الموضوع: ليلة القدر 1428
عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو aa11
aa11
عضو
°°°
افتراضي
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الموفق والملهم من يشاء بما يشاء ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء ، وقدوة الأولياء ،

ومتبوع الأصفياء ، سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه السادة النجباء أما بعد :

فإن مواسم الخير تتجدد في كل عام ، ولله عز وجل مواهب وعطايا في هذه الأوقات الشريفة ،

ورحمات ونفحات ينبغي للمسلم ألا يفوتها بل يتعرض لها ، على الدوام (إن لربكم في أيام دهركم

نفحات ألا فتعرضوا لها) ومن جملة هذه الفرص ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر- مايعادل 83

سنة - فمن قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر كما ورد عن مولانا رسول

صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان من حكمة الشريعة إخفائها ليظهر بذلك المشمر لها والمجد في

تحصيلها، مثلها مثل ساعة الإجابة في يوم الجمعة ، ولست بصدد ذكر الأقوال الواردة في

تعيينها عن العلماء رضي الله عنهم حيث اختلفوا في أنها تكون ليلة بعينها كل سنة ، أو أنها تتنقل

بين ليالي الشهر ، والذي يحسم الاختلاف بل الذي يبين لنا وقتها هو ما ورد عن السادة

الصوفية أهل الكشف والإلهام الذين مادة علمهم من فوق . وهذه فائدة من كتاب بغية

المسترشدين للحبيب العلامة مفتي الديار الحضرمية عبدالرحمن المشهور باعلوي المتوفي

سنة 1320هـ حيث قال رضي الله عنه :

(فائدة): ذكر بعضهم ضابطاً لليلة القدر على القول بأنها تنتقل ، ونظمها عبد المعطي أو قليوبي فقال:

ياسائلي عن ليلة القدر التـــــي ،،،،،،،، في عشر رمضان الأخير حلت

فإنها في مفـــــردات العشـــــر ،،،،،،،، تعرف من يوم ابتداء الشهـــــــر

فبالأحد والأربعا فالتاسعــــــة ،،،،،،،، وجمعة مع الثلاثا السابعــــــــــه

وإن بدا الخميس فهي الخامسة ،،،،،،،، وإن بدا بالسبت فهي الثالثـــــــة

وإن بدا الاثنين فهي الحـــادي ،،،،،،،، هذا عن الصوفيــــــة الزهــــــاد

رضي الله عنهم وأرضاهم ونفعنا بعلومهم وأسرارهم في الدارين آمين
_________________




يقول تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ .تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ . سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر)


إنّ الله سبحانه وتعالى وتعالى قد جعل لهذه الليلة قدراً عظيماً وحسبنا أنه قد جعل لها سورة خاصة بها، تتلى إلى يوم القيامة.. وبغض النظر عن فضلها الذي لا يخفى على أحد، فإنّني الفقير أردتُ القول بأنّه سبحانه قد أخفى هذه الليلة في ليالي هذا الشهر المبارك، وخاصة في وتر العشر الأخير منه، وهذا ثابتٌ في أقوال رسول الله حتى كان عليه الصلاة والسلام يشدّ المئزر في العشر الأواخر ويجتهد في العبادة فيها خلافاً لغيرها من الأيام..


وليس يا أخواني ما سأورده هو معارضة لما أوردتموه أعلاه، فإنها فوائد جليلة عن ساداتنا الأكابر نعتزّ بها، لا حرمنا الله بركاتهم وإمدادهم وفضائلهم، ولكنه مجرّد رأي يحتمل الصواب والخطأ، ولكن ما دام هذا الموضوع يتكلّم عن ضابط تحديد ليلة القدر، فاسمحوا لأخيكم وخويدمكم أن يدلي برأيه هنا، فأقول وبالله التوفيق..


بدايةً أودّ سرد فائدتين في سورة القدر في تعيين هذه الليلة المباركة:


أولاً: أنّ هذه السورة عدد كلماتها (30) كلمة، وأنّ كلمة "هي" في الآية الأخيرة والتي تشير إلى ليلة القدر ترتيبها في السورة هو (27)..

ثانياً: أنّ "ليلة القدر" عدد حروفها (9) حروف، وقد تكررت في السورة 3 مرات، فيكون حاصل ضرب 9 في 3 هو (27)..


وورد عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال عن ليلة القدر:

(والذي لا إله إلا هو، إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني- ووالله إني لأعلم أي ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها)

ورُفع ذلك في رواية إلى النبي

وقد ورد عنه أنه قال: (من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين)

والأرجح مما سبق أنّ آكد ليلة القدر هو ليلة السابع والعشرين على الأرجح، وهي ربما تشذّ عن هذه القاعدة في بعض الأعوام، ولكن ذلك قليل جداً، وأكثر ما تشذّ إن شذّت أنها تكون في ليلة التاسع والعشرين، وأحياناً تكون في ليلة الخامس والعشرين.. والله أعلم..

وما دامت هي خافية متنقّلة، وقد اختلفت وتعدّدت فيها الأقوال، فالأفضل أنّ يتعاهد المرء العشر الأواخر بمزيد اجتهادٍ في العبادة، ويكثر من الصلاة وقيام الليل، وهي أفضل ما يُفعل، عساه أن يحظى بإدراكها إن شاء الله..

ولها علامات تعرف فيها في نفس الليلة وصبيحتها، ففي ليلتها تتنزّل رحمات مخصوصة، ويكون لقائمها خشوع في قلبه مختلف عن بقيّة الليالي، كما أنه يشعر بقشعريرة خفيفة جميلة تصيب سائر جسده، كما يمكن أن يبكي..

أمّا صبيحتها فإنّ الشمس تطلع قرصاً أبيضَ لا شعاع لها، والله أعلم..

ويُكثر المرء في ليلة القدر من الدعاء الذي أوصى به رسول الله ، لما روته عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: (قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني)..





ومن النظم المنسوب لمحاسن الشيخ سيدي محيي الدين رضي الله تعالى عنه في ضابط ليلة القدر:




وإنّا جميعاً إن نصم يوم جمعةٍ = ففي تاسع العشرين خذ ليلة القدر
وإن كان يوم السبت أوّل صومنا = فحادي وعشرين اعتمده بلا عسر
وإن كان صوم الشّهر في أحدٍ فخذ = ففي سابع العشرين ما شئت فاستقري
ويوم الثلاثا إن بدا الشهر فاعتمد = على خامس العشرين فاعمل بها تدري
وفي الأربعا إن هلّ يا من يرومها = فدونك نيل الوجد في تاسع العشر
ويوم خميس إن بدا الشّهر فاجتهد = ففي ثالث العشرين تظفر بالنّصر
وضابطها بالقول ليلة جمعةٍ = توافيك بعد النّصف في ليلة الوتر

وعلى هذا قد تكونليلة 92 هى المنتظرة والله وحده اعلم

جدول الشاذلى رضى الله عنه جربته 7 سنوات وظهرت امامى علامة الشمس من غير شعاع والله على مااقوله شهيد واسالكم الدعاء