي هتفوا به
فـي كتـبـهم من جُـملة الأشياءِ
سـمّـَوه زَهْـرًا فـي خـفي رموزهـم
والخُرْ شُقُلا أغـمـضَ الأسـماءِ
ودَعَـوْه بابـن الـنـار كيما يصـدقوا
عـن صـنعـةٍ بـُخـلا عـن البعداءِ
فـإذا أردتَ مـثـاله فـاعـمـدْ إلــى
جـسم الـنحاس وناره الصفراءِ
فامزجْهما مزج امريءٍ ذي حكمةٍ
واحكـمْ مـزاوجـة الـهـوا بالماءِ
واسْحَقْ مركـَّبَك الـذي أَزْوَجْـتَـه
بالـجـد من صُـبح إلى الإمساءِ
سَـحْقًا يــفــتِّـُته ويـنهك جسمه
حتى تـراه كــزبـدةٍ بـيـضـاءِ
واجـمـعـه واتـقـنـه ودَعْهُ بِصِرفه
حتى الصباح وغطـِّه بـغطاءِ
هـذا أبارُ نـحـاسـهـم فـافطنْ له
هذا مُذِلُّ ذوي اللحى النجباءِ وعن الإكسير يقول (14) : هذا هو الإكسير فاعرفْ قدره
هذا حياة جـمـاعة الأحـيـاءِ
من ناله أضحى عظيما في الوَرَى
وعلا على النـظراءِ والخلطاءِ
هذا مـزيل الفـقر عن أحزانه
فيُرى بحُسْنِ الحال كـالأمراءِ
يا ربِّ عـلمه امـرءًا مــتـورعـا
في الدين ذا كرم وذا إعطاءِ
واحرمه كلَّ مـنـافـق متـجـبرٍ
يسطو على الأصحاب والقرناءِ
أو حـاسد أو ظـالم أو مـارقٍ
أو خَلَفِ سوء مقرَّبٍ بـبـلاءِ(15)
من ناله يسمو ويـعلو قــدرُه
بين الأنام وكـان ذا إثــراءِ
هذا الذي أردى الأنـام بجهلهم
حتى أصارهم إلى الإكـداءِ
حُرِّجَ عليَّ منال ما قد قلته (16)
إن ننطوي فيه على الإفشاءِ وينتهي الديوان بالأبيات التالية (17) : يا أيـها الـطـالـبُ للكيميا
لا تطلب العلمَ بغير المَيَا
من عقد الماءَ الذي حلَّه
فاز بمـا كان له راجيا
تلك التي يطلبها كلُّ مَنْ
ياحُبَّهَا مـن صنعةٍ لم يزلْ
يعرفها الأبرار والأصفيا
من فـاته الماءُ وتدبيره
قد فاته الرأيُ يا قُليبيـا (18) ويشير جلال شوقي إلى أن القصائد مرتبة في ديوان خالد بن يزيد بحسب قوافيها على حروف المعجم.
* جابر بن حيان
تقول الموسوعة عن جابر: إنه طبيب عربي، أوَّل من اشتغل بالكيمياء القديمة، عاش بالكوفة وبغداد في آخر القرن الثامن وأوائل التاسع، ترجمت كتبه التي زاد عددها على الثمانين إلى اللاتينية، وتعتبر من أهم ما كتب في الكيمياء في ذلك العصر. تناولت كتاباته الفلزات وأكاسيدها وأملاحها وأحماض النتريك والكبريتيك والخليك، كما عالجت القلويات تحضيرا وتنقية بالبلورة والتقطير والترشيح التصعيد، وكان أثرها ملموسا في تنمية الكيمياء القديمة وإدخال عنصري التجربة والمعمل. وأوصى جابر بدقة البحث والاعتماد على التجربة، والصبر على إجرائها. وكان من المعتقدين بنظرية تحويل المعادن إلى ذهب، وبأن الزئبق والكبريت هما العنصران الأوليان. ترجمت بعض كتبه من اللاتينية إلى الإنجليزية عام 1678 وأعاد هولميارد تحريرها وكتب تقديمها عام 1928. عني بول كراوس بنشر رسائله (19) .
