المشاركات الجديدة
المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة : هذه الساحة تعنى بنشر المقالات والمواضيع التنجيمية والفلكية المترجمة إلى العربية من اللغات الأخرى

الأحلام.

افتراضي الأحلام.
ما هو الحلم؟ و ما هي وظيفته؟
للإجابة على هذا السؤال يجب البحث في التفكير الإنساني و كيف تطوّر.


مجال الآلهة:


1) الإحيائية أو أرواح الطبيعة:

في الدّيانة الإحيائية، يعيش الإنسان مع روح العالم التّي تحرّك كل شيء: كل شيء في هذا العالم حيّ. لكن الإنسان لم يكن قادرا بعدُ على تحديد مفهوم الحياة فكان يجسّدها في الأرواح.

الحياة تُخاطب مباشرةً الوعي الإنساني، و أرواح الطبيعة هي من يتدخّل في الأحلام: روح الجبال، قوى الطبيعة، و أحيانا الحيوان الطوطم...

يمكننا القول أن في هذه الحقبة كان دماغ الحالم في تواصل مباشر مع الطبيعة و الحياة.



العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
الآلهة و الطبيعة ليسا إلاّ شيئا واحدا.


2) تعدد الديانات:


ثم جاءت الحقبة التي لم يعد فيها لكلّ شيء روحا، إنّما آلهةً ذات وظائف و اختصاصاتٍ: في الأساطير اليونانية نُسبت السلطة ل (زوس) و نُسِبت الحرب للمريخ ثمّ الحبّ للزهرة.

لم يعُد الإنسان يسمع أصوات أرواح الطبيعة، بل أصبح يتلقّى في أحلامه رسائلَ من الآلهة. لكن الإنسان بعيدٌ جدّا من الآلهة فتعذّر عليه فهم معنى خطاباتها، فاحتاج إلى وسيط قادرٍ على ترجمة لغة الأحلام إلى لغة الكلام.

و هكذا، لمّا رأى ملك مصر سبع بقراتٍ سمان و أخرى عجاف، كان يوسف عليه السلام هو الوسيط الذي أخرج الحلم من لغته إلى لغة الكلام الإنساني.

عند اليونان، كانت فتاة عذراء هي من يلعب دور الوسيط، فتتلقّى الأحلام في معبد دلفوس و يتأولّها الكهنة بعد ذلك.



العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..
الآلهة انفصلت عن الإنسان و أصبحت تعيش في فضاء آخر. لكنها لا زالت في علاقة مع الطبيعة و اكتسبت صفات إنسانية.


3) الدّيانات التوحيدية:


يبدو أنّ مصر القديمة هي أولّ من عرفت الإله الواحد المتجسّد في الإله خنوم الذي خلق الكائنات الحية من طين النيل.

هنا كانت الحياة تسير وفق مبدأين: (كا) أي الطاقة الحية، و (با) أي الروح.

ثم جاءت الديانة اليهودية لتجعل الإله واحدا و تجمع فيه كلّ الطاقات الموجودة بالطبيعة، فانفصل الله بذلك نهائيا عن الإنسان و العالم.




العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


الآلهة اجتمعت في إله واحد، و هذا الأخير انفصل عن العالم.


لم يعد الله يوحي في المنام إلاّ لمن يختارهم، ففي العهد القديم، يتواصل الله مع يعقوب أو إبراهيم.

أصبح الله هو الخير. الإنسان، الطبيعة، الحياة أصبحوا الغلاف المادّي الذي يجب التخلص منه للوصول إلى الله. و أصبحت أرواح الطبيعة هي الشر: الشيطان.

لكن الإنسان، و بالرغم من الإيمان الرسمي و خضوعه للروح الأعلى، إلا أنّه احتفظ برواسب روحانية قديمة فأبقى على ما كان يعتقده من وجود كائنات روحانية تهاجمه من حين لآخر.



مجال علم النفس

بعدما كان الإنسان يفسّر العالم الخارجي إنطلاقا من وسائل حدسية محضة، أصبح، مع علم النفس، يحلّل عالمه الداخلي ليحاول فهمه.
البداية الحقيقية دشّنها فرويد الذي أبدع مبدأ جديدا: في داخل الإنسان، و في مقابل الوعي، يوجد مجال آخر، اللاوعي.
و الأحلام تنتمي بالتحديد إلى هذا المجال اللاواعي.

