عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو علي العذاري
علي العذاري
انتقل لرحمة الله
°°°
افتراضي
وبالهند وادى القرنفل ولم يدخل إليه من التجار ولا ممن سلك البحار ولا
ذكروا أنهم رأوا شجرة، وإنما تبيعه الجن فيما يقولون الناس يرسون بالمراكب
في جزيرتهم، ويجعلون بضاعتهم على الساحل ويعودون إلى مراكبهم فيكونون
بها، فإذا أصبحوا جاؤوا فوجدوا إلى جانب كل بضاعة جزأ من القرنقل
وربما ترك البضاعة والقرنفل إذا طلب الزيادة فربما يزاد فيه
وذكر عن بعض الناس أنه طلع إلى الجزيرة وأمعن فيها فرأى قوما صفرا
بغير لحى، في زي النساء، ولهم الشعور فغابوا عنه، وأن التجار أقاموا
بعد ذلك مدة يترددون إلى ساحل تلك الجزيرة، فلا يخرج إليهم بشئ من
القرنفل، فعلموا أن ذلك من اجل من كان نظر إليهم، ثم عادوا بعد سنين
إلى ما كانوا عليه.
ويقال إنه رطبا كان حلو المطعم يأكلون منه فلا يمرضون ولا
يهربون، وذكر أن لباسهم من ورق شجر عندهم فهم يلحفونها ولا يعرفها
الناس. وأما الجزائر فذكر بطليموس أن في البحر الأخضر سبعا وعشرين
الف جزيرة عامرة وغير عامرة، منها جزيرة فيها أمة من بقايا النسناس،
ولهم شجر يقال له اللوب يأكلون ثمره ويلتحفون بورقة ويأكلون
لحوم الدواب البحرية
وجزيرة المرجان فيها شجر المرجان في ضحضاح بين الملوحة والعذوبة
وقد اطلعت رؤوسا مشعبة، فإذا سقطت إليها مراكب أخذوا من ذلك
المرجان ما قدروا عليه.
وجزيرة في وسطها كالضم العظيم من حجر أسود براق لا يدري ما داخله
وحوله أموات وعظام كثيرة
(٥١)
وقد كان بعض الملوك سار إليها فلما نزل عليها وقع إلى أصحابه النعاس
وخدر الأجسام، وضعفت أنفسهم، ولم يقدروا على الحركة، فبادر من حضر
منهم إلى المراكب، وهلك من أخلد منهم إلى المقام والتخلف
ويقال ان ذا ( ١) القرنين لما صار إلى الظلمة مر بجزيرة فيها أمم رؤوسهم
رؤس الكلاب العظام، بادية أنيابهم يخرج من أفواههم لهب النار،
يخرجون إلى المراكب فحاربوه وحاربهم وتخلص منهم، وسار فرأى نورا
ساطعا فقصده فإذا هو (قد) بلغ جزيرة القصر وهذه الجزيرة في وسطها
قصر مبني من البلور الصافي على شاطئ البحر، فأراد النزول بها فمنعه من
ذلك بهرام فيلسوف ( ٢) الهند، وعرفه ان من نزل إليها وقع عليه النوم
وغرب ( ٣) عنه عقله، ولم يستطع الخروج عنها حتى يهلك
ويقال انه ظهر بها قوم قد صار لباسهم ورق الشجر، فسأل بهراما عن
مقامهم فيها كيف أمكنهم على ما ذكره، فأخبره بهرام ان بها ثمرا إذا
أكلوه زال ذلك عنهم
وذكروا أنه إذا كان الليل ظهر بشرافات ذلك القصر مثل المصابيح
تسرج إلى الصبح ثم تخمد نهارها إلى الليل ثم تسرج أيضا
وفي هذا البحر جزيرة بيضاء واسعة وبها ماء وشجر ( ٤) وفيها قوم شقر
وجوههم فيما وراءهم ( ٥) وهم عراة، وللواحد منهم ذكر وفرج ( ٦) امرأة
--------------------
١) ب: ذي، ت: ذو. )
٢) في ب: بهرام فيلفوس. )
٣) ب: أخذه وعزم عنه عقله. )
٤) ب: ماءا وشجرا. )
٥) ت: وجوههم في صدورهم. )
٦) ت: فرجان فرج، وفرج امرأة. )
(٥٢)
يتكلمون بمثل كلام الطير وطعامهم من نبات يشبه القطور ( ١) والكمأة
ويشربون من غدران هناك.