وعلى الرغم من أن الموسوعة العربية الميسرة لم تتحدث عن جابر باعتباره شاعرًا، ولم تشر إلى ذلك إلا أن فؤاد سزكين يذكر أن لجابر قصائد صنعوية منها: لامية في خواص أكسير الذهب تتكون من 17 بيتا مع شرح، وله دالية، وأبيات أخرى في الكيمياء (20).
أما جلال شوقي فيشير إلى أن لأبي موسى جابر بن حيان الصوفي الكوفي المتوفي حوالي سنة 200 هـ = 815 م قصيدة دالية في وصف الحكمة مطلعها (21) : ألا أيـهـا الـمهدي إلـينـا الأوائلا
يُسَائِلُنَا عنـهـا ابـتـداءً وعـائدا
فلو كنتَ في فضل الفلاسفِ هُرْمُسَا
وفي علم بُقْرَاط الحكيمِ كما عدا وآخرها: فـصلِّ إلهي والملائكةُ العُلا
على أحمد الهادي نبيا وقائدا
وعنه جزاه الله أفضل ما جزى
نبيا وصدِّيقا شفيعا وشـاهـدا
فـبلِّـغْـهُ يـا ربِّ عـنَّا تحية (22)
يُنال بها الحور الحسان الخوالدا كما أن له قصيدة عن خواص الإكسير الذهب تشتمل على 17 بيتا، ونظما في الحجر المكرم . * ذو النون المصري
ما يهمنا فيما أشارت إليه الموسوعة عن ذي النون المصري أنه عالم بعلوم الصنعة (الكيمياء) وله فيها مصنفات منها: كتاب الركن الأكبر، وكتاب الثقة في الصنعة، وكتاب العجائب. ويعده القفطي من طبقة جابر ابن حيان في انتحال صناعة الكيمياء، غير أنها لم تشر إلى أن ذا النون المصري شاعر، في حين أن فؤاد سزكين ذكر له قصيدة في الصنعة الكريمة، وقصيدة صنعوية أخرى جاء فيها : من سعة العلم
أُطلق بالحمد لساني كما أشار إلى مخطوطة أخرى لهذه القصيدة بعنوان "أرجوزة في علم الصنعة" (23) وبينما تشير الموسوعة إلى أن تاريخ ميلاد ذي النون المصري ـ المولود بأخميم بصعيد مصر ـ هو عام 771م ووفاته 859م، يذكر فؤاد سزكين أن ميلاده نحو 796 م (180هـ) ووفاته نحو 861 م (246 هـ) وهو ما يتفق مع تاريخ وفاته عند شوقي 246 هـ = 861 م الذي استقاه من "كشف الظنون". ويشير شوقي إلى أن لذي النون (أبي الفيض ثوبان بن إبراهيم بن أحمد الإخميمي المصري) قصيدة في حجر الفلاسفة أو قصيدة عن حجر الحكماء أو قصيدة ذي النون المصري، ولها شرح بعنوان "الدر المكنون في شرح قصيدة ذي النون" لابن آيدمر الجلدكي يقول فيه: "جعلها مصنفها بطريق الهزل، وفي بواطن ألفاظها ـ وإن قلَّت وصغرت ـ فوائد معان تضيق عنها الصدور ..." (24). ويشير شوقي إلى أن لذي النون أرجوزة في الكيمياء مطلعها : الحمد لله الجميل فعلُهُ
قد شمل الخلقَ جميعا فضلُهُ