في محاولته لسبر أغوار الأحلام، قدّم فرود عدة مبادئ:
الحلم هو تحقيق لرغبة لا واعية، مدفوعة. الإنسان يمتلك إذن نوعين من التصرّف: تصرّف واعي يتمثّل في الرغبات التي يحقّقها، و تصرّفٌ عبارة عن الرغبات التي يدفعها لأنه لا يستطيع تحقيقها.

هذا النوع الثاني يحتوي أيضا على الذكريات المؤلمة و التي، إن طفت إلى السطح، قد تخلق ضررا. هذه الذكريات المكوّنة من الالام و الحاجات العميقة، لا تجدُ لنفسها تعبيرا في عالمنا الإجتماعي المحكوم بقواعد متعددة.
نعلم أنّ أي حدث مؤلم قد يجعلنا نقع في حالة النساوة: و تدبير النسيان هذا هو الوسيلة الطبيعية التي يلجأ إليها الوعي لتجنّب المعاناة أو الخوف. و بنفس الشكل، يمكننا أن نتجنّب أيّ شيء مؤلم لا يمكننا تحقيقه: فمدمن المخدرات يعرف أنّ عليه أن يتجنّب الإتصال المباشر بالمخدّر إذا أراد أن لا يقع في فخ السقوط مرة تانية.
عفوية طفولتنا هي الأخرى يجب نسيانها، بل دفعها إذا ما أردنا العيش في مجتمع تحكمه القواعد.

في حياتنا اليومية، هناك شيء ما يضعُ حواجز أمام الوعي، و حتى بالحلم، تأتي رسائل الأحلام مشفّرة حتّى لا يتمّ التعرف عليها، فهذا التعرّف يمكن أن يخلق المعاناة و الألم.
ثم إنّ الطابوهات الجنسية هي الأخرى تلعب دورا كبيرا في هذا الأمر.
إذن، كلّما كانت الرقابة و المعاناة قوية، كلّما جاءت رسائل الأحلام أكثر تشفيراً.

حسب فرويد، هناك مجموعة من التدابير نقوم بها لجعل الأحلام مقنَّعةً:

1. الإبدال: نقوم بتعويض حالة صراع بحالة أخرى و تكون هذه الأخيرة أقل شحنةً من الناحية العاطفية: الأم الشريرة في الحلم تظهر في صورة العجوز الساحرة لأنه يسهل اتهام الساحرة بأنها سبب كل مشاكلنا بدلا من اتهام الأم.
2. التكثيف: أن تتضمن الصورة الواحدة صوراً أخرى متعددة. كأن يرى الرائي القنديل الحامل للشمع مزيّنا بصورة ملك من الملائكة، فالقنديل الحامل للشمع يُحيل على الأب و نوره في الحياة، لكن صورة الملك تحيل على أنّه متوفّى.
3. التمثيل بالتضاد: نرغب في امرأة، لكن بالحلم نرى أنها هي من تحبنا و نحن لا نحبّها.
4. وضع الأحاسيس في صور: يكون الإنسان في قمّة الغضب، فيرى عاصفة و رعد يزجر و يلعن.

فإذا أردنا التأويل، علينا أن نتحرّر من المعنى الظاهري للحلم و التركيز على المنطق الآخر المخفي.

هنا سؤال يطرح نفسه، لماذا تعقدت هذه الوظائف مع أن الطبيعة عوّدتنا على البساطة؟ هل يكون الحلم استثناءً لهذه القاعدة؟

يونج:

إنطلق يونج من تحليل فرويد للأحلام: من المؤكد أن الرغبات اللاواعية المدفوعة و الماضي لهم حيّز في الحلم، لكنه يذهب إلى أن الحلم يحدّثنا عن الحاضر و المستقبل أيضا.

ترتكز نظرية يونج على اللاوعي الشخصي (المتعلق بالتجربة الخاصة للحالم) و يتوسّع يونج في هذا المفهوم ليجعله شاملا، فيتحدّث عن اللاوعي الجماعي (الخاص بتجربة المجتمع الذي يعيش فيه الحالم، و كذلك بتاريخ الإنسانية جمعاء)، و يتجسّد في الحكايات و الأساطير و الدّيانات.

