رُدُّوا إلـيـنـا بـلادَ الـشّـامِ واحْترِسُوا فالأُسْـدُ عابِـسَةٌ والـنّصرُ يُـلـتَـمَـسُ
فـي الـشّـامِ مُـتَّـسَـعٌ لِلـكـلِّ غـيـرِكُـمُ فالجـوُّ يُـنـكِرُكُم والـبحـرُ والـيَـبَـسُ
والأرضُ مِن تحتِكُم كالجمرِ تُرْبَتُها والشّـمسُ تُظـلِمُ والأمطارُ تـحْتَبِـسُ
فـالشّـامُ تـنزَعُ دوماً عـن مَهانَـتِـهـا يحمي حِماها رجالٌ ضَربُهُم شَرِسُ
شعبٌ أصيلٌ لَعَمـري لَيـس مُـدَّعِـياً رُكْـنُ اٌلعُـرُوبَـةِ والآساسُ واٌلأُسُسُ
رَدُّوا عَـنِ الـشّـامِ والبارودُ مُستَعِـرٌ والـدّورَ عَـنها وعن سكّانها حَبَسُـوا
لـم يــخـذِلُـونا فـما كُـنَّا لِـنَـخْـذِلَـهُـم تـشـرينُ شاهِـدُهُم والخائِـنُ النَّـجِـسُ
فيهِم نُسُورٌ تُضيءُ الدّربَ شُعْـلَتُهُم مِـن بـرقِ زَوبَـعَةٍ قـد أُشعِـلَ القَبَـسُ
وآخـرونَ يَــشِـيــعُ اليـومَ ذِكْـرُهُــمُ يرْتَدُّ مثـل الصّـدى عنهُم وينـعَكِـسُ
لَهُم صُدُورٌ تَصُدُّ اٌلرّيحَ إن عَصَفَت كَأَنَّهُم صخرةٌ في الأرضِ تـنغَـرِسُ
للهِ دَرُّكَ مِــنْ جــيــشٍ نُــحَـازِبُـــهُ خاضَ المنايا ومِنها النّاسُ تَحْـتَـرِسُ
في ظهـرِهِ رامَ سهـمُ الغَـدْرِ مَقْـتَلَهُ يا سُوءَ مَا فَعَلَ المُسْتَعْرِبُ الرَّجِـسُ
يا جاهِلًا إنَّ في التّاريـخِ مَوْعِـظَةً ليست تُـذاعُ لِمَـن بالجهْـلِ ينْغَـمِـسُ
حَقًّا يَقِيناً سَيَمْضِي الجيشُ مُنتَصِراً لا لَـبْسَ فِي نَصرِهِ إنْ كُنتَ تَلْـتَبِسُ
فالـشّـامُ كَـالخـيلِ إذ تُرْخى أَعِنَّتُـهَا عِـنـدَ السِّباقِ سَتُبدي أصلَهَا الفَـرَسُ