اذا لم يكن متفق على مصطلحات المادة المطلوب النقاش بها, فالنقااش لن يثمر.
ويبقى, كلٌ مسرورٌ بما اوتي من فهم من حيث هو.
فالاتفاق على لغة مشتركة اولا, ركن اساسي يبنى عليه بناء المعرفة. والا ضاع الجهد والوقت هباء منثورا, بضياع الجوهر المتناقش حوله
وبالتالي لا ثمرة تؤكل وينتفع بها, وسيعقب ذلك جوع قاتل, ويقال الجوع كافر.
لقد كان منذ عشرات السنين يمخضون اللبن بالظرف, فلا كهرباء ولا آلات كما نشاهد اليوم.
فكان يتم ذلك بين سيدتين من خلال الاخذ والعطاء الدائر بينهما بواسطة الظرف, فتصلان بعد جزء من الساعة الى نتيجة مفيدة
وهي الزبدة الطرية التي هي المقصودة بالاصل من ذلك النقاش الدائر بينهما - ان صح التعبير.
لا تتم الاحاطة بعلم ما, الا باالاحاطة بعلله واسبابه التي لا تكون الا لحكيم عرك الدهر
لقد اختلف الفلاسفة حول رؤاهم في اغلب المواضيع المطروحة, ان لم يكن كلها.
فهل اتفقوا حول مفهوم الوحدة والكثرة مثلا ؟
اذا رجعنا لما قالوه فسوف نرى عدم الاتفاق, اللهم الا فيمن بقروا العلم من خاصرته كأفلاطون وأرسطو وسقراط وديموقريطس وبرمنيديس وفيثاغورس وغيرهم.
فباي لغة تكلموا او قرأوا او تناقشوا فهموا جوهر ما به يتعاطون, ولم تلههم المصطلحات والقشور عن ادراك ذلك الجوهر, كما يقع في منتدانا او في غيره.
لما شفت بصائر الفلاسفة, رأوا الفلك في الارض دون ان ينزلوه, كالماء الصافي يري صورة الوجه والافلاك ليلا وهو ما زال في علاه, ففهموا احكامه.
ورأوه في الاوفاق فسبروا اغوارها.
ورأوا الاوفاق في الارض فتكيفوا في مبانيها ومعانيها تركيبا وتصريفا. ولم يكن الفلاح اذكى منهم حيث زرع وانتج وتصرف وآتى أكله من كل زوج بهيج
رأواها كالشجرة ال
وعبروا من خلال المصطلحات المتنوعة الى رابط غير قابلة للانفصام عراه
فكيف سنجد رابط في هذه الصفحات حول المصطلحات المطروحة كالاحداثيات على سبيل المثال لا الحصر ؟
وقد يقول قائل : لا بل المباديء عند ارسطو. فيعلو الخلاف ويستعر الهياج والجوهر واحد
واذ بقائل آخر : لا بل المرتان والبلغم عند ابن سينا
وآخر يقول : الطول والعرض عند ابن عزوز
والنتيجة, لا اتفاق بل خلاف حول المصطلحات والمباني والمحسوسات
فلنتروى لنرتوي مما فهمه الفلاسفة القدماء, فالارض حين ارتوت انبتت مما يسر النظر ويبهج العقول ويشفي الصدور
لقد ترجمت الارض وفرعت من الكل اجزاء
وحمل كل جزء مما هو منوط بحمله, فجاءت نظرية الفيلسوف المعلم الاول ارسطو الحكيم مجسدة في :
قضية الحمل والحامل والمحمول
فارجو ان تكون نصيحتي - وان كنت لست مستنصحا - نافعة عند الباحثين الذيم ما زالوا مثلي في الطريق, في مختلف العلوم ان كانت : اوفاقا او افلاكا او ... الخ.
فاول ما قال جبرائيل للنبي : اقرأ
فقراءة الوجود بشقيه الحسي والعقلي واجبة لمن اراد ان يكون عالما, والا ليكن مستمعا واعيا.