* أبو عبد الله محمد بن أُمَيْل التميمي عاش ما بين 900 و 960 م وله العديد من المؤلفات الشعرية عن الصنعة منها القصيدة النونية في حجر الكيمياء، ولهذه القصيدة شرح مجهول ـ كما يقول فؤاد سزكين ـ بعنوان "الرسالة الزينية في حل أبيات القصيدة النونية" (25).
وينقل سزكين عن مجلة معهد الدراسات الإسلامية في اسطانبول (1960) أسماء بعض الأعمال الشعرية لأبي عبدالله التميمي منها: قصيدة رائية من 62 بيتا، قصيدة لامية من 8 أبيات، قصيدة ميمية من 24 بيتا، قصيدة رائية من 72 بيتا، ورائية أخرى من 18 بيتا، وهائية من 27 بيتا، ورائية رابعة من 47 بيتا، وقافية من 20 بيتا، وميمية من 23 بيتا، وسينية من 17 بيتا، وفائية من 14 بيتا، ونونية من 16 بيتا، وبائية صنعوية (26).
أما جلال شوقي فيشير إلى أن لمحمد ابن أميل بن عبد الله التميمي المصري المتوفي 170 هـ = 786 م ـ حسب مخطوطات المجمع العلمي العراقي ـ قصيدة نونية في وصف وتدبير الحجر المكرَّم ، يقول فيها : وقل فيما علمت مقالَ صدقٍ
وإن رغمت أنوف الحاسدينا
من الحجر الذي كَتَمَ الأوالي
بـألفاظٍ تَقَرُّ بها الـعـيونا ومن القصائد الأخرى لابن أميل ـ حسبما ذكر شوقي ـ قصيدة "رسالة الشمس إلى الهلال" أو قصيدة "الماء الورقي والأرض النجمية" مطلعها: رسالة الشمس إلى الهلالِ
لما بدا في رقة الخِلالِ ويقال إن هناك تخميسًا لهذه القصيدة ينسب إلى آيدمر الجلدكي.
ومن أعمال بن أميل كتاب المغنيسيا في تفسير الرموز، وأوله: رسالة الشمس إلى الهلالِ
سألتْ عن أفضل الأعمالِ
عن سرِّ رب العرش والجلالِ
وكشف رمزٍ حـَادَ بالجمالِ
عن طُرُقِ الحقِّ إلى الضلالِ
قالت ولم توسع في المقالِ وآخره : هذا هو الإكسير فاعلميه
قد صار مملوكَكِ فاحفظيه وهناك قصيدة الحكيم محمد بن أميل التي شرح فيها الصور البرباوية، وهي الصور المنقوشة في البرابي (وهي الصور والأشكال والرموز الهيروغليفية).
كما أن لابن أميل "الدُّرَّة النقية في علم الكيميا والكيفية". * عبد العزيز بن تمَّام الشهير بابن أبي الأصبع
كتب نحو 400هـ / 1009م القصيدة النونية في الصنعة، وهي تتعلق بحجر الحكماء، ويقول سزكين إنه وصل إلينا أكثر من شرح لهذه القصيدة منها: شرح لـ (آيدمر الجلدكي ـ المتوفي عام 743هـ/ 1342م) بعنوان كشف الأسرار للأفهام في شرح قصيدة عبد العزيز بن تمَّام. ومنها شرح لـ (أفروزين بن معمر القابسي) وشرح لمحمد بن تميم المقاماتي، وشرح لمجهول (27). ومطلع هذه القصيدة (28): وذات دلٍّ لها ألحاظُ غزلانِ
وريح مسك وجيد الأغيد الجاني
تختال زهوا بها تاجٌ مرصعة
در تـراها بـيـاقوتٍ وعـَـقـْيـَانِ
***

