بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد المصطفى الأمين و على آل بيته الطاهرين المطهرين الذي اصطفاهم الله على خلقه أجمعين و على صحابته الأعلام الغر المحجلين و على التابعين و تابعي التابعين الى يوم الدين و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
أما بعد:
في البداية أتقدم بالشكر الجزيل الى ادارة المنتدى على موافقتها للاقتراح الذي تقدمت به، و على رأسها المشرف العام للمنتدى الأخ الكريم غســــان، فهذا القسم من المنتدى سيكون باذن الله عز و جل جوهرة تزين منتدى الشامل، و سوف يجد فيها جميع المشتركين ضالتهم بعون الله تعالى، كيف لا و هي ستكشف للعرب و المسلمين أسرار أحبار اليهود و كهان النصرى الذين كانوا و لا يزالون يحتكرون العلوم الروحانية الحقيقية فيما بينهم، و يقومون بنشر كتب و خطوطات مزيفة قصد تضليل المسلمين و ابعادهم عن هذا العلم الذي كان العرب فيه من أكبر العلماء و خيرهم. فالهدف هنا هو تعلم كل شيء عن الروحانيات اليهودية و علوم الكابالا النصرانية و اللغة السريانية و الأرمية لغة ابراهيم الخليل و عيسى الزاهد الأمين. لكن و قبل أن أنشر أول المواضيع لا بد لي من أن أقدم نبذة و لو مختصرة عن هذا العلم حتى يعرف الجميع أين يضعون أقدامهم و على مذا هم مقبلين، فأستعين بالله القاهر العالم بخبايا الانس و الجن و أقول:
لا يستطيع أحد من العالماء أن يحدد بدقة التاريخ الحقيقي الذي بدأ فيه البشر في ممارسة الروحانيات، لكن القرآن جاء بالفصل في سورة البقرة حين أخبرنا أن السحر بدأ في بابل بأرض العراق المجاهدة زمن الملكين هاروت و ماروت فهذين الملكين هما أول من علم الناس السحر، و حسب دراساتي يعود تاريخهما الى زمن الخليل ابراهيم، مع العلم أن سيدنا ابراهيم الخليل ولد في حدود 1850 ق م، و كان أول من تعلم الروحانيات عن هاروت و ماروت سكان بابل و ما حولها، ثم انتشر هذا العلم بين البشر و شاع حتى بلغ اليهود الذين كانوا يسكنون أرض مصر بعد نزوح سيدنا يعقوب اليها ليقضي الله أمرا كان مفعولا. فقد مكث اليهود 450 سنة في مصر الفرعونية قبل أن يبعث الله لهم سيدنا موسى عليه السلام لينقدهم من تسلط الفراعنة عليهم الذين حولوهم الى عبيد، فاختلاط اليهود بكهنة مصر الفرعونية فتح لهم الباب على مصرعيه ليتعلموا هذا العلم. و قد كان في أرض مصر أكبر السحرة و أقواهم و قصتهم مع سيدنا موسى عليه السلام معلومة لدى الجميع فلا أرى أي داع لذكرها. فمن هنا يمكننا القول أن أصل الروحانيات العبرية مستوحا من الروحانيات المصرية الفرعونية، لكن اليهود قاموا بتطوير هذا العلم الذي أخدوه عن كهنة فرعون و كيفوه ليصبح موافقا للغتهم و دينهم خصوصا بعد نزول التوراة عليهم.
بعد أن قمنا بتقديم نبذت بسيطة جدا على أصل الروحانيات العبرية سنقوم الأن بشرح مفهوم الروحانيات عند اليهود لتكون الفائدة عامة، و في نفس الوقت سنجيب على سؤال مهم جدا قد حير الجميع.
تفسير الروحانيات عند اليهود و النصارى: الروحانيات عند اليهود و النصرى هي استخدام قوى خفية(جن، شياطين، ملائكة، و قوة الطبائع الأربعة....ألخ) في تحقيق أمور من المستحيل على ابن أدم ان يقضيها بقوته الخاصة، كأن يلقي محبة شخص ما في قلب شخص أخر أو أن يفرق بينهما، فتخيلوا لو أن كل من هب و ذب كان بامكانه أن يعمل شيء من هذا القبيل لما بقي على ظهر الأرض شخصا واحدا سليما معافى، فحسب اعتقادي لابد حتى يصل طالب العلم الى مبتغاه أن يمتلك ثلاث صفات أولها الصبر و المتابرة و ثانيها المداومة على التجربة فهي أساس كل عمل و من جد وجد و من زرع حصد و ثالثها الشيخ المربي الذي يقود الطالب في مسالك هذا العلم حتى يبلغ بر الأمان.
من هذا المنطلق سأقدم للجميع دروسا مفصلة عن الروحانيات وقف الطريقة التي يسير عليها اليهود حين يعلمون تلامذتهم العلوم الخفية، أعلم أن الطريق سيكون طويلا نوعا ما، و شاقا، لكن هو المسلك الوحيد لبلوغ المطلوب، و لا تضنوا أن الروحانيات هي كتب أو مخطوطات أو عزائم تقرأ أو بخورا تحرق، بل هي علم حقيقي قائم بنفسه، له أداب و مسالك و أحكام من ألم بها كلها حقق مراده و شاهد بأم عينه قدرة الله تعالى في خلقه، و من تكاسل فلن يجني شيء و ستذهب جهوده سدا فلا تضيعوا هذه الفرصة فمن التراب خلقا و الى التراب نعود، و محمد الناصر الموجود بينكم اليوم قد يفارق الحياة في أي لحظة و طوبى لمن سمع و تعلم و لما سيرى كتم.
محمد الناصر خادم النسبة و الفقير الى ربه العالي القدير.