توجد الحكمة الإنسانية الشاملة، حسب يونج، مسجونة في اللاوعي الإنساني، و يمكنها أن تظهر من جديد في الأحلام.
إذا كنّا نستطيع تأويل الأحلام التي تدخل في مجال اللاوعي الجماعي لإشتراك البشر فيها (البحر، الشمس، التنين...)، فإن الأحلام المنتمية إلى مجال اللاوعي الشخصي لا يُمكن تأويلها إلا بمساهمة الحالم، فهو الوحيد القادر على تحديد ما يعنيه البحر إليه:
هل هو مكان جميل للإصطياف؟
أم مكان مخيف يتسبب في الغرق؟ ....

ثم، إن يونج يتفق مع فرويد في ضرورة استيعاب المعنى المخفي في الحلم، لكنه يرى أنه لا يجب إهمال المعنى الظاهر.
و أخيرا، يرى يونج أن اللاوعي ما دام قادرا، بالرغم من رقابة الوعي، قادرا على تجميع كل المعلومات المخفية، فإنه يمكنه أن يعرفَ، و ذلك من قبل أن نعرف هذه المعرفة، و بالتّالي أن ينبّهنا و يحذّرنا بواسطة الأحلام.

و هكذا أعطى يونج للحلم طبيعة إعلامية تنبّؤية. و هي فكرة قديمة، و حلم ملك مصر مثال على ذلك. و عليه، يكون الحلم عند يونج يشهد على الماضي و يتنبّأ بالمستقبل.

غير مبريء الذمه نقل الموضوع أو مضمونه بدون ذكر المصدر: منتديات الشامل لعلوم الفلك والتنجيم - من قسم: المقالات والمواضيع والمنقولات المترجمة


...
....
صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
مجال العلم


في بداية الثلاثينات، مكّن اختراع مخطط الدماغ الكهربائي من التعرّف على خصائص النشاط الدّماغي أثناء النوم، و تمّ التمييز بينها و بين خصائص النشاط الدّماغي أثناء الحلم سنة 1953.

هذه الدراسة ستمكّن من تعريف و تحديد المميّزات الفيزيولوجية العصبية للأحلام، لكن دون فكّ شفرتها.

أوّلا، النوم الذي كان شائعا أنّه يتمّ في مرحلة واحدة متجانسة، إكتشف العلماء أنه يتم في مراحل متناوبة و مختلفة. و أهم هذه المراحل: النوم البطيء و النوم ذو التناقض الظاهري، و التخطيط الدّماغي لهما مختلف تماما.

و قد سجّل الفزيولوجيون مميّزات تقع أثناء الحلم: تكون العضلات مشلولة تماما و لكن في نفس الوقت تتحرك الأعين بشكل سريع من اليسار إلى اليمين. في هذه اللحظة بالذات، لو أيقظنا النائم فإنه سيحكي ما كان يحلم به بشكل دقيق. هذه الظاهرة تمت ملاحظتها عند الرضّع و الحيوان أيضا.

كلّ ليلة تتكوّن من مجموعة من المراحل تدوم الواحدة منها 90 دقيقة تقريبا و يشغل الحلم فيها 20 دقيقة تقريبا أي ما يناهز ساعة و نصف من الحلم كل ليلة.

هذه الدّراسات مكّنت من الإطلاع على الكيفية التي يشتغل بها الدماغ، و قد تبيّن أنه أثناء النوم و في اليقظة تكون نفس الباحة الدّماغية مفعّلة. هذا ما يجعل الأحلام تبدو لنا أحيانا كأنها واقع.

من جهة أخرى، أكّد علماء الأعصاب البيولوجي أن النخاع المستطيل هو المسؤول عن الأحلام، و أن ذلك يتم في الجهة اليمنى من الدماغ التي تعتبر مركز الخيال و الشعور.




العضو العزيز...شكر صاحب الموضوع للجهد الذي يقوم به لخدمة اهل العلم يشجعه لإعطاء عطاء أكبر . ضع رد لرؤية الرابط..


أثناء النوم، يكون التواصل مع الجهة اليسرى من الدماغ (الدماغ المنطقي) غير مغعّل، و يكون التواصل مع العقل البدائي ميسّراً.

سؤال يطرح نفسه: لماذا الأفاعي و السمك و بعض الحيوانات ذات الدم البارد لا تحلم؟ و لماذا نجد ظاهرة النوم المتناقض ظاهريا عند الطيور و الثدييات؟

يبدو أن ذلك مردّه إلى أنّ مركز النوم المتناقض ظاهريا يوجد في بنية دماغية توجد في المرحلة الجنينية عند الزواحف و أنٌها لا تنمو إلاّ عند الأجناس الأكثر تطوّرا.