* ابن المؤدب
هو عبد الله بن إبراهيم بن المثنى الطوسي، المعروف بابن المؤدب، مهدوي الأصل، قيرواني المولد توفي عام 414هـ بالمهدية، ترجم له ابن رشيق بقوله: "كان شاعرا مشهورا متصرفا ذا حيلة ومكيدة، مغري بالسياحة والكيمياء والحجار" (29) لم يرد له ذكر في كتاب العلوم العقلية. * الطغرائي
هو صاحب القصيدة المشهورة "لامية العجم" عاش في الفترة (453 ـ 515 هـ) = (1061 ـ 1121 م) له اشتغال بالكيمياء، وألَّف فيها عدة كتب، وله نونية في علم الكيمياء مطلعها (30): في الماء سرٌّ عظيم لا يـحِسُّ به
إلا الحكيم العليم الماهر الفَطِنُ وله دالية مطلعها: خذ العلمَ من قُربٍ ونكِّب على البعدِ
ففي القرب أشياءٌ تدلُّ على الرشْدِ وله المقاطيع في الصنعة تشتمل على أكثر من ألف بيت، وله أبيات عن الطبائع الأربعة، وعن تحويل النحاس إلى فضة، وتحويل الفضة إلى ذهب، وغيرها.
يقول جلال شوقي: "بذلك يكون الطغرائي قد ضمَّن ديوانه التعليمي خلاصة دراساته في علم الصنعة". * ابن أرفع رأس هو الحكيم الرئيس برهان الدين أبي الحسن علي بن موسى القاسم ابن علي المعروف بابن أرفع رأس (أو رأسه) الأندلسي (المتوفي عام 593هـ = 6 / 1197 م) وله ديوان شذور الذهب في الصنعة، وهو عبارة عن مجموع قصائد في علم الكيمياء مرتب على حروف المعجم باصطلاح أهل المغرب العربي، يقول في مطلع الديوان (31): إذا ثَلَّثَ المريخَ بالزهـرة امرؤٌ
وقارن بالبدر المنير ذكاءَ
وواصل سعدَ المشتري بعُطارد
إلى زُحَل كي يستفيد ضياءَ ويختمه بقوله : فإن كنتَ في حل الرموز مدانيا
أخانا فقد نلت الذي كنتَ راجيا
وإلا فلا ترتعْ بها فهـي روضةٌ
قد امـتلأتْ لـلرائدين أفاعيا ولهذا الديوان شروح كثيرة . * ابن رشد الأندلسي له أرجوزة مخطوطة في الكيمياء بدار الكتب الوطنية بتونس رقم 3094 (32) . * أبو العباس بن جعفر السبتي من علماء أواخر القرن السادس الهجري، وله منظومة مخطوطة في الكيمياء ، وعليها شرح لمؤلف مجهول، وموجودة بدار الكتب والوثائق القومية بالقاهرة رقم 3735 ك (33) . * محيي الدين بن عربي له قصيدة همزية في الكيمياء مطلعها (34) : يا طالب الأسرار في الأسماءِ
إن الذي تبغيه عند الماءِ

