الموضوع: أوهام البوني !!!
عرض مشاركة واحدة
افتراضي أوهام البوني !!!
بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم صل و سلم و بارك على رسول الهدى محمد و على آله و صحبه.

ورد في المنبع أمورا اختلطت علي، و أردت أن أعيبها، و خشيت ملكا روحانيا أن يستشيط غضبا، فقلت على الله التكلان لعله يُظهر ما لا في الحسبان.

أول المبدأ: البوني أصولي سلفي، على منهاج الكتاب و السنة دينا، و على منهاج هرمس و الحكماء روحا.

أما الدين فقوله: (...و لم يجز ذلك أهل السنة و الجماعة، و التمسك بزمام الشرع الشريف فرض على كل مسلم. و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فالكتاب و السنة معتمد المسلمين و به يصل الطالبون لحضرة رب العالمين، فما كان خارجا عن الكتاب و السنة فهو مرفوض مردود لقوله صلى الله عليه و سلم : كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل. و ينبغي مراعاة الأوقات السعيدة في أعمال الخير و النحسة في أعمال الشر، و هذا موجود في الشرع إذ نهى عن الصلاة في الأوقات المكروهة من النهار...). لكن البوني لا ينضبط، يقول : (و ذكر الحسن البصري....: و أخذتَ أعداد حروف الإسم الأعظم بمكررها و نزلت في مربع، كان ذلك في يوم الجمعة وقت الصلاة، فإن حامله لا يرى مكروها و لم يزل معظما في أعين الناس ميسرا له رزقه...) ثم (...و الأصل المحروز داخل الخلوة تجاه الطالب و الدخنة العطرة مطلوقة و الطالب لابس أحسن ثيابه و إن كان حريرا أبيض فهو أميل للملك لأنهم يميلون إلى ذلك...).

فهل في السنة لبس الحرير للرجال إلا ما جوزه الفقهاء للمريض؟ و هل رتب الشرع أوقاتا للخير و أخرى للشر؟ و هل في الكتاب ترك صلاة الجمعة لتوفيق الأوفاق، و لمحاسن الصدف الوفق الذي ذكره هنا ييسر أسباب الرزق، و نهى الكتاب عن البيع و التجارة (الإسترزاق) حين صلاة الجمعة (ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع..).

ثم البوني يضيف متناقض الكلام من داخله : ( ثم يعود إلى الذكر إلى أن يفتح الله له بما هو مرتاض لأجله و لا يجعل ذكره لأجل ذلك بل لابتغاء وجه الله تعالى و طلب القرب و المشاهدة منه عز و جل. و كذلك رياضات الآيات....و ما له سر مذكور لا يقصد به الطالب إلا وجه القربة ليكون عبدا لله تعالى، فقد قال تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا)....فإن ترك العبد ذكر الأسماء بعد حصول غرضه يعلم منه أنه إنما كان يذكر لضرورته فإذا دام على الذكر بعد ذلك يعلم منه الإخلاص و الله يعلم السر و أخفى). و تثبت النية في موضع آخر بقوله (... و إذا نزل الملك المطلوب إلى الطالب نهض قائما على قدميه و لا يجلس إلا أن يؤذن له).


أما الروح، فالبوني لا يحب البدعة في علوم القوم و ينهى عن ذلك نهيا شديدا، و يقبل بالقياس، لكن القياس لا يتم إلا داخل منظومة أصول الأقدمين، يقول : ( فأحدثوا الفهم و لا تحدثوا مخترعا و لا تبتدعوا طرقا) ثم ( فالمتفق عليه من عهد إدريس عليه السلام إلى يومنا هذا هو استنطاق زواياه الأربع...) ثم (...و أخذوها عن هرمس عليه السلام فالأصول كلها راجعة إليهم و قولهم حجة في كل فن و كل ما وافق كلامهم بالقياس فهو حق و كل ما خالف قياسهم و قوانينهم فهو محدث مبتدع لا أصل له). و يذهب البوني إلى أكثر من ذلك ليثبت تأصله الأصيل فيدّعي ( و أذكر لكم بعد ذلك طريقة مأخوذة بالمشافهة عن هرمس عليه السلام جيلا بعد جيل إلى أن وصلت إليّ لم يسمح بها أحد ممن تقدم إلا بعض لفظه...).

هنا نطرح السؤال: إلى أي مدى يمكن لروحانيي هذا الزمان التحرر من قيود السلفية و الأصولية الروحانية؟ هل يجرأ أحد منهم أن يخرج عن المعهود و ما تقادم من العهود؟ أليس عالم الروح الذي من أمر ربي فسيح؟ أليس ثمة فضاء متسع للإبداع أم ليس في الإمكان أبدع مما كان؟ و ما الفرق بين السلفية الدينية و السلفية الروحانية؟ و هل هما إلا على منهج واحد، منهج الإتباع؟ و هنا نخرج من النقد بالدين إلى النقد بالعلم، كيف يمكن اليوم اتباع البوني حيث يقول : ( و اعلموا معشر الإخوان أن أول يوم ابتدئ فيه نشأة هذا الوجود الحسي هو يوم الأحد) !!! أو حيث يقول ( اعلموا أن السبعة السيارة و هي : زحل و المشتري و المريخ و الشمس و الزهرة و عطارد و القمر ليسوا على ترتيب الأيام و إنما على ترتيب الأفلاك) !!!

و يقول ( فالشمس لها خدمة موكلة تجذبها من الأفق الشرقي إلى الأفق الغربي و الحاكم على تلك الخدمة السيد جلجليوت، و الساكن بالقرب من فلكها ملائكة عدد القطر لا يعلم عدتهم إلا الله تعالى، و الحاكم على هؤلاء السيد روقيائيل و هو الآخذ بناصية الخادم ليوم الأحد و اسمه أبو عبد الله المذهب)!!!

