عرض مشاركة واحدة
21 حقيقة الكرسي أو العرش : مراتب الوجود الجزء الأول
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد ،،
مرحباً لكل أعضاء الشامل من الشيوخ و الأساتذة الكرام والباحثين وقراء المنتدى
أعجبني هذا الموضوع لأحد الشيوخ وهو يحكي حول مراتب الوجود إلى حقيقة الكرسي أو العرش
فهو من الطريقة الكركرية وهي أحد الطرق الصوفية
فلجأت إلى كتابة تفريغ الحلقة مما أعجبتني صراحة بما فيها من معلومات قيمة مفيدة
فكتبت الجزء الأول ويلحق إن شاء الله الجزء الثاني في هذه الحلقة الطيبة



إليكم التفريغ في المنتدى

مراتب الوجود
ارتأيت إن شاء الله وبتوفيق من الله جل وعلا ، أن أتكلم أولاً في مراتب الوجود
لكي يفهم ما معنى العرش والكرسي لأن سر فنون علم أهل الله هو أن تكون متقن لعلم التنزلات
فمن لم يفهم علم التنزل والتجلي فهو بعيد كل البعد عن علم علم أهل الله
فالفرقر بين التجلي والتشكل ، دائماً سيدي الشيخ يقول التجلي وليس التشكل
ما معنى الكرسي ؟
هو محل القضاء لأنه محل الأمر والنهي فهو بيضة الكون لأنه وسع السموات والأرض
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ} [البقرة:255]
وهذا الوسع هو وسع حكمي ، ووسع وجوبي ولكن لكي يتبين لنا المعنى ،،
في هذه الغبيات يجب أن نعلم أولاً مراتب الوجود إلى حد الكرسي يوجد هناك ستة عشرة مرتبة
لأن مراتب الوجود لما ألف فيها أهل الله رضي الله عنهم ، قالوا فيها أربعين مرتبة
وكأنها بعدد مراتب النفس فهي هذا الوجود ميم - محمد
لأن ميم محمد عليه الصلاة والسلام هي 40
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً}
فكذلك هي مراتب النفس
فمراتب الوجود هي 40 مرتبة
أولها الغيب المطلق الذي هو صرفة الذات أو كما يقولوا أهل الله رضوان الله عليهم المسكوت عنه .
الذي لم يتكلم فيه أحد ولا لقدرة لأحد أن يتكلم فيه
بل لا يصله نفس حرفي ولا شيء ولا يعني الكلام عنه في جهة من الجهات
من هذه المرتبة إلى آخر مرتبة المرتبة الأربعون التي هي مرتبة الإنسان
فأولها هذه المراتب قلنا هي الغيب المطلق الذي هو صرفة الذات المقدسة وهي المجهولة من كل الجهات المسكوت عنها التي لا يعبر عنها باسم ولا يشور اليها برسم ولا اي شيء
ثانياً بعد هذا تنزلت الى الوجود أو الغيب "الوجود المطلق" الذي هو الأحدية فما معنى الأحدية ؟
الأحدية أيضاً صرفة الذات وهي الرابط بين حقيقة الظهور والبطون
وعندما نقول البطون ليس كما نفهمه عند المريد ، وإن البطون كما يفهمه المشايخ
كما قال سيدنا الحلاج قدس الله سره : لما سألوه عن اسم الله الباطن ؟
قال الباطن الذي لا باطن له . يعني كم انتهت الحجوب
أما في حق المريد فالباطن في حق هذا المريد هو ظاهر في حق مريد آخر
لأنه لا يزال يقطع الحجب ، فهو هنا يظهر له أنه باطن والآخر يظهر له أنه في الظاهر وهو في الباطن
وهكذا
فالباطن بطون تام الذي أنهى به حجب السبعين ألف
فالأحادية هو صرفة الذات وهو الرابط بين الظهور و البطون
وهذا المقام يسميه أهل الله "البرزخية الكبرى" وكأنها يعني يشرون إليها في عبارة جميلة يقولون هي الخط الموهوم بين الظل و أصله