* أبو يحيى زكريا الرازي
له القصيدة العقابية في صناعة الكيميا، ومطلعها (35): رأيت عُقابا طالبا صيد عقربا
فآوت لعبدٍ تبتغي منه مهربا ولها شرح لعبد المجيد المصري بعنوان "الفتوحات الغيبية في شرح القصيدة العقابية" . * فخر الدولة أبو شاكر بن يعقوب النصراني له قصيدة مخطوطة بدار الكتب المصرية بالقاهرة رقم 731 طبيعة، بعنوان "الصحيفة في التجربة الصحيحة"، يقول في أحد أبياتها (36): إن كنتَ تبغي الفوزَ بالإكسير
والعلم من صناعة التصوير

* أبو بكر بن يحيى الكاتب الخراط له أرجوزة مخطوطة من القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) بالمكتبة الوطنية بباريس رقم 2776 (6) بعنوان "أرجوزة الفصيحة في الأعمال الصحيحة" مقسمة إلى أربعة أقسام (37) . * الفضل بن المهذَّب له أرجوزة في الكيمياء مخطوطة من القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) بمكتبة جامعة برنستون رقم 1697 (38) . * أحمد بن محمد التمسماني الريفي له منظومة في صنع البونبات مخطوطة بالخزانة العامة بالرباط رقم 2476، تتحدث عن صنع القنابل الكروية، عدد أبياتها 147 بيتا، يقول مطلعها (39) :
حمدا ألهمنا سُبحانهْ
ذو الحَوْل والقوة والإعانهْ * خاتمة
هكذا استعرضنا جهود ستة عشر شاعرًا عربيًّا كتبوا أشعارا وقصائد ومنظومات في علم الصنعة، أو علم الكيمياء، أو التدبير، أو الحكمة، منهم من كان أميرًا مثل خالد بن يزيد بن معاوية الذي يعدُّ أول من ألَّفَ شعرا في هذا العلم، ففتح بذلك الباب لشعراء ونظَّامين أتوا من بعده، وولجوا هذا العالم الجديد على أمة العرب، التي لم تكن لها معرفة نظرية أو عملية سابقة بهذا العلم، لذا فقد طلب خالد ترجمة الكتب اليونانية والقبطية (المصرية) في هذا المجال، ويعدُّ شعره غير مسبوق في هذا الغرض من أغراض الكتابة.
وعلى هذا يصدق قول د. جلال شوقي عن خالد بأنه أوَّل من أنشأ ما نعرفه اليوم بالنظم التعليمي، والأمر يحتاج إلى وقفة أمام اللغة التي صاغ بها خالد قصائده الكيميائية، لنرى إلى مدى وصل رشح لغة الترجمة في قصائده، ولنرى أيضا الكم المنحوت من اللغة العربية في تلك الصياغة الشعرية، ومدى تأثر شعراء الكيمياء العرب الذين أتوا من بعده بتلك اللغة .
أيضا هناك من هؤلاء الشعراء من اشتُهِرَ بشعره قبل علمه (مثل الطغرائي صاحب لامية العجم) ومنهم من اشتُهِرَ بعلمه قبل شعره (مثل جابر بن حيان) وهناك المتصوفة والفلاسفة الذين دخلوا باب هذا اللون من الشعر، ربما ليعبروا عن تجارب صوفية وآراء فلسفية رأوا أن الرموز والمعادلات الكيميائية قد تصلح لها (مثل ابن عربي، وابن رشد) غير أنهم جميعا يتفقون على أن هذه الصنعة هي صنعة الحكماء، بل إنها هي الحكمة نفسها، ولا يجوز للسفهاء من الناس معرفة شيء عنها حتى لا يُساء استخدامها، وهذا يفسر الهالة الكبيرة المحاطة بالأسرار والرموز التي خلعها هؤلاء الشعراء على تلك الصنعة، بل إن بعضهم أطلق عليها الصنعة الإلهية لتظل محاطة بتلك الهالة.
يقول الطغرائي على سبيل المثال: وقد رأينا نظمَ أسرارها
في قطعٍ من بعدنا سائره
محجوبة بالرمز ، لكنهـا
بالكشف في أثنائها سائره أيضا يتفق هؤلاء الشعراء على التوجه للخالق عزَّ وجلَّ بالحمد والشكر والدعاء والصلاة على نبي الهدى، طالبين منه التوفيق والهداية، وبذلك تتحقق فكرة ربط العلم بالإيمان في جميع أعمالهم، يقول خالد بن يزيد: فقد طلبتُ الحكمة البديعة
والصنعة الجـلـيلة الرفـيعـة
ربِّ فهبها لي بمنٍّ مـنكـا
فلستُ بالحايد دهري عنكا
***
أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية

إشارات ومصادر 1 ـ الموسوعة العربية الميسرة (ط مصورة 1407 هـ / 1987م) مج 2، ص 1530، 1531.
2 ـ السابق ، ص 1531 .
3 ـ العلوم العقلية في المنظومات العربية ـ دراسة وثائقية ونصوص. د. جلال شوقي. الكويت: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، إدارة التأليف والترجمة والنشر (سلسلة التراث العلمي العربي ) 1990م ، ص 523.
4 ـ البلاط الأدبي للمعز بن باديس ـ دراسة تاريخية أدبية نقدية. د. عبده عبد العزيز قلقيله. الرياض: عمادة شئون المكتبات، جامعة الملك سعود، 1403هـ / 1983م ، ص ص 38 ، 39 .
5 ـ العلوم العقلية. ص 527 .
6 ـ البيان والتبيين. الجاحظ. ج1 ، ص 328.
7 ـ الفهرست. ابن النديم. تحقيق: رضا تجدد، ص 419.
8 ـ أنساب الأشراف. أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري.، ج4، قسم 2 ، ص 69.
9 ـ مروج الذهب. المسعودي. ج 8 ، ص 176.
10ـ تاريخ التراث العربي. د. فؤاد سزكين. ت: عبد الرحمن بن عبد الله حجازي، الرياض : جامعة الملك سعود، 1406 هـ / 1986م ، مج 4 .
11 ـ الموسوعة العربية الميسرة. ج1 ، ص 749.
12 ـ العلوم العقلية. ص 529 .
13 ـ السابق، ص 530 .
14 ـ السابق، ص 530 ، 531 .
15 ـ يوجد كسر في وزن هذا الشطر، ويشير المؤلف إلى أن نسخة المخطوط (سواء ) بدلا من (سوء) وفي كلتا الحالتين، فالكسر قائم .
16 ـ يوجد كسر في وزن هذا الشطر، ولكي يستقيم الوزن ينبغي تسكين الجيم في قوله (حرج) ولكن التسكين لا يستقيم لغةً .
17 ـ السابق، ص 531 .
18 ـ هكذا في المرجع، ولكي يستقيم الوزن، من الممكن أن يعدل الشطر إلى (قد فاته الرأي أيا قلبيا).
19 ـ الموسوعة العربية الميسرة. ج1 ، ص 590.
20ـ تاريخ التراث العربي. مج 4 ، ص 186.
21ـ العلوم العقلية. ص 542 .
22 ـ يوجد كسر في وزن هذا الشطر، فالأبيات من بحر الطويل، وهذا الشطر خرج عن هذا البحر.
23ـ تاريخ التراث العربي. ص 401 .
24ـ العلوم العقلية. ص 544 .
25ـ تاريخ التراث العربي، ص 424.
26ـ السابق، ص ص 427، 428.
27ـ السابق، ص 431.
28ـ العلوم العقلية، ص 551 .
29ـ البلاط الأدبي للمعز بن باديس، ص 86 .
30ـ العلوم العقلية، ص 553 .
31ـ السابق، ص 561 .
32،33 ـ السابق، ص 572 .
34 ـ السابق، ص 572 .
35 ـ السابق، ص 573 .
36 ـ السابق، ص 575 .
37 ـ السابق، ص 575 .
38، 39 ـ السابق، ص 576 .







منقوووووول
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: تواريخ وحوادث


...
....
الصورة الرمزية محمد الشيمى
محمد الشيمى
المشرف العام
باحث في التراث العربي والاسلامي القديم
°°°
افتراضي رد: شعراء الكيمياء العرب
بارك الله فيكم وعليكم
يناير الخيرات
مقال علمى ممتاز

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي رد: شعراء الكيمياء العرب
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
بارك الله فيكم وعليكم
يناير الخيرات
مقال علمى ممتاز

شكرا لمرورك الجميل أستاذنا وجزاكم الله خيرا

صورة رمزية إفتراضية للعضو مسعودة
مسعودة
عضو
°°°
افتراضي رد: شعراء الكيمياء العرب
بارك الله فيكم وعليكم

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي رد: شعراء الكيمياء العرب
العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
بارك الله فيكم وعليكم



شكرا لمرورك الجميل الأخت مسعودة وجزاكم الله خيرا


مواقع النشر (المفضلة)
شعراء الكيمياء العرب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
علم الكيمياء والصيدلة عند العرب
سجون الغرب وسجون العرب !! .
الكيمياء وصنع الاكسير عند الغرب
الدوره الدمويه عرفت في العرب قبل الغرب
الشعر العبرى الحديث كيف ينظر شعراء العبرية الى ادبهم والى

الساعة الآن 05:26 PM.