عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو نوفيد
نوفيد
عضو
°°°
افتراضي
وقفة عند الإيحاء الصحيح

سبق و قلت أنه عند تمرين الفراغ أو الصمت الفكري تلتقي كل المذاهب الروحية و النفسية ... و هي الغاية المنشودة ... ففيها نبدأ التحكم بأفكارنا ... و هي أحسن وقت للإيحاء ... و لي حديث طويل عن الإيحاء سأتركه لوقت لاحق ... لكن ما أنصحك به أن يكون الإيحاء تصوريا فهو أكثر فاعلية ... من الإيحاء الشفوي ... حاول تجنب كل الكلمات السلبية أثناء الإيحاء و إلا وقع لك إيحاء عكسي ... فالمريض مثلا عليه أن يقول أنا بصحة جيدة و يتصور الصحة ... و لا يقول مثلا سأشفى من مرضي ... لأن ذكر كلمة مرض في حد ذاتها قد تأتي بتأثير سلبي ... الإيحاء يكون في غاية القوة إذا امتزج بتصور المشاعر ... فالمريض مثلا لا يكفيه أن يتصور أنه صحيح بل عليه تصور الإحساس بالصحة و ما يرافقه من شعور بالحيوية و الحماس ... و قد رأينا كيف أمكننا التحكم بجسدنا ... ثم بأفكارنا ... و سنعطي في وقت آخر كيفية التحكم بمشاعرنا و عواطفنا ... و مدى القوة العظيمة التي يمكن أن نحصل عليها بتوجيه عواطفنا ... ألا ترى ... أنه في حالة الإحساس بالسعادة مثلا نرقص و نصفق من الفرح دون أن نشعر ... و هذا يخالف تصرفاتنا العادية ... و قد نشعر بالخجل بعد ذلك إذا كنا في مكان عام أو أمام أشخاص نحترمهم ... و الشعور بالغضب الشديد يجعلنا نخرج كلمات غير لائقة و جارحة تدفعنا للأسف و الإعتذار بعد ذلك ... الرؤساء و الحكومات تعمد أحيانا لتحريك مشاعر المواطنين بالأناشيد الوطنية ... في حالة الحرب أو غيرها ... و تحرك فيهم عاطفة المواطنة ... و سنتطرق لذلك في موضوع خاص لاحقا ... خصوصا في التأثير عن بعد ...


توقفنا عند تمرين الفراغ الفكري ... و قلنا أن هذه المرحلة هي مقدمة و بداية للطرح الكوكبي...
و قبل البدء في بقية التمارين لا بد من مقدمات نمهد بها الحديث ... و تكون لنا عونا و مرشدا في باقي التمارين ...
و كان الكثير من الإخوة يستفسرونني هل في هذه التمارين ما يخالف أو ينافي الشرع ؟؟؟
و هو سؤال يثير الإستغراب قليلا ... لكن كل من يخشى عن دينه و ملته له الحق في طرح هذا السؤال ... لأن الخوف و الشك هو عدونا الأول ابتداءا من الآن ... فلا مجال لأي أفكار تشغلنا أو تنكد علينا تماريننا ... فكما سبق و قلت كلما كانت تماريننا خالية من التراتيل و الدعوات البوذية أو البراهمانية التي تتبعها الطرق الشرقية كلما كنا أقرب لديننا و شريعتنا ... ففي القرآن الكريم الآية 42 من سورة الزمر: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). و الرسول ( ص) في قصة الإسراء دلالة قوية على الطرح الكوكبي ...