فهذا الخط الموهوم هو حقيقة فلك الولاية أو ما يسمى أيضاً عند أهل الله بالقاب
فكان قاب قوسين أو أدنى فهذا الفلك فلك الولاية هو قاب بدون قوسين
أو يسميه أهل الله هو حقيقة العشق من غير عاشق ولا معشوق
فهي عشق منزه فلا أسماء فيه ولا صفات ولا نسب ولا اعتبارات
في الأحادية لا يوجد لا أسماء ولا صفات ولا نسب ولا اعتبارات ولا أي شيء
لأن الأحادية كما سمها سيدنا الشيخ هي قلزم
ما معنى القلزم ؟
قلزم هو مثل الثقب الأسود الكبير الذي يمتص كل شيء ، لا يصله شيء ويبقى له وجود
فهذه هي الأحادية
ليس فيها أسماء ، لا طاقة للأسماء لظهور في حقيقة الأحادية
بعد الأحادية هناك تنزل إلى حقيقة الوحدانية
ما معنى الوحدانية ؟
وهنا لكي نعرف الفرق ما بين الواحد و الأحد
الأحادية التي هي من الأحد و الواحدية التي هي من الواحد
لأن بعد الواحد يبدأ يظهر العدد
أما الأحد فليس بعدد أصلاً
قلنا أن الأحادية لا تقبل لا الأعداد ولا الأسماء ولا الصفات
فهذه الواحدية هي منشأ السوى والكثرة يعني من الواحد تكاثرت وبدأت تظهر الأعداد
ظهر الاثنان الذي هو واحد وواحد وظهر الثلاثة الذي هو واحد وواحد وواحد
وأهل السر يفهمون هذا
أي لا يوجد إلا الواحد
ففي هذه الواحدية ظهرت الكثرة
فهي منشأ السوى والكثرة ولكن يكون فيها الواحد عين الثاني بحضرة الجمع والأسماء والصفات
أي { مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ } [الملك:3]
يكون كل واحد عين الثاني
ترى مثلاً السماء عين الأرض ، والجنة عين النار ، والحسنة عين السيئة فيظهر لك الكل متساوي
لأن الكل أصله منشأه من حقيقة هذا الواحد الذي سرى في الأعداد أو تقول كالـ "أ" الذي سرى في الحروف
أو لتبسيطها و تفسيرها معنى الواحد هي كأن الواحد سرى في الأعداد سرى في الاثنان وفي ثلاثة ....
وهو فقط واحد يتكاثر ويظهر بالأعداد
كذلك الألف "أ" تمايلي بالعشق الإلهي فظهرت منه حقيقة الحروف
فهذه هي حقيقة الواحدية
إذن الواحدية تقبل الأسماء والصفات ولكن يكون فيها الواحد عين الثاني ليس كما الأحادية
لا أسماء فيها ولا صفات
ثم بعد الواحدية تنزل إلى الظهور الصرف الذي هو الألوهية
حيث تتعين الكثرة فيكون كل واحد متمايز عن الثاني فهي عبارة عن قسطاس الحق الذي يعطي كل ذي حق حقه من الأسماء والصفات وهي حضرة التعينات الإلاهية
أي في هذه الحضرة يكون حقيقة الفرق ، أي كل شيء يأخذ حقه لا يكون الرحمان هو عينه القهار
وإنما الرحمان الرحمان والقهار قهار والهادي هادي والمظل مظل فكل اسم يأخذ حقه مستحقه
لأن هذه الحضرة هي حضرة قسطاس الحق
ثم بعدها تنزل نحن قلنا " الذات المطلقة ثم الغيب المقيد الذي هو عبارة عن الأحادية ثم بعد ذلك الواحدية ثم الألوهية الذي هو ظهور الصرف"
ثم الوجود الساري
فهذا الظهور الصرف أو هاته الأسماء أسماء الحق فكيف يعني أن تتنزل في الوجود
كيف ستظهر في هذا الوجود ، ظهرت بهذا الوجود الساري
الذي سماه أهل الله بالنفس الرحمان وهو الذي وسع الكثرة الإلاهية من أسماء وصفات
