عرض مشاركة واحدة
الصورة الرمزية غسان
غسان
المدير العام
°°°
افتراضي
في الحياة
**********
وكل من يسيل عن حياته وما يلاقيه الى مماته سير له طالعه وكوكبه ونير النوبة لاتغيبه لكل جزء سنة سوية بقدرة من خالق البرية فان أي وقت ابتهى لسعد اتى بعز وعلو مجد واي حين انتهى لنحس فاحكم بضر وضنى ونكس
هذا في كيفية الحكم على السؤال عن الحياة وما يلقي السايل الى الممات ولا يتم المقصود من الكلام في ذلك الا بحصره في ستة مواضع

الاول: في كيفية السؤال وفي أي وقت يكون
الثاني: في كيفية التسير
الثالث: في معرفة الطالع
الرابع :في قسمة اجزاء التسير على الزمان
الخامس: في تعيين المتفق عند انتهاء التسير
السادس :في ذكر مثال يتعلق بهذا المعاني الموضع الاول في كيفية السؤال وفي أي وقت يكون

اعلم رضي الله عنك ان للسائل والمسؤؤل شروطا ينبغي لهما ان يعرفانها

فشروط السايل هي ان يكون يعبر عما في نفسه وعن صحة ما يخطر بباله مما يريد ان يسيل عنه ويجزم بذلك ولا يخلط به ويلغى ما يعرض به بعد ان يضمر وان ياتي ذلك بفكر مجمع عليه غير زاهد في تعرف جوابه بقريحة والتفات وجمع خاطر

وشروط المسؤؤل اذا سئل ان يضبط القياس ويعتمد على الكلام الاول فان صورة الفلك على ما قال بعضهم على ضمير السائل ثم يصحح اجزاءها كلها بالتسوية التي ارتضاها ابن اسحاق وهي اخذ ثلث ما بين العاشر الى الطالع وتحمل على العاشر يكون الخارج مركز الحادي عشر وعلى الحادي عشر يخرج الثاني عشر والثالث منه الثاني والخامس من الحادي عشر الثالث على مثل اجزائها ابدا ويصحح مواضع كواكبها على الاصول التي اصلحها ابن اسحاق ايضا رحمه الله فان لم تكن للمسؤؤل قوة في تصحيح اجزائها فلا يعتمد في ذلك الا على عمل من عرفت معرفته واشهرت امانته لئلا يوقع بهولا يعجل بالقضاءولاسيما اذا كثرت اقاويل القوم فيها واختلفت مذاهبهم ولابد من امتزاج قرائن الاحوال مع الدلالات فهو اتم للمقصود

واما الوقت في اخذ السؤال
**************************
ففيه اختلاف بين الاوائل واصوب اقاويلهم ويظهر للمتاه ان يكون عندما يخطر للسايل او ياتي لمن يساله عن ذلك واليه اشار هرمس وغيره

الموضع الثاني في التسير وحقيقته
*******************************
اخذ القطعة التي بين المسير والمسير اليه اما بروج السوا او بالمطالع الافقية الاستوائية او الممتزجة وبيانه ان الكندي قال اذا كان الدليل في وسط السماء يسير بالمطالع الاستوائية وفي الطالع بمطالع البلد وفي ما بينهما بالممتزج يعني وفي الرابع بالمطالع الاستوائية وفي السابع بمطالع البلد وكيفية استخراج المطالع الاستوائية والافقية معروف ولا حاجة اذا وضع استخراج الممتزجة خذ الفضل بين مطالع البرج و مطالع نظيره في الافق واقسمه على ستة والخارج احفظه فان كان الفضل مطالع البرج فانقص منه المحفوظ يكن الباقي في مطالعه في الثاني وانقصه من مطالعه في بين الثالث ثم لا تزال تنقص حتى تنتهي الى السابع ثم تبتدي بزيادة المحفوظ على مطالعه في الثامن يكن مطالعه في التاسع ثم لا تزال تزيد حتى تنتهي الى الطالع فان وافق فصحيح والا فلا وان كان الفضل للنظير فزد المحفوظ على مطالعه في الطالع تكن مطالعه في الثاني ثم تفعل كذلك الى ان تنتهي الى السابع ثم تبتدئ بالنقصان
وبهذا العمل تعلم مطالع كل برج في كل بيت فتاخذ الفضل بين الدليلين فما كان فهو اجزاء التسير

ومن العلماء بدرج السواء ويظهر لك بعد هذا شاء الله
وكل دليل فانه يسير على توالي البروج الا الكواكب الراجعة والسهام فان تسير معكوسة وقد وقع لبعضهم ان يحمل على موضع السعادة ان كانت دلالة ب درجة لكل يوم ويعلم وقوعه وسعادة ذلك الجزء ومنحسته ويحكم بتلك الدلالة ولانه مجرب قتامله