وجزيرة التنين فيها جبال وأنهار وزروع وهي عامرة وعلى مدينتهم حصن
عالي، وكان تنين عظيم قد سام ( ٢) أهلها (أقبح) سوم فيقال إن
الإسكندر وصلها، وإن أهلها استغاثوا به، وذكروا عنه أنه أتلف مواشيهم
حتى جعلوا له ضريبة في كل يوم ثورين ينصبوهما قرسا من موضعه، فيخرج
فيبتلع الثورين ويعود إلى موضعه، ثم يعود من غد، فقال لهم أروني مكانه،
فلما أصبح أقفوا الإسكندر في موضع يشرف عليه ونصبوا له الثورين
فأقبل كأنه سحابة سوداء وعيناه كالبرق، والنار تخرج من جوفه فابتلع
الثورين، وعاد إلى موضعه، فأمر الإسكندر بثورين عظيمين فسلخهما، ثم
أمر فملئت جلودهما زفتا وكبريتا وجبسا وزرنيخا، ومزج تلك الأخلاط
كلاليب حديد وأجسادا، ثم نصبها في ذلك الموضع، فأقبل التنين على عادته
فابتلعها ومضى لوجهه، فلم يلبث الا قليلا فاضطربت تلك الأخلاط في حلقه
فخر مستلقيا لا يملك من نفسه، وفتح فاه ليستروح، فأمر الإسكندر بقطع
الحديد فأحميت وجعلت على ألواح من حديد فقذفت في حلقة فمات في الوقت
واستراح أهل ذلك البلد منه فرحوا لموته وانكفأوا ( ٣) للإسكندر وحملوا
إليه من طريف ( ٤) ما عندهم.
وكان فيما حلوه إليه دابة في خلق الأرنب وبرها ( ٥) اصفر يبرق كما يبرق
الذهب يسمونه بتراح ( ٦) وفي رأسها قرن واحد أسود، فإذا الأسود والسباع
--------------------
١) ت: القطن. )
٢) ب: سام: أهلها سوم، ت: شام: أهلها أقبح شوم. )
٣) ت: وأظافوا - لعلها: وأضافوا. )
٤) ت: ظرائف. )
٥) في ب: شعرها. )
٦) في ت: نفواخ. )
* ما بينها وبين * * سقط في ت.
(٥٣)
والطيور والوحش هربوا منها، وكذلك كل دابة تراها تهرب منها، وتفر
بين يديها
وفي هذا البحر جزيرة تظهر ستة أشهر وتغيب ستة أشهر بكل من فيها
تعود إلى هيئتها، وقيل إنها جزيرة مدبرة
وجزيرة ملكان، وملكان دابة عظيمة بحرية، قد استوطنت تلك الجزيرة،
ولهذه الدابة رؤوس كثيرة، ووجوه مختلفة، وأنياب معقفة، وليس لها
طعام إلا ما تصيده من دواب البحر
وقيل إنها مركب لبعض ملوك الجن من أهل البحر، لان لها جناحين إذا
إقامتهما، وجمعت بين رأسيهما صارا كأنهما رف يلتبس بظل من الشمس * *
وذكرتها الأوائل، وزعموا أنها بقدر الجبل، وجزيرة ملكان فيها أمة مثل
خلق الانسان إلا أن رؤوسهم مثل رؤوس الدواب يغوصون في البحر
ويخرجون ( ١) بما قدروا على إخراجه من دواب البحر فيأكلونه
وجزيرة صيدون، وصيدون هذا ملك وهذه الجزيرة مسيرة شهر في مثله،
وكان بها عجائب كثيرة وأشجار وأنهار، وكان في وسطها مجلس على عمد
مرمر ملون، وكان المجلس من ذهب مفصل بأنواع الجوهر يشرف على هذه
الجزيرة وقيل إن هذا الملك كان ساحرا، وكانت الجن تطوف به تعمل له
العجائب فدل بعض الجن سليمان عليه السلام علية فغزاه سليمان وخرب
الجزيرة وقتل أكثر أهلها، لأنهم كانوا يعبدونه، وأسر منهم خلقا كثيرا
وآمن به أكثرهم، واسر ابنة لصيدون لم يكن على وجه الأرض في زمانها