وسع الكثرة الإلاهية ووسع أيضاً الكثرة الكونية
فهو الرحمة التي وسعت كل شيء وهو هذا النفس الرحماني ذلك الألف ما بين الميم و النون
ذلك الألف هو حقيقة هذا النفس الذي سرى في كل شيء
ثم بعدها تنزل المقام الربوبية
لما تعطي الأسماء حقها ويظهر فيها النفس ينفخ فيها النفس الذي هو مثل الروح في الانسان
فتظهر الربوبية ومع ظهور الربوبية تظهر العبودية
لأن الربوبية كما يقول دائماً سيدنا الشيخ تقبل الزيادة
الإنسان لما يدعو الأنبياء لما يدعو في المصطلح القرآني لا يقولون "يا الله" ربي ربي ربي ... لماذا ربي لأن العبد يدعو الرب
فلا يقول يا إلهي لأن الألوهية تفني لا تقبل الاثنين
ولكن الربوبية تقبل الزيادة للعبودية ، فذا ظهرت الربوبية يعني هذا المقام أو هذا مرتبة الوجود تظهر العبودية
فيظهر الجمال والجلال وهي حضرة القدس ومن هذه الحضرة يعني من حضرة الربوبية أرسلت الشرائع
وأنزلت الكتب فهذه الحضرة الربوبية هي مرجع حقيقة النبوة والرسالة
ثم بعدها يعني التنزل إلى حضرة المالكية والتي هي حضرة كن فيكون
وفيها ينفذ الأمر والنهي من هذه الحضرة تأخذ الأسماء والصفات المؤثرة أثرها
يعني من هذه الحضرة التي هي حضرة كن فيكون يظهر لنا أثر الأسماء والصفات في حقيقة الكون
فهذه يعني سبع صفات أو سبع تنزلات تكلمت عنها وهي في الحقيقة لكي أصل إلى الكرسي يجب أن يكون 16 تنزل
فإن شاء الله أكمل باقي التنزلات لكي نفهمها أكثر قسمتها لكي يتضح المعنى
فصرافة الذات التي لا يتكلم عنها والتي لا يشار اليها باسم ثم الأحادية التي هي برزخ ما بين الظهور والبطون أو حقيقة ذلك القاب بين قوسين ثم بعد الأحادية تنزل إلى الواحدية ولو ظهور الأسماء والصفات وإنما تظهر بغير تمايز بينها حيث يكون الواحد هو عين الثاني ثم بعدها الأولوهية أو حقيقة ظهور الصرف وهي حقيقة أو مقام قسطاس الحق حيث تأخذ الأسماء حقها ومستحقها ثم بعدها الظهور الساري أو نفس الرحمان الذي ينفخ فيها حقيقة الروح الأسمائية فتتمايز ثم بعدها الربوبية حتى تظهر حقيقة العبودية وإن قسم الوجود إلى جمال وجلاد فاذا ظهرت العبودية اقتضت بينها ان يكون رابط بين الروبية والعبودية التي هي الشرائع والنبوة والرسالة التي تدل العبد على ربه ثم حضرة كن فيكون التي هي حضرة المالكية حتى تأخذ الأسماء أثرها فيكون لهذه الأسماء حين تنزلها أثر في هذا الوجود
فهذه سبع تنزلات وإن شاء الله سيكون لنا الحديث في باقي التنزلات حتى نصل الى حقيقة العرش او الى حقيقة الكرسي
ثم نبدأ في شرح ما معنى هذه البيضة الكونية أو ما معنى حقيقة الأمر ونهي التي محلها الكرسي الذي وسع السموات والأرض
كاتب التفريغ صلاح الدين الأيوبي - منتدى الشامل

التفريغ سيكون كاملاً إن شاء الله حين إنتهاء الجزء الثاني سأرفعه في كتاب بسيط إسمه "حقيقة الكرسي في التصوف الكركري"
لمن يريد الإستفادة منه وتحميله سيكون منسقاً وفقط كهدية لأعضاء والرواد الشامل

بالتوفيق
غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: مقالات في الروحانيات للمعتقدات الاخرى


....