لكي تتم عملية الحلم لا بدّ إذن من القشرة المخية الجديدة و الدم الحار.

أيضا، الأحلام مرتبطة بالتطور و بالتّالي بالجينات. فقد أظهرت الدّراسات أن أحلام توأمٍ فُرِّق بينهما منذ الولادة تكون متشابهة.

حسب خبراء الدّماغ، فإنّ الأحلام تقوم بمعالجة المعلومات التي تراكمت خلال النهار و تخزينها بالذاكرة ثم فرزها.

يرى البروفيسور جوفي أن الأحلام تقوم بإعادة إدماجنا باستمرار مع إرثنا النفسي و الغريزي، و أنّ من دون هذا الإدماج أثناء الأحلام ستتعرض شخصيتنا للضياع بسبب ما نتلقاه من تأثيرات بالمجتمع. و بالواضح، إنّنا نملك شخصية جينية: خلال النهار تقوم المؤثرات الإجتماعية بتغيير هذه الشخصية، و خلال اللّيل نقوم بإعادة ترتيب الأحداث التي وقعت بالنّهار بإعادة برمجتها لتنسجم مع شخصيتنا. و هكذا، أثناء النوم المتناقض ظاهريا، يقوم الرضيع بإصدار حركات ميمية مثل الإبتسامة و حركات الفرح و الخوف، مع أنّه لن يتمكّن من التعبير عنها حقيقة إلاّ بعد أسابيع، فكأنّه يقوم بالتمرّن على معطيات مكتسبة جينيا.

مع كثرة هذه الفرضيات إلاّ أنه ثمة يقين أنّ النوم المتناقض ظاهريا يلعب دورا مهمّا في ما يتعلّق بالذاكرة، فهو يسرّع تثبيت الذكريات، و التجارب على الفئران أثبتت أنّ التي تتعلّم بسرعة هي التي تكون مدّة أحلامها أطول. أمّا الحيوانات التي لا تعرف ظاهرة النوم المتناقض ظاهريا تكون ردّات فعلها غريزية و لا تتعلّم بسهولة.

و إجمالا، إنّ الأسئلة التي طرحتها الإكتشافات العلمية هي أكثر ممّا أجابت عليه.

إذا كان الحلم يُصادف انخفاضا في درجة حرارة الجسم، فكيف سنفسّر انعدام ظاهرة الإحلام عند الحيوانات ذات الدم البارد؟!

ظهر الحلم مع تطوّر الفقريات (طيور و ثدييات)، لكن لماذا لم تثبت هذه الظاهرة عند الدلفين و هو من الثدييات و دماغه أقرب من دماغ الإنسان؟!

كيف نفسّر أن الإنسان الذي لا يحلم بعد تعرضه لحادثة أو بسبب تناوله لبعض الأدوية، كيف نفسّر أنه لا يشكو من أي أعراض تتعلّق بالذاكرة؟!

كيف نفسّر أن المريض بالإحباط النفسي يتحسّن حاله إذا ما حُرِم من النوم المتناقض ظاهريا في ليلة أو ليلتين؟!

إنّ علم الأعصاب الفزيولوجي لم يتمكّن لحد الآن من الإجابة عن هذا السؤال: ما هي أسباب الحلم و وظائفه ؟

إذن، على أيّ أساس سندرس ظاهرةً لا نعرف ما يخلقها و لأيّ شيء تصلح؟


مجال الحدس و التطوّر

في الحلم، كل شيء سحري لأن كلّ شيء يُصبح ممكناً. ففي كل حلم ثمة شيء يُخلقُ و يتجاوز كل حدٍّ و يتحدّى كل منطق.

1. بالنسبة للعالم المحيط بنا: كيف يُمكن التصديق بأنّ هناك شيئا بداخلنا قادرٌ على فهم العالم و استيعابه إلى درجة أن يُعطينا حدْسا و إجابات عن أسئلة تؤرقنا!

لقد شاهدنا وعلى مرِّ العصور كيف ساهم هذا الحدس بالأحلام في فهمنا للعالم.

في ميدان العلم، ساعد هذا الحدس الكثير من الباحثين:

ــ NIELS BOHR: إكتشف بالحلم بنية الذرة.
ــ الكيميائي الألماني Kekulé إكتشف بالحلم التركيب الكيميائي للبنزين.
ــ الأمريكي Elias Howe بدوره إكتشف بالحلم فكرة إبرة آلة الخياطة.