أجمل منها ولا أكمل كمالا وظرفا وحلاوة، فاصطفاها سليمان عليه السلام
لنفسه وتزوجها وكانت تديم البكاء والحزن لمفارقتها لملك أبيها وغضارة نعيمها
وأنس حشمها وخدمها وأهلها، فقال لها سليمان عليه السلام: ما لي أراك
--------------------
١) ب: ويخرجوا. )
(٥٤)
بهذه المنزلة من الحزن وانا خير لك من أبيك ملكي اجل من ملكه. قالت:
اجل، ولكني إذا ذكرت كوني مع أبي وأنسي به هاج لي ذلك وجدا فلو
أمرت الشياطين ان يصوروا لي صورته، فلعلي إذا رأيتها سلوت فأمر سليمان
فصوروا لها صورة أبيها في مجلس يشبه، لمجلس الذي كان فيه، ويقال ان
الذي صوره شيطان كان يصحب أباها، وقيل إنه هو كان أشار عليها بذلك
حتى سألت سليمان عليه السلام ذلك، فأمر الشياطين بعملها فكان في مقاصرها
التي أسكنها سليمان عليه السلام في قصر بناه لها، وقد غرس فيه بدائع
الشجر وفجر الأنهار في قنوات ذهب وفضة مطوقة بأصناف الجواهر على
النعت الذي كان رآه لأبيها في مساكنه، فعمدت إلى تلك (الصورة) فألبستها
أصناف الثياب الفاخرة المنسوجة بالذهب المزينة بأنواع الجواهر، وجعلت على
رأسه إكليلا من الجوهر النفيس، وتوجته بتاج من ذهب منظوم بالجوهر
الملون وأجلسته في صدر المجلس وجعلت حوله مخاد الديباج وأوقدت بين
يديه مجامرا من العود والعنبر، ونثرت عليه سحيق المسك، وفرشت بالبعد
منه بحيث تحاذيه أصناف الأفاويه والريحان والزعفران، وكانت تدخل عليه
بكرة وعشية، فتسجد له مع جميع وصائفها وخدمها، لما كانت تصنع
لأبيها، وخرج الخبر واتصل بآصف بن برخيا، وكان من قراء سليمان عليه
السلام وكاتبه وهو الذي كان عنده علم من الكتاب، وهو الذي أحضر
عرش بلقيس وكان عنده علم موضع المرأة من قلب سليمان وحبه لها فلم يدر
كيف يدخل إلى تعريفه بذلك إلى أن اتجه له الامر (في ذلك) ( ١) فقال
لسليمان يا نبي الله: اني سائلك شيئا. قال: سل. قال إني قد كبرت
ولست آمن ان يفجأني الموت، وقد أردت ان أقوم مقاما أذكر فيه الأنبياء
واثني عليهم واصف فضائلهم، فلتأمر باحضار الناس وتجمع وجوه بني
--------------------
١) عن ت. )
(٥٥)
إسرائيل، فيجلسون في مراتبهم، وتنصب لي منبرا أرقي عليه وأتكلم
بما يمكن ان يحضرني من الكلام في النحو الذي أريد الكلام فيه ففعل
سليمان عليه السلام ذلك
فقام على المنبر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وأقبل يذكر الأنبياء واحدا
بعد واحد، فيثني على من ذكره منهم في صغره وكبره ومدة أيامه إلى أن
ذكر داود، فأثنى عليه واستغفر له حتى مات، ثم ذكر سليمان فأثنى عليه
في صغره خاصة ولم يذكر بشئ في كبره، ولا ذكر شيئا من أيامه بخير ولا
بشر. فأحفظ ذلك سليمان ودعاه ( ١) لما فرغ فقال له سليمان أخبرني عنك يا
آصف سمعتك ذكرت جميع الأنبياء فأثنيت عليهم في أيامهم وفي جميع
أحوالهم، فلما بلغت ذكري أثنيت علي صغيرا وتركتني كبيرا فلم فعلت هذا؟