و يقول (...لأن كوكبه نحس يفوق على نحس زحل لكثرة إراقته الدماء و إلقاء الشرور و المخاصمات و الحروب و زحل ليس من تأثيره ذلك).


الحسن البصري :

يذكر لك البوني قدماء الإغريق و ينص على عناوين رسائلهم، و يرتفع بسنده مشافهة إلى هرمس، و هم على ما هم عليه من البعد التاريخي، و حين يذكر الحسن البصري يعجز على أن ينص على عنوان رسالته، و الحسن البصري أقرب إليه من أرسطاطاليس و سقراط و هرمس، يقول : (و نص على كلا الطريقين الحسن البصري رضي الله عنه في رسالته عند كلامه على نظم الأعوان...). و المرجو من الإخوة أن يذكروا للحسن البصري مؤلفا واحدا! لعله لم يؤلف، بل روي عنه بالسماع، و الله أعلم.

الأكثر من ذلك، يدعي البوني أن الحسن البصري أخذ هذه العلوم من الحسن بن علي رضي الله عنهما، لكن الحسن البصري هاجر إلى البصرة و عمره 15 سنة تقريبا و توفي بها، فمتى و أين أعطاه علوم الروحانيات الحسن حفيد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟ يقول البوني (( و لنرجع إلى ذكر بقية الإستنطاق للمربعات، فاعلم أن الحسن البصري رضي الله عنه تكلم على ذلك كلاما أخذه عن خزانة العلوم..الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما... ).

الحسن رضي الله عنه يأخذ عن محمد بن الحنفية رضي الله عنه:

فلم تنتهي أوهام البوني حتّى ادعى أن الحسن رضي الله عنه أخذ بعض هذه العلوم عن من هو دونه مرتبة في السبق عمرا و علما، يقول البوني (و أما من أخذ اشتقاق الحروف...فأخذه الحسن أيضا عن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه).

يذكر موقع ويكيبيديا ( ذكر ابن سعد في طبقاته: أنّ محمّد ابن الحنفيّة كان أحدَ أبطال الإسلام ؛ فقد كان له نصيبٌ من الشجاعة. وذكر ابنُ خلّكان أنّه كان ورعاً واسِع العلم . أمّا أخلاقه في بيت علي بن أبي طالب فقد نَمَت في أجواءٍ نورانيّة زاكية، حتّى جاء في الخبر عن الباقر أنّه قال: ما تكلّم الحسين عليه السّلام بين يدَي الحسن؛ إعظاماً له، ولا تكلّم محمّد ابن الحنفيّة بين يدَي الحسين عليه السّلام؛ إعظاماً له .)

و نسافر مع البوني في أمور أخر، نترككم معها:

1) ( و قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : إن هذه الأسماء الشريفة كان يذكرها بعض الصحابة و كان قد دعا له النبي صلى الله عليه و سلم بالبركة فلما مات حفرت الدراهم في بيته بالفؤوس و مات عن أربع زوجات فصولحن..كل واحدة ثمانين ألف درهم). هنا لا ندري أببركة دعاء رسول الله أم بذكر الأسماء تم الأمر؟

2) (اسمه تعالى الكافي و الغني و الفتاح و الرزاق...و هذه الأسماء الشريفة من أسماء ميكائيل عليه السلام). لست أدري هل ورد ذلك بالشرع؟

3) ( و أما اسمه تعالى السريع...ما وضعه أحد في يده و رفعها نحو السماء و دعا الله عز و جل إلا استجاب الله دعاءه فلا يدعي به على ظالم إلا انتقم منه في الوقت).

ثم

((و ادعى بعض أهل الهند النبوة و كان يُظهر بهذا الوفق ما يخرق العادات حتى التأم عليه جماعة، ثم ظهر أن جميع ما كان يظهره إنما هو من سر هذا الوفق...و لم يظهر ذلك إلا رجل من أهل العلم و الصلاح و قدم من سفره ف
وجد الناس يهرعون إلى ذلك الرجل و يوقرونه و يعظمونه فسأل منهم ما شأن هذا الرجل؟ فقالوا هذا نبي و له معجزات خارقة للعادات. فأتى إليه و قال له: يا أخي ما حملك على ما فعلت و قد ورد أنه لا نبيّ بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأخبره بخبر الوفق الذي معه و أن الشيطان سول له ذلك، و تاب على يدي هذا الرجل و أعطاه الوفق، فوجد الرجل من أسرار الوفق ما بهر عقله، فقال لأهل تلك المدينة: لا يحل لي أن أسافر بهذا الوفق من مدينتكم و قد نفعكم الله به و لكن اجعلوه في أكبر مسجد عندكم فإن أصابكم أمر فادعوا الله به).

لعل الله عز و جل و تنزه أصبح كأي روح مسخرة بالإسم و الوفق !!!


و ختاما، ذكر البوني أن اليونان في إحدى حالات التقنيات الروحانية يقلبون (لو أذكر جيدا ما قال) الألف ياء، فهل حروف اليونانية كالعربية روحانيا؟ و ذكر بيتين للشعر بالعربية عزاها لدمرغاش؟ و لو أذكر فإنه ذكر ديمقريط (لعله ديموقريطس)، و هذا الفيلسوف الإغريقي لا أدري ما أدخله في الأصول و الضوابط المحكمة و عناصرها الأربعة و هو القائل بالنظرية الذرية !!

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: نقد بناء


....