عرض مشاركة واحدة
صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
ربّما يعتقد البعض أنّ نقلنا لمختلف صيغ البرهتية هو من باب الحشو أو اللّغو، لكنّ من وراء الأمر مقصدا و نتيجة. نريد بذلك أن نلاحظ معكم نُقطتين:

1) اختلفت صيغ البرهتية من حيثُ عدد الأسماء.
2) اختلفت صيغ البرهتية من حيث حروف الأسماء و نُطقها.


النّتيجة أنّنا لا نعلم ما هي الصّيغة الصحيحة، سواء اعتبرنا البرهتية لغة جبروتية أو سريانية أو عبرانية، و لا يُمكن لأيّ أحد أن يدّعي امتلاكه للصّيغة الصّحيحة. فقبل ظهور المخطوطات كان النّاس يتحجّجون أنّ الكتب فيها أخطاء مطبعية، الآن و قد ظهرت المخطوطات، أصبحنا لا نطمئن لها أيضا، فالنّساخ يسهون أيضا، و قد يُحرّفون عن قصد...

بل نجد نفس الكتاب المنسوب لنفس المؤلف، نجد مخطوطتين لنفس الكتاب تذكر إحداهما البرهتية بشكل و الثانية تذكرها
بشكل ثاني.

إلى من سنطمئن، إلى صدور الرّجال سيقول البعض. لكنّ المشكلة، ستجد روحانيا بالمغرب يذكر لك صيغة أخذها من شيخه، و تجد مصريّا يذكر صيغة أخرى أخذها من شيخه.

و حتّى لو اطمئننّا لصدور الرّجال، هل سلسلتهم البرهتانية ترتفع إلى أبعد من البوني زمانيا!!

لماذا نقول هذا؟

انظر معي، لو عجّمتُ إسم الله تعالى (بصير) إلى اللغات اللاتينية، فسأكتبها بهذا الشّكل basir، لكن إذا جاء بعدي نسّاخ و وقع منهم سهو أو أخطئوا، أو لم يتبيّنوا خطّي المخطوط، قد يُغيّرون في الحرف الأول فيصبح هكذا qasir، فينقلب المعنى إلى ضدّه.

فهذا كان أوّل البحث، إن سلّمنا أنّ البرهتية جبروتية أو من سليمان عليه السّلام أو من الأولياء، فأيّ البراهيت أصح، من يقدر أن يخرج علينا بالصّيغة الصّحيحة و يُطمئننا إليها، أليس تغيير الحروف عن مواضعها يؤدّي إلى تغيير المعنى؟

أمّا أخي محمّد، فحتّى إن ظهر أنّ البرهتية ليست عبرانية أو سريانية، ما الذي يمنع أن تكون بلغة إنسانية قديمة أخرى غير هاتين! فلا يجب التّقوقع في هذا القول.