فقال له ذكرت ما علمت، فلما ألح عليه قال وبما استحققت ( ٢) أني أثني عليك
في أيامك هذه؟ فقال له وما الذي صنعت فيها؟ قال لان غير الله يعبد في
دارك منذ أربعين يوما، وما هذا جزاء نعمته عليك ولا شكر تمليكه لك ما
ملكك وأباك من قبلك، فاستغفر سليمان وقال صدقت ودخل فعاقب المرأة
وكسر الصنم وهرب شيطانه فظفر به بعد ذلك وحبسه
ويقال إن ذلك الصنم كان يخاطب المرأة بلسان أبيها، ويقول لها قد
أحسنت فيما فعلت، وكان يغويها ذلك بالسجود فعنف الله سليمان لذلك،
وأخذت الجن خاتمه وخرج من ملكه، وكان يطوف في بني إسرائيل
فيذكرونه، ثم سأل الله فرد ملكه وخاتمه بعد أربعين يوما، وهي عدد
الأيام التي سجدت المرأة فيها للصنم وقيل إن المرأة ماتت وكان ولد سليمان
عليه السلام منها
ومنها جزيرة الرود وهم خلق له أجنحة وشعور وخراطيم ضيقه، يمشون
--------------------
١) في ب، وت: ودعا. )
٢) في ب استحقيت، وت: استحققت. )
(٥٦)
على رجلين وعلى أربعة ويطيرون ويعدون إلى الجزيرة، وقيل إنهم من
الشياطين الأول
ومنها جزيرة القاس وهو ( ١) دابة مامامة كالكرة تصيح صياحا شديدا
ولا يدرى من أين يخرج صياحه، ويقال أنها تقيم ستة أشهر في البحر وستة
أشهر يكون ظاهرا في تلك الجزيرة، ولا يعرف ما هو ولا يعرف ما هو ولا أي شئ
يأكل،
ولا من أي موضع يأكل.
ومنها جزيرة مر بها قوم، وقد هاج عليهم البحر وعظم، فنظروا فإذا
شيخ ابيض الرأس واللحية، وعليه ثياب خضر مستلق على وجه الماء، وهو
يقول سبحان مدبر الأمور، وعالم ما في الصدور، وألجم البحر بقدرته على
أن لا يفور، سيروا بين الشمال والشرق حتى تنتهوا إلى جبال الطوق
فاسلكوا وسطها تسلموا من الغرق.
ففعلوا ذلك فإذا هم إلى مدينة بها أمة طوال الوجوه، معهم قضبان
الذهب يعتمدون عليها، ويحاربون بها وطعامهم الموز والقسط، فأقاموا
عندهم شهرا وأخذوا القضبان الذهب التي ( ٢) عندهم، فلم يمنعوهم، ثم ساروا
على ذلك السمت فخلصوا
ويقال إن الرجل الذي أرشدهم الخضر عليه السلام وإن هذه الجزيرة
مكانه وهي وسط البحر الأعظم
وذكر بطليموس أن في بحر الشرق والصين ثلاث عشرة الف وسبعمائة
جزيرة، وذكر بعضها
منها جزيرة سرنديب، يقال إنها ثمانون فرسخا في مثلها، ونقول أهل
الهند إن بها الجبل الذي اهبط الله تعالى عليه آدم عليه السلام تراه أهل
المراكب على أيام
--------------------
١) في ب، ت: وهي )
٢) في ب: الذي. )
(٥٧)
( وتذكر البراهة ( ١) أن عليه قدم آدم عليه السلام مغموسة وهي سبعون ( ٢
ذراعا وأن على هذا الجبل مثل البرق ليلا ونهارا فلا يمكن أحد من النظر إليه،
وأن آدم عليه السلام خطا فيه إلى البحر خطوة واحدة، وهي على مسيرة
يومين، وحوله ألوان الياقوت والأشياء ( ٣) كلها وعليه أصناف العطر
والأفاوية، ودواب المسك. وأرضه السنبادج، وفي أوديته الماس، وفي
أنهاره البلور، وحوله في البحر غوص اللؤلؤ.