ولتسير المواليد وجه خاص يسمونه الانتهى
*****************************************
وهو ان يجعل لكل سنة ثلاثين درجة من درجة طالع الولادة والسؤال عن الحياة ويسمي ايضا برج الدور ويجعل الدلالة لصاحبه فاذا كان مسعود دل على السعادة والا فلا وينقله ايضا الى الحدود فحيث انتقل الى حد سعد وقوى حكم السعادة او الى حد نحس وضعف حكم بالمنحسة ويعضد احد الحكمين دلالة الاصل بالموافقة ويضعف بالمخالفة ومنهم من يرى انه اذا وقع شعاع كوكب على برج الانتهاء سير اليه درجة الانتهاء بدرجة السواء لكل درجة يوم فاذا انتهت الى درجة الكوكب مجاسدة او نظر احكم بدلالته ومنهم من يضرب الفضل بين درجات الانتهاء ودرجات الكواكب في اثني عشر ويعطي لكل واحد من الخارج يوما وهذا النوع من اسرارهم
ومثال ما جرب من ذلك ان الانتهاء وقع في الحوت على كا درجة والزهرة فيه على كد درجة والفضل بينهما ثلاثة مضروبة في اثني عشر بستة وثلاثين جزء ففي اليوم السابع والثلاثين حدثت لصاحبه سعادة وكان قمر النصبة في الوجه الاول من الموت فاي يوم اتفق نظره الى الزهرة في كو من الحوت حدثت زيادة خير لم يظنها فقس عليه ومنهم من يضرب الفضل في اثني عشر وسدس فما خرج فلكل جزء يعطي يوما ثم ياخذ ما بين الدرجة التي وقع الشعاع عليها والدرجة التي يقع الشعاع عليها لكوكب اخر يعمل على الاول ومثاله ان وقع الانتهاء في ك من السرطان والمشتري على كه من الثور والخارج من ضرب الفضل في اثني عشر وسدس ستون يوما وخمسة اسداس يوم فللمشتري الدلالة في هذه المدة فلو كانت الزهرة في كر من الجدي مثلا فشعاع الزهرة واقع على درجة الانتهاء بعد شعاع المشتري وبينهما درجتان والخارج من ضربهما في اثني عشر وسدس اربعة وعشرون يوما وثلث يوم وللزهرة الدلالة في هذه المدة وهكذا الى تمام السنة الواحدة يكون العمل في الشعاعات الواقعة على الثلاثين درجة التي هو قطعة السنة الواحدة ومن حققه لا يرتاب في صحته بحول الله وقوته
واعلم انه متلى كانت الدلالة لكوكب وهو في نظر سعد وتربيع نحس او مقابلة فما بينهما من درج السواء هو مقدار التسير ولا سيما في النيرين
وهذه فايدة عظيمة لاتخلو البتة ومن التسير نوع يقال له الجاز محتار وهو ان تسير درجة طالع الاصل في حدود الكواكب المطالع البلدية لكل درجة سنة ولكل دقيقة ستة ايام ولصاحب ذلك الحد الدلالة ويسمى القاسم
وان وجدت في الحد كوكب او شعاعه فهو مشارك له وقسمت الفرد ارات نوع من التسير ودلالة القاسم ظاهرة بينة وهذا التنبيه على التسير كاف لمن تامله

الموضع الثالث في تسير الطالع
*******************************
وهذا وان كان ما احتوى عليه من نوع ما احتوى عليه الموضع الثاني فافردته لان المولف اشار اليه بقوله ولقوة دلالتها في الجسد ويدل عليه قول بطليموس درجة الطالع تسير لاعراض الجسد فمتى انتحسه درجة الطالع بنحس فحصل ما بينهما وبين النحس بالمطالع الافقية فما كان هو اجزاء التسير وتسير ايضا اليه وان لم ينحسها والاول اتم

وكذلك القول في العاشر لما يناله من عزه وصناعته والتسيير لسعد كالتسيير للنحس وهذا معنى سير له طالعه وقوله وكوكبه وسير له صاحب الطالع فالضمير فيه عائد على الطالع لاعلى السايل بخلاف الضمائر المتقدمة ويحتمل ان يكون مراده بقوله وكوكبه أي وكوكب السايل ويريد به الهيلاج وهذا احتمال بعيد والاحتمال والصيرورة الى الاحتمال القريب اولي عند العقلاء من الصيرورة الى الاحتمال البعيد
ومما يؤيد بعد هذا الاحتمال قوله ونير النوبة فانه في الغالب هو الهيلاج فيكون على هذاحضر على تسيير ثلاثة الطالع وصاحبه والهيلاج وعلى هذا الاخير اعتماد بطليموس فتسيير هذه على حسب ما تقدم في التسيير وقوله ونير النوبة لا تغيبه يعني لاتطرح دلالة نير النوبة اما نير النهار وهو الشمس او نير الليل وهو القمر فتسير صاحب النوبة كما تقدم الموضع الرابع في قسمة اجزاء التسيير على الزمان لا يخلو حال هذا الكوكب المسير من ثلاثة اوجه اما ان يكون في برج ثابت او مجسد او منقلب وكل واحد اما ان يكون في برج ثابت او مجسد او منقلب وكل واحد اما ان يكون في وتد او في ثاني وتد او في ساقط فتتعدد الى تسعة اوجه فالثابت السنون وللمجسد الشهور وللمنقلب الايام وللمجسد في وتد السنون وللمنقلب في وتد الشهور والحق ان ذلك يختلف باختلاف قوة المسائلة وضعفها وقد قال صاحب الكتاب لكل جزء سنة في تسيير هذه الثلاثة والناظرلا يخفاه ذلك الموضع الخامس فيما يتعلق عند انتهائه واليه اشار بقوله فاي وقت الخ...