و في ميدان الفن و الأدب:

ــ رأى ديكارت بالحلم المنهج الذي اتبعه في كتابه
ــ موزار رأى بالحلم موضوع (الناي السعيد).

الأمر يبدو و كأنّ الوعي هو المكان الذي تُطرح فيه الأسئلة و أن اللاوعي هو المكان الذي تُصاغ فيه الأجوبة. فعندما يغفو الإنسان تقوم العقلانية بفسح المجال لشكل آخر من الفكر الحر و الشامل. هذا الأخير يكون قادرا على صياغة أطروحات لا يستطيع العقل الواعي أن يصل إليها.

إن هذا الحيّز فينا و الذي (يحلم) هو الذي يملك مفاتيح ملكة الإبداع.

2. من داخلنا: إنّ العقل يعرف جيّدا كيف يحوّل الإيحاء و الحدس المنامي إلى واقع ملموس.

إن العقل، على ما يبدو، لا يُعالج الحياة إلاّ وفق القواعد المكتسبة أو المفروضة من العائلة و المجتمع، كما أنّ لكل منّا مفهومه الخاص يتعامل به إيجابا أو سلبا مع الآخرين. لكن اللاوعي ليس له أيّ رأي، إنّه يكتفي بالوصف، و وصفه لا حدود له.

و عليه، يقوم الوعي الإنساني العقلاني باستثناء كل ما ليس منطقي و عزله في سلة المهملات (اللاوعي).

لكن سلة المهملات هذه تعتبر الكنز الذي جمع كل حكايات الطفولة، إنه الوعاء الذي لا يُضحي بأيّ شيء. هذه الكنوز و هذه المعرفة الموحاة بواسطة الصّور و الموسيقى و النصائح اللاعقلانية التي يلقيها إلينا اللاوعي بالمنام، علينا نحن أن نحقّقها في عالم الوعي باتخاذ قرار حكيم: لقد حلمتُ بهذا، إذن عليّ أنا أن أحققه.

و هكذا، فإنّ الأحلام التي تعتبر الإطار الحامل لمخاوفنا و ابداعاتنا يمكنها أن تساهم في تحوّلنا و تطوّرنا.


مترجم بتصرف.

الصورة الرمزية يناير
يناير
عضو
°°°
افتراضي
شكرا جزيلا الاخ الاستاذ الباحث عادل على هذا الموضوع الشيق بارك الله فيك

صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
العفو أخي الكريم يناير، مشكور على الإهتمام.

بارك الله فيك.

صورة رمزية إفتراضية للعضو hakeem
hakeem
عضو
°°°
افتراضي
شكرا للأخ عادل على هذه
الأطروحة الجميلة, والصياغة المتقنة.
والتأمل في ثنايا هذا الموضوع يفتح الباب بمصراعيه أمام توظيف أمثل لقدرات وكنوز "الدماغ الإنساني", ولعل أبرز هذه الكنوز هو:lucid dreams .
وكيف يتم إستدعاء مثل هذه النوعية الواضحة من الأحلام وتوظيفها لخدمة الإنسان.




صورة رمزية إفتراضية للعضو adel67
adel67
عضو
°°°
افتراضي
بارك الله فيك أخي حكيم على الإهتمام. و قد نعود إن شاء الله تعالى لهذا النوع من الأحلام التي أشرت إليها و التي قد يصطلح عليها (أحلام الصحو)، و هي تعنينا من حيث اقتراب بعض أنواعها من ما يُعرف بالخروج من الجسد. و أحلام الصحو هي أن يحلم الشخص و يكون واعيا أنّه يحلم و أنه يُسيطر على الحلم و يلعبُ دورا فيه. و قد اشترط بعض الباحثين معايير متعددة كأن يعرف الحالم أنه يحلم و أن تكون له إرادة حرّة بالحلم و أن يتمتّع بقوته العقلية فيه.


مواقع النشر (المفضلة)
الأحلام.

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
الانتقال السريع
المواضيع المتشابهه
الموضوع
نزهة الأدهان في طب الأبدان
أسطوانة تفسير الأحلام
لتفسير الأحلام
تفسير الأحلام الآشوري
تفسير الأحلام

الساعة الآن 06:01 AM.