ويتصل بها جزيرة الرامي، والرامي مدينة بالهند، وبها الكركند، وفيها
البقم، وعروقه دواء من السم لساعته، وقد جربه البحريون من سم الأفاعي
والحيات
وبها جواميس لا أذناب لها، وناس عراة في غياض لا يفهم كلامهم،
وهم متوحشون من الناس، وطول الواحد منهم أربعة أشبار، وللرجل منهم
فرج صغير، وكذلك المرأة. وشعورهم زغب احمر، ويتسلقون على الشجر من
غير أن يستعينوا بأيديهم، وهم يلحقون المراكب سباحة وهم في سرعة الريح
يبيعون العنبر بالحديد، ويحملونه في أفواههم، وبقرب من هؤلاء قوم سود،
وشعورهم مفلفلة، يأكلون الناس أحياء إذا ظفروا بهم يشرحوهم تشريحا،
ولهم فيها جبل طينه فضة، إذا أصابته النار ذاب
ويتصل بها ارض الكافور، وهو شجر نبت بها ظل الشجرة منها مائة
إنسان وأكثر، تثقب الشجرة فيسيل منها ماء يملا عدة جرار، ثم يكون
ذلك ماء الكافور، والكافور صمغ يخرج على أغصانها قطعا، ثم وخشبها
ابيض خفيف
وفي هذه الجزيرة عجائب كثيرة بحريات، وأطيار عجيبة، وغير ذلك
من العجائب
وجزيرة كله وهي جزيرة كبيرة يسكنها الهند، وفيها معدن الرصاص
--------------------
١) ب: في البراهنة. )
٢) في ب: سبعين. )
٣) الذي في ب: وللأشباه. )
(٥٨)
القلعي ومنابت الخيزران وهو عن يمينها على يومين منها.
وجزيرة ما لو عن، وأهلها يأكلون الناس، وبها موز كثير وكافور
ونار جيل وقصب سكر وأرز.
وجزيرة خاقه وبها مدينة سلاهيط وبها ملك يسير أحسن سيرة، لباسه
والثياب المذهبة، وعلى رأسه قلنسوة من ذهب، مكللة بغرائب الجواهر
وبها نارجيل وموز وسكر وصندل وسنبل وقرنفل.
وبحذائها جبل في ذروته نار تتقد مقدار سمكها علو مائة ذراع في مثلها
فهي بالليل نار، وبالنهار دخان.
وجزيرة الطيب من هذه خمسة عشر يوما، من البحر، فيها من كل الأفاويه
وفي مملكة المهراج جزيرة، يقال لها فرطائيل يسمع منها الطبول والعزف
والزمر وأصناف الغناء، والبحريون يقولون إن الدجال فيها، وبالقرب منها
موضع في البحر يخرج منه خيل لها أعراف تجرها في الأرض
وجزيرة ميمونة في طريق الصين، فيها العود والكافور، ومنها إلى قماري
إلى الساحل أيام يسيرة وبقماري العود القماري والصندل.
وجزيرة الصندل على الساحل، وبها العود والصنفي، وهو عندهم أفضل من
العود القماري، لأنه يغرق في الماء لجودته وثقله، وبها بقر وجواميس
وبلاد الواق وجزائها في مشارق الصين وهي كثيرة الذهب، حتى إن
مقاود دوابهم وسلاحهم وسلاسل كلابهم ذهب، ويعملون القصب المنسوجة
بالذهب ذات التماثيل العجيبة
ومن هذه النواحي يجنى العود والمسك والآبنوس والدراصيني، وأصناف
التجارات والعجائب
وجزيرة الزنج وفيها أمم مختلفو ( ١) الاشكال والا خلاط، وملوك مختلفه
--------------------
١) في ب: مختلفي. )
(٥٩)