والمنتهى اليه بالتسيير لا يخلو اما ان يكون سعدا او نحسا فان كان سعدا فانه يدل على العزو علو المجد كما قالويكون ذلك من جنس الموضع الذي هو فيه ايضا فان كان من السادس فهو المرض وان كان من الثامن فهو الموت اوما يؤؤل اليه وكذلك قس على سائر البيوت الموضع السادس ذكر المثال الذي يتعلق بهذا المعاني حكى ائمة هذه الطريقة انه اخذ سؤالا عن حالة بدن انسان فكان الطالع الاسد صاحبته الشمس في الجوزاء بينها وبين زحل بالمطالع يا درجة قال فحكمت بانه يمرض بالبارد واليابس وان زوجته تناوله ما يضره يعني لان زحلا صاحب البيت السادس فلذلك حكم بمزاج المرض انه بارد يابس

وقال رحمه الله فما جاوز احدى عشر الا و اصابته حمى الربع و احتراق في البدن مع يبس حتى كان يشبه الجدام و نبه ان زوجته ناولته ماضره وهذا منه رحمه الله قياس حسن وانما اعطى لكل جزء شهر لأن الكوكب في برج مجسد وفيما يلي وتد فتأمله وقس عليه تصيب ان شاء الله تعالى في المال
وان اتاك سائل عن مال فانظر لرب طالع السؤال ونير الليل ورب الثاني وحالهم في البعد والتداني فان يكن بينهم تواصل والمال في يديه حاصل او جامعا او قابلا للنور نال الذي يرجو بلا تكرير وان يكن ضد لهذا القول فايبس من المال لقبح الشكل بقدرة قدرها الحميد سبحانه يفعل ما يريد الحميد من اسمائه عز وجل وهو المشئ عليه فالله عز وجل حميد فحمده لنفسه اولا وبحمد عباده له ثانيا وهو راجع الى صفة الجلال والعلو والكمال
قوله وان اتيك يعني اتي السايل سؤال هل يستفيد مالا ام لا والنظر في معرفة وجه افادة المال يكون من وجوه شتى منها ان يسال الانسان هل يفيد المال من سلطان او من صديق او من زوجة او من اخ او من اب او هل يفيد المال ولا يذكر الجهة التي يريد افادته منها والى هذا الوجه الاخير اشار المولف رحمه الله ومعنى قوله ان تنظررب الطالع ونير الليل وهو القمر وسواء ان كان السؤال ليلا او نهارا
قوله ورب الثاني يعني وتنظر ايضا الى صاحب البرج الثاني وهذا اذا لم يتكرر ولاجل الازدلافاولم يكن صاحبهما واحد كالجدي والدلو فاما ان تكرر الطالع وكان صاحبهما واحدا فتكتفي بصاحب الطالع مع القمر والا فالثلاثة صاحب الطالع وصاحب الثاني والقمر الا ان يكون القمر صاحب الطالع او الثاني او هما معا لاجل الازدلاف فتكتفي بالاثنين او بالقمر وحده وهذابين ويعني بصاحب الثاني صاحب جزء الثاني لا البرج الثاني من الطالع المتفق في بعض الاوقات ومثاله الوجه الثالث من الجدي والثاني الوجه الاول من الحوت والدلو بينهما بصاحب الثاني المشتري وقوله وحالهم في البعد والتداني يعني ان النظر انما هو لاجل حالهم في الاتصال وعدمه
وقوله فان يكن بينهما تواصل يعني فان وجدت الاتصال بين هذه الثلاثة والاتصال على نوعين اتصال مودة واتصال عداوة فالاول اتصال التثليث والتسديس والثاني اتصال التربيع والمقابلة وقد تقدمت حقائق هذه الاشياء وكيفية النظر فان وجدت الاتصال فاحكم بان الاتصال يحصل في يديه ولكن ان كان من مودة فيكون بسهولة وان كان من عداوة فبمشقة هذا ان لم ينحس بعضها بعض
وقوله او جامعا يعني او جامع كل واحد نور الاخر او قبله وتقدمت الاشارة الى ذلك في احوال الكواكب فانه يحصل له هذا الذي يرجوه من افادة المال من غير تكرير أي من غير عسر ولا مشقة فان لم يكن قبول لم يحصل الا على